2

826 16 1
                                    

‏ part: 2

لُطفاً منكم لايك قبل لا تقرون
#يا_مكاتيب_العيُون_وبحرها_التايه
#يا_تواصيف_الجمال_وثامن_عجايبها



احكم بعُقدة لثامـه على وجهه وطلع من بيتـه ، تأمل كل شي حوله وكان يسكنـه الهدُوء بعكس ضجيج الأمس المربك
ابتسم من تحت لثامـه بخفّه،وهو ينزل من عتبات درج بيتـه الخشبي،
ابعد عن بيته واستوقفه الضجيج اللي صدر خلفه فجأه ، استدار بحذر،واشتدّت ملامحـه بقسوه
دقق النظر حوله ولمح طرف لبس مو غريب عليه، تراخت ملامحه الغاضبه وهو يتراجع بخطواته
رفع حاجبه وهو يثبت كفّه على ظلع الشجره ، وبنبره افزعت كل حواسها واخلّت مداركها " تماديتي يا بحريّه !"
وجذبت ظهرها للأرض لولا قدمـه اللي ركزتها ودعمتها وساهمت بإسترجاع توازنها بدفعه خفيفه منه
لكن اربكت عيُونها اللي استقرّت وشاهدت سقُوط عيُونه الوثبيـه عليها،ونفثت فيها الارتعاب للمره الثانيـه
ارمشت بربكه،وهي تبتلع ريقها وتصدّ عنه ، تداري عيونها
لا تلتقي بعيونه وتنهيها للمره الثانيـه
عيُونه اللي ترسل لها رسايل تجبرها على الخوف والارتباك والتوتر والقلق
تجاهلته وكمّلت حفر بأناملها الرقيقه،العاده اللي امتلكتها من طفولتها ، لولا انقضاض كفّه على معصّم يدها وتوقيفها بكّل قسوه وهو يحد نبرتـه ونظرته لها ؛ الزمي قوانين الدار واحترمي حدودك كضيفه!
حرر معصمها من قبضته ودفعها بخفـه ، بعد ما اكتفى بتحذيرها وهو يبتعد بخطواتـه عنها
مسكت يدها بوجع وهي تستوقفه بشرارة لسانها ؛ ما اخذ منك امر ولا اتبع شورك ، ولا لك حق اني البيّك واسمعك!
ناظر فيها بإحتداد مُخيف ، لكن ما خضعت له وهي تستكمـل حديثها بكل بساله ؛ مثلك مثلي مجّرد تابع لأسد الرحمه ، تأخذ منها الأمر وتطيعه!
انت حتى رجولتك تركتها خلفك وقمت تغطي وجهك كأنك بنت!
استفزته بكلامها الساخر منه وساهمت ببرُوز عرُوق كفّه من شدّة غضبـه،واشتداد عيُونه بلون الدم،وهو يهرول بإتجاهها بعزم على انـه يفرغ كل شحنه غضب اسكنتها بصدره بداخلها
اقترب منها وهو منعمي عن كل ما حوله،
انقض كفّه على فكّها الناعم وهو يشّد عليه بكل قسوه،ويرمي عليها جنُونه؛ تبيني اثبت لك رجولتي!!
تبين تتحديني ياغريبه!!
ما تحملت اندفاعه والغضب الجامع اللي بعيُونه وملامحه والالم اللي تشعر فيه بسبب ضغطات كفّه المتزايده بالشدّه، وهي تدفعه بكّل إستطاعه عنها
وبسبب رغبتها العاجله بإزاحته من أمامها،نقص حذرها مما تسبب بتضرر خديّها بعلامات ونزف ملحُوظ بسبب اثر اظافره وقسوة انقضاض كفّه على فكّها
حسّت بالالم لكن قاومته اتباعاً لرغبات عقلها اللي يرفض تماما ضعفها بذي اللحظـه
يرفض حتى نزُول دمعاتها من عيُونها البحـرية،وهي تلفظ بعد ما حدّت ملامحها فيـه؛تخسي ياماكر ما تقواني!
ضغط على شفته بعنف وهو يتقدم لها وهو ناوي على تدمير قوّتها الزايفـه واللي بانت له من ارتعاش عيُونها وبحركـه سريعه ومتقنه منه ازال لثامه من على ملامحـه وهو يعزل نظراتها عنـه ويخرس نطقها من احكم ربط لثامه عليها
سحبها معه تحت محاولاتها العنيفـه بإتجاه مهجعهم السريّ
دفعها فيـه للداخل ، وهو كاتم كل سبل نجاتها منـه ، ومانعها من انقاذ نفسها من احكم تقييدها
تركها .. وطلع من المهجع ،،
ما كانت قادره على سماع اي شي ، كان كل ما حولها ساكن ،
.
.
" بوسط المديـنه "
انضرب عليها الباب ، وارتعشت اناملها اللي تحمّل فيهم جوالها وهي فاتحـه محادثه بينها وبين احد صحباتها واللي تحثها على التمّرد بكل ما تملك من وسائل مقنعـه
اخفت جوالها تحت مفرشها ، وهي تستقيـم من مكانها بعد ما سيطرت على اجزاء جسدها والاخـص ملامحها اللي تثير شكُوك كل من حولها
فتحت الباب ووصلتها نبره تحذيّره مُلهثه بلغتها الاّم ؛ اهربي الشرطه بالطريق جايـه تأخذك اخوي بلغّ عنك
ارتعشت كل اطرافها وتوازنها اللي نجحت في اعادتـه قبل لحظات، تلاشى بلحظـه وانهار بسبب الخبر الصاعق اللي سقط على اسماعها !
بلاغ ؟ شرطه؟ بأي تهمه ! وش الجريمـه!
والدوامّه اللي سرحت فيها ، انتهت من لحظـة هزّته لذراعها بقّوه وعلّو صوتـه بصيغة الأمر والقلق ؛ اهربي ايلنور اهربي
ارمشت بإستيعاب بعد ما وعّاها كلامه وامره على حقيقة وجُود حل وحيد فقط لهـا وهو " الهرب " ولا غيـره
انقضت اناملها على جوالها اللي خبّته وهي تلتقطـه وهي عازمـه على الهرب بأي وسيلـه ، بعد ما امتلكت الشجاعـه للحد اللي يخليها تتجاهـل كل ما يربطها بهالمكـان ، وتتخلّى عن الوفاء بالعلاقـه اللي تجمعها فيـه
جرَت بكل ما تملك من سرعـه وما تمتلك بهاللحظـه الا جوالها اللي يحمل بجوفـه اهم متطلبّات نجاتها
انتصفت الشارع وهي تلتقط بعض انفاسها بعد ما ركعت بإلهاث ، ناظرت للخلف وميّزت المسافـه الطويله اللي قطعتها
البيت اللي كان عامر بذكرياتها اصبح غير مريء لها
استقامت وهي تركز نظراتها على جوالها وتبحـث عن وجهتها اللي تبيهـا
استكملت طريقها بخطوات اشبه للعجلـه ، وهي تستوقف احد الماره وبلكنه عربيّه متقنه بعض الشي ؛ هل تخدمني بإيصالي لمكانٍ ما؟
ركزّ نظراتـه فيها وبالعرق اللي يتصبب من جبينها وبإرتعاشات يدها وبإرتجافاتها والتوتر الملحوظ بملامحها
والخوف اللي يظهر بنبرتها
لكّنه ما يهتّم بكل ما يلاحظـه ، المهم والأهمّ عنده يحصل على اجرتـه ؛ الى ايـن؟
ابتسمت بفرح .. وهي تجاوبـه بنبره عجلـه ؛ الى دار المعجزات من فضلك
انصعقت ملامحـه من اللي سمعـه منها ، وهو ينطق بملامح حاده مُعارضـه تماما لطلبها ؛ كل الأماكن عداها .. عذرا لا استطيع
انسحب من امامها ولا منحها حتّى الفرصـه لإقناعه
سكنها الخوف بعد ردّة فعلـه ، وحست ببعض التردد بقصد هذه الوجهه
وكانت على وشك التراجـع .. لولا الصوت الانثـوي الممزوج بالرحمه ؛ استطيع ان اخذك اليها
التفتت لمصدر الصوت .. وهي تبتلع ريقها بتخوّف
هزّت راسها بنفي ؛ لا لا لم اعد اريد الذهاب اليها
اقتربت منها اسد الرحمـه وهي قاصده التخفيف من توترها ومخاوفها ؛ ليس هناك ما يستدعي خوفك .. ستجدين كل ما يمنحك القوّه ويستّرد حقك
لا تراجع فالتراجع سيزيد من المك ولن يمنحك السلام
لن يمنحك السعاده ، لن يمنحك الأمان
تأملتها اسد الرحمه بإبتسامه وتركت لها حرية الاختيار من ابعدت عنها وهي تستكمـل طريقها تاركتها خلفها وهي تردد جُملتها المعروفه وبصوت شبه عالي قاصده ومتعمّده إسماعه لها " التراجع لا يفيد ، سيزيد الألم وينهِي السلام "
الى ان استوقفتها بصوتها الراغب بالتخلّص من هذا الالم ؛ سأتّي .. خذيني معك
التفتت عليها اسد الرحمـه وبصوت عالي مدّها بالشجاعه ؛ اذاً لتأتـي .. انتظرك
.
.
رجع لها وهو يقّرب ملامحـه منها وهو يحرر عتمتها من ازال لثامـه عنها واسترده لملامحـه بدون لا تدرك حتّى اي سرعـه هو امتلكها لإخفاء وجهه عنها
حرر يديّنها من قيُوده تحت الشرارات اللي تسقط من عيُونها ، مما اشعـره بحاجتـه للتبرير لها
التبرير اللي ما منحـه لأي شخص من قبلها ؛ ما نويتك غدر ، نويت اح..
بترت كلامـه من رفسته برجلها مع بطنـه واسقطته على الارض ، وبصرخـه تردد صداها حولهم ؛ انا الغبيّه انا
ساعد نفسـه على الوقُوف وكان عازم على توضيـح نفسه لها لكّنها .. مسكته مع ياقتـه وبكّل عُنف ؛ ديدنك المكر ومو بعيده ديدن داركم الغدر .. انا اغلطت بحق نفسي لمّا افتزعت فيها
انهت كلامها بملامحها المشتحنـه بنار الغضب ، وحررت ياقتـه بعد ما تركت اثر غرز اظافرها الطويله على صدره وهي تنفضه بعيد عنهـا وترمـي عليه كلمتها الأخيره قبـل تخفي اثرها من المهجع بكامله ؛ احمـي نفسك ولا تشوفك عيـني لاني بايعتـها ومو بعيده اقتلك
تركته خلفها ثاير ومصدُوم من سوء الفهم اللي كبر داخلها ، وتحليلها للتصرف اللي صدر منه تجاها ، وحكمها عليه بأبشع الأحكام ومن منطق ظنونها .. منطق ما مت للعقل والمنطقيّه صله
لكنّه منحها الفرصه وعطاها الوقت لأجل يبرر لها تصرفه لكن ما عطته المجال وزي ما منطقها التسرع .. هو منطقه عدم الاهتمام بأي نظره تأتيـه من غيره
طلع من المهجع السري واقفل بابه من خلفه ، وانتصف ساحة الدار
شتت انظاره ولمحها على لحظـة دخولها لأسوار منزل" اسد الرحمه "
وكيف ردّت الباب من خلفها بكّل غضب استولى على تفاصيلها
تجاهل اللي شافـه منها ، وهو يتأمل حائط الدار والحيطان الفاضيـه تحديدا
ابتسم من تحت لثامـه وهو يتجّه لبيته ويلتقط عدّته الخاصه ويغادره
توجه للحيط الكامـن على جانب البوابـه من اليميـن بعد ما اختاره يكُون مساحته الخاصـه لتفريغ كل ما بجوفه من شعور بشع وشتات غريب يسكنـه
حط عدّته على الطرف وهو يفتحها .. سحب منها منظم الالوان والفرش وهو يدمج الالوان على حسب رغبتـه
سحب الفرشاه وبدا بتفريغ كل مشاعره على الحيط ، برسمات ترجمها بطريقته ولغته الخاصـه واللي يعجز عن فمهما كل شخص حوله
رسمات منظمه وتجذب الانظار لكن خلفها اسرار وحكايا صعبه تنفهم ، ما يفهمها عداه
مرّت عليه نصف ساعـه وكان على وشك إنهاء رسمتـه ، لولا سمعه اللي انجذب لصوت البوابه فور انفتاحها
وفرشاته اللي انتزعت من على الحيط بفعلة انامله
تركها على جنب .. وهو ينزع من على جسده مريلته بعد ما تلطخّت بألوانه الزيتيـه
انجذب بخطواته لأسد الرحمـه وللشخصيه الغريبه اللي تمشي خلفها بخطوات متردده
العيُون العسليـه ، والشعّر البنـي الفاتح القصير ،
ملامحها اللي تدل على انّها استحاله تكُون سعُوديـه ، طولها الفارع .. نحفها ورشاقتها
ستايلها الجريء ..الشورت اللي ارتدتّـه ، القميص اللي بالكاد يستر جسدها
توترت من نظراتـه ، وسمعتّه لغتها العربيـه الشبه متقنه " هذا المكان الآمن اللي اخبرتيني عنه ؟" واللي اذهله وعمّق ذهُوله مما اجبره على النطق بإستعجاب ؛ الاخت سعُوديـه؟؟
تقدمّ بخطواتـه اكثر لهم وانظاره على اسد الرحمه ؛ من ذي اللي جايبتها معك ؟! ووين كنتي!
اجابتـه بهدوء وبنبره صعب تدركها مسامع غيره ؛ رحت تقصيّت المدينه وجبت معي ضحيه جديده
استقّرت نظراته على بيت اسد الرحمه وهو يرّد عليها ؛ كان بيكون عندنا ضحيتين .. بس يبدو لي ان الضحيه الاولى بتفارقنا
سكنت نظراتها الذهُول وبفضُول خرج من مخارج شفايفها ؛ وش تقصـد !
كان على وشك ينهـي فضُولها ويجاوبها الا ان خرُوج العيُون البحريـه ونبرتها اللي اعتلت فجأه بالسخريـه أعطت اسد الرحمه بعض الداريه عن الوضع ؛ هذا الأمان اللي منحتيه لي!
كان لنظرات اسد الرحمـه المليئه بالاهتمام الملحُوظ واللي سقطت مُباشره عليها الدافع الأكبـر لإستكمالها بإنفعال شديد ولوم حارق ؛ جيتك وراسي مرفوع ما جيتك عشان اطلع من دارك مسلوبه!
غيّرت موضع نظراتها من عليها لعلى الملثّم ، واللي ماطالت مدّتها حتى عادت من جديد واسقطتها على العيُون البحريـه من تجاوزتها بنبرتها الثايره ؛بحريقه يادار ما وراك الا الندم والخيبه
استوقفت خطواتها امام الاجنبيـه قاصده تحذيرها من الوقُوع بذات الفخ اللي وقعت فيـه ؛ مدري من تكونين لكن..
الا ان جُملتها وتحذيرها انحكم عليهم بالانبتار من ذاك الملثّم اللي تدارك الوضع قبل حدُوثـه من اخرسّ شفاتها بكفّه ساحبها معه والشرار يفيض من عينيّه بتحذير صارم لها ؛حذاري كل الحذر ترمين الشائعات من منطق احكامك وغباءك!!
حذاري يالعيُون الغداره حذاري!!
ابتلعت ريقها بدهشـه ساخطـه وحررت نفسها مُبعده بذاتها للخلف عنه وبذات نبرتها المتشبعّه بـ الغل والحقد عليه بالمهجع ؛ قلت لك لا تقرّب مني .. لا تشوفك عيني !
لا تتجرأ على انك تلمسني مرّه ثانيـه او توقفني!!
تراخت نظراتها الثايره ، من وقعت عينها على الاجنبيـه ، لتحـل الشفقه محلّها ، لعدم استطاعتها على انقاذها والمُساهمه بتحريرها كمّا حررت ذاتها
الا ان جنُونـه بتلك اللحظه كان العائق الوحيد أمامها
لتجبـر على الابتسام لها بحُزن قاتل وهي تنسحب من عندهم قاصده البوابـه ، وعلى لحظة اقترابها منها استُوقِفَت من فتاة العشرين لشدّة فضُولها ؛ على وين يالعيُون البحريـه؟
اجابتها بسخريـه ؛ احتاج مكان صحّي .. المهم ابعد كل البُعد عن مكان قذارتكم
ناظرتها فتاة العشريـن بغرابـه وتعجّب ؛ امداك تعرفين طبيعة مكانا عشان تحكمين!
رفعت حاجبها بسخريـه ووجهّت انظارها على الملثّم اللي مع كل كلمه تنطق بـها يشعـر بالغضب يعتريـه ؛ عرفت ما يكفـي .. وتراك ضيعتي وقتي ، ابعدي من قدامـي
دفعتها بخفـه عنها وهي تخرج خارج اسوار الدار ، بعد ما كانت تظّن انها راح تلقى آمانها فيها

يامكاتيب العيون وبحرها التايه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن