لا تكن من الغافلين...!

204 1 1
                                    

لا تكن من الغافلين…!

==========================

اكثر داء يصيب بني البشر هو الغفلة …

فمع الروتين اليومي و انخراط الإنسان في العمل وانشغاله

يفغل عن أمور كثيرة وقد تكون هذه الأمور أساسية بل هي محور وجوده

..والبعض الآخر من الناس

يتغافل عن الحقيقة المحتومة وعن سر وجوده

ولكن ينشغل بأمور أخرى أقل أهمية تشغله عما خلق لأجله..

قال تعالى ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ

بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ

آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)

والبعض الاخر لو سألته عن أمور دنياه لأجابك بالتفصيل

وبمعلومات دقيقة واحصاءات بيانية

تنم عن معرفة واسعة وثقافة عالية واطلاع واسع

واذا سألته عن أمر من أمور الآخرة والدين وجدته لا يفقه منها شيئا …

ويقول تبارك وتعالى

( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)

ثم يصف حالهم بأنهم رضوا بالحياة الدنيا بقوله

( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا

بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا

وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7)

أُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8)

ويقول تعالى ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)

ويقول ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ

يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ

وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)

ومتى يستيقظ الانسان من هذه الغفلة ؟؟؟

فإما ان تتداركه رحمة الله

ويكون ممن يحاسبون أنفسهم ويرجع ويتوب الى الله

ولا يتغافل ويعتبر بما يمر به من الابتلاءات والآيات ويتعظ

ويتصالح مع ربه وينيب إليه…

ويكثر من ذكره في كل وقت قال تعالى

( وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا

وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205)

وعكس الإنسان الغافل الإنسان اليقظ الذي

يراقب قلبه ويراقب تصرفاته وأعماله ويحاسب نفسه

أول بأول فإذا وقع في الذنب أو بدر منه شيء

يجد علامة على ذلك فكان بعض السلف يلاحظ ذلك من تغير أهله في التعامل

بل حتى من تغير تصرفات الدابه التي يركبها وهي

من البهائم حينها يشعر أنه اقترف ذنبا وإثما فيعود إلى الله تائبا مستغفرا

فيريه الله علامة لقبوله لتوبته بانصلاح أحواله

وتبدل تعامل الناس معه إلى الأحسن فكانوا يلاحظون دقائق الأمور

لما لهم من الإرتباط مع الله ..ولحرصهم الشديد

على أن تضل صلتهم بالله قويه وفي أعلى درجات الرضا والقبول

أما الغافل فيرتكب الذنب ولا يراجع نفسه حتى قيل

ان المؤمن يرى ذنبه كأنه جبل يوشك أن يقع عليه

واما المنافق فيرى ذنبه كذبابه قال بها هكذا فطارت لما يرى من صغرها

فالمؤمن إنسان ضميره حي …وقلبه يقظ دائم المحاسبة لنفسه

على تصرفاته وأفعاله …حتى يلقى الله وهو عليه راضي

ولكن الغافل متى يستيقظ ؟ في لحظة الموت يقول تبارك وتعالى

( لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ

غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)

حينها لا ينفعه الندم …ولا الاعتذار فالبدار البدار ..حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا …

وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم …

فاليوم عمل …وغدا حساب , وجزاء.

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه…

خواطري...عن مدرسة الحياة -بقلم آمال الكبسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن