علمني استاذي

7 1 0
                                    

إشتقت إليك أستاذي فقد أطلت الغياب
إشتقت لكي صغيرتي وإن كنتي لم تتركي البال .
أحقا أستاذي؟ إذا لما إبتعدت و إخترت الوحدة بصومعتك؟!
الوحدة بنيتي ليست إختيار فهى ضد الفطرة . لكن يأتي وقت تصبح الملاذ الأمن لنا فتفرضها الروح جبرا دون إختيار .
ولما سيدي وانت القوي , سديد العقل , نقي الروح تصل لتلك الحال .
بنيتي ; لازلتي صغيرة ولم تتعلمي عن الدنيا الكثير , ولكني سأخبرك أمرا كبير ; عندما تتوالى على الإنسان الصدمات سيتأثر مهما بلغت قوته . هو فقط يتشبث بقوته أمام الجميع ليظل عاليا شامخا في مواجهة الصدمات حتى لا يشعر بنظرة شفقه تذبحه بدون سلاح . يكتم الصرخات حتى وإن خلى بنفسه يأبى الإعتراف بما أصابه من ألم .
ولما لا يسمح بالمقربين له بتطييب جرحه؟
بنيتى ; إذا تكلم مرة وباح بما به من ألام و صادفه الخذلان من هؤلاء المقربين سيدخله هذا بصدمة ترميه ببأر الأحزان . لذا فهو يتمسك بالصمت . و تهب الروح لنجدته لتجبره على الوحدة فهى بذلك الوقت طوق النجاة . لن ينسى من وقف إلى جواره كما لن ينسى من تلقى منهم الخذلان .
وكيف يمضي في حياته بعد كل هذه الألام؟
يعيد ترتيب الأشخاص بحياته بنيتي .
ماذا تقصد بترتيب الأشخاص سيدي؟
هناك من لن يستطيع مسامحتهم و لكنه لن يسيء إليهم و إنما سيقابلهم بالهجر الجميل . و هناك من طيب جرحه و أنس وحدته ليكونوا في قمة الأولويات إعترافا بالجميل و مبادلة بالمحبة ليدرك الانسان وقتها أن وجودهم بتلك اللحظة في حياته كرم كبير من رب العالمين .

علمني أستاذيOnde histórias criam vida. Descubra agora