الورد الاسود

By Eva_hawkins

178K 11.9K 3.6K

تجاوزت امتحان القبول لتصبح فرد ضمن فرقة الحراس الخاصه بأمير مصاصي الدماء ، هدفها التجسس علية لصالح أسرتها... More

المقدمه
1
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
..الخاتمه ..

2

7.5K 475 154
By Eva_hawkins

في مغاره بين الجبال ، كانت تيارات الرياح شديده  تهب ملتويه بين الاخاديد ، عندما اجتمع خمسه من السحره ، يحظرون لاجل طقوس أحياء ذلك الطفل الذي توفي قبل خمس أعوام

وتحت النور الخافت لشعلات النار يقف والده ( كايت ) وقد وصل لمرحله من اليأس بحيث ماعاد يميز بين الحقيقه والوهم ، تملكه الشغف حول فكره اعادة رينو ابنه  الذي قتل مع عمه في منزلهم   بعدما سقطت عائله انجلكوا  وخسرت سلطتها

وضع التابوت حيث يرقد رينو في منتصف دائره سحريه رسمت بالدم ، ووضع فوقه بلوره انتزعت من صولجان ، تعود ملكيته لاسرة ميلر 
كان كارل قد سرقه منهم لاجل هذه المناسبة ، فهو متعاون مع كايت لاجل ذلك ..

كان واقف  تحت الضوء الواهن  الذي ترسله شغلات النار المتراقصه داخل المغاره وبدت تقاسيم وجهه شاحبه و  وهو يوجه نظره ضبابيه نحو المعوذين  لقد  هرب من منزل شقيقه للمره الالف ، وانضم لكايت بهذا المكان لاجل هذه المناسبة أيضا

أخذت تتشكل هاله بنفسجيه ، حين بداء السحره بترديد تعويذاتهم ، وتحرك غطاء التابوت مع الترتيله المشتركه التي يؤدونها ، وحان دور  كارل  اقترب من التابوت وجرح يده وترك الدماء تسيل  فوق الجسد المهتراء للطفل الميت
"
الانسان بقوته الطبيعيه يمكنه أن يعمل تاثيرات شاذه وخارقه ، مابالك مع قوتك الرهيبه يا ولدي  "

قال كايت يحاول أن يقنعه بنجاح مخططهم ، انتفض جسد رينو واعتدل جالس في تابوته

( رايت .. نحن ننجح يا كارل ) قال كايت وهو يندفع نحو ابنه كي يحتضنه .

بقي كارل يراقب المشهد ، كان لا ينكر أن الظروف اعادت تشكيل شخصيته مع القوة الكبيرة التي ادركها في نفسه كونه  ابن الملك السابق لمصاصي الدماء كروس ..

غير انه بعد مقتل والده لم يكن لديه طموح بالحصول على أي منصب ، وانتقل لقب الملك لشقيقه باترك ، لان كروس اوصى بذلك ، لانه لم يكن يثق به في حياته وحتى بعد مماته ، وقد أعلن له ذات مره انه يفضل باترك عليه رغم ان باترك  ليس من دمه هو تبناه فقط . كان كروس  يتهمه أنه عاجز عن التحكم بمشاعره ..
ربما هو محق .. فقد بداء قبل عامين بمقابله كايت ، ورغم أنه لم ينسى خيانته له ولكنه تعاطف معه حين رآه حزين ومنكسر بعد موت ابنه ، وقطع له عهد بمساعدته . ولهذا هم هنا يحظرون طقوس الاحياء لأجل رينو

كانت حياته الجديده بعد أن أصبح مصاص دماء فارغه ، لأهدف فيها ، بالذات وأنه لا يموت ، ولايوجد أحد يستطيع أن يكون ند له وهذه هي الفاجعه .. محتم عليه أن يكون خالد  ، وهذا سبب له عطب نفسي لهذا هو يخرق القوانين ، وتوقف عن القيام بواجباته الرسميه ،  وهرب من منزله لأن باتريك غير راضي عن توجهه ، ويرسل رجاله لإعادته في كل مره يغادر فيها ، غير أنه لا يجد صعوبه في الهرب منه  كل مره 

كانت تلك الأفكار تشغل ذهنه عندما سمع صوت صراخ   ، ثلاثه من السحره أخذوا يهربون وهم تحت تأثير الهلع  والرعب ويبحثون عن اي وسيله ليختبئوا من الخطر  ،  حلت الفوضى في المكان

رفع كارل رأسه بفضول ليجد رينو يهاجم والده ، كان جسده يتحرك دون روح تماما مثل الزومبي ، تعرض كايت لاصابه رغم مهارته القتاليه ولكنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه ضد  ابنه ، كان يحاول أن يذكره أنه والده ،

تاكد كارل في تلك اللحظه أن التجربه فاشله فهم لم يستطيعوا اعاده رينو وانما صنعوا  وحش أخذ يهاجم كل ما أمامه ، لقد قتل اثنان من المعوذين ، واصاب والده

كان رينو بهيأته المتحلله وثيابه المهتراة يهاجم والده ويحاول اكله ، وبدى أن عاطفه كايت تمنعه من اتخاذ القرار المناسب ، كان لا يتقبل فشله ، لقد جرحت قدمه والدماء تغطية ، وهو يقول ( عزيزي انا والدك ، سوف نعود للمنزل .

كان لا يرى الفوضى التي حصلت ولا بشاعة الوحش الذي دبت به الحركه سيطرت عليه الاوهام تماما ، حتى انقض عليه  الميت الحي رينو واخذ ينهش كتفه ، واندفعت الدماء متفجره من جسده

تحرك كارل ليوقف هذه المهزله ، كان يعلم أن من المستحيل اعاده ميت للحياه ، ولكنه حاول  ، عطفاً على كايت

بظربه واحده من يده مزق جسد الوحش ، فنظر إليه كايت وهو تحت تأثير الصدمه وصاح به ( لماذا !!  )

لم يكترث له كارل و هم بمغادره المكان لأن وجوده ماعاد ذا اهميه ، بينما بقي كايت يشتمه ويحاول أن يلحق به ، وبحث عن مسدسه واخذ يطلق النار ، ولكن دون أن يصيبه
فقد اتزانه تماما

غادر كال متوجه الى قلعه سيباستيان كان بحاجه أن يستريح ويعيد ترتيب أفكاره

__________

استعاد اينار عافيته ، وسمح له اخيرا أن يترك غرفته ، كان يشعر بالحماس كونه حقق مراده  واخذ يتطلع لمهامه الجديده في قصر باتريك ، ارتدى ثيابه بعدما خرج من الحمام وانتعل خذائه على عجل  ،و غادر  من غرفته مسرع  متجه نحو غرفه الاجتماعات ليجد نوا واقف بانتظاره في الممر تحت الاقواس المقببه وهو يرتدي معطفا عسكريا  فوق  بذله رسميه وشعره الاحمر مرفوع إلى الخلف ،
(ها انت ذا .) خاطبه وهو يقبل نحوه بخطوات رصينه
(صباح الخير ) رد الصبي وهو يبطئ خطواته ، ولكنه فقد توازنه على الارضيه الملساء للممر وانزلق 
امسكه نوا قبل أن يقع 

-(تبدو بخير .. )

-( نعم ) وهو يعتدل واقفا

( ساوكل لك مهمه ...)

-(انا مستعد ...)

( سنغادر نحن  .وستبقى وحدك مع  السيد ...)

(حسنا ...)

ابتسم نوا وهو يمرر يده على كتفه  ليشجعه
-(انها المهمه الاولى  .. احسن التصرف )

-(سابذل جهدي ....)

اوما له نوا واستدار منصرف وهو يلوح له بيده
تبعه الاخرين ......

اتجه اينار نحو غرفه التي يتواجد فيها سيد المنزل ، دخل ووقف عند الباب

.ليرى باتريك  جالس في الظل كان يرتدي ثياب انيقه كاجول ، قميص ابيض من الكتان وبنطال من القماش بيج مع حذاء رياضي
يقراء كتاب ما ،  خصلات شعره الاشقر متهدله  وفي عينيه بريق مكدر

(صباح الخير سيدي ) بادر  ولكن باترك لم يرد كان منغمس بالقراءة  ولم يعطي لوجوده اهتمام

لبث الصبي صامت عند الباب  للحظات وحين ادرك انه يتجاهله  ،  اغلق   الباب بقوه ليحدث ضجه كفيل بايقاض نائم من غفوته ....

حملق به باترك وهو لا يزال تحت تأثير الدهشه بسبب  الصوت
ليراه يبتسم  وهو يتباها بسلطه غريبه (صباح الخير سيدي .) كرر عليه

حدق به المعني بصمت يقيم سلوكه ، فقد اعتاد من جميع رجاله ان يكونو هادئين في حضورهم  بحيث يتجنبو ازعاجه لماذا هو مختلف !

(اهلا .. اينار .) رد بعد برهه ، وعاد  للقرائه بهدوء وكانه لا يريد تضييع المزيد من الوقت معه

اتجه اينار نحو النافذه بخطوات ثابتة ليزيح الستارة وارتسمت ابتسامه على وجه
قال(انه صباح جميل ...)
وفتح الشباك  سامحا للضواء بان يشتاح ارجاء الغرفه .....
والتفت نحو باترك واردف (اليس كذالك .)

فاومأ باترك موافقاً دون أن ينظر له ،  وهو يحاول ان يعتاد على الضوء الساطع ، وحرك يده ليغطي عيناه

أسند الصبي ظهره على الجدار وبقي ساكنا .وهو يحدق به ، رأه  لا يتجاوب معه فقال  (لماذا  لانغادر هذه الغرفه و تستمتع به إذن .)

رفع باترك رأسه حدق  به  للحظات ، كان لا يعلم مالذي يريده هذا الصغير ..
ثم قلب الصفحه وعاد للقراءه  ، دون أن يرد على كلامه ، بل انه  يحاول تجاهل وجوده

تنهد اينار وهو يشعر أن لا فائده واطل برأسه  نحو الخارج لم تكن زرقه السماء قط مثل هذا الصفاء  وشعاع الشمس شفقي ينعكس على وجهه
من النافذه المفتوحه بهالته الفضيه
وتتراقص ذرات من الغبار  حوله ، ابتسم ...ورفع يده ....
اذا بطائر صغير احمر  هبط نحوه من الخارج  وحط على يده واخذ يتودد له  (هاروكي ، افتقدتك جدا ...)قال بصوت خافت  وهو يداعبه باصابعه

شد ذلك انتباه باترك فرفع  رأسه نظر إليه  من فوق الكتاب  حين سمعه يتحدث مع الطائر ، بدى أنهما يفهمان بعضهم بطريقه ما  ،

فالتفت  اينار  حين استشعر نظرات سيده ، وبدى عليه الارباك  ولكنه حاول اخفاء الامر بابتسامه مرحة
قال(انه صديقي )

-(اعتقد انه من الطيور النادره . .)

فاومأ اينار موافق ، ولاح في عينيه بريق فرح حين لاحظ أن سيد القصر لا يبدوا مستاء ويتجاوب معه ،   وراح يوضح بحماس (هذا صحيح ...انه من طيور السيرو .
كانت امي تعتني به قبل ان ...) تلاشى صوته وتوقف دون أن ينهي جملته وكانه تذكر شيء
وغرق بالصمت وتحول البريق المشع في عينيه إلى عتمه

بقي باتريك ينظر في عينيه مباشرة ، كان وجه اينار   ينم عن حسن طويه وذكاء انساني
كان ثما شيء غريب بهذا الفتى يبعث تأثير سحري
مثل المخدر .. كان لا يزال يفكر عندما حلق الطائر من عند اينار واتجه نحوه حط على كتفه

كانت العتمه لا تزال تلف عينيه حين ابتسم  ( يبدو انه احبك .)قال اينار وهو يوجه نظراته نحوه ثم أضاف
(هل تسمح لي بالاحتفاض به هنا سيدي ...) 

ابتسم باترك بسخرية وهو يرى الطائر يتركه ويعود لصاحبه ويقف على رأسه

فعاد لكتابه كي يكمله  قائلا (يمكنك ذلك ...)

فابتسم اينار بامتنان ( كنت اعلم انك شخص لطيف ، شكرا لك سيدي  )

لم يقاوم باترك صدمته حين سمع ذلك ورفع رأسه
نظر في عينيه  عن كثب ، وكأنه يتأكد منه إن كان يقصد ذلك حقا أم لا

كانت الابتسامه قد عادت لوجهه ، وهو يلعب مع  الطائر الصغير  لم ينتبه لنظرات باترك المتحيره ، ولم يكن يمزح فيما قاله ..

تنهد بانزعاج  وأدرك أنه يتعامل مع طفل  يجهل حقيقه العالم المظلم الذي دخله ، لبث صامت وهو يستدرك  أن هناك خطب  ما ، فهو  بطبيعته  المعتاده ، لا يسمح بهذه التصرفات من أتباعه . ولكنه يتقبلها من اينار  ،  مال إلى الخلف متكأ على كرسيه يحاول أن يستعيد  صفاء ذهنه  ، ثم  اغمض عينيه كي يهداء للحظات .

اذا به شعر باحدهم واقف امامه ...
ففتح عيناه  ، ليرى اينار منحني فوق رأسه ينظر له بقلق كان سريع جدا لدرجه انه لم يلحظ اقترابه  ولم يسمع خطواته ، فجاة شعر به أمامه ، لا تفصله سوى مسافه قليله عنه   دون أن يعير للحدود بين السيد والتابع اي اهتمام 
( انت بخير سيدي ) ساله بقلق

فاوما له باترك وهو ينظر له  كان واضح له أن اينار لا يعلم أنه ملك مصاصي الدماء ، لا يعقل أن يكون بهذه الشجاعه أن كان يعرف ؟

(ساعلمك كيف تتعامل مع هاروكي ) قال اينار لينتزعه من أفكاره
وامسك يده
فتفاجاء باترك ،  لانه لم يسبق ان اقترب منه احد اتباعه لهذا الحد  ..بينما هبط الطائر على يده
(الطيور تحب الهدوء , هي تشعر بالامان عند من يتحلى بهذه الصفه ....) وضح له اينار وهو يميل برأسه بمرح

اذا بالكتاب الخاص بباترك  انزلق من يده و وقع على الارض  ، ففزع الطائر من الصوت  و طار بعيدا مخلف  خدش صغير على يده  باترك
، فنظر باترك ليده

(اوه ... انا اسف )   قال اينار واسرع يبحث في حقيبته  وهو يضيف ( .. لا تقلق ، هو ليس عميق )
واخرج  لواصق جروح طبيه مزينه بازهار بيضاء ، وضمد الخدش بسرعه

بقي باترك ينظر له  بارتياب   كانت الظماده اللاصقه  خاص بالفتيات .وعاد حملق بوجهه يتفحصه
انحنى ايناري  ليلتقط الكتاب   ( ابواب السماء )
قراء  العنوان بصوت مرتفع  وهو يعيد الكتاب  إلى يد  سيده

كانت  الغه التي كتب بها الكتاب محضوره ..
  لأنه السحره  يستعملوها بتعويذاتهم الاشد  فتكا
(من علمك هذا ...) استفسر  باتريك فيما يتناول الكتاب منه

(علمني ماذا سيدي...) رد اينار  وهو يتراجع إلى الخلف وقد ادرك انه يثير الشك اكثر مع كل تصرف يحاول أن يصلح به الأمر

-(قراءه هذه اللغه ....)
فابتسم المعني بشيء من الارباك قائلا
-(ماذا ...)وسكت قليلا وهو يشعر انه يفسد الأمور  بتصرفاته  (انا اجيد لغات كثيره ،  كان لدي معلم  ماهر ..)

لم يقتنع باترك بالإجابة ، لانها ليست واضحه ،
اسند رأسه على يده وهو ينظر له    ، كان قد سمح له أن يدخل منزله كي يعرف نوايا المجلس ولكن الامور تأخذ مسار اخر !

امال اينار رأسه وهو يشعر بالارتباك  من نظراته التي تكاد تخترقه ،
وبرر له معتذرا  ( احاول أن ابقي قلبي حصين أمام الاسواء ، لهذا قد تبدوا تصرفاتي غير مسؤوله ، أن كان يزعجك الأمر .. سأتوقف )

تنهد باتريك وهو يصغي له ثم تابع في نبره فيها شيء من الاستسلام ( لاباس أن تكون على سجيتك ) وارتد يستند على الكرسي بظهره   وبدأ انه فقد الرغبه بالقراءه

اذا باحد الخدم دخل قال (سيدي ، لقد وصل السيد ترويد  هل اسمح له بالدخول ..)

فاوما له باترك  موافق ، فقد كان بانتظاره منذ الصباح ، وهم بالنهوض لاستقبال ضيوفه في الغرفه المجاوره

حط الطائر الصغير على كتف اينار بعد أن دار عده مرات في فضاء الغرفة ،

( هل لدينا ضيوف يا سيدي ) استفسر ايناري  وهو يلحق به

لم يرد باترك  ، اكتفى بتوجيه نظره قاتمه نحوه فهو غير ملزم بأن يفسر له
ابتلع اينار ريقه واخفض رأسه 

_________

فتح الباب دون ان يطرقه ودخل ليثير  انتباه الجالسين ، واستغرابهم بالوقت ذاته ...
فلوح لهم بيده وهو يجلس على الكرسي  كان على غير طبيعته مضطرب الانفاس وقد تملكته رعشه ...
اقترب منه سام قائلا (انت بخير كارل ....)
اومأ له المعني باشاره مفادها  لا تقترب ....
ثم اضاف يستجمع حروف جملته بصعوبه (ساكون بخير احتاج للراحه لبعض الوقت
ظل سيباستيان ينظر له صامت ، يرى عيناه الداكنتين بعدما تهدلت خصلات شعره وتناثرت على جبينه
استطرد كارل حين وجد صمتهم يطول ( باترك لا يدعني وشأني ....فلم اجد ملاذاً منه غير هذا ، سامكث عندك حتى المساء )

ابتسم سيباستيان بشكل ودي قال (هل اتحدث معه )

اومأ كارل نافيا (مامن داع )

فتبادل سام النظرات مع سيده ولاحت على وجهه سمات التوتر
(هل يعلم باترك انك هنا ...

قاطعه كارل وهو يرفع يده وكان هذا اثار شيء مزعج داخله

-(لا ....)

-(فشلت بمهمتك ؟)

اومأ كارل بايجاب  والغشاوة سيطرت على عينيه الزرقاوين لتغرقهما في ظلام

اتكئ سيباستيان الى الخلف وهو يتفحص كارل بنظراته ويقيم حالته كان الواضح انه يشعر  بالفراغ ويحاول أن يجد لوجوده هدف ، 

اخذت شفتيه ترتعشان ..ولم يستطع تمالك ضحكه  التي انطلقت  دون رادع ، لا يصدق كيف ادخل نفسه بهذه المهزله

اخذ للتوتر يشتاح سيباستيان وهو يرى اعصابه تنهار حافله بمشاعر مضطربة كان يخشى منه عليه ...
فحاول تهدئته  وهو ينظر له بعطف ابوي قائلا (ستكون على ما يرام ... فقط اهداء ) كانت نبرته رقيقه رغم رصانتها

_____

ديكور انيق وفخم ، الستائر بيضاء ، وعلى الجانب مكتبه منحوته من الرخام الأبيض ، جلس الضيوف   حول طاوله مستديره على كراسي جلديه
يناقشون باتريك في مشاكل مختلفه ويعرضون عليه مشاريع ..

كان اينار يعرفهم جميعا ،  قائد المجلس ترويد  ، مع قائد الفيلق الثامن ميكيتا ترافقهم سيده شابه مع تابعها الخاص ،
كان يملك  معرفه مسبقه  بهم جميعا  ، فهم من ارسلوه  ويعرف شيء من نواياهم المخفية ...

ولكنه يجهل سبب الزياره في هذا الوقت بالتحديد   ، وسيده لم يوضح له أي تفصيل ، اختلس النظر إليه وادرك أنه لا يثق به  ليطلعه على كل شيء 

انتبه من شروده حين شعر  بنظرات تلك السيده تترصده و ارتسمت ابتسامه خافته على وجهها لأن الأمور تجري كما يخططون ،

(مالامر يا جوليا ...) سالها باترك حين انتبه لذلك

(أرى انك قد احظرت قمامة أخرى لمنزلك ..) قالت متذمره ، وهي  ترشقه اينار بنظره متكبره

حملق بها اينار بنظره قاتمه لأنها  تحاول أن تقوم باهانته و  تنكر معرفتها به بطريقه سيئه ،

  تدخل قائد المجلس ترويد  يحاول أن يتدارك الأمر (  الاعمال المكتبيه لهذا الاسبوع كثيره  ، شكرا لك لانك سمحت لنا بمقابلتك حتى تراها  )

( لاباس   ) رد باترك ببرود

آمال اينار طرفه حين شعر ب ميكيتا يحدق به بنظره  فارغه  ثم  رسم ابتسامه ساخره فيما يعود ليسال باترك(كيف قبلت هذا  الطفل  في مجموعتك  )

لم يعلق باترك بشيء  وكانه لم يسمعه   ، كان  ترويد يحدثه عن بعض الانشطه  ويعرض عليه وثائق أخرى

انزعج  اينار مابالهم لا يحترمونه..ولو قليلا  كانت نظراتم  تكشف بجلاء انهم راهنوا على فشله  بل وتوقعوا موته على يد اترك ورجاله

لم يغب  ذلك عن باترك كان يلاحظ كل شيء ، ولكنه لا يعطي للأمر اهتمام في الوقت الحالي

كان يقراء مجموعه من الوثائق ، وتوريد يشرح له أنه توصل إلى هدنه مع عائله ميلر ، بعد المشكله التي سببها كارل حين سرق شعارهم الذي يتناقلونه عبر الأجيال منذ خمسمائه عام ..

وقع باتريك الوثيقه

( صحيح ، هل صار كارل  تحت يدك .. أم أنه لا يزال هارب ) سالت جوليا

فارجع المعني رأسه إلى الخلف وهو يحدق بها
(اخي الصغير .. يحاول أن يجد نفسه )

(الم تمسك به بعد .!!)

بقي باترك صامت

-(هذا مؤسف  ، يبدوا انك لا تسيطر عليه  جيدا ) ردت جوليا وهي  تتصنع التعاطف

( لقد علمت من مصادر خاص انه بتواصل مع كايت القائد السابق  الاسره  انجلكو . ) وضح ترويد

تكدر وجه باتريك وهو يستمع لذلك ، ولكنه سيطر على مشاعره ولم يكشف شيء واضح

ابتسم  ميكيتا وهو يكمل عن ترويد قائلا
( هو يحاول  الأن أن يعيد ابن عائله انجلكوا ( رينو )  من الموت أعتقد انه فقد عقله )

(  قد تتم محاكمته  لانه يخرق القوانين الطبيعيه )  وضح ترويد

ضل اينار ينظر بصمت  ، لم يكن يعلم أن كارل هرب من جديد ،بدى أن هناك بعض الاحداث التي فاتته في فتره رقاده مرر نظره نحو سيده ولاحظ أنه يكتفي بالصمت في ما يخص شقيقه ، لانه فعلا فقد السيطره عليه ، ولا يملك أي تبرير لتصرفاته ،

فخفض ترويد راسه وتنهد بإحباط
حين طال صمت باترك
وقال (  أن لم تتصرف بشكل جدي معه سيدي ،   سوف اقدم طلب إلى  المحكمه الاتحادية حتى تتم ...  ) لم يتم ترويد كلامه حين
مرر له باترك نظره جانبيه  قاتله ،  يخذره من ذلك ،

فصمت الأخير  واخفظ  رأسه حين شعر بالتهديد 

تدخل ميكيتا ليشتت انتباه باتريك عنه وأعلن
انهم قبضوا على ثلاث فتيات ..يحتمل ان تكون احداهن هي مالكه طاقه الاوريكيل ..)

(هذا جيد ...)رد باترك بنوع من اللامبالاة ، لان قاده المجلس يخططون لاعاده كروس الذي  قتل على يد ساحره ، ضحت بنفسها  و نفته إلى البعد  الاخر ، ولأجل ذلك بدأوا البحث عن  فتيات ذوات قوه روحيه عاليه حتى يستطيعوا إعادته ...
هم لا يختلفون عن كارل كثيرا

  (ماهذا على كتفك ...) تحدث ماك الشاب الذي يرافق جوليا يوجه كلامه لاينار

خرج المعني من شروده والتفت إليه  (انه طائر يا سيدي ..)

-(كيف تجراء على احضار شيء قذر كهذا إلى هنا )
نظر إليه اينار للحظات كان يبدوا له أنه يحاول أن   يثبت تواجده من خلال التنمر عليه

ولكنه لا يستطيع الرد عليه فهم أعلى منه مكانه اخفظ رأسه وهو لايزال يشعر بالانزعاج والظلم

( من اعطاك الأذن بابداء ملاحظاتك .) قال باتريك وهو يرمق ماك  بنظره ناريه

فاثار ذلك حنقه ، وبدأ وكانه كان يقتنص الفرصه ، لانه لم يفكر كثيرا  حين أعلن تمرده قائلا ( انت  لم تبقي احد  لحمايتك  اليوم ... )

(ماك هذا يكفي ...) حاول ميكيتا ايقافه
فلم يصغ الأخير
صرخت جوليا ، بينما  وقف  اترويد يتابع المشهد
حين أطلق  ماك هجمه  الناريه مباشرة نحو ياترك

فتدخل اينار في جزا من الثانيه و
كون طاقه معاكسه بحركه من يده
التفت حول الكره الناريه التي اطلقا الأخير
وعكس  اتجاهها نحوه فتفاجاء الجميع ، فهم لم يتوقع  هذا الرد  منه . 

لم يخطر في ذهنهم أنه كان  ينتهز الفرصة  ليرد على الاهانه التي تلقاها منهم
وقد ارتسمت  ابتسامه طفيفه على وجهه وهو يراهم يتحركون في كل اتجاه  يحاولون تجنب خطر الضربه ، ولكنهم لم ينجوا من ارتداداتها وتعرضوا لاصابات طفيفه
أفسدت مظهرهم واتلفت ثيابهم ، رغم انهم تراجعو ليحموا انفسهم ....

ظل باترك  ينظر نحو اينار  بشكل جانبي وقد أعجبته  تلك الابتسامة الشامته على وجهه وهو ينظر لقاده المجلس ، بدى أنه لا يدين لهم باي ولاء رغم أنه مجند من قبلهم ...

في تلك اللحظه هبط طائر السيرو  وحط على كتف باترك
لم يصب احد ولكن الهجمه خلفت سحابه دخانيه سميكه واضرارا كبيره بالغرفه

تراجع ماك بارباك حين
أطلق اينار اطياف شبحيه نحوه   بايمأة من يده سحبته وجرته بشكل مذل والقت  به أمام باترك ، حالما صار أمام باتريك تلقى ضربه منه  قتلته على الفور  و تناثرت دماءه المتفجره على وجوه الضيوف

صدم اينار وهو ينظر   ، فمرر له باترك نظره جانبيه بارده  حين استشعر تسارع في ضربات قلبه ، واضطراب في انفاسه
وكأنه يقول له .. هذا انا ،

اعتلت الدهشه وجوه الحاضرين ...ثم قدموا التحيه معتذرين

اعطى باترك اشاره  لهم  بالانصراف
فنفذوا على الفور وانسحب الى الخلف حتى وصلوا إلى الباب وغادروا  وهم يحاولن أن يصلح  ثيابه ويمسحوا الدماء عن وجوههم

فوقف ميكيتا وهو ينظر لاينار وهو لايزال تحت تاثير الصدمه  ثم ابتسم وهو ينحني باحترام أمام باترك (تقبل اعتذاري ،
.اعدك ان هذا الموقف لن يتكرر )  أنهى كلامه واستدار منصرف

وعاد الصمت ليسود الأجواء .. نهض باترك واتجه للنافذه وقف عندها وراقب رجال المجلس يغادرون ،
ثم طلب من الخدم أن ينظفوا المكان ويعيدوا ترميم ما تم افساده


يتبع ....

_____






Continue Reading

You'll Also Like

88K 4.1K 52
الجزء الثاني لمانهوا جاك : الشبح الأمريكي يبدأ الجزء الثاني من الفصل 65 الجزء الأول في صفحتي الشخصية من الفصل 1 حتى 64 ملاحظة : يجب قراءة الجزء الأو...
9.7K 944 33
ماذا ستفعل إذا وجدت نفسك داخل لعبة موت صممها الرجل الذي دائما ما كنت تناديه بأبي؟ التحديث: القصة مكتملة.
642 85 28
أولى رواياتي المكتوبة تدور أحداثها في أبعاد متناقضة بين القصور الفارهة والأزقة الضيقة المتهالكة ومن وسط ملفات القضايا والقانون إلى أحضان الجريمة الم...
136K 12.5K 43
#٣٦ على الغموض. - تَعيشُ حياتَکَ لتنذكرها لكنني إِستيقضتُ مُتناسيًا ما أنا عليه ، أَشرَفتُ على السادِسَةَ عشر في مدرسةٍ جديدة متمنيًا الحصولَ على اصد...