الفصل السابع

112 4 4
                                    

من يراك مزهراً، لا يدري كم صيفاً مررت به، وكم مرة أسقطتك الرياح، وكم عاصفة اقتلعتك من الجذور، هم يعجبون بحسن منظرك فقط ويشتهون اقتطافك.

------_--------_------_------_---------_------_-------

إبتسم بيرياموس ذات ابتسامته المعهودة و هو يحتضنه قائلا : أنطونيوس العزيز لقد مر زمن ،
ابتعد عن الباب سامحا له بالدخول ، ثم قال وهو يضحك
" يا رجل ما هذه الغيبة الطويلة !؟"
و دلف إلى إحدى الغرف بينما جلس أنطونيوس على أحد الأرائك في غرفة الجلوس قائلا :
" ها قد أتيت الآن "
ليخرج الآخر و هو يرتدي سترة و قد بادر بالسؤال عن سبب زيارته المفاجئة و التي بطبيعة الحال ليست عفوية ..
" الأيلين "
أجاب أنطونيوس و هو يركز عينيه على يديه أمامه، بينما إلتفت بير بجذعه العلوي إليه و رفع حاجبه في تساؤل:
"وما بها !؟ "

"لقد ظهرت "

لبث الآخر قرابة الخمس ثواني و هو ينظر إليه دون استيعاب قبل أن يقف و علامات الإندهاش تملأ وجهه قائلا بصوت عالي
" ماذا ؟ كيف هذا ؟ لا يمكن أعني أ حقا ما تقول !؟"

" وما فائدة أن أكذب في أمر كهذا "

جلس مرة أخرى و أمسك أنطونيوس من كتفيه جاعلا جسده يقابله قائلا بجدية

" منذ متى ظهرت؟ و من هي؟ و ما اسمها؟ و كيف عرفتها؟و لم لم تخبرني ؟ "

" تريث .. أما عن متى ظهرت فقط قبل وقت قصير.. و لزمني بعض من الوقت لاتأكد أنها الأيلين، إسمها أدورا و كانت تتلقى دروسا من عند صديقي.. أما عن اخبارك فلما برأيك أتيت خصيصا إلى أمبراسيا !؟ "

" هكذا إذا "
ردد برياموس و شرد في أفكاره.
" أتصدق أنني لم أظن أبدا أنها ستظهر و أنا على قيد الحياة؟ ظننت أنه سيحدث بعد قرون. لكن الأمر سريع جدا "

" و هل تعلم أن هذا ما دلني عليها؟! "

" ماذا تقصد!؟ "

" لقد كان كل شيء يتعلق بها في غاية السرعة.. تحولت من مجرد فتاة عادية مهتمة بدروسها إلى فتاة الأيلين. إبتسم بسهو كأنه للتو تفطن أن كل ما كان حولها لم يكن عاديا. فقد كانت مميزة..قوية رغم بساطتها حالمة و مثابرة ، فتاة طموحة و مجدة إنها فعلا تستحق."
تساءل بير بجدية. " إذا ماذا الآن انطوني"
تنهد الأخير بعمق ليردف : " يجب أن نستشير الجماعة. "
" ألا نستطيع إخبارها أولا.. أقصد أدورا "

" لا ليس الآن لا نستطيع المخاطرة و قواها ما تزال في مهدها.."

----

" تبا لهذا أدورا أريد أن أموت "

تشدقت بغضب مدثر بحزن مدفون.
" اهدأي فقط عزيزتي كل شيء سيكون بخير. "

خلف أسوار أثينا Where stories live. Discover now