آدم

Bởi itsmaribanks

2M 137K 106K

"نحن ننتمي لبعضنا فحسب، لا حاجة ليحتوينا العالم" __________________ انقلبت حياة آدم بين ليلة وضحاها عندما انت... Xem Thêm

مدخل
1- صفقة جيدة
2- اليوم الأول
3- اليوم الثاني
4- أمسية غنائية
5- هذه طريقتي
6- ليلة صاخبة
7- في شقة آدم
8- أول جلسة
9- زيارة
10- إنه يتحداكَ
11- ليلة السباق
12- جيدة
13- جولة
14- معاهدة سلام؟
15- تحت التأثير
16- أصدقاء للأبد
17- خطأ
18- إنتحاري
19- سرعة وغضب
20- لا يؤذي
21- لستُ آسف
22- إصلاح الأمور
23- أمواج متكسرة
24- لننجو
25- لحظة الإنهيار
26- حين يكون الرحيل مؤلما
بارت خاص | لا دموع
27- لا بأس بالفشل
28- أجيبيني
29- ماركوس؟
30- دفع الثمن
31- نقطة ضعف
32- أنتِ حرة
33- الحقيقة التي لا تتغير
34- لأجل فين
35- سأعود لأجلك
36- تراجيدية
37- انتظر شروق شمس الغد
38- أنت مشكلتي
39- إجابة قاسية
بارت خاص | ظهور غير متوقع
40- شخص مثله
41- الليلة
42- أغلقي عينيك وٱحلمي بالغيوم
43- ضياع تحت السطح
44- ٱكتبي
45- اختاريني
46- خسارة
47- إن كان للجحيم طعم فسأجعلهم يتذوقونه
48- الفوضى والسلام
49- أين أنتمي
50- جزء من اللحظة
51- زيارة الأهل
ملف الماضي
53- مذاق الجحيم
54- أسرق لحظات من الحياة
النهاية | النجوم تستمر باللمعان
الفصل الإضافي

52- غيرة

36.9K 1.9K 3.8K
Bởi itsmaribanks

تنبيه:

• الفصل يحتوي على مشهد عنف وأذية قد لا يناسب البعض.

• محتوى الفصل فوق 14 سنة.

• بعض الأفكار المذكورة لا تعبّر بالضرورة عن الكاتبة.

_

انجوي ❤️

_

عندما أفكر في الصباح وأطالع خيوط الشمس تتسلل إلى الغرفة تعود ذاكرتي إلى الوراء، تومض صور من الطفولة والكثير من الأشياء تتبادر إلى ذهني حتى دون أن أستطيع التحكم في ذلك ولا التفوه بكلمة واحدة لأصف ذلك.

إبتسامة عريضة تشكلت على شفاهي أراقب آدم النائم على سريري بسلام، كان بدون قميص، نائم على صدره ويحتضن وسادة يضمّها إليه، خصلاته البنية غطّت جبينه وجزء من عيونه فيما يتنفس بهدوء، يظهر ظهره بين الأغطية البيضاء. القطّ أورانج كان قريب منه مستلقي في المكان المريح هو الآخر.

تقدمتُ ناحية النافذة أقوم بإزاحة الستائر وأسمح للضوء بإختراق الجوّ ومعها لاحظت العقدة الصغيرة بين حاجبيّ آدم يلوي شفاهه بخفة، ابتسامتي ازدادت اتساعا أسير ناحيته وأجلس على طرف السرير بركبتاي، ملتُ بجسدي ناحيته أتحدث بصوت منخفض "صباح الخير"

"دعيني انام" لوّح بيده بخفّة ينقلب ليستلقي على ظهره هذه المرة وسحب الوسادة فوق وجهه يمنع الضوء من إزعاجه، يجعل بذلك قهقهة صغيرة تصدر عنّي، أصعد فوق السرير.

"بحقّك آدم! حان وقت تناول الفطور" بذلك القول أنا سحبت الوسادة وهو تأفف بتذمر يحاول دفن وجهه مرة أخرى لكن قمتُ بمنعه حينما إعتليته أفتح ساقاي وأجلس فوق خصره، انحنيتُ للأمام أضع يداي فوق معدته وأضحك بصوت مسموع "يجب أن تستيقظ"

"جاك!" قال إسمي بخليط من التذمر والتحذير، ما جعلني أضحك أكثر، وهو زفر يضع كفّيه على وجهه يقوم بتغطيته، تفاحة آدم خاصته تحركت اثر ابتلاعه ومددتُ ذراعاي أزيحهما عنه وأضغط عليه بثقلي، أتحدث بصوت ماكر أميل رأسي للجانب "يعجبكَ المكان؟"

رمش يطرد النعاس ببطئ عنه، ومن ثم عسليتاه ارتفعتا بهدوء تلتقيان بنظراتي، قلبي رفرف أرى تلك اللمعة فيهما، الصفاء والهدوء، ابتسامتي لم تستطع الزوال وهو تحدث فيما يديه ما أزال أمسك بهما "يعجبكِ الوضع؟" حاجبه ارتفع وابتسامته لاحت بشكل جانبي.

اورانج قفز يسير مبتعدا ليتسلق الكرسي ومن ثم طاولة المكتب يجلس هناك.

أسفل عيون آدم كان منتفخا قليلا بسبب النعاس مما منحه منظرا جذابا، وعضضتُ شفتي بخفة أهزّ كتفاي ويدياي تمسكان بخاصته "أجل"

"اوه حقا؟" قال ذلك بشكل ساخر به نبرة لعوبة، يفلتُ يديه مني ويمدهما إلى خصري، يمسك بي من كِلا جانباي، هو سحبني إليه يثبّتني، ويديه انخفضتا إلى منحنياتي، بدءا من خصري نزولا إلى فخذاي وساقاي المثنيتان.

قشعريرة مرّت في جسدي تجعلني أتصلب مكاني، انفراجة صغيرة كانت بين شفاهي فيما أنفاسي خرجت ثقيلة، عيونه مثبّتة بخاصتي لا تتحركان بعيدا، نظراته عميقة مع كل ثانية، وشفاهه تعرف تلك الإبتسامة الصغيرة المميزة خاصتي، أصابعه إلتفّت بعدها حول فخذاي تقبض عليهما بخفة، يداي ارتجفتا ووضعتهما فوق معدته أستمتع بالشعور الذي يمنحه لي قربه مني.

من منا يستطيع المقاومة حين يبدأ الأمر؟

في اللحظة التالية وجدتُ نفسي أرتمي بظهري على السرير، تنقلبُ الوضعية وأصبح آدم يعتليني بدلا من ذلك، بين ساقاي يمدّ يديه على كلا جانبي رأسي، نظراته منعقدة بخاصتي ما زالت كذلك، وجهه قريب مني، وأنفاسه تخرج دافئة بين شفاهه تلفح بشرتي فيما القلادة التي تتدلى من عنقه تلامس جلدي بملمسها المعدني، إبتسم يتحدث بصوت خافت ثقيل "لم أعلم أنكِ تحبّين التحدي، جاك"

ارتكز جسده على يد واحد والثانية عرفت طريقها إلى عنقي يصعد بأنامله وصولا إلى وجهي، ابهامه مرّ على شفتي السفلية يتابع "جاك السيئة"

"لستُ سيئة" تحدثتُ أضحك بخفة وأرى لُيون نظراته ناحيتي أكثر، كأن الأمر–––يبهجه ويشعره بالراحة.

"لماذا تجبريني على فعل أشياء سيئة في منزل والديكِ إذا؟" أصرّ بالمقابل وابتسمتُ أمدّ يدي لأضعها خلف عنقه، أصابعي تحركت تخترق خصلاته الخلفية، أرى أنه يستمتع بالأمر مثل قطّ مطيع، دفعته إليّ أقرب، بحيث أصبح وجهه في عنقي، أذنه قريبة من فمي وهمستُ بصوت مخدّر "لأننا ننتمي لبعضنا"

أنفاسه سقطت تلفح جلدي، تنفس بعمق، يتحدث وقد رفع وجهه يناظرني "أعلم" مدّ يده يمسك بخاصتي ويضعها على وجهه مكان الندبة الواضحة، هو أضاف "نحن ننتمي لبعضنا، لا حاجة ليحتوينا العالم"

ضرباتي وثبت أشعر بشيء يكبر ويتّسع، كأن الغرفة، لا بل المنزل بأكمله، أو ربما حتى المدينة لن تكفينا، أردتُ شيئا أكبر وأوسع وأكثر بعدا عن كلّ الفوضى التي تحلّ بصاحب الروح الذهبية الذي يعتلي جسدي  الآن.

أصابعي مرّت بخفة على طول الندبة بنعومة وهو أغلق عينيه بخفة، أرى رموشه تُطبق، فيما أهمس بصوت هادئ ناعم "لن أسمح للعالم بأن يأخذك بعيدا عني"

في اللحظة التي فتح عينيه فيها لينظر إليّ، فجأة إلتقط سمعي الصوت الطفولي المختلط بالضحكات "آدم، آدم"

تلاه بعد ذلك صوت الحركة في مقبض الباب.

نايومي!

تحاول فتح باب الغرفة.

تبادلنا الأنظار وبسرعة آدم ابتعد عني يرمي لي غمزة سريعة مع إبتسامة مؤذية "تمّ إنقاذك"

احمرّ خداي وهو وقف يسير ناحية الباب، يفتحه وبسرعة رأيتُ نايومي تندفع وتتعلّق بساقه، تجعل ضحكة صغيرة تصدر منه، ينحني ويحملها برفق للأعلى "أميرتي جاءت"

إبتسمتُ أعتدل في جلستي وأرى الطريقة التي يمسكها بها، نايومي ضحكت تمسك بخصلاته وساقيها الصغيرين يتأرجحان في الهواء فيما تستحبّ ما يفعله معها. هو أدار وجهه ينظر إليّ، ثم تقدم مني يجلس على طرف السرير بجانبي، يضعها في حضني ويتحدث بصوت يحمل نبرة أبويّة "ماذا عن جاكلين هنا؟ ألم تشتاقي إليها؟"

نايومي تشبثّت في ملابسي تجذبها وتحركت شفاهها تنطق "ماما"

عيوني اتسعت وخفقة قويّة ضربت جوانب قلبي، تهزّ صدري وتحبس أنفاسي، رفعتُ عيوني منها إلى آدم الذي بدى في حالة هذول هو الآخر، نايومي تحركت ترتفع على ساقيها الصغيرتين وتتلمّس وجهي، تتابع وتنطق بصوت ناعم ظريف "ماما"

لا أصدّق أنها قالت ذلك؛ لا أصدّق أنها دعَتني للتو بماما.

شعرتُ بشيء يخز عيناي وفجأة واجهتني الحقيقة كأني أسمعها لأول مرة رغم اني أعرف ذلك؛ أعرف أن هذه الصغيرة ستكبر ولن تتذكر ملامح والدتها الحقيقية ولن تعرف كيف كانت ولا إلى أي مدى أحبّتها، ولا حتى كيف هو حضنها.

شعرتُ بالدّموع تتجمع في عيناي، من بين جميع البشر في العالم، أنا من سمعتُ هذه الكلمة منها، كتلة تشكلت في حلقي وإبتلعت أشعر بألمها، لذا دون تردد مددتُ ذراعاي أحيط بجسدها الصغير، أجذبها ناحيتي بقوة وأدفن وجهي في عنقها ذا الرائحة الجميلة، أخذتُ أنفاسي منها، أهمس بصوت مهتزّ "نعم صغيرتي"

هي ضحكت برقّة ونعومة، على الأرجح اني سببتُ لها الدغدغة، إلا أني في تلك اللحظة أغلقتُ عيناي ورموشي تبلّلت، أضغط جسدها ضدّي وأرفض التخليّ عنها.

كنتُ أشعر بنظرات آدم علينا، نظرات ليّنة لكن ثاقبة، قبل أن يحتلّني الدفئ المفاجئ الذي صدر عن جسده عندما أحاط بكلتينا، أنفاسي أصبحت أسرع أشعر بقوة المشاعر المفاجئة، وذراعيه كانت كل منهما تبعث شعورا بالطمأنينة إليّ وإلى نايومي.

وفكرتُ فجأة في ثواني السلام تلك، فكرت في العائلة التي قد يصنعها آدم، يوما ما–––هل سيكون إسمي ريدكاي يوما؟ مع أطفال يحملون نفس الإسم؟

ربما.

من يعلم؟

_


"قولي آه" أمي تحدثت بنبرة مبتهجة تقرّب الملعقة من فم نايومي الجالسة في حضنها، تجعلها تضحك بطريقة رنانة وتفتح فمها تستقبل الطعام، أمي أطلقت قهقهة تتحدث بنفس النبرة "اوه ها هي، ها هي"

نايومي ضحكت تمضغ الطعام وتتحرك شفاهها فيما تراقب أمي وتنتظر الملعقة التالية.

كان الجميع على طاولة الفطور فيما أقوم أنا بوضع فطائر الفراولة في الطبق، ألتفتُ وألقي نظرة عليهما مع ابتسامة تتشكل على شفاهي في اللحظة التي وقع بصري على آدم الجالس أمامهما، يديه تحت ذقنه وإبتسامة صغيرة ترتسم على شفاهه الرفيعة المثالية، يراقب أخته وأميرته تضحك بهذه الطريقة في حضن والدتي التي لم تتوقف عن تقبيلها أو إحتضانها منذ أمس.

لم استطع منع نفسي من حفر تلك التعابير التي صدرت عنه في ذاكرتي، أرى صِدق الإبتسامة واللمعة في عينيه كأنه يرى الملاذ أمامه.

"إذا آدم، أخبرني عن نفسك كمغنّي روك" أبي تحدث يجذب إنتباهه، وآدم رمش يدير عينيه إليه، اعتدل في جلسته يزيح يديه تحت ذقنه ويضعهما على الطاولة برفق وأدب، فيما أبي أمال رأسه يعطيه الإبتسامة المطمئنة، يغمزه "أنا أعشق موسيقى الروك"

"حقا؟" آدم رفع حاجبه وردّ له الإبتسامة بهدوء، يجعله يومئ له "منذ كنتُ مراهقا وأنا أحبها، لذا عندما أخبرتني جاك أنك عازف ومغني شعرت بالحماس، أخبرني عن موسيقاك قليلا"

"موسيقاه رائعة أبي" قلتُ بإبتسامة وصوت مفعم، أحمل الطبق وأتقدم من الطاولة، أضعه على سطحها وأتخذ جلستي بجانب آدم الذي نظر إليّ، تابعت أوجه نظراتي إلى أبي "يجب أن تحضر أحد عروضه، صوته مذهل وطريقة عزفه ستجعلك تفقد عقلك"

"حقا؟" ابي وسع عينيه بحماس يشبه خاصة الأطفال، وآدم نظف حلقه يبتسم برفق "حسنا، ليس لتلك الدرجة"

"اوه آدم بحقك!" قلتُ أضحك وأقلب عيناي، قبل أن ارفع حاجباي فجأة لتذكري للتو "مهلا! لديّ تسجيل له"

"ارني ارني" أبي تحدث يدفع كرسيه للأمام ناحية الطاولة عندما أصدرت أمي ضحكة صغيرة وآدم نظر إليّ يرمش بهدوء، شعرتُ أن بعض الخجل إحتله، لذا مددتُ يدي تحت الطاولة أضعها على ركبته وأضغط بخفة، أومئ بشكل غير ظاهر، فيما أجذب هاتفي وأدخل المعرض حيث الفيديو الذي إلتقطته في وقت سابق وكان معي دايتو في عرضه في عيد ميلاد دايف.

آلمني قلبي لتذكّره لكني كنتُ بالفعل قد عرضتُ الفيديو الذي أظهر آدم فوق المنصّة، الڨيثارة بين ذراعيه، في ملابسه السوداء، إبتسامته صادقة يطالع الحشود ويرفع صوته الجميل فيما تنساب الكلمات من شفاهه

'عندما وقفت برداءك الأبيض تلك الليلة
شفاهك تخاطب خاصتي بأنكِ لي
أنتِ لي'

"واو" أبي تحدث يلتقط الهاتف من يدي وينظر إلى التسجيل، رأسه يتحرك أعلى وأسفل مستمتع بالموسيقى

'أحب هذه الأغنية'

صوت دايف تردد في التسجيل وتبادلنا الأنظار أنا وآدم أراه يبتلع بخفة.

اوه تبا!

'تهمسين لي بالعسل ضد الجدار
اوه دعيني أتذوق طعم كلماتك
أنتِ لي، أنتِ لي'

"أغنية مذهلة" أبي ابتسم وصوت عزف آدم تردد معه صرخات الحشد، أبي ضحك بإستمتاع "أنت موهوب للغاية"

"شكرا"

'عيونك تحثني على السير إليك
بشرتك تحرقني
أنتِ تريدينني
لكن تدفعيني بعيدا'

"حسنا هذا يكفي" علّقت أضحك وأسحب الهاتف أقوم بإيقاف الفيديو، أرى حاجبا أبي ينعقدان "لقد أحببته"

"أعلم، ولكنه وقف الفطور أبي" قلت أقلب عيناي بإبتسامة أشعر بنظرات آدم عليّ، لكن أبي جذب انتباهه يتحدث "أنتَ من كتبتَ الكلمات؟"

"أجل، جميع الأغاني أكتبها بمفردي" آدم ردّ بهدوء ووقع بصري على والدتي التي أرسلت لي غمزة سريعة فهمتُ معناها مباشرة وإبتسمت أخرج أنفاسي برفق، أمدّ يدي لأضع واحدة من الفطائر في طبقي، وأخرى في طبق آدم الذي أومأ يشكرني.

"صوتك جميل أيضا، يا فتى أنت تتمتع بموهبة فذة، لا تدعها تذهب سُدًى" أبي تحدث بإهتمام يمد يده ويأخذ واحدة من الفطائر فيما آدم ارتشف من كأس عصيره.

أبي تابع "أعرف صديقا لي يمتلك استديو تسجيل، يمكنه مساعدتك في نشر هذا–––" توقف يلوح بيديه في الهواء ويشير إلى آدم "هذا الفنّ الذي يستحق أن يعرفه العالم"

"سيكون هذا رائعا" أمي تدخلت تضيف وما تزال تطعم نايومي، وآدم ابتسم بأدب يردّ "لا أعلم، لم أفكر في الأمر من قبل"

"اوه بحقك! سأتصل به وأخبره بشأنك، أعدك بهذا"

"ستكتسح المجال" عبرتُ بإعجاب أنظر إليه وآخذ قضمة من فطيرتي، أبتسم له برفق.

"أشكرك سيدي" آدم نطق يبدأ في تناول طعامه ومددتُ ساقي أجعلها تحتك بخاصته أرى عيونه ترمقني بخفة، إبتسامة جانبية على شفاهه، وحمحم بخفة ينزل إحدى ذراعه يقبض على فخذي بخفة، أصابعه أمسكت بجلدي العاري بسبب البنطال القصير الذي كنتُ أرتديه، ومرّت بنعومة ترسل شعورا بالفراشات، تصنمت مكاني لوهلة آخذ كأسي أرتشف منه وأعضّ شفتي كي أمنع الإبتسامة والنظرة المستمتعة من أن تلوح على تعابيري أمام والداي.

آدم كان ما يزال يفعلها ويتناول طعامه بهدوء كأن لا شيء يحدث.

"منذ متى تعزف؟" أبي سأل بإهتمام ويبدو أن موسيقى الروك بالفعل تجعله يعيش في كوكب آخر، تماما مثلما كان يفعل أوليفر.

"بدأتُ في سن الثانية عشر تقريبا" ضحك بخفة يأخذ أول لقمة له، يلوكها في فمه، ويتابع "لا أتذكر تحديدا"

"أفهم هذا" أبي قهقهة بخفة يومئ له، "وهل كانت هواية أم رغبة أخرى؟"

تابعتُ الحديث بينهما، وأصابع آدم على فخذي ما تزال تداعبني بخفة وتجعلني أرغب في الإقتراب منه أكثر، هو تحدث عندما ابتلع "أفضّل تسميتها متنفَّس سيدي"

"متنفس؟ مثل مهرب؟" أبي تابع طرحه بإهتمام شديد، وأصابع آدم فجأة شعرت بها تتوقف، هو أخذ بضع ثواني صامتا ما جعل أبي يتبادل النظرات معي، قبل أن يتحدث مجددا "أجل، كانت هناك بعض المشاكل والموسيقى في ذلك الوقت كانت مثل مهرب يساعدني كي أنجو من ذلك"

شفاه أبي افترقت يراقبه جيدا، كأنه يتعمق في داخله وأعتقد أنه بدأ يرى فيه شيئا لا يراه الكلّ في آدم،....التفرّد.

ويعطيه التقدير أيضا.

"هذه الحياة، والماضي هو الماضي بني" أبي تحدث بنبرة حنونة يجعل عسليتا آدم ترمقانه كأنه تلقى للتو عناقا، يده ضغطت عليّ في حين تابع أبي بإبتسامة هادئة "تعلم، هناك فرق بين أشخاص يسطعون في الضوء وآخرون يصنعون الضوء، وأعتقد أنك النوع الثاني آدم"

آدم رمش بضع مرات يحاول فهم كلماته وأبي ضحك يمد ذراعه ويربّت على كتفه، يومئ "الرجال هم من يصنعون أنفسهم"

ملتُ إليه أهمس في أذنه بخفة "يعني أنه أحبّك"

ابتسامة ارتسمت على شفاهه وتحدث ينطق بهدوء "شكرا سيدي، يشرفني هذا"

"بحقك كامي! أنا أحبّ هذا الشاب" صوت أبي كان مملوءا بالحيوية يصفق بيديه ويفزع نايومي في حضن والدتي التي ضحكت، فيما الصغيرة راقبت تعابير أبي.

"أنا ايضا" أمي تحدثت بنبرة مسرورة تنظر إليه وآدم إبتسم يعضّ شفته بخفة.

_

"اهتمّا بنفسيكما" أمي تحدثت عند الباب، تقف بجانب أبي وتلوّح لنا وإلتفتّ أنا ألوح لها بالمقابل أرسل لها إبتسامة ساطعة "إلى اللقاء أمي"

آدم وجه أنظاره إليهما يعطيهما ابتسامته الهادئة فيما يفتح باب السيارة الخلفي لأجل نايومي، أبي تحدث بصوت مرتفع "إهتم بجاكلين آدم"

"تعلم جيدا أني سأفعل" تحدث آدم ما يزال مبتسما وتقدمتُ ناحيته أحملها عنه وأضعها في الكرسي المخصص لها بعدما ربطت الحزام حولها.

"أمّ جيدة" قال ذلك بضحكة خفيفة وإبتسمتُ أشعر بأشواك النشوة تلتصق في صدري وتخزني، أحببتُ ذلك بشكل مؤلم؛ إحمرار ظهر على خداي وآدم سار يفتح الباب هذه المرة لأجلي، "هيا حلوتي"

"نبيل" قلتُ ذلك بصوت منضغط بسبب الموجة التي واجهتني للتو أركب وأضع حزام الأمان حينما أغلق هو الباب وإلتفّ حول مقدّمة السيارة يركب بجانبي، يضع الحزام ويشغّلها، ألقى كل منا نظرة على والداي اللذان لوّحا لنا، أمي أرسلت قبلة في الهواء وأبي رفع قبضته في حركة داعمة لآدم الذي أومأ له يمنحه نظرة هادئة محترمة.

بذلك هو قاد مبتعدا عن المكان، شيئا فشيئا يزيد سرعته ويتخطى العديد من السيارات. فتح النوافذ وسمح للهواء بالدخول ينعش الجوّ، وضع يد واحدة على فخذه فيما الأخرى تولّت القيادة بتركيز، عيونه كانت على الطريق، ولويت طرف شفاهي أضغط عليه بأسناني أفكّر فيما سأفعله تاليًا، أعلم جيدا أنه يرغب في العودة وما من سبب للبقاء هنا، مع إصرار دايتو فإن الأمر لا تراجع فيه أبدا..

"سنمرّ بشقّتي أولا" هو نطق بهدوء يقطع الصمت ورمشتُ أعود للواقع، إلتقطتُ النظرة الجانبية من عينيه وإبتلعت ببطئ، أتحدث بصوت مبتهج أحاول القضاء على التعابير التي تشكلت على وجهي، خشية أن يعرف بالأمر.

لا أريد أن يكتشف أن كل ذلك كان مخططا له؛ على الأقل ليس الآن.

لأني ما زلتُ أعمل على ألا أفقده.

"هل هناك سبب معيّن؟" رميتُ سؤالي بحذر، لم يكن لديّ مانع رغم ذلك، كلما ماطلنا كلما كان أفضل، حسب أكيرا فإنه سيتولّى الأمر هناك طالما داي وآدم بعيدين عن ساحة اللعب.

أعصابهما قد تنفجر، ولا أحد منهما سيدفع الثاني للتراجع، آدم سيقف مع داي ودايتو سيفعل المثل، مهما كلّفهما الأمر.

هنا في هذا معا.

"إن كان أخذ حمام وتغيير ملابسي سبب، فَنعم" تحدث بنبرة هادئة مع شبه ابتسامة وضحكتُ بخفة أهزّ رأسي "نسيتُ بشأن هذا"

أجل! كل ما كنتُ أفكر هو الذهاب لزيارة مايسون في العيادة مثلما أخبرني هذا الصباح.

أتمنى أن يكون ذلك المسكين بخير حقا.

"لن آخذ وقتا طويلا" آدم تحدث ولفّ المقود للجانب يأخذ طريقا آخرا، فيما إبتسمتُ له ونايومي بدأت تتحدث بأقاويل أطفال في الخلف.

"خذ ما تشاء من الوقت آدم" قلتُ ذلك أدير عنقي للنظر إليها وعيونها العسلية الفاتحة بعدة درجات عن خاصة آدم لمعت مع ضوء الصباح فيما الهواء المنعش يداعب ورسم خيالا من الحُمرة على خديها وأنفها، هي ضحكت حالما نظرت إليّ وإبتسمتُ بإتساع على ذلك.

كيف يعقل للأطفال أن يكونوا بهذا القدر من الجمال والأمل؟

"تبدين جميلة اليوم حلوتي" آدم تحدث وأدرتُ عنقي إليه، أرى النظرة الثاقبة الصادرة عنه برفق تقع على ساقاي العاريين بسبب الفستان القصير ذا اللون الأزرق الفاتح الذي أرتديه، هو تابع وشفاهه انسحبت في ابتسامة جانبية جعلت شرارة تسري في داخلي، "وجذابة"

بتلك الكلمة رفع عينيه عن ساقاي إلى جذعي، ومنه وصولا إلى عنقي قبل ان تلتقي نظراته بي، رموشه تحركت يرمش برفق ويده تتحكم في المِقود بمهارة لم تجعلني أبدا أقلق بشأن الحوادث، أثق جيدا في قدراته.

"شكرا" علقتُ أحاول طرد التوتر الذي حلّ بي، ولسبب لا أعلمه رغبتُ أن أسمع المزيد منه، وكأنه فهِم أفكاري أو ما يتبادر في ذهني، برفق مدّ ذراعه الثانية ناحيتي يضعها على فخذي بخفة، رعشة هزت جسدي وقلبي غرق في الشعور المرتفع، هو رمى نظرة على الطريق أمامه يتأكد من انها ممهدة، لفّ المقود للجانب وضغط على دواسات الوقود يزيد السرعة والهواء ضرب بقوة أكبر فيما يده التي تمسكني أصابعها إلتفت تقبض على جلدي، تتسلل تحت فستاني وتداعبني برفق وهدوء، تحدث بصوت هادئ وعسليتيه على الطريقة "مشعّة، جميلة، وجذابة"

أغلقتُ عيناي وافترقت شفاهي أحاول قول شيء ما لكن الكلمات لم تسعفني، وهو مباشرة واصل "مثل ظاهرة طبيعية خلابة تأتي كل مئة سنة"

البحة التي احتلت صوته فجأة جعلتني أرغب في الطيران، وفتحتُ عيناي أرى إبتسامته العميقة على تلك الشفاه، هو غمزني "لكن ظاهرتي الخاصة اسمها جاكلين سكارتر"

إبتسمتُ على ذلك أعضّ شفتي، عند رفع يده عن فخذي يحرّرها من بين أسناني، ينطق "لا تفعلي ذلك"

نايومي ضحكت بخفة وكلانا رمى لها نظرة خاطفة، آدم من المرآة وأنا أدرت عنقي للخلف، هو قهقه بخفة يتابع "ليس أمامها" عضّ شفته وأضاف "مرة أخرى"

اوه الهي!

_

"إشتقتُ لهذا المكان" قلتُ بإبتسامة نقف خلف باب شقة آدم الذي أدخل المفتاح يقوم بفتحه، تكّ لسانه بسخرية يردف "أجل كثيرا"

"أنا أعني هذا" لويتُ شفاهي ونايومي كانت تتمسك بي بين ذراعاي، فيما تقدم آدم للداخل وتنحى يفسح لي المجال للدخول قبل أن يغلقه ورائي.

"تبا! أنا بحاجة لذلك الحمام اللعين" آدم تحدث بضحكة صغيرة قبل أن يتوقف فجأة عن الحديث حالما سمعنا أصوات قادمة من الداخل، تبادلنا الأنظار معا بغير فهم.

"اللعنة" الصوت الذكوري همس بخفوت ونبرة إنتشاء قادم من الأريكة في الردهة.

دايتو؟

إنعقد حاجبا آدم وتقدم نحو مصدر الصوت -أو بالأحرى الأصوات-، أتبعه أنا عندما افترقت شفاهي وعيوني إتسعت أرى دايتو يجلس على الأريكة عاري الصدر وفي حضنه كاتي بقميص النوم، قبلات فرنسية يتبادلانها حينما هتف آدم "مالذي تفعلانه هنا واللعنة؟"

كاتي رفعت زرقاوتيها وفصلت القبلة تسترجع أنفاسها فيما أدار دايتو عنقه ووجنتيه كانتا محمرّتان من الإنفعال الذي كان يعيشه، بحركة لا إرادية أنا وضعتُ يداي على عيون نايومي.

"أفسدتَ متعتي للتّو يا رجل" دايتو تحدث بإبتسامة لعوبة على شفاهه يمرر لسانه على أسنانه ويطالع آدم الذي تنهد يدير عنقه ويسير مبتعدا عن المكان ناحية غرفته ينطق من بعيد "كيف دخلتَ؟"

"مفتاح الشقة معي، وأردتُ مكان مسالم" ردّ الياباني بضحكة صغيرة وقهقهت كاتي تستمع إلى كلماته، قبل ان تغمزني "أهلا جاكي"

"اوه جاكي اهلا" دايتو اضاف وإبتسمتُ لكليهما بتوتر مع احمرار ظهر على خداي اشعر بالغرابة من الأمر، حمحمت أتحدث "أهلا"

"جاك تعالي ودعيهما ينهيان ما بدآه" آدم ناداني من غرفته وضحك الإثنان أمامي، عندما اسرعتُ بخطى شبه راكضة إليه.

"لم نكن على وشك فعل أي شيء، استرخي يا رجل" دايتو تحدث بضحكة مكتومة وكاتي أضافت "لا تغضب آدم"

"لستُ غاضبا، أنا أريد أن أتجول في الشقة كما أشاء" آدم ردّ من الغرفة وضحكَ كليهما مرة أخرى أما أنا فلم استطع منع الإبتسامة من الظهور على شفاهي، أراه يسير ناحية خزانته يفتحها ويجذب بعض الملابس منها، سترة سوداء ذات قلنسوة وبدون سحاب، بنطال جينز أزرق داكن وقبل أن يتجه لبقية الملابس أنا إبتعدتُ مع نايومي أسير للخارج حيث المطبخ وأتجنب النظر إلى الياباني وكيت كات في الطريق.

اللعنة!

"سنذهب إلى مايسون بالمناسبة" تحدث آدم قبل أن يخرج يسير ناحية الحمام ودايتو إسترخى على الأريكة ويديه على خصر كاتي، ابتسامة على شفاهه وينطق بصوت مرتاح "إشتقتُ لذلك الوغد"

لكن آدم لم يرد لأنه كان قد أغلق الباب بالفعل، تنهدتُ أضع نايومي في المقعد المخصص لها وإبتسمتُ لها برفق أميل رأسي وألوي شفاهي "أشخاص رائعون، أليس كذلك؟ دايتو وآدم"

"آدم" تحدثت تصفق بيديها وقهقهتُ أنا عليها، أضحك بخفة فيما أضافت هي "داي"

عيوني اتسعت ورمشتُ أنظر إليها بذهول، كانت تنظر إليّ كأنها قامت بشيء ما للتو، ووضعت يديها الصغيرتين على وجهها تضحك بصوت رنان "داي" كررت إسمه ولم يكن أمامي سوى افلاتها من المقعد، ألف ذراعاي حول جسدها وأجذبها ناحيتها، ضحكنا معا وإبتسمت أمنع التأثر من التمكن مني، أتحدث إليها "أنا فخورة بكِ صغيرتي"

فخورة جدا كونها استطاعت أن تنطق أخيرا كلمات أخرى.

_

"هل تتذكر غرفته؟" دايتو سأل يضع يديه في جيوب بنطاله فيما نسير في الرواق في مبنى المصحّة.

"أنا أعرف غرفته يا رفاق" تنهدتُ أقلب عيناي وإبتسم دايتو يغمزني بخفة عندما تلقى لكمة على كتفه من آدم يجعله يطلق هسهسة متألمة خفيفة "على رسلكَ يا رجل"

"كيت كات تبدين جميلة" آدم تحدث يخاطبها وتبادلنا النظرات أنا ودايتو بإستنكار بينما قهقهت هي.

لماذا قال هذا؟ لا يجب ان يقول هذا.

"فلاب جاك تريدين التسكع في وقت لاحق؟" دايتو تحدث بمكر يسير بمحاذاتي وآدم انعقد حاجبيه بنظرة ساخطة، الياباني ضحك بخفة وكيت كات قلبت عينيها تسير ناحيتي "تعالي لنذهب جاكي"

امسكت معصمي تجذبني وإبتسمتُ أنا أحمل نايومي معي أرى كل من دايتو وآدم ينظران إلينا بغير فهم، كأنها نظرات تقول 'مهلا! من المفترض أن تشعرا بالغيرة'

هذا مضحك.

واصلنا السير لبضع لحظات فقط قبل أن أتوقف أخيرا أمام باب الغرفة المطلوبة، مددتُ يدي إلى المقبض عندما سمعتُ صوت الصراخ الصادر من الداخل، قفز قلبي والجميع تبادل الأنظار، لكن آدم تقدم يفتح الباب ويندفع للداخل، تبعناه جميعا بعدها.

عيوني اتسعت أرى كمّ الفتيات اليابانيات في الداخل وواحدة تقف بجانب مايسون في زاوية الغرفة تمسك بذراعه بقوة فيما أخرى تحمل سوط ضرب مطاطي ثقيل وأمامهم جرو صغير هناك.

مايسون كان يبدو في حالة من الذعر عندما صرخت هي "اضربه، هو عدوك"

"توقفوا واللعنة!" هتف بحدة يرغب بالإبتعاد لكنه بدى غير قادر على ذلك. "ما مشكلتك؟ دعيني"

"ماذا يحصل هنا؟" آدم اندفع لكن واحدة وقفت في طريقه تمسك به وتمنعه من الإقتراب.

"آدم" مايسون استنجد.

"هو عدوك" حاملة السوط هتفت وفي اللحظة التالية رفعت ذراعها تهوي به على الجرو الصغير الذي أصدر أنّة متألمة ونباحا خافتا من الألم تجعل عيوني تتسع ونايومي بدأت البكاء حالا، الذهول اصابني وضممتها إليّ بسرعة أضع يدي على رأسها وأدفن وجهها في صدري.

"مالذي تفعلينه؟" صرخ آدم يفلتُ من الفتاة وبسرعة اندفع إلى الأخرى التي كانت على وشك توجيه ضربة أخرى إلى الجرو عندما منعها ينخفض إليه ويحمله بين ذراعيه "توقفي"

"يجب أن يتغلب عليه" أصرّت بحدة تقترب من آدم كأنها تريد قتله لأنه أوقفها، لكن قبل أن يحصل كل ذلك، دايتو تدخّل يمسك بذراعها ويجذبها للخلف، ينطق بصوت بارد "هذا يكفي"

"أنتِ مجنونة" آدم هتف بها بحدة ثم وجه انتباهه إلى الجرو الذي يتألّم، ينسحب بعيدا ويربّت عليه في محاولة لتخفيف الألم الذي سبّبته له.

"أحاول المساعدة" تحدثت ببرود ترمق دايتو الذي لم يرد وإنما تبادل معها نفس النظرات؛ فيما آدم زفر بسخط يرمي لها نظرة حادة "هذه ليست مهمتك، هناك أشخاص مختصون لهذا"

بتلك الكلمات هو سار إلى زاوية الغرفة مع الكلب يبعده عن ناظريّ مايسون الذي كانت أنفاسه متسارعة ويلهث كأنه كان في ماراثون وتوقف للتو.

"فتياتي يمتلكن الصلاحيات لفعل ما يتطلبه الأمر لأجل حمايته ومن بينها مساعدته بالطريقة التي يرَيْنَها صحيحة"

الصوتُ الأنثوي القادم من الباب جعلنا نلتفت ووقع بصري على آيكو، رمشتُ أحاول فهم سبب تواجدها هنا؛ أعني، مالذي تفعله هنا؟ كيف جاءت من فلوريدا؟

كانت هناك في فستان أسود قصير ملتصق بجسدها، يبلغ منتصف فخذيها، تحت سترة جلدية سوداء، جزمة جلدية سوداء طويلة العنق وذات كعب، بينما سيفها معلّق على خصرها.

هي تقدمت للداخل مع ابتسامة باردة على شفاهها، ترمي نظرة سريعة على آدم في طريقها وتابعت سيرها إلى حيثُ كان دايتو، تقف أمامه وجها لوجه، نظراتها انعقدت بخاصته تميل رأسها "أليس كذلك دايتو؟"

نطقت اسمه بنبرة يابانية خفيفة، وفي اللحظة التالية آدم تحدث بغضب "ليس كذلك"

"لماذا أنت غاضب؟ لأجل كلب؟" قالتها بهدوء شديد يلعب على الأعصاب وفكّ آدم اشتدّ يكاد يتفوه بشيء ما لكنه توقف يطلق نفسا حادا ويحاول السيطرة على نفسه.

"سآخذها، اهتمي بمايسون" كاتي اقتربت مني تأخذ نايومي من ذراعاي دون اعتراض مني، ثم بهدوء غادرت الغرفة بعيدا عن الضجة.

"لن يتكرر الأمر مجددا آيكو، هذه كلماتي" دايتو تحدّث ببرود يواجه نظراتها فيما يضع يده على كتف مايسون، يتابع وعيونه ما تزال عليها "مايسون لن يتم الضغط عليه هكذا مرة أخرى، إن أرادت فتياتك البقاء على قيد الحياة"

"الأمر لا يسير هكذا داي" قالت بنبرة خالية تتابع "فتياتي يفعلن ما يشأن"

"وأنا قلتُ لن يتكرر الأمر"

"اللعنة، كل شيء كان بخير حتى أحضرت الكلب" مايسون تحدث يسير ليجلس على السرير ويدفن وجهه بين يديه، مرفقيه على ركبتيه ويسترجع أنفاسه.

"غادري" دايتو أضاف بصوت بارد للغاية، عيونه ضاقت بنظرة حادة ما جعلها مسحوبة أكثر، وفي اللحظة التالية آيكو أشارت بعينيها إلى الفتيات اللواتي ما لبثن سوى بضع لحظات قبل يغادرن الغرفة بناءا على أوامر دايتو وآيكو.

"هذا غير معقول" داي تحدث فيما ابتسمت له ببرود تسير ناحية آدم، تقف بجانبه وترمي بصرها على الجرو، مررت أصابعها الرفيعة على رأسه وتحدثت بهدوء "أنت شاب لطيف آدم"

"لم يكن يجب عليك تركهم يفعلن هذا" قال بغضب مكتوم وانزعاج ظاهر، يعقد نظراته بها ويضيف "حياة باقي الكائنات ليست لعبة"

"وذكي" هي تابعت تتجاهل كلماته، رمشت أحاول فهم ما تفعله، وهو لفت عنقها ناحيتي تبتسم بتلك الطريقة الخالية من المشاعر، ترفع يدها وتضعها على كتفه "قوي وتتماشى مع كل شيء" أصابعها امتدت إلى خده حيث الندبة تتلمسها.

"مالذي تفعلينه؟" هسهس بغضب يزيل اصابعها ويرمي نظرة ناحيتي لكني لم أفهم مالذي يحصل حقا، لماذا تفعل هذا معه؟

"آيكو، انتهى دوركِ هنا" دايتو اقترب منها وهي إلتفتت ترمي نظرتها ناحيته، تعطيه تعابير باردة كالصقيع.

"نعم" قالت ذلك وبعدها ابتسمت ناحية آدم الذي أعطاها نظرة تحذير، وهي في اللحظة التالية تراجعت تسير بإتجاه الباب، رمت كلماتها بهدوء "ستتم المقايضة مساء الغد في فلوريدا، براين والكر، فابيان والكر وآيس والكر، جميعهم سيكونون هناك"

خفق قلبي وأنظار الجميع إتجهت ناحيتي كأني سمعتُ شيئا ولا يجب أن يحصل هذا.

آيكو سارت تتخطاني لتغادر وفي طريقها هي همست "أعلم أنكِ تعلمين"

ضرباتي تسارعت أكثر وهي تابعت سيرها تاركة المكان.

"كيف حاله يا رجل؟ أخبرني أنه بخير، سيقتلني ضميري" مايسون تحدث يخاطب آدم لكن دون النظر ناحيته حيث الجرو وبهدوء آدم خفض بصره يرى الحيوان الساكن بهدوء بين ذراعيه، مرر يده عليه برفق يردّ بهدوء "هو بخير، يحتاج لقليل من العناية فحسب"

"من أين جاءوا به؟ هل مسموح هنا؟" دايتو تساءل يسير ناحية الطاولة حيث وضعت بعض المشروبات والعصائر، يأخذ واحد ويتابع الحديث بينما بصره على آدم "هل عرفتَ الآن لما لا أريد العيش في اليابان؟"

ضحك بخفة يسحب الكوب ناحيته لكن في اللحظة التالية رفرف من يده لينسكب بعيدا وجميع الأنظار إتجهت لأرى السرعة التي تحرك بها مايسون يرميه بعيدا من يده ويمنعه من شربه.

"ماللعنة––" دايتو اندفع في الشتم عندما وقع بصره على العصير الأحمر المنسكب فوق الأرضية، افترقت شفاهي أعلم ما يحصل.

فراولة.

"ليس أنت أيضا داي" مايسون تحدث بهدوء وتنهد يغلق عينيه بإرتياح "انتبه يا رجل"

أنا ودايتو وآدم تبادلنا الأنظار، وتعابير الياباني لانت قليلا يهزّ رأسه بخفة "شكرا"

"أيا يكن" مايسون تحدث وسار ليعود للجلوس على السرير، يدفن وجهه في يديه، يتابع "آدم أخرجه من المكان أرجوك"

"فهمت" آدم تحدث بهدوء يحمل الجرو ويسير ليغادر المكان، ألقى نظرة ذات مغزى ناحية دايتو الذي هزّ رأسه متفهما، ثم تابع سيره إلى الخارج.

الصّمت احتلّ المكان فجأة ولم يعد يُسمع سوى صوت أنفاس مايسون المتسارعة، في الثواني التي كنتُ أتبادل فيها الأنظار مع دايتو، ثم في اللحظة التالية تحدثتُ أنطق بهدوء "أعتقد أني سأذهب لرؤية كاتي"

دايتو أومأ لي مع إبتسامة لطيفة على شفتيه بادلته إياها وإلتفتّ أقود خطواتي ناحية الخارج، أسمع دايتو يخاطبه بصوت هادئ جاد "أنت بخير؟"

"يا رجل...." قالها مايسون بتعب وإرهاق شديدين، لكني لم أتابع بقية الحديث فقد كنتُ قد ابتعدت أسير في الرواق، أفكّر في الأمر بشرود، أنا غرقتُ وسط كل تلك الأفكار.

جفوني مرتخية وحاجباي للأسفل منخفضين بإنكسار على الحالة التي وجدناه فيها، قبضتي اشتدت في اللحظة التالية حتى شعرت بأظافري تحفر جلد راحتي، أسناني احتكت ببعضها، رعشة هزت جسدي كله، أتذكر الفتيات اليابانيات وطريقة إمساكهن به، الأذى الذي سبّبنه للحيوان الصغير والصراخ.

كان ذلك غضب يجتاج صدري، يشعل رغبة في داخلي بكسر عظامهن. شعور لم أختبره منذ مدة طويلة، ربما سنين طويلة، لكني الآن وفي هذه اللحظة أشعر بالغضب، أرغب بضرب أحدهم.

خطواتي أصبح وقعها على الأرض أقوى، ولم أعلم فعلا أين أنا ذاهبة، كاتي ليست في الجوار ولم أرى أي أثر لآيكو، لكن في اللحظة التالية عيوني إلتقطت صورتها في الأسفل في متنزه المصحة، آدم كان هناك أيضا يقف أمام الجرو الصغير الذي كان يلتف حوله ويحرك ذيله بمتعة بالغة.

ابتسامة ارتسمت على شفاهي أراقب الطريقة التي يبتسم فيها آدم، ورغم أن غطاء قبعته يغطي عيونه وأنفه من هذا المكان إلاّ أن إبتسامته كانت ظاهرة بشكل مشعّ جذاب، يديه في جيوب سترته ويحرك ساقيه ذهابا وإيابا يلاعب الجرو الذي تحمّس للأمر.

لكن ابتسامتي سرعان ما سقطت في اللحظة التي رأيتُ فيها آيكو تقترب منه من الخلف، عقدة حاجباي تشكلت عندما وضعت يدها على كتفه تجذب انتباهه للتو، هو إلتفت وسرعان ما تراجع خطوة للخلف لكنها اقترب منه خطوة أخرى.

أسناني ضربت بعضها وأصابعي شكلت قبضتين في كلتا يداي، مالذي تفعله؟

آيكو مدت أصابعها تمررها على الندبة في وجهه وعيوني اتسعت عندما رأيتُها تبعدهم وتقوم بتمرير لسانها عليها.

ماللعنة؟

آدم كان يقول شيئا ما لكني لا أعرف مالذي يحصل.

حسنا، لقد ضقتُ ذرعا بهذه اليابانية وفتياتها و أعتقد  حان وقتُ التصرف.

بخطوات تهزّ الأرض أنا قصدتُ السلالم عيوني تشتعل نارا وأسناني ترغب في طحن لحمها نيئا، أظافري تخز جلدي وعظامي تشتد، عضلاتي أيضا.

لا أعلم بأي سرعة كنتُ أسير لكني وجدت نفسي في الأسفل أسرع حيث المتنزه، عيوني إلقطتهما الإثنان ولم أضيع أي لحظة في الإقبال إليهما.

آيكو كان تقف أمامه وجها لوجه، ابتسامة باردة على شفاهها القانية، عيونها خالية وبها لمعة مكر، سيفها المعلق خلفها لم أهتم إن قطعت رأسي بها، أنا هنا أشعر بالغضب الشديد.

ملامح آدم كانت منقبضة يتحدث معها ببرود.

قدتُ خطواتي للأمام وفي اللحظة التالية اندفعت ناحيتها أقف بينهما وبقوتي دفعتُ صدرها بعيدا أجعلها تتراجع للخلف خطوتين، ترمش وتنظر ناحيتي؛ الحمرة كانت تغزو وجهي وأنفاسي متسارعة، عيوني ضيقة ترقُبُها بغيظ، "ابقي بعيدة"

الكلمات كانت عبارة عن همس حادّ موجه إليها، وتقدمتُ ناحيتها أضيف "لا تجعليني أجبركِ على ذلك"

شعرتُ بنظرات آدم خلفي لكني لم ألتفت، كل تركيزي كان على هذه الخنفساء التي تقف أمامي، هي ابتلعت الصدمة وإبتسمت تميل رأسها للجانب، تضع يديها في جيوب سترتها الجلدية وعيونها الداكنة تطالعني من أعلى لأسفل تدرسني جيدا، نظراتها فارغة ليس بهما أي شعور أو رد فعل، لا سخرية ولا غضب ولا أي شيء.

هي فقط تطالعني مع ابتسامة باردة.

"لا يمكنكِ" قالت بهدوء شديد وعيونها الناعسة إلتقت بخاصتي تجعلني أضغط على أسناني أكثر، وقبل أن أردّ هي تابعت "إلا إن أردتِ حفر قبرك"

بتلك الكلمات هي إلتفتت تبتعد ورمشتُ أستوعب ما قالته، هل قالت للتو أنها ستقف في طريقي؟ هل للتو إعتبرتني كأني غير موجودة؟

الجرو نبح بخفة بجانبنا وباللحظة التالية وجدت النيران تشتعل بداخلي، أندفع ناحيتها وقبل أن تلتفت أو تدرك ما يحصل أنا مددت قبضتي أمسك حفنة من شعرها الطويل وأشده بقوة للخلف "كلماتك لن تخيفني"

"جاك" آدم اندفع ناحيتي وصرختُ به بحدة "ابقَ بعيدا آدم"

آيكو لوت جسدها بحركة مائلة تضع يدها على خاصتي الممسكة بها وبسرعة نفضتني بعيدا عنها، تضغط على أسنانها وترمي لي نظرات حادة، اندفعت تقترب مني وانا فعلتُ المثل أضرب صدرها وأدفعها بعيدا عني، قلتُ بغضب "قلتُ ستتراجعين ولا تجبريني"

هي رفعت يدها تمدها ناحيتي لكن قبل أن تصل إليّ كان آدم يمسك بمعصمها يعيده للخلف، تحدث ببرود "هذا يكفي"

أسنانها كانت مضغوطة لكنها أرخت ملامحها تبتسم وتميل رأسها "طفلة"

"مالذي قلتِه؟" اندفعت للمرة الثانية لكن ذراع آدم الملتفة حولي منعتني من الحركة يهتف "جاك توقفي"

لكني لم أهتم، قرصتُ يده أجعله يصدر هسهسة ويرخي قبضته حولي ثم بسرعة ركضت إليها أدفعها عندما تراجعت للوراء ووقعت على الأرض وأنا فوقها، هتفتُ بحدة "قاتلة، مريضة ومجنونة" قلتُ الكلمات بصوت مرتفع أمد يداي وأضغط على عنقها، أتابع "سأقتلك إن حاولتِ أذية مايسون أو الاقتراب من آدم"

"ساقطة" همست بها، وقلبت الوضعية مما جعلها فوقي، هي رفعت يدها لتسحب سيفها عندما جذبها آدم يبعدها عني، يهتف بحدة "توقفا واللعنة! جاك الجميع ينظر إليك"

الصمت احتلّ المكان فجأة ووجدتُ أن الأنظار كانت عليّ أنا، الطبيبة التي فقدت عقلها فجأة.

أطلقتُ أنفاسي عندما مدّ ذراعه لي لكني لم أمسك بها، بهدوء اعتمدت على نفسي ووقفت أنفض ملابسي، أرى آيكو تفعل المثل، رميتُ لها نظرات حادة قبل أحول بصري إلى آدم "أرغب في الحديث معك"

رمش بضع مرات ينظر إلي، وأنا تابعت "الآن"

"حسنا" قال ذلك بهدوء يضع يديه في جيوب بنطاله، يطلق نفسا هادئا ويلقي نظرة أخيرة على آيكو قبل أن ألتفت أنا وأسير للداخل، أسمع وقع خطواته خلفي.

لا أعلم مالذي كنتُ أفكر به، لكني لم أستطع حتى بذل جهد لتحديد ذلك، لأن الإنفعال بداخلي بعثر كل شيء بالفعل، ضرباتي كانت متسارعة، شعرت برغبة في العودة إليها وتهشيم جمجمتها، لماذا واللعنة لعقت أصابعها بعد تمريرها على ندبته؟

أقسم سأقتلها.

أغمضت عيناي آخذ أنفاسي فيما خطواتي تدق الأرض بقوة وآدم يسير خلفي يتبعني إلى حيث آخذه.

آدم خاصتي، أعني––––هذا واضح. أنا لستُ مستعدة لتركه لسفاحة يابانية.

حسنا....لن أتركه حتى لو كانت ملاكا من الجنة.

أطلقتُ زفرة قوية وأعلم أن آدم ينظر إليّ لكنه لا يريد قول أي كلمة.

أسرعت أصعد السلالم ومن ثم أعبر الرواق إلى حيثُ مكتبي، فتحتُ الباب وإلتفتّ أفسح المجال لآدم كي يدخل، هو سار بهدوء ينظر إليّ من زاوية عينه، يتقدم للداخل وأنا أغلقتُ الباب.

"إذا؟" هو تحدث.

إبتلعت أراه يسير ناحية مكتبي كي يجلس على المقعد، ضرباتي تسارعت والإنفعال عمّني بقوة، عضضتُ شفتي وارتجفت أصابعي لكني لم أتحكم في نفسي عندما ركضت ناحيته وفي اللحظة التي إلتفت فيه، أنا قفزتُ فوقه ألفّ ساقاي حول خصره، الدهشة وعدم الإستعداد جعلاه يفقد توازنه ويعود للخلف قبل أن يقع على الأرض وأنا فوقه.

"جاك" نطق بذهول ينظر إليّ أعتليه، لكني هززت رأسي وبنظرات حادة حدجته حالما حاول الوقوف، أمدّ يداي وأثبت خاصتيه على جانبيه، تحدثتُ بصوت محذر "لن تتحرك"

رمش عدة مرات، وابتسامة خافتة ظهرت على شفاهه، أضفتُ أنا "لا أحد يلمسك غيري"

"جاكلين الأمر ليس–––" هو تحدث يفلت يديه من قبضتاي ويحركهما لكني بسرعة أمسكتهما اثبتهما على معدته وأضغط على خصره بساقاي، وجهي كان مشتعل بحمرة طاغية، خليط بين الخجل والغضب.

"اللعنة جاكلين" همس بصوت خافت ينظر إليّ وإبتسامته بدأت تلوح على شفاهه.

"لم يكن يجب عليكَ السماح لها بلمسك" أفلتُ إحدى يداي ومددتها أضعها على عنقه أضغط عليه في حركة خانقة وأتابع بنفَس مهتدج "لا أحد يلمسك"

افترقت شفاهه وأنفاسه كانت قد بدأت تضطرب هو الآخر، ضرباته المتسارعة أشعر بها عند عنقه، إبتسم لي "فهمت"

"كلا، أنت لم تفهم" قلتُ ذلك بأسنان مضغوطة وملامحه سقطت ينظر إليّ بغير فهم، لكني لم أمنحه الفرصة للتحليل، لأني بسرعة ملتُ ناحيته أدفع جسدي ضد خاصته، شفاهي إلتقطت خاصته في قبلة جامحة قوية، أنا دفعته أقبّله بشغف، أتحرك ضده وأسحب أنفاسه منه كأنه المصدر الوحيد للهواء.

لم يتجاوب في البداية وأفسح المجال لي للحركة، شددتُ قبضتي على عنقه وإلتقطت شفته السفلية بين أسناني أضغط عليها بغضب وأسمعه يصدر أنينا خافتا بسبب الألم، أنفاسه خرجت حارّة تلفح شفاهي لكني لم أضيع ثانية أخرى، مجددا عدتُ إليه أمنعه من الإفلات مني، أشعر بضرباته تحتي، صدره يعلو ويهبط وأنا واصلتُ تقبيله أغلق عيناي وأسمح لنفسي في الغرق وسط اللحظة الحالية.

يده أفلتت من خاصتي وهو وضعها خلف رأسي يدفعني ناحيته بقوة. همس "لا تتوقفي"

"أنتَ خاصتي" همستُ بصوت أعمق، أعود لشفاهه وهذه المرة أنا من مررت لساني عليها، مددت يدي الثانية أخلع قبعته وأرميها جانبا، أغرق أصابعي في خصلاته الناعمة وأغلق عيناي مستمتعة بالشعور المنتشي الذي أحصل عليه منه في اللحظة الحالية.

إلهي! أين أنا؟

يده الثانية رفعها يضعها على خصري ويدفعني ناحيته، يلاقي جسده بخاصته ويواصل تقبيلي في اللحظة التي سمعتُ فيها صوتُ الباب وهو يُفتح.

"ووه اللعنة! آسف يا رجل" دايتو تحدث ينسحب ويعيد إغلاقه لكن لم يتحرك أي منا أو يتوقف عمّ كان يقوم به.

فصلتُ القبلة ألهث أمام شفاهه، أنظر إلى لون العسل في عيونه وأهمس بصوت مخدر "قُلها"

"أنا خاصتك جاك" هو قال بنبرة عميقة جعلت كل شيء بداخلي يتخدر، لا أرغب سوى بمواصلة تقبيله، إبتسمت وعيوني على الندبة في وجهه، قبل أن أطبق شفاهي فوق خدّه وأطبع قبلة عميقة هناك.

هو ابتسم يدفعني ناحيته، يقرب شفاهه من اذني ويهمس في أذني "راضية؟"

"أجل"

صدره كان يعلو ويهبط وتنفس يطلق نفسا قويا، يهمس بإبتسامة "اللعنة جاك"

_

آدم

وقفتُ أمام الجسر أطالع صفحة المياه الهادئة في بداية الليل، أبتلع ريقي وأراقب الطريقة التي يراقص الهواء سطحها بخفة، أخذتُ أنفاسي أعود بذاكرتي للوراء، إلى أيام الثانوية العامة، عندما كنتُ آتي رفقة دايتو وفين ندخّن السجائر معا، أتذكر أيضا أن وجوهنا كانت معظم الوقت مملوءة بالكدمات، ملابسنا قديمة لكننا أحببنا رائحة الدخان الملتصقة بنا.

دايف كان أكثر واحد فينا يضع العطور ويهتم بالمظهر الخارجي.

الأمر يؤلمني عند التذكر.

"أنت بخير؟" صوت دايتو جاءني، يقف بجانبي ويديه على السور، طالعني بنظرات هادئة يبتسم لي "الجوّ جميل، تماما مثل الأيام الخوالي"

"ينقصه وجودنا مجتمعين" نطقت كلماتي بهدوء أبتلع وأنظر إلى الأفق، أراقب أضواء المدينة التي بدأت تضيء الظلام، خفضتُ بصري إلى الأسفل وعيوني وقعت على حذائي، دققتُ الأرض أضيف وأضغط شفاهي "لستُ متأكدا يا رجل"

صدري يؤلمني، هناك شيء كبير بداخلي لكنه يأبى الخروج، أشعر أنه سينفجر في الداخل وسيجعلني أنهار.

"ممّ؟" هو رمى سؤاله وأنا إبتلعت أرمش بضع مرات "من كل هذا، لا أعلم أين سينتهي بنا المطاف، مايسون لديه عائلة، كاتي، جاكلين وحتى أنت يا رجل، أما أنا––" توقفتُ للحظة قبل أن أضيف "أنا كل ما تبقى لنايومي"

"نحن عائلة، آدم" هو تحدث بهدوء وعيوني ارتفعت أثبت بصري عليه، أرى النظرة الداعمة في عيونه، هو رفع ذراعه يحيط عنقي، يجذبني ناحيته ويضيف "الفرد للجماعة والجماعة للفرد، تتذكر؟"

إبتسامتي شقّت شفاهي أتذكر الجملة التي اخترعها فين وكان يرددها دائما حينما يفوز أحدنا بالرهانات فقط كي يجعلنا نقتسم الأموال وتكون له حصّة.

"أشتاق إليهما حقا، أقسم أني أحترق في كل مرة أتذكر فيها وجهيهما" دايتو تحدث بهدوء ينظر أمامه، يبتسم بألم ويصدر ضحكة صغيرة، "وعجزي يسبب لي الغضب، أرغب في قتله"

آيس والكر.

براين والكر.

فابيان والكر.

"لقد كانا أخواي، ولم يستحقا ذلك" هو قال يرفع بصره للسماء، يضحك مرة أخرى ثم ينظر إلى صفحة المياه في الأسفل "هل تستمع لهذا دايفي؟ سأقتل مم قتلك وأحرقه حيّا"

"أخي" وضعتُ يدي على كتفه عندما رأيتُ الحمرة التي غزت وجهه واقتربت منه أرى الطريقة التي اهتز بها جسده، هو رفع صوته "تسمع هذا دايفي؟ فين؟ تسمعاني يا رفاق؟ أنا سأرسل لكم رفاقا"

صوته تردد وصدري انقبض، ملامحه انكسرت، يضغط على أسنانه ويرفع صوته بشكل أعلى، يفتح ذراعيه "أعلم أن الأمر لن يعيدكما لكني أحاول، دايفي أشتاق لصراخك عليّ"

توقف يبتلع ورأيتُ عيونه تلمع "فيني! أشتاق لجولاتنا الليلية بالسيارات مع النساء البيضاوات اللواتي تحبّهن"

"دايتو" همستُ اسمه ثم في اللحظة التالية جذبته ناحيتي آخذه في حضن أخوي قويّ، وهو أرخى رأسه على جبيني يشدني أكثر، يتحدث بصوت مرهق "أشعر بالندم يا صاح، لم أستطع مساعدتهما عندما كنتُ قادرا على ذلك"

"ليس خطأك داي، أنت لم تكن تعرف ما سيحصل" تمتمتُ بهدوء أضرب ظهره بخفة، أسمع أنفاسه المضطربة يتابع "كان بإمكاني دفع ثمن بخس لأجل حياة فين، وكي تعود نايومي"

ابتلعت أرخي تعابيري وهو ابتعد عني يعود إلى السور، يجذب علبة سجائره، يلتقط واحدة ويشعلها، يسحب نفسا قويا ويطلقه في الهواء بقوة، كل شيء كان يحصل بسرعة، بإنفعال واضطراب.

أطلقت تنهيدة أسحب علبته وآخذ واحدة، هو إلتفت يشعلها لأجلي وأومأت أضعها بين شفاهي، قبل أن أنزلق من السور وأجلس على الأرض، أرفع رأسي للأعلى وأراقب الأفق، أرجع رأسي إلى ظهر السور وأنتشي ببطئ.

أموت ببطئ.

دايتو فعل المثل، يجلس بجانبي تماما مثلما اعتدنا أن نفعل في الأيام الخوالي، هو كان على يميني وجهة اليسار كانت تخصّ فين.

كلانا أطلق انفاسه في الهواء نراقب تصاعد الدخان..

"أكيرا اتّصل، سيأتي آيس ومعه براين وسنعود غدا إلى فلوريدا" هو قال بهدوء في حين هززتُ رأسي بتفهم.

"الجماعة لأجل الفرد آدم، نحن نفعل هذا لأجل دايف"

"أعلم دايتو، أنا أعلم"

ذكريات اليوم عادت إليّ، وابتسامتي لاحت على شفاهي فيما عيوني للسماء أراقب النجوم وأنفث دخاني مرة أخرى؛ تحدثتُ بهدوء "نايومي اليوم تحدثت أخيرا"

دايتو لفّ عنقه ناحيتي يناظرني، وإبتسمت أومئ له "قالت داي، وقالت ماما"

"مستحيل" صوته بدى مذهولا وسعيدا في الوقت نفسه لكني قهقهت بخفة "صدقني لقد فعلت"

"أميرتي الصغيرة قالت إسمي، لا أصدق يا رجل، أنا سعيد" اندفع يتحدث وهززتُ رأسي "أجل، صحيح؟"

نايومي أخيرا قامت بخطوتها، تغلبت على ذلك، فعلتها طفلتي رغم كل شيء ودون الحاجة لفحص طبي حتى.

مثلما ينجو الجميع، ستنجو هي أيضا.

جميعنا سنفعل.

_

يتبع....

رايكم بالبارت؟

افضل مشهد؟

افضل عبارة عجبتكم؟

والدي جاك؟

آدم وجاك؟

طريقة تصرف والدها مع آدم؟

نايومي؟ أخيرا نطقت بنتنا 😭❤️

مايسون والجرو؟

فتيات آيكو؟

تصرف جاك؟ غيرتها؟

دايتو مع آدم؟

وحشني فين ودايف على فكرة :(

_

اتمنى تكونوا استمتعتم ^^

اهتموا بأنفسكم ❤️

طاب يومكم او مساءكم.

Đọc tiếp

Bạn Cũng Sẽ Thích

معشوقي أنت Bởi Moname

Tiểu Thuyết Chung

995K 31.3K 21
- أعشقك حتى أن لم أرآك ..♥️
4.9M 211K 42
-قَيد التعدِيل- كَـان كَلوحةٍ مُبهِرةٍ بتفاصِيلِها ،و كَـانت رسّامةً تجْذِبهـا التّفاصِيل إقْتربَ منها بِبُرود، و عيْناه كجليدٍ ديسمبرَ مُردفًا "أنت...
3.7M 55K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...