من المحن تخرج المنح

316 2 0
                                    

من المحن تخرج المنح

===================

إن حياة الانسان في هذه الدنيا لا تسير على وتيرة واحدة

وإنما مزيج من الأحداث المتضاربة فتارة قد يعيش في رغد 

من العيش والسعادة والاستقرار والامن والأمان

فيشعر حينها أنه قد ملك الدنيا وأن هذه الدنيا قد ابتسمت في وجهه

ولكن ما أن يبدأ في الركون إليها والاقتناع بذلك

حتى تتبدل تلك الظروف وتتغير تلك الأحوال من حال إلى حال إخرى 

لم تكن في البال ولا حتى في الحسبان فتقلب

السعادة إلى حزن والاستقرار إلى نوع آخر من الحياة لم يألفها او يتصور

أن يعيش فيها في يوم ما وتنقلب حياته رأسا على عقب

فيصبح في محنة حقيقية حينها تسقط كثير من الأقنعة ويعرف

حقيقة الوجوه ممن كانوا حوله يدعون أنهم أقرب الناس

إليه ويدعون صداقته وقربهم منه وفجأة ينقطعون عنه ويتجاهلونه 

وكأنهم لم يعرفونه في يوم من الأيام بينما تجد آخرون

قد لا تربطك بهم اي صلة أو قرابة يسخرهم لك رب السماوات فيمدون

لك أيديهم بكل حب ورحمة ويؤازرونك ويمدون لك يد العون

حتى تسطيع الوقوف من جديد..حينها تتجلى في هذه المحن

كثير من المعاني وتتحول هذه المحن إلى منح حقيقية حين

تكتشف أنها كشفت لك المستور وأخرجت منك إنسانا آخر

قادر على تخطي المصاعب ومواجهة الظروف بقلب مؤمن بالله عز وجل

وبقضاءه وقدره خيره وشره وفي القلب ثقة بالله 

وبنصره المنتظر وفرجه القريب فتجد أنك أصبحت في خلال هذه المحنة

إنسانا آخر في طريقة تفكيره والحكم على الأمور

والتعامل مع الآخرين من بني البشر وأن الوحدة أحيانا تبرز في الإنسان

أجود ما فيه فتراه في لحظات يشعر بنوع من

الصفاء الذهني فتتزاحم الخواطر والأفكار الايجابية إلى مخيلته

ليخط أجمل الحكم والخواطر التي استخلصها من تجارب

عملية وكأنها دروس مستخلصة وخلاصة تجارب تشحذ الهمم

وتقوي العزيمة لذلك تراه يرجع إليها كلما شعر بنوع من

الاحباط او كلما تعرض لعقبات الحياة المتكررة حينها يرجع لتلك الكلمات

فيجد فيها نوعا من المواساة المعنوية للمضي

قدما وعدم اليأس وتعيد له تلك الكلمات روح التحدي والإصرار

على النجاح لإن الإنسان ينسى بطبعه ويحتاج إلى

تذكير مستمر حتى لا يفقد الأمل ويشعر بالاحباط لذلك حينما

تكون في قمة الحماس والقوة والنشاط وتشعر برغبة 

في تسجيل خواطرك لا تتردد في كتابة تلك الكلمات فقد تعود إليها

في وقت لاحق وتكون سببا في مواساتك

ودفعك للامام والاخذ بيدك فهذه الحياة مثل مؤشر تخطيط القلب

في حال تذبذب مستمر وحركة دائمة مرة للاعلى 

ومرة للاسفل ولو سار المؤشر في استقامة واحدة لمات الإنسان

وانتهى نبضه لذلك لابد أن يتوقع الانسان

في هذه الدنيا أصعب الظروف حتى لا ينصدم بالواقع المرير

ولابد من الثقة المطلقة بالله عز وجل وأن ما أصابه 

لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه وأن لله تدابير

لا يعلم الإنسان مكنونها ولكن الله يدبر الأمر وفق

مصلحة ذلك الانسان وإن كانت هناك أمور تسوؤه يقول تبارك وتعالى

( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا

وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ  - البقرة (216)

فالحمد لله على جميع تدابيره ..

خواطري...عن مدرسة الحياة -بقلم آمال الكبسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن