ڤاليِريانّ (أسيَاد الدّم#1) ✓

sarbllack द्वारा

370K 22.9K 4.4K

[الرواية الاولى من سلسلة اسياد الدم] ماذا يحدث عندما تلفت فتاة بشرية صغيرة عين أحد هؤلاء الذين يسمون بالكائنا... अधिक

Synopsis
Part 01: ليلة مُظلمة
Part 02: التّجمع
Part 03: لعبةُ الشِطرنّج
Part 04: الإنتقام
Part 05: إحتفال الشتاء
Part 06: العُزلة
Part 07: مشاعِر عالقة
Part 08: الخاطبون
Part 09: الأحجار السحرية
Part 10: ضيف غير مدعو
Part 11: الهالوين
Part 12: بيت الدمى
Part 13: الصــَانّع
Part 14: ندوب الروح
Part 15: الزهرة الزرقاء
Part 16: الالتفاف
Part 17: دعوة للمسرح
Part 18: مجرد خادمة
Part 19: منتصف الليل
Part 20: المتهرب
Part 21: التهديد
Part 22: الأكاذيب
Part 23: القـلق
Part 24: مُحركي الدّمى
Part 25: قرابة الـّـدم
Part 26: الإغتيال
Part 27: عضة واحدة
Part 29: إمبراطورية ميثويلد
Part 30: هدنة الجنوب
Part 31: الذكريات
Part 32: عُتـمة
Part 33: تزايد القائمة
Part 34: بعض الأسرار
Part 35: السجينّ
Part 36: ساحِر الظلام
The End: كِش ملكَ

Part 28: قرار المجلس

8.7K 500 57
sarbllack द्वारा










عندما استيقظَت كاتي بعد بِضّع ساعات، فركَت عينّيها بظَهر يدِها لتدرك أنها نامت في غرفة اللورد، لقد فقدت الوعي بعد أن بدأ اللورد أليكسندر في مَص دمِها.

الوقت الذِي غَرس فيه أنيابه قد وخزت بشرتها كان مؤلماً في البداية... لمست رقَبتها، مررت  أصابعها لتشَعر ببشرتِها الناعِمة ولكنها كانت تشعر بالألم عندما تضغط بإصبعها.

كانت لحظة حمِيمة عندما فعل ذلك، أمسكها بين ذراعيِه... شّدها إليهِ وهو يمِتص دِمها من رقبتها... كانت لا تَزال تشعر بإلحاحِ يديه على جسدِها، حَماسهِ وإحتياجـهِ.

نّظرت إلى الأسفل ووجدت الجزء الأمامي من فستَانها ممزقًا مفتوحاً... كانت هناك أزرار قلِيلة مفقودة وكان أحدها مُتدلياً بحافة خيط يهدد بالسّقوط.

لم يكن اللورد أليكسندر في السرير ولا في الغرفة... عند رؤية الستائر تتطاير بسبب الأبواب المفتوحة للشُرفة، سارعت كاتي للنزول من السرير... حركت قدميها تجاه الأبواب المفتوحة لترى اللورد أليكسندر جالساً هناك بتكاسل والسيجار الغليظ ذا اللفافة البنية بين اصابعهِ، ساقاه ممددتان وظهره يستريح بالكامل على كرسي، رأسهُ للخلف وعينيهِ مُغمضتان، راقبتهُ وهو يرفع السيجار إلى شفتيهِ، ويأخذ نفخة عمِيقة منها قبل أن ينّفخ الدخان في هواء منتصفِ الليل.

لم تكن مَولعة أبداً بالسيجار والدخان... على الرغم من أن الدخان لم يؤثر على مصاصي الدماء إلا انّ هذا لا يعني أنه لم يضر بصحة البشر.. لم تعجبها الرائحة وكانت تعبس عندما ترى شخصًا يدخِن سيجارة عادية.

لكن الأمر كان مختلفاً عندما رفع اللورد أليكسندر السيجار بين أصابعه النحيلة، حتى الدخان الضبابي الذِي خرج من شفتيه بدا مغرياً.... سارت إلى حيث كان، مما جعلهُ يفتح عينيه للنظر إليها.

"مع كمية الدم التي أخذتها، كنت اشك فِي أنكِ ستستيقظين قبل الفجر، كيف تشعرين؟" سألها أثناء سحق الجانب المحترق من السيجارة في منفضةِ رماد.

مدّ يدهُ لتمسكَها، وسحبها للجلوس فِي حضنه، "رأسي اخف قليلاً" أجابت وهي تشعر بأصابعه تتشابك بإصبعها الصغيرة.

عندما سحب أطراف أصابعها ومسح عليها، رأى شفتيها مفَتوحتين قليلاً وتسارع تنفسها... من الخِبرة، علم اللورد كيف يُثير المرأة بالضبط... يمكن للأصابع عند ملامستها أن تعطي نفس إحساس التَقبيل على الشفاه.

"مازلتِ بحاجة إلى الراحة، دعينا نعيدكِ إلى السرير" هزت كاتي رأسها بسرعة على كلماته، عند رؤية هذا، أمال رأسه بمعنى "ما الأمر؟"

"إنه... إنه فارغ"

"فارغ؟"

"السرير" أجابت، وأضافت "أعني أنه سريركَ، يجب أن تنام معِي" نظرت إلى أصابعهم المتداخِلة، مدركة مدى صغِر يدها مُقارنة بيده.

شعرت بهِ وهو يسحب يدها، نظرت للأعلى لرؤيتهِ يبتسم لها إبتسامة رقيقة سببت خللاً في نبض قلبها.

"فتاتي العزيزة" همس، وهو يسحبها أقرب ويميل إلى الأمام بينما يلامس انفهما بعضهم البعض، عندما أغمضت عينيها سمعته يتحدث "ماذا كنت سأفعل بدونكِ" مستمتعًا بالقرب الذي يشاركوه في هذهِ الليلة السعيدة الهادئة، اخرجت كاتي تنهيدة راضية.

"إذا كنتِ تريدينّ شريكاً في السرير، فما عليكِ سوى سؤالي" قال بنبرة تحمل الفكاهة بابتسامة ملتوية "لكنني أعتقد أنكِ يقظة الآن" قال وهو يلمس رقبتها ليرى النقطتين الأحمرين على بشرتها.

"أنتَ لا تنام كثيراً " قالت كاتي وهي تنظر في عينيه "هل هذه سمة مصاص دماء؟" سألته بفضول

"همم، أنا لا... أفترض أنها عادة بقّيت لبضع سنوات حتى الآن... لا يوجد فرق بين النهار والليل عندما تعيش كمخلوق ليلي، كل شيء متشابه ودنيويِ"

"حقا؟ اعتقدت أنه مثيرًا للاهتمام" قالت وهي تجعد حاجبيها.

"كيف ذلك؟" انغمس معها بالسؤال.

"مصاصو الدماء يعيشون أطول من البشر، مما يعطيهم ميزة الوقت، هناك الكثير من الأشياء التي يمكن القيام بها، يمكنك رؤية حياة جديدة والتطورات ..." لقد أدركت أنها كانت تدخل في شيء كانتَ تتجنبه في مؤخرة عقلها.

لكن اللورد ألكسندر تابع "وأرى الموت... ما هو الوقت الذي نستخدمه؟ عندما تعيش فقط لترى حياة الناس تنتهي إلى أن تذهب حياتكَ أيضاً" قال وهو يرفع بلا مبالاة يديهم التي وضعتها كاتي على حضنها، ويحرك إبهامه على معصمها.

ما قاله كان صحيحاً.. كان عيباً لكونك مصاص دماء، أن ترى البشر الذين كنّت مرتبطًا به يمرون بالحياة ويموتون أثناء عيشكَ... كانت حياة البشر هشّة بينما مصاصي الدماء عاشوا لفترة أطول وشيخوخة أبطأ... كان الأمر كما لو أن المخلوقات الليلية خالدة، وخاصة مصاصي الدماء بدم نقي.

مصاصي الدماء أنصاف الدم، هم الذين تحولوا بواسطة مصاصي الدماء الآخرين.. يعتمد طول عمر انصاف الدم على من قام بتحويلهم، الموت كان حتمياً لكل من البشر ومصاصي الدماء.

كانت إنسانة، فكرت كاتي في نفسها.

خفضت عينيها في حضنها، انّجرف عقلها إلى جميع الاحِتمالات التي فكرت فيها سابقاً، بما في ذلكَ الأشياء التي أشار إليها ابن عمها.

كانت إنسانة، حيّاة ضعيفة في هَذا العالم.

حتى لو إرتبط كلاهما، كان هناك الكثير من الالتزامات، كان الرجل المجاور لها لورد، سيداً لإمبراطورية بأكملها... الارتباط ببعضهما يعني الحياة والموت في الوقت نّفسه.

"كان يجب أن أخرج للتجول في الخارج" سمعته يتذمر عندما رفع معصمها إلى شفتيه.

عندما رأت كاتي كيف كان يتحكم في تنفسه وفكه مشدودان، شعرت بأنه كان يتألم... أرادت أن تقدم له دمها إذا كان ذلك سيقلل من شعوره بعدم الراحة، حتى القبضة على يدها قد شُدت ولكن في ثوان خَفت.

"هل سمعتي قصة الدجاجة التي وضعت البيض الذهبي؟" سألها.

"نعم" أجابت بإبتسامة ناعمة.

كانت قصة قديمة، قصة غالبا ما كانت تُروى على الأطفال الصغار.

"هل يمكنكِ أن تَرويها لي؟ بـطريقتكِ الخاصة بالطبع، أي شيء سيكون جيد" كان يريد سماعها تتحدث وهو يراقب تعابير وجهها، كان يريد وضعها في قفص يخفيها عنّ العالم و لا يراها سواه، أومأت كاتي برأسها وبدأت.

"ذات مرة كان هناك زوجان يمتلكان مزرعة في الطرف البعيد من الإمبراطورية الجنوبية، لم يكن لديهم أطفال يهتمون بهم ولكن كان لديهم العديد من الدجاج والإوز والأبقار... كان من بينهم دجاجة تبِيض بيضة ذهبية كل يوم قبل شروق الشمس، في أحد الأيام هبت عاصفة وحطمت منزل الزوجان، وتسببت في اضرار جسيمة داخل المزرعة، ولم يكن للزوجان الكثير من المال لإصلاح ماتم إفساده، ففكر الزوجان في أن بطن الدجاجة تحمل كمية كبيره من الذهب وإلا كيف تفسر البيض الذهبي الذي تبيضه؟ لذلك قررا ذبح الدجاجة و اخذ الذهب منها لكنهم لم يجدوا شيء وندما على فعلتهما" قالت وختمت القصة بإختصار.

"هل هذهِ هي القصة التي كنت تسأل عنها؟" تسألت إذا كانت هذه هي القصة التي طلب منها أن ترويها.

"صحيح، لقد مر بعض الوقت منذ آخر مرة شعرت فيها أن دم شخص ما يرضيني" قال بتنهد "ولا استطيع شربه حتى اخر قطرة"

لم تكن تعلم كيف تتفاعل معه وما هو ارتباطه بالدجاجة!.

نظر إليها وضحك "لا تقلقي لن أقتلكِ، أنا لست مملا مثل الزوجين، سأحافظ على سلامتكِ"

في مثل هذه الأوقات وجدت كاتي اللورد أليكسندر خطيراً جداً، كما لو كانت تخطو على جَليد رقيق.

عندما هب هواء الليل، ارتجفت، وتشكلت قشعريرة على جلدها، حملها اللورد أليكسندر إلى الغرفة، وأغلق أبواب الشُرفة لمنع الرياح الباردة من دخول الغرفة.

قادها اللورد أليكسندر إلى الحمام، وأدار الصنبور، وترك الماء الساخن يملأ الحوض الكبير... هل كان اللورد يخطط للاستحمام الآن؟ في هذه الساعة الغريبة؟ لكنها تذكرت كلماته بعد ذلك؟ الوقت لا يهم في العالم الذي يعيش فيه.

أرادت أن تمنحه الخصوصية، استدارت كاتي ولكن سمعت أليكسندر يتحدث إليها.

"إلى أين تذهبين؟" أسرت عيناه الجميلتان الساخنتان عينيها "نحن سنستحم معًا" كما لو ان كلماته قيدت قدماها على الأرض حيث كانت.

"اعتقد انني بخير" قالت بتوتر وهي تتراجع خطوة إلى الوراء وقبل أن تتمكن من الهروب حجزها بذراع واحدة.

"بالطبع، ستكونين بخير" تذمر، وأصابعه تعمل بالفعل على أزرار فستانها "أنا أحتاجكِ" وكان ذلك كل ما كان يلزم لأقناعها بأن تدخل معه الى الحمام.

جلست في منتصف الحوض الذي يحتوي على ماء دافئ، وظهرها يواجهه بينما ارتفع القليل من البخار في الهواء من حولها... لقد رأى جسدها لكنهم لم يستحموا معاً من قبل، كان الأمر محرجا لها وكان كتفها مشدوداً وعيناها واسعة كالبومة وهي تنظر إلى البخار.

كان حمام اللورد غرفة واسعة ورائعة، حيث تتوهج الشموع من كل جانب وركن من أركانها لإعطاء توهج ذهبي للمساحة بأكملها... لم يصل مستوى الماء لرقبتها ولكنه وصل إلى أعلى من خصرها مباشرة لتغطيتها من عيني سيد فاليريان.

عندما كان اللورد أليكسندر يخلع ملابسه، كانت قد فراقت شعرها على جانبي كتفها لتغطية ثدييها مباشرة قبل دخولهِ إلى الحوض.

"ماذا تفعلين، انتِ بعيدة جداً؟" سمعت اللورد أليكسندر يضحك خلفها مباشرة، شعرت بيديه على كتفيها، وشعرت باندفاع الدم فوق رأسها "استرخي، عزيزتي، لا أريد أن يُغمى عليكِ في الحمام، خُذي نفساً عميقاً" همس بجانب أذنها.

"أنتَ تطلب المستحيل، لوردي" تمتمت تحت أنفاسها وهو سمعها على أي حال مما جعلهُ يضحكَ.

"لم أكن أعلم أن التّنفس مُهمة صّعبة" قال ذلك وهو يميل إتجاهها "اسمحي لي أن أنّفخ بعض الحياة فيكِ بعد ذلك" حرك يديه من كتفيها إلى جانب ذراعيها قبل أن أريحهما على خصرها.

ارتجفت عندما انتقلت يد أليكسندر من خصرها إلى بطنها وعندما بدأت يده تتقدم بشكل مستقيم بطيء، بدأ قلبها ينبض بصوت عالٍ حتى وصل إلى الجزء الخلفي من رقبتها.

كل هذا بينما أبقى أليكسندر عينيه عليها، وقاس التعبيرات التي مرت على ملامحها.

ارجعت كاتي رأسها للخلف، قوست ظهرها ودفعت نفسها بأصابع قدميها والتي رد عليها أليكسندر بالاتكاء وتقبيلها على شفتيها... أمسك بشفتيها السفلى بين أسنانه وسحبها عليها، سحبها وعضها بإغاظة، أمسكت إحدى يديه بوجهها وهو يغرق لسانه في فمها بقوة.

كانت تئن وتتنهد في القبلة، ووضعت يديها على جانبي كتفه.. قبل جانب فكها ثم رقبتها، وعض الجلد ولعقه بلسانهِ، الأحاسيس المختلطة غيمت بظلالها على عقلها.

امسكت كاتي طرفي الحوض، قبضت بيديها على السطح البارد.... حبست انفاسها عندما حرك شعرها إلى جانب واحد، واقترب منها ليشعر بظهرها على صدره المنّغم.

"ألم يكن من المفترض أن نستحم؟" سألت لاهثة.

"هممم... نحن نفعل" همهم أليكسندر وهو يحرك انفه على طول رقبتها ثم ضغط شفتيه على مؤخرة رقبتها "أنا أحممكِ بحب وعناية" همس على بشرتها جاعلاً عينيها تتساوعان في كلماته.

لكن اللورد لم يمنحها فرصة لتهضم ما قاله تماماً وعض رقبتها تقريبًا مما جعلها تبكي بسرور.

"ل-لورد أليكسندر، هذا مؤلم" ترك أليكسندر جلدها، ووضع قبلة لطيفة على النقيض من العضة.

لهثت كاتي عندما أخذها لمتعة ليلتها الاولى، انحنت إلى الأمام لدعم نفسها وهي تشد يدها على حواف الحوض، على عكس المرة الأولى التي كان فيها بطيئاً، كانت تحركاته هذه المرة أقوى بلا هوادة، بينما تناثر الماء من حولها على وجهها، كان ذلك يُخلف مشهداً اثرياً لأعين أليكسندر الجائعة.

كانت تئن بينما كانوا يغمرون بعضهم في المتعة... لقد ملأ عقلها وجسدها بلا شيء سواه، كل كلمة انسكبت من فمها لم تكن سوى اسمهِ.

...

حمل أليكسندر كاثرين المتعبة بين ذراعيه من غرفة الاستحمام بعد أن ساعدها على تجفيف نفسها، لأنها كانت لا تزال في حالة من النشوة من التأثيرات اللاحقة لما فعلوه في الحمام، وضعها في السرير، دخل بجانبها.

عندما راها تنزلق إلى احلامها ببطء وهي تحاول إبقاء عينيها مفتوحتين، قبل جبهتها... سحبها بقربه، ونام بجوارها.

مرت الأيام، جلست كاتي بتعبير مكتئب أثناء الاستماع إلى شيء كان يتحدث عنه ابن عمها... صباح الغد سيغادر إلى الجنوب، كان قد اخبرها بذلك قبل ساعات قليلة فقط وحتى الان لم تستطع مُعالجة المعلومات في رأسها ... التفكير في الأمر جعل مزاجها يغيم فقط.

كم كانت تتمنى أن يبقى رالف هنا ولكن لديه امور يريدها، وبالتالي حاولت فهم ما هو الأفضل له.

"أوتش!" صرخت وهي تشعر بضربة إصبع على جبهتها.

"لماذا تبدين مكتئبة هكذا؟ ليس الأمر وكأنني ذاهب إلى حرب" وبخها رالف "سآتي في كثير من الأحيان لزيارتكِ أنتِ وعائلتنا، ويمكنكِ زيارتي أيضاً" ابتسم وأعادتها بتنهد لكنها وضعت ابتسامة على وجهها في الثانية التالية.

"بالطبع، أعلم ذلك لست بحاجة إلى قول ذلك" أجابت وهي تفرك جبهتها.

"إذاً ستبقين؟"

"نعم" ابتسمت وهي تنظر إلى النافذة التي تُطل على الأشجار والسماء "لقد مكثت هنا في البداية لأنني كنت ارغب في معرفة مكانكَ، والآن بعد أن تم ذلك، يمكنني العثور على وظيفة في فاليريان ومحاولة استخدام تعليمي بشكل جيد"

"سعيد لسماع ذلك، لا اعلم ماذا سأفعل إذا قلِت أنكْ ستستمرين في العمل كخادمة... على الرغم من أن العمل في القصر امر مثير، إلا انه لا يمكنكِ إنكار أنه ممل" ابتسم وابتسمت مرة أخرى، لم يكن ابن عمها مولعاً بالتنظيف أبداً.

ثم رأته يضع يده في جيبه ليسحب قطعة من الورق المطوي بعناية.

"هذا هو العنوان الذي سأقيم فيه" قال وهو يسلمها لها "هناك أيضا عنوان أحد اعرفه فقط في حال لم تجديني هناك"

عند كانت كاتي تنظر للنافذة من بعيد، شاهدت عربة تدخل بوابة القصر الخارجية.

"اللورد أليكسندر وإليوت هنا" قالت مع اقتراب العربة.

وخرجت تاركة رالف في غرفتهِ، عند وصولها لنهاية الدرج رأت مالفوس يمشي بخطوات سريعة نحو رئيس الخدم ويهمس له بشيء.

وبعد ثوان قليلة دخل إليوت بقميصه مخطوط باللون الاحمر وكان على عكس عادته السعيدة، كان لديه تعبير قاتم على وجهه.

تبعه اللورد أليكسندر وهذه المرة لم يستغرق الأمر وقتاً حتى تفهم أن اللون الاحمر كان دماً لطخ ملابسهما بالكامل.

اتخذت كاتي خطوة إلى الأمام ليوقفها رالف وهو يسحب ذراعها، عندما نظرت إليه، هز رأسه.

ماذا حدث؟ ولمن كان هذا الدم؟ بقلق عضت شفتها وهي ترى اللورد يصعد الدرج دون كلمة واحدة، فعل إليوت الشيء نفسه، وتبعهم كبير الخدم.

"مالفوس" نادت بالشبح "ماذا حدث؟" سألته بالقلق.

لعق مالفوس شفتيه ثم فتح فمه ليتحدث "لست متأكداً، وفي إحدى اللحظات كان كل شيء على ما يرام عندما زرنا القرية البعيدة في أقصى الشمال، وبعدها بدأ بعض البشر بمهاجمتنا من العدم" تنهد وعيناه الرماديتان مشوشتين.

"هاجمه البشر؟ لكن لماذا؟ اعتقدت أنها كانت قرية مسالمة تحت قيادة اللورد أليكسندر" سألت مرتبكة.

"لماذا أنت نظيف بينما هؤلاء الإثنان مغطون بالدماء؟" سألت كاتي رالف.

"اللورد أليكسندر يُفضل أن أرافقه بشكلي الشبحي في معظم الأوقات التي أخرج فيها معه... كان معنا جيسيس تانر وحاول البشر مهاجمته، مما دفع إليوت إلى حماية الرجل العجوز وقتل المهاجمين... اللورد شارك أيضاً، قال اللورد إنهم أظهروا سمات الخلل الوظيفي الذي يحدث عند تحول البشر إلى أنصاف الدم ولكن عندما تحققنا لاحقاً بدا أن جانبهم البشري لا يزال سليماً"

"إذاً كانوا يستهدفون السيد تانر؟" سألته.

"يبدو الأمر كذلك ولكن هذا ليس ما يجب أن نقلق بشأنه" قال وهو ينظر إلى الدرج "وصلنا خبر مفاده أن أعضاء المجلس في طريقهم إلى هنا وقدومهم له علاقة بسلامة البشر ومصاصي الدماء"

"هذا لا يبدو جيدًا" شعرت بعدم الارتياح لسماع ما قاله مالفوس.

....

كما هو متوقع ... في المساء، زار ثلاثة من أعضاء المجلس قصر فاليريان.

جلس اللورد أليكسندر على كرسي في مكتبهِ ويواجهه أعضاء المجلس الذين شغلوا المقاعد امامه.

'التاريخ يُعيد نفسه' فكر اللورد في نفسه وهو ينظر إلى نفس الرجال في الغرفة.

ليونيل الرجل الأيمن في المجلس لم يتغيّر كثيراً، كان هناك ماتياس أيضاً الذي جاء مع رجلين آخرين من المجلس.

"نعتذر عن الزيارة المفاجئة دون أي إشعار مُسبق" اعتذر ليونيل.

"لا داعي لأن تكون رسمياً، أنا متأكد من أنه كان شيئاً سينقل عاجلاً ام اجلاً" ابتسم لهم لورد فاليريان بشكل ساحر.

"سعيد لتفهمكَ، اللورد أليكسندر" تحدث الرجل الآخر واستمر اللورد في الابتسام.

"إذن كيف يمكنني مساعدتكم؟" سألهم أليكسندر.

"هذا من الرئيس روبن" مرر ليونيل ظرفاً طويلاً إلى اللورد "جميع المحتويات والتفاصيل موجودة هناك، هذا ليس دائماً، إنه شيء قرر المجلس تجربته لفترة تجريبية مدتها شهر لمعرفة ما إذا كانت هناك أي تغييرات"

عند قراءة المحتويات بداخله، لم يُغير اللورد ألكسندر تعبيره.

"نأمل دعمكَ بهذا"

"بالطبع" أجاب اللورد، وبعد تبادل بضع كلمات أخرى نهض أليكسندر من مقعده وفعل الآخرون الشيء نفسه.

صافحهم وغادر الرجال، بمجرد خروجهم، إستدعى اللورد ألكسندر كاتي.

تفاجأت كاتي التي كانت تسير للأمام وللخلف في غرفتها بالذهل عندما أتى كبير الخدم قائلاً إن اللورد طلب منها رؤيته.

"كاتي، ادخلي" سمح بالدخول عندما شعر بوجودها خلف الباب "كيف كان يومكِ؟"

"لم يكن سيئاً" اجابت "سمعت أن أعضاء المجلس كانوا هنا"

"نعم" قال واقفا نحو النافذة "أردت التحدث إليكِ عن نفس الشيء، يبدو أن الإقتراح الذي تم طرحه عن تقسيم مصاصي الدماء والبشر قد وُضع تحت التجربه لمدة شهر واحد... التعليمات هي أن جميع الطبقة المتوسطة والعالية من البشر من المفترض أن يقيموا في الأرضِ البشرية في الوقت الحالي.

أعتقد أن هناك من تحمس بشأن حادثة اليوم و أخبر المجلس بذلك.. في الوقت الحالي، لن ينجح إلتماس إعادة النظر لأن العملية قيد التحقيق وأيضا لأنني قتلت مجموعة من البشر"

"لكن ذلك كان دفاعاً عن النفس" قالت، مما جعله يبتسم بجفاف.

"الموت هو الموت للمجلس، بغض النظر عن سببه" تنهد.

لم ترغب في سماع ما سيأتي لأنها ادركت بالفعل سبب دعوته لها لمكتبهِ.

"لسوء الحظ بصفتي اللورد، يجب أن ألتزم بقرار المجلس في الوقت الحالي" قال وصمت قليلاً ثم اكمل "كاتي، يجب أن تغادري القصر مع رالف غداً"

"غدا؟"

"نعم، سيغادر رالف إلى الجنوب صباح الغد، أعتقد أن هذا سيكون خياراً مثالياً" نظرت كاتي إلى تعبير اللورد القاتم، وانكماش حاجبيهِ قليلاً.

"لكنني لا أنتمي إلى الفَصِيل الذي ذكرتهُ لذا يمكنني البقاء، أليس كذلك؟" سألت، بصوت يتوسل ... لم ترغب في مغادرة القصر أو الإمبراطورية.

سار اللورد أليكسندر نحو مَكتبه، والتقط الاوراق التي سلمها له أعضاء المجلس ليمررها لكاتي.

"ما هذا؟" سألت وهي تأخذهم منه.

"إنه البند والشروط التي توصل إليها المجلس فيما يتعلق بمحاكمة تقسيم الأجناس" اخبرها، وبدأت في قراءة ما هو مكتوب فيه.

[قرار المجلس رقم 352.

بالنظر للنشاطات الأخيرة التي سببت اضطراب لكلا الجنسين (مصاصي الدماء والبشر) في القارة، قرر المجلس إجراء تجربة من خلال تقسيم مؤقت بينهما والذي سيكون لمدة شهر..

البند١/ سيسمح للأسر البشرية التي أقامت في الإمبراطوريات لأكثر من خمس سنوات بالبقاء في حين أن العائلات التي تقل عن الفترة المذكورة تُأمر بالذهاب إلى الإمبراطورية الجنوبية خلال الفترة التجريبية.

البند٢/ المجلس سيكون مسؤولاً عن تخصيص سكن جديد لهم لضمان إقامة مريحة.. لمزيد من الاستفسارات والمفاوضات، ارسلها للمجلس.

البند٣/ ينطبق البندان 1 و2 على مصاصي الدماء في الأراضي البشرية.

البند٤/ ستواصل الخادمات والخدم الذين يخدمون العائلات لمدة ثلاث سنوات عملهم دون أي انقطاع.

البند٥/ يُطلب من جميع المخلوقات التي انتقلت مؤخرا إلى أرض أخرى العودة إلى إمبراطورياتها.

البند٦/ سيساعد لوردات الإمبراطوريات الأربع المجلس في سلامة قرار المجلس.

البند٧/ وأي رجل أو امرأة لا يمتثل للشروط المذكورة أعلاه يعتبر مذنباً ويتهم بموجب القانون رقم ٢٢٨.

البند٨/ يسمح للسلطات العليا في الإمبراطورية بزيارة الأراضي بإذن من لورد الامبراطورية المقصودة ومسؤول المجلس.]

"ما هو القانون رقم ٢٢٨؟" سألت كاتي بعد قراءة الاوراق وتسليمه إليه.

"إنه قانون يتحدث عن تطور أنشطة السحره السود" أجابها اللورد ألكسندر بهدوء وهو يُعيد الاوراق إلى مكانها على مكتبهِ، واكمل "عندما لا يمتثل أي شخص لقرار المجلس فأنه يضع نفسه ضمن دائرة المُشتبهِ بهم في هذه الظروف الحالية، بعدها سيتم تقديمه للمحاكمة أمام اعضاء المجلس... واعتماداً على ما إذا كان الشخص مذنباً أم لا، سيقرر المجلس ما يجب القيام به بعد ذلك"

بعد قراءة محتويات الاوراق والاستماع إلى اللورد أليكسندر، أدركت أنها يجب أن ترافق رالف إلى الإمبراطورية الجنوبية ... البقاء هنا سيسبب فقط المشاكل للورد وهي لا تريد ذلك ... لم ترغب في تركه والذهاب لكنها لم ترغب في وضع اللورد أليكسندر في موقف مزعج أيضًا.

وقفت وهي تعض شفتها في صمت، تفكر في الأمر.

هل هو بخير مع ذلك؟ على عكس شعورها بعدم الإستقرار وتعبيراتها عن ما شعرت به في تلك اللحظة، كان اللورد أليكسندر هادئاً، اختفت الطية بين حاجبيه.

"ستكون الأمور بخير" تقدم ووضع يده على خدها "القرار سيستمر لمدة شهر فقط، سيمر الوقت بأسرع مما تتصورين"

"هممم" ردت كاتي وهي تشعر أن صدرها يزداد ثقلاً مع كل ثانية تمر.

"كاتي" رأت القلق في عينيه بينما كان يتحدث إليها بجدية "أريدكِ أن تكوني حذرة في الأيام القليلة المُقبلة أثناء وجودكِ في الإمبراطورية الجنوبية، أريدكِ أن تثقي في ما أفعله وهذا الامر مهم جداً... لأن ما هو قادم قد يصبح أصعب أو قد تبدأي بالشكَ في الامور لكنني أريدكِ أن تكوني قوية"

"أنا أصدقكَ، لورد أليكسندر" كانت كلماتها ثابتة ولا تتزعزع.

لقد شعرت أنه يجذبها نحوه من أجل عناق لكن العناق المفاجئ جعل كاتي تتساءل إن كان أليكسندر يشعر بنفس الطريقة التي تشعر بها الآن أعادت العناق كانت تحتضنه بقوة اكبر مُظهرة مشاعرها في افعالها.

"أعلم أن رالف سيحميكِ ويحافظ على سلامتكِ هناك لكنني أود إرسال شخص ما من جانبي" سمعته يتحدث.

"لا أعتقد أن ذلك سيكون ضرورياً... القرية التي سنذهب لها صغيرة، ذهبت إليها ذات مرة" قالت متراجعة عن عناقهِ.

"لا يوجد ضرر في ذلك، وأعتقد أن الاحتياطات أفضل من حل الامور ... هذا سيجعلني أشعر بتحسن" أعطاها اللورد أليكسندر ابتسامة حلوة أذابت قلبها.

قاطعتهم طرق على الباب ورأت كاتي مالفوس يدخل الغرفة ويلقي التحية على الورد بانحناء ظهراً صغير.

"لقد أتيت في الوقت المناسب، مالفوس.. أعتقد أنك على علم بالفعل بزيارة المجلس" اللورد سأل مالفوس الذي اجاب بنعم، "جيد، سترافق كاثرين ورالف غدًا إلى الجنوب... سأجعل مارتن يُعد عربة لرحلتكِ إلى الجنوب" وجه كلماتهِ الاخيره لكاتي.

"ألا يمكنك إلغاء الطلب؟" قالت في محاولة اخيرة.

"في الوقت الحالي، لا أملك السلطة لفعل ذلك، أنا متأكد من أن هناك صلة نفتقدها بما حدث اليوم وجريمة قتل عضو المجلس" تحدث أليكسندر بعناية.

"لكن الرجل الذي قُتل كان مصاص دماء" صرح مالفوس بالمعلومات التي جمعها بعد بضع جولات من منزل القتِيل والمجلس.

"هذا ما عرفته" نظر مالفوس إلى اللورد مرتبكًا.

"لا أفهم" قالت كاتي مرتبكة كالشبح الذي امامها.

"طوال هذا الوقت تحدث الناس عن كيف أن مصاصي الدماء يقتلون البشر دائمًا لحاجتهم للبقاء على قيد الحياة ونحن نعلم أن طبيعة مصاصي الدماء هي امتصاص الدم، المجلس يتكون من بشر وكذلك مصاصي الدماء وإذا عارض إحداهم، فإنها ستثير التمرد على الأخرى، والتي ستنتشر ببطء إلى جميع الإمبراطوريات الأربع مما يؤدي إلى إراقة الدماء... ومن سوء حظهم أن اغتيالي لم يتم وفقاً لخطتهم وقد اختاروا عضو المجلس الذي هو مصاص دماء ليقتلوه... والعديد من الأسئلة أُثيرت حول الأمن ليس فقط للبشر ولكن أيضا على مصاصي الدماء.... يبدو أن نورمان لديه أوتار يحركها أكثر مما كنت أعتقد" ضحك اللورد مستمتعاً قبل ان يكمل.

"ليس لدينا ما يكفي من الأدلة على الجاني ولهذا من الضروري أن تكون هناك لمراقبة الامور التي تدخل ويخرج من قصرهم، مالفوس"

"سأتأكد من مراقبتهم وإبلاغكِ دون تأخير ..." أجاب مالفوس ورأى شفتي اللورد في خط رفيع.

ثم التفت اللورد إلى كاتي وتحدث "اذهبي واحزمي أغراضكِ، سيكون الوضع سيء إن تركتي أي شيء مهم تحتاجينهُ"

عندما غادرت كاتي الغرفة، كان اللورد أليكسندر ومالفوس الوحيدين في المكتب.

كالروح التي كان عليها، حيث يمكن أن يتحول إلى شكل بشري صلب أو شبح في أي وقت يريد، بقى خارج الباب عندما زار أعضاء المجلس لورد فاليريان، على الرغم من أن مالفوس كان إنسانًا قبل وفاته، إلا أنه لم يكن حريصاً على الذهاب إلى الإمبراطورية الجنوبية... كان يعرف عن الأفعال التي قام بها سيد الجنوب، وفكرة أن يلتقي بأي شخص على علاقة بنورمان جلبت مذاقًا حمضيًا إلى فمه.

ولكن الآن بعد أن عاد من الموت لم يكن لديه شيء آخر ليفعله سوى خدمة سيد فاليريان كما كان مديناً بالهبة التي منحها له حيث يمكن أن يظهر نفسه للآخرين.

بدأ البشر ومصاصو الدماء أخيرا في الثقة ببعضهم البعض، مما جعل عائلات مصاصي الدماء تستقبل البشر بينهم، ولكن مع القاعدة الجديدة لم يكن هناك شك في أنها ستسبب صدعاً غير مرغوب فيه بينهم... كان يرى ايضاً علاقة كاتي واللورد وتقربهم من بعضهما البعض الفترة الاخيرة، نظر إلى اللورد الذي كان ظهره مواجهًا له الآن، ينظر إلى الخارج بينما كانت الطيور تزقزق على شجرة قريبة.

ثم استدار اللورد ليلتقط زجاجة كانت على الطاولة، وأفرغها في رشفتين، وبعد ثوان قليلة تحطّمت في يده إلى أجزاء من قطع رقيقة.

"..." اتسعت عينا مالفوس على مرأى من ذلك ولكن اللورد كان يحمل نفس التعبير الثابت كالعادة كما كان دائماً.

فرج يده، وسقطت قطع قليل من الزجاج الذي تلطخ باللون الأحمر على الأرض بينما اخترقت شظيتان من الزجاج راحة جلده، وتساقط الدم على يده فيما كان يزيلهما.

"لماذا ترسلها بعيداً بينما لا تريد ذلك؟" سأل مالفوس بعد بضع ثوان عابرة... كانت ثوان ليستوعب صدمتهَ.

"لأن الظروف تستدعي ذلك" ابتسم أليكسندر الذي كان يمسح يده بمنديله.

"بالتأكيد سيكون لديك حل؟" سألهُ مالفوس.

"لا يكفي التعامل مع الساحرة... فوضع نهاية كاملة لهذا الوضع سيستغرق وقتاً، ولن يؤدي وجود فتاتي التي أرعاها إلى جانبي إلا إلى تعقيد الوضع القائم" تنهد أليكسندر وهو يضع منديله على الطاولة "هذا لا يعني أنها ستكون آمنة في الجنوب، لهذا أريدك أن تراقب كاثرين عن كثب أثناء وجودك هناك، إنها تثق بالآخرين أكثر من اللازم "

"بالطبع، سيدي"

فكر مالفوس في كلمات اللورد بمجرد خروجه من الغرفة.

لم يكن اللورد أليكسندر رجلاً بسيطاً، إذا قرر فإنه سيقترح على كاتي البقاء في فاليريان ولكن بعد ذلك بدا أن لورد فاليريان كان لديه بالفعل البراغي والعجلات التي يحريكها بالفعل.

في الصباح الباكر، زار روبن، رئيس المجلس اللورد أليكسندر في قصره لمناقشة إجراءات تطبيق القرار.

كاتي التي كانت في غرفتها إلتقطت ملابسها المطوية لوضعها في الحقيبة التي على سريرها، كانت عيونها عينيها مُحمرتين من قلة النوم، لم تحصل على غمزة من النوم منذ ذهابها إلى الفراش.

كان الشهر طويلاً جداً.. سيستغرق الأمر ما يقرب من خمسة أسابيع، واحد وثلاثين يوما وسبعمائة وأربعة وأربعين ساعة ولكن لم يكن ذلك ما كانت قلقة بشأنه... الليلة الماضية عندما ذهبت لجلب الماء لنفسها وجدت إليوت و سيلفيا يتحدثان بصوت خفيض في قاعة العشاء مع لا أحد غيرهما هناك، لم تكن تنوي التنصت ولكن عندما ذكر اسمها لم تستطع إلا الوقوف بجانب الباب.

"لكن لماذا؟" سمعت سؤال سيلفيا بنبرة خفيضة.

"إرسالها بعيدا عن فاليريا نهو هو الخيار الأفضل، ألم تري ما حدث اليوم؟ وهناك أشخاص يحاولون إسقاط لقب أليكسندر" قال إليوت.

"ماذا قال المجلس عن ذلك؟"

"لقد تجاوزوا النظر في حادث اليوم في الوقت الحالي لأنه أليكسندر لكننا لا نعرف عدد المرات التي سنكون محظوظين فيها... إن ذهاب كاتي إلى الجنوب من شأنه أن ينفي ما حدث في حدث المجلس" رد أليوت وهو يعقد ذراعاً ويرفع يداً يسند بها ذقنه.

"ستختفي كاتي عن الأنظار بهذه الطريقة" تذمرت سيلفيا بالاتفاق قبل ان تكمل "ولكن ... هل تتذكر ما حدث قبل بضع سنوات؟ كان أليكسندر قد وعدها بزيارتها ولكن مع مرور أيام توقف حتى عن السؤال عنها"

"كانت طفلة آنذاك، سيلفيا"

"لكن ذلك لا يعني انه سيفي بوعوده، أنا قلقة ان يفطر قلبها"

"صحيح، إنه يكسر وعوده، ولكن ليس كلمته، ثقي بمصيرهم... لا يمكننا فعل الكثير الباقي متروك لهم، ماذا عن عمتكِ التي انتقلت..."

لم تعرف ماذا تفعل! لم يكن عليها ان تسمع ذلك، لكنها قد سمعته على اية حال، اما الآن فالقلق لم يفعل شيئا سوى الازدياد.

اخبرها أليكسندر إن إبتعادها سيكون لمدة شهر، لكن ماذا لو استمرت لمدة أطول من ذلك؟ ماذا لو كانت التجربة قاعدة دائمة حيث لا يمكنها العودة إلى فاليريان؟ هل سيأتي أليكسندر لمقابلتها؟

أخذت نفساً عميقاً وطردت افكارها حتى تنتهي من حزم كل ما يلزم... على عكسها، كان اصدقائها الذين صادقتهم من فاليريان باقون، ولن يتم إرسال سوى ثلاثة خدم آخرين إلى الإمبراطورية الجنوبية بما في ذلك نفسها... مع الرحلة الصغيرة التي ستقوم بها إلى الجنوب ستتمكن من زيارة صديقتها أنابيل... كانت تفكر في زيارتها لكنها لم تقرر متى.

لكنّ افكارها قوطعت عندما قرع رالف الباب المفتوح لغرفتها، وسمح لنفسه بالدخول.

"هل انتهيتي من حزم اغراضكِ؟" سألها عن رؤية الحقيبة على السرير.

"نعم" قالت كاتي وهي تسحب الحقيبة بعنايه بعد إغلاقها.

"دعيني أساعدكِ" قال وهو يأخذها منها، عندما رأى أخته تنظر إلى الغرفة قبل خروجها  منها، سألها "هل ودعتي اللورد أليكسندر؟" هزت كاتي رأسها.

آخر ما تحدثوا عنه كان بالأمس في غرفة مكتبهِ وفي الصباح كان مشغولاً بالاجتماع مع رئيس المجلس، كانت العربة جاهزة للرحيل بينما كاتي جرت قلبها غير الراغب عبر قاعة القصر.

تركت السائق يأخذ أمتعتهما ورأت إليوت وسيلفيا اللذين كانا مع كبير الخدم وأصدقائها الذين خرجوا ليتمنوا لهم رحلة آمنة... بحثت عيني كاتي عن اللورد لكنه لم يكن في أي مكان يمكن رؤيته، تساءلت عما إذا كان لا يزال يتحدث إلى رئيس المجلس... بالطبع كان لديه أمور مهمة لحضور هذا الموقف هنا ويتمنى الآمان لها مثل الآخرين... كانت عليه مسؤولية الإمبراطورية بأكملها.

بينما تحدث مالفوس إلى كبير الخدم، نظرت كاتي إلى نافذة غرفتها ثم إلى غرفة اللورد أليكسندر... أوه! لقد نسيت إحضار الكتاب الصغير الذي وضعته تحت فراشها.

"سأعود على الفور" أخبرت رالف قبل دخولها إلى القصر.

توجهت إلى غرفتها، وسارت نحو السرير وانحنت تحته للعثور على الكتاب.. التقطتها وخرجت من غرفتها... كان باب غرفة المكتب لا يزال مغلقاً وبينما كانت تسير عبر الممر، سحب شخص ما ذراعها فجأة إلى غرفة ما دون أي تحذير.

شعرت بشفتين على شفتيها أثناء محاولتها التغلب على صدمه المفاجأة  بأن اللورد أليكسندر هو الذي فاجأها بسحبها إلى إحدى الغرف... شعرت به يلعق خط شفتيها وهو يقبلها ويدفعها نحو جدار الغرفة، تشابكت ألسنتهما مع بعضهما البعض مع تزايد يائس.

الكتاب الذي ذهبت كاتي لإسترجاعه كان الآن مُلقى على الأرض... سحبتها اذرع أليكسندر بالقرب منه بشكل مستحيل، سارقاً انفاسها بعيداً عن شفتيها.

بمجرد أن انسحب بعيداً، سقط رأسها إلى الأمام للراحة على صدره، كانت تتنفس بسرعة طلباً للهواء... فتحت عينيها بينما يداها تشبثت بقميصه.

"هل ظننتي أنني لن أودعكِ؟" سمعته يتحدث فوق رأسها.

"أسيكون الأمر أكثر من اللازم؟" سألته بلطف وشعرت به يبتعد عن جسدها.

"لن يكون كذلك أيتها السخيفة" قام بمسح إبهامه على شفتيها ثم سأل "هل أخذتي كل ما تحتاجِينه؟"

"نعم"

"هذا جيد، كوني فتاة جيدة وتجنبي المتاعب" قال اللورد أليكسندر وهو يمنحها ابتسامة لطيفة.

"هل ستأتي إلى الإمبراطورية الجنوبية خلال وقت التجربة؟" سألته بقلق.

"سأفعل، قد لا يكون على الفور لكنني سأكون هناك لواجبات قليلة" أجابها على الفور "سأزورك" لكنه رأى عدم اليقين في عينيها وضحك قائلاً "يبدو انكِ لا تصدقينني"

ثم انحنى لإعطائها قبلة سريعة على شفتيها بعدها أصبح تعبيره جادًا.

"لا تدعي أي رجل يلمسكِ، أنتِ ملكي" لقد تخطي قلبها نبضة الطبيعي "انتظرني" وكان ذلك كافياً لغسل كل المشاعر المقلقة التي كانت لديها.

...

جلست كاتي الآن في العربة المتحركة مع رالف ومالفوس، غادرا القصر قبل ساعة... كان رالف يتحدث إلى مالفوس عن العمل الذي كان يقوم به والمكان الذي سيعيشون فيه... عضت شفتها وهي تفكر في ما قاله لها اللورد أليكسندر، قبل أن تغادر الغرفة، طلب منها معروفًا وافقت عليه.

دون وعي، رفعت أصابعها إلى عنقها.

الرحلة كانت طويلة و كاتي نامت بينهما، استيقظت على يد رالف ينادي باسمها عندما وصلوا إلى قلب الإمبراطورية الجنوبية الآن.

عندما سأل اللورد ألكسندر "هل أخذتي كل ما تحتاجينه؟" وكانت قد أجابت بنعم... لكن الحقيقة أنها تركت قلبها مرة أخرى في القصر معه.

لم تستطع إلا أن تأمل في مرور الوقت بسرعة حتى تتمكن من العودة إلى فاليريان.





- يتـّـبع -

الرواية كلها شيء و القادم شيء ثاني تماماً ... استعدوا للأكشن واستعدوا لإقترابنا من الربع الاخير من الرواية.

لا تسألوني عن خرق القوانين هذه الفترة لاني مشغوله بتعديل الروايات الاخرى و انهاء هذهِ الروايه... هذا ما يسمح به وقتي و أتسلي بهِ بين فراغي ولا يرهقني كثيراً وموفقين لكل من لديه فترة امتحانات مثلي و كان الله في عون من عليهِ مشاريع نهايه العام لاني بدي اعتزل من الجامعة ☠️

الفصل مندون تعديل فسلكوا للأخطاء 🙏🏻🤍


_________________
See you soon my dears ✨🦇

पढ़ना जारी रखें

आपको ये भी पसंदे आएँगी

1.1M 91.1K 47
عندما تجمع الحياة القطع المكسورة معاً... روبين أوستن و إيريكس باركر ، شخصيتان مختلفتان بكل شيء انهما الأقطاب المختلفه ولكن الجميع يعرف ان الأضداد...
7.8K 785 53
حطمني لمستي قاتلة __ لمستي قوة كل ما يتطلبه الأمر لمسة واحدة. بلمسة واحدة يمكن لجولييت فيرارز أن تحطم أكثر الأشخاص قوة.. لمسة واحدة ويمكن أن تقتل. ...
15.3K 271 65
مجموعه من افضل الروايات اللي ممكن تقرأوها
759K 37.2K 38
- قال بصوتِه الأجش بعد أن إرتشف من كأس الدماء : لقد سئمتُ العمل هنا ، أود القيام بزيارةٍ إلى عالم البشر .. خاصةً الاسكا ! - قالت و دموعها تتساقط من ف...