قاعده (٧)
إذا بدأتُ بمحاكمة الآخرين على أفعالهم فلن يتسنى لي الوقت لكي أحبهم ..
(الأم تريزا)
تقبل الناس على ماهم عليه واسمح لهم بأن يكونوا أنفسهم .
لا تصرّ على أن يكونوا مثالاً للكمال قبل أن تحبهم .
إن القبول هو الأحتفاء بالآخرين كما هم بلا شروط ، وتقبلهم على علاّوتهم وحقيقتهم ، ومقاومة رغباتنا الداخلية في تغييرهم ليصبحوا كما نرغب ونريد ، وأن نتعايش معهم بكل لطف ومحبة وبدون قسر أو تعنيف ، وأن نفتح لهم نوافذ الحياة ليُظهِروا أفضل ما لديهم .
وفي كل الأحوال علينا تقبّل حالاتهم وقدراتهم .
إن الحكماء يعلمون تمامًا بأننا إذا رغبنا في أن يصبح الآخرون مثلنا ، فإننا سنفقدهم إلى الأبد .
سأحب زوجتي وأولادي وأحترمهم كما هم ومثلما خلقهم الله وبدون السعي إلى تغييرهم بالقوة ليصبحوا كما أريد .
سأسعى لكي يعزّزوا ثقتهم بأنفسهم ويكتشفوا مكامن قوتهم وسط هذا العالم .
سأساعدهم لكي يكتشفوه ويستخرجوا كنوزه الدفينة بأنفسهم مثلما فعلت انا ذلك .
سأزرع في أولادي حب الله وحب الخير والاعتماد على النفس وحل الخلافات فيما بينهم بالتفاهم وأن يحترموا اختلاف بعضهم عن بعض الآخر .
سأخبرهم عن قوة التسامح وقدرتها على جعل حياتهم أروع وأجمل .
وسأحكي لهم عن كنز القناعة وكيف أنها أغنى من كنوز الأرض القاطبة .
ذهب ابني يومًا إلى حديقة الحيوانات وقضى يومًا ممتعًا هناك .
ولما رجع إلى البيت ، أمسك بالأقلام الملونة وبدأ يرسم الحيوانات التي رآها في رحلته .
وبدأ بالزرافة ذات الرقبة السامقة ثم بالطيور وألوانها المفعمة بالحيوية ، والفهد الرشيق المرقط والقيل والتمساح واللقلق ولم ينسَ أن يرسم تلك الأسماك الملونة التي تسبح بين الأمواج .
لقد خلقنا الله مختلفين بأشكالنا وألواننا وقدرتنا على التفكير و العمل فلماذا نجبر الآخرين على أن يكونوا مثلنا !..
لقد تأملت عميقاً فيهم فوجدت أن في داخل كل إنسان ملاكاً وشيطاناً يتصارعان فتارة ينجح الملاك في دفع ذلك الإنسان نحو البر و الخير ، وتارة أخرى ينجح الشيطان في قيادته