لا مفر مني

Da DaisyAlhashim

52.6K 2.3K 294

قرارٌ طائش أودى بها إلى التهلكة ليجعلها حبيسة ماضيها وأوهامها اللامفر منها. تحكم بها ونثر في عقلها بذور الخوف... Altro

الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل الاخير
توضيح

الفصل الخامس

2.6K 135 12
Da DaisyAlhashim


2011

 
تخرجتا وجهزت "أليس" نفسها لزفافها المعارض من قبل والديها.

حزنٌ شديد جثمَ على صدرها وهي تجربُ فستان الزفاف مع صديقاتها في محل الفساتين.حتى شقيقتها عزفت عن المجئ بحجة المرض..ماهو الإثم الذي أقترفتهُ لأعامل هكذا؟فكلا أبي وأمي تزوجا عن حب ماهو الإختلاف الآن؟هل حقاً تسرعنا؟لكنه شخصٌ رائع بشكله وتصرفاته ومعاملته لي ويحبني لم أرى منه خلال أيامنا معاً ما أثارَ نفوري..هذا كافي جداً لمَ علينا الإنتظار..أنا محظوظةٌ حقاً..أظنهم يغارون مني لأننا سنفعل مالم يفعلوه..نعم سيكون كل شئ بخير.أنهت حديث الذات وهي تقف أمام المرآة وأبتسمت بفتور..مهما خدعت نفسها..فهي تشتاق إليهم و فرحتها لن تكتمل إلا بوجودهم لكن ماذا عليها أن تفعل لتقنعهم..جميعهم متفقين ضدها كأنها تقترف جرماً..لا تدرك أن ما تفعله لهو جرم أثيم بحق نفسها..جرم لن يطالها وحسب بل كل من يهتم لأجلها. إتسعت ابتسامتها فور رؤيتها ل" جوان" وأستدارت مبتهجة لتهتف

"لقد أتيتي"

"نعم لكن ليس لتهنئتك بل لإنهاء الزفاف قبل حدوث الكارثة"

"ماهذا الهراء ..أية كارثة.."

"لقد أشعرتني سابقاً بأني أعاني من الهذيان لكنني تغلبت على هذا الشعور..تلك الأصوات التي سمعتها في شقته حقيقية..كانت أصوات إستنجاد ..تأكدت منها بعد زيارة أخرى لكنني فشلتُ في العثور على مصدرها.أخبرتُ الشرطة عنها وهم في طريقهم الآن لإكتشافها"

منفعلة،هجمت"آليس"عليها وضربتها وأتهمتها بالجنون والتخريف وقطعت علاقتها بها.لقد أفسد زفافها و أخذت تجري في الشوارع بثوبها الابيض متجهة لشقة حبيبها و حين أوصلها التاكسي بعد نصف ساعة،دلفت بحذر شديد حين رأت بابها مفتوحاً..رفعت ثوبها و لامست قدماها دِماءٌ خُضبت بها الأرض..فُزعت..و ما أفزعها أكثر رؤية حبيبها يمسح عن يديه آثار الدم..نظر إليها مدهوشاً و هي تهتف  مذعورة

"ماذا فعلت؟"

"قتلت الشرطِييَن"

إعترافٌ صريح هوى بها أرضاً..صرخت و أنهمرت دموعها تغسل ذاك الكحل الجميل الذي تزينت به لأجل هذا المجرم و رددت نادمة

"أنت ..أنت ..مجرم ..كما قالت جوان"

"إذاً كان الأجدر بك الأخذ بنصيحتها"

تحاملت على نفسها و وقفت.لملمت طرفُ فستانها الطويل و تأهبت للفرار من قبضته لكنه تجاوزها بأن أقفلَ الباب و راح يتقدم صوبها وهي تتراجع إلى الخلف خطوة بخطوة حتى سقطت.بدءت تزحف بسرعة مبتعدة عنه و لم تشعر إلا بألم تلك القبضة العنيفة تعصر شعرها و تسحبه و بصوته الهامس الذي يقول

"لا مفر مني "

2012

جلستا في حديقة المستشفى و حلَّ الصمت طرفٌ ثالث بينهما.إنها لفرصةٌ لن تتكرر فبعد سنوات فراق ها هي ترى صديقتها المخلصة الوفية بكامل عافيتها بعد فعلتها الموجعة بها..شعرت بالخجل والذنب و ترددت فيما تود قوله فبأي وجه تقابلها و ما تقول لها،فبقدر ما تسعدها رؤيتها بقدر ماتؤلمها..و موقفها هذا سيزيد الوضع صعوبة لذا فكت عقدة لسانها أخيراً ونطقت قائلة بحرقة

"أنا أعتذر ..حقاً أنا آسفة جوان ..لو تعلمين فقط ما أصابني ..لو تعلمين فقط كم ندمت وكم تلقيت عقاباً شنيعاً لأفعالي..كل هذا بسبب تسرعي وتهوري وحبي الاعمى له"

ربتت "جوان" على ظهرها مبتسمة وقالت بأريحية

"ولو علمتي بما أصابني أيضاً لكن لا جدوى نسيتُ الماضي كما أنّ نكستي جددت روحي..أنا الآن شخص جديد بفضلك"

لم تفهم "أليس" ما عنته بكلامها الأخير..كيف غيرتها وهي من دمرت حياتها؟..هل نكستها يا ترى غيرتها للأفضل أم للأسوء ؟!.. لايهم طالما هي بخير و سعيدة و لا ضغينة بينهما الآن..قالت و هي تحتضن كف صديقتها

"أنا سعيدة لرؤيتكِ بخير ..دعينا نرى بعضنا مرة أخرى"

"نعم دعينا نفعل..لكن لا أعتقد بأنني سألتقي بكِ كثيراً وأكون إلى جوارك كما في الماضي فأنا مشغولة نوعاً ما فبإلاضافة لإنتقالي لشقة جديدة وإنشغالي بترتيبها فعلي الاهتمام بخطيبي"

إعترفت "جوان"وهي ترسم إبتسامةٌ خجولة على شفتيها بينما فغرت صديقتها فاهها مذهولة..هذه الفتاة التي كانت تلعن الرجال صار لديها حبيب!!..أمر عجيب..الدنيا لها سحرها في تغيير الآخرين حقا واصلت

"جئت لزيارته هنا فهو مريض"

سألتها بقلق ..

"هل مرضه خطير ؟"

"كلا ..زائدة دودية تخلص منها بسلام ..والآن أنا ذاهبة"

نهضتا معاً وصافحتا بعضيهما كأنهما لم تكونا صديقتين مقربتين من قبل يتشاركان الحياة بحلوها و مرها..ضاعت كل تلك الأيام الجميلة و تفرقتا بسبب نفسٍ عنيدة لا تتقبل نصحاً و إرشاداً و كانت العاقبة وخيمة لكلا الطرفين.قالت "جوان"كلماتها الاخيرة

"إنهم ليسوا سيئين كما أخبرتني يوماً ..كما إنَّ هناك رجالاً سيئين في هذا العالم هناك أخيار..إنما نحنُ غير قادرين على رؤيةِ ما هو خيرٌ لنا و تمييزه..نجعلُ قراراتنا الطائشة السريعة تتحكم بنا ولا نعي تبعاتها.. إختاري جيداً هذه المرة...وداعاً"

وكأنها ستختار فجذوة الحب خمدت في قلبها يوم تعرضها للخداع من شخصٍ عصت والديها وفقدت صديقتها لأجله،فمن يمشي خلف أهوائهِ وشياطينه الأولى به تقبل مايصيبه لأنه لو كان راجحَ العقل لما أساء لنفسه .

تفتحت الزهرة الذابلة لتنشقَ عبير السعادة من جديد.فقد انغمست في عملها وكونت صداقات مع زملائها وشعورٌ بالتغيير بدأ يزحف نحو شخصيتها مبشراً بالخير.تغييرٌ تطلب منها صراعاً نفسياً لتتقبله ومع أنها رحبت بالخطوة الأولى فلا زالت بعض الآثار تهاجمها بين الفينة والأخرى ولكي تتخلص منها أبدياً عليها مواجهتها بإصرار وثبات .

"يبدو بأنكِ سعيدة..هل أُخبركِ بأن سعادتك هذه فانية فأنا أُراقبكِ ..أليس..لا مفر مني أنا بداخل عقلك اللعين"

إنقبضَ صدرُها وأَنقَمت..رسالةٌ أخرى جاءتها لا تعرف مصدرها ولا إن كانت حقيقةٌ أم وهم زعزعة كيانها و بعثرته..أغلقته و وضعته على مكتبها وهمت بالنهوض تريد الحمام لغسل وجهها الذي إلتهب بفعل ما قرأته فقاطعَ نيتُها قدومَ رجلٍ غريب تقدم صوبها بخطىً واثقة..عادت مجلسها لتستقبله ظناً منها إنه زبون جاءها يستشيرها و جاهدت لتبدو طبيعية..صارحها فوراً

"تعملين هنا إذاً؟ يا لها من مصادفة"

نظراتُها الموحيةُ بعدم معرفته جعلته يصيغ السؤال بطريقة تذكرها به

"ليس من اللائق أن تولي ظهرك لرجلٍ أنقذكِ من الموت بلا شكرٍ يراد..هل كلامي صحيح؟"

تذكرته ..إنه الرجل أشهلَ العينين ..كم كانتا مغريتين حتى لفتاة مثلها كان لها مع العينين قصة حبٍ بائسة..شئٌ ما فيهما جذباها وأفقداها الإرتباط بالواقع..تماماً كما حدث مع حبها القديم..فهل هذا بدايةُ حبٍ جديد يعوضها عما سبق؟

Continua a leggere

Ti piacerà anche

655K 11.1K 10
كثرت الاقاويل عن فتاه بشرية ستكون قربان لملك الذئاب وهو ملك لا يرحم أحد يقولون ان جسدها سيكون بداخله طاقه كبيرة . البعض يقول انها ستكون ضحية له ليحصل...
2.8K 104 26
ليست مجرد قصة خيالية ، انها تجسد حياتك وحياة الملايين ، مجرد قرائتك لها ستغير نظرتك للحياة. قصة النضال هذه هي واجهة لحياة الكثير ممن حاولوا التغيير ف...
36.4K 1.7K 47
فتاه تفقد كل ما تملك في رمشة عين...... تضن انها لم تستطيع العيش....... لكن تستجمع قواها وتكمل حياتها...... تكثر الخيارات في حياتها........ من هي هذه...
2.7M 67.7K 53
.كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي .. و كنت أصدقه كالبلهاء .. وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته .. كنت أرى الهناء في عينيه...