أشجار كثيفه متراصه، صخور تملأ قاع الأرض، السماء تكاد ترى، النور يكاد يسطع، والظلام يسود المكان
يركض ويركض بكل ما يملكه من قوه، صوت تنفسه العالي ونبضات قلبه المجنونه تعلمك أن هناك مصيبه بل كارثه تحوم حوله، يلتفت من الحين للآخر خلفه تاره وحوله تاره أخرى، لا يعلم من أي مكان ستأتي مصيبته، ظل مر بين الأشجار بسرعه البرق يكاد يرى ولكن يشعر به، مر الظل مره أخرى من مكان ثاني وثالث حتى مر بجانبه وتعداه ليقف سريعاً وهو يشهق الهواء بقوه ورعب وهو يرى أمامه ذاك الظل الواقف أمامه بشموخ، ثم......
صرخه تدوي في الأرجاء تمحي سكون الغابه المريب
-----------
كان يسير برهاوه وهدوء وعلى محياه إبتسامه خافته، يلقى التحيه على كل من يقابله من حرس أو عمال أو خدم أو موظفون أو أفراد يعيشون بالقصر، تنفس بعمق وهو يقف أمام تلك القاعه وتتسع إبتسامته وهو يدلف ويراه يجلس على المقعد ومن جانبيه الإثنين يتراصون حوله الأطفال وكلهم يتابعون القتال بين صبيين أمامهم، ظل ينظر له بأعين تلمع بفخر، نعم يعشقه ويعشق أن يجلس معه ويستمع لحكاياته بإستمتاع وكأنه طفل في العاشره من عمره وليس شاب تعدي العشرون، بلل شفتيه وأقترب ليجلس أمامه مقرفصاً وهو يحني رأسه بإحترام ويمسك يده ويقبلها ليجد اليد الأخرى تربت على شعره الأشقر المموج بحنان، رفع بصره وهو يبتسم ليبادله الإبتسامه ويومأ له ليقف رافعاً يده محيياً بقيه الصغار، أنتظر حتى أنتهى القتال ليجده يقف وهو يربت على رأس الفائز ويبتسم له بهدوء محمساً إياه ليشير للبقيه فيرحلوا مهللين ويخرجوا من باب القاعه بصخب حتى يعم السكون المكان، راقبه وهو يتحرك ليجلس على تلك الأريكه ليتحرك ويجلس بجواره وهو ينظر له بحب وتقدير، نعم هو فخره ومثله الأعلى، هو هيبته وغروره، هو جده وصديقه، ماكسمس
إنريك يبتسم بهدوء:
كيف حالك قائدي
ماكسمس يضحك بخفه:
هههه كبرت على قائد هذه، كما ترى أنا الآن مجرد جد عجوز يجالس الصغار وحكم لشجاراتهم اللطيفه مثلهم
إنريك بنظرات فخر وإعجاب:
مهما حاولت إخفاء عظمتك ستظل قائدي وفخري مولاي
ماكسمس يرفع حاجب:
لو سمعك أخاك لقتلك في التو واللحظه، لا يحب أن يلقب أحد بمولاي سواه، وأنت تستفزه ولا تقولها له أبداً
إنريك يومأ:
ولن أفعل فالملك يكسب لقبه بأفعاله ولايتو لم يكسب سوي عداوه من حوله، نسف كل تاريخ ملوك الظلام بخضوعه وضعفه أمام البشر الفانيين
ماكسمس يتنهد:
أخاك يحاول كسب ود وصداقه الممالك الأخرى كي لا نكسب أعداء أكثر خاصه ما شاع بين الممالك عنا أننا متمردون، فبقيه الممالك تخشى تمردنا خاصه أننا تمردنا على ملوكنا على مر عصورنا فما بالك بالملوك الأغراب عنا، أخاك يبحث عن صالح المملكه
إنريك بهدوء:
وهل ترى صالحها في ضعفنا بعد أن كنا أقوى مملكه عرفت على مر العصور، كانوا يخشوننا فقط من جلب سيرتنا، الآن يطلقون علينا النكات بسبب لايتو وأعوانه
يتنهد ماكسمس ويبتسم بهدوء:
كيف هي الجيوش والتدريبات
إنريك يبتسم بهدوء:
ننتظر حرباً فقد مللنا من اللهو
يضحك ماكسمس بقوه ليبتسم إنريك بوسع، نعم هم منذ مده طويله يحيون بسلام ولكن هذا السلام إنقلب عليهم ليصبح ضعف وهوان وإستخفاف بهم، الجميع مستاء، الجميع لا يعجبه حال المملكه برغم التطور الذي أصابها في الأعوام الأخيره، ولكن هذا التطور كان على حساب عظمتهم ومكانتهم وصيتهم بين الممالك، أصبحوا ضعاف لخشيتهم من إنقلاب الممالك ضدهم كونهم لهم سوابق بالتمرد على الحكام، أصبحوا لا قيمه لهم
في قاعه الحكم، وعلى ذاك العرش الضخم، كان يجلس ذاك الشاب بعنفوانه وهو يستمع لوزرائه عن أحوال البلاد وما يدور بها وأيضاً عن المعاهدات وما يتم فيها وبقيه أمور المملكه، كان يومأ بتركيز وهو يضع أصابعه الرفيعه على شفتيه الداميه ويطرق بأصابعه عليها
أحد الوزراء:
مولاي، نحتاج لتجديد بعض المنشآت في المملكه ونحتاج لإنشاء بعض المتاجر والمعابد والأديره للسكان من كهنه ورهبان قادمون لنا من الممالك الأخرى وأيضاً للذين يعيشون هنا
وزير آخر:
مولاي، هناك حركه غريبه في الغابات ولا يعلم أحد مصدرها، أرسلت بالفعل بعض الجنود لتقصي الوضع ولكنهم لم يجدوا ما يريب، كما أن الأمير إنريك يرفض المساعده ببعض كتائب الجيش للتقصي
يعتدل لايتو ويتنفس بعمق ويومأ بهدوء ليبتسم بجانبيه حين شعوره به، لحظات ويفتح باب القاعه ويدلف بزيه العسكري ووشاحه يطير من خلفه وكف يده على غمد سيفه ليقف أمامه ويحني رأسه قليلاً بتحيه
إنريك مبتسماً بهدوء:
مرحباً لايتو سمعت أنك تريدني
لايتو يتنفس بعمق ويغمض عينيه وهو يحاول كبح جماح غضبه:
أهلاً إنريك، أريد موجزاً عن أخبار الجيش فهلا تفضلت وأسمعتني
إنريك يرفع حاجبيه ويبتسم بجانبيه:
بالطبع لايتو فبالنهايه أنت فرد من تلك المملكه المثيره للشفقه حالياً بفضلك
لايتو وقد تحولت تعابيره للجمود:
تحدث إنريك
إنريك يتنفس بعمق:
الجيش في أسوء حال، الأسوء على الإطلاق، لا تمارين لا تدريبات لا مناورات لا مناوشات كما أمرت أنت لايتو، الشباب بدأوا يزدادون بالوزن وبدأ الأرتخاء يظهر على معالم وجههم، لا يقوون على حمل السيوف فهي أصبحت ثقيله عليهم، وأبشرك بعضهم قد أصيب بأمراض عضاليه من الراحه اللانهائيه
لايتو وهو يعض شفتيه بغيظ:
أراك بأفضل حال على الرغم من كل ذلك
إنريك يبتسم بجانبيه:
أنا أحافظ على تدريباتي، تدري بي جيداً لا أحب تلقى الأوامر منك لذا صحتي البدنيه وقوتي العضليه أهم عندي من هرائاتك
لايتو بحده وصراخ:
إنريييك، إحترم ملكك ولا تتطاول عليه وإلا سأتصرف تصرف لن يرضيك صدقني
إنريك يعقد حاجبيه:
أتعلم أحياناً كثيره أشك بكونك إبن القائد ديمتري والذي كان الجيش والتدريبات أهم عنده من أي هراء يحدث بالمملكه، كانت قوه جنوده أكثر ما يهمه
لايتو بحده وغضب:
القائد ديمتري كان ولائه دوماً لملكه ويحترمه ويبجله ولا يتطاول عليه، ولا أجد تلك الصفات بك نظراً لكونك إبن له
إنريك يبتسم بجانبيه وخبث:
أخذت منه الجانب المتمرد حين تمرد على أخاه
ينظر له لايتو بجمود ليبادله إنريك نفس النظره وبداخلهم آلآف الكلمات والحديث ولكن يبقى الصمت أبلغ حوار بينهم
لايتو بهدوء:
لما لا تساعد الوزراء بأعمالهم، طلبوا منك كتيبه لتقصي الأوضاع في الغابه فلما لم ترسل لهم واحده
إنريك بهدوء ويمد شفتيه للأمام:
جنودي كسالي ولا يقوون على هذه الأعمال بعد الآن، فلتبعث لملك البشريين وتطلب منهم دعم
لايتو بغضب:
إنريك لقد تعديت حدودك وفاض الكيل منك
إنريك ببرود:
أقتلني إن لم يعجبك
لايتو يرفع حاجب ببرود وحده:
يبدوا أنني سأفعلها يوماً ما، أرسل إحدى كتائبك للغابات الشماليه وتقصي الوضع هناك وهذا أمر أيها القائد وعدم تنفيذه يعد تمرد على ملكك
يتنفس إنريك بغضب ليومأ ويحني رأسه بهدوء ثم يتحرك راحلاً من المكان تحت نظرات لايتو الغاضبه من إسلوبه في التعامل معه منذ توليه للملك، كان من المفترض أن يئوول الملك والحكم لإنريك لولا إجماع الرهبان على عدم أحقيته لذلك كونهم تنبأوا أن يكون فناء المملكه على يده حيث يشبه كثيراً في طباعه الملك السابق هارولد والملك السابق دميان واللذان كانت ستمحي المملكه بسببهم وقت حكمهم، لذا تم تنحيته عن أختيارات التتويج للملك وتعيينه قائد عام للجيوش ولكن تحت سلطه وأوامر الملك والذي قلل صلاحيات إنريك إلى الحد الذي لا يستطيع به فعل أي شئ في الجيش دون مشورته وعلمه كما وضع جواسيس وأعين له بين صفوف الجيش تأتيه بالأخبار أول بأول، وما يرعبهم حالياً أن يعيد إنريك تمرد جدهم ماكسمس من جديد
********
مرحباً أحبتي
أشتقت لكم وأشتقت لملوك الظلام
بدايه بسيطه فيها حكم الأحفاد بعد إختفاء اللعنه تابعوا معي
لن يكون النشر يومي أعذروني لاني لازلت اكتب بها وارتب أفكاري ولكن أحببت أن أسعدكم في بدايه إجازاتكم
إستمتعوا