𝟑- المعزوفَة الأخيرَة.

161 24 51
                                    

~~~~

-جيمين-

مرَّ شهر وأنا عالق مع يونغي، الذي بيدَ أنهُ عالم مهووس بالزمن، سألتهُ لماذا أنا الذي يمكنه تغيير قدرنا، وياليتني لم اسأل فكلُ ما أجابني به كان:

"لأن وقتي ينفذ، على عكسك..
أنا لا أنتمي لنفق الزمان هذا، وإن توقفت عن السفر سأهلكُ حتماً، لا أدري ما الذي يمكنهُ أن يحدُث، ولكن في أسوأ الأحوال سأعلقُ أو أتمزق بين أوتار الزمن و ربما أتبدد
وفي أحسنها سأعود لذلك الوقت الذي كنتُ فيه عاجز عن السفر مجدداً."

"لا أفهم، يمكنك السفر كيفما تشاءُ بآلتك لماذا لا تفعل هذا أنت؟
أعني لماذا حتى تثقُ بي وأنا الذي لا يعرفُ عنك شيئاً، بل أنا نسخة من شخص كنتَ تحبه في زمن مختلف."

صمتَ قليلاً وأبصرتُ نمو إبتسامَة جانبية على شفتيه الرقيقتين ليتحدثَ بصوتهِ العميق

"لأن آلتي العزيزة تملكُ حدوداً، في كل مرة أسافرُ بها تعجزُ عن نقلي للزمن الذي أريده، إنما تجرني لزمن أقرب، لذا أنا عالق في هذه الحقبة نوعاً ما
لا أستطيع القفزَ للمستقبل البعيد، ففي أحسن الأحوال سأقفز مائتي عاما للأمام فحسب.

أما عن لماذا أثقُ بك، لأنك ببساطة لستَ مجرد نُسخَة، حسبَ نظريتي أنتَ هو جيمين مهما كان الزمان الذي أنتَ به أو المكان الذي تعيشُ فيه، إن تغيرت ظروفُ نشأتك لن يتغير إسمُك، هويتك أو أفكارك

أنتَ ستكون أنتَ في كل مرة أرآك فيها."

أنهى حديثهُ ووقتها آثرتُ الصمت، لا أعلم بماذا أُجيبه فقد كُنتُ تائهاً، كيفَ لي تغيير مصائرنا إن كنتُ عاجِزاً وجاهلاً؟

بل ما أدهشني حقاً هو قدرته على أقناعي بأن مصيرنا يجبُ عليه أن يتغير وأنني يجبُ أن أفعل هذا رغم كُرهي للمسؤوليات المُفاجِئَة

وبعد ذلك سألتهُ عن كم تبقى لهُ من الوقت، فنظر في عداداته ودفاتره ذات الحسابات المُعَقدَّة ليتجهَمَ قليلاً قبلَ أن يُجيب

"عام في أحسن الأحوال..
وثمانية أشهر على الأقل، أما الآن فلا أدري بالضبط، بعد آخر قفزَّة تضاءَلَ وقتي

المهم، في خلال هذا الوقت سأحرص على تعليمك كل ما يجبُ عليك معرفتهُ لتصل لتلك الساعة حيثُ يمكنكَ تغييرُ مصائرنا

الزمن ليسَ مُجردَ خط من الماضي للحاضر، ريما يشبهُ الدائرة لتكراره أحداثه بين حين وآخر، ولكن أكثر وصف مناسب له أنهُ عبارة عن إحتمالات كثيرة تنبثقُ من نقطة واحدة، العديد من نسخ المستقبل لحاضرنا بناءًا على قراراتنا اليوم
وهكذا تستمرُ التفرعات المُعقدة

𝐓𝐡𝐞 𝐏𝐡𝐚𝐧𝐭𝐨𝐦 𝐨𝐟 𝐭𝐡𝐞 𝐎𝐩𝐞𝐫𝐚 || 𝐘𝐌 Where stories live. Discover now