هذا نحن

357 22 303
                                    

Happy birthday to Anna
Happy birthday to you
Happy birthday
Happy birthday
Happy birthday to you

نيران الشموع ليست نيران عادية أنها لا تؤدي أحد و لا تأكل ما حولها و تحوله إلى رماد ، إنما تكتفي بكبت الأمر داخلها ، إنها دموع صامتة ، شيئا فشيئا ثواني و دقائق و ربما ساعات هو الحيز الزمني الذي يشغل حياتها المعدودة ، في النهاية و عندنا تنتهي من التآكل الداخلي تنطفأ و تموت داخل رمادها ، و لكن لا أحد يتذكر الابتسامات التي أحرقت شموع أعياد الميلاد نفسها لترسمها على وجوه هؤلاء .

"آنستي هيا اقطعي لنا الكعكة "   كان الصوت الذي أخرجني من التحديق في تلك الشموع التي انطفات و هي تمسك كف يدي تهزه ، يبدو أنها قد نادتني عدة مرات و لكني كنت في عالم آخر تمام .

رأيت ابتسامتها التي نمت على شفتيها و شفاه هؤلاء الأطفال و هو ينتظرون تناول قالب الكعكة ، الأمر سخيف أن يحتفل المرء بتناقص عمره صحيح ، يلا الغباء !!!

رفعت السكين و أدرت القالب حتى أستطيع تقطيعه و لكن قبل أن أفعل تنهدت لأقول : " أو تعلمون علي اخباركم بالأمر و يجب أن تعرفوا الحقيقة !!! "

منهم من عقد حاجبيه مستنكرا ، و من هم من رفعها في دهشة و من هم من فقط توقف ينظر لي ينتظر ما الذي سأتفوه به ، أردت جعلهم يخافون قليلا لأقول : " منذ سنوات قليلة احتفلت فتاة صغيرة بمثل أعماركم الآن بعيد مولدها التاسع و قد نظمت حفلا ضخما و دعت كل من في مدرستها إلى حظوره ، لقد كانت ذات شعر بني و عينان بلون العشب الأخضر بمثلك تماما يا آن " ....

كان الأطفال قد بدأو حقا يشعرون ببعض الحيرة الممزوجة بالتوتر ، و آن المسكينة تمسك بأطراف فستانها و تنظر لي بعينان متوجسة ، إلا أن صوت أحد الأطفال الملقب بكريس صدح متسائلا : " ماذا حدث بعدها ؟ اكملي "  

اومات بنعم لأتحرك بجانب آن و اضع يدي على اكتافها و اقترب من أذنها قليلا ثم اتحدث ببطيء محاولة بث الخوف في عظامها لاكمل :" لم يحضر الطاهي لها قالب الحلوى لقد نسي إعداده " علت الدهشة وجوه الأطفال جميعا عدى ذلك المدعو كريس و الذي يبدو غير خائف البتة بل مستمتعا إلى أبعد حد ، لأسمع همس طفلا أشقر بجانب آن يقول بهمس بلغ مسامعي :"و لكن قالب الحلوى هو أهم شيء لا يوجد عيد ميلاد دونه "!

حركت رأسي مواسية له و انا أضع تعابير حزينة على وجهي ، أعدت نظري إلى آن و التي كانت تتمالك نفسها بصعوبة لاكمل :" أجل و لذلك غضبت الفتاة جدا و بدأ كل الحضور بالسخرية منها و لم تستطع الذهاب إلى المدرسة منذ ذلك الحين ، لم يراها أحد بعد ذلك ابدا ، و لكن مع مرور الزمن أصبحت روحها تعود غاضبة في كل ذكرى احتفال في هذا المطعم ، تنتظر بصبر حتى يقبلوا على قطع الكعكة ثم تظهر لهم فجاءة و تأكلها كلها وحدها ، بل و تطارد جميع الأطفال و ترميهم بقطع من الكعك و تغرقهم بالعصير "

Pandora Backing of The darkness Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz