VILLAIN || الشرير

De sima1055

22.2K 1K 2.3K

في كل قصة حب يوجد ، بطل ، بطلة ، شرير ، لكن قصة الحب هذه هي ~ قـصــة حـــب الشِّـريــر ~ فَـتـَاةٌ لـدَيْـهـ... Mai multe

{ الشرير VILLAIN }
|1| الشرير |VILLAIN|
|2|الشرير |VILLAIN|
|3|الشرير |VILLAIN|
|4|الشرير|VILLAIN|
|5|الشرير|VILLAIN|
|7|الشرير|VILLAIN|
|8|الشرير|VILLAIN|
|9|الشرير|VILLAIN|
|10|الشرير|VILLAIN|
|11|الشرير|VILLAIN|
|12|الشرير|VILLAIN|
|13|الشرير|VILLAIN|

|6|الشرير |VILLAIN|

1.5K 70 289
De sima1055

فضلا و ليس أمرا 🍀🍀
إذا أعجبتك الرواية ✨
متابعة + تعليق + فوت⭐

_______________________________________

في تلك المنطقة التي تعج بالناس ، كلٌ كان مشغول بهدفه كما كان ذلك الرجل .....

وقف يتجول بين المحلات يبحث عن أحدهم ، شخصٌ مسكينٌ آخر سيتم القضاء عليه لسوء حظه
اليوم .

كان عاقد الحاجبين واقفٌ ينتظر الأوامر بملل ، يوزع أنظاره على المارِّين ، ما هذا الملل حبا بالرب !!

هو لا يحبذ مثل هذه المهام ، أن يقف بانتظار فريسته ، بل يحب أن يبحث عنه بنفسه لينقض عليه و ينتهكه ليشرب من دمه ، ثم يتركه بعد أن يفسد أعضاءه و يتأكد من جعله عاجزا .

هكذا هو جونغكوك ....

أغمض عينيه باستياء و فتحهما مرة واحدة ، حكَّ رأسه بيده ثم لاعب المسدس بيده ، هناك رغبة ملحة لاستنشاق سم سيجارته ، لكنه في مكانٍ عام و سيحترم هذا السيد المحترم المارِّين و لن يدخن .

بدى مظهره مهلكا جدا للفتيات ، لا أحد منهن استطاعت عدم إلقاء نظرة خاطفة عليه أو اختلاس النظر له .

شعر السيد المحترم فجأة براحة غريبة و لفحته عطر أنثوي ناعم ، أفقده عقله ، فلفَّ رأسه بعبث بحثًا عن صاحبتها ، و كما توقع .... !!!

إنها هي .... !!
رمش بعينيه ، رمش كثيرًا ، لا يستوعب هل هي حقًا هنا ؟؟؟

هل هذه هلوسة ؟؟؟

لكنها ..... كانت هنا حقًا .

و بدلا من إنتظار فريسته هو قرر اللحاق بها ، تبعها فدخلت محلا لبيع الأقمشة ، كانت تتفقد القماش و نوعه و لونه و من هذه الأشياء بتركيز شديد .

كانت زويا منغمسة فيما تفعله ، و الآخر كان منغمسا بها ، نظراته لم تفارقها أبدًا ، لاحظه الخياط و أخذ يبتسم بينه و بين نفسه ، هو شاهد الكثير من الدراما الرومانسية ، لكنه و للمرة الأولى يرى رومانسية أمام عينيه ، التفتت زويا الجهة الأُخرى فأمال الآخر رأسه ليتوضح هيئتها .

ظل على هذا الحال ، فحتى عندما مر الرجل الذي كان من المفترض أن تكون جنازته اليوم هو لم يلاحظه أبدا ، مر الرجل المسكين من أمامه لكنه لم يتحرك بل ظل ساكنًا في محله يناظر تلك البقعة التي هي بها .

_ لا يجوز هذا ، هذا خطير جدا ، يجب علي التفكير في خطة ما لكي تكون ملكي .

نبس بينه و بين نفسه و همَّ متراجعا يعود من حيث أتى ، لقد نسي أساسا لمَ هو هنا ؟؟ و ماذا كان يفعل ؟؟ و مالذي أراد فعله !!

الرجل محظوظ لذا ، هو نَجَا اليوم .

بينما زويا و هي تخرج من هناك ، شيء ما جذب انتباهها فظلت تحدق به ، فستان طويل باللون القرمزي ، له أكمام طويلة ، عنق مطرز ، مع ورود متفرعة ، ذو تصميم فخم ، أُعجبت باللباس ثم ناظرت سعره ، شهقت بصدمة تبتعد بخطوات واسعة عن هذا الفستان الملعون ، هذا السعر الخيالي للفستان لن تستطيع أن توفي حقه حتى لو عملت لسنين طويلة .

ضربت رأسها تعود للمنزل تناظر الفستان و هي تبتعد ، ليتها تستطيع تجربته لمرة واحدة فقط !!

هذا الفستان سبق و ارتدته في حلمها ، هذا الفستان للأميرات فقط !!

عند الآخر .....

دخل جونغكوك الغرفة و أغلق بابها بصخب ، و هذه إحدى عاداته السيئة ، فرآى جونسو متسطح على سريره يعبث بهاتفه ، و كاورو يجلس على المكتب يعبث هو الآخر بهاتفه ، و أليكس يجلس على الأريكة يراجع أوراق ما بيده ، و أخيرا ......
تايهيونغ شارد في اللاشيء أمامه عاقد الحاجبين !!

صمت ......

كان هناك صمت مريب في أرجاء هذه الغرفة المليئة بالأشخاص الخطيرين ، غريبي الأطوار .

رمى جونغكوك جسده على سريره و تنهد بقلة حيلة فقال جونسو :
_ مالأمر أخي !! ألم تنتهي مهمتك ؟؟

_ هممممم ، هناك الكثير من الأفكار بعقلي و لا أعلم أيها الأفضل ؟؟

_ فلتخبرني لأساعدك !!
قال كاورو يلاعب حاجبيه ....

فابتسم جونغكوك بعبث و قال :
_ إذا فلتسمعني أيها السيد الصغير ، لقد وقعتُ في غرام فتاة ، إنها فاتنة لأبعد الحدود و متحفظة جدا ، لم ترمني بنظرة واحدة و لم تسرح بي كما تفعل باقي الفتيات ، إنها نادرة جدا ، قلبي ينبض بعنف فور لقياها ، عقلي يصبح كالمغيب فور مداعبة رائحتها اللطيفة لجيوبي الأنفية ، أنا لا أعرف نفسي و لا أفهمني عندما أكون قربها ....

_ جميل أكمل !! سخر كاورو كما فعل جونسو

فأكمل جونغكوك و هو تائه بها ....
_ لذا علي باتخاذ قرار لجعلها ملكي !! و إلا سأدخل مشفى المجانين و لن ترحمني الأحلام و الهلوسة و عقلي لن يتوقف عن التفكير بها ، سأعيش حياة صعبة بدونها ....

_ إعترف لها بحبك و ننتهي !!
نبس جونسو يعطيه الحل الأمثل .

_ و هنا تكمن المشكلة !! هي متحفظة جدا ، لقد طلبتُ مصادقتها ، تخيل !! أنا جيون جونغكوك طلبت منها أن أكون صديقا لها !! و هل تعلم ماذا قالت ؟؟ .....

هز كاورو و جونسو رأسيهما يمينا و يسارا ب " لا "
فقال الآخر بخيبة ...
_' سأفكر بالأمر !! ' قالت هذا لي و بوجهي 'سأفكر بالأمر' و فرَّت هاربة من أمامي ، ماذا يعني هذا برأيكما ؟؟

_ الرفض !! لقد رفضتك أخي نبس جونسو

_ ويحي !! تم رفضك ؟؟ !!!! نبس كاورو بسخرية ....

فهز جونغكوك رأسه بأسى .

بدى أليكس منشغلا جدا بالأوراق بيده و تايهيونغ ما زال على حاله يناظر تلك النقطة الفارغة بنظرات فارغة .

_ لدينا شخصان تائهان هنا و شخصان واقعان في الحب !!

نبس كاورو و حرك حاجبيه نحو تايهيونغ ثم لأليكس ثم لجونغكوك ، التائهان هما أليكس و تايهيونغ أما الشخصان الواقعان في الحب فهُم معروفون ، ابتسم جونغكوك بخبث حين تذكر أمرا ما ....

ليتسلى قليلا .... !!

_ صحيح تايهيونغ !! ما الأمر معك ؟؟ هل كل شيء بخير ؟؟

رفع أنظاره الباردة نحو الآخر و هناك عقدة بين حاجبيه ، لعق شفتيه بطرف لسانه و نبس بنبرة باردة مختصرة ....
_ بخير .

فهز جونغكوك رأسه ، و أعاد السؤال بطريقة أخرى بعد أن أشار ناحية قلبه
_ كنتُ أقصد هذا ، هل هو بخير ؟؟

_ إسمع يا هذا ، لستُ في مزاج لأرد على تفاهتك فلتصمت !!

أخرس الآخر بهذه الكلمات و تنهد بانزعاج ، فغمز كاورو و جونسو و ابتسم جونغكوك بخبث ...

_ هل تفكر بها ؟؟

_ اصمت .... !!

_ نحن نعلم أنك تفكر بها ....

_ فلتصمت ....

_ هل هي جميلة ؟؟ نوعك المفضل ؟؟

_ لسانك هذا سأقطعه لكَ ، لا أعيد كلامي مرتين لذا إلزم حدودك و اصمت و إلا أفرغت المسدس برأسك الصلب هذا !!

نبس بنبرة محذرة ، فوضع كاورو يده على فمه كما فعل جونسو و ابتسما بسخرية لجونغكوك الذي عاد للإستلقاء بملل .....

تايهيونغ منزعج مرة أخرى ، بسببها ، لقد غادرت مرة أخرى و دون أن يطمئن عليها ، كان يجب عليه الدخول معها لغرفة الممرضة ، ما قصتها هذه ؟؟

تتعلق به ... ثم و فجأة تبتعد عنه دون أي إنذار مسبق !!
تزعجه ... ثم تغادر دون أن تترك أي أثر !!

غريبة تلك الفتاة ، مهما حاول فهمها فلن يستطيع !!

أليكس فقط كان يشاهد بصمت ، هو ليس مثلهم بالطبع ، هو العاقل الوحيد بينهم .
الصفقات و العمليات هم من يأخذون جميع اهتمامه .

بينما جونغكوك ابتسم بتوهان و هو يتذكر تلك الفاتنة ، هناك ما يدور بباله و سينفذه غدا !!!

و رغمًا عن الجميع يجب أن ينجح ....

____

في اليوم التالي ~

أمام تلك الشركة الضخمة و الواسعة ، كانت تلك الجميلة تقف تفكر بشئ ما .

زويا كانت محرجة جدا بعد ما حدث آخر مرة ، مع أنه كان طلب صداقة بمنتهى البساطة ، إلا أنها رأته مثل حملٍ ثقيل على عاتقها ، كما أنها لم تنل كفايتها من الراحة ، لأنها ظلت تفكر طوال الليل ...

هل سترفض ؟؟ أم تقبل عرضه ؟؟

الرفض سيكون أفضل لها ، لكنها لن تستطيع تكوين جملة واحدة صحيحة أمامه ، و القبول هي لم تفكر به أساسا !!!

ولجت مكتبها لكنها ضربت رأسها حين تذكرت ، هي الآن لم تعد موظفة عادية !! إنها مساعدته ....

يا للإحراج .... !!!
كيف سترفضه حبًّا بالرب ؟؟

ألقت نظرة خاطفة على مكتبه قبل دخولها ، فرأته فارغا فاطمأنت قليلا ، و جلست تكمل عملها ....

ستمثل النسيان هذا أفضل !!

مر يومها سريعا ، لأنه لم يتواجد قربها ، تغيب اليوم .

إلى أين ذهب ؟؟ و لمَ تغيب ؟؟
هل هي الآن و بكل جدية تفكر به ؟؟ أليس هذا أفضل لها ؟؟ هو المدير ليس لها شأن إن تغيب أو حضر أليس كذلك ؟؟

هذا أفضل لها .

خرجت باكرًا بعد انتهاء عملها ، استأجرت سيارة للذهاب لمنزل خالتها ڤيورا ، تعيش خالتها في مبنى سكني ، لذا هي توقفت أمامه و نزلت تتجه نحو الشقة .

دخلت و تحدثت مع خالتها و أعطتها خالتها بعض الأكياس به أطعمة مختلفة ثم همَّت بالمغادرة .

ضغطت على زر المصعد ، فتوقف المصعد لتدخل فرأت رجلا بدى عليه التوتر الشديد ، العرق يتساقط من جبينه و يضغط أصابع يده ببعضها ، كان من الواضح أنه خائف من شيء ما .

ناظرت الرجل الذي ضغط على الزر بارتجاف ، و فور توقف المصعد هرع الرجل بالخروج و ركض نحو موقف السيارات .

فتبعته الأخرى بفضول ، لربما تستطيع مساعدته في محنته التي لا تعلم عنها شيئا .

دخلت موقف السيارات و بحثت عنه لكن ، لا أثر له ؟؟ أين إختفى ؟؟ تنهدت و كادت تغادر إلا أنها ...

استمعت لصوت صراخ قادم من بقعة ما ، فعقدت حاجبيها و أخذت تتجه نحو المصدر .

أطلَّت برأسها و يا ليتها لم تفعل ... !!

شهقت بخفة و وضعت يدها على فمها من هول الصدمة ، المنظر الذي رأته هي لم ترى مثله أبدا .

كان هناك رجل بلباس أسود به نقوشات ذهبية ، يعنف الرجل المسكين ، سطحه على السيارة و ضرب بالسكين كتف الآخر بوحشية يغرسه هناك .

فتناثرت الدماء على وجهه ، طعنة أخرى استقرت على فخذه ، و أخرى على مرفقه .

بينما كان المدعو بـ " جونـغـكـوك " يستمتع بأفعاله و تعذيبه ، كانت زويـا تشاهد بفزع ، و ضعت يدها على فمها تضغط عليها و هي ترتجف .

تركه بعد أن تأكد من إحداث خلل في أعضائه ، و هذا هو الفرق بينه و بين تايهيونغ .

تـايـهيـونـغ ، لا يحب أن يتنفس عدوه أبدا ، بل يحب القضاء عليه نهائيا بيديه و يتأكد من سلب أنفاسه ، ضربة بالقلب و إنتهى .

لـكـن ....

جـونـغـكـوك ، يختلف عنه ، يحب أن يبقي على أعدائه ، هو فقط يجعلهم عاجزا ، ضرباته تكمن في الجسد ، هو يفتعل أضرارا جسدية ليكتئب من يفكر باللعب معه .

لف رأسه و أخرج سيجارة يستنشق سمها و خرج من هناك بابتسامة عابثة و لباسه مزين بالدماء .

توجهت نحو الرجل فور خروجه بجسدها المرتجف و وضعت إصبعها السبابة تحت أنفه ، كان لا يزال يتنفس !!

أخرجت الهاتف و اتصلت بالإسعاف ثم همَّت تغادر المكان بسرعة .

جلست على أول كرسي قابلته و وضعت يدها على رأسها ، مالذي شاهدته للتو ؟؟ هل كان حقيقة ؟؟
هل توجد بشر بهذه الوحشية !! و الأهم من هذا كله ......

جـونـغـكوك ، رئيسها في العمل ، الرجل المزعج الذي وجدته لطيفا نوعا ما ، الرجل الذي كان يبكي تحت المطر و يخشاه ، يستطيع أن يفعل شيئا كهذا ؟؟

هل هو ذات الشخص الذي كانت تهدؤه على وقع صوت المطر ؟؟
هل هو ذات الشخص الذي قال أنه يهاب المطر ؟؟

هل ما حدث قبل قليل حقيقة ؟؟
أكثر مشهد مرعب رأته في حياتها ....
أكثر مشهد مرعب عاشته مع ذاتها ....

هي الآن تود لو تفقد ذاكرتها و تنسى ما حدث !!

زويا ، هناك حدث أكثر رعبا مما شاهدته قادم .
فلتتجهزي .....

وضعت يدها على رأسها ، و نهضت تتوجه لمنزلها لربما تنسى ما حدث .....

دخلت غرفتها ، و جلست على سريرها ، هناك رجفة على قدميها ، مظهره و هو يستمتع بتعذيب الرجل المسكين لم تغادرها .

و ستمضي هذه الليلة و هي تفكر فيما حدث !!

هل ستستطيع مواجهته بعد ما رأته ؟؟
هي لم تتوقع هذا منه أبدا ...

هزت رأسها بخيبة و خوف ، مالحل الآن ؟؟
هي مساعدته و ستكون بقربه دائما هذا بحد ذاته مخيف !!

لن تستطيع رؤيته كشخصٍ عادي مجددًا .

___

في الجامعة ....

الأربعة جلسوا على الطاولة و شرعوا في إلتهام طعامهم ، كانت رويا تقابل كاورو و إيروها تقابل جونسو .

لقد تعززت صداقتهم ، و ها هم ككل يوم يجلسون على ذات الطاولة على ذات الكرسي مع ذات الأطباق .

_ زوجة أخي ، فلتمرري لي ذاك الطبق إذا سمحتِ !!

_ تفضل گـاو !! خذ هذا مني أيضا !!

و كالعادة رويا لا تبخل على أحد بحنانها و ابتسامتها النابعة من قلبها ، عقد كاورو و جونسو حاجبيهما حين تم سحب كرسي بجانبهما ...

_ أيمكنني الجلوس هنا ؟؟
نبس راين بنبرة لطيفة ....

_ بالطبع ، تفضل !!
نبست إيروها ....

فجلس الآخر بفرح و ناظر رويا بسعادة و تحدث قائلا ....
_ زوجة أخي ، لقد احببت لوحتك ، تلك التي رسمتيها في حصة الفنون !!

_ حقا أعجبتك ؟؟ رائع ، في الحقيقة تعمدت أن أضع جهدي بها لأنها لوحة من لوحاتي الثمينة !!
نبست رويا تثرثر و توضح ....

_ أنتِ ماهرة بكل شيء زوجة أخي !!
نبس كاورو بغيرة ....

_ أشكرك ....

_ نعم ، فلقد أعجبتُ بك منذ الوهلة الأولى !!
نبس راين بغيرة ....

_ أشكرك ....

_ كما أنكِ فاتنة و جذابة ، تجذبين الأنظار بحُلَّتك العادية ...
نبس كاورو بغيرة ....

_ تمتلكين روحًا مرحة مع ملامحك الناعمة و شعرك الغنان
نبس راين بغيرة ....

_ لديكِ ابتسامة جذابة أيضا ، و عيناك العسلية اللامعة ، أنتِ كلّكِ رائعة !!
نبس كاورو بـ ....... ؟؟

_ أشكركم ، فلتكملوا طعامكم

من المفترض أنها محادثة طبيعية ، لكنها قلبت مبارزة جدية بالكلام المعسول ، و هذا ما لم يعجب إينورا !! فنطقت بنبرة مستهزئة :
_ هذا سُخْف !!

استطاعت رويا و بكل وضوح سماعها لذا ابتسمت بخبث قبل أن تبصق بحديثٍ جعلت الدماء تغلي بعروقها :
_ صحيح !! دعوني أخبركم بخطتي لليوم ، بعد إنتهاء الدوام سأذهب لمقر تايهيونغ ، فأنا دائمة الشوق إليه ، سأحصل على بعض الراحة هناك برؤية ملامحه الناعمة و الفاتنة و سماع صوته العميق !!

كذِبت ، لقد كانت تكذب ، هي لن تذهب لرؤيته ، لقد اتخذت قرار بينها و بين نفسها بالإبتعاد عنه لكي لا تتعلق به ، هكذا ستتعقد الأمور أكثر .

لكنها لم تستطع منع نفسها من مضايقة الأخرى .

شدت إينورا على قبضتيها و أبعدت جيا وجهها الجهة الأخرى ، أما البقية فقد ابتسموا و هم يناظرون لمعة عيناها و هي تتحدث عنه .

يمكن لأي كائن أن يعرف كم هذه الفتاة تموت عشقا بذاك الرجل !! بداخلها الكثير من الحب له .

_ إذا سأرافقكِ يا سيدتي الجميلة !!
نبس كاورو و هو يناظر راين بتحدي .

_ رائع اتفقنا إذا أيها السيد الصغير !!
نبست و هي تصفق بسعادة .

سترغم نفسها بالإبتعاد عنه ، يجب عليها الخروج من هنا قبل الرابعة و النصف ، ثم ستُحل كل المشاكل .

فلقد قررت ترك هذه المدينة و الذهاب لأخرى عند عمتها ، ستبقى هناك لفترة من الوقت ثم و في الوقت المناسب تعود مرة أخرى .

___

عند تايهيونغ .

كان يجلس على كرسيه كشاب طائش ، متلاعب .

يضع رجليه فوق الطاولة و بيده كومة من الأوراق يراجعها ، كان يدقق على كل حرف ، كل كلمة ، كل جملة ، حتى وقعت عيناه على كلمة " غريڤين "
فتذكرها فورا ، رويا غريڤين ، ظل يدقق بهذه الكلمة يسرح بها .

عيناها ، خصلاتها ، وجنتيها ، شفتيها ، توقف عند هذا الحد و رمى بالورقة بعيدا عنه ، عدل جلسته و شد شعره بانزعاج .

ناظر الورقة التي رماها للتو ، و أعادها بين يديه يقرؤها مرة أخرى ، تمردت ابتسامة من شفتيه ، هذه الورقة من شركة والدها ، يا للجمال !!

عبس مرة أخرى يعيد ملامح الجمود ، وضع رجلاه فوق المكتب مرة أخرى ، هذه الوضعية مريحة له !

و جلس يطالع الورقة بيده ، سيولِّي هذه الورقة اهتمامًا خاصًّا ، لأنها تستحق .

عرض والد رويا ' السيد روناك غريڤين ' صفقة عليه ، عبس الآخر لا يود أن يهرب منه إبتسامة ، هو أصبح شخصًا غريبًا بعد مقابلتها ، أعني ....
مالذي يدعو للإبتسام ، أمامه ورقة ختم عليها إسم رون غريڤين ، و هذا الرجل يعرض عليه صفقة عمل لا أكثر و لا أقل ، لكنه يبتسم الآن و كأن والدها عرض عليه الزواج من ابنته !!

هو جُنَّ ، لا شك من ذلك .

_ أليكس ، إقبل هذا العرض .

تحدث مع الجالس على بعد أمتار منه ، فرفع الآخر رأسه يستمع له ...
_ روناك غريڤين ، إقبل عرضه .

أومأ أليكس برأسه و سجل الملاحظة ، فعاد الآخر يتحدث يقول باهتمام ...
_ الآن ، فلتبلغهم بذلك ، لا داعي للتأجيل .

استغرب أليكس و نفذ ما قاله و حسب ، من الواضح أن تايهيونغ مهتم جدا لمقابلة والدها .

جاء حارس الباب يسلم طردا لأليكس ، فكان تايهيونغ يناظره فأحس الآخر بذلك و ارتعش جسده خوفا ، و بدأ يفكر هل فعل شيئًا ما ؟؟ هل أخطأ بشيء ؟؟ هل هذه النهاية ؟؟ لكنه لم يفعل شيء !! ثم و بنبرة مرتجفة قال :
_ سيدي ، صدقني لم أفعل شيء !!

عقد تايهيونغ حاجبيه ، مالذي يهذي به هذا الآن !!
_ هل قلْتُ أنك فعلتَ شيء ؟؟

_ لا سيدي ....

_ إذا ؟؟ ...

ارتجف الرجل بخوف و لم يعلم ماذا يقول !!

_ نظراتك وحدها مخيفة يا رجل !!!
نبس أليكس و هو يراجع ما في الطرد دون أن يناظر الآخر ينقذ الرجل المسكين ..

_ نظراتي تُخِيفكَ ؟؟
نبس تايهيونغ يحدث الحارس ، فابتلع الحارس ريقه و هز رأسه لأنه إذا كذب سيقع في مصيبة أخرى

_ إذا لمَ لا تخاف هي ؟؟
تحدث بصوت منخفض نوعا ما ، كان يقصدها ، الرجل خاف من نظراته و راجع حياته لكي لا يتم القضاء عليه ، لكنها ... لم تخف منه ، بل و حتى عندما هددها لم تخف أو ترمش حتى !!!

ركض الرجل للخارج لا يود البقاء هنا لحظة واحدة ، هو لا يضمن حياته هنا !!

و بالمناسبة ، هناك رغبة ملحة بداخل تايهيونغ يطالبه برؤيتها ، ما العمل الآن ؟؟ هل سيرمي كومة الأوراق هذه و يذهب لرؤيتها ؟؟ مالذي تفعله الآن ؟؟ لا شك و أنها تثرثر مع أحدهم كالعادة !! أو ربما تحادث نفسها مثل الحمقاء ....

وسط هذا التفكير العميق الذي كان يخوضه ، اقتحم كاورو المكتب كعادته و خلفه جونسو يضحكان ، ثم اقترب كاورو من تايهيونغ و قال بحماس :
_ أخي ، هل قابلتَ رويا اليوم ؟؟

_ ماذا ؟؟

_ هل أتت أختي رويا لرؤيتك اليوم ؟؟

_ لا ، لمَ ؟؟

_ لمْ تأتي ، هذا غريب !!

قاد فضول تايهيونغ ليسأل ...
_ ما الذي حصل ؟؟

_ لقد اتفقنا أن نأتي لرؤيتك معا اليوم بعد الجامعة ، لكني لم أجدها نهاية الدوام ، فظننتُ أنها سبقتني !!

عقد الآخر حاجبيه ، ما معنى هذا الآن ؟؟ هل لا تود رؤيته ؟؟ أم نست !! ربما تجاهلت !!

هل بدأت بتجنبه الآن ..... !!

لم يستطع التفكير في شيء ، لذا نهض من محله و أسرع يذهب لها ......

استغرب الجميع ، فقال كاورو ...
_ أخي ، هل أنتَ ذاهب لها ؟؟

لكن الآخر قد غادر بالفعل ، ربَّت جونسو على كتف كاورو و قال :
_ لا بد من أنه ذاهب لها ، هل نتبعه ؟؟ ما رأيك ؟؟

ابتسم كاورو بخبث و قال ...
_ لا ، هل تعلمُ لمَ ؟؟ لأننا سنذهب لعندِ أخيكَ ، سيعترف بحبه اليوم أيها الجاهل هل نسيت !! ....

_ رائع ، سيتسنى لي رؤية أخي الرومنسي مع حبيبته اليوم !!

_ لا أظن ذلك ، لدي إحساس بأن شيئًا سيئًا سيحدث ، على كلٍ فلتجهز الكاميرا لأننا سنصور هذا الحدث لنغيظه كل لحظة .....

___

كانت رويا تجهز حقيبتها للمغادرة ، ستغادر ...
ستغادر من هذا المكان الجميل و الرائع الذي تحبه بل تعشقه ، هذا المكان الذي قضت فيه أجمل أيام حياتها ، مع والدها و والدتها و أختها ، هذا المكان لن تنساها أبدا و ستظل تعشقه ، حسنا !! لربما هي لا تقصد المكان ...

توقفت عن ترتيب ملابسها تناظر انعكاسها في المرآة أمامها ، هل ما تفعله الآن الحل الأمثل ؟؟ هل هي تتهرب الآن بعد أن علمت أن مرضها ليست بمزحة !! لكن ...

مالعمل ؟؟ هي لا تود المغادرة ، و لا تود أن تؤذي أقربائها و من تحبهم ، سيتأذون إذا ما بقوا بقربها ، ستؤذيهم و حسب !!!

هي تظن أنها مؤذية ... لكنها أنقى شخص في هذه الحياة لأنها تفكر هكذا ، لو باستطاعتها إسعاد الجميع لفعلت ، و حتى لو كان هذا على حساب سعادتها !!

عبست حين شعرت بوخزات بقلبها ، فوضعت يدها هناك سريعًا ، لتبتسم و كأن الألم سيغادر لو فعلت ذلك ...

تنفست بشكلٍ صحيح ، و بدأت تعود لترتيب ملابسها ، دخلت والدتها الغرفة و أغلقت بابها بخفة ، و اقتربت من طفلتها ثم جلست بقربها و بدأت تساعدها على ترتيب الملابس .

ناظرت طفلتها بحزن و أسى شديدين ، ما ذنب هذه الطفلة لتعاني هكذا ؟؟
_ إبنتي الجميلة ، هل اتخذت القرار و إنتهى ؟؟

_ نعم أمي ، لا رجعة في هذا ، تايـ ....

_ لكن يا بُنيَّتي ..

صمتت والدتها عندما رأت أن دموع الأخرى تهدد في الهطول ، تركت ما بيدها و احتضنت طفلتها تغلفها بحنانها و تمسد على شعرها و هي تهمس بأسف :
_ أنا آسفة يا طفلتي ، أنا آسفة لأنكِ تعانين وحدكِ ، ليتها المرض افتكّ بي و لم يمسَّكِ يا روحي ، أنا آسفة ...

_ لا ماما ، لا تقولي هذا أرجوكِ لا ذنب لكِ ، أنتِ و والدي فعلتما كل شيء من أجلي و من أجل شفائي ، لقد أسعدتماني حقا ، أنا لستُ نادمة أبدا ، لأني أعلم أن وراء كل ألم عانيته سبب جميل ، و ... سيغادرني هذا الألم قريبا ، لذا لا تبكِ ماما .

مدت يدها تمسح دموع والدتها ، و قبلت جبهتها بحبٍ كبير و أخذت تهدئها عندما ارتفعت شهقاتها
_ ماما ، أرجوكِ لا تبكِ ، أنتِ ألطف أم في هذه الدنيا ، أنتِ أجمل أم ، أنتِ أروع أم ، أنتِ روحي أنتِ حياتي ، أنا ما زلتُ أريد العيش بسببكم أنتم ، لأنكم عائلتي ، أنا أستمد الطاقة منكم ، لذا لا تبكِ ماما ، سأبكِ أيضا إن فعلتِ ...

_ لالا ، لن أبكِ لذا لا تبكِ أنتِ أيضا يا روحي ...

نبست والدتها تمسح دموعها ، من المفترض أن والدتها أتت لتهدئة طفلتها ، لكن لا تعلم ماذا حدث و أصبحت طفلتها هي من تهدؤها !!

رباه !! أين ستجد طفلة كرويا !! هي محظوظة جدا لحصولها على إبنة مثل رويا !!

_ لكن ، ماذا عن تايهيونغ ؟؟

شردت الأخرى ككل مرة عندما يذكر اسمه ، و تنهدت طويلا ، و قالت بنبرة مرتجفة :
_ ماذا عنه ؟

_ أعني ، في الأيام القليلة الذي تعرفتِ عليه ، الابتسامة لم تفارق وجههكِ بل و روحكِ أصبحت أكثر إشراقًا ، لقد كنتِ سعيدة معه ...

قربت يدها من شعر الأخرى و مسدت عليها بحنان و كأنها تخبرها ~ يا طفلتي ، فلتفكري جيدا قبل اتخاذ أي قرار ~ و أكملت :
_ لقد استطاع إسعادكِ ، لمعة عيناكِ الآن دليل واضح على أنكِ مغرمة به يا روحي ، هلا تعطينه فرصة و تمنحين نفسك فرصةً كذلك ...

_ أمي ، ليتني استطعت ، أنا... أنا أريد ذلك حقا لكن ... مالذي سيحصل له إن تعلق بي ... ثم غادرتُ هذه الحياة ، صعبٌ جدا ... أن تتعلق بأحدهم ثم يتخلى عنك ، هذا مؤلمٌ جدا

وضعت يدها على قلبها و أكملت :
_ أنا أجربه الآن أمي ... تعلقتُ به و الآن علي إرغام نفسي بالإبتعاد عنه لكي لا يتأذى

تألمت والدتها لألمها ، ليتها استطاعت تقديم قلبها لطفلتها ، يمكنها أن تموت مرتاحة البال عندئذٍ .

صدق من قال أن الأم سلام ، الأم هي حبٌ ثابت ، هي رمز للعطاء و الحنان ، رمز للوفاء و رمز لكل خير .

الوالدة ...
أعمق من كونها أم ، هي الروح ، هي الحياة ، هي الأمل ، هي الطمأنينة .

هي عظيمة ، عظيمة جدا ، حب رويا لأمها لا يتعلق بكونها والدتها ، بل لأنها شخصية عظيمة ، تستطيع إسعادها ، تفهمها من نظراتها و تحديقاتها ، حضنها كافٍ لإزاحة جبال من الهموم عن عاتقها .

إحتضنت رويا والدتها و أراحت رأسها على كتفها ، شعرت بالطمأنينة و أقسمت أن الألم ... حتى لو زارتها الآن فهي لن تشعر بها .

قد قيل ...
- حُضْن الأمّ ، دَواءٌ من نَوْعٍ نَادِرٍ -

قد قيل أيضا ...
الناس معادن و أمي حجر كريم ، اللطف و الحنان و الجمال كلها تجتمع بعيون الأمهات .

اقتحمت زويا الغرفة بهمجية ، و هرعت نحو أختها و أمسكت كتفها و بدأت تهزها :
_ هل جننتِ رويا !! لا شك أنك جننتِ ، ما هذا الهراء الآن ؟؟ لن تغادري لأي مكان ...

_ على مهلك ، ستخلعين كتفي !!

_ لن تغادري هل تفهمين !!

نبست زويا بصراخ ، لتبتسم الأخرى لها و فقط ...
صمتت ، لأنها تعلم أن هذا قرار غبي ، لن تستطيع حتى التبرير ..... !!!

هل ستقول لزويا الآن " أنا في الحقيقة سأغادر لبعض الوقت لحين أنسى تايهيونغ ثم سأعود مرة أخرى " ~

هذا غباء !!

_ لا تكوني هكذا أرجوكِ ...
نبست رويا تستعطف الأخرى

_ كيف أكون ؟؟ كيف تريدين مني أن أكون بعد أن أسمع خبر رحيلك ؟؟ و ماذا ...

ألقت زويا نظرة خاطفة للحقائب و أشارت بيدها لهم ...
_ أرى أنكِ قمتِ بتجهيز الحقائب أيضا ، أحسنتِ رويا أحسنتِ أختي ، أنا لا أصدق حقا !! ، أمي ... مالذي تهذي به هذه ؟؟

قالت رويا تحاول تلطيف الأجواء :
_ يا إلاهي زويا !! ليس الأمر و كأني سأغادر للأبد ، سأعود زويا ، هل تسمعيني سأعود !! لـذا ....

_ لـذا مـاذا هـا ؟؟ قررتِ و من عقليتك الصغيرة بحجم الفول أن تغادري !! هل هذا حلٌ برأيك ؟؟ أمي فلتقولي شيئًا أرجوكِ ، أوقفي هذه المجنونة !!

صمتت الأم لتسحب زويا من يدها خارج الغرفة تترك رويا بمفردها لتقول بابتسامة بعد ذلك :
_ رويا عزيزتي ، فلتنجزي بسرعة حسنا !! ننتظركِ بالأسفل يا روحـي !!

ثم ناظرت زويا و استكملت :
_ و أنتِ أيتها الصاخبة لنخرج ....

_ أمي ، هل أنتِ بكامل قواكِ العقلية ؟؟ ستغادر هذه المجنونة .....

_ فلتصمتِ رجاءا ..

تنهدت رويا بعد أن خرجت والدتها مع أختها و جلست تناظر تلك الصورة ....

تلك الصورة التي التقطتها له في أول لقاء بينهما ، كانت تدقق بملامحه ، العقدة بين حاجبيه نالت إعجابها ، عندما ترى هذه الصورة العابسة له هي و رغمًا و عنها تبتسم .....

_ سيد تايو مالاڤيلا ، سأشتاق لك ، لا أريد منك أن تتخطاني لكني بذات الوقت أريد منك أن تنساني ، هل هذا ممكن ؟؟

تنهدت تعيد الصورة للمذكرة تحفظها جيدا ، و ابتسمت تنهض ......

عند زويا و والدتها ~

_ ماما أرجوكِ ، فلتقولي أنكِ تمزحين !!

_ إنني أمزح بالطبع يا إبنتي !! ستغادر إبنتي المنزل و أنا سأسمح لها بذلك برحابة صدر !! بالطبع لا ، هذه الفتاة عنيدة لذا لن تستمع لنا مهما تحدثنا معها ، لذلك وجدت حلا بديلا أفضل ....

_ إختصري أمي أرجوكِ ، ما هو الحل الأفضل ؟؟

ابتسمت السيدة غريڤين بخبث و قالت بنبرة ماكرة :
_ تايهيونغ ... !!

_ ما به هذا ؟؟
نبست زويا باستغراب

_ تايهيونغ سيمنعها ، لذا لسنا بحاجة لمضايقتها سيأتي تايهيونغ و يفعل ....

_ مالذي تهذين به يا أمي !!؟ أرجوكِ فلتعودي لوعيكِ ...

_ إبنتي و أعرفها ، عندما ترى تايهيونغ ستندم لقرارها الغبي و تعود ، هي متعلقة جدا به ، سيستطيع منعها ....

_ أمي ... !!

صمتت زويا عندما خرجت رويا من الغرفة بابتسامة مزيفة ، تنهدت زويا و أبعدت وجهها للجهة الأخرى ....

اقتربت رويا منها و احتضنتها تودعها كما احتضنت والدتها ، و بعد الوداع خرجت لتذهب لمحطة القطار ....

وصلت هناك و وقفت بانتظار القطار مع والدها الذي ظل ينظر لها كل ثانية ، هو نادم الآن , نادم لأنه سمح لها بالرحيل !! نادم لأشياء كثيرة ....

الهتافات بدأت تتعالى ، أصوات الأبواق و صراخ الناس من عالم آخر ....

استمعوا لضجيج قوي ، و بعدها صوتا يعلن عن وصول القطار ، التفتت الأخرى خلفها لسبب ما ....

أولن يأتي ؟؟
ألن يوقفها ؟؟
هل يعلم بشأن مغادرتها أساسا !!

تنهدت ، و تنهدت ، هل تنسحب ؟؟ هل تعود للمنزل , و تعود لعائلتها ؟؟ والدتها , والدها , أختها

هل تعود لهم ؟؟
و من شدة اشتياقها له ، رأت خياله يركض ناحيتها فابتسمت باستغراب ....

و توقفت عن التقدم تنظر له ، ناظرها والدها باستغراب لتوقفها ثم ناظر ما تحدق به ...

فرآى شابا حسن المظهر ، يركض ناحيتها ، و لكن ...
لم هذا الشاب يبدوا مألوفا له ؟؟

توقف أمامها يلتقط أنفاسه ، و قابل عيناها بعينيه الداكنة ، فاستطاعت رؤية الكثير و الكثير من الآلام داخلها ، هل هي منهم يا ترى ؟؟ أو هل ستسمح لنفسها بأن تصبح منهم ؟؟

أمسك يدها و ضغط عليها قائلا :
_ لا تغادري

هاتان الكلمتان كانتا كافيتان لإيقافها ، لكن .....
ماذا عن مرضها ؟؟ هل ستستطيع إيذاءه ؟؟

_ تايهيونغ ....!!

نبست هي بألم ، لا تعلم ما عليها فعله الآن !!!
ودت لو ترمي بنفسها بين أحضانه ، هذه مجرد أمنية ....

_ لا تغادري رويا ، سأحكيلكِ نكتة لذا لا تغادري و سأسمح لكِ بإزعاجي و لن أنزعج ، سأسمح لكِ بفعل ما تريدين لكن ... لُطفًا لا تغادريني !!

قال يخفض رأسه بنبرة خفيضة ...
من هذا الشخص ؟؟
هـ ... هـل هذا تايهيونغ ؟؟

لقد نطق بإسمها للمرة الأولى ، هذا عظيم !!!
رويا ، ما زلتِ مصرة ؟؟ ستغادرين !!

كادت تنطق بشيء لكنه قاطعها قائلا بما يصدمها أكثر .... :
_ رويا أنا أعلم أني لن أكون قادرا على إنقاذكِ من الموت ، لكن ... أنتِ تستطيعين إبقائي على قيد الحياة ، أنا أستطيع أن أبتسم بسببكِ رويا ، أخرجيني من هذا الظلام رويا ...

_ تايـ......

_ أنا أريدكِ رويا ، لا ترفضيني أرجوكِ ....

رويا ، رويا ، رويا ، ثم رويا ...
حسنًا !! ، رويا أكثر فتاة سعيدة في هذا الكوكب الآن ، هي أساسا عندما لمحت ظله يتجه ناحيتها اتخذت قرارا بالعودة للمنزل و إلغاء فكرة سفرها !!

لكن ...
تايهيونغ !!!
هل هو فجأة أصبح جيدًا في إنتقاء الكلمات !!

' أنا أريدكِ رويا ' ~
ما هذا سيد مالاڤيلا ؟؟

و بالطبع,

لم تنتظر رويا كثيرا ، بل لفت يديها حول عنقه تضع رأسها على قلبه ، فاستطاعت الشعور بنبضاته السريعة الغير منتظمة بتاتا !!

لم تصدِّق أبدا ...

هل هذا لأنه كان يركض و يبذل جهدًا أم ...
لسببٍ آخر ... !!!

غلَّفها الآخر داخل حضنه يعصرها ، يود حبسها داخل أضلعه ... يود الآن أن يجذبها من رأسها بعنف يشبع شوقه إليها ... يود فعل الكثير من الأمور ...

ظلّا على هذا الحال لدقائق طويلة ، هو يستنشق عبيرها و هي تستمع لنبضات خافقه ....

أما الوالد ، فقد ظل يحملق بهما ، و لقد تذكر للتو هذا الرجل أمامه الآن ... يكون تايهيونغ ملاڤيلا !!!

رجل الأعمال الشهير و الغامض ، الذي عرض عليه صفقة عمل قبل أسابيع قليلة ، يقف أمامه الآن بل و يحضن ابنته و يلقي عليها كلامه المعسول الذي لا يتناسب أبدا مع جمود وجهه .

و يا ليتها حضن بريء ، هو يكاد يعصرها و يحبسها بين أضلاعه بكل حميمية .

تحمحم الآخر ليجذب إنتباههم لأن الوضع بات لا يحتمل ، المغادرون و المارُّون و الراكبون و جميع البشر هنا يحملقون بهم ، كأنهم يشاهدون مقطعًا رومنسيا من فيلم جميل .

لكنهما كانا في عالميهما الخاص .

لذا هذا الوالد الغيور كان يجب عليه أن ينادي صغيرته لتلاحظ وجوده بينهما ...
_ رويا .... !!

و أخيرا ... جاءهما الإدراك فحاولت الإبتعاد عنه ، لكن تايهيونغ لم يتركها بل ظل على حاله ...

عفوًا ... جاءها الإدراك وحدها ، السيد مالاڤيلا في عالمه الخاص لم يخرج منه بعد و لم يزره الإدراك .

_ تايهيونغ .... !!!
نبست بإحراج تحاول الفرار منه عندما لاحظت نظرات الناس الحالمة نحوهما ....

لكن من يستمع ؟؟
هو لن يبتعد قبل أن يشبع منها ...

_ تايهيونغ ؟؟ ألمْ أكُن تايو ؟؟
السيد تايو في عالمٍ آخر حقا

_ و هل هذا وقته ؟؟ فلتبتعد أرجوك والدي هنا !!

_ لتناديني تايو أولا ...

_ يا إلاهي !!! هل أصبحتَ تقلدني الآن ؟؟

_ ربما .... !!

_ حسنا !! سيد تايو فلتبتعد أرجوك والدي هنا !!

تركها تايهيونغ فالتفتت لوالدها و استطاعت رؤية الاستفهام بادٍ على وجهه ، فابتسمت بتوتر ...

عقد السيد غريڤين حاجبه فقالت رويا :
_ أبي ، هذا تايهيونغ مالاڤيلا ، و هو ساعدني كثيرا في مهامي و شاركني بها ، كما ...

ساعدكِ في ماذا رويا ؟؟ هي لا تعلم و أيُ مهام ! ... فقط قالت أول ما خطر على بالها ، ثم و بهمس قالت تكمل :
_ كما أنه يُعجِبني كثيرا !!

عقد السيد غرڤين حاجبه بعدم إعجاب ، فتاته معجبة برجل !! إنه لأمرٌ مؤذٍ جدا له و لقلبه .

كما أن الرجل أمامه ليس برجلٍ عادي ، إنه معروف بنفوذه و قوته و صلابته و قسوته ... إلخ ...

ابتسم تايهيونغ بتردد و مدَّ يده يسلم على والدها ، و هذه المرة الأولى التي يفعل بها شيئًا كهذا ، فهو حتى لو مدَّ أحد يده له يتجاهله ، لكنه ...

يفعل أي شيء لأجلها ...

صافح السيد غريڤين تايهيونغ و رماه بنظرات حادة و اعتصر كفه بغيظ و هو يتذكر كيف كان يغلف هذا الرجل ابنته داخل أحضانه ...

لم يبدي تايهيونغ أي ردة فعل ، بل ظل على حاله يناظر يده و الآخر يعصره .

ترحيب خاص بين تايهيونغ و السيد غريڤين .

___

في مكان آخر ...

- عند جونغكوك -

كان يقف وسط فندقٍ تمَّ تزيينه بالبلالين و الورود الحمراء ، هو اليوم قرر أن يعترف لزويا ، سيعترف لها و ليحصل ما يحصل .

إستأجر نصف الفندق و دفع أموالا طائلة ، كما حجز جناحا كبيرًا واسعًا ليتباهى بـ ثراءه أمامها ، كما أمر بنفخ 10000 بالون بألوان مختلفة و طلب 1000 باقة من الورود ، و أحضر أطعمة من أشهر المطاعم أُعِدَّ بيد أمهر الطباخين ، و أخيرا ...

الخاتم ...
لقد جلس لأكثر من يومين يفكر بتصميمها و أيها سينال إعجابها ، و بالنهاية وقع الاختيار على ..

خاتمٌ ، يبلغ وزنه 25 قيراط ، و يحتوي على ألماس يُقدر بالملايين مع تصميم فاخر .

نسيت ... لقد طلب 100 دبدوب باللون البني أيضا لأنه قرأ في كتابٍ عن المواعدة و علاقات الحب أن الدببة المحشوة تعبر عن الحب و العشق و صدق المشاعر و الأحاسيس ، و هذا سُخْف فلا تصدقوه !!

هذا الشخص في عالمٍ آخر حقًا .

و أما عن مظهره فكان ...
يرتدي بذلة سوداء مصنوعة من قماشٍ مرِن أكثر كثافة و سعرًا من البدلات العادية بنسبة 90٪ ، مصممة بدقة مع ثنيات ثلاثية الأبعاد ، يبرز وسَامته الحادة و يظهره بمظهرٍ أنيق .

الآن ... يجب عليه إنتظار حبيبته ليعترف لها ، ثم يعيشا معًا بسعادةٍ دائمة ، و ينجبان الكثير من الأولاد .

زويا محظوظةٌ جدًا ...

أليسَ كذلك ؟؟

السَّيد المحترم ، لا يعلم ما ينتظره ، لذا فليحلم قليلا قبل وصُولها ...

و بغضون دقائق ، كانت زويا تقف أمام الفندق و عيناها متسعة من ضخامته و تصْميمه الباهر ، لقد اتصلت عليها المسَاعدة من المكتب و دلتها على هذا العنوان قائلة بأنها بحاجة لمساعدتها ، و ها هي هنا تمرر أنظارها على المارِّين بِجانب هذا الفندق الضخم ...

ناظرت الهاتف تتأكد مرة أخرى من العنوان لعلها أخطأت ، لكن ... لم تكن مخطئة ، و هذا ما جعلها في صدمة ..

استجمعت شتات نفسها و خَطت أولى خطواتها نحو المبنى الضخم ، المساحة الفارغة أمام الفندق كانت مزينة بدقة ، وزعت أنظارها على كل ناحية تتفقدهم ...

طاولات مصفوفات و به أشهى المأكولات، أضواء خافتة ، بلالين معلقة بشكل جميل ، و دببة موزعة على كل ناحية ، و كعك كبير يتوسطهم .....

هذا المنظر أخذ قلبها حقا ...
الكعك و رائحة الأطعمة الشهية مع الأضواء الخافتة جذبتها حقا ، إن كان هناك شيء يثير زويا و لا تستطيع مقاومته ، فهو الطعام ...

ابتسمت بلا وعي و أخذت تقترب من هناك ، لكنها استغربت عندما لمحت إسمها مكتوب بدقة على الكعك مزين بشكل رائع ، رمشت بعينها و أخذت تتأكد من الإسم لكن ... زويا غريڤين ~

هذا اسمها حقا ،
و للمرة الثانية ، هي لم تخطىء ، و لكي تتأكد هذه الفتاة من أن هذا إسمها حقا .....

التقطت ملعقة كانت موضوعة بجانب الكعك ، و أخذت قضمة من هناك ...

أغمضت عيناها و همهمت بتلذذ و هي تأخذ قضمة بعد الأخرى ، و الآن فقط تأكدت من اسمها حين وجدت الكعك لذيذ بشكل لا يوصف ، نكهتها اللذيذة و ملمسها الناعم و الرطب ، طرية ، خفيفة
مثل ما تحب تمامًا .

هذه الفتاة من كوكبٍ آخر أيضا ...
يا فتاة ، هذا ليس وقت الطعام ...

هي نست أين هي حين تذوقت الكعك الطري ، و نست نفسها و من تكون و ماذا تفعل ... !!

كان المدعو جونغكوك يراقبها و لا يصدق نفسه ، ما الذي تفعله هذه الآن ؟؟ ألن يعترف ؟؟ و هل هذا وقت الطعام ؟؟ هل الطعام هو ما أخذ اهتمامها ؟؟

و الدببة الذي طلبها و زين بها هذه المساحة الواسعة ، و باقات الورد اللاتي طلبهن ليأخذ اهتمامها ؟؟ و البلالين الملونة !!

جونسو و كاورو كانا يصوران كل شيء باهتمام ...
و كأن هذا أعظم حدث في تاريخهم !!

وقف جونغكوك خلف ظهرها تمامًا ، و لم يعلم ماذا يقول ؟؟ أو كيف يبدأ بالإعتراف لها ؟؟

مع العلم ، أنَّه درَس كثيرًا و اجتهد و كان ينتظر هذه اللحظة منذ وقت !! ليس هناك كتاب عن الحب و الإعتراف لم يراجعه الآخر و حفظه عن ظهر قلب !!

قرأ كل كلمة بتمعن و تدرب كثيرا لكن ... كل شيء تبخر فور رؤيتها ، فور رؤيتها هي كزويا ، و فور رؤيتها تلتهم الطعام و كأنها لم تتناول الطعام منذ دهر ...

هناك أنواع مختلفة من الجوع فمثلا :-

هناك الجوع النفسي :
- وهو الرغبة في تناول الطعام بسبب عوامل نفسية كالإجهاد أو الملل أو الاكتئاب.

هناك أيضًا ، الجوع الإجتماعي :-
- وهو الرغبة في تناول الطعام بسبب عوامل اجتماعية كالتواجد مع الآخرين أثناء تناول الطعام.

الجوع الحسي :-
- وهو الرغبة في تناول طعام معين بسبب رائحته أو مظهره.

إلخ ...

إنها تبدو و كأنها من النوع الثالث ، الجوع الحسي ، هي دائما جائعة و لا تشبع أبدا ، و رائحة الطعام وحدها كافية لجذب انتباهها .

التفتت الأخرى فجأة و شهقت برعب حين رأته على مقربة خطيرة منها ، فابتسم الآخر حين رآى ملامحها المتعجبة الملطخة قليلا بكريمة الكعك ...

بدت ظريفة جدا ...

إبتعدت عنه بسرعة و قلبها بدأ بالنبض بتسارع خوفًا منه ، هي لم تنسى جزءا مما رأته آخر مرة ، و قبل أن تُقدِم على أي تصرف و قبل أن تتفوه بكلمة واحدة ...

استوعبت أخيرا أين هي ، و كيف وضعها !!

و ناظرت المكان حولها بتعجب ، و أخيرا فهمت و جاءها الإدراك و لكنها ... لم تصدق أبدا !!
عقلها أبى التصديق ....!!!
هـ .... ه‍ذا المشهد ...... مخيف نوعا ما .

ابتسم جونغكوك و بدأ خطابه الطويل ....
_ زويا ، أود منكِ اليوم أن تسمعيني ، سأعبر عما بداخلي اليوم ، أقصد سأحاول فعل ذلك ، أنا لست جيدا بالتعبير ، و لم يكن لدي شيء بتلك الأهمية لأعبر ، لذا ... سأحاول فعل ذلك و أرجوا أن تسمعيني للنهاية

وضع عيناه على خاصتها المرتجفة ، هي خائفة من القادم ... استكمل الآخر
_ لأن ما سأقوله اليوم ، خارج عن إرادتي و حديث عميق من أعماق قلبي ، منذ اليوم الذي رأيتكِ فيه تغير الكثير من الأشياء بحياتي و أولهم هذا القلب

أغمضت الأخرى عيناها باستياء
مالذي يهذي به هذا ؟؟

أكمل جونغكوك...
_ أنا لم أتوقع بحياتي أني سأحب أحدهن بهذه الطريقة ، عندما رأيتك لأول مرة شعرتُ بأن هناك رابطة قوية تربطني بكِ و لا أستطيع تركك أبدا

أمسك يدها و تقرب منها أكثر ، فارتجفت الأخرى و اتسعت عيناها ، و لم تستطع قول كلمة واحدة ...

_ زويا أنا مستعد لأقضي حياتي كلها معكِ ...

ابتسم لها و ركع على ركبته ، و الأخرى لا تعلم أين وضعت نفسها ، هي تود الآن و بشدة ركله و تحطيم وجهه الوسيم هذا ، تود صفعه ... قام بتقبيل يدها و قال ما خشته ...
_ أنا أحبكِ زويا !!

رمشت الأخرى بعدم استيعاب ، ستفقد عقلها !!!
صدمتها لم تقل بل ازدادت حين استمعت لصوت تصفيق حار ، المارين و الموظفين و الخلق جميعهم تجمعوا هنا ليروا هذا الفيلم ...

صرخ الجميع بصوتٍ واحد ...
~ فلتقبلي ، فلتقبلي ، فلتقبلي ~

سحبت هي يدها و وضعتها على رأسها ، ما هذه المصيبة الآن ؟؟

هي حتما لا تراه رجلا عاديًّا ، هو الآن يمسك باقة ورد ليهديها لكنها ... تراه ممسكًا بسلاح يتقدم نحوها و لباسه ملطخ بالأحمر القاني ...

جذبته هي من ياقته ليقف و صمت الجميع ينتظرون منها الموافقة ...

لكن ، إن فعلت ذلك فهي ستحبس نفسها بقفصٍ لن تستطيع التحرير منه للأبد...

تذكرت الرجل المسكين الذي كاد يموت في ذلك اليوم ، هناك قوة كبيرة بداخلها تخبرها أن تصفعه

الجميع كانوا يشاهدون بصمت كما كان يفعل جونغكوك ، ثم رُفعت يدٌ إلى الأعلى بكل جدية

و ...

سقطت كفها على وجنته بكل دقة ...

وجوه منصدمة ، أفواه مفتوحة من هول الصدمة
مـ .... ما الذي حدث للتو ؟؟

هي صفعته ....!!!!
هذا إنجاز حتمًا ، صفعت جيون جونغكوك الذي إعترف لها بحبه للتو ؟؟

كاورو و جونسو لا يصدقان ما يحدث أبدا
هل الأمر أصبح بهذه المتعة !!!
كادت تفلت منهما ضحكة هاربة ، لكنهما و يا للعجب !! استطاعا السيطرة عليها في آخر لحظة

عقد الآخر حاجبه و رفع رأسه لها بغضب ....
_ ما الذي فعلتيهِ !! كان بإمكانكِ إخباري أنكِ لم تحبي ما فعلته !!

_ أنتَ مجرم ، مجرم خطير يجب أن تعاقب ، يجب أن تزج بالسجن ، هه !! سخيف !! تتجول بين الناس مثل الملائكة لكن ... من كان يعلم أنك شيطان !! ، شيطان مريع ...

لم يتحدث أحدهم بنصف عبارة أو ربعه حتى !!
هم فقط يشاهدون بصمت .....

من المفترض أنها مسلسل رومنسي ، لكن ...
ماذا حدث !؟

أغمض الآخر عيناه بغير تصديق ، هل علمت بكونه زعيم ماڤيا ؟؟ أو السؤال الأصح ، هل رأته و هو يعذب أحد أعدائه ......!!!!!

_ زويا ، أنا...

_ أنتَ ماذا ها ؟؟ قل لي أنت ماذا ، هل حياة الناس لعبة بين يديك ؟؟ لم هذه القسوة !! هل تعلم كم كان المشهد مروِّعا بالنسبة لي ؟؟ ماذا فعل حتى يستحق كل هذا ؟؟ أنت يستحيل أن تكون بشرا مثلنا !!

صرخت الأخرى بغضب تخرج ما بداخلها ، جسدها بدأ بالارتجاف ، هي تعلم ... تعلم جيدا أنها ستندم بعد ما فعلته !!

رد جونغكوك...
_ زويا ، حبي لكِ نابع من أعماق قلبي ، صدقيني أو صدقي هذا الشيء الوحيد ، حسنا !! أنا مجرم و أعترف ، لكن حبي لكِ حقيقة و ليست كذبة ، أنا صادق حتمًا ، أرجوك لا ترفضي حبي لكِ ....

_ أنت ، أقبلك أنت من بين كل الناس لتكون زوجي !! هه ، كيف سنتفق أنا و أنت ؟؟ أنا أهابك ، هل تفهم يا هذا ؟؟ أنا أهابك ، أخاف منك ، أنت مجرم ، سأموت و لن أتزوج بشخصٍ كاذب و حقير و مختل مثلك ، يستحيل أن أربط حياتي بشخص عديم الأخلاق...

استعد الجميع لموجة قادمة ، موجة غضب قادمة لا محالة ، إما أنه سيقتلها أو يدفنها و هي حية .. !!

لكن ...
هذا لم يكن صحيحًا ...

وضع جونغكوك معصمه على شفتيه و أخذ يضحك مثل المختل ، قهقهات خرج منه و هو يهتز و يضحك ....

استغرب الجميع ، ما هذا المسلسل الغريب !!!
ماذا سيحدث الآن ؟؟

ابتسم جونغكوك بمكر و قال ...
_ عزيزتي ، أنا اتخذت القرار و إنتهى ، سأتزوجك اليوم ، و هذا سيحدث إن شئتِ أو أبيتِ !!

_ يستحيل ذلك , لن أتزوجك و لو كنتَ آخر رجل في هذا العالم الكئيب !!

أخرج مسدسه ذو العيار الثقيل ...
طول السلاح 219mm
و ارتفاعه 140mm
و عرضه 30mm

تفاصيل لا داعي له لأنه حتمًا لن يستخدمها أليس كذلك ؟؟

رفع المسدس و أحكمه على رأسها ، و ابتسم بتلاعب و هو يراها تبلع ريقها ثم اقترب منها يمسح مخفوق الكريمة من وجهها لتبعد وجهها عنه ...

سايكووو ...

قلبها بدأ بالنبض ، لكنها كانت عنيدة و رأسها مصنوع من حجر ، و استمرت على رأيها و لن تتزوجه أبدا !!!

قالت بحدة أعجبته ، نبرتها التحذيرية جذبته ...
_ هل لديك قلب لتحب أساسا ، أنظر إلى أفعالك المختلة ، هل هذا تصرف بربك ؟؟

_ تعجبني شجاعتك يا حُلوتي لكن ... لستِ بوضعٍ يسمح لكِ بنقدي !! و لكن ... سأمررها لكِ لأني أحبكِ و الآن هل توافقين على الزواج بي يا آنسة زويا ؟؟

_ في أحلامك ، أقتلني هنا إذا أردت...

ابتسم جونغكوك بإعجاب ، أما المشاهدين فهم سيدخلون في غيبوبة حتمًا إذا ما بقوا هنا لكن ...
ما العمل ؟؟ كيف سيخرجون و المكان مليء بالرجال ذو البدلات السوداء المخيفة !!!!

لاعب المسدس بيده باستمتاع ، هو أكثر من سعيد الآن ، ليست سهلة أبدا كما توقع ... هو بات معجبًا بها و بشدة ثم قال ...
_ ما كان اسمها ؟؟ رويا ، هل كانت أختكِ ؟؟

وسعت الأخرى عيناها بخوف و قلبها بدأ بالنبض بالفعل ، إلا هي ... العالم كله , إلا هي ...

هي لم تخف على نفسها كما خافت الآن بمجرد ذكر اسمها ...!!

هي أكثر من أخت بالنسبة لها ، هي الصديقة هي الرفيقة ، هي السعادة هي الحزن ، هي الحياة هي السرور هي الأمل ، هي كل شيء

ناظرته بخوف بعينان لامعتان ، ستبكِ بأيةِ لحظة
_ لالا ، أرجوك لا ، لن أتحمل ، إلا هي ... لا تقترب من عائلتي رجاءا ، سأعتذر لكن ... فقط دعهم ...

_ الأمر بسيط جدا ، أبسط من هذا كله ، لا حاجة للإعتذار فقط وافقي على الزواج ...

سقطت دموعها على وجنتيها و بللتهم ، أنزلت رأسها بضعف ، ما العمل الآن ؟؟ ما هو الحل لهذه المشكلة ؟؟ ماذا ستفعل ؟؟

هل سترمي بنفسها للهلاك بين يديه ؟؟
أم تنقذ نفسها على حساب عائلتها .... !!

كاورو و جونسو كانا متأثرين حقا ، و الكاميرا كانت تسجل كل شيء بالفعل

_____

في مكان آخر...
عند ~ فرانز لويس ~

كان يجلس على طاولة الإفطار مع عائلته ، والده و والدته ، أخاه الأكبر ' سيدريك لويس ' و أخته الصغيرة ' ألانا لويس ' و خطيبته ' سانيا ' .

ناظرت سانيا خالتها التي هي نفسها والدة خطيبها ثم أعطتها تلميحات بعينيها ، فابتسمت السيدة العجوز و تحدثت مع ابنها ...
_ بني فرانز ، من المفترض أنك متفرغ اليوم ، ما رأيك أن تخرج أنتَ و سانيا لموعد ما و ...

_ أمي أعتذر ، لدي خطط أخرى اليوم .

_ بني لا يجوز هذا ، ستتزوجان قريبًا ، فلتخصص بعض الوقت لخطيبتك ، هي بحاجة لاهتمامك أيضا أليس كذلك ؟؟

تنهد الآخر بقلة حيلة ، هكذا دائما ، يجبرونه على ما يريدوه و فقط لا حاجة لرأيه !! رأيه و المزهرية بجانبه سواسية ، لا حاجة لهما ...!!

ناظر عبوس الأخرى التي بجانبه ، و قال بلهجة باردة ...
_ فلتتجهزي بسرعة ، لدي قرابة ساعتان ...

طارت الأخرى من أمامه بحماس و قبلت جبين والدته و ذهبت تغير ملابسها .

فناظر فرانز طبقه بحزن ، حاول أن يتأقلم مع وضعه و حياته لكنها لا تحتمل أبدا...

لقد أجبر على الارتباط بها ، لأن والدها ثري و صديق قديم لوالده و والدتها أخت والدته ، لذا هم قرروا من أنفسهم أن يخطبوها لفرانز ، فهي معجبة به و تحبه و ستكون زوجة صالحة له .

هو ... سيختنق حتمًا في يوم من الأيام .

_ إبني ، حاول أن تكون لطيفا معها حسنا ، هي تحبك و ستفعل أي شيء من أجلك .

قالت والدته تحاول إزالة عبوسه .... فقالت الصغرى أخته .....
_ نعم أخي ، أنت تعاملها بجفاء فلتدللها قليلا لأنها تستحق ... !!

هز هو رأسه و نهض يهم للخروج ، لا يود البقاء هنا !! هذا المكان خانق جدا ، والده لم ينظر له حتى و والدته تفكر بمصلحة الجميع عدا عائلتها و الجميع بحالهم لكن ... هو لا يستطيع .....

____

في مطعم راقي و بسيط ...

كان تايهيونغ جالس مقابل تلك الجميلة و هي تتناول طعامها بكل هدوء و طمأنينة .

لقد أحضرته لهنا ، قائلة بأن هناك مطعم راقي و فخم تود اصطحابه لهناك ، لذا هو تبعها لهنا و
تفاجأ ...

كان المطعم يتميز بالبساطة و الرقة ، حتى البشر هنا راقيون جدا ، هذه أول مرة يحضر لهكذا أماكن

_ تايوو ، لن تتناولها ؟؟

_ ماذا ..... ؟؟

_ الطبق ، ألا تريده ؟؟

ناظر هو الطبق أمامه ، كان بسيطا أيضا ، فابتسم داخله ، من المفترض أنها هنا من أجله ، لكنها ...
تناولت طبقها و البعض من طبقه أيضا !!

_ لا أتناول هذه الأشياء

_ هذه الأشياء !!! بربك تايوو ، ألم يخبرك أحدهم أن الطعام سر السعادة ؟؟ إذا سعدت فلتأكل و إذا حزنت فلتأكل ، إذا تخرجت فلتأكل و إذا مات أحدهم فلتأكل ، هذه هي الحياة تايوو

ابتسم و وضع يده على وجنته يتكئ عليها يناظرها بتمعن و هي تتحدث بهذه الطريقة اللطيفة .

أخذت قضمة من كعك الفراولة أمامها و أكملت :
_ لكن لا تقلق ، أنا هنا ، سأعلمك كيف تستمتع بحياتك لتصبح ملونة بألوان مبهجة و لن تكتئب أبدا حينها ...

غير وضعيته و وضع يده الأخرى يتكئ عليها و هو يتعمق بتفاصيلها المبهجة ... هو لا يحتاج حياة ملونة بألوان مبهجة ، هو ... يحتاجها وفقط

أعلن الجرس عن وصول زوار جدد في هذا المطعم البسيط ، دخل فرانز مع خطيبته و اختار طاولة ليجلس عليها ، و يا للصدفة !!

طاولتهما قرب طاولتهما ...
تايوو و رويا بجانبهم ، فرانز و سانيا ...

أعين فرانز كانت عليها ، و تذكرها فورا ، هي فتاة يصعب نسيانها ، تأثيرها قويٌّ على المجتمع ، ناظرت سانيا مكان ما ينظر فرانز ، فرأت شابة جميلة ، و بجانبها رجل وسيم ختم على عنقه حرف "R" مميز بشكل جذاب .

و ظلت سانيا تناظر رقبته الموشومة ، توقفت رويا فجأة عن حديثها حينما أحست بنظرات الأخرى ، فعقدت حاجبيها ، و انزعجت ثم أخذت عصير الفراولة و بدأت تبلعه و هي تحترق من نظرات الأخرى .

هذه الفتاة الدخيلة !! لمَ تناظر ما يخصُّها ؟؟
ناظرت تايهيونغ بغضب و قابلها باستغراب ، و بحثت عما تحدق به تلك الفتاة .....!!

عنقه ... و بالطبع كان يجب عليها سِتْره أليس كذلك ؟؟

مدَّت يدها نحو عنقه ، و تعمدت ملامسة جلده ثم رفعت ياقته و خبَّت وشمه تحت القميص تناظر تلك الفتاة بعدوانية شديدة فأبعدت سانيا وجهها بإحراج .

ابتلع تايهيونغ ريقه و تحدث ...
_ ما ... هذا ؟؟

_ ظلَّت تحدق بك تايوو ... !!

فابتسم الآخر و أخفاها سريعًا ، هل هي غيورة ؟؟
ابتسمت و مدَّت يدها تمسد على شعره بخفة ، هي أرادت فعل ذلك و فعلت ....

مزاجها يتغير في الثانية مليون مرة ....

ناظرهم فرانز و عرف تايهيونغ فورا ، كان هناك العديد من الأسئلة في باله ....
من يكون ؟؟
من يكون بالنسبة لها ؟؟
حبيب ، خطيب ، زوج .... ~
بالطبع ليس أخوها و هذا واضح من نظراتها و محارشتها له ....

تنهد يبعد أنظاره ، لا فرصة له في هذه الحياة أبدا
تايهيونغ مالاڤيلا ، و هذه الفتاة ، ما الرابطة بينهما ؟؟

يبدو أن أحدهم لن يستطيع أن ينام مرتاح البال !!

تايهيونغ سعيد جدا لكنه و بالوقت نفسه ...
لم يغفل عن نظرات الآخر ، لذا هناك بعض الانزعاج داخله ....

و سيتكلف بأمر هذا الشخص قريبًا .....

يتبع .....

__________

حلقة اليوم ؟؟؟
أرجوا أن تمطروا على رويا بالثناء لأنها اتخذت القرار الأفضل للجميع .... 😅
الثنائي تايرو ✨✨

رويا الغيورة ؟؟
تايوو " أنا أريدكِ رويا !!" 😭😭

و باركوا لجميلتنا زويا ، ستتزوج 😭😭
و لا ننسى السايكووو جونغكوك 😘😘

جونسو و كاورو المشاكسان ....

مساحة خاصة ~~

لن تصدقوني لكن ...
ظللتُ أتقلب على السرير كل ثانية عندما أتذكر حديثها ، ما هذه الكلمات المعسولة ؟؟ ما هذا الجمال ؟؟ 😭😭😭
سأعترف لكِ بشيء يا من لا أعلم اسمك ، أنا معجبة بكِ !!! لقد أسعدتني......♥️

شيء آخر ،
أخبرتني صديقتي عن فتاة تنتظر الحلقات بفارغ الصبر على منصتها في التكتوك ، لقد حمسني هذا و شجعني كثيرا لذا ....
أنا معجبة بك أيضا يا من لا أعلم اسمك ....♥️

___

تسريب للحلقة القادمة ////
هناك رفيق آخر سينضم لهم في الحلقة القادمة ، ثم سيشكلون ثلاثيًّا مرحًا .

و أخيرا......

أراكم في الحلقة القادمة ، و الشهر القادم أقصد ... الأسبوع القادم (^)-(^) .

الوداع .....♥️♥️

تايوو مالاڤيلا الوسيم✨✨✨

Continuă lectura

O să-ți placă și

578 99 14
-حيـث رفيقة القمر تكتسب صديقًـا يُخفِي خلف تودُّده لها أَكثر من مجـرَّد اهتمـام. ••• •تحديـث بطيء. •فصول قصيرة...
2.2M 78.3K 46
you belong to me | انتِ تنتمين الي أُحِبُكْ نِيَابَةً عَنْ كُلْ عِنَاقْ فَائِتْ و عَن كُل مَسَافَة مَنَعَتْ يَدَايْ مِنْ مُلَامَسَة وَجْهِكْ اَلوَسِي...
6.2K 279 13
الساعة 11 مساء .. اقفلت محلي .. وكعادتي كلما اشتريت جوالا جديدا اصطحبه معي للمنزل .. استمتع على فراشي بقراءة الرسائل النصية التي يتركها عادة اصحابها...
10.4M 252K 55
من بعد تلك المرة الوحيدة التى جمعها القدر به اصبحت من بعدها غارقة بحبه حتى أذنيها..قامت بجمع صوره من المجلات و الجرائد محتفظة بها داخل صندوق كما لو ك...