ستيفانوس | stefanous

Von helloRita

1.1M 83.9K 27K

بعدَ إستعارِ الحربِ بينَ المخلوقاتِ الخارقة أصبحَ كلُ الإهتمامِ مُنصباً حول الأرضِ التي ستنالُ شرفَ إستضافةِ... Mehr

المُقدمة
||1||
||2||
||3||
||4||
||5||
||6||
||7||
||8||
||10||
||11||
||12||
||13||
||14||
||15||
||16||
||17||
||18||
||19||
||20||
||21||
||22||
||23||
||24||
||25||
||26||
||27||
||28||
||29||
||30||
||31||
||32||
||33||
||34|| The End
توضيح - تمهيد للجزء الثاني
ستيفانوس الجزء الثاني

||9||

29.2K 2.3K 677
Von helloRita

لقد كُنا جالسين على طاولةٍ كبيرة ، أنا على يسارِ ماكسمليان و مارسيليا على يمنيهِ يجاورها الشابُ الذي أتضحَ أنهُ الأميرُ كارلوس لقد كانَ الطعامُ الباذخُ موضوعاً أمامي و قد غطى كُلَ شبرٍ من الطاولة و هذا كانَ عذاباً بطيئاً لبطني التي لم تتناول شيئاً ليومٍ كامل

"لم ألحظ وشمكَ جيداً ماكسمليان .. يبدو ضخماً للغاية" أثرى  كارولس على الوشمِ الذي يغطي ظهرَ رفيقي فورَ خلعهِ لعبائتهِ الثقيلة
و قد كانَ حقاً وشماً كبيراً  ولكنني لم أكن أركز على شيءٍ آخر غير الطعام

تنهدتُ أنظرُ إلي صحنِ اللحمِ الشهي الذي كانَ يناديني بصوتٍ عالي لتناولهِ ولكنني شعرتُ بالحرجِ لوهلة ، فهم في النهايةِ موتى لا يأكلون

"تبدينَ مترددةً نوعاً ما"
تحدثَ كارلوس ينظرُ نحوي باستمتاع ، و هذةِ كانتْ فرصتي الذهبية إذ يجبُ عليَ أن أنفي ظنه ، نفيتُ ذلكَ برأسي و مددتُ يدي إلي الشوكةِ و السكين بتلهف و دعوني أقولُ بأنني لم أكن في حاجةِ إليهما في تلكَ اللحظةِ مطلقاً

قمتُ بتقطيعِ اللحمِ و حرصتُ ألا يلاحظ أنني قد قمتُ بقطعِ أكبرِ قطعةٍ قد يمكنُ لفمي أن يستحملها و قمتُ بمضغها بسعادةٍ بالغة .. لم أكن أعلمُ أنَ مصاصي الدماء يجيدون الطبخَ هكذا

"كيف هوَ ؟"
سألني كارلوس يقومُ برفعِ حاجباهُ الكثيفانِ ، في ذلكَ الوقت لم يكُن فمي يريدُ الكلام كلُ ما أرادهُ هو مضغُ الطعامِ و إبتلاعهِ لذا قمتُ برفعِ يدي بإشارةٍ تدلُ على إعجابي الشديدِ بما كنتُ أكله

هوَ لم يكتفي بالسؤال بل غيرَ مكانَ جلوسهِ ليكونَ بجانبي ، حينها شعرتُ بالصمتِ يغلفُ المكان فقد كانَ ماكسميليان قد غيرَ مجرى إهتمامهُ الذي كانَ منصباً على مارسيليا ليركز عليَّ أنا و كارلوس الذي بدى متحمساً للغاية بمشاهدتي أتناولُ الطعام

"ماهذا"
قلتُ أشيرُ إلي صحنٍ بهِ بعضُ الدوائرِ البنية و عليها صوصٍ أحمر لهُ رائحةٌ شهية

"لا أعلم جربيه" قامَ بتشجيعي و وضعَ إحداها على صحني أنا لم أستخدم الشوكةَ هذةِ المرة بل أمسكتها بأصابعي و حشرتها بداخلِ فمي ، و لقد كانتْ لذيذة كاللعنة

"تعجبني الملكةُ خاصتكَ ماكسميليان ، أنها متوحشة"
ضحكَ من طريقتي و راحَ يضعُ المزيدِ من الطعامِ على صحني ، أنا القيتُ نظرةً نحوَ ماكسميليان و يبدو أن ضحكَ كارلوس لم يؤثر عليهِ مطلقاً فالعبوسُ الطفيف ما زالَ على شفتيهِ
و عندما نظرَ إلي حولتُ عيناي نحوَ كارلوس و قد برزَ بهما القليلُ من الإستغراب فحماسهُ حقاً مريب
"لا وقتَ للإستغراب ، عليكِ أن تأكلي فحسب "
و وضعَ التحلية بعيدةٍ قليلاً عني و قد كانَ شكلها يجعلُ لعابي يسيل لذا لم أشغل بالي بالأسألةِ كما قال و تابعتُ الأكل من جديد

و حينها سمعتُ صوتَ أغنيةٍ كانتْ تعجبني للغاية ، لذا أخذتُ إستراحةً و رحتُ أستمعُ لها بهدوء ،

أعلمُ جيداً يا حبي أني معقدٌ
مليئٌ بالهراء
ولكن في داخلي قلباً يراكَ فقط
يتنفسكَ كالهواء
لا تتركَ يداً بترها الجميع
لا تُبعثرَ مريضاً وجدَ لديكَ الدواء

"أعلمُ أن البعدَ يفرقنا
و لكن حبكَ كانَ حقيقةً كهذةِ السماءُ"
دندنتُ معَ الأغنية من دونِ أن أشعر ، و لكنها كانتْ دندنةً خافتة لم يسمعها سوى الشخصِ الجالسُ بجانبي والذي بدأ بالغناءِ معي ايضاً
"لو أن النهايات غيرَ موجودةٌ فقط ..
لنكتب معاً يا عزيزي قصةً لا قدرةَ لها على الإنتهاء"

"تعرفُ هذةِ الأغنية ! لقد ظننتُ أنني الوحيدةَ التي أحبُ صوتَ جرين لاند !"
صفقتُ بحماس أتابعُ السماعَ إلي صوتِ المرأةِ التي تعجبني

"هل تمزحين أنها أسطورة
كنتُ لأتمنى أن أصابَ بالصممِ على أن أكرهها"
تابعَ الكلام بحماسٍ مماثل و حركَ يداهُ مع نوتاتِ الموسيقى الصاخبة في النهاية

"هل تعرفُ أغنيتها الأخيرة ؟
قيودُ الظلام ؟"

أومئ كارلوس لي و راحتُ أطرافُ أصابعهُ تضربُ الطاولة ليحاكي النوتات في البداية .."مرحباً من مدينةِ الأشباح ، تباً للأحلام يا صاحبي
تلكَ التي لا تسمحُ لنا بأن ننام .." هوَ بدأ بالغناء

"عيونُ الشيطانِ تراقبني
تبحثُ عمن يُلام" تابعتُ معه أهزُ رأسي بخفة

"تبدوان مستمتعانِ للغايةِ بالغناء
ما رأيكما بأن تكونا فرقة ؟ "
قاطعَنا ماكسميليان بأكثرِ النبراتِ حدة و هوَ يقبضُ يدهُ على الطاولة بغضب و من مظهرة لم أكن بحاجةٍ للنظرِ إليه مرتين لأعرفَ بأنهُ كانَ يودُ سحبي و المغادرة لذا صمتُ و وقفتُ عن كرسيِ كما فعلَ هو

"هل ستغادرُ الآن ماكس ؟ أرجوك فلتبق لليلةِ فقط فقد تأخر الوقت و الحدود بين الجنوبِ و الشمال خطرة"
تمسكت مارسيليا بذراعِ ماكسميليان و لكن هذا لم يمنعهُ من توجيهِ نظرةٍ قاتلة نحوي ،

"مارسيليا محقة ، يجبُ عليكما البقاء هنا" وافقها كارولس يبتسمُ لنا متجاهلاً الإهانة التي تعرضَ لها قبل قليل
"لن أستطيعَ البقاء اليوم هناكَ أمورٌ تنتظرني لحلها" دفعها بلطف عنه و التقط عبائتهُ المعلقة على الكرسي  مما جعلها تقوس شفاهها الحمراء بحزن

"إذاً يبدو أننا سنرافقكما إلي الباب"
نهضَ كارولس أيضاً و تبعتهُ مراسيليا التي ما تزالُ ملامحُ الحزن عالقة على وجهها ، قادنا الأثنانِ نحوَ البوابةِ الضخمة و قد أستطعتُ أن أرى من البابِ الزجاجي أن الأضواء قد أختفت
هل تأخرنا لهذا الحدِ حقاً

"سأكون سعيدة حقاً أن أستطعتُ البقاء هنا ولكن ماكسميليان يبدو مستعجلاً للغاية" ألتفتُ إلي كارولس مبتسمةً لهُ بإعتذار فقد كانَ ماكسميليان فضاً معه

"لا تهتمي أنا أعرفُ أبنَ عمي جيداً يحبُ إفتعال المشاكل" توقفَ قليلاً و أخرجَ كفهُ من جيبهِ و أبتسمَ لي إحدى إبتساماتهٍ الساحرة وتابع قائلاً "كارولس وآيلد" مدَ يدهُ نحوي
"ليكوثيا جولد" بادلتهُ الإبتسامة و عانقَ كفُ يدي يدهُ التي لم تكُن باردةً للغاية كما توقعت ، على الأقل ليس كخاصةِ ماكسميليان

لم تتح لي الفرصةُ لأحدقَ في المكانِ أكثر لأنََ الرجل الآخر قامَ بسحبي من ساعدي إلي العربةِ بسرعةٍ كنتُ أحاولُ مجاراتها و لكنني لم أستطع منافسةَ سيقانهِ الطويلة ، قامَ بفتحِ البابِ بعنفٍ و دفعَ جسدي ليجلسَ على الكرسي المخملي بقوة و اتجهَ إلي الجانبِ الآخر

"مالجحيمُ معكَ ! لما أنتَ غاضبٌ لهذا الحدِ بحقِ الإله"
صرختُ أفصحُ عما يجولُ في داخلي و قد شعرتُ بالتشويش لوهلة ، لماذا قد يغضبُ و أنا لم أتصرف بشكلٍ أخرق أمامَ عائلته ؟

هوَ لم ينظر نحوي في بادئ الأمر بل قامَ بدقِ الحاجزِ أمامنا مرتين لتبدأ العربةُ بالتحرك "يبدو أنكِ كنتِ جائعةً للغاية" هوَ سخرَ مني

"لمَ قد أكونُ جائعةً هاه ؟ ربما لأنني لم أتناول شيئاً منذُ يوم و نصف
يبدو أنكَ نسيتَ أن هنالكَ مخلوقاً حي يتنفس في قصرك العظيم"
أخذتُ دفعةً من الهواء لأكملَ كلامي قائلة "لستُ حمقاء أيها الملك ، لماذا قد يغضبُ شخصٌ باردٌ مثلكَ من كوني أغني مع رجلٍ آخر .. ؟" توقفتُ قليلاً أرمقهُ بعيناي طرف شفتاي يرتفعُ بإبتسامةٍ  "هل تغارُ من أبنِ عمكَ ؟"

تنهدهِ كانَ عالياً و كأنهُ يخبرني بأنهُ ما زالَ يحكمُ نفسه ، "دعيني أجعلُ الأمورَ واضحةً بيننا" صوتهُ كانَ منخفضاً أصابعهُ الباردة تحركتْ نحوَ وجهي تجكمُ الخناقَ عليهِ "نحنُ لسنا مثلكم نقعُ في الحبِ من أولِ نظرةً و نغارُ من اتفهِ رائحةِ تلتصقُ بحسدِ رفيقنا
نحنُ لا نحبُ بمحضِ أيام " توقفَ قليلاً أنفاسهُ تضربُ وجهي و قد شعرتُ بأنني أريدُ الإختباء

ماكسميليان تابعَ وجههُ قريبٌ مني "دعيني أخصصُ الأمر هنا
أنا لا أحبُ سريعاً ليكوثيا ، و قد لا أحبُ أبداً
أنتِ شيءٌ من ممتلكاتي و انا لا أحبُ أن يلمسَ أشيائي شخصٌ غيري"
صوتهُ وهو ينطقُ أسمي لأول مره جلبَ القشعريرة لجسدي بأكملهِ و حتى حينما أفلتني كانَ جسدي يرتجف برداً و ظلتْ كلماتهُ تعادُ في رأسي طيلةَ الوقت

حاولتُ تجاهلَ إفصاحهِ المؤلم و الواضحِ للغاية بأنهُ لا يكُنِ لي سوى شعورهِ بالتملكِ البحت ، و أنَ لا حُبَ يخففُ ذلك أو يطغى على برودهِ

تحركتْ يدي اليسرى لأغلقَ النافذة و أوقف إرتجاف جسدي فالهواء الباردُ كانَ يزعجني ، و حينها حدثَ ما لم أتوقعهُ
العربةُ كانتْ تطيرُ في الهواءِ إثر دفعةٍ قويةٍ و هذا أثر على جسدي الذي أندفعَ إلي الخارجِ يجعلُ جسدي يصطدمُ بالأرضِ بقوة مخلفاً جروحاً بالغة

رأيتُ ماكسميليان يحطمُ جدارَ العربةِ بيدهِ و يتجهُ إلي لكنَ دفعةً كبيرة من الوحوشِ هجمتْ عليهِ تؤخرهُ عن القدومِ إلي

بالطبعِ أنا لم أستمر في التمددِ كالموتى بل أستقمتُ و أخرجتُ مخالبي و حينما أقتربَ أحدهم مني أستطعتُ أن أرى وجههُ بوضوح لقد كانَ واحداً منهم .. التائهون

لقد هاجموا قطعينا مرة من المرات ولهذا اعرف رائحتهم الكريهة التي عبئت انفي وجعلتني أجعدُ ملامحي بتقزز
الشيءُ المقززُ أقتربَ مني أكثر و فجأة خطواتهُ أصبحتْ سريعةً للغاية حتى وصلَ إلي يدفعني إلي الخلف

تسلقني الشيءُ يتبعهُ ثلاثةٌ آخرون و قد كانوا جميعاً يريدون إمتصاصَ دمائي إلي آخر قطرة ، تشتتَ إنتباهي بينهم احدهم يشدُ شعري و الآخر يخدشُ وجهي و أثنان يحاولانِ خنقي

ركزتُ أولاً على الذي كانَ يمسكُ برقبتي و رفيقهِ الآخر

غرستُ مخالبي في رقبته و حينها هوَ تحولَ إلي رماد و فعلتُ ذلكَ مع الآخر فعلى الرغمِ من كونِ جسدهم قوي إلا أنهم أغبياء للغاية، الآخرُ الذي كانَ يشدُ شعري كانَ يبدو منسجماً للغاية لدرجةِ أنني سمعتُ صوتَ بعضِ الشعيراتِ تتمزق .. أستقمتُ من على الأرضِ و أمسكتهُ من رقبتهِ بقوة أعلقهُ في الهواء ، و بعد ذلك رميتُ جسدهُ على الأرضِ و قتلتهُ كما فعلتُ مع رفاقهِ الآخرين

الأخيرُ كانَ عنيفاً نوعاً ما فقد قامَ بصفعي بقوة على خدي و راحَ يضحكُ بغباء عيناهُ الحمراء تنظرُ نحوي بشر
و لأنني مللتُ الأمر لم أنتظر كثيراً بل ركضتُ إلي و قمتُ ببطحهِ أرضاً أغرسُ مخالبي على جانبي رقبتهِ الإيمن و الأيسر
و بعدَ ثوانٍ كنتُ أرى رمادهُ يتبخر في الهواء

"يبدو أنكَ تحضى بمتابعةٍ جيدة"
أستقمتُ من على الأرض و قمتُ بإزالةِ الرمادِ من على ردائي أنظرُ نحوَ ماكسميليان الذي يملكُ تلةً من الرمادِ بجانبهِ
"أكثر مما تتصورين"
تقدمَ نحوي و قد لاحظتُ التغيرَ الطفيفَ في ترتيب ملابسهِ و شعرهِ إثر الشجارِ الحاد ، هوَ أمسكَ بذراعي يقودني نحوَ الطريقِ حيثُ العربة المحطمة و السائقَ الذي ما زالتْ بعضُ جراحهُ تنزف "سأعتمدُ عليكَ في إزالة الحطامِ من هنا" امرَ السائق و تابعَ التقدم بي من دونِ حتى أن يخبرني كيفَ سنصلُ و نحنُ بعيدون جداً

و حينما كنا نمشي كي نصلَ إلي الطريقِ المعبد ظهرَ صوتٌ غريبٌ من الخلف ، ألتفتْ كلانا بترقبٍ ، ماكسميليان قامَ بسحبي خلفَ ظهرهِ لحمايتي  "هل تشمين رائحةً غريبة ؟" سألني يحكمُ قبضتهُ على ذراعي

"لا ، لا أشمُ شيئاً إطلاقاً" قلتُ و تجاهلتُ الرائحة التي كنتُ اشمها بوضوح

هوَ تركَ يدي و تقدمَ إلي الأمام ، و لكن حينها شعاعٌ أصفر سطع في الظلام و مسحَ جسدَ ماكسميليان بالكامل ليسقط أرضاً
"ماكسميليان !" هتفتُ و ركضتُ بسرعةٍ نحوه

"لا تقتربي" صرخَ بصوتٍ عالي و رفعَ يدهُ التي كانتْ ملطخةً بالدماء كي يمنعني ،
هل فعلتُ ما طلبَ مني ؟ بالطبعِ لا

قدماي تحركت بسرعةٍ فائقة أراقبُ ذاكَ الشيء الحديدي يلمعُ من بعيد ، و قد كانَ يضيء باللونِ الأخضرِ الآن ، أضاء ثلاثَ مراتٍ قبلَ أن يطلق الشعاعَ الأصفر من جديد

و هذةِ المرة هوَ لم يصب ماكسميليان بل أصابني أنا ، ذراعي كانتْ تحملُ جرحَ بليغاً للغاية يمتدُ إلي كتفي و هذا كانَ مؤلماً كاللعنة ، "مالجحيمُ معكِ ، ألم أخبركِ بعدمِ الإقتراب !"
صرخَ ماكسميليان و هو يقتربُ مني و يبدو أن جراحهُ لم تلتأم بعد ، و هذا دليلٌ على كم هذا الشعاع قوي

و عندما ركزتُ النظر الجرحُ على ذراعي ذكرني بشيءٍ
"هذا الشعاعُ الأصفر يشبهُ الشعاع الذي .." لم أكمل الهمس الذي كنتُ أحدث بهِ نفسي لأن جسدي رُمي على الأرض بقوة يجعلني أئن ، جسدُ ماكسميليان كانَ فوقي تماماً بحيثِ أنني كنتُ أستطيعُ الشعورَ بشعرهِ الناعم على رقبتي .. "هل تحاولين الإنتحار ڤاسليسا ؟"
همسَ بنوعٍ من الغضب و أستقام من فوقي ، "هيا سريعاً قبلَ أن يصيبكِ هذا الشيءُ المدمر مرةً أخرى ، سأتصرفُ أنا " قالَ يمسكُ بيدي السليمة و يجرني إلي الخلف و لكنني أحسستُ بأنَ تركَ المكان من دونِ معرفةِ أصل هذا الشيء كانَ خاطئاً للغاية

"انتظر لحظة" حررتُ نفسي من يدهِ و ركضتُ سريعاً نحوَ الشيء الذي كانَ يهاجمنا و حينما أقتربَتُ منه راسهُ أضاء بنورٍ أخضرٍ كالمرةِ السابقة ، مرة
مرتان
الثالثة كانتْ تعني أن الشعاع سيتجهُ تماماً إلي قلبي ، و حينما كادَ يضيءُ للمرةِ الثالثة أنا دمرتهُ بمخالبي و ركلتهُ بقوة ، الخردةُ الحديدةُ أسفلي كانتْ غريبة الشكل و عليها شعارٌ اخضر اللون أختفى فورَ لمسي لها .. "لقد تأكدتُ الآن أنكِ تريدين الموت" هوَ تقدم بجانبي و أمسكَ برأسِ الخردةِ بينَ يداه و قذ كانَ شكلها غريبٌ للغاية فقد كانتْ تمتلكُ دائرتان و كأنها كائنٌ حي .. "سنأخذها معنا" أعلن ماكسميليان و سحبَ الرأس معهُ و تركَ الباقي وحدهُ في الخلاء و أمسكَ بي يعيدني إلي الطريقِ من جديد

"تمسكي جيداً ڤاسليسا
أمامنا طريقٌ طويل"
هوَ قامَ برفعي من على الأرضَ و قلبَ جسدي المسكين رأساً على عقب ، وضعني على كتفهِ العريض و لم يترك لي فرصةً للحديث حتى فقد كانَ في لحظة يركضُ بسرعةٍ لم أجربها في حياتي لقد كانتْ الأشياء تمرُ  أمامي بسرعةٍ باهرة و جسدي أصبحَ يؤلمني فجأةً و رأسي أصابهُ الدوار ، لا أعلمُ حقاً كم بقيتُ على هذا الحال و لكنهُ فور ما توقفَ وضعني أرضاً و حينها بدأتُ بإفراغِ ما أكلتهُ اليوم بالكامل

"ربما كانَ يجبُ على أن أحملها بطريقةٍ أفضل"
قالَ ماكسميليان الذي كانَ خلفي بصوتٍ خافت و يبدو إن الكلام لم يكُن موجهاً لي لذا مسحتُ فمي بصمتٍ و أستقمتُ من الأرض أحاولُ الا أقع أرضاً بسبب الدوار الذي كانَ يسيطرُ علي .. "تماسكي قليلاً"
هو أسندني على كتفهِ و تابعَ السيرَ إلي الحدود .. "لقد طلبتُ منهم أن يجلبوا عربةً إلي هنا لتأخذكِ إلي القصر"

"بحقَك ماكسميليان أنا بخير " فورَ قولي ذلكَ هوَ نظرَ نحوي بشك لذا أزحتُ نفسي عنه و نظرتُ إليهِ بجدية "حسنا لقد أخرجتُ الطعام الذي قضيتُ ساعتين في حشرهِ في داخلي و يدي ما تزالُ تتعافى و رأسي يؤلمني و أحاولُ جاهدة أن أكون ثابتة و لكنني لا احتاجُ لعربة لتوصلني .."

"أعلمُ أن كتفي يعجبكِ لكنكِ ما تزالينَ بحالةٍ سيئة ، هيا سأركبُ بجانبكِ" لم يدع لي فرصة للجدال بل فُتحَ بابَ العربةِ فورَ وصولها و حرصَ على جعلي أركبُ أولاً و من ثمَ ركبَ هوَ في الجهة الأخرى و أتجهنا إلي داخلِ القصر ..
__

أمام القصر

"ميلينكا هل يمكنكِ أن تهدأي قليلاً ؟ لقد بدأت تثيرينَ اللعنة في داخلي"
الفتاةُ بجانبهِ لم تخضع لما قال بل تابعتْ التحركَ في المكانِ بتوترٍ بالغ و عيناها مركزةٌ على جهة الحدود

"هل حاولتْ قتلَ الڤاسليسا خاصتكَ من قبل ؟"

"لا لم أفعل" قالَ ضاحكاً وهو يراقبها تحترقُ ببطئ

"حسناً أنا فعلتْ ، و قمتُ بركلها و ضربها ضرباً مبرحاً و لم احترمها .. هل هذا مببرٌ مناسب لقلقي حضرةَ القائد ثاديوس ؟"
نظرتْ نحوه و قد قضمتْ أضافرها بشراسة و أخذتْ تتحركُ من جديد و عقلها يعيدُ ما فعلتْ بمقاطعٍ بطيئة

"حسناً أتفهمُ الأمر يا مجرمة " صمتَ قليلاً يبتسمُ بشر .. "لا أظنُ بأن الڤاسيلا سيسامحكِ ، فهذةِ رفيقتهُ بعدَ كل شيء" قالَ يعيدُ شعرهُ البني إلي الخلف و السخرية واضحةٌ في كلامه

"هاي أنت !" صفعتْ كتفه العريض بقسوة
"لا تمثل أنكَ البريئ هُنا ! تذكر أنكَ قد نعتها بالساحرة و قمتْ بخنقها أيضاً و جرها خلفكَ كالحيوانِ المشرد"

ثاديوس نظرَ نحوها بعدمِ مبالاة و دعكَ كتفهُ قبلَ أن يجيبها قائلاً "عزيزتي ميلي أعلمُ جيداً بما فعلته و لكنَ عندما يقومُون بمقارنةِ أفعالي بأفعالكِ سيتأكدونَ بأنني لستُ متوحشاً بقدركِ .. بحقِ الإله لقد قمتِ برمي الڤاسليسا خاصتكِ بالسهام يا أمرأة"

ميلينكا أكتفتْ بمتابعةِ النظرِ نحوَ الحدودِ بهلع و الرجلُ الذي كانَ من المفترضِ أن يواسيها أخذَ يزيدُ هلعها بتوترهِ و عدمِ مبالاتهِ التي لا حدودَ لها .. و كأنهُ قريبُ الڤاسيلا

"هاهم قد وصلوا أصمتْ و إلا قمتُ بغرسِ إحدى سهامي في أحشائك" أشارتْ لهُ بعنفٍ و ما أن رأتْ الأثنان يتقدمانِ إليهما أنحنتْ بخضوع
"ها قد بدأنا" همسَ ثاديوس بسخرية و هو ينظرُ إلي جسدها المنحني

و حينما صرفَ النظرَ عن الأمرأة بجانبهِ لاحظَ أن الڤاسليسا كانتْ تبدو متعبةً نوعاً ما ، إذ أن الڤاسيلا كانَ ممسكاً بها من ساعدها
"ڤاسيلا .. ڤاسليسا"
هوَ أحنى رأسهُ فقط و حاولَ أن يقفَ بإعتدال

"مالذي تفعلانهِ هنا في هذا الوقت أليس ممنوعاً .. ؟"
تبادلَ الڤاسيلا و الڤاسليسا النظراتَ المستغربة و ما لبثَ إلا أن أخذ بيدها و أراد تجاوزهما من دونِ أن يعرفَ الإجابةَ حتى

"ڤاسيلا مهلاً ! ميلينكا هنا تريدُ الإعتذار"
رفعَ ثاديوس يدهُ معلناً و قد نظرَ مستمتعاً إلي ميلينكا التي تجمعتْ الدماءُ في وجهها

"مالذي تريدينه ميلينكا"
قالَ الڤاسيلا بنفاذِ صبر و ملامحهُ هذةِ جعلتها تتوتر أكثر و قد لوحَ بالشيء الحديدي الغريب في يده
.. "إما الآن أو أبداً" تمتم ثاديوس بشبهِ إبتسامة

"حسناً .. أنا .. أقصدُ .." تلعثمتْ في بادئ الأمر و لكنها أستجمعتْ نفسها بسرعة و أخرجت الكلماتِ قائلة "أردتُ أن أعتذرَ منكَ و من الڤاسليسا عما بدرَ مني إتجاهها .. أنا أستحقُ العقابَ الذي ستحكم بهِ أياً كان"
و أنهتْ كلامها بإنحنائةِ سريعة

الڤاسليسا و الڤاسيلا صمتا تماماً و نظرا نحوها بإستغراب و لكن الڤاسليسا تداركت الأمر قائلة .." و أنتَ ثاديوس .. الا تملكُ شيئاً لتعتذر بشأنه" وجهتْ نظراتهَا نحوهُ و قد حاولتْ تذكيرهُ بما فعلهُ لها و قد كانتْ تلكَ أول مرةً ترى فيها ملامحهُ العصبية تتغيرُ إلي أخرى متوترة و غير مستقرة

"بالطبع ڤاسليسا .." هوَ تنتحنحَ يزيلُ التوتر من صوتهِ
"أنا ايضاً أعتذرُ عما بدر مني"

"مالذي تراهُ ماكسميليان .. هل يجبُ علي مسامحتهما ؟"
نظرتْ الڤاسليسا نحوها الرجلِ الواقفِ بجانبها و قد كانا قريبين من بعضهما لدرجةٍ جعلت ثاديوس يشعرُ بالغرابة فهوَ لم يرى الملكَ قريباً هكذا من أمرأةٍ ..
بالطبعِ هي رفيقتهُ أيها الغبي ! صفع نفسهُ في داخلِ عقله

"لا .. سأعاقبهما لاحقاً هيا بنا"
لم يترك الڤاسيلا الفرصةَ لهما للحديث بل سحبَ الڤاسليسا معهُ إلي الداخل وقد بدى غير قابلٍ للتفاوضِ مطلقاً و فور رحيلهِ ميلينكا أحكمتْ قبضتها على قميصِ ثاديوس و نظرتْ نحوه بغضب
"أياً كانَ العقابُ فأني سأذيقكَ ضعفهُ ثاديوس وورم"
و دفعتهُ إلي الخلفِ راحلة في الظلام
و بينما كانَ ثاديوس يحاولُ معرفةَ ماللعنةِ معها رأى شيئاً غريباً لا تراهُ دائماً في أرضِ مصاصي الدماء ..

نقول بسم الله يا هادي والي بتقول لي أحداث رومانسية مرة ثانيه تقرأ كلام ماكسميليان مرتين ثلاث (:

الولد عنده جفاف عاطفي حاد ممتد للعديد من القرون يعني أنا أحيي ليكوثيا على الكلمتين إلي خرجت منه 😂

و طلع في أغاني و أكل عند مصاصي الدماء و الدنيا حلوه و مافيش أي مشاكل

شوفوا الكلمات حق الأغنية مالي دخل فيهم أنا كتبتهم و خلاص الي عندها أي تعليق على الشعر المعوق فوق تدخل خاص عشان بلاش فضايح 😂

والله تصدقوا انني مش عارفه اتخيل كارولس الحبوب كويس .. يعني عارفه الملامح الرئيسية لكن مش عارفة كيف اركبهم حطوا تخيلاتكم ليه هنا عشان أقرأها

شفتوا الغيرة تعمل إيش ؟
على الرغم من انها غيره نابعه من التملك بس يلا عادي أخيراً عرفنا نطلع منه رياكشن

مارسيليا و كارولس تتوقعوا بيكون لهم دور كبير في الرواية ؟

مارسيليا ايش مكانتها بالنسبة لماكسميليان ؟

لو كنتوا مصاصي دماء تحبوا تعيشوا عند ماكسميليان و لا بالقصر ألي فيه أشجار و ضو ؟

نجي للبلوه ألي حصلت في الصحراء

تخيلوا كنت اموت واحد منهم و نكمل الرواية و نخليها رواية أرامل .. تضحك بشر

ماكسميليان رجولته و حلاوته ؟
عارفه أنه قتلكم .. زي بالضبط ):

بس بالأخير خلا ليكوثيا تطلع كل شي من بطنها .. حسدها على اللقمة استغفر الله 😂💔

نجي لثاديوس و ميلينكا المجانين

لو كنتوا مكان ليكوثيا تسامحوهم ؟ علماً أن ثاديوس مز ؟

ميلينكا عندها انفصام خرجت كل عصبيتها فوق ثاديوس يا حرام و بعدين راحت انحنت و لا كأنها خوفت الرجال

المهم ان شاء الله يكون البارت عجبكم

أحبكم
في أمان الله

Weiterlesen

Das wird dir gefallen

1.3M 71.4K 58
تَم التَخلي عَنهُ مِن قِبَل الجَمِع.. عومِلَ بِقَسوةٍ و ظُلمٍ، لم يُجَرِب حَنان الوالِدين مِن قبل، و حينَ كَبِر فَقد الشُعور بالثِقة نَحو الاخَرين، د...
4K 296 18
544K 26.5K 31
إميلي فتاة سعيدة محاطة بأصدقاء وعائلة محبة. لكن كل هذا سيتغير عندما يتم اختطافها من قبل مصاص دماء وبيعها لأكثر الأشخاص رعبا ، جيمس بلاك. ماذا سيحدث ع...
755K 37.2K 38
- قال بصوتِه الأجش بعد أن إرتشف من كأس الدماء : لقد سئمتُ العمل هنا ، أود القيام بزيارةٍ إلى عالم البشر .. خاصةً الاسكا ! - قالت و دموعها تتساقط من ف...