عاصفة من المشاعر الثلجية

Da Flouna000

6.3K 573 201

بذل جُهدَهُ للحصولِ على اهتمامها ولم يدري بنظرةِ عينيه الخجولة أن يكْسِرَ برودها و يُزِيل الثَّلج عن حناياها ... Altro

0 " غفلة "
1 " مجدداً يتكرَّر "
2 " برود "
3 " أوراق متناثرة "
4 " ترنُّم "
6 " تبدُّد الثلج "
7 " وردة "
8 " إنجلت المشاعر "

5 " إستفزاز "

547 52 12
Da Flouna000

       
        
      
تتابعت الأيام بمتعة على ريتا فقد كان يتصرَّف نيار كصديقٍ حقيقي و كأنه يحاول فعلاً إثبات جدارته باستحقاقه لِلَقب صديقٍ لها
     
    
كلّ صباحٍ يُلقِي عليها التحية ، يبتسم لها كلما نظرت إليه ، يجلس معها وقت الراحة و عندما تكون وحدها ، يساعدها في حمل الأشياء الثقيلة و إعداد البحوث ،

و إذا تأخَّرت عن الحافلة فإنه يحجز لها مقعداً بجوار النافذة ، يتحدَّث معها بشتى الأمور و يفيدها بالمعلومات التي تحتاجها

كان مثالاً للصديق الحقيقي فتصرُّفاته لم تكُن مُتَعمَّدة بل يقوم بها بعفوية ، كما حصل أن مرَّت بجانبه فتظاهرت بإسقاط قطعةِ منديلٍ من يدها بِقَصْد

إنتبهت زميلتها فتعجَّبت من تصرُّفها الغريب عليها ،
فالمعلوم عن ريتا هو تحفُّظها من تلك التصرُّفات السيئة ، لكنّ زميلتها لم تهتم و تجاهلت الأمر

إلا نيار كان ردُّ فعله مختلفاً ، حينما لاحظها أتى نحوها و عاتبها على ما بدَرَ منها ، و أمَرَها بالتقاط المنديل من الأرض ، وهي انصاعت له مع محاولتها لإخفاء ابتسامتها المُنْتَصِرة

بات يُوَجِّهها عن أفعالها الخاطئة و ينصحها باستمرار ، لكنه كان يستغرب كيف أنها حادة الذكاء و أخطاؤها كثيرة لا تُحْصَى ، مع ذلك .. فاﻹجابة لدى ريتا فقط :)
     
      
      
       
       
دوى صراخها في المنزل بعدما تفقَّدت الساعة

- أخيراً استيقظت، غريبٌ أنها أصبحت كسولة !
تمتمت والدتها أثناء خروجها من المطبخ
    
    
- لماذا لم توقظوني ، لقد تأخرت.

سمعت صوت بوق الحافلة ، فتحت الباب بصدمة
و شاهدتها ترحل مُبتَعِدة عن الحي
    
صاحت برعب : لا ، ذهبت الحافلة يا إلـهي ماذا
سأفعل ، يجب أن أذهب للمدرسة لا يمكنني البقاء.

- كُفِّي عن الصراخ ، أطربتِ الجيران بصوتِك
    
وجَّهت له النظرات الحاقدة : إخرس أنت

- تناولي الفطور ثم سيَقُلُّكِ أخيكِ بسيارته

تضجَّرت بحنق : لا أريد ، سوف أتأخّر اﻵن

- إنتظري خمسة عشر دقيقة ثم سنخرج معاً
- يا لك من أكول ، سأركب السيارة ، هيا أسرع
      
     
خرجت بعجلة و انتظرت طويلاً حتى يأتي أخاها

" ذاك الأحمق ، أعلم أنه يتعمَّد تأخيري ، ما كان يجب أن أعتمد عليه ، لكن لا خيار لدَيْ
    
   
وأخيراً بعد صراعٍ طويل ظهر من باب المنزل يتمشَّى على مَهْل ، و في يده مشروب ، حتى ابتسامته بدا فيها استمتاعه بشيءٍ ما.

قاد سيارته بهدوء و هي على أعصابها تحاول التماسك.

- أيمكنك اﻹسراع ؟ سأتأخَّر هكذا
- على رِسْلِك ، في التأنَّي السلامة
- وَجِّه لنفسك هذا الكلام
    
   
بدأت عيناها تتنقَّلان بين الساعة تارةً و الطريق أيضاً

" حمداً لله ".. نزلت بسرعة بلا تفكير وابتعدت عن السيارة

إنتبه أخاها أنها نسيت حقيبتها ، ضَحِكَ بمتعة على شكلها و هي عائدة ..

لِيَحْرق أعصابها أكثر حرَّك السيارة بينما كان يراقبها في المرآة الأمامية تركض خلفه و تصرخ طلباً منه بالتوقف
   
   
- أيها الوغد كيف تذهب و حقيبتي معك !
- غبية كيف لم تنتبهي لها !
- نبِّهْني على الأقل.
- لستُ مسؤولاً

- أتعلم جاد ، أنت أسوأ فتىً في العالم.
- أشكركِ على مديحِك
   
أغلقت باب السيارة بقوة و توجَّهت لبوابة المدرسة
" أفسد عليَّ مِزَاجي ، ما هذا الشقيق الذي لدَيْ ؟ "
   
   
دخلت المدرسة و تفاجأت بـ نيار يقف أمامها مُنَكِّساً رأسه و اﻹحباط بادٍ عليه !

لم ينتبه لها حتى سمع صوتها تنطق اسمهُ بنبرة مُفْعَمة بالتعجُّب و الدهشة.

رفع رأسهُ وابتهجت عيناهُ لرؤيتها

- أخيراً جئتي ؟ .. ظننتكِ مُتَغيِّبة
- تأخَّرتُ على الحافلة ، مهلاً كُنتَ تنتظرني !؟

- تأمَّلتُ قدومكِ لذا بقيتُ هنا ، أعلم أنكِ لن تتغيَّبي إلا لسببٍ قوي ، خَشِيتُ أن تكوني مريضة.
   
   
" كلا .. سأصاب بالدُّوار ، ما سرُّ هذه اللطافة اليوم !! "

نيار بخوف : لا تقولي أنكِ فعلاً مريضة ؟ وجهكِ شاحبٌ تماماً

ريتا بارتباك : لا .. بخير .. أنا .. جيدة .. لا داعٍ للقلق

هربت منه فوراً و شكلها لا يوحي بالراحة أبداً ، تنفَّست بعمق و راحةُ كفِّها تتحسَّسُ قلبها و معصمها

" أشعرُ بعروقي تنبض بشدة ، هذا يؤلمني "
     
      
      
      
                             ¡¡¡¡¡¡¡¡¡                          
                
                      
        
وقت الراحة جلست في مكانها المعتاد بجانب البوابة ، كان معها كتابين لا حاجةَ لها بهما و لكنها تدَّعي أنها تقرأ فيهما حتى لا يأتي إليها نيار

سيظنُّ أنها تدرس لﻹمتحانات و يقرّر عدم إزعاجها

و هكذا حصل ، مرَّ من أمامها برفقة أصدقائه
و أصواتهم المَرِحَة اخترقت سمعها ، باستثنائه هو

لم تسمع صوته فرفعت بصرها إليه لتجدهُ يبتسم لها ، فجأة أدار وجهه و حطَّت كفُّهُ على إحدى عينيه
    
   
" لطيف ، لا أعلم لمَ أشعرُ أنه يخجل مني أنا فقط "
     
تلاشت ابتسامتها عندما وقفْنَ بالقُرْبِ منها ثلاثُ فتيات ، بدت أشكالهنّ كالمشاغبات ، و لم تَخِب نظرتها فقد بدأن مسيرة الهمز و اللَّمز

و ما أشَاطَ غضبها أن همساتهنّ كانت عن نيار
    
    
- ذاك الفتى ، يُدعَى نيار.
- يبدو لطيفاً للغاية
- لا تأبهي لمظهره ، لأنكِ ستُصْدَمِين به

- لماذا ؟
- في الحقيقة لأنه مغرورٌ جداً و متكَبِّر.

- صحيح ، أكثر فتيات المدرسة مُعْجَباتٌ به ، و لكن
لا أحد يجرؤ على اﻹقتراب منه.

- جميع من اعترفت له رفضها و كسر قلبها
- يا إلـهي، أرى كم هو سيء.
- أظنُّ أنه يحب ، لذا أبى أن يرافق الفتيات

- من يمكنها أن تحب فتىً مثله ، متعجرف و يرى نفسه فوق اﻵخرين

- حقاً أشمئِزُّ من هذه النوعيات.
- ثعلبٌ يتصرّف كالملاك !

- يتعمَّد جذب اﻹنتباه بأسلوبه ، لا يعلم أننا كشفنا حقيقته

- هذا مُخْزِي.
- بدأتُ أكرهه
    
     
تساءلت في نفسها كيف يتحدَّثن عنه ؟ .. الفتى الطيب ، لطيفُ المَبْسَم ، يحب مساعدة اﻵخرين و يفخر به كل أصدقائه ، محبوبُ الجميع

كيف يُلقِين عليه مثل تلك الإتهاماتِ الدنيئة ؟ .. هذا بحدّ ذاته سوء ، هو حتى لم يؤذيهن فلماذا يشوِّهن صورته ؟
    
   
" طفح الكيل !! ".. همست بنبرة ثقيلة و مُقْلَتيها اسْتَشْرَتا بالغضب

- يكـفي !.
أفزعتهنّ صرختها المُرْعِبة

تقدمت نحوهنّ و الشرر يتطاير من عينيها
- لا تتجرَّأن على إكمال هذه المهزلة أمامي

ردَّت إحداهنّ بوقاحة : ما شأنكِ أنتِ ؟ متطفِّلة
    
    
أمسكتها من طرف سترتها و شدَّتها بعنف ، و نظرتها مخيفة أرعبت الجميع

- فلتخرسي. زجَّت أسنانها و همست مُشَدِّدة على الأحرف

- أقسم لكِ إن سمعتُ إحداكنّ تتفوّه بكلمةٍ واحدة عنه ستندم ، ولا تعتقدوا أنني أمزح
     
     
تدخَّل بعض زملائها و أنهوا المشاجرة بعدما كانوا مصدومين منها ، أول مرة يرونها غاضبة
     
    
- ريتا !

جاء نيار نحوها و القلق واضحٌ عليه

- ماذا حصل ؟ سمعتُ أنكِ تشاجرتِ مع مجموعة فتيات

- هذا صحيح.
- هل هم نفسُ أولئك اللواتي في حصة الأنشطة ؟
- لا ، مجموعةُ أخرى

- كيف ذلك ؟ .. الجميع يعلم أنكِ ريتا ذات الأعصاب الباردة ، لا يمكن أن يُغْضِبَكِ شيء

إبتسمت بتكلُّف : هناك شيءٌ واحد يغضبني ، عندما يستفزُّني أحدهم

- إذاً هم حاولوا استفزازكِ

- فعلوا ذلك دون علمهم ، كلامهم كان بشعاً ، لكن أنا لهم بالمرصاد

رفعت قبضتها بنصر

إنتبهت إلى أنها تتحدث معه بشكلٍ طبيعي ، لذا أخذت كتبها واستأذنت لتبتعد عنه
    
    
" لا يزال الوقت مبكراً على اتخاذ الخطوة ، أنا حقاً مترددة لا أعلم السبب ، لكن لا بأس بمزيدٍ من الفُرَص ، عندئذٍ سأعلنُ بداية صداقتنا ".
     
    
     
    
    
     
     
                            " إنتهى "       
             
               
             
                
                       

Continua a leggere

Ti piacerà anche

1.7M 58.8K 40
سما : شو وخر اديك عني أمير: فصليه وشرط مو اني يمشي بوامر احد سما دفعته من صدره بقوه أمير : عصبت لزمتها بقوه من ايدها وركعتها راشدي سما : بقيت ابجي و...
59.6K 3.6K 20
" حَاجة وحدة تبعدْك علِيا هي لـ مُوت ،لباقي أنا مَلك الموت تَاعهم " - يُوسف 28 - ريَان 17 لهجة جزائرية.
6.3K 475 19
_ماذااا !! ماذا تقصد أنا لا أعلم ما الذى تتحدث عنه أبتسم ليوناردو بسخرية ناظرًا نحوها بغضب واضح ، هب واقفًا من مكانه فجأة ، تحدث بنبرة ساخرة _ ماذا...
91.7K 6.8K 20
اميرٌ نُفيَ من مملكتهِ ، من عرشهِ ، من حقهِ كإنسان ، انهُ الآن يتعذب كُلما رأى نفسهُ في المرآة ، ما ذنبهُ في كُلِ هذا؟...لقد كان حادِث فحسب !، عاجز...