الفصل التاسع

81 1 0
                                    

على مشارف مدينة أثينا، توقفت العربة لبضع ثوان قبل أن ينزل بيرياموس و يسأل عن سبب توقفهم المفاجئ، حيث اعتذر السائق بانفجار أحد إطارات العربة !
"ااه ،  اذن لا بأس يا باسكال سنكمل الطريق إلى المدينة مشيا لم يتبق الكثير و سأبعث لك بإطار مع أحدهم ."
"  حسنا ، و أعتذر مرة أخرى لا أدري كيف لم أنتبه لعدم وجود إطار احتياطي . "

تقدم منه إليانور ووضع يده على كتفه مشجعا :
" لا عليك اجلس على جانب الطريق هنا و انتظر قليلا ! "
غادر الشابان بعد أن ساعدوه بدفع العربة إلى الجانب، منعا لعرقلة سير العربات الأخرى.

طرق إليانور الباب لتخرج له امرأة  في أواخر الأربعينات ذات جمال هادئ  و شعر بني به بعض الشيب، عانقته  بحب أمومي فقبل خدها ورأسها قبل أن يتم الفصل بينهما فجأة :
"  ابتعد قليلا اريد أن أسلم أيضا " 
صاح بيرياموس دافعا إليانور ثم عانق المرأة أيضا مقبلا رأسها قائلا :
"خالتي الجميلة تالين اشتقت إليك كثيرا "
مسحت على ذراعه مجيبة : " أنا أيضا عزيزي برياموس لقد غبت عني كثيرا هذه المرأة و أجمل شيء فعلت أنك حضرت مع إليانور الآن "
"لا عليك يا خالة أنا هنا  "
تنهد إليانور ثم تبعهما  إلى الداخل . صرخة مفزعة صمت أذان  الجميع،  الا إليانور الذي فتح ذراعيه بحب يائس من تصرفاتها 
" لينوووووووور "
اختفى صوتها وسط حضنه بعد أن ركضت إليه تعانقه فبادلها الضمة  بعاطفة أخوية و هو يربت على رأسها قائلا  :
"أمبروسين لا تبكي عزيزتي "
"  إشتقت إليك كثيرا أخي،  لما غبت كثيرا هذه المرة ، لقد مر عام كامل أمي رأتك عندما سافرت إليك لكني لم أفعل"
"  أعلم هذا  لكن تعلمين أنه كان علي إنهاء دراستي في فولوس و لقد كنت مضغوطا جدا فلم أستطيع الحضور وسط السنة "
جلس بعد أن أجلسها  بجانبه و على جانبه الآخر جلست والدته بقطع الحلوى و الشاي، و في المقابل جلس برياموس الذي سرعان ما تشدق بنبرة تمثيلية حزينة :

"ااه كم هو مؤسف أن  تكون وحيد والديك !  "

امسك كوب الشاي من الخالة تالين التي اجابت : " انت  تعلم انهما اخويك  ايضا وانت لست وحيد " ضحكت امبروسين بخفة وهي تقوم من مكانها و تصافح برياموس بضحكة : "  اعتذر نسيت ان أسلم عليك بير "  ربت على رأسها، لا مهلا لم يربت بل افسد شعرها وهو يقول:
"  لا عليك أم ..  أين عمي !؟ "
"صحيح أين أبي يا أمي ؟ "

"لقد ذهب الى السوق طلبت منه بعض الاشياء التي تنقصني " 

"اه هذا جيد إذا "
"هيا اذهبا وارتاحا قليلا لابد أن سفركما كان متعبا"
"  هيا  لقد جهزت غرفتك إيليا و غرفة الضيوف أيضا "
  تمطط بير وهو يقف قائلا : " احسنت أنا ساذهب إلى غرفتي وأنت الى غرفة الضيوف "
ثم انطلق فعلا الى الطابق الثاني وسمع الاثنان صوت اقفال الباب نظرت امبروسين إلى تعابير وجه اليانور الذي يحاول أن يستوعب،  ثم ركض إلى الاعلى وهو يتوعد الآخر بسحبه من قدميه وضعه في الشارع لتضحك عليهما  وهي تتوجه الى المائدة وتلمم ما عليها قاصدة  المطبخ .

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 05, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

خلف أسوار أثينا Where stories live. Discover now