« ٣٦ »

14.1K 615 122
                                    

-
أنقطع صوته ودفن وجهه في شماغه ، يا كبر الحريق اللي في صدره حريق أكبر من حريق حلّته ، رفع وجهه من شعر بيدّ نجم على كتفه ينطق : وحدّ الله يا سهيل وأدخل عند الرجال لا تخلي عزاء بنتك كذا !
كان الفضاء ضيق في عيون كل شخص منهم ، بيت ضيق سبب خلافات بين الحريم وعيالهم ، لكن أغلبهم متيقن إنها أزمة وبتمشي ، وقف على عصاته يستند على نجم اللي بدوره يستند على معكازه متوجهين للمجلس في أول أيام العزاء ..
« مطار الملك خالد الدولي ، الرياض »
بعد سفر من أستراليا لمطار العاصمة سنغافوره ومن بعدها للدبي هبطت طيارتها وأخيرًا بالعاصمة السعودية الرياض ، زفرت تنزل منها وتتوجه للصالات ، سفر يوم كامل ماهو بالشيء السهل ، جوالها مقفل ولسى ما دخلت شريحتها السعودية ، ما تدري وش صار بعد هروبها من عائلتها بأستراليا وبالأصح ما تبي تدري ، أتصلت على نجم أكثر من مره لكنه ما رد وتوقعت إنه ما زال مشغول ، مشغول بحاجة هي ما تدري وش هي من الأساس ، ما تدري وش المصيبة اللي طاحت على رؤوس أهله ورأسه ، تقدمت للبوابات وأبتسمت بوسع ثغرها من شافته ، من غيره رفيق دربها وتوأم روحها ، أخوها وأبوها وحبيبها وولدها عزيز بن نيّار ، اللي بدوره هتف بصوته الجهورّي : يا جعلها ترحب ملايين ما أسفهلت الرياض إلا من بعد هالجيّه يا وهج الدنيا !
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : من يرحب يبقى يا حبيبي
تقدم لها يحتضّنها وبعد السلام مسك شناطها ونطق بسخرية : سفرة نخطط لها من بداية العام وآخرتها لا أنا رحت ولا أنتي طولتي كلها يومين ورجعتي
ضحكت بضيق تنطق : عشان كذا يبي لنا نخطط على سفرة أنا وأنت بس وبعدين بهالسنه أنا تزوجت وأنفصلت ورجعوا أبوك وأمك وجدي طلعت له سالفة رد الثأر من تحت الأرض !
أبتسم بخفه يقبّل جبينها ، زفرت تبتسم وتنطق : تعبت أبغى أرجع لحياتي قبل..
قاطعها من نطق بسخرية : قبل نجم ؟
ركبت السيارة تنطق بحدة : قبل توقيع كيناز الزفت
قفل لها الباب وتقدم يركب بجانبها ، سكر بابه ونطق بعدم فهم : كيناز ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : بدأت الحكاية من توقيع
عزيز : بس الحكاية ما كانت كلها سلبية فيه أمور إيجابية ومنها نجم والله إنه ونعم الرجل
زفرت وهج تتأمل الطريق وتنطق : برجع لدوام الطبّ المنزلي
أبتسم عزيز ينطق : جاتك مصايب أكبر من المصيبة اللي خلتك تعتزلين الطبّ المنزلي وقررتي ترجعين له ؟
ضحكت تضرب كتفه وتنطق : زفت تدري إن كلامك صحيح
عزيز : ما تبين تشوفينه ؟
وهج : ما هو على رغبتي أنا هو ما بيجي يشوفني
رفع حاجبة بدهشة ينطق : وش اللي يخليك متأكده لهالدرجة تراه كان متقطع على شوفتك قبل يومين !
بللت شفايفها تنطق : أبغى أرتاح عزوز
سكت عنها يتوجه للقصر لأجل يلبي طلبها ، زفرت تتأمل الطريق قدامها وتفكر فيه ، تفكر بأصوات الرجال البارح وصوته المتغير وتبريره إنه مشغول ، غمضت عيونها ترتاح وتريح بالها بعد هالرحلة الطويلة ..
« مطار القولدكوست ، أستراليا »
جنّ جنونهم من عرفوا إن وهج ماهي فيه ، ألتفتت بغضّب على سمو تنطق بحدة : يا ويلك لو أعرف إن لك يد بهالسالفه !
أبتسمت سمو تنطق : أسهل لك الموضوع ؟
رفعت حاجبها وتقدمت سمو لها تهمس : أنا اللي وصلتها للمطار ، وهج ماهي بزر عشان تمشي على قراراتكم وبعدين ما أنتي ملاحظه طريقة معاملتك لها بآخر فتره ؟
شّدت على قبضتها وكملت سمو تنطق : كله عشان سالفة هالزواج معاد صرتي تعدينها بنتك ومعاد صرتي تهتمين لها ، ماما البنت محبوسه بغرفتها هنا كأنها رايحه سجن مع مساجين ماهي رايحه إجازه ومع مين مع أهلها !
زفرت هنادي تصدّ ومسكت سمو فكها تنطق بجدية أكثر : ماما لو لي خاطر عندك تتركينها تمشي بالطريق اللي هي تبيه وتحدد المسار اللي هي تبيه وتكتب قراراتها اللي هي تبيها ومرتاحه لها ومتأكده منها ، أتركيها تعيش بالطريقه اللي تحبها كفايه تعذيب نفسي وقفي تخسرين بنتك عشان شيء ما يسوى !
سكتت هنادي لأن ما عندها شيء تقوله ، هي غلطانه لكن صعب تعترف بغلطها ، بلعت ريقها تهمس بـ : يصير خير
غمضت عيونها تصدّ عن سمو وتتوجه للكراسي حيث كان أمير يجلس ، زفرت سمو بغضّب ترفع شعرها للخلف ، تقدم نيّار منها يهمس : سويتي اللي عليك وأكثر ولو ما تغيير شيء ماهو أعرفي إنه ماهو بخطاك
أبتسمت بخفه من أحتضّنها تنطق بسخرية : تعال ليش تقول بوجه أختي الله يعوض ؟!
ضحك ينطق بحدة : لأني يا أختها راجع لك فاتح فمي من الجوع وفجأة تطلعون لي بمشوار جديد وغير كذا البنزين غالي في الغرب وأنتي أدرى !
ضحكت تحاوطه وتنطق بسخرية : أجل الله يعوضك
ضحك يسحبها معه لكراسي الإنتظار ، قرر أمير يرجع وهو بلحظة غضّب وحجزوا بالفعل وما ترك لهم حرية التعبير عن رأيهم ..
« المستشفى ، الرياض »
فتح عينه مصدوم عطشان ، يتلفّت يمين وشمال ، ما يدري كم مرّ عليه يوم وهو على هالحال ، ألتفت على زر بجانبه الواضح إنه بيفيده وبيستدعي أحد له ، رفع يده بصعوبة يتمسك بالزر ويكبسه وما هي إلا دقايق وألتفت على دخول ممرض للغرفة ، تقدم لسريره ينطق : حمدلله على سلامتك بفحصك وبتأكد من مؤشراتك الحيوية ، معي ؟
هزّ شجاع رأسه بالإيجاب ينطق بصوت مبحوح : كم صار لي
الممرض : أسبوع
توسعت عيونه بصدمة ينطق : الصلاة !
أبتسم الممرض ينطق : الله يثبتك لكن ما عليك قضاء يا شجاع أنت فاقد الوعي وداخل بغيبوبة مفاجئة من أسبوع
بلل شفايفه ينطق بهدوء نبرته : وياك..
أنقطع صوته من بدأ يكح فجأة ، قرب الممرض منه ينطق : تبي ماء ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : اي والله ظميان
ضحك الممرض ينطق : أبشر خلني اتأكد بس من كل شيء
هزّ رأسه بخفه وتقدم الممرض يشيك على كل شيء ، سحب القلم وزفر شجاع ينطق : كان غيرك أشطر
أبتسم بخفه يمرر القلم على رجل شجاع لكن هالمره شعر بدغدغة بأسفل قدمه ، تحركت أصابعه بشكل مفاجئ وضحك الممرض ينطق : الظاهر إني الأشطر
كان مذهول لدرجة إنه ما قدر ينطق بحرف واحد ، مصدوم كيف قدر يحسّ بحركة في أطرافه ، مسك صدره يدعي من كل قلبه ، هو لآخر لحظة فقد الأمل في إنه يرجع يمشي من جديد ، وبدأ يفقد الأمل في إنها ترجع ترغب فيه ، هو بنفسه ما كان بيسمح لها تضيع حياتها مع شخص مشلول ، رفع عيونه على الممرض اللي تقدم له بعلبة ماء ينطق : بشويش
مدّ ذراعه يرفع شجاع اللي بدوره بدأ يساعد الممرض ، شرب الماء حتى بلّ ريقه ورجع ينطق : أقدر أستعمل جوالك ؟
هزّ الممرض رأسه بالنفي ينطق : ودي والله أخدمك بس ممنوع بس علمني أنت من تبي ؟
شجاع : أرسل لنجم وعلمه إني صحيت أبغاه يجيني بأول زيارة
آشر بإصبعه على خشمه ينطق : على هالخشم أرتاح وشوي ويجيك الدكتور جمال
شجاع : عليه الشحم ، مرتاح مرتاح
خرج الممرض من عند شجاع اللي أبتسم بلهفة للحياة والحلّة وأهله ونجد بالمقام الأول لكن سرعان ما زفر يشّد على المفرش وينطق بحدة : تثيقل يا شجاع وكابر خلّها تعرف وش سببت لك من أوجاع
زفر بغضّب من بدأ يفكر بداخله إنها الدواء للداء ولو إنه منها ، هزّ رأسه يبعد الأفكار عن رأسه وينطق بجدية : بس يا ولد !
غمض عيونه يغفي لأجل ينسى منها لكن للأسف كانت هي أول وجه يقابله بمنامه ..
« بيت هزاع آل جراح »
عدّت الثلاث أيام برمشة عين وأنتهى العزاء وقضت نجلاء أول ليلتين لها بقبرها ، تاركه خلفها إبنه مستوجعه جدًا ومستوحشه الدنيا بعد فرقاها ، جميع النسوة فهالبيت كانوا منشغلين ما بين عشاء وتحضير وتقديم والرجال بالطرف الآخر يكرفون من أول مطلع الشمس لآخر الليل ، وبسبب إنعدام الإرسال بهالبيت القديم ما كان نجم يشيّك كثير على جواله ، أو يمكن ما كانت تجيه رسايل منها ، رجعوا جميع لأشغالهم وبدأ نجم يعيد ترميم المزرعة والحلّة ، حط هدف قدامه إن يعيدون فيها وبين نخيلها ، بيدفع كل شيء من حرّ ماله وبيقوّم كل شيء ويتممه على أكمل وجه ، يوقف على رؤوس العماله من العصر حتى آخر الليل ، بدأ يلاحظ فرق لكن ما زال المكان مدمور والرماد يعبث بالمحل ، ملامح الحلّة القديمه ما زالت مفقودة لكن بيكمل حتى يرجع كل شيء مثل ما عهده وأجمل ، رفع نظارته من على عيونه يرفع جواله وسرعان ما رجع يرميه بمخباه من ما حصل إرسال ، زفر يتقدم مع بوابة الحلّة الجديدة ، أبتسم يتأمل المكان ويعطي آخر الأوامر للعمال ويخرج على موتره متوجه لبيت هزاع ..
« قصر مترك ، مساءًا »
تقدم أمير بتعب يفتح الباب الرئيسي ، سافروا قبل يومين وتوهم وصلوا للرياض لأنهم ما لقوا حجز في دبي ، ألتفت على هنادي اللي همست تنطق : حتى لو قابلناها الحين لا تكلمها عن شيء ترا ما هو إلزامي تعيش الإجازة معنا هناك توعدني ما تقولها شيء ؟
مسح وجهه وشنبه ينطق بهدوء يعكس الغضّب اللي أجتاحه : وعد بدخل أريح تعبان والله
هزّت رأسها بخفه له تنطق : سلامتك يارب أجيب لك مسكن ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ودخل يتوجه لغرفتهم ، دخلت تسمي بالله وسرعان ما ركضت لها روزا تسلم عليها وتساعدها بالشناط ، مسكت ذراع روزا تهمس لها : وين وهج ؟
روزا : مافي موجود ماما
ميّلت شفايفها بعدم فهم تنطق : وين يعني الوقت صار متأخر
رفعت روزا أكتافها بعدم معرفة تنطق : مافي معلوم
زفرت هنادي تتقدم للصالة ، جلست على الكنب تستغفر وتراقب المكان بعيونها ، سمعت نداء أمير لها وفزّت تنطق بسخرية : نسيت المسكن !
توجهت للمطبخ ووقفت تتكتف وتنطق بحدة : ماشاءالله عزيز موجود !
ألتفت عزيز اللي يأكل نودلز لها ينطق : هلا مرحبا والله متى جيتوا يمه ؟
تقدم لها يقبّل جبينها وينطق : يالله حييّهم أسفرت وأنورت
أبتسم تقبّل وجنتيه وتنطق : بوجودك يا حبيب جدتك وين الناس ؟
فهم مقصدها وإنها تسأل عن وهج لكنه أستغبى ونطق : موجود والله بس صدمتوني رجعتوا بدري ماهو على أساس تنتظروني أسبوع أخلص وأجيكم !
قرصت إذنه تنطق بحدة وهي تبتسم : تخلص وش يا الفصعون
ضحك بصدمة ينطق : لا يمه يكفي جدتي العوده تقولي فصعون الحين أنتي !
زفرت هنادي من ناداها أمير تنطق : أبطيت على جدك وخر مني آخرتني
أبتسم يبتعد عن طريقها على فتحة الباب ودخول مترك ، ألتفت عزيز عليه ينطق : أرحبوا يالله إنك تحييّه أعاونك
تقدم لمترك اللي نطق بتعب : العشاء جاهز ؟
عزيز : ايه نعم طال عمرك
زفر يتقدم للصالة ويجلس على الكنب ، دخلت مزنه على الكرسي وخلفها ممرضة ، أبتسم ينطق : إسقاط في حقي وحق وهج وش مقصرين فيه عندكم أطباء بالبيت وتجيبون ممرضة ولا قصور فيها طبعًا
زفرت منار تنطق بسخرية : بعد ذا كله تقول ولا قصور وش دسّ السم بالعسل ذا ؟!
توسعت عيونه بصدمة ما توقعها عربية أبدًا ، لكن من رجع يدقق بملامحها كانت تتميز بالجمال السعودي الأصيل ، بلع ريقه بصعوبة ينطق : حضروا العشاء يا روزا
ضحكت بسخرية تصدّ عنه من غير الموضوع وبدأت تساعد مزنه ، خرجت هنادي من غرفتها تنطق : يا حيّ هالشوفه حيّ الله عمي وعمتي
تقدمت لمترك تسلم عليه وأبتسم بهدوء ينطق : عزّ الله مقامك يا بنتي
أبتسمت تقبّل كفه وتنطق : مقامك عزيز يا عمي
تقدمت تسلم على مزنه اللي أبتسمت لها تهمس : غبنا خمس أيام وش سويتوا ووش ما سويتوا ؟
ضحكت هنادي تنطق : بعلمك بس تعالوا نتعشى
هزّت مزنه رأسها وسرعان ما نطقت بلهفة : اي والله بس قبل العشاء وين بنتي وفلذة كبدي ونظر عيني وين وهج روحي ؟
توسعت عيون منار بدهشة من هالحب اللي يخرج من جوف مزنه وتحمست أكثر تشوف مين وهج اللي ظَلت مزنه تحكي عنها بالأيام اللي مضت ، أبتسمت هنادي تنطق : والله صدقي ولا لا يا عمتي تونا الحين واصلين من المطار أنا وأمير وسمو وزوجها
ألتفت مترك ينطق بدهشة : بالله أجل نأجل العشاء وتريحون
هنادي : لا والله مرتاحين وبالعكس حدنا جوعانين !
مترك : اللي ودكم
زفرت مزنه تنطق : محد رد علي وين وهج ؟
هنادي : برا البيت وصلنا وهي مو فيه
جلس عزيز على الطاولة ينطق : وهج عندها شفت الليلة ما بتجي لا تنتظرونها
مترك : الله يقويها منار يا بنتي
ألتفتت منار على مترك تنطق : سمّ يا والدي ؟
مترك : تعشي معنا ولو إنه ماهو واجبك لكن أقل شيء نسويه
توسعت عيونها بصدمة تنطق : لا والله كثر خيركم يا والدي لكن لازم أمشي بس بشيك على والدتي وأخرج علطول أنتم تفضلوا لا تنتظروني
أبتسم عزيز ينطق بسخرية : ما يصير ترفضين بعد اللي سويتيه وأكيد إننا تعبناك مع جدتي
زفرت تنطق بربكة : أستغفر الله أي تعب هذا واجبي !
مترك : وعزيز صادق يا بنتي لو تأكلين لقمتين بس تعالي
ألتفتت على عزيز تشتمه بنظراتها ، فتّل شاربه يصدّ عنها وينطق بنبرة إستفزازيه : يالله حيّ من جانا ، أقلطوا
تقدموا جميع على الطاولة ، جلست على أطرف كرسي من الطاولة ، مرتبكة ما تدري وش قاعده تسوي بينهم ، مفروض تخلص واجبها وتمشي لكن أنجبرت تأكل معهم عشان النذل اللي يسمى عزيز ، رفعت عيونها من نطق مترك : وش سويت يا عبدالعزيز ؟
زفر عزيز ينطق : عبدالعزيز إسم جدي الله يسلمك أنا عزيز
مدّ مترك كراع الدجاجة له ينطق : تعرف تعضّ عليها وتعلمني ؟
ضحكت وسرعان ما سكتت بصدمة ، تنحنحت توقف وتنطق بربكة : معليش أنا لازم أمشي
وقف عزيز معها ينطق : لا شدعوة أستريحي واضح عجبك الجو ولا ؟
زفرت تنطق : الله يعطيكم العافية ويكثر خيركم أشوفك بكره تمام ؟
هزّت مزنه رأسها بالإيجاب تنطق : تمام يا بنتي تمام
خرجت من الصالة ووقفت قدام الباب تشيل أغراضها ومستلزماتها الطبية ، ألتفتت بدون محد يشعر فيها تستمع لحديث مترك وهو يقول : الصلح قام على زواجك من بنت نايف يا عبدالعزيز وتجيني الحين تقول ما سويت شيء خمس أيام ما كفتك تقدّم وتتخذ قرارك !
زفرت تخرج من حسّت بالتوتر ، تقدمت تركب الإسعاف وتتوجه للمستشفى العسكري ..
« داخل القصر ، على الطاولة »
بعد طنين كعبها وهي تخرج من القصر زفر عزيز يمسح وجهه وشنبه ، رفع عيونه على جده الغاضّب ينطق بهدوء نبرته : صلحكم أنتم وش له فيني وفي من أتزوج يمكن ما أبغى بنت نايف ؟
بلع مترك لقمته ينطق : بكره بنطلع للحلّة تسمع
عزيز : أبشر في كل شيء لكن لا تظنني بوافق على بنت أنا ما أعرفها ولا أبغاها عشان صلح وبعدين وش صلحه محسسيني حروب ونزاعات دول يا جدي ترا المسامح كريم ما هو عزيز الله يسلمك لا تورطني كافي اللي صار مع وهج !
وقف يغادر الطاولة والمكان بكبره ، يتهرب من الموضوع رغم إنه قال اللي بخاطره كله لكن ما يضمن مترك ، ركب سيارته يخرج من أسوار القصر راجع للمستشفى ..
« المستشفى ، المكتب »
دخلت ليلى تبتسم والأكل بحضّنها ، قفلت الباب وألتفتت على وهج تنطق : مين جوعانه معي ؟
زفرت وهج تبعد الأوراق من حُضنها وتنطق : ما فيه غيرنا يا عبيطه
جلست ليلى على الأرض تنطق : صاحيه أنتي تحسبين بحسب لكيناز معنا ؟
جلست وهج قبالها تنطق : وش يدريني عنك
ليلى : سمّي بالله وأنطحي فالك يا بنت أمير
ضحكت بخفه تشمر كُمها وتبدأ تأكل ، رفعت عينها على ليلى اللي نطقت : صح جوجو ترا ذاك قريب الجنتل صحى
ميّلت شفايفها بعدم فهم تنطق : وش قريب الجنتل ؟
ليلى : ما أعرف إسمه بس هذاك اللي يقرب لزوجك
توسعت عيونها بصدمة تنطق : أخو مسعود !
ضحكت ليلى تنطق : حلو جونا ولا وحده تعرف إسمه
بلعت لقمتها تنطق : شجاع
ليلى : ايوه صح شجاع صحى يقولون
وهج : مين اللي يقولون ؟
ليلى : الدكتور جمال
هزّت وهج رأسها بخفه تكمل أكل ، سحبت ليلى بطاطس من البوكس تغمسه بالكاتشاب وتنطق : وسمعت محمد يقول إن هذاك شجاع طلبه يدق على الجنتل يعني إحتمال يكون زوجـ..
توسعت عيونها من كحت وهج تغص وضحكت ليلى مذهوله تنطق : اوه ما دريت إن الشوق لاعب فيك لعب !
ضربتها وهج بالمنديل وضحكت تمدّ لها عصيرها ، فتحته وهج تشرب وتنطق بصدمة : بغيتي تجيبين آفتي !
أبتسمت ليلى تسمي عليها وزفرت وهج تنطق : بس صدق هو موجود ؟
ضحكت ليلى وضحكت وهج تضرب ركبتها ، غطت وجهها بكفوفها من نطقت ليلى : أستحت اخ الله حسيبك يا هالجنتل !
زفرت تبعد كفوفها وتنطق بجدية : خلاص أكلي قبل يبرد الأكل
عضّت ليلى شفايفها تنطق : تبيني أعلمك إذا جاء ؟
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : ليلو أرجوك أكلي !
أكلت ليلى وأبتسمت تنطق : عيونك تقول حاجه ثانيه عشان كذا أبشري بعلمك إذا شفته
تأملت الإبتسامات اللي تمردت على ثغر صاحبتها وضحكت بخفه تكمل أكل ..
« بيت هزاع آل جراح »
قفل موتره ينزل منه ويتقدم للدكة قدام بيت الطين ، رفع سهيل رأسه ينطق : حيّ الله نجم ، وين غديت ؟
سلم ينزل زبيريته ودخل الدكة ، جلس بين عيال عمه ينطق : موجود آمرني ؟
زفر سهيل ينطق : عينتوا شيء
رفع نجم أكتافه ينطق بهدوء نبرته : باقي التحقيق قايم
سهيل : جيبوا لي قاتل بنتي وبيننا الحدّ وبيتنفذ شرع الله عليه
مسك رماح ذراع أبوه ينطق : أبشر بس لازم ننتظر والحكومة ماهي مقصره وأنا بنفسي واقف على التحقيق ومشرف ومابيصير إلا اللي يبرّد كبدك
تنحنح يضرب صدره وينطق بضيق وحسرة : ما يبرّد يا رماح لو مر عليه عام
نايف : أذكر الله يا والدي
زفر مسلط يصدّ عنهم ، أكثر واحد مكسور فيهم ، كيف لا وهو اللي شال جثة أخته لوحده بين ذيك النيران ، كل ما فتحوا الموضوع يفتحون جرح ما بعد برى ، زفر سهيل بغضّب ينطق : وين جابر أسود الوجه !
نطق رماح بسخرية : لعنته له كم يوم ما حن نشوفه
مسح سهيل وجهه ينطق بسخرية : وبنت زابن طالبه الطلاق ولا جات حتى في عزاء بنتها
وقف نجم ينطق بهدوء نبرته : يقولون إنها مسويه عزاء عند أهلها وجثمان بنتها عندنا
سهيل : بنتي أنا ما هي بنتٍ لها وهي تاركتها بيوم وفاتها هذي ما فيها خير !
نجم : أنا أستأذنكم بروح عندي كم شغله
وقف مروان ينطق : أنتظر بخاويك
خرج نجم وتقدم مروان يدخل البيت ، تنحنح يرفع صوته وينطق : يا ولد
نطقت الجوهرة بإبتسامة : تعال يا مروان
دخل يسلم على حريم أعمامه وعلى جدته ، رفع عيونه يقابلها ، مظهرها يكسر الخاطر ، أبتسمت حور من نظرات ولدها تنطق : غرور يا أمي قومي لزوجك
رفعت عيونها له تنطق بهدوء نبرتها : جايه
خرج من عندهم وأخذ كم دقيقة ينتظرها ، زفر ينطق بعلّو صوته : يا بنتي خلصي إني مواعد أبو رماح أخاويه
خرجت من المجلس تنطق : طيب ليه تناديـ..
قاطعها من سحبها لحضّنه ، شهقت ونزلت دموعها بحرقة تحاوط ظهره ، رجع بخطواته يدخل أحد الغرف القريبه من المجلس وينطق بهدوء نبرته قريب من أذنها : على هونك يا بعد كل المخاليق
رفعت ذراعيها تحاوط رقبته وأبتسم يقبّل كتفها بعمق ، تستنشق ريحة شماغه وتدفن وجهها فيه ، بيكون لها الأب والأم والأخ والأخت وكل أفراد عائلتها ، يعوضها خسارتها وبيغطي كل ثغرات الحياة ، مسحت طرف خشمها تبتسم وتنطق : مروان أسفه إني حملتك وفاة الغالية كنت مفجوعة ومكسور قلبي على فقدانها
انحنى يقبّل عيونها ويقبّل أرنبية خشمها ، غمضت عيونها من غمرتها حنيّته تنطق : لا عاد يأخذون مني شيء خايفه يأخذونك مني
أبتسم يقبّل وجنتها وينطق : ما بروح محل لكن على هونك ولا تنسين إن فيه روح بداخلك أنتبهي له ولك
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : تمام
قبّل جبينها بعمق ينطق : أحبك تدرين
ضحكت بخفه وأبتسم بوسع ثغره ينطق : ايوه هذا اللي أبيه
أبتسمت له تنطق : أنا بعد
ألتفت على صوت مسعود اللي يزهمه ونطق : تأخرنا ودعتك الله
خرج من عندها لمسعود اللي نطق بحدة : نجم بيمشي يقول أعجل عليه
ركض لموتر نجم يركب بجانبه ، ألتفت عليه من نطق بحدة : نفسي أعرف وش مأخرك !
حكّ مروان مؤخرة رأسه ينطق : الأهل
زفر نجم يحرك من المكان وتنحنح مروان ينطق : إلا ما علمتني وين الوجهة ؟
نجم : حلّة سهيل بشيك على كم حاجه
توسعت عيونه بصدمة ينطق : لا تقولي إن ما عندك خبر !
ألتفت نجم عليه ينطق بجدية : خبر إيش ؟
مروان : شجاع
رفع حاجبة بدهشة ينطق : بشرني يا أبو باسل
أبتسم مروان ينطق : أبشرك إنه طالبك أول واحد لكن ما رديت ودقوا علي بجوال العمل أعلمك
زفر نجم يشّد على الدركسون ، بدأ كل شيء يرجع لكن بشكل تدريجي وعلى خفيف ، كان فاقد شجاع فالأيام اللي راحت ولو إنه ما هو حابّ سالفة الخطوبة اللي حصلت قبل فترة إلا إنه فاقد شعور الأخ والسند جدًا وخصوصًا بهالأيام ، ما يدري شلون بيواجهه بعد لحظات وشلون بيقوله عن كل اللي صار لهم ، ضغط الدواسة بدون ما بطول تفكيره يطير للمستشفى ..
« بيت هزاع آل جراح »
خرجت من الباب الخلفي تنزل شيلتها على أكتافها ، أبتسمت بخفه من حسّت بقطرات المطر تلامس جسدها ، قربت من شبك الإبل المؤقت تنطق بسخرية : سبحان اللي كتب لكم عمر وخذا عمر نجلاء
شهقت أسيل تنطق بحدة : أستغفري ربك لا يرمحك البعير وتعرفين كيف تتشمتين
فزّت نجد برعب تنطق بحدة : وجع بغيتي تذبحيني قبل البعير الواحد يطلع صوت وهو جاي !
أبتسمت أسيل تنطق : يا حياتي والله عزتي لغرور تحزن قسم
نجد : أنا الوحيده إلا أشوفها محظوظه إنها نجت من أم كانت كأنها إبليس وجده كانت تسعى تدمر سمعتها ، كل اللي صار لنا من غرور كانت أمها وجدتها وراه لكن شوفيها ذلحين وش زينها حامل وزوجها حاطها فوق رأسه وحماتها ما فيه أطيب منها وش تبي بعد ؟
رفعت أسيل أكتافها تنطق بهدوء نبرتها : ما أعرف بس مافيه مثل الأم يا نجد
نجد : عارفه بس نجلاء عمرها ما كانت أم الله يرحمها يعني بس حاسه الموت كان أحسن لها
دفعتها أسيل للموتر تصعده وتنطق : الحين علميني ما بردتي ؟
هزّت نجد رأسها بالنفي ، على إنها أصبحت مبلوله إلا إنها رفضت تدخل ، ألتفتت على أسيل تنطق : ما جاء خبر منه ؟
أبتسمت أسيل بضيق تنطق : يا حظه فيك دامك كل يوم تسألين عنه
نجد : وش يا حظه ؟ حظه بوحده وافقت على ولد خالها عليه وطيحته فالعناية ؟ أنا اللي يا حظي في واحد مثل شجاع ، رغم اللي صار حاسه إنه بيقابلنـ..
أنقطع صوتها من سمعوا صوت منيف ينطق بحدة : من اللي عند الموتر ؟
وقفت أسيل تسحب نجد وركضوا يدخلون داخل قبل يلمحهم منيف ، زفرت بغضّب تنطق : وجع من وين طلع لنا ذا ؟
ضحكت أسيل تنطق : رسالة مبطنه عشان تدخلين قبل تمرضين
زفرت تدخل للغرفة اللي فيها ملابسها القليلة ، بعد الحريق كان صعب عليهم يلمون كل شيء ، أخذت لها قميص وملابس داخلية وتوجهت للحمام تقفل على نفسها وتدخل أسفل الدش ، ذبحها التفكير في شجاع وما لقت شخص تفضفض له ، أنشغلت بالحمام تبعد عن التفكير لمهلة من الزمن ..
« بيوت آل حمد ، الشمال »
وصل عوض من فترة وجيزة وبعد ما أكد لجده إنه رجال قول وفعل وخذا من الإطراء والثناء ما يشبع مسامعه خرج من المجلس متوجه للمخازن ، دخل وأبتسم ينطق بسخرية : حيّ الله جابر بن سرحان حيّ الله ولد العم !
صرخ جابر لكن مامن مجيب ، رجوله وأياديه مكلبشة وعلى فمه قطعة قماش مربوطة خلف رأسه ، جلس عوض ينطق : بشروا قالكم أسم نثبت التهمة عليه ؟
هزّ معيض رأسه بالنفي ينطق : للأسف شكله ينتظرك يا زعيم
سخر جابر من الأسماء اللي يطلقونها على بعضهم ، أبتسم عوض ينطق : تضحك ؟
رفع جابر رأسه له وصدّ عنه ، زفر عوض بغضّب ينطق : أسمع يا جبر..
قاطعه معيض وهو يقول : جابر
ضحك عوض بسخرية ينطق : ما يهمني يا تعطيني أسم يا أركبك التهمة وشوف من يخارجك ولمعلوماتك اختفائك الأيام اللي راحت وعدم تواجدك في عزاء مرتك ماهو شيء في صالحك وبالعكس بيفيدني لو بغيت أحط التهمة عليك وبيصدقوني علطول وبدون أي دليل حسّي
هزّ جابر رأسه بالنفي ، موقفه صعب جدًا واللي قاهره إن كل كلمة قالها عوض صحيحة ، خصوصًا بعد الفترة الأخيرة وكيف كانت علاقته مع آل جراح حساسة ، بلع ريقه من نطق عوض : بتعطيني أسم أقدر أثبت التهم عليه ويصدقوني وما يشكون فيني ؟
هزّ رأسه بالإيجاب وتقدم معيض يشيل القماشه من فمه ، كح يبصق طعم الدم اللي بجوفه ونطق بقلة حيلة : بعطيك أسم لكن تعطيني وعد تفكني ولا عاد تقرب لي ولو شفتني أمشي مع درب تروح مع الثاني ولا تسمح لي أقابلك مره ثانية
آشر بإصبعه على خشمه ينطق : أول شيء عطني الأسم بعدها شيء ببحث وبتحرى عنه وإن لقيته قد الثقة تصافينا على وعدي لك
تنحنح جابر ينطق : مترك بن مقرن آل ساير
أبتسم عوض بإنتصار لأنه عرف من يكون مترك ومن ما يعرفه وبيكون شعور لذيذ جدًا لو ثبتت التهمة على عميد متقاعد ، وقف ووقفوا معه ألتفت لجابر ينطق : إذا مشى الموضوع تركناك
خرج ومعه رجاله خلفهم صراخ جابر ، ركبوا سياراتهم يتوجهون لمركزهم لأجل يدرسون الخطة ..
« المستشفى ، الرياض »
تقدمت تجلس بجانب الطفلة الصغيرة تنطق بهدوء نبرتها : خلصنا الحين بنسحب الإبرة جاهزة ؟
هزّت الطفلة رأسها بالنفي تنطق بنبرة باكية : بتوجعني
زفرت وهج تنطق : أوعدك ما تحسين فيها بس قولي لي عندك دمى ببيتكم ؟
هزّت رأسها بالإيجاب رغم الخوف بعيونها ، أبتسمت وهج تكمل : كم عندك دمية وقولي لي إيش سميتيهم ومين أحبّ وحده لك ؟
بدأت الطفلة تسترسل بالحديث حتى أختفى التوتر بينهم وصارت تضحك وتسولف ، وبحذر شديد وخفة يد سحبت وهج الإبرة ووقفت ، ألتفتت الطفلة لها تنطق : سولفت معك كثير ونسيتي الإبرة وين بتروحين ؟
ضحكت وهج ترفع إبرة المغذي وتنطق : سحبتها من زمان وهذي ماما جات
دخلت أمها وأبتسمت لها تنطق : تقدرون تطلعون وبالسلامة ان شاءالله
خرجت من عندهم تسحب القفازات من يدها وتتقدم للإستقبال ، وقف سليم لها ينطق بربكة : عودًا حميدًا
أبتسمت له بخفه تنطق : الله يسلمك ليلى خرجت ؟
هزّ سليم رأسه بالإيجاب ينطق : ليلى ما كان إسمها مسجّل بالشفت بس أنا وأنتي
هزّت رأسها من فهمت تنطق : كم صارت الساعة ؟
دخل أياديه بجيوبه يدور لجواله ، من الربكة نسى إنه لابس ساعة يد ، زفرت وهج تنطق : سليم بيدك الساعة وش قاعد تسوي ؟
توسعت عيونه ينطق بتوتر : معـ..معليش !
دخلت يدينها بجيوب اللابكوت حقها تلتفت يمين يسار تراقب الممرات الفاضية ، رجعت نظرها عليه من نطق : الساعة ثلاث الفجر
همست تشكره وتمشي فالممر ، خلصت تقريبًا كل المرضى اللي عندها ، جلست بآخر الممر المظلم ترفع جوالها ، شافت عدد مكالمات ليلى لها وزفرت تفتح الجوال تتصل عليها ، أنتظرت ثانية وحده وتقفل الإتصال تعطيها مشغول ، رجعت جوالها بجيبها تغمض عيونها ، كانت تقاوم النوم بصعوبة ولمن قررت تستسلم أبتسمت تنطق : ما يقربّ لي شيء وحضرة الضابط موجود
تتذكر لمن فتح المستودع بالقسوة لأجل يغطيها ، تتذكر الليلة ذيك بكل تفاصيلها ، ما كان عنده سبب يظهر فيه لكنه ظهر ، كانت تراقب جدتها وغفت لكن اللي يراقبها ما غفى ، وبالفعل ومع التفكير الطويل نامت وهج بعمق وهي تحتضّن جسدها لها ..
« العناية المركزة »
جالس ينتظر رد من مروان اللي راح للأمن يقنعهم لأجل يفتحون باب الزيارة في هالوقت المتأخر ، رفع عيونه على مروان اللي بدوره يدفع الكرسي المتحرك الخاص في شجاع ، تغير مظهره من التعب والأدوية اللي كان يتعاطها في الأسبوع الماضي ، نحف بشكل كبير كأنه راجع من مجاعة ، وقف نجم على معكازه ينطق : حيّ الله شجاع حيّ الله الرأس الطيّب
أبتسم شجاع ينطق بهدوء نبرته : حيّو النجم الساطع !
أبتسم بخفه ينحني لولد عمه يسلم عليه ، رفع شجاع ذراعه يحاوط ظهر نجم وزفر نجم ينطق : تعرفني ما أداني الحركات ذي يا أبو مسلط
ضربه شجاع يضحك وينطق : ولا حق الشوق تقلع
دفعه وضحك مروان ينطق : بس أنت وياه لا تخلوني أندم إني أقنعت الأمن يطلعون شجاع
أبتسم نجم ينطق : مسوي بتمّن علينا وهم معطينك عشر دقايق بس
ضحك شجاع وزفر مروان ينطق : خير وبركة
شجاع : إلا علموني وش صار عليكم كيف الربع كلهم ؟
كان مروان بينطق بكل شيء لكن أوقفه نجم اللي نطق بعجلة : مأخذ مقلب بنفسك يا أخوي وش بيتغير مثلاً ولا عشان ما أنت فيه ؟
ضحك شجاع بسخرية ينطق : لا قلت يمكن سووا حاجه كشتوا شيء
هزّ نجم رأسه ينطق : ايه لا إما المكشات عز الله إننا كشتنا
شجاع : يالله حيّ ذي الوجيه الطيبة
أبتسم مروان ينطق : الله يبقيك ويسلمك
نجم : الله يسلمك ويطول عمرك
تقدم مروان ينطق : بشوفهم شوي وأجيكم
توجه لمكتب الإستقبال وألتفت شجاع على نجم ينطق : وش حال نجد العذية ؟
شّد نجم على معكازه ينطق بصدمة : أخو نجد ما قلنا بنقفل السيرة ؟
زفر شجاع ينطق : قفلت سيرة بنت أمير ؟
بردت ملامحه من طاريها وأرتخت قبضة يده ، أبتسم شجاع يكمل وينطق بجدية : مثل ما توقعت ، وأنت بعد لا تتوقع مني أقفل سيرتها وأنا من عهدت عمري وبيبان قلبي مشرعه لها
زفر نجم يمسح وجهه وشنبه ويستغفر ، ألتفت على مروان الجاي وخلفه رجلين أمن ينطق بحدة : ما ظنيتك مجنون يا شجاع بعد اللي صار فيك منها عادك تبغاها البنت باعتك وباعت محبتك وشرت راحة بالها مع ولد خالها وقفل السيرة أحسن لك..
قاطعه شجاع من نطق بحدة : الهوى ما هو بيدينا نقفله ونفتحه متى ما بغينا يا نجم وأنا على قول حياة بن جدلان سجليني في علم حبك فداوي أنا مجنونك عقب مجنون ليلى !
زفر نجم ينحني له يقبّل رأسه وينطق : أستودعك الله حنا ماشين وراجع لك قريب
هزّ رأسه بخفه لنجم وصدّ عنه يمسك دموعه بصعوبة ، كلام نجم كسر مجاديفه ، شلون شرت ولد خالها ، معقولة صار الزواج وخذاها هويدي ، مافيه قوة يرجع للحلّة مثل المغترب اللي ما لقى دفى دياره يلاقي الزرع اللي زرعه زاره الذبول وتستقبله أصعب خيبات الظنون ، بلع ريقه يدخل لغرفته بمساعدة رجل الأمن ، طلع على سريره يعطي الباب ظهره ويسمح للدمع ينهمر على خده ، أنتهى كل شيء وهو بعيد عنها ، تزاوره فالأحلام تخفف عنه حقيقة رحيلها ، غمض عيونه ينطق بحسرة :
لكن كذا يا نجد شاءت بنا الأقدار
يالله عسى برق وصالك يلوح
-
بلع ريقه يمسح دمعه ويغمض عيونه بحسرة ، يدعي ربه إن كل كلمة قالها نجم مجرد هروج ما هي حقيقة ، لحّد ما غفى بتعب من فرط التفكير ..
« إستقبال الطابق الأرضي »
وقف نجم بجانب طاولة الإستقبال بينما كان مروان واقف مع سليم ويسولف معه ، رفع حاجبة يقرأ أسماء الحضور والإنصراف ، طاحت عينه على إسمها وتوقيعها بوقت مبكر لكن كان وقعت إنصراف ، ألتفت على سليم ومروان وتقدم يمشي فالممر نفسه وسرعان ما وقف من نطق مروان : ولد مشينا لا نبطي على العرب
ألتفت عليه وزفر يعطي القابعة بآخر الممر ظهره يغادر مع مروان ، ألتفت سليم على خروجهم ورجع للمكتب يوقع إنصرافه ، زفر يخرج من المكتب يوقف بمقدمة الممر ، رفع أكتافه بعدم معرفة ينطق : يمكن عندها شغل في مكتبها
خرج من المستشفى يتوجه لسيارته ومن ركبها غادر المكان فورًا ..
« أمام بوابات الدخول »
نزل عزيز من سيارته يتوجه لمدخل المستشفى ، أخذ وقته يتمشى بأرجاء الرياض حتى هدأت روحه شوي ، ما يحب يقابل وهج وهو معصب يخاف يقولها شيء يعكر يومها ويعكر حياته ، رفع عيونه وسرعان ما أبتسم يرفع صوته وينطق : حيّ النسيب !
ألتفت نجم عليه مندهش ينطق : أرحب يالله حيّه !
تقدم يسلم على خشمه وينطق : سلامات وش عندك فالمستشفى ؟
نجم : الله يسلمك جاي لشجاع
توسعت عيون عزيز بصدمة ينطق : بالله عليك ؟
هزّ نجم رأسه بالإيجاب وألتفت عزيز على مروان ينطق : هلا وسهلا
أبتسم مروان ينطق : هلا بك وش الحال
أبتعد عزيز يصافحه وينطق : ماعلينا طيبين وبخير
نجم : أبو نيّار
ألتفت عزيز له ينطق : لبيه ؟
نجم : لبيت في منى مداوم ؟
عزيز : مالك لوا جاي أخذ بنتنا خلصت مناوبتها
ميّل رأسه بعدم فهم وأبتسم عزيز يهمس له : وهج مداومه ما شفتها ؟
توسعت عيونه بصدمة ينطق : اسألك بالله
ضحك عزيز يمشي للمستشفى وينطق : تعال تعال
ألتفت نجم على مروان ينطق : أبو باسل أسبقني وشويتين وألحقك
زفر مروان ينطق بهمس : مالك لزوم يا ولد عمي والبنت ماهي حَرمك عشان تروح تشوفها أخذ بكلامي وأمش سرينا !
شّد على قبضته من الوضع اللي أنحط فيه ، اللي يحبّها ويغليها صار ماهو محرم لها ، أبعدوهم عن بعضهم بحجة زواج باطل ، رغم إنه طلبها باللي يحبه الله ويرضاه وعلى شرعه وسنة نبيه وخذا موافقة أهلها بأحب ما يكون ، والحين أنتهى كل شيء ، قلبوا عليه ونكروا جمايله وجحدوا كل شيء سواه ، حتى مترك نفسه اللي كان يرحبّ به ويهلي ، زفر من حقيقة كلام مروان المرّه وتنحنح ينطق بحدة : ولد أختها معنا يا ولد عمي ماني مختلي بها !
عطاه ظهره يرجع لداخل المستشفى متلهف لشوفتها
...
انتهى البارت ادعموني بنجمة وكومنت عشان اتحفز اكملكم 🤎

يانجمٍ وهج في حلّة سهيل Where stories live. Discover now