المُرّ الخاضِع|08

Começar do início
                                    

" ميني! "

نادى بصوتٍ مُرتفع وعلى وتيّرة مُستمرة إلى أن ظهرت إليه من العدم وادهشته.

" ماذا؟ "

" تعالي معي إلى غرفة العرض لنبدأ بتلقي الدروس، أول درسٍ لدينا هو التعلم كيفية السير بظهرٍ مُستقيم لا طالح كالّذي لديكِ."

اخذت نظرة ثاقبة على ظهرها وبرمت فمها ضاجرة. انتبه بيكهيون على ردةِ فعلها وتعمّق في اختبار صبرها.

" امثالكِ عليهنّ دخول دورات تعليميّة وخوض تجارب أداء قبل دخولهنّ عالم الأزياء، بِما أنّكِ رحّبتِ بثقلِ تصرفاتي وفقدان عِشقي للتصامّيم قررت منحكِ شرف العارضة. "

لفّ جسده إليها قسرًا وقربه نحو رأسِها.

" يومٌ حافلٌ بالمُجازفة ينتظركِ تُنيرين حياته. "

أزاح جسده عنها ورمى كومةٍ من الفساتين عليها واعطاها حُريّة الاختيار، توكلت إلى الغرفة المجاورة له وأخذت تفحص الفساتين. كلها فاضحه وخلاّبة، وقعت في الحيرة أيّ واحدٍة منهنّ ستختار؟

فتحت الباب وأطلّت عليه بفستانِها الأحمر الطويل، ذو فُتحةٍ عميقةٍ تبدأُ من خط عنقها وصولًا إلى نهايةِ ظهرها. بُرِزت تفاصيل جسدها بشكلٍ مُلفتٍ للأنظار، خُصرِها، صدرها وحتّى فُخذها الخلاعيّ الّذي يكشف نفسه من شقّ طويل على جانبيّ الفُستان. عيناها الجميلتان، جزاهما ألف قُبلة. غلاظةِ خجلها وضعفِ وجهها جعل منه حكاية صماء تقصُها على رجلٌ أعمى لا يرى شيئًا سوى الظلام، كيفَ لها أن تكون حادةً بهذهِ الرقة!

استقام مِن الكُرسي وكدّ عناء الوصولِ إليها، كلّ عظمةٍ في جسدهِ لاحظت المُرّ الخاضِع قاعدٌ على قلبه يأبى القيام منه. لوث تفاصيل النّعيم بطرف اصابعه والتّمس الضرّ ظهر أذنيها، كجنون النار أصبح فيها وقودًا، كُلما ابتعدت عنه ودّ إليها. عيناها، صوتِها، حديثها وابتسامتِها جميعها غلبت قلبه وانتهى بِها. يُرعبه حَجم العاطِفة الّتي يحملُها لها، يُرعبه التَفكير فيما قد يفعلهُ مِن أجلِها حتّى النسيم الّذي يخرج منها أصبح يُرعبه.

" نظراتك تُرعبني، أزل عينيك عنّي."

" لا تلومي نظراتي لومي جمالكِ. "

حسّ على خجلِها فخفّ فمها وبصلافةٍ قضم هَاوية روحها حتّى شردت منها شهقة مُتألمه، تبسّم على أفعاله وردّدها مِرارًا وتكرارًا. خصّص كوكبًا خاصًا بهِ، ضمّ قرينه وزوجًا مِن الدّم المُنقّى ثم يعقّبهما لسان شهيّ المذاق. فصلَ عِناقهما الحميم واطلق العنان لأنفاسها المُصفّدة، دَقّت أنفاسِها على وتيرة مُتسارعة فوق محيّاه السبب الوحيد الّذي أودى إلى هلاكه والمُسعف لإنعاشهِ.

" المُجازفة لم تنصّ على القُبّل! "

" بل نصّت على نِزاع الجسد. "

حمل جسدها واندهش بصغرِ همّتِها، لا يترجى اللّحم الزائد من مُتشردة. حطّها على سطح مكتبه وضرب رَيعان شبابِها بجَمرة حرقت كامِل جسدِها. وَجع اللّذة يتملّصُ منها كُلما شرع بوضعِ فمهِ على سفوحِ جلدها، تمسّك بِها بعدئذ لاذت بالفرارِ. فرطِ الألم خلّف سِمة زرقاء ظالِعة للأحمِرار. تمصّصها واعتصرها، كأنّه يقول -تعالي، لِنلتئم سويًا.

"ب-بيكهيون حركاتك تؤلمني."

لم يسمع حرف واحد منها، اكتفى بالشربِ لا يشبع مِن روحها، أراد الرُقودِ معها ما عساه أنّ يصحو مِن سمرهِ؟ دفعت جسده بيديها الذائِبه واغمضت عينيها قائلة:

" أنت تؤلمني، لا تكن جامِد وتعذّب جسدي هكذا، تلهّفت للوصولِ إليك حتّى تكن عونًا لي ولكني فُجّعت عِندما عرفت أنّك جشعٌ تُفضل أجساد الإناث. أتيت إليك مُعزّزة لا مُهانة، اعترف أنّي لست بمستواك لكني أحاول جاهِدة لبلوغي إياك."

دمرت عِناقهما الحميم بجُرعةٍ مِن العجز، ابتعد عنها ولفّ جسدهِ إلى النافِذة، روحهِ شاطت وسَئِمَ مِن سُخفِها.

" يُمكنكِ المُغادرة الآن، سنُكمل غدًا. "

" لكن بيكه..."

حدّيثه الحاد وقف عائِق لكلماتِها.

" لا تُعرّي اسمي وتنطقيهِ مُتجرّد من رئاستهِ!."

تغافلت عن مكانتِها وظنت أن الأشياء الّتي وقعت بينهما ستكون بُشرى لبداية عِلاقتهما معًا، لا تدري أنّه يفضل التلامُس الجسدي على إقامةِ علاقة طويلة الأمد.

" غادري المبنى حالًا."

ارتعدت من قساوة نبرتهِ وهمّت للرحيل، بعد أن سمع صوت الباب يُغلق رمى كؤوس الخمرِ على الأرض وتتبع جسدها الصغير مِن النافذة.

" أحاول جاهدًا التودّد إليها وأنّ أكون واضحًا بمشاعري لكنها تُصرفني عنها.
مِن الغد لن يكون قُربي ثِقلًا عليها، وسترى من يوّد استغلالها، أنا أم بيون بيكهيون! "

اهلا بطاريق 🐧

شلونكم ان شاء الله زينين؟

رجعت الكم ببارت بيه نسبة جفاف قليلة بس خربتها الآنسة ميني بالنهاية 😂

شنو رأيكم بالبارت؟

بيكهيون! وما نيته القادمة لميني؟

ميني! ردة فعلها القوية على بيكهيون هل ستُقلل من نسبة المشاعر الّتي تحملها اتجاه بيكهيون؟

إلى أيّ مدى ستصل علاقتهما؟

دمتم بخير 💙💙🐧

فوضى | ما خطّه نبضيOnde histórias criam vida. Descubra agora