𝟏- لغز شبحِ الأوبِرَا.

141 24 84
                                    


~~~~~~

-باريس ابريل عام ١٨٨٩.

يمضغُ القشَّة الصفراء بينَ أسنانهِ بضجر وهو يراقبُ بعض الأشخاص يستمرون بالتحدث بالهراء -على حدِّ قولهِ- عن ذلك الشبح المشوه الذي يتربصُ بهم شاكينَ إلى البابا الجالس خلفه

"إذاً أنتَ تدعي وجودَ شبح في قبو المسرح، وقام بإلقاء أكياس الرمل التي تثبت الستائر محاولاً إسكَات إحدى الممثلات الرئيسيات لأن صوتها لا يُعجبه؟"
سألَ أسود الشعر نافخاً قشتهُ لتتطاير في الهواء، فهزَّ قائد الأوركسترا العجوز رأسهُ مِراراً

"أجل هذا تماما ما حدث، أرجوكم ساعدونا بطرده لقد اكتسبت دارُ الأوبِرَا سمعة سيئة!، لقد أصبح الناس يأتون من أجله لا من أجل محتوانا الذي نُقَدِمُه
حتى أنهُ يعزفُ ألحانا غريبة على البيانو مشوشاً على العرض"

حاولَ القسُ ذو الثياب السوداء المميزَة والشعر الداكن والعينين المسحوبتين كتمَ ضحكاته الساخرة بكفِ يده ذو الأصابع المدبَبة إلا أنهُ لم يُفلِح لتخرجَ قهقهاته رغماً عنه ماسحاً دموعَهُ الوهمية.

ليتنهدَ الأبُ العجوز من خلفه ناهِراً إياهُ عن أفعاله الصبيانية
"جيمين! 
تأدب، ألم أكرر عليكَ أن لا تتحدث الى الناس هكذا؟
أم تريد أن أرسلكَ مجدداً إلى فيرساي؟ لتخدم هناك في الصيف؟"

إنتفضَ الشاب أسود الشعر متذكراً أيامهُ المريرَة في الصيف الماضي بعدَ أن عاقبهُ البابا بالذهاب الى تلك القرية النائية على حدود باريس

مُجعداً وجههُ من ذكرياته في مساعدة المزارعين على تنظيف حظائرهم كقس يقدمُ هناك وندم أشد الندم على مُجاراة والدته الراحله في رغبتها بأن يكونَ قساً.

"آسف!، لم أتعمد صدقاً!
الأمرُ فقط، أن الحديثَ غير منطقي، ربما يكون أحد أفراد طاقم التمثيل يحملُ ضغينَة شخصية لتلك الممثلة..
وربما يحاولونَ جذبَ الأنظار لمسرحهم الرديء بإشاعة الشبح!"
تحدثَ بعبوس مبرراً موقفَهُ السَاخِر لينهدَ الأبُ الذي أكلَ الشيبُ شعرهُ يهزُ رأسهُ بيأس

"ألن تساعدنا أيها الأب؟ نحنُ في ورطَة عظيمة!"
تحدث أحدُ الرجال ليوميء الآخرونَ بأسى فتريثَ القسُ العجوز قليلاً قبلَ أن يعلنَ كابوس جيمين، ذلكَ القس الشاب صعب المِراس.

"حسنا، سيرافقكم جيمين ويحقق في هذه القضية، إن كانت هناك روح شريرة فهو قادرٌ على طردها"

وسعَ أسود الشعر أسيويُ الملامح عينيه بتفاجؤ ليسأل أحد الزوار مستنكراً
"عذراً أيها الأب ولكن أليسَ صغيراً بعضَ الشيء؟
ماذا لو استحوذَ الشبحُ عليه؟!"

𝐓𝐡𝐞 𝐏𝐡𝐚𝐧𝐭𝐨𝐦 𝐨𝐟 𝐭𝐡𝐞 𝐎𝐩𝐞𝐫𝐚 || 𝐘𝐌 Where stories live. Discover now