يوم أحد عَاديٌ
لا جَديد، لا تشويقَ ولا إثارة
حتىٰ سُمع صوت الشرطةِ تجوبُ شوارعَ رومَا
سياراتٌ كَثيرة تُصدر صفارات الإنذار التي تضوي أضواء زرقاء وحمراء في جميع أنحاء روما
وإنذارات الخَطر تَصدح مِن كُل المباني الرَسميه
حدثَ حريقٌ فِي مركز الشُرطة
وهربَ خمسة مِن المجرمون
وكأنهم حفنةٌ من الملح في الماء
لا آثر لهم في روما كُلها
___________________
في تمام الثالثةِ ظهرًا خمستهم في المطَار
هوسوك، چاي، إيديسون، يونجي، لادَا
يرتدونَ ملابس رسميةٌ سوداء يضعونَ السجائر بينَ شفاههم
يمشون في محاذاةِ بعضهم
ويعطونَ لمسؤول المطار أوراقهم بثقة
تزوير مُحكم لا يشوبهُ شائبة
لدقته صدقهُ المسؤول ومرُوا جميعهم
في الطائرة المتجهة لروسيا يجلسونَ هُناك
تجلسُ لادا قربَ إيديسون ويجلسُ چاي قُرب أخيه التؤام هوسوك
بينما يونجي يجلسُ قربَ فتاة لا يعلمُ مَن هي وليسَ مهتمًا لمعرفة شيء كهذا في الواقع
صامتون، إما نائمون طوال الرحلة
وبعدَ وصولهم لمطار جوكوفسكي الدولي
تحدثَ هوسوك
" رفاق أنا خائف"
ربتَ إديسون فوق كتفه
" لا داعي لهذا لقد تركنا روما"
تحدث چاي
" هوسوك إن ظللتَ على هذا الحال ستعودَ لروما وتنام في أحضان العدالة والأن إمشي بصمت"
تنهد ومشى خلفهم
وصلوا لمنزل هوسوك وچاي وجلسوا جميعهم هناك
وقفَ چاي يضع غليونه بين شفتيه
" مجيئنا هُنا لم يَكُن سهلًا لذا عليكم إتباع قواعدي لا أريد تواطئ وإلا سيكون آخر يومٍ بأعماركم "
تحدث إيديسون
" چاي، راقب إسلوبكَ بالحديث وبالأخص معي أنا لستُ خادمكَ "
رمقهُ بنظرةٍ ثاقبةٍ تحملُ الجمود ثم تابعَ حديثهُ دون إكتراث
" أولًا جمعينا أتينا هُنا ظاهريًا للعملِ بشركةٍ لتصدير الكيماويات وأظن أن جميعكم يدرك دوره في وظيفته، أما بالنسبة لما يكمن في الخفاء فسنكون مسؤولون عن أكبر صفقة لغسيل الأموال في روسيا كُلها وسأخبركم بما سنفعل في وقت لاحق "
تحدث يونجي بملل وهو ينهض من مقعده لسكب كأس من النبيذ
" توقف عن تكرار حديثكَ چاي لقد سئمنا من هذا قلته ست مرات اراهنك أن لادا قد حفظته "
تحدث هوسوك
" أخي يحب التأكيد تعلمون هو يحب كل شيء مُنظم "
تحدثَ چاي بعد أن ضربَ يدهُ بالطاولةِ
" اصمتوا ولا تكثروا من الحديث الغير مفيد الأن اذهبوا للراحة ونلتقي في التاسعة أي تأخير لن أقبل به"
تجرع يونجي كأسه ونظرَ لچاي بإمتعاض ثم نظرَ لـ لادا
" ستأتين؟"
" آتيه الجلوس هنا لا فائدة منه، وداعًا هوسوكي"
خرجت هي ويونجي من البيت لينظر لها
" لماذا تكونين ناعمة كثيرًا مع الرجال من حولكِ"
" إنه صديقي مثلما انتَ صديقي "
نظرَ لَها
" ولكنني لستُ صديق لادا "
إبتسمت لهُ بتكلف
" لا أرى غير ذلك"
صمتَ ثُم أوقف سيارة أجرى وفتح لها الباب فركبت ثم ركبَ قُربها وعاد كل منهما لمنزله
عاد الكُل للراحةِ وتركوا هوسوك وچاي في بيتهما المُشترك
نظرَ هوسوك لچاي ثم تحدث
" أخي ألا تنوي التوقف عن العمل في الأعمال غير القانونية؟"
نظرَ له چاي ثم أشعل سجارته
" بحق الجحيم هوسوك توقف عن إعطائي الحِكَم والمواعظ علمنا أنكَ رائع يكفي"
نظرَ له هوسوك
" چاي لقد طفحَ الكيل توقف عن معاملتي كخادمكَ أنا أقول هذا لأنني أخاف عليكَ يا أخي "
ضحكَ بسخريةٍ
" إحتفظ بخوفكَ لنفسكَ هوسوك أنا يمكنني حماية نفسي وأخبرتك إذا أردت الإنسحاب فإذهب إمضي وعد لروما أشك في أنكَ ستنجُ من النوم في أحضان أحد ضباط الشرطة بمجرد وصولك"
ضربَ هوسوك بيده فوق الطاولة
" چاي عليكَ إحترامي، تعامل معي بإحترام يكفيكَ هذا الغرور اللعين "
إستمر في إستفزازه
" لماذا تظن أنه عليَّ التوقف؟ هل يجب علي أن أسمع حديث مدلل مثلك؟ همم في الواقع لا أظن"
إستقام چاي من مقعده ونظر لأخيه بإمتعاض
" سأذهب للنوم لا تزعجني بشكواكَ هوسوك"
كانَ الجميع يرتاحون بينما إيديسون يچول بدرجاته النارية في الشوارع
وبينما هو يمر في شوارع عشوائيه وجدَ تجمع غريب ولكنهُ لمحَ حذاء ذو كعبٍ عالٍ وسط هذه الضوضاء وهؤلاء الرجال الكثيرون أوقف درجاته وإقترب منهم بخطًا ثابته
كَانت فتاة ذاتَ عيونٍ زرقاء وشعرٍ أسود مُجعد وكَان هؤلاء الرجال يقتربون بشكل مزعجٍ منها
وضعَ يدهُ فوقَ كتف أحدهم
" ألم تُخبركَ والدتكَ أنه من غير الأخلاقي مضايقة النساء؟"
أبعده ذلك الشاب وقال
" ومن أنتَ لتعلمني ؟"
" أسوء كوابيسك من الأن، من الأفضل لكَ أن تبتعد عنها يا مدلل والدتك قبل أن أبعدكَ ولا أظن هذا الحل المثالي "
نظرَ الفتىٰ حولهُ ليجد كُل أصدقائه إبتعدوا
"أصدقائك جيدون هيا يا عزيزي إذهب من هذا الطريق ولا أريد أن أراك صدفةً أمامي صدقني لن أترك في جسدك أنش واحد في مكانه "
" هذا تهديد صريح أحذرك يمكنني إخبار الشرطة"
" أوه يا إلهي جسدي يقشر خوفًا بالفعل" قالَ ساخرًا
ربتَ إيديسون فوق كتفه
" هيا ، هيا إذهب صبري ليس بطويلٍ كما تظن أنا للأن أحترمك لأن هناك آنسة حسناء هنا لولاها لجعلتك لوحة إعلانية وعبرة لمن يعتبر "
صمتَ الفتىٰ ولكنهُ لم يبتعد فسحبَ إيديسون الفتاة من كفها برقةٍ وأوقفها أمام درجاته النارية
" إصعدي "
" ولكن.."
تحدثَ بهدوء شديد
" قلت إصعدي "
صعدَ فصعدت خلفهُ
" تمسكِ جيدًا كي لا تسقطي "
" ولكن ما إسمك على الأقل"
" إيديسون"
" أنا أُوركيد"
" إسمكِ جميل لستِ روسية؟"
" لا، أنا من سويسرا ولكنني أعيش هُنا مع جدتي"
همهم وبدأ يقود بهدوء كان قلبها ينبض بشدة بالفعل
بعد صمت يصم الأذان تحدث هو
" أينَ منزلكِ "
أرته العنوان من بطاقتها الشخصيه
" أنتَ لا تبدو أنك روسي أو شيء من هذا القبيل"
" أنا صيني يا عزيزتي، لكن يمكنني أن أكون من أي مكانٍ تريدين"
وصلَ للعنوان الذي أرته إياه
وأخرج عُلبة سجائرة الفارغة وكتب فوقها رقم هاتفه
" ربما تحتاجينهُ، إنتبهي لنفسك ربما لن تجديني دائمًا لمساعدتكِ"
أخذت العُلبة وإبتسمت له ثم ذهبت للداخل وعاد هو للتجول حتى تصبح الساعة التاسعه ويذهب للقاء هوسوك وچاي في المنزل
كَانوا جميعًا يجتمعون في بيت چاي لمناقشة أمور صفقتهم
يجلسون جميعًا فبدأ يتحدث چاي
" يونجي أنتَ ستذهب الأسبوع المُقبل لإتمام أوراق مرور البضاعة التي ستختبئ في مخازن الشركة، إيديسون ستكون مستعد لقَتل جينيور بعد وصوله يوم الثلاثاء المقبل في تمام التاسعة والنصف التاسعة والنصف والدقيقه لن أقبل أريد التوقيتات بالضبط، لادا ستذهبين للحانة ستجدين بيتر ينتظركِ هناك وهوسوك سيكون معكِ.. وأنا سأتم صفقة شراء شركة الأدوية"
نهضَ هوسوك بعدما أنهى چاي حديثه ذاهبًا للشرفة
فتبعهُ هوسوك وتحدث معهُ بتجهم
" هل سمحت لكَ بالنهوض أين إحترامكَ لي؟ لم أنتهي من حديثي بعد.. أم أن الحديث لا يعجب طفوليًا مثلك؟"
قبضَ هوسوك على قبضتيه ثم رفعَ يده وصفعَ أخيه
وكان هذا أكبر أخطائه ربما
يتبع-
____________
هاي يا هوميز رواية لعمي وعم عيالي يارب تحبوها
ومتنسوش الڤوت(: