تٌـحًدٍيِّثًـ أّلَروٌحً

48 8 46
                                    

في أحد المدارس وكأي مؤسسة النظافة والترتيب أمر مهم لذا يتم توظيف عمال يحافظون على النظافة بين أروقة المدرسة ودورات المياه

وفي هذه المدرسة كان يعمل فيها رجل أحدب الظهر أسنانه تخرج من فمه وعيناه ذابلة ويبدو في 70 من عمره يرتدي ملابسا رثة يجوب القاعات والفصول يقوم بتنظيفها وكان اسمه علي

كانت مهمة علي الوحيدة هي إبعاد الأوساخ والفوضى وتنظيف المراحيض والحفاظ على نظافة الأقسام والمؤسسة بأكملها لكنه واجه تحديا كبيرا وهو كلما مر الطلاب عليه كانوا يسخرون من شكله ويتنمرون عليه

رغم أن علي كان يبذل جهدا كبيرا في عمله إلا أنه كان يعاني من الاستهزاء والاستنكار من قِبل الجميع وهذا وَلد فيه شعور الخزي والخجل مع مرور السنين في عمله

في المساء غادر علي المدرسة بعدما انهى دوام عمله ذاهبا لبيته، دخل فاستقبله زوجته ذات الشعر البني والعيون السوداء والملامح الدافئة وقد كانت تبدو في 23 من عمرها

ألقى علي نفسه في الأرض يسترجع أنفاسه فقالت زوجته :

- علي لقد مضى شهر على آخر مرة استحممت فيها وقلمت فيها أظافرك كما أن شعرك مبعثر، إذا كنت متعبا سأساعدك على ذلك
- (رد علي بغضب ): دعيني وشأني لا رغبة لي في الاستحمام أو فعل شيء حاليا
- ( قالت بسرعة ): هل نسيت فوائد الاستحمام؟، إنه يساعد في إزالة الأوساخ والشوائب من الجلد مما يساهم في الحفاظ على نظافته وصحته والماء الدافئ واستخدام الصابون مهم في التخلص من البكتيريا والجراثيم التي قد تكون موجودة على جلدك كما أنه يهدئ العضلات المتوترة ويحسن الدورة الدمـ
- ( صرخ علي مقاطعا لكلامها ): لا تفتحي محاضرتك الطويلة علي مجددا من فضلك لأني أعاني من صداع، أنا ذاهب للنوم لا تناديني
- ( قالت ): ماذا عن العشاء، لن تأكل؟

لم يجبها ودخل غرفة النوم ونام، في اليوم التالي بينما كان يعمل بجد كالعادة جاءت إليه مجموعة من الطلاب الشباب، وعند دورة المياه حاصروه في زاوية وانهالوا عليه تنمرا وضربا وسخرية وأخر ما فعلوه هو إغراق وجهه في داخل أحد المراحيض المتسخة

في المساء عاد علي للبيت وبمجرد أن فتحت زوجته الباب حتى ارتمي في أحضانها يبكي بقوة متشبثا فيها فقالت زوجته بقلق:

- علي لماذا تبكي وما سبب كل هذه الكدمات القوية والجروح؟، هل حصل شيء ما؟!

قص علي لزوجته ما حدث معه بينما يحاول السيطرة على دموعه واستجماع شتات أفكاره فساعدته زوجته على الوقوف وأخذته لمكان يجلس فيه حضرت أكله وعالجت جروحه ثم قال لها:

-أقسم منذ اللحظة سأوقف كل هذا لقد سئمت وتعبت لم أعد أستطيع التحمل إنني مرهق نفسيا وجسديا، هذا يكفي سأصاب بالجنون

بسبب قرار علي مر شهر من غيابه عن عمله في المدرسة ولم يسمع عليه أحد قذ كان هذا ما يريده بعض من الطلاب فتخلصهم من شخص قبيح مثله يعد نصرا

في يوم من الأيام بعد منتصف النهار بدأ الطلاب يلاحظون رجل جديد وهو وسيم وطويل القامة حسن المظهر ينظف القاعة فجاءه مجموعة منهم ثم يقول طلاب منهم :

- نعتذر على إزعاجك لكن هل أنت عامل نظافة جديد هنا؟
- ( تبسم الرجل وقال ): لا أنا أعمل هنا قرابة ثلاثة سنوات
- ( قال طالب آخر ): كيف؟، نحن لم نرك من قبل هنا
- ( قال الرجل ): أنا علي

انصدم الطلاب بقوة ثم قال أحدهم بتوتر :

- علي آخر بلا شك، إنه تشابه في الأسماء أليس كذلك؟
- ( قال علي ): لا، بل علي الذي تعرفونه والذي تتنمرون عليه دائما
- ( قالت طالبة ): علي ذلك العجوز القبيح صاحب الظهر المعوج؟؟
- ( قال علي ): نعم، بشحمه ولحمه، مختلف أليس كذلك؟
- ( قالت طالبة أخرى ): هل أجريت عملية تجميل لتبدو في هذا الحسن والجمال؟!
- ( قال بفخر ): كل ما فعلته هو أني تخليت عن العادات السيئة التي كنت أقوم بها، تلك العادات هي من جعلتني قبيح المظهر وضعيف الشخصية، لذا قررت أن أتغير والآن أنا شخص جديد، من كان يتوقع أن عادة سيئة واحد قد تجعلك بكل هذا السوء فما بالك بعدة عادات تجتمع في شخص واحد؟

انحنى علي أمامهم واظهر تلك العادات السيئة وقد كان فعلا نفس الشخص، منذ ذلك اليوم لم يعد يتلقى علي أي اهانات أو استحقار وأصبح شخصا طبيعيا مثله مثل غيره.

انحنى علي أمامهم واظهر تلك العادات السيئة وقد كان فعلا نفس الشخص، منذ ذلك اليوم لم يعد يتلقى علي أي اهانات أو استحقار وأصبح شخصا طبيعيا مثله مثل غيره

¡Ay! Esta imagen no sigue nuestras pautas de contenido. Para continuar la publicación, intente quitarla o subir otra.

القصة حلم حلمته يوم 4/2/2023

SHORT STORIES || قصصــ قصيـــرةDonde viven las historias. Descúbrelo ahora