الحب الممنوع

Por skfiction17

695 31 5

الحب الممنوع من أقوى أنواع الحب فكلما كان ممنوعا أصبح مرغوبا به أكثر و أكثر...فهذا هو الفرق بينه و بين الحب ا... Mais

النسخة الثانية
النسخة الثالثة

النسخة الأولى

456 12 2
Por skfiction17

أرجعت أريوم رأسها للخلف مغلقة العينين و أطلقت زفيرا طويلا وكأنه نابع من اعماق قلبها لعلها تخفف ولو جزءا قليلا من غضبها بسبب صديقتها نايون التي أفسدت عطلتها بحديثها المنقسم بين الشبان و مستحضرات التجميل....قاطعت هدوئها و هي تحركها بقوة قائلة : أريوم....ما رأيك بأحمر الشفاه خاصتي ؟؟
أريوم بحدة : ألن أرتاح منك ؟؟...*شهقت فور التدقيق في شفاهها لتقول : اللعنة ،لونه جريء.....أنت تبالغين سيوبخك المدرس نا حتما !!!
نايون بدون اكثرات : إنه يبرز شفتي بشكل جميل...*أشارت لها بأحمر الشفاه : ضعي منه ستبدين فاتنة ، أنا صديقتك منذ سنوات و لم أرك تضعين الزينة أبدا...
أريوم و هي تنفي بيدها : لا أريد...
نايون باستنكار : هل ستقضين حياتك بالدراسة ؟ هل هناك فتاة بجمالك تحب الكيمياء ؟ حتى أنني لا أفهم ما الفائدة منها !!
أريوم بمكر : كمساحيق التجميل بنظري....
قهقهتا لتقول نايون : لقد قضيت وقتا ممتعا معك في العطلة...
أريوم بمزاح : لولا أحاديثك المزعجة لكانت أفضل....
نايون و هي تعانقها : آسفة لأنني أزعجك بترهاتي...
أريوم بصدق : إنها مزعجة و لكنها تبقى أحاديثنا السرية كوننا صديقتين مقربتين يجب أن ننصت لبعضنا و لو كانت مجرد سخافات....
نايون بخبث : هل أخبرتك عن الشاب الذي أراد مواعدتي قبل العطلة ؟؟
أريوم و هي تغلق أذنيها : لقد استمعت لها آلاف المرات....صرت أحفظها عن ظهر قلب....
نايون : حسنا....لن أعيدها
تحدثت أريوم لسائقها قائلة : أجاشي...أنزلنا هنا أرجوك
نزلتا قبل وصولهما للمدرسة بخطوات قريبة...مشيتا ممسكتان بذراعي بعضهما ، عندما وصولهما لباب الثانوية كانت هناك سيارة بصدد الدخول ليقف صاحبها سامحا لهما بالدخول أولا....انحنت أريوم بينما نايون استمرت بالتحديق بالسيارة و هي تتسائل : من يكون صاحب السيارة ؟؟هل هو يعمل في الإدارة ؟؟
أريوم بعدم إدراك : لم أنتبه له...

دخلت أريوم الفصل جلست في مكانها بينما نايون استمرت بالتجول....كان الجميع حولها يتحدث عن ما فعلوه خلال العطلة ليمر وقت قصير و تسمع صوت صديقتها نايون في المقاعد الخلفية و هي تجادل أحدهم كان قد أخذ مكانها عن قصد...نهضت من مكانها لتمشي نحوها و تحل المشكلة بعقلانية كونها رئيسة الفصل..
أريوم : ما خطبك نايون ؟؟
نايون بتذمر : الوغد جيمين عاد لإزعاجي....لا يريد النهوض من مقعدي....
نظرت أريوم لجيمين لتنطق بهدوء : هلا غيرت المقعد....إنه يخصها
نهض من مكانه فورا قائلا : حسنا...كما تريدين
*اقترب منها ليصبح وجههما متقابلا ويضيف : لقد ازددتي جمالا بعد العطلة آنسة نوبل...

قطعهما دخول الأستاذ ليجلس الطلاب لأماكنهم و ينظرو للشاب أمامهم باستغراب من هويته.....تنحنح الشاب ليقول : صباح الخير ،أدعى كيم جين سأكون أستاذكم للكيمياء...
قاطعو كلامه بإعجاب الفتيات بشكله و سعادة الشبان بتخلصهم من الأستاذ الصارم...
أكمل كلامه بحدة : أستاذكم المؤقت حتى حين عودة الأستاذ نا من إجازته المرضية....
وقفت أريوم لتقول بصوت عالي : وقوف...
ثم انحنو باحترام للترحيب بالأستاذ الجديد....نظر لها جين ليبتسم لفعلتها التي سيطرت على القسم ليخضع لها بهدوء تام...جلسو لينطق جين بتساؤل و هو ينظر للائحة الأسماء : عرفوني بأنفسكم تباعا....
قدم بعض الطلاب أنفسهم ليحين دور نايون و تقول بدلال : جو نايون....*أرجعت شعرها للخلف بغرور : أكون أجمل فتاة في الثانوية....
ضحك الطلاب بعد كلماتها لتعقد يدها بسخط و هي تتمتم : أنتم حقا عميان....لا تقدرون جمالي...
ابتسم جين بخفة ليتسائل : ما هو حلمك آنسة جو ؟
نايون و هي تطرق يديها على وجهها بخفة : ألا يبدو ذلك جليا ؟؟ أريد أن أصبح شخصية مشهورة و أن تعرض صوري على المجلات و الواجهات في أرجاء العالم.....
جين و هو يدقق النظر لزينتها المبالغ فيها : ستتغير قواعد الفصل بوجودي....يمنع ارتداء الازياء القصيرة و كذلك التأخر في حصتي ممنوع و لا أرحم أحدا....*أضاف قبل أن يتجاوز نايون : أخشى أن تمتنعي عن تبرجك أنت و زميلاتك فقد أصبحتن كالدمى تتشابهن....

توقف بجانب جيمين ليقف و يعرف عن نفسك و يجيب بشيء من الحماس : حلمي أن أصبح مغنيا و أكسب قلوب الفتيات....خاصة فتاة مميزة عندي...
جين بحدته المعروفة : هل أنت متأكد بأنه حلمك و ليس حلم الفتيات ؟؟ سأسدي لك نصيحة...جد حلما لك أنت لا حلما لتصل للآخرين...

أكمل عددا لا بأس به من التلاميذ ليصل لها و تكون آخر المجيبين....انحنت له بهدوء لتقول : أدعى هان أريوم...
جين بابتسامة : ما هو هدفك آنسة أريوم ؟
أريوم بثقة :أن أصبح مدرسة كيمياء...هدفي لم يتغير بمرور السنوات و أنا بانتظار تحقيقه....
تحدث أحد زملائها قائلا : لقد انهت جميع كتب الكيمياء في المكتبة....إنها رائعة...
جين بانبهار : هل هذا صحيح ؟؟
أريوم بهدوء : أظن ذلك أيها الأستاذ لكني أتطلع للتجارب بعد كل ما قرأته....فالكيمياء علم تجريبي لا يقوم على القراءة فحسب بل على التجربة والمشاهدة و التطبيق أيضا....
جين بتساؤل : ألا تجدينه مملا ؟
أريوم بنفي : على العكس سأسعى لأجعله مسليا و أغير تلك الفكرة النمطية....
نظر جين للطلاب الصامتين فعلى ما يبدو فهم يحبون الإستماع إليها و يحترمونها ليقول : هذا مبهر....أتمنى لك التوفيق إذا....

انهت الحصة في هدوء تام فقد كان الأستاذ جين يشرح الدروس بسلاسة تامة....قبيل ذلك رن الجرس توجهتا نحو الكافيتيريا لتناول طعام الغداء ، جلستا لتقول نايون : لم أرى جونكوك...هل تغيب منذ اليوم الأول ؟؟
أريوم : لست أدري...
نايون بغضب : أليس صديقك و جارك أيضا ؟ كيف لا تعرفين عنه شيئا ؟؟
أريوم باندهاش : ماذا دهاك ؟؟ و ما أدراني به ؟؟
نايون بحزن : لم أره منذ مدة و الآن لم يحضر...ما العمل ؟؟
جالت أريوم بنظرها المكان بتفحص لتقول : ربما كان في رحلة ما....حتما سيأتي ، و إن لم يأتي اليوم سأتصل به من أجلك في المساء....
نايون و هي تعانق أريوم : أنت الأفضل...
شعرا بشخص يضع صحنه أمامهما ليجداه جيمين و هو يهدي أريوم ابتسامته قائلا : هل كنت تبحثين عني ؟؟
أريوم بحدة : تناول طعامك في هدوء و إلا غير مكانك...
زفر جيمين ليقول : هل هكذا تستقبلينني بعد العطلة بوجه متجهم ؟؟ ألم تفتقديني ؟؟لقد أرسلت لك رسائل كثيرة و لم تكلفي نفسك بالرد عليها....
أريوم بذكاء : لقد كنت في عطلة...لم قد أرغب بتذكر شخص تجمعني به الدراسة....
جيمين بغيظ : هذا رأيك إذا !!
غادر من فوره لتنتهي الفتاتان من طعامهما و تتجهان نحو الحديقة كعادتهما قبل بدء الحصة التالية...افترشتا العشب لتنظرا للغيوم بشرود و تنطق أريوم بعد مدة : انظري للسحب إنها تشبه السيدة باي عندما تكون غاضبة...
ضحكت نايون لتقول : أنت محقة....كما أن تقاسيمها تشبه كثيرا الأستاذ الجديد كيم ، لديه نظرات حادة و لسان سليط....لكنه يبقى وسيما ، أظنه أصغر المدرسين...ما رأيك؟
أريوم بهدوء : فيما سيهم رأيي بنظرك ؟؟

شعرتا بشخص يصرخ لهما قائلا : لقد رن الجرس ما الذي تفعلانه هنا بدل التواجد في الفصل !!
أمسكت نايون بيد أريوم ليفلتا من قبضة مساعد المدير و يركضا باتجاه الفصل....كانتا في الممر بعد أن افترقتا لتسبق نايون و تبقى أريوم خلفها فجأة شعرت الأخيرة بارتطام رأسها و يد تمسك بكتفيها لكي لا تقع...وجهت نظرها للواقف أمامها و هي تمسك بجبينها بألم...
جين بقلق : هل أنت بخير آنسة أريوم ؟؟
أريوم و هي تزيح يدها عن جبينها : أجل...أستاذ كيم...
جين : كوني حذرة...
انحنت له لتتابع مسيرها نحو فصلها تحت نظراته إلى أن اختفى ظلها...

بعد يومين من الروتين الدراسي....كانتا تتمشيان كعادتهما وصولا للثانوية لتلمح نايون جونكوك و تقول بترجي : انظري جونكوك عاد من رحلته....قومي بمناداته من أجلي
أريوم بقلة حيلة : حسنا ، لنذهب إليه....
عانقت أريوم عنق جونكوك قائلة : أيها الكسول...كيف كانت رحلتك ؟؟
جونكوك بابتسامة : لقد كانت رائعة...فقط لو كانت مدة العطلة أطول لكان أفضل....
أريوم بمزاح : تحتاج لعطلة أبدية إذا...
جونكوك و هو ينظر لنايون التي يبدو عليها الخجل : كيف كانت عطلتك نايون ؟؟
نايون بخجل : رائعة أوبا...
ابتسم لها جونكوك لتغرس أظافرها في يد أريوم من كثرة الحماس...تحملت الأخيرة الألم لتنطق من بين أسنانها : نراك لاحقا...
جرتها بعيدا لتنظر لذراعها قائلة باستنكار : كم أنت متوحشة جو نايون !!
نايون بعدم انتباه لما يدور حولها : لقد ابتسم لي و لاحظني أخيرا....لابد أنه سيطلب رقمي منك ، أعطيه إياه على الفور لست أمانع....
أريوم : لا يعقل...هل أنت سهلة لهذه الدرجة ؟
نايون بعفوية : لست كذلك و لكني أحب أن تسير الأشياء بسهولة....إن عقدت الأمور سأصبح مثلك لا أهتم سوى للدراسة و أرفض الشبان الوسيمين من حولي...
أريوم بتضايق : لنذهب...سنتأخر

بعد فترة الغداء لمحت أريوم جونكوك رفقة حبيبته التي على ما يبدو بأنها جديدة لم ترد من نايون أن تصدم لذا أرادت تشتيت انتباهها بأية طريقة...أمسكت بكتفيها لتبعدها عن مكان وجوده و هي تختلق القصص قائلة : لقد أعجبت بشاب....
نايون و هي تجلس في مقعد بالقرب من صديقتها : هل هو وسيم ؟ هل تعجبينه ؟ هل طلب منك المواعدة ؟؟
أريوم بارتباك : على رسلك...لم يحدث شيء من هذا ، لقد سخر من مادتي المفضلة لذلك قمت بحذفه من قائمة الأصدقاء...
نايون بصدمة : ماذا ؟؟ هل جننتي ؟ فقط انسي أمر الكيمياء ذاك...أنت بحاجة لحياة خاصة...
أريوم باستدراك : أنت محقة علي ذلك...بما تنصحينني ؟؟
نايون : سأقوم بمساعدتك لتزيني نفسك بطريقة فاتنة تجعل كل من يراك يقع في غرامك....
رن هاتفها لتنظر بصدمة و تدمع عيناها بعدها انفجرت بالبكاء....دهشت أريوم لتقول : ما بك ؟
نايون و هي تشير لهاتفها ببكاء : لقد بعثت لي جيون بصورة جونكوك رفقة حبيبته الجديدة....لقد ظننته سيعجب بي ، هل أنا بشعة لهذه الدرجة التي لا يراني فيها ؟؟
أريوم و هي تمسح دموع نايون : كلا لست كذلك ، أنت تستحقين الأفضل عزيزتي....سنتخرج و نذهب للجامعة هناك ستجدين شابا أوسم من جونكوك يقدرك و لا يبكيك بعدم اهتمامه....
نايون بتساؤل : حقا ؟؟
أريوم بابتسامة تشجيعية : بالطبع...اذهبي لتعديل مكياجك في الحمام و ابتهجي جو نايون...
في طريق مغادرتها التقت بالأستاذ كيم ليدخل الفصل و يجد أريوم تجلس وحيدة في الفصل و هي تنظر للنافذة من مكان جلوسها....تنحنح قليلا لتنتبه له ، ألقيا التحية ليعم الصمت و يقطعه بتساؤله : آنسة أريوم ما هي الجامعة التي تودين أن ترتاديها ؟؟
أريوم باحترام : إن تم قبولي في جامعة أمريكا سأكون سعيدة بأن أتخصص في الهندسة الكيميائية ...
جين و هو يخرج كتابا ما : هذا الكتاب يحتوي على عدة تجارب كيميائية ستفيدك بكل تأكيد....
أمسكت به لتشكره و تعود لي مكانها بهدوء....نطق مجددا : لا تركزي بالكيمياء فقط لأنها مادتك المفضلة....كوني متفوقة في جميع المواد
أريوم : أجل....أستاذ كيم

مرت الحصة بين شرح و تطبيق كما أرادت أريوم ، كانت تنظر للمجهر لتنطق : أستاذ كيم...أظن أن المجهر الخاص بي معطل...
اقترب جين للتأكد ليشير لها باستعمال خاصته...كان مجهر الأستاذ مرتبطا بشاشة ليقول : آنسة أريوم...حركي المجهر لليسار قليلا....
قام بالشرح لكل شخص على حدة ليصل دورها و يضع يده على يدها بدون قصد لتشيح بنظرها بحرج و يقول : بماذا تسمى العصي تحت المجهر ؟؟
أريوم : تسمى بالأنيبيبات...
جين بابتسامة : هذا جيد...*أضاف : يداك باردتان أغلقي سترتك...
ارتبكت من كلامه لتكمل الدرس بشكل طبيعي...

عادت أريوم و نايون للبيت لتباشرا بالدراسة قليلا ....تحدثت الأخيرة : كيف لك أنت تركزي و الأستاذ كيم كان بجانبك طوال الوقت ؟؟
أريوم باستغراب : هل يفترض أن لا أركز بحضوره ؟؟
نايون بحماسها المعتاد : أجل إنه وسيم...لم أستطع التركيز لأن جونكوك كان بجانبي و ابتسم إلي ، أنا محظوظة....
أريوم : أنت غريبة حقا...ألم تكوني تبكين من أجله في الصباح ؟؟
نايون بعدم اكثرات : هذا كان في الصباح...لايهم لأنني بمجرد نظرة منه أو حتى عندما تتلامس أيدينا....
قاطعتها أريوم : انتظري....ما الذي فاتني؟؟ هل أمسكتما بيدي بعضكما ؟؟
نايون بنفي : ليس هذا ما قصدته....تلامست أيدينا عن طريق الخطأ لقد شعرت بفراشات في معدتي و أن وجهي يشتعل خجلا....آه إنه شعور مغلف بالمشاعر الجميلة...
شردت أريوم بعد كلامها و هي تفكر بالأستاذ جين لتنفي برأسها فهذا شيء غير مقبول بالنسبة لها....طرقت الخادمة معلنة عن نزولهما لتناول العشاء....

جلستا للمائدة بعد أن أخذت نايون مكان شقيق أريوم الصغير الذي غضب منها بشدة لفعلتها....تحدثت نايون : لا تغضب من نونا....
السيد هان : تناولا طعامكما لتستطيعا الدراسة بشكل جيد....
نايون بدلال : الطعام لذيذ لكني سأفسد حميتي...
السيدة هان : قوامك رشيق لا تحتاجين لحمية في نظري....
نايون بخجل : أشكر مدحك...
السيدة هان : علمي أريوم كيف تهتم بشكلها و تخرج نفسها من جو الدراسة ستصبح كالهيكل العظمي إن استمرت على هذه الحالة....
أريوم بتذمر : أمي...
نايون : السيدة هان محقة...الدراسة ليست كل شيء في العالم ، فلتتسلي قليلا...انظري الشبان حولك ينتظرون فقط نظرة منك ، جيمين المسكين يكاد يفقد صوابه و هو بانتظار ابتسامة منك....
تجاهلتها أريوم لتكمل طعامها....ثم نطقت السيدة هان : إنها محقة....ما زلت صغيرة ، ستندمين لأنك أضعت هذا الوقت بالدراسة فحسب....
نظرت أريوم لوالدها كأنها تستنجد به ليجيب : أريوم صغيرتي تهتم بدراستها لتصل إلى ما تصبو إليه....لا تضغطا عليها بكلامكما عندما تجد الشخص المناسب ستواعده بنفسها....
ابتسمت برضا لكلام والدها....في الصباح ارتدت ملابسها لتقف بجانب صديقتها التي تزين نفسها و تقول : توقفي...ستوبخين مجددا
نايون : لا تقلقي...*اقتربت منها : افتحي أزرار قميصك الأولى...
تراجعت أريوم قائلة : توقفي عن هذا....
نايون بغضب مصطنع : لن أزعجك مرة أخرى....والدي عادا في الصباح من رحلتهما سأغادر للبيت بعد المدرسة...
أريوم بحزن : هل ستتركينني ؟ لقد تعودت على البقاء معك...
نايون بنفس النبرة : لن أفعل سأتي للبقاء معك بين الوقت و الآخر...لا تقلقي
أريوم بمزاح : إن فتحت أزراري لن تغادري ؟؟
نايون بابتهاج :علي العودة للبيت اشتقت لوالدي كثيرا....لكن إن ارتديتي زيا مثيرا في حصة الرياضة أعدك بأنني سأتي يوميا....
قبلت أريوم وجنتيها لتقول : أنت كأخت لي حقا....آسفة لأنك تتحملينني رغم أنني مملة...
نايون و هي تعانقها : لست مملة....الدراسة وحدها المملة....

حان وقت حصة الرياضة لتخرج أريوم للقاعة و ينظر لها الجميع بإعجاب لأنها كانت ترتدي قميصا بدون أكمام و يظهر جسدها المتناسق بطريقة ناعمة....لعبو كرة السلة ليقترب كعادته جيمين قائلا : تبدين جميلة...
أريوم و هي تعدل من ربطة شعرها : شكرا لك...
جيمين بهدوء : فلنتحدث...
أرادت أن تجيبه لتأتي نايون بركض : الأستاذ مين يريدك...*همست لها : سأشجع جونكوك...عند انتهائك الحقي بي...

مشت باتجاه الأستاذ مين تلهث و شكلها غير مرتب...توقفت أمامهما ليقول : أريوم الأستاذ كيم يريد إعطائك شيئا ما...
أريوم و هي تنحني لجين :أجل أستاذ كيم...
سرح في ملامحها المحمرة من كثرة الركض و شعرها الذي يغطي عينيها بشكل عشوائي ليتنحنح قائلا : لقد وجدت هذه القلادة في فصلكم...جدي صاحبها...
أريوم و هي تتفحصها : إنها تخص كون جي وون....سأعطيها لها....
ركضت باتجاه زميلتها ثم بعدها بحثت عن صديقتها و وجدتها قد وقعت أرضا بسبب إصابتها بكرة السلة....خافت عندما وجدتها لا تتحرك ، حاولت جعلها تستيقظ ليقترب جونكوك بقلق : هل نأخذها للمستوصف ؟؟
أريوم بارتعاش :أجل...ساعدني على حملها
توقفا عن الحديث عندما تقدم جين و حملها بنفسه باتجاه مستوصف المدرسة....كانت تمسك بيدها بانتظار أن تعود لوعيها
تحدثت الممرضة : ستستيقظ بعد قليل....لا تقلقي
خرجت أمام الغرفة لتجد جونكوك أمامها و تطمئنه : إنها بخير..
جونكوك : هل ما زالت نائمة ؟؟
أريوم : أجل....ستستيقظ بعد قليل ، الضربة أفقدتها الوعي لكنها لم تتأذى
جونكوك براحة : هذا جيد....
أريوم : عد للحصة ، سأهتم بها لا تقلق....
جونكوك : حسنا...اتصلي بي إن احتجتي لشيء
أخذت تمشي في الممر بقلق لتلمح الأستاذ جين قادما ، تسائل : هل الآنسة نايون بخير ؟؟
أريوم بتخوف : أجل...إنها ترتاح الآن
جين : لا تقلقي...لن يحدث لها مكروه
أريوم بابتسامة : آمل ذلك...
نادتها الممرضة ليدخلا معا الغرفة و تجد نايون تمسك برأسها بألم : أوه...هذا مؤلم ، كما لو أنني ثملة...
أريوم و هي تنظر للممرضة : ألا يمكن أن تعطيها مضادا للألم ؟؟
الممرضة : سأعطيها بعد المسكنات لكن خذيها للبيت لترتاح...
أريوم : حسنا...
بعد أن تناولت المسكن أسندتها عليها ليوقفها جين : سأوصلكما...
أريوم : لا داعي لذلك....سنستقل سيارة أجرة
جين بحزم : لن تستطيعي بمفردك...
نايون و هي تتأوه : دعي الأستاذ كيم يوصلنا...عنيدة
ابتسم بعد آخر كلمة نطقت بها ليركبا سيارته....كانت نايون تنظر لسيارته الفاخرة ليتسائل جين : منذ متى و أنتما صديقتان ؟؟
نايون بحب : منذ خمس سنوات...
نظر جين لأريوم التي تنظر للطريق بهدوء و يحاول لفت انتباهها : آنسة أريوم هل أنا في الطريق الصحيح ؟؟
أجابت نايون بدلا عنها : أجل...أستاذ كيم
انزعج جين من تطفلات نايون ليسمع صوتها و هي تجيب : بعد منعطفين يقع بيتها...

أدخلت أريوم صديقتها لترتاح و تغادر بدورها...توقفت عن السير عندما وجدت جين ما زال بانتظار خروجها لتهمس : أستاذ كيم
جين و هو يشير للسيارة : سأوصلك...
أريوم برفض : بيتي قريب...شكرا و آسفون لإزعاجك أستاذ كيم...
أسرعت في خطواتها لتغادر من أمامه بسرعة البرق...
صدم من فعلتها فقد كان يود مرافقتها و التحدث معها قليلا ففتاة بذكائها و هدوئها شدته ليتعرف عليها أكثر...
ركب سيارته و في طريق مغادرته لمحها تركب الحافلة....زفر من فعلتها لكنه ابتسم لأنها حقا عنيدة كما نعتتها صديقتها تماما...

مرت الأيام بشكل روتيني الطلاب يتابعون دراستهم و المدرسون يبذلون ما بوسعهم لمساعدتهم على ذلك....

كانتا تتسكعان كونهما في عطلة نهاية الأسبوع لتقول نايون : لنرى هذا المحل....أعجبني الفستان في الواجهة...
خرجتا بعد مدة طويلة لتقول أريوم : لقد تعبت لنجلس قليلا...
نايون و هي تشير لمطعم : لنتناول الطعام أولا...
في انتظار وصول الطعام أرادت نايون التقاط صورة لهما لتمتنع أريوم : أبدو متعبة ، التقطيها لوحدك...
نايون و هي تهذب شعر أريوم : هكذا أفضل...ابتسمي
التقطتها لتقول نايون : نبدو رائعتين....سأنزلها على حسابي...
أريوم : لا تفعلي ، أبدو بشعة...
نايون بتفكير : التعاليق ستحدد...

بعد انتهائهما نطقت أريوم و هي تركب السيارة : الوقت تأخر.... اقضي معي عطلة الأسبوع
نايون :حسنا...لكننا لن ندرس نستمتع بوقتنا فقط
أريوم بإيمائة :كما تشائين....

وصلتا للبيت لتجلسا فوق السرير بتعب و تفتح نايون هاتفها و هي تتفحص الصورة نطقت : لن تصدقي لقد حصلت صورتنا على خمس مائة إعجاب...
أريوم و هي تتثني عليها : هذا لأن نايوني فائقة الجمال...
نايون بنفي : بل لأنك في الصورة....أغلب التعاليق تمدحك
قهقهت لتضيف : جيمين مصر على إيقاعك في شباكه....لقد كتب " لو أنني كنت برفقتها لقضت وقتا مسليا "
أريوم و هي تضم وسادتها : أيا يكن...
شهقت نايون و هي تقول : لن تصدقي الأستاذ كيم ترك تعليقا على صورتنا أيضا...
أريوم و هي تنهض من مكانها بغير تصديق : ما الذي كتبه ؟؟
نايون بدهشة : " استمتعا بوقتكما "
أريوم بتوتر : هذا فقط !!
نايون بتساؤل : هل كنت تنتظرين شيء آخر ؟؟
أريوم بنفس النبرة : كلا...من أين عرفت حسابه ؟؟
نايون : الجميع يملكون حسابه منذ اليوم الأول....وحدك من لا تعلمين شيئا ؛ الفتيات في فصلنا معجبات به للغاية و يحاولن الإيقاع به...
أدارت هاتفها لتقول : فلتنظري لصوره...يبدو فاحش الثراء و سيارته فارهة....
أريوم و هي تدقق في ملامح وجهه عوض الأماكن : جيد...
أرتها الصور على التوالي لتقف أمام صورته رفقة فتاة ما و تنطق أريوم بفضول : من تكون ؟ هل هي شقيقته ؟؟
نايون بتحليل : لا يبدوان كذلك....أظنها حبيبته يليقان ببعضهما ، انظري كم هي جميلة....
أريوم بهدوء : أنت محقة...
نايون بتفحص : الصورة التقطت قبل ثلاث سنوات ...أظنهما سيتزوجان بعد كل هذه المدة....
أريوم و هي تمسك بصدرها : سأستنشق بعض الهواء...
نايون و هي تلحق بها : ما بك ؟؟
أريوم: لا شيء...شعرت بالإختناق فجأة
نايون :لنتمشى في الخارج قليلا...
أريوم : في هذا الوقت المتأخر ؟؟
نايون : أممم...هيا
تمشيتا بجانب البيت لتتسائل أريوم بعد تفكير : ما الذي أعجبك في جونكوك ؟ أقصد لما أنت معجبة به ؟؟
نايون بتفاجىء : يا للهول...هذه أول مرة أراك تتحدثين بها كالفتيات الطبيعيات و ليس كعالمة كيمياء...
أريوم بغيظ : توقفي و أجيبيني بصدق...
نايون بابتسامة : جونكوك فتى مرح و مغامر ، وما أحب فيه هو إبتعاده عن الملل والروتين...هل فهمتي قصدي ؟؟
أومأت أريوم لتجيب : أجل...فهمت
نايون : ماذا عنك ؟
أريوم بتفكير : شخص يشاركني اهتماماتي و يتمتع بقدرةٍ كبيرةٍ على الحوار والإقناع، و يملك حسا راقيا في تعامله مع الآخرين بفضل إطلاعه الواسع و ثقافته غير المحدودة...
نفخت نايون فمها بتملل لتنطق بمزاح : لا يوجد شخص بهذه المواصفات...عدا الأستاذ كيم لأنه يدرسنا الكيمياء و لديه أسلوب رقيق في التعامل معك رغم لسانه السليط...
توردت وجنتاها لتنفي ذلك : ما الذي تتفوهين به ؟
نايون بدهشة : هل يعقل بأنك معجبة به ؟؟
أريوم و هي تسير أمامها : لست كذلك...
نايون بصراخ : بل أنت كذلك...
أريوم و هي تضع يديها على وجنتيها : لا تبدأي الآن...
قطع طريقها شخص يضع قبعة على رأسه ليغلق فمها بقوة و تضرب بطنه ثم تعض يده الموضوعة على فمها....*صرخ بألم لتنظر له و شهقاتها تعلو تحدثت بصعوبة : يا بارك جيمين...
جيمين بقلق : هل أخفتك ؟؟ لم أقصد ذلك...
أريوم : كاد أن يغمى علي من الخوف....
جيمين و هو ينظر ليديه : آسف لم أقصد هذا...
نايون بسخرية : يبدو بأنك سعيد بالأثر على يديك...
جيمين بابتسامة : لا أنكر ذلك
انضم لهم جونكوك ليلقي التحية بعدها اقترح جيمين : لنخرج أربعتنا في يوم غد...
نظرت أريوم لنايون التي كانت عيناها تترجاها أن توافق لتقول بحزم : كلا...ليس لدي وقت
جيمين : فهمت...*خاطب جونكوك : لنغادر.

عادتا للبيت لتدخل غرفتها و تغير ثيابها تحت تساؤلات نايون الحزينة : لما رفضت ذلك ؟ كانت فرصتي لقضاء وقت مع جونكوك....
أريوم : آسفة...لكني لا أريد أن أعطي جيمين آمال كاذبة...
نايون : كان بإمكانك قضاء وقت معه بعدها قرري...أ كان مناسبا أم لا ، لن تخسري شيئا...
أريوم : لا داعي لأن ألعب بمشاعره...ليس نوعي المفضل...
نايون بتذكر : لم تكملي كلامك....هل هو الأستاذ كيم ؟؟
أريوم و هي تغسل وجهها : أخبرتك ليس هو و ليس غيره....
نايون بمكر : لقد أرسل لي الأستاذ كيم رسالة...
أريوم و هي تمسك بالمنشفة : حقا ؟؟
نايون : لقد كشفتك...لم تهتمي لأمر أحد و تعابيرك تختلف بمجرد أن يذكر اسمه...
أريوم بتلعثم : لا.لا...لا ليس كذلك...
نايون : أخبريني فقط...
أريوم ببراءة : تجتاحني مشاعر غريبة... ارتبك بحضوره...*أشارت لصدرها : كما أنني شعرت بغصة عندما تحدثت عن حبيبته...لا أعلم ما الذي يحصل لي حقا !!
نايون بسعادة : أنت تحبينه صديقتي...هل جربت التحدث إليه ؟؟
أريوم : أحادثه في الفصل إن لم أفهم الدرس...
نايون : ليس هذا ما عنيته....هل توددتي إليه ؟؟ أفصحتي عن مشاعرك تجاهه أو قمتي بالتلميح على الأقل ؟؟
أريوم و هي ترمش بأهدابها : هذا مستحيل ... علاقتنا لا تتعدى طالبة بأستاذها....
نايون : من يكثرت في هذا الوقت....أظنه معحبا بك، يعاملك بشكل خاص....
أريوم بنفي : هذا غير صحيح ، لأنني متفوقة لا غير....لا تنسي بأنك أريتني صورة حبيبته
نايون : يجب أن نتأكد من أنها حبيبته فعلا !!
أريوم بضعف : انسي الأمر...
نايون : لن أفعل....سأسأله بنفسي
أوقفتها أريوم بقولها : ليس لائقا تدخلنا في شؤونه الخاصة...نحن مجرد طالبتين
نايون : أنت محقة...فلننشىء حسابا مزورا هذا سيسهل الأمر....
أريوم باستسلام : أرجو أن لا نندم...
بعد مدة قالت نايون : لقد انتهيت....ما الإسم المستعار الذي ترغبين به ؟؟
أريوم : لما الكذب ؟ فلتكتبي اسمي...
نايون بغضب يغلفه المزاح : ما رأيك بأن تضعي صورتك لكي تختصري الأمر علينا ؟؟
أريوم بارتباك : لم أقصد...لا أملك خبرة بهاته الأشياء، تولي الأمر عني...
انفجرت نايون بالضحك لتقول : حسنا...لو أنك بمفردك لكان أول سؤال لك عن حبيبته و أفسدتي الأمر....
أريوم بلطف : لست غبية لهذه الدرجة....ما الإسم الذي استعملته ؟؟
نايون : آنسة نوبل...
أريوم : ماذا لو عرفه ؟؟ إنه لقبي ...
نايون : لن يفعل...لا تخافي
أريوم : حسنا...

بقيتا بانتظار رسالة منه لكنهما لم تتوفقا لتقول نايون : سأرسل له رسالة بنفسي...
أجابهما بعد مدة لتنظرا للشاشة بسعادة...أعطت الهاتف لأريوم قائلة : أجبيه أنت...
أريوم بهلع : لكن...
نايون بتشجيع : أنا بجانبك...
أجابته ليسألهما عن هويتها...ترددت لتكتب : آنسة نوبل...
جين : حسنا ، لابأس بالغموض لفترة...أدعى جين
أريوم : تشرفت بمعرفتك...هل أنت طالب ؟؟
جين بغموض : نوعا ما..
أريوم : ما الذي تقصده ؟؟
جين : أنا أستاذ كيمياء...بتواجدي مع الطلاب أعد طالبا أيضا و لن أتوقف عن تعطشي للمعرفة
أريوم : هذا مذهل...أستاذ جين
جين بتساؤل : هل أنت طالبة أيضا ؟
نظرت لنايون لتخبرها أن تقول بأنها تعمل كسرتيرة....رد جين قائلا : هذا جيد...كم عمرك ؟؟
نظرت لها مجددا لتتساؤل : ما هو عمر الأستاذ كيم ؟؟
ها يون بتفكير : لابد أنه في أوائل العقد الثالث...
كتبت أريوم : في التاسعة و العشرين ماذا عنك ؟؟
جين : في السادسة و العشرين...
صدمت من إجابته لتنظر لنايون بخيبة و تكتمل بختمه لمحادثهما قائلا : علي الخلود للنوم...عمتي مساءا....
نظرت للرسالة بحزن لتكتب : عمت مساءا...
دفنت رأسها بأسى و تحدثت : لابد أن العمر يشكل لها فارقا...ماذا لو أنه علم بأنني أصغره لم يكن ليحادثني !!
نايون بنفي : ربما هو متعب حقا...
أريوم بنفي : لقد تهرب من الحديث معي...أشعر بالأسى لكن من الجيد أن الأمر لم يطل أكثر و إلا لعلقت آمالا زائفة...لنخلد للنوم سيكون أفضل....

غادرت نايون في الصباح الباكر لبيتها بعد أن ودعت أريوم التي ظلت مستيقظة طوال الليل تبكي خيبتها بدون دموع....في طريق مغادرتها التقت جونكوك الذي كان يمارس الرياضة الصباحية ليساؤل عن سبب خروجها في هذا الوقت...
نايون : سأذهب للبيت...
جونكوك : دعيني أتمشى معك قليلا...
نايون بسعادة : حسنا....
طوال الطريق كانا يتجاذبان أطراف الحديث في انسجام عكس المكتئبة تحت الفراش و ترفض النتصل منه....
وصلتها رسالة من صديقتها لتنظر و تجيبها بخمول....رن هاتفها مجددا لتفتح الرسالة و قلبها يطرق كالجرس ، كانت رسالة من جين يعتذر عن يوم أمس لأنه كان متعبا....أجابته بغير تصديق :" لابأس...هل زال التعب عنك ؟؟"
جين : أجل أصبحت أفضل...ماذ عنك ؟
أريوم بسعادة : على خير ما يرام...

أمضيا وقتا لابأس به في التعارف.....حل يوم جديد لتدخل أريوم الفصل و تتجه الأنظار لها بسبب شكلها المتغير عدا عن السعادة البادية فقد سمحت لشعرها أن ينسدل على كتفيها بشكل جميل...انحنت للأستاذ كيم بسبب تأخرها لتغمزها نايون و تخفي ابتسامته....جلست لتشعر بيد جيمين تلاعب شعرها ، انزعجت لترجع شعرها للأمام و يهمس لها : تبدين رائعة...
تجاهلت كلامه ليصلها صوت جين و هو يقول : جيمين تبادل المقعد أنت و نايون....
ابتسمت بخفة بينما تبادلت نايون و جيمين النظرات المشحونة و المليئة بالسخرية من طرف نايون....انتهت الحصة بهدوء لتجلسا في الحديقة تتجاذبان أطراف الحديث عن ما قاله الأستاذ جين لأريوم خلال محادثهما....

عندما كادتا تغادران التقيتا بجين لتحاول نايون التسلل و تركهما بمفردهما قائلة و هي تلوح : جيول انتظري....
تمسكت أريوم بها لكي لا تغادر لكنها لم تستمع لها....انحنت لتركض بعدها مفسحة لهما المجال ، نظر جين لأريوم متفحصا شكلها اللطيف و الجديد عليه و أريوم مرتبكة من نظراته تلك....أرادت اللحاق بصديقتها ليتحدث : لقد رأيت صورتك...
جف الدم في أوصالها ظنته قد كشف أمرها لتنطق : أجل ؟؟
جين بابتسامة دافئة : صورتك أنت و صديقتك...لا ضرر في بعض التسلية
أريوم بفهم : أه...لقد قضينا وقتا ممتعا أستاذ جين
جين : هذا جيد...
أريوم بارتباك : عن إذنك...علي الذهاب
ركضت بدون أن تلتفت لتقع أمام نايون قائلة : تبا...ظننته كشف أمري
نايون : بتصرفاتك هاته لن يتأخر بمعرفة هويتك...
أريوم و هي تكاد تقفز من الفرح : أنا سعيدة صديقتي...
نايون بنفس النبرة : سعيدة من أجلك...الحب كالسحر يجعلنا نحلق في الفضاء
أريوم بتساؤل : هل تحدثي إلى جونكوك مجددا ؟؟
نايون : كلا...هو يواعد فتاة ما لكني لا أفهم سبب اهتمامه بي...
أريوم بتفكير : سأطلب منه في نهاية الأسبوع أن نتسكع ثلاثتنا...ما رأيك ؟
نايون بسعادة : لن أرفض ذلك...

بعودة الجميع لمنازلهم كانت أريوم قد اعتادت محادثة جين ليعتذر منها قائلا بأنه يعمل ليلا....بعثت رسالة تسأله فيها عن مكان عمله ليجيب قائلا : أعمل في أكاديمية تابعة للثانوية حيث أدرس...
لمعت في رأسها لتجيب : حسنا...إلى اللقاء إذا

في صباح اليوم التالي كانت تحدث نايون لتقول : إنها فكرة جيدة...لكن عليك أن تظهري ضعفك أولا
أريوم بهمس : كيف ؟ الجميع يعلم بأني متفوقة في الدراسة....
نايون بتخطيط : ضغط نفسي أو مشكل عائلي كفيل بأن يشتت تركيزك و لا تعودي قادرة على الدراسة بشكل جيد...
أريوم بتفكير : حقا ؟؟ أفكارك مدهشة للغاية ، سأنفذ الأمر
نايون بغرور : يمكنك أن تستفيدي من تجاربي الناجحة على الدوام....

و بناءا على حديثهما بذلت أريوم قصار جهدها لكي لا تحصل على علامة كاملة كما تعودت....أنزلت رأسها عندما وضع الورقة أمامها بغير رضا ، استدارت لتتحدث معها نايون قائلة : يبدو بأنك بذلت جهدا كبيرا...
أريوم بهمس : لقد حاولت أن تكون أغلب إجاباتي خاطئة ، كان هذا صعبا....
ها يون بمزاح : الأصعب كان في ورقتي....لا عليك فلنذهب مساءا لتسجيلك في الأكاديمية....
أريوم : هل ستتسجلين أيضا ؟؟
نايون بنفي : أنتظر إنتهاء الحصص بفارغ الصبر....كيف سأصبر لساعات إضافية....
أريوم بقلة حيلة : لن تتغيري...

قبل خروجها من الفصل نادى عليها الأستاذ جين ليقول : هل أنت بخير ؟؟
أريوم بابتسامة : أجل أستاذ كيم...
جين : حسنا....يمكنك المغادرة

غادرت لتقصدا الأكاديمية بغرض التسجيل بعدها أنهت واجباتها لتمسك بهاتفها و تحادث جين بأريحية....تجرأت أخيرا على سؤاله قائلة : صورك جميلة....تبدو وسيما
جين بحرج : آه حقا...أشكرك
أريوم بتردد : هل الفتاة في الصورة رفقتك تكون حبيبتك ؟؟
تأخر جين في الإجابة ليكتب أخيرا : تكون حبيبتي السابقة....
أريوم : لكنها لا تبدو كذلك بالنسبة لك....
جين : نحن صديقين الآن...
أريوم بغصة : فكرة الصداقة بعد الحب تعني عدم تخطي الأمر....هل من الممكن أن تعودا لبعضكما ؟؟
جين بعد ثواني : هذا مستحيل....لقد تزوجت شخصا آخر
أريوم : هل يمكنني معرفة سبب انفصالكما إن لم تعتبر الأمر تطفلا ؟؟
أرسل جين وجها تعبيريا 🤔ليجيب : لست متطفلة على الإطلاق لكنك فضولية....لا أقصد الإساءة
أريوم بترجي : ارضي فضولي إذا....
جين : حسنا...لقد انفصلنا لأنني لم أكن أناسبها في ذلك الوقت ، و قد تقدم شاب ثري لخطبتها لم أرد أن أكن عائقا و رفض والديها لي كان السبب الرئيسي لكي أنسحب....
أريوم : المستوى المادي كان السبب هذا محزن TT المهم أنك حالتك المادية تحسنت الآن....أن تكون أستاذا في هذه السن الصغيرة يدعو للمفخرة....
جين : أشكرك...لقد تعبت خلال فترة دراستي ، أردت أن أرتاد جامعة في الخارج لكن لم أستطع ذلك....رغم هذا لم أفقد عزيمتي لأصبح أستاذا بعد عناء ، علينا دائما الإحتفاظ بشعلة الأمل بداخلنا....
أريوم : أنت محق ، آمل أن تنجح في حياتك الخاصة أيضا و تجد فتاة تقدرك بالفعل...
جين : أتمنى ذلك...

☆☆☆

مرت أيام قليلة و اليوم كانت الحصة الأولى في الأكاديمية....حضرتها أريوم بعد انتهاء دوامها المدرسي ، لمحها جين عند دخوله للقاعة ليقترب بتساؤل : آنسة أريوم...لما أنت هنا ؟
أريوم و هي تشعر بالتوتر : أستاذ جين....أنا هنا لحضور الدروس الداعمة...
جين باستغراب : لم أظنك بحاجة لحضوري دروسي...
أريوم بلطف : لم أعلم بأنك تقوم بالتدريس هنا...*غيرت الموضوع بقولها : لقد تراجع مستواي في الآونة الأخيرة لذلك أنا بحاجة ماسة لها....
جين بقلق :هل تعانين من مشكلة خاصة ؟؟
أريوم بابتسامة : فقط مشكلة التركيز...
جين : لا تشغلي بالك بأشياء تخالينها جيدة لك....ركزي من أجل تحقيق حلمك...
أريوم بحماس : أجل...أستاذ جين
داعب جين شعرها قبل مغادرته لتحمر خجلا و تتمتم : اللعنة...ما كان هذا ؟

غادرت كالمعتاد لتنهض صباحا و هي تتثائب بكسل...نظرت للساعة لتجد الوقت قد تأخر على ذهابها للمدرسة فمؤخرا أصبحت تسهر و هي تحادث جين أو تستغرق الوقت في التفكير به...وصلت أمام الفصل و هي تلهث لتقف باستقامة و تهمس : حتما سيوبخني....يا إلهي
طرقت الباب لتظهر من خلفه بإحراج و تقول : أستاذ كيم...آسف على التأخير....
ابتسم لها ليقول : لا بأس تفضلي...
دخلت لتزفر براحة و تلكزها نايون قائلة : لما تأخرتي ؟؟
أريوم بهمس : لقد غلبني النعاس...
أمسكتا قهقهاتهما بصعوبة لتتسائل نايون : هل تسير الأمور بشكل جيد ؟
أشارت لها بيدها👌: جيدة...

في نهاية الأسبوع و كما وعدت أريوم نايون بأنهما ستتسكعان رفقة جونكوك....جهزتا نفسيهما لتنتظراه أمام محطة الحافلة ، أتى حسب التوقعات رفقة صديقه جيمين لتزفر أريوم : لم يعد لدي رغبة بالذهاب....
نايون بترجي : من أجلي فقط...

صعدا للحافلة ليسرع جيمين بالجلوس بجانبها بينما نايون ظلت رفقة جونكوك واقفين و ممسكين بالأعمدة...اتكأت أريوم على زجاج النافذة بعد أن وضعت سماعات الأذن لتتجنب إزعاجات جيمين لكنها لم تسلم منه لأنه قد سارع لإزالتها متسائلا : ما الموسيقى التي تعجبك ؟؟....*تابع : أوه إنها جيدة...
أعادت السماعة ليقول جيمين : أريوم أنا أحبك ، لقد تجاوزت مرحلة الإعجاب منذ سنوات....لكن قلبك كزجاجة العطر المغلفة لم أتمكن من استنشاق عبق أريجها أبدا لأنك أغلقتها بإحكام....
استدار بعد رؤيتها منسجمة مع الموسيقى و يضيف : لا عليك...من الجيد أنك لم تستمعي لكلماتي و إلا غضبتي كعادتك....

في مكان ليس ببعيد توقفت الحافلة بقوة لترتد نايون و يمسك بها جونكوك و هو يخفيها بجانب صدره سكنت قليلا لتنظر لعينيه بتوتر و تجده يبتسم لها...

تمشو قليلا و كل يحمل مشاعر مختلفة....تحدث جونكوك قائلا : لنتناول الطعام هنا...يقدمون أطعمة شهية...
نايون بحماس : لنجربها...

جلس الثلاثة ليذهب جونكوك لطلب الطعام كون الخدمة ذاتية....استأذنت نايون بعدها بقليل بالذهاب للحمام ليبقى كل من جيمين و أريوم وجها لوجه و تمسك بكتفيها عندما شعرت برعشة ، جلس بجانبها ليزيل سترته و يضعها عليها....نظرت له بامتنان لتقول : أشكرك...
رفعت عينيها لترى جين أمامها ظنت أن أحلام اليقظة تراودها فهو أصبح كالطيف يلاحقها لينطق جيمين : أستاذ كيم....
بلعت ريقها لتلقي عليه التحية و تنظر للفتاة برفقته باستفسار...لذا سارع لتقديمها : أون بيول صديقتي...*أشار لهما : أريوم و جيمين يكونان طالبي...
أون بيول : سعدت بالتعرف عليكما...تبدوان لطيفين معا....
جيمين بابتسامة : شكرا لك...*اقترح : المكان ممتلىء بالزبناء لن تجدو مكانا ، انضمو إلينا....
سعدت أريوم بذلك غير مدركة كمية الألم التي ستصيبها بعد قليل...
أون بيول : حسنا....آمل أن لا نفسد موعدك مع حبيبتك الصغيرة ، تبدين صغيرة...كما أنكما تليقان ببعضكما ، لطيفان
جين بهدوء : صحيح أنهما لطيفان لكن عليهما الإهتمام و التركيز في دراستهما....
أون بيول بتذمر : لا تلقي المواعظ الآن....عندما كنت في سنهما كنت تتواعد أنت و سو وون
جين بجدية : لم أقل العكس...يجب عليهما إعطاء الأولوية لأحلامهما....
أون بيول بقلق : لما أصبحت بهذه الجدية ؟؟ ألم تقل بأنك نسيت أمر سو وون ؟؟ هل ما زلت تحبها ؟
تغيرت ملامحه للألم لتشعر أريوم بخيبة أمل و تضيف صديقته : آسفة لم يكن علي التحدث بشأنها...
وجه جين نظره لطاولة كانت قد فرغت ليقول بحدة : لتغير مكاننا...لا داعي لإزعاج الثنائي أكثر من هذا...
ودعتهما أون بيول لينضم كل من نايون و جونكوك للطاولة على الفور....و ينطق جيمين بأسى : لا بد أن الأستاذ جين ما زال يكن المشاعر لحبيبته السابقة...
نظرت نايون لجونكوك ثم لجيمين : ماذا تقصد ؟؟
حكى لهما جيمين ما حدث في غيابهما لتنظر لصديقتها التي تبدو متعبة من كثرة النظر لطاولتهما....بعد أن انتهيا كانت تمشي بهدوء حتى أصبحو في الخارج ليمسك جيمين بكتفيها و هو يبعدها عن الطريق....كان جين بدوره ينظر لهما بتفحص ليزفر بضيق....

وصلا لبيت نايون لتجلس على طرف السرير بشرود و تقترب الأخيرة قائلة بمواساة : لا تنزعجي من الأمر....ألم تخبريني في الصباح بأنه تخطى أمرها و أنها متزوجة الآن ؟؟
أريوم و هي تذرف الدموع : هذا ما أخبر به شخصا غريبا لكن ملامحه اليوم كانت تتحدث عنه....*تعالت شهقاتها : ما زال يحبها...لن ينظر إلي أبدا حتى لو توسلته....
نايون : هذا غير صحيح...أنت لا تدركين كيف ينظر إليك ، يختلس النظر لك في كل فرصة تسمح له و يعاملك بشكل خاص....أخبريني هل سبق و أن سمح لشخص قدم متأخرا بالدخول بدون أن يعاقبه...
أريوم بألم : هذا لأنني متفوقة ليس أكثر...
نايون و هي تمسك بهاتفها : يمكننا التأكد بأنفسنا...
أريوم و هي تضع الهاتف جانبا : لن أجاريك مجددا سأتألم أكثر ، سأتوقف عند هذا الحد سأنساه كأن كل هذا لم يحدث....
نايون و هي تتجاهل كلامها : سأثبث لك بنفسي...

انتظرت إجابته بعد ساعة لتقول للمنكمشة على نفسها : لقد أجابني...
لم تأبه لتراسله قليلا ثم تسأله أخيرا : هل أنت مرتبط ؟؟
جين :كلا...لكني أحب فتاة ما
نايون : هل من الممكن أن تخبرني بمن سرقت قلبك ؟؟
جين : هممم...لا أستطيع قبل أن أعترف لها أولا
نايون : ما الذي يمنعك من ذلك ؟؟
جين : لنقل إن لدي عقدة من الرفض....
نايون : هل تظن السن عائقا لإرتباط أي ثنائي ؟؟
جين بدون تفكير : بالنسبة لي لا أمانع...من المصادفة أن الفتاة التي أحبها تصغرني بأعوام....
أرتها الشاشة لتدير وجهها للجهة الأخرى قائلة: هناك العديد من الفتيات الصغيرات حوله في الثانوية و الأكاديمية أيضا...لما سيغرم بي أنا ؟؟فقط لنوقف هذه التمثيلية ، لا أجيد شيئا...

شهرين من المعاناة و الألم و تجاهل أريوم لمشاعرها ، كانت تنظر للثنائيات حولها في حديقة الثانوية لتزفر بملل فحتى صديقتها نايون انشغلت بمواعدتها لجونكوك و كذلك أريوم لم ترد أن تزعجهما بالبقاء معهما لذا فضلت الإنزواء و البقاء بمفردها بدون أن تحتاج للتفكير في شيء يزعجها فقط التركيز في دراستها...مشت بهدوء نحو القاعة لتلمح الأستاذ جين و هو يتحدث في الهاتف ، تفادت النظر إليه لتمشي في خط مستقيم لكنه لحق بها ليوقفها قائلا : أريوم انتظري....
التفتت بصعوبة لتنحني بهدوء : هل ناديتني أستاذ كيم ؟؟
جين : أجل...لقد رأيت علاماتك مؤخرا ، أصبحت أفضل...
أريوم و هي تشيح بنظرها : إنه بفضل مجهوداتك أستاذ...
جين بثناء : أنت فتاة مجدة و ذكية أيضا...
نظرت له ليفعل المثل و يتفحص عينيها الدامعتين و يقول : هل أنت بخير ؟
أومأت ليتابع : هل الأمور مع حبيبك جيدة ؟؟ هل قام بمضايقتك ؟؟
أريوم و هي تبلل شفتيها : لا أملك حبيبا...
سعد بكلامها ليخفي ذلك بتساؤله : ماذا عن جيمين ؟؟
أريوم بنفي : ليس حبيبي...إنه زميل لا غير
جين بتوتر : هذا جيد....أعني عليك التركيز في امتحاناتك لا تدعي شيئا يشغلك...
أريوم بألم : هذا مؤكد...

دخلت الفصل لتحمل حقيبتها و تغادر الفصل بتعب ، بعد أن ارتاحت ارتدت ثيابا بسيطة لتتجه نحو الأكاديمية و تدرس حتى وقت متأخر....كانت تقف أمام باب الاكاديمية و هي تشاهد السماء تمطر و كأن الدموع تأسرها من كل مكان ، شعرت بأحد يقيها بمظلته من المطر لتجده جين تراجعت قليلا لينطق باهتمام : إنها تمطر بغزارة....دعيني أوصلك للبيت...
أريوم : أشكرك سأستقل الحافلة...عن إذنك

أوقفها بأن وضع المظلة أمامها لتنظر له باستفسار و يقول : الوقت تأخر...لا توجد حافلات حتى هذا الوقت ، تخلي عن عنادك و الحقي بي....

صعدت بجانبه لتصمت طوال الطريق بعد أن دلته على مكان بيتها...جين بدوره كان يشعر بعدم الإرتياح من صمتها فهي تبقى فتاة كتومة و لا تتحدث إلا قليلا...

توقف في الشارع المقابل لبيتها لينظر للمكان قائلا : الشارع خالي ، ساوصلك حتى باب البيت...
أريوم : حسنا...
نزلت من السيارة لتحاول عبور الشارع و هي ترشده لمكان بيتها...لم تنتبه لسيارة قادمة بطريقها لأنها كانت بعالمها الخاص ، عالم حيث تسمع نبضات قلبها التي كانت تحاول السيطرة عليها و هي جالسة بجانبه و لن تستطيع ذلك الآن بما أنه سحبها لتستقر في أحضانه و تستنشق عبقه الذي تتمنى أن تتوه فيه مدى الحياة....حاله لم يكن أحسن من حالها يضمها إليه خوفا من أن يصيبها مكروه ، تفقد ملامحها الشاحبة ليركز النظر لشفتيها الصغيرتين و التي سعد بأن أحدا لم يدنسهما قبله...فجين رغم أنه شخص بالغ و جاد لكنه وقع في الحب....الحب شيء جنوني لا نختاره بل نبحر فيه بدون سفينة حتى لو كان حلما و جين حتما تعود على تحقيق أحلامه بطريقته....
ابتعدت عنه بصعوبة ليدرك انجرافه أخيرا و يمشي خلفها بعد أن تقدمت....ودعته بهدوء عكس ما تضمره اتجاهه ، ما إن غادر حتى أغلقت الباب الحديدي و أمسكت به بحب و هي تتذكر قربها منه....لاحقته بنظراتها لتبتسم بحب و تهم بالدخول ليقف أمامها من العدم جيمين و هو يزيح مظلته : هل كنت برفقة الأستاذ كيم ؟؟
أريوم باعتدال : كلا...لقد أوصلني لأنني تأخرت في الأكاديمية...
جيمين باستغراب : هل ترتادين الأكاديمية ؟؟
أريوم بتوتر : أجل...
جيمين بشك : هل تسجلت بها من أجل أن تكوني قريبة من الأستاذ جين ؟؟
أريوم : ما الذي تقوله ؟؟
جيمين : أنا فتى و أفهم كل ما يفكر به الشبان...أنت تروقين الأستاذ كيم ، يعاملك بشكل خاص و الآن أرى يوصلك هل يعمل سائقا في الليل ؟؟
أريوم بغضب : ما الذي تتفوه به جيمين ؟؟
جيمين و هو يبلع ريقه : آسف إن كنت بالغت في ردة فعلي...لكني حقا أغار عليك لأنني أحبك بصدق ، ست سنوات و أنا أحاول التقرب منك بدون ملل بانتظار إشارة منك فقط...ألا أعني لك شيئا ؟؟؟ هل حصل الأستاذ جين على ما لم أستطع الحصول عليه ؟؟؟قلبك أو حتى مجرد إعجاب بسيط...
تأثرت أريوم لدرجة الصدمة بكلامه فهي لم تعهده هكذا ، دائما كان في نظرها شخصا ساخرا نطقت بقلة حيلة : جيمين الأمر ليس بيدي....لم يكن اختيار إنه شيء خارج عن إرادتي
جيمين بألم : إذا فأنت تأكدين كلامي !!!
أريوم بصدق : كلامك غير صحيح....أنا التي أحبه فقط لكنه كما رأيت يحب حبيبته السابقة لن ينظر لي أبدا ، سأتناساه بحلول وقت قصير و أنت أيضا انساني جيمين تستحق فتاة أفضل مني...تبادلك المشاعر....*تابعت باختناق : لا أناسبك كحبيبة لكن سأكون صديقة إذا ما احتجت إلي...

مرت أيام منذ آخر يوم جاء دور أريوم في تنظيف الفصل و قاعة الرياضة....لوحت لها نايون و هي تركض لتحظى بموعد مع حبيبها ثم باشرت بعد خروج الجميع بالتنظيف بدون توقف علها تلهي نفسها قليلا....حل الليل سريعا لتنتهي من قاعة الرياضة و ترتب معدات التنظيف داخل الخزانة المخصصة لها فجأة ارتد الباب للأمام ليغلق بقوة بفعل الرياح....

ارتعدت لأنها وجدت نفسها محتجزة داخل خزانة ضيقة مظلمة و الأسوء أن لا يساعدها أحد....صرخت بأعلى صوتها و هي تطلب النجدة حتى شعرت بأنفاسها تعلو و تنخفض ، طرقت الباب بقوة لتشعر به يفتح بعد مدة ليست بطويلة....كل ما رأته أمامها هو ضوء ينبع من هاتف ما ، لم تعرف هل عليها أن تخاف أم ترتاح لأنه تم إنقاذها من أحد لا تعرف هويته بعد ماذا لو كان مجرما أو قاتلا متسلسلا...لم يستغرق تفكيرها وقتا لأنه كان قد أضاء وجهه قائلا : أريوم هل أنت بخير ؟؟
ما إن رأته حتى انفجرت بكاءا....ضمها إليه لتهدئتها : اهدئي....انتهى الأمر
أريوم ببكاء : أستاذ جين لقد خفت كثيرا...
جين و هو يربث على كتفيها : لا بأس...المهم أنك بخير...
ابتعدت عنه و هي تستجمع شتات نفسها قائلة : آسفة لقد ارتعبت من فكرة أن أبقى محبوسة هنا ، أخاف الأماكن الضيقة....
جين : لا عليك....من حسن الحظ أنني كنت في المكتبة و أتيت للتحقق من مصدر الصوت....
أريوم : أشكرك ، أقحمك بالمتاعب دائما....
جين بابتسامة : لنغادر من هنا...سأخبرهم بالغد أن يصلحو القفل و مشكل الإنارة أيضا.....

توقفا أمام باب الثانوية ليشير لسيارته : دعيني أوصلك...
أريوم باعتراض : والدي بانتظاري بالخارج...سأذهب أولا ، إلى اللقاء....
جين : اهتمي بنفسك....
ركضت للخارج سريعا ليبقى هو يتأمل تفاصيلها التي أصبحت تآسره و تجعله كالمسجون في دائرة بريقها الطفولي البريء....

أيام أخرى لا تخلو من المشاعر الصادقة المخفية من كلا الطرفين....تم تقرير الذهاب في رحلة إلى جزيرة " جيجو "
كانت أريوم توزع إعلان الرحلة لتتسائل نايون : ستذهبين أليس كذلك ؟؟
أريوم : لا رغبة لدي...
نايون باعتراض : لكن...
أريوم بملل : نتحدث لاحقا...

حان دور جيمين ليحدثها قائلا : فلترافقينا للرحلة و احظي بوقت ممتع....لا تغلقي على نفسك من أجل شخص مخادع يغري الفتيات الصغيرات و يرميهن بعد أن يدوس على مشاعرهن....
أريوم بغضب : لا تتفوه بالأكاذيب...
جيمين : لا أكذب إنها الحقيقة...
أريوم بتجاهل : لا تتدخل بالأمر...يخصني وحدي

أثناء الدرس همست لها نايون : لقد سمعت بأن الأستاذ كيم سيكون مرشدنا في الرحلة...
أريوم : لا يهم ، لا داعي لذهابي على أية حال...

بعد الأكاديمية كانت بانتظار سائق والدها ليخرج هو بدوره و يلوح لها قائلا : أراك في الرحلة...
شعرت بكيانها زلزل من مكانه كأن دلوا من الماء الساخن دلق عليها ، وجهها أصبح أحمر اللون و الحرارة تحيط بها من كل جانب....

حان يوم الرحلة لتصل أريوم في آخر لحظة و هي تلهث...نظرت لها نايون بسعادة لتقول : أتيت أخيرا...
أريوم و هي تبتسم : أجل أتيت...
نايون : اجلسي بجانبي...
أريوم و هي تشير للخلف : ابقي بجانب حبيبك...لن أفسد الأمر

مشت بحثا عن مكان لها ليوقفها جيمين : اجلسي بجانبي....
تأكدت من عدم وجود مكان آخر لتجلس باستلام و يحاول التحدث معها...ظنته قد تقبل أمر رفضها له لذا حادثته كصديق و لم ترد جرح مشاعره...

توقفو في محطة الإستراحة لينزل الجميع لتناول الطعام....بعد ذلك تمشت قليلا لتنظر لحوض أسماك ، لاحقت بإصبعها سمكة صغيرة و جميلة لتشعر بشخص غريب يقترب و هو يتفحصها....نظرت له ليقول : مرحبا أيتها الآنسة اللطيفة...
أريوم بحدة : من تكون ؟
الشخص : معجب ،لفتي نظري منذ دخولك للمطعم...هل يمكنني الحصول على رقم هاتفك لنتعارف أكثر ؟؟
أريوم بارتباك : بالطبع لا يمكنك....*سارت قليلا ليسمح ليده بأن توقفها بخفة : أرجوك ، لا تذهبي هكذا...
قاطعتهم يده و هو يحرر خاصتها برفق و يقول بصوته الأجش :من السيء إزعاج فتاة صغيرة...سيدي
الشخص بتوتر : صغيرة ؟؟
جين بهدوء : بلى...إنها في الثانوية
الشخص و هو ينحني : لم أكن أعلم ذلك...آسف حقا !!
مشى بدون التفات ليتابع جين : لا تتجولي بعيدا...
انحنت بهدوء لتمشي و هي تبتسم بانكسار : صغيرة ؟؟ لابد أنني سأعاني كثيرا...

كانو قد وصلو في وقت متأخر لذا قرروا أن يخلدو للنوم و يبدأوا بجولتهم في الغد....عند اتجاه كل لغرفته تذمرت نايون قائلة : لست شريكتي في الغرفة...تبادلي الأماكن مع جيول ستسمع منك...
أريوم بمزاح : لا أريد مشاركتك الغرفة...
نايون بغضب : تحدثي إليها قبل أن أفقد أعصابي...
أريوم بابتسامة : حسنا...لاتغضبي

انتقلت للغرفة على الفور...أرادت طرق الباب لتجد جيمين واقفا أمام الغرفة المجاورة لوحت له بابتسامة لتدخل و يتمتم : سأحظى بحبك...لن أيأس...

فتح الباب أمامه بعد مدة قصيرة ليقول بابتسامة : أستاذ كيم...لقد بعثني الأستاذ لي لأشاركك الغرفة إن كان هذا مسموحا...
جين باستغراب : تفضل...لكن لما غيرت غرفتك ؟
جيمين بإحراج : لقد تشاجرت مع شريكي...
جين بترحيب : لا عليك...أهلا بك

بعد استحمامها خرجت لتجد صديقتها نايون نائمة و هي تمسك هاتفها فعلى ما يبدو أنها كانت تهاتف جونكوك و غفت أثناء حديثهما....وضعت الهاتف جانبا لتنشف شعرها و تخرج للشرفة تاركة النسيم يداعب خصلاتها و الواقف بالشرفة جانبها تائه في ملامحها البريئة...استدارت عيناها نحوه لتنظر له بارتباك ثم تنحني باحترام...
جين : آريوم...تأخر الوقت ألم تنامي بعد ؟
آريوم بإحراج : ليس بعد ، أجد صعوبة في النوم خارج البيت...
جين : يجب عليك النوم حالا فغدا يوم حافل بالمتعة...
آريوم : حسنا ، تصبح على خير أستاذ كيم....
جين بابتسامة : تصبحين على خير...

في اليوم التالي كانت تجلس أمام البحر في هدوء ليقترب منها جين بصوت هامس : صباح الخير...
آريوم بابتسامة : صباح الخير أستاذ كيم
جين : هل تناولت فطورك ؟؟
آريوم : ليس بعد...
جين بسعادة : جيد....سأحضر شيئا نتناوله ، لا تذهبي لأي مكان...
جلست بانتظاره و البهجة تملأ محياها فهي لم تصدق أن كلام نايون على حق و أن الأستاذ كيم يهتم بها بشكل خاص....قطع تفكيرها بأن وضع أمامها طبق يحتوي على حلوى و كأسا من العصير ثم قال : تناولي الطعام كله من أجل صحتك فستتعبين في الأشهر المقبلة بالدراسة....
أومأت و هي تخفي ابتسامتها لتنطق : ماذا عنك أستاذ كيم ؟؟
أشار لفنجان قهوته قائلا : هذا يكفيني...كلي
نظرت للحلوى بتردد لتمسك بالشوكة و هي تبلع ريقها بصعوبة...شعرت بأحدهم يمسك يدها و يبعد الطبق ، لم يكن سوى جيمين الذي منعها من تناول حلوى الفراولة و الذي يعلم جيدا بأنها تعاني حساسية منها....وجه له جين نظرات حادة ليقول : ما الذي تفعله جيمين ؟؟
جيمين يخفي عصبيته : آريوم تعاني حساسية من الأطعمة التي تحتوي على الفراولة...يبدو أنها لم تنتبه لذا كنت أحذرها فحسب...
طأطأت رأسها بإحراج على الموقف الذي وضعت نفسها فيه لينظر لها جين بأسف : لم أقصد ذلك...لو كنت أعلم لأحضرت نكهة أخرى ، آسفة....
آريوم بنفي : لا داعي للإعتذار...الذنب ذنبي لم أنتبه
جيمين بغيرة : من الجيد أنني أعلم كل ما يخص آريوم...
انسحب جين بعد أن اعتذر أكثر من مرة لتنظر لجيمين بحزن : لما أفسدت الأمر ؟؟
جيمين بنفس النبرة : هل كنت تودين أن أتركك تؤذين نفسك من أجله ؟؟
آريوم : لا يهم...لقد أحببت اهتمامه و لو كان على حساب صحتي...الآن غادر و لا أظن أن فرصة مماثلة ستجمعني به...
جيمين بأسى : هل هو مهم بالنسبة لك ؟؟
آريوم بهدوء : توقف عن هذا جيمين....لقد تحدثنا من قبل...* جذبته من ذراعه لتضيف : اجلس و تناوله بدلا عني..
جيمين و هو يداعب شعرها : آسف...
آريوم بامتنان : شكرا لك لأنك تهتم لأمري بصدق...

بعد الغداء حان وقت التجهز للذهاب للحديقة....كانت تنظر للخزانة بتملل لتخاطب أريوم : هل هذا ما أحضرته من ثياب ؟؟
أريوم ببراءة : أجل...ما خطب ثيابي ؟؟
نايون بتذمر : غالية لكن بدون فائدة....هل تظنين بأننا في رحلة استكشافية ؟!!
أريوم : إنه أسلوبي لا تتدخلي...
نايون : هل تريدين من الأستاذ كيم أن ينظرك لك ؟؟
أريوم بتفكير : إنه يعاملني بلطف تام...
نايون و هي تضرب رأسها : اللطف شيء آخر....لكنه بحاجة لأن يفتن بجمالك الساحر هان أريوم...
أريوم باستغراب : جمالي ؟؟
تايون و هي تلف ذراعها حول رقبتها : بالطبع...انظري لملامحك في المرآة ينقصها فقط لمسة مني و أعدك بأن سيعترف بحبه لك قبل مغادرتنا لهذه الجزيرة....

بعد مدة قصيرة طرق باب غرفة الفتاتين لتفتحه أريوم و يتلعثم بكلماتها : ياللهول....لم أعرفك في بادىء الأمر...
أريوم بابتسامة : هل أنا مخيفة جونكوك شي ؟؟
جونكوك بنفي : على العكس...تبدين جميلة
أريوم : أشكرك...إنها مجهودات حبيبتك
جونكوك و هو يحاول اختلاس النظر للداخل : أين هي أريد أن أراها ؟؟
أريوم بصرامة : إنها تغير ثيابها....انتظرها في الأسفل
جونكوك بترجي : كيف تبدو أخبريني أو دعينا أراها !!!
أريوم و هي تدفعه : ثواني و ستنزل انتظرها فقط...
أغلقت الباب و هي تصرخ بغضب....طرق الباب مجددا لتظنه هو و تقول بعصبية : لا تزعجنا... سننزل على الفور..
أتاها كإجابة صوت جين قائلا : أسرعا إذا....الحافلة بالإنتظار
تجمدت في مكانها و صوت نبضات قلبها علا ما إن تعرف على صوته....... نظرت للمرآة متفحصة ثيابها بتردد و تراجعت بخطواتها لكي لا تغيرهم رغم أنها ليست مرتاحة بارتداء تنورة قصيرة و معها قميص على شكل فستان...قصير من الشكل الأمامي و طويل من الخلف ، وارتدت معهما حذاءا رياضيا مريحا، كما أن نايون قامت بوضع زينة خفيفة لتبرز ملامحها بشكل ساحر....

خرجت أخيرا نايون لتظهر إطلالتها تنورة قصيرة بقصة مستقيمة و قميص أبيض يزيدها رونقا رغم مكياجها الجريء لكنها تبقى فتاة فاتنة....

وصلتا للحافلة لينظر لها جين من بعيد بغير تصديق تبدو مختلفة بالنسبة له أو كسيدة ناضجة نسي لوهلة الفارق العمري بينهما ليرغب بأن يخطفها بعيد عن الأنظار و يحظى بهذا الجمال لنفسه فقط.....
جلست بجانب إحدى زميلاتها التي لم تنفك عن مدح جمالها الخفي و الذي تم الآن فقط التعرف عليه....

زارو الحديقة و استمتعوا بجوها المشمس و تعرفو أيضا على بعض المعلومات عن الحيوانات....بينما جين في عالمه الخاص و هو ينظر لجيمين الذي يحدث أريوم و لا يبدو بأنها تعترض بل تبتسم لكلامه ، بعد مدة تمكن من عدم النظر إليها لكي لا يشعر بالغيرة...لم يجدها في مكانها بجانب جيمين لذا تفحص الأرجاء بدقة ليبحث عنها و يجدها تحدق بلافتة تعريفية لطائر ما...اقترب بدون تردد لتنظر له بترقب من أي يتحدث عن إعجابه بها لكن بدل ذلك نطق قائلا : طائر البلشون أو الطائر الحزين...
أريوم بخيبة أمل : أعتقد بأنه يحمل طابعا حزينا أيضا...
جين بفضول : ما الذي يجعلك تعتقدين بأنه كذلك ؟؟
أريوم و هي تنظر للطائر : يبقى في نفس البحيرة حتى بعد أن تجف من الماء و ما إن تجف حتى يطأطأ رأسه و هو حولها....فقط التحدث عن الأمر مؤلم...
لم يستطع إزالة نظراته عليها لم يظنها بهذه الرقة فهي عادة تعطي انطباعا بأنها واثقة و لا شيء يقف في طريقها لكنه أحب أيضا امتلاكها لمشاعر مرهفة ، فك عقدة لسانه أمامها ليقول : العواطف أمر معقد عند الإنسان رغم وجود طرق للتعبير عكس الحيوان.....
أريوم بهدوء : طريقة تعبير الحيوانات تبقى غامضة سواء أ كانت ألما أو سرورا ، عكس الإنسان يمكنه البوح بما يشاء عبر الكلام أو يمكنه الصمت و بهذا يبقى حرا في تصرفاته....
زلزلت كلماتها كيانه كما لو أنها تلمح له أو تسمح له بالتعبير عن ما يخالجه تجاهها و هو ليس مستعدا بعد....من جهتها شعرت بالندم بعدما ما قالته فهي لم تقصد أن تكون وقحة لكنها تحدثت بصدق و عفوية عما فكرت به ، أرادت تفادي الإحراج الذي سبب لها الألم بصمته لتنحني و تهم بالمغادرة....*أوقفها صوته : أريوم...
لم تستدر لظنها سيعترف بحبه أو إعجابه على الأقل لكنه أطفأ آخر مصباح مضاء في قلبها بقوله : تبدين جميلة...
نزلت دموعها بحرقة فهذا ليس ما انتظرته منه....ركضت باتجاه الحافلة لتمسح دموعها و تدخل بصمت مطأطأة الرأس تماما كالطائر الحزين لأنها بدورها قد جفت مياه حبها....
لم يفلت جيمين فرصة الثناء عليها مجددا ليهمس : تبدين جميلة...
آريوم بحزن : لست جميلة و لا أريد أن أكون....

توقفوا أمام مدينة الألعاب لتطلب من الأستاذ لي أن تعود بمفردها للفندق لكن صرامته المعهودة منعتها بقوله بأنه لربما سيحدث لها مكروه ما...
مشت باستسلام ليصعدو لعبة الدولاب الهوائي...جلست بجانب جيمين عن طيب خاطر لكي لا تضطر للبقاء وحيدة فصديقتها تبدو سعيدة و هي تلتقط صورا مع حبيبها في المقدمة....و جيمين لا يقل سعادة لأنها بجانبه ، تحرك الدولاب صعودا للأعلى ليلتف عدة مرات تحت نظرات جين الحائر مما عليه فعله...تنهد لتتوقف اللعبة عن العمل ، قلق عليهم ليتفقد العامل التقني....بينما في هذه الأثناء كان جيمين يسألها إن كانت خائفة....نفت برأسها لتنطق و هي تنظر إليه : لا تقلق...أنا بخير
تركزت عيناه على شفتيها الكرزيتين ليرغب بتذوقهما و لو لمرة بعد هذه السنوات من الإنتظار...لم يفكر كثيرا بل هو لم يحتاج للتفكير أساسا لتتلامس شفاههما بخفة فجأة دفعته بعيدا و الدموع تحتقن في عينيها...

بعد أن نزل الدولاب للأسفل و توقف ليتم إصلاحه خرجت هي لتركض باتجاه الحمامات و هي بالكاد تمسك دموعها....لمحها جين كما لمح ما حدث بالأعلى كونه صعد القسم التقني حيث يمكنه رؤية المكان بوضوح ، وجه نظرات حادة لجيمين الذي أراد اللحاق بها ليقول بتحذير : لا أريد لما حدث أن يتكرر....دع علاقتك العاطفية تبقى بعيدا عن الأنظار ، أنت تحت إطار تربوي الآن و أنا المسؤول هنا....
جيمين بحنق : أستاذ كيم ...لست طفلا أمامك لتعاقبني ، أنا ناضج بما يكفي لأتحكم بتصرفاتي...*تجاوزه بدون أن يسمع إجابته التي تتخللها الغيرة...
انتظر خروجها من الحمام بعد أن تمالكت أعصابها ليمسك بيدها باعتذار : آسف لم أقصد ما حدث...
آريوم و هي تزيح يده بغضب : لا تلمسني مجددا...
جيمين : لماذا غضبتي بهذا الشكل ؟؟ إنها مجرد قبلة لا بل تلامس فقط.... لا تعقديها !!
آريوم بغضب : مجرد قبلة صغيرة ها ؟؟ أنا لا أعقدها.... هل تعرف معنى القبلة عندي ؟؟؟ إن كانت مجرد قبلة عابرة بالنسبة لك فهي كانت بالنسبة لي أول قبلة....انتظرتها من الشخص الذي سيملك قلبي و ليس منك....
جيمين بغيرة :و الشخص المرجح يكون الأستاذ كيم...
آريوم بنحيب : لم أحبك يوما و الآن أكرهك جيمين...
غادرت ليمسك قبضته بتوعد قائلا : أعدك بأنك ستنسينه بظرف وجيز و ستنظرين إلي فقط....أنت ملكي أنا وحدي هان آريوم...

ارتاحو قليلا في غرفهم قبل نزولهم لتناول العشاء لتتسائل نايون : كيف سارت أمورك مع الأستاذ كيم ؟؟
آريوم بحزن : ليس هناك ما يجمعني به أو يجمعه معي...
نايون بتساؤل : لما كل هذا الحزن على وجهك الجميل ؟؟
آريوم : لا يحبني...لقد فهمت تصرفاته بشكل خاطىء...
نايون باعتراض : كنت لأصدق و لكني لا أخطأ...إنه مغرم بك و سأتبث لك....
آريوم و هي تنفي بيدها : لا تتعبي نفسك...
نايون و هي تمسك بإصبعها الأوسط لتطرقه على جبين آريوم و تقول : بل سأفعل...
آريوم بتأوه : هذا مؤلم...

بعد مدة قصيرة كانت قد انتهت من مكالمة جونكوك على الهاتف ليخرج جين من الشرفة المجاورة و تلمع فكرة في ذهنها...* أعطت ظهرها له لتتحدث بصوت عالي : أجل...هذا صحيح ، لابد أن آريوم ستتضايق إن لم يتذكر أحد عيد ميلادها الثامن عشر....لم أحضر النقود الكافية معي لأقيم لها حفلا....*زفرت بحزن : لست صديقة جيدة لم أفكر بها و كم أن الليلة مهمة لها....عند عودتنا لسيؤول سأقيم لها احتفالا لكن سيكون متأخرا حتما لن تسر بالأمر....
استدارت ببطء لتتأكد من أنه سمعها لتجده قد غادر الشرفة....*تمتمت : هل سمعني ؟؟ في كل الأحوال لن أخسر شيئا....

نزلو لتناول العشاء بعدها التفو حول النار ليتسامر البعض منهم و اتخذها جيمين دريعة ليغني لآريوم لكنها تجاهلت ذلك....تفحصت مكان نايون لتجدها تتمشى بعيدا رفقة حبيبها و تمشي في الاتجاه المعاكس راغبة في بعض السكينة....وصلت أخيرا أسفل منارة تقع بالقرب من البحر....ينظر لها و هي شاردة يدرك بأنه سبب شرودها لذلك سيحاول إصلاح الأمر هذه المرة ، دنا منها و هو مبتسم لتريد المغادرة بعد انحنائها له...أمسك بيدها مانعا إياه من الذهاب لتنظر له و يتحدث قائلا : ابقي...
آريوم باستدراك : سأذهب...لا أريد إزعاجك أستاذ كيم
جين باستغراب : لما تحدثينني بهذه الرسمية ؟؟
آريوم : لأنك أستاذي و واجبي أن أحترمك...
جين بانفعال : الرسمية لا تعني الإحترام بالنسبة لي...* جذبها من يدها لتجلس على الحافة و يخرج قالبا صغيرا من الحلوى و هو يضيف : عيد ميلاد سعيد آريوم...
دهشت من كلامه فاليوم ليس عيد ميلادها بكل تأكيد....نظراتها جعلته يبرر أفعاله قائلا : لقد سمعت صديقتك نايون تقول بأنها لم تستطع إقامة حفلة ميلاد لك....لذا أردت أن أفعل هذا بنفسي ، اليوم مهم أصبحت فتاة ناضجة ببلوغك لسن الرشد...*أشار للشموع : تمني أمنية
أرادت أن تخبره بالحقيقة لكنها تراجعت عن ذلك فما الضرر بأن تحظى بذكرى منه ربما لن تراه بانتهاء السنة الدراسية...
تسامرا بهدوء لمدة لابأس بها ليسمح ليده بالتسلل لوجنتيها و تحسسها مرورا بإبعاد شعرها الذي يغطي عينيها بفعل الرياح...

ُصوب نظراته تجاهها كما لو أنه يبوح بمشاعره دون الحاجة للكلام، كانت تلك النظرات بمثابة إشارات مُشفرة لا يفهمها سواهما و لكن الأمر لم يدم طويلا لأن خطوات الأستاذ لي شتت انتباههما ليبتعدا عن بعضهما قليلا....
وصل إليهما الأستاذ لي ليقول : أنتما هنا...
جين يدعي الهدوء : أجل أستاذ لي...
الأستاذ لي : لنصعد المنارة...المنظر جميل من الأعلى
جين و هو ينظر لآريوم : لنصعد...

بقيا لوقت طويل و هم يتأملون المنظر و أبى الأستاذ لي أن يفارقهم حتى حين عودتهم للفندق...لوح لها جين ليفترقا في الممر و كل يدخل لغرفته....

وجدت نايون تغط في نوم عميق لتوقظها بسعادة و هي تقول : نايوني....استيقظي
نايون بتتثاقل : امم....ماذا هناك ؟
آريوم و هي تعانقها : أنا سعيدة بفضلك...
نايون و هي تعود للنوم : جيد...
آريوم بتذمر : يااا استيقظي أنا أحدثك...
نايون بهذيان : أنا متعبة فلنتحدث البارحة...
آريوم بدهشة : البارحة....*انفجرت ضحكا بعد كلامها لتغطيها و تدعها تنام بسلام....

دخل الضوء من نافذة الغرفة و هو يحمل سعادة أمس و ألم ما سيحدث فيما بعد....غيرو ثيابهم ليتجهزو للمغادرة فقد كان اليوم الأخير لهم على هذه الجزيرة التي حملت لمعظهم ذكريات لن تنتسى....

بعد أن ارتاحو من تعب الرحلة ليوم واحد حل يوم دراسي و استقبلوه بنشاط تام....بعد أن كانت الحصة الأخيرة درسا الكيمياء ، دخل نائب المدير ليقاطع شرح جين بطلبه على انفراد...استأذن من الطلاب ليقول : ابقو هادئين ريثما أعود....
تلاقت عيناه بعينها قبل أن يغادر الفصل ليبتسم لها بخفة....أخفت سعادتها التي ستختفي كظهور القمر....

بعد نصف ساعة تمت مناداتها من طرف المدير أيضا لتنظر لنايون باستغراب و تمشي بهدوء.....طرقت الباب لتدلف للداخل حيث دب الرعب في قلبها بعد أن رأت جين يجلس في مكتب المدير و هو مطأطأ رأسه و شخصان آخران يجلسان في مكان قريب منه.بلعت ريقها لتقترب باحترام و هي تنحني للجميع....تحدث المدير بقوله : هان آريوم...الطالبة المتفوقة التي حازت على جميع الجوائز في مسابقات الكمياء...
قسمت نظراتها بين المدير و جين لتنطق : أجل أيها المدير...
المدير بصرامة : هل صحيح ما سمعته ؟؟
آريوم بقلق : ما الذي تقصده أيها المدير ؟؟
المدير : أن الأستاذ كيم أجبرك على أن تقيمي علاقة معه و سيعطيك علامة كاملة في مادته !!!
توسعت عيناها لترمش بعد كلامه بغير تصديق قائلة : أجل؟؟
المدير : أخبرينا الحقيقة....هل أجبرك على شيء ؟؟ إن تعاونتي معنا سينال جزائه و لن يؤثر هذا على مستقبلك....كانت آريوم تحت وطأة الدهشة و لم تستطع أن تنبس بكلمة تماما كحال جين...*أضاف : لدينا جميع الدلائل لإدانته ، شهادتك ستثبت الأمر...
استجمعت قواها بعد أن رأت وضع جين الذي أصبح على المحك لتقول بصدق : أيها المدير...اتهاماتك لا أساس لها من الصحة ، ولا أعلم عن أي دلائل تتحدث !!
المدير و هو يريها ظرفا يحتوي على صورها أمام باب الأكاديمية و في الرحلة أيضا....*نفت برأسها ليقول : الطالب بارك جيمين....هو من اكتشف الأمر و أراد أن يضع حدا لهذا !!
شهقت بعد سماع اسمه لتتمالك أعصابه و تدافع عن الشخص الذي تحبه بشجاعة : أيها المدير يون....الأستاذ كيم شخص رائع و ذو أخلاق عالية ، الصور لا تخدش بالحياء أبدا كل ما في الأمر أنه كان يعامل الجميع بدون استثناء بأريحية و عفوية و الصورة أمام الأكاديمية أراد التأكد من أنني لن أمشي تحت المطر بمفردي لأنه ببساطة أستاذ يراعي لطلابه....*أشارت لصورتهما في الرحلة و هما يقفان في أعلى المنارة لتضيف : في هذه الصورة كان يرافقنا الأستاذ لي لم نكن بمفردنا...و حتى إن كنا بمفردنا لن يؤذيني أبدا...
نظر لها بتأثر و امتنان كبيرين لينطق المدير : إذا فالاتهامات مزيفة ؟؟!!
آريوم بثقة : طبعا...إنها كذلك ، و لتأكيد الأمر لقد قلت أيها المدير بأنني متفوقة لما بنظرك سأحتاج من الأستاذ كيم علامات كاملة و بإمكاني أن أحصل عليها بنفسي !!!
المدير بتصديق : كلامك منطقي للغاية....أنا أثق بالأستاذ كيم لكن وجب التأكد من الأمر ، يمكنك العودة لفصلك بهدوء أرجوك...
أنزلت رأسها لتغادر المكان بدون النظر إليه لأنها كانت قد خجلت من نفسها و من تصرفاتها أمام أستاذها....انجرفت مشاعرها لكنها يجب أن تعيد الأمور لنصابها لكي لا تؤذيه مجددا بأنانيتها....

دخلت الفصل لتوجه نظرات حاقدة لجيمين و تنقض عليه بأن رمت عليه كل ما تراه عيناها و هي تصرخ ببكاء : لما فعلت بي هذا ؟؟ هل قمت بالإساءة لك من قبل ؟؟؟
جيمين و هو يحاول تهدئتها : لقد فعلت هذا لمصلحتك آريوم...ستشكرينني لاحقا
آريوم بسخرية : أشكرك !!! أنت وغد ، أكرهك و لن أسامحك على فعلتك...
أبعدتها نايون عنه لتمسك بأغراضها و تغادرا تحت تساؤلات و نظرات الجميع....

مرت يومان لم تستطع آريوم الحضور للثانوية و هي تدعي المرض لكن نايون أحضرتها بالقوة و أجلستها في مكان قائلة : واجهي الأمر...اعتذري للأستاذ كيم...
آريوم بندم : لا أستطيع ذلك ، لا أعلم كيف سأتعامل مع الأمر عندما يدخل الفصل....أكاد أختنق...
نايون بتوتر : لن تريه...لقد عاد المدرس نا
بكت بحرقة لتجيب : أنا السبب في كل ما حدث ، ليتني لم أنظر لأحد و استمريت بالدراسة حتى الموت...
نايون باعتراض : أنا طرف أيضا لذا اعتذري منه و سيقبل اعتذارك بكل سهولة لقد رأيته قبل يومين لم يبدو عليه الحزن أبدا...لن تخسري شيئا صدقيني...
تنفست الصعداء لتغادر منتصف الحصة بدعوى دخولها للحمام...بكت حتى انتفخت عيناها لتخفيها بالماء البارد ، و هي بصدد العودة لمحت جين في الممر لتتسارع خطواتها...كان أسرع ليوقف خطواتها بقوله : لما أنت بهذه العجلة ؟؟
آريوم بدون أن تنظر له : لقد تأخرت عن الحصة...
جين بعصبية : انظري إلي...
تراجعت بخطواتها لتقول : أستاذ كيم ، دعني أمر لا أريد أن أسبب لك المشاكل مجددا....
جين بعناد : لن أتحرك قبل أن تنظري إلي...
كانت أعند منه لتحاول الإنسحاب بدون أن تضيف كلمة واحدة....فعلتها استفزته ليمسك بكتفيها و يطرق جسدها بالخزانة بقوة، ارتعدت لتنظر لملامحه الغاضبة أخيرا...*هدأ من روعه لينطق : آسف لم أقصد إخافتك...أردت التحدث إليك فحسب...
عادت لتطأطأ رأسها مجددا و تجده يضع سبابته على ذقنها ليجعلها تنظر لعينيه كما اعتادت من قبل أن تسحره بنظراتها البريئة تحدث أخيرا : انظري لي...لما تتجنبينني ؟؟
آريوم تحبس نفسها من البكاء : بعد ما فعلته لا أظنك ستحب النظر لي....
جين بهدوء : لم تفعلي شيء....إنه شيء حدث لست السبب كما أن جيمين اعتذر مني و قبلت اعتذاره ، هكذا حلت المشكلة لكن ما خطبك أنت ؟؟!!
آريوم بتخوف : كنت أنانية كفاية لألحق بك الأذى....كان من الممكن أن تفصل بسببي رغم أنني كنت أعلم بأن عملك مهم بالنسبة لك استمريت بلعب دور المراهقة ، تحدثت إليك في بادىء الأمر باسم مستعار لأعرف عنك المزيد....*شهقت : ثم رسبت في الإختبار عمدا لأتلقى دروس الدعم رغم أنني لست بحاجتها فقط لأراك....و المزيد من التصرفات المتهورة كأن أكل حلوى الفراولة لأنها منك رغم علمي بأنها ستسبب لي الأذى.....* أمسكت بفمها بصعوبة لتنطق : آسفة أستاذ كيم لأن طالبتك غير ناضجة البثة.....أعدك بأن لا أعود لإزعاجك بتصرفاتي هاته...*انحنت : اغفر لي...

مشت لتتركه يبتسم بخفة على صدقها لكنه تحول لألم فجأة بأنه قد يكون نهايتهما الفعلية....مرت أشهر على هذا اليوم لا شيء تغير فقط انتهاء مقررات العام الدراسي معلنة فترة من الإمتحانات التي تتلوها حفلة التخرج كنتيجة لمجهود كل طالب....

♡♡♡

يوم التخرج يوم مبهج و سعيد....الطلاب يودعون بعضهم لكن قبل ذلك يتم تخليد الذكرى بصورة تذكارية تبقى للأبد....ظنت أنها ستلمحه على الأقل قبل مغادرتها للثانوية و للبلد ككل....سمحت لقدميها بأن تقودانها للحجرة التي جمعت بينهما في يوم ما لتتفحصها ركنا ركنا ،مشت بضع خطوات للخلف لتستدير و تجده خلفها....يجب أن تسعد على الأقل لكنها ابتسمت بانكسار قائلة : أستاذ كيم...أردت توديعك قبل مغادرتي...
جين و هو يضع يديه في جيبه : هل استمتعت بالحفل ؟؟
آريوم و هي تحرك رأسها بالإيجاب : أجل...سأغادر و أنا سعيدة اليوم لأنني أصبحت شخصا ناضجا بإتمامي للثامنة عشرة سنة....
اقترب جين بتفكير : لكن ما قالته صديقتك من قبل !!!
آريوم بنفي : اليوم فقط يصادف عيد ميلاد....لقد كذبت في المرة الفارطة...
جين : عيد ميلاد سعيد إذا....أتمنى لك التوفيق من أستاذ لطالبته...
آريوم و هي تنحني : الوداع...أستاذ كيم
سارت بخطواتها لتودع صديقتها نايون و حبيبها في خضم الإحتفال تاركة ذكرياتها السابقة و آملة أن تحظى بلحظات أسعد في مكان ما....

تمشي و هي تشمل الثانوية بعينيها فلقد كانت في وقت ما كبيتها الثاني....أصبحت خارج أسوارها لتسمع صوت صفير أحد قد مرت بجانبه...دهشت من رؤيته لتقول : أستاذ كيم....ما الذي تفعله بالخارج ؟؟
جين : بمغادرتك للثانوية تكون مهمتي قد انتهت أيضا...
آريوم بهمس : ماذا ؟؟
جين و هو يمسك بيدها : لم أعد أستاذا في الثانوية كما أنك لم تعودي طالبتي أليس كذلك ؟؟
آريوم بصدمة : أستاذ كيم !!
جين بتذمر : عودي لسانك على مناداتي بجين أوبا....
آريوم و هي تنظر للمكان حولها : لا أريد إثارة المشاكل هنا....سيتم طردك
جين و هو ينفي برأسه : لقد أثرتي مشاعري من قبل فيما ستعنيني إثارة المشاكل....لقد انتهيت من كل هذا ، من الآن فصاعدا أنا حبيبك و زميلك في الدراسة لندع ما حدث هنا يكون بداية لعلاقة ناجحة بيننا كعاشقين و ليس كطالبة و مدرسها....
شعرت بدوار من كلامه المفاجىء ليضيف : لقد أخبرتك من قبل بأنني أطمح للدراسة في الخارج و بحديثك عن ذلك أشعلتي رغبة لدي بربط حلمي بحلمك لذا لم أتردد في إرسال طلب قبول في جامعة أمريكا لكي أكون بجانبك في كل لحظاتك و خطواتك المقبلة... آنسة نوبل أحبك
أدمعت عيناي آريوم بغير تصديق لتقول بصوت باح : هل أنت جاد ؟؟
جين بابتسامة : أنا جاد بكل ما يتعلق بك حبيبتي...
آريوم بحب : لما لم تفصح عن مشاعرك من قبل ؟؟ لا تعلم كم كنت أتعذب بعيدا عنك...
جين بحسرة : في يوم الرحلة أردت الإعتراف لأني انتظرتك لتبلغي الثامنة عشرة و تصبحي ناضجة....هذا التزام أخلاقي لم أكن أريد كسره ، كما أن طموحك كان يمنعني من ذلك و خفت من ردة فعلك عندما أبوح لك بحبي...بلع ريقه : خفت من الرفض لأنني أكبرك بما يقارب تسع سنوات ، فما رأيك بخصوص ما قلته ؟
آريوم و هي تقفز لتعانقه : بالطبع أقبل بمشاعرك...أحبك حبيبي
جين و هو يطبع قبلات متفرقة في أنحاء وجهها ليقول : طوال هذه الفترة كان حبا ممنوعا لأن علاقتنا السابقة كانت ستعرقل الأمور بيننا و بين المحيطين بنا لكن الآن أنا مرتاح لذلك...سنبقى معا أخيرا...
آريوم : كان حبنا ممنوعا لكننا يمكننا جعله مباحا فقط إن أردنا و آمنا ببعضنا البعض...
جين و هو يشبك يده بخاصتها : لنذهب اليوم موعدنا الأول و الأخير في كوريا....أمريكا بانتظارنا لنمشي في طريقها الممهدة التي تقودنا للارتباط مدى الحياة.
النهاية

Continuar a ler

Também vai Gostar

668K 36.3K 34
《يلقبونه بالغراب، يقال أنه صاحب إبليس في قعر جهنم ثم لفظته النيران على شكل أرض جافة قاحلة...المشاعر؟!..لا مكان لشيء كهذا بين ثنايا قلبه المتحجر ....ك...
284K 9.1K 66
"زوجى مغرى للغزل، مثير للقبل" 1997.. البنفسج الأول started: 15/11/2023 100k~ 8/3/2024
92.6K 5.5K 17
الشَّعبُ خاَضِعُ لَهُ ، وَ هُوَ خاَضِعُ لَهاَ الرواية متوقفة حاليا جيون جونغكوك | آفروديت APHRODITE . JUNGKOOK . @just_jk09
21.3K 1.3K 52
ينتحر سونغمين بألقاء نفسه و ابنه على سكة الحديد ، ولكن يولد من جديد كـطفل لحبيبه السابق بانغ تشان المستحقات 🏅 Top one in جونغان Top one in ليكس Top...