1883

By htdxkivr

782 58 0

|| OBSESSION || لطالما قرَأنا عن بطل مَهووس بالبطلة. لكن ماذا لو كانت هِي المَهووسَة؟ "أَخاف ان تَنفر م... More

1
2
3
4
5
6
7
8
10
11

9

40 5 0
By htdxkivr


.
.
.
.
.
.

حبست أنفاسها دون وعي وهي تنظر له، كلماته تلك زلزلت دواخلها بالكامل

ومن دون أن يتركها تستوعب الموقف ذهب نحو السرير رافعا الغطاء ليشير لها بالاستلقاء

فتحت فمها ناوية التحدث لكنه قاطعها ذاهبا اليها ليحملها فجأة على كتفه ،فتفلت منها صرخة أطلقتها  بذعر متفاجئة

توجه نحو السرير ليرميها فوقه جاعلا منها ترتد فوق ملاءة السرير

"لست من النوع اللطيف لذا استلقي بهدوء دون معارضة"

أردف بحزم لتبتلع ريقها، لما هو جديٌّ للغاية

استلقت بسرعة بعد أن لمحت نظراته التي أصبحت أكثر حدة بسبب تأخرها وهي جالسة فوق الملاءات

فتغطي نفسها من قدميها حتى فمها بطاعة ، لتبصر ملامحه التي انقلبت من حازمة إلى سعيدة وهو ذاهب للجهة الأخرى من السرير بينما يترنح بفرح

استلقى في الجهة الاخرى ليغطي نفسه

هي لم تشعر بهذا الكم من التوتر في حياتها من قبل

تريد قربه بشدة، معانقته، استنشاق رائحته، سماع صوته، ملامسة جلده

بدأت يدها بالارتعاش بخفة وهي تتخيل ذلك،

لكنها تخاف أن تبالغ، تعلم انها لن تعي على نفسها إن أطلقت جماح نفسها، ربما ستبدو له كالمجنونة وهي تتعلق به، وهي كذلك بالأصل

ربما يبتعد عنها بعد أن يتضايق من تصرفها، لذلك كانت ترفض النوم معه، لاتستطيع تخيله وهو ينفر منها بعد أن يعرف بتعلقها به

قطع أفكارها يده التي وضعها امام عينها ليحجب عنها منظر السقف الذي كانت شاردة فيه

التفتت إليه لتجده مستلقيا على جانبه ناظرا لها

"ها انت تشردين مجددا"

ابتلعت ريقها بتوتر بعد أن سمعت ما قاله، لقد بالغت في ذلك حقا ،ربما سينزعج منها إن استمرت في الشرود ،يجب أن تتوقف عن ذلك

قاطع أفكارها مجددا واضعا يده على خصرها ،ليسحبها نحوه بسرعة حتى ارتطم راسها في صدره

رفعت رأسها نحوه بتفاجئ ، قشعريرة تسري في كامل جسمها ،يحرك ابهامه بخفة على خصرها جاعلا منها تتنفس بصعوبة، هي حساسة جدا من ابسط لمساته،

ليحكم يده على خصرها بينما وضع يده الأخرى على شعرها

"ما الذي يشغل بالك لهذه الدرجة"

أنه انت

اجابت في نفسها على سؤاله

بالطبع هي لن تخبره بذلك مباشرة

"لم يكن شيئا مهما"

اردفت بحرج

نظرت في عينيه لتسرح في سوادهما ،قلبها ينبض بجنون من قربه

أغمضت عيونها الواسعة بعد أن مسد بيده فوق شعرها ،لتنظر له مجددا بمقلتيها العسلية

كانت تفكر في الابتعاد عنه، لكنها تراجعت عن ذلك فورا،

ليست مجنونة لتترك هذا الكم الهائل من الدفئ

ملامحه الهادئة مع تلك الابتسامة على فمه أدخلت الطمأنينة في قلبها، لتتشجع وتقترب منه اكثر

تنفست الصعداء باضطراب لتعانق ظهره بيديها وتحشر رأسها في صدره

فتأخذ نفسا طويلا ساحبة عبق رائحته و تغمض مقلتيها بانتشاء راخية اعصابها

لقد تناولت مخدرها اخيرا مشبعة رغبتها القهرية التي لا تنتهي

تبتسم بخفة ضد صدره مغمضة عينيها بينما تستشعر يده التي تفك ربطة شعرها، ليخلل أصابعه في شعرها الطويل فاردا إياه ،فتحس به وهو يلعب بخصلاتها بحرية

هذا هو النعيم بالنسبة لها

"ذلك الخاتم سابقا"

تحدث بهدوء بينما يده ما زالت تلعب بشعرها ،رفعت رأسها ناظرة له بتركيز، هو يتحدث عن الخاتم الذي نسيه عندها في واشنطن

"لقد وجدت أداة تجسس به"

مرت لحظة صمت بعد ما قاله، لتنتفض مكانها جالسة بفزع بعد أن استوعبت ما يقوله، عيونها متسعة بصدمة وهي تنظر له

قطب حاجبيه بانزعاج بسبب ابتعادها، كان يريد اللعب بشعرها أكثر، ليتكئ بكوعه على الوسادة مستندا برأسه على راحة يده بينما ينظر للاخرى بهدوء

لم تعرف حروفها طريقا للخروج من شدة صدمتها، ما قاله نزل عليها كالصاعقة، تشعر بالدهشة والحرج في نفس الوقت

"ك-كيف يمكن لذلك أن يحدث"

نطقت أخيرا وهي تضع يدها على فمها لتسمع تنهيدة طويلة تخرج منه بينما يغمض عينيه

"لقد كنتي مهملة للغاية"

وها هو يتلفظ بما كانت تخافه ،لم تكن فزعة من إبلاغه لها عن أداة التجسس بقدر خوفها من أن تُخيب أمله

وما قاله الان جعلها تنزل رأسها خجلة من نفسها، لقد اقترفت خطأ فادحا، و جونغكوك لا يقبل الأخطاء ،كيف لها أن تخفض حذرها لدرجة عدم ملاحظتها

لتتذكر فجأة ذلك الشخص الذي اصطدم بها في المطار عندما ناولها خاتمها الذي سقط منها، سيكون هو الفاعل لا محالة ،لأن الخاتم لم يقع في يد شخص آخر غيره

رفعت رأسها نحو للاخر لتقترب منه فتجلس على ركبتيها فوق السرير أمامه ،لا تعلم حتى ما يجب أن تقوله، لا تملك أي عذر يبرر استهتارها

"يبدو أنكِ لم تتدربي بجد منذ سفرك، تلك السنوات الثلاث قد جعلت حواسك تنطفئ ببطئ"

أردف ناظرا نحوها بتعابير حازمة، جاعلا منها تنظر له بعيون الجرو اللامعة، هو محق تماما في ما قاله، إذ تكاسلت كثيرا عن تدريبها منذ أن رحلت

لقد كان يسافر إلى واشنطن كل شهر لزيارتها، بالطبع هو لن يتركها وحدها في تلك المدينة الغريبة عنها لمجرد أنها طلبت ذلك

يبقى معها في المنزل لثلاث ايام كل شهر ثم يعود للوس انجلوس، يعتني بها لأنها كانت في حالة مزرية

عندما استقرت في أيامها الاولى لم تكن تشعر بشعور جيد اطلاقا، لقد ندمت تماما على قرارها الغبي في السفر، امضت شهرا كاملا وهي تشعر بالكآبة تنخر عقلها ،ناعسة أغلب الوقت لا تفعل شيئا ،بالكاد تتذكر إطعام معدتها

ليفاجئها جي كي بزيارته لها في بداية الشهر الثاني، بالرغم من أنها طلبت من الرفاق عدم الحضور لعلها تجد راحتها وحدها ،إلا أنها عانت مع تلك الوحدة أكثر من أي وقت مضى

لقد كان الغرابي السبب في سفرها رغبة منها بالابتعاد عنه لعل هوسها به يخف، وها هي الان تجده معها مرة اخرى

لينقشع همها وكأنه لم يكن عند قدومه، هو من اعتنى بها في ذلك الوقت مخرجا إياها من كآبتها

سجلها في ناد رياضي وعلمها كيف تعتمد على نفسها، لتكمل دراستها هناك بشكل جيد بفضله،

إلا أن كل ذلك يختفي عند رحيله، فتعود لحزنها وتضل في البيت لا تخرج منه ،تنتظر بفارغ الصبر مجيئه مرة أخرى

رائحته الخافتة التي تبقى عالقة في ثيابه التي يتركها عندها هي من تُهَدئها قليلا، تأخذ قميصه فتعانقه كل ليلة مستنشقة رائحته

ومع لمرور الأيام أصبحت تمارس الرياضة للحفاض على مرونتها، صارت تقوم بنشاطاتها بحيوية اكثر

وكل ذلك لأنه بات يمكث عندها لمدة أطول بسبب بعض الأشغال التي ظهرت هناك،

كان يرغمها على التدريب والدراسة وحتى الطعام، وقد كانت سعيدة جدا باهتمامه ،وبسببه أصبحت بهذه الهيئة النشيطة حاليا

استمر الوضع كذلك لثلاث سنوات، يضل عندها فترة قصيرة ويرحل فيعود في الشهر الذي يليه، فتصبح بالغة بجسم منحوت وجمال لافت، فتاة بمعنى الكلمة

إلا أن ذلك لا يكفي، التدرب وحدها لا يعطي نفس نتائج التدرب مع جي كي ،بالإضافة إلى تكاسلها أغلب الأحيان ،مما أدى إلى ضعف إمكانياتها

"أنا اسفة"

اردفت بخيبة من الحالة التي وصلت لها، فتخفض رأسها بخزي لا تجرأ على النظر له

"هل حدثت مشكلة"

تسائلت بعد ذلك باضطراب عن إذا كانت آلة التجسس تلك قد أحدث بعض المتاعب

"لقد عرفت ذلك فور أن اعطيتني الخاتم لذا تصرفت بسرعة"

أجابها لتكور قبضتها التي تضعها فوق فخذها بينما تقضم شفتها السفلية، هي حقا تشعر بالعار من ذاتها

سمعت بعد قليل قهقهة خافتة تصدر منه لتبصره وهو يضع يده على فمه مانعا ابتسامته من الاتساع

وقبل أن تسأله عن سبب ضحكه أشار لها بالاستلقاء مطبطبا على المكان بجانبه، نظرت له مقطبة حاجبيها فتفتح فمها تنوي رفض ذلك ،الموضوع جدي جدا الان ويجب أن تحل الموقف أولا

وبسرعة البرق وجدت نفسها تستلقي بجانبه على ظهرها رافعة الغطاء فوقها بعد أن لمحت نظرته التي انزعجت مع انقضاب حاجبيه

"أنا حقا حقا لم أقصد ذلك لا اعلم كيف لم ألاحظ الامر بالرغ-"

إسترسلت في الحديث بسرعة وهي تنظر له محاولة تبرير موقفها ،ليقاطع حديثها بوضع إصبعه فوق فمها

"لا بأس فقد ساعدني ذلك باكتشاف بعض الاشياء"

لم تفهم ما قاله بالضبط، ما الذي يمكن أن يكتشفه من شيئ كهذا، نظرت له باستغراب لتبصر تلك الابتسامة التي تعتلي محياه وهو مازال متكئا على يده

فتنظر له بانبهار ناسية كل ما حدث، ضوء القمر النابع من السماء يخترق الزجاح فيستقر على جانب وجهه وسط الظلام لتُسحر بذلك المنظر

فقط كيف يمكن لإنسي ان يكون بهذا الجمال ،رفعت يدها لامسة خده بخفة ،وكأنها تتأكد من كونه حقيقي

لتجفل مستيقظة بعد أن فرقع إصبعه أمام وجهها ، لتحسب يدها بسرعة وتحمر أذناها بشدة، أغمضت عينيها بخجل مما فعلته فتغطي وجهها بيدها

فتسمع قهقة عميقة تخرج من ثغره اطربت مسامعها، أبعد يداها عن وجهها لينظر لها بعيون مبتسمة

"إستمتعي بقدر ما تستطيعين الان، لأن الجحيم سيبدأ من الغد"

أردف مخبرا إياها بما سيحدث وكأنه يعرض عليها الغداء جاعلا منها توسع عينيها بخوف، لقد توقعت ذلك بالفعل

يبدو أنها ستبدأ ذلك التدريب الجحيمي من الغد، فالذي أمامها لن يتساهل معها أبدا وخاصة بعد الخطأ الفادح الذي اقترفته

اقتربت منه لتنظر له بعيون الجرو وهي تشبك يديها تحت ذقنها برجاء، تحاول الحصول على عطفه لعله يتغاظى عن ما اقترفته

لتتحطم آمالها تماما بعد ان اغمض عينيه بابتسامة نافيا برأسه ،يرفض جميع محاولاتها في جعله يتساهل معها

لتتنهد بيأس وتحضنه حاشرة رأسها بصدره، فيمسد على شعرها جاعلا منها تغمض عينيها بخمول

يجب أن تنعم بهذه اللحظة وتنام في حضنه وهي تتنسم بعبيره، لأنها تعلم أنها ستكون آخر ليلة تنام فيها براحة دون تعب

•••

تحرك جفناها بخفة معلنا عن استيقاظها، لتفتحهما ببطئ فتغلقهم مجددا بقوة بعد أن أذت أشعة الشمس المتسربة من الزجاج مقلتيها

استدارت نحو الجهة الأخرى لتعطي ظهرها للشمس، فتبوء محاولتها في النوم مجددا بالفشل، لتستقيم بعصبية جالسة فوق السرير وهي تكشر وجهها بانزعاج

فركت عينيها الناعستين لتضل جالسة وهي تنضر لبقعة ما على الارض لمدة ثلاث دقائق

استدارت نحو الحائط الزجاجي فتلمح طرف قوص الشمس وهو يطل وراء الغابة ،يبدو أنه وقت الشروق

مالت بجذعها نحو المنضدة بجانب السرير لتلتقط هاتفها، فتحت عينيها بصدمة بعد أن رأت الساعة

"إنها السادسة صباحا!"

صاحت بتفاجئ لكونها استيقظت بوقت باكر جدا، والأسوء أنها لن تستطيع العودة للنوم

لترمي هاتفها وتلقي ظهرها فوق السرير رافعة الغطاء، فتغطي وجهها لتصرخ منتحبة بصوت مخنوق داخل البطانية

هذا بالضبط ما كان يحصل معها وهي بواشنطن ،لا تنام لساعات كافية ، وإذا استيقظت فلن تستطيع النوم مجددا

فتضل تتصفح هاتفها من الرابعة صباحا حتى يأتي وقت ذهابها للمدرسة

أبعدت الغطاء من فوق وجهها بقوة ناظرة للسقف، تجمد جسدها فجأة، لتستمر بالنظر بسكون

لتجلس مجددا فوق السرير بسرعة وهي تنظر للملائات بعيون متفاجئة

هذه ليست غرفتها

رفعت رأسها لتمرر نظرها على أنحاء الغرفة،فينفتح فمها ببطئ إلى أن أصبحت تفغر فاهها بتفاجئ

أغمضت عينيها وهي تتذكر ما حدث بالامس، لتفتحهما ببطئ بعد أن استوعبت موقفها، نظرت للسرير بجانبها لتجده فارغا

كادت تصرخ لاكنها وضعت يدها فوق فمها مغلقة إياه، هل هي نامت معه البارحة؟ في حضنه؟

هذا اول ما خطر ببالها مما جعلها تشعر برغبة في الصراخ،  ارتفع الأدرينالين في جسمها من فرط السعادة التي شعرت بها

هي تشعر بالحماس والانتعاش فجأة، ارتمت مجددا على السرير لتعانق وسادتها وتتدحرج يمينا ويسارا مقهقهة بفرح

توقفت فجأة لتتذكر نفسها وهي تعانقه ،هي حتى الآن ما زالت تشعر بأنفاسه الدافئة

لتقضم شفتها السفلية بابتسامة وتشد عناقها على الوسادة

لمحت تلك الوسادة التي نام عليها هو، لتقترب بسرعة رامية ما كان في يدها، حشرت رأسها في وسادته فتأخذ شهيقا طويلا

ابعدت رأسها بعد أن زفرت أنفاسها مقطبة حاجبيها ،رائحته خافتة جدا ،لولا حاسة شمها الحادة لما التقطتها ،يبدو أنه لم ينم كثيرا ايضا

قاطع أفكارها صوت فتح باب الغرفة، التفتت برأسها لتجده يدخل وفي يده صينية طعام

دلف الغرفة ليضع ما بيده فوق المنضدة، ليلتفت لها مبتسما بخفة

"صباح الخير"

أردف بنبرته الرخيمة لتلك التي تتأمله بعيون لامعة جاعلا إياها تشعر برغبة في أخذ جلسة استرخاء على صوته فقط

ابتسمت بشدة نحوه ،بالنسبة لها فهذا اجمل صباح قد مر عليها طوال الثمانية عشر عاما التي عاشتها، أن ترى وجه معشوقها في الصباح الباكر وهو يحضر لها الفطور حتى السرير، ليس هناك ماهو افضل من هذا

"اذهبي الاستحمام ثم تناولي الفطور"

تحدث بهدوء بعد أن أمسك جهاز التحكم موجها إياه نحو شاشة التلفاز

"لكني أريد تناول الإفطار أولا"

تحدثت وهي تنظر لذلك الذي يتجه نحو الصحن ،ليمسك حبة عنب ويضعها في فمه متناولا إياها

"الاستحمام أولا"

أردف بحزم وهو يمضع ما بفمه ناظرا لتك التي أومئت بتنهد

حمل الطعام ليصعد فوق السرير واضعا إياه في حجره بعد ان جلس متكئا على العارضة ونظره موجه للتلفاز الذي يعرض نشرة إخبارية

حملقت به بنظرات فارغة وهي تراه يأكل، ألم يحضر ذلك الطعام لها؟

التفت نحوها بعد أن شعر بنظراتها ليقطب حاجبيه بعد رآها تنظر له بملامح متفاجئة

"ماذا هناك"

سأل تلك التي أبعدت عينيها من هيئته بإحراج، فقط ما درجة الغباء التي وصلت لها لتفكر بتلك الطريقة، هي ليست زوجته ليحضر الطعام لها هكذا

نفت برأسها لتستقيم متجهة نحو الباب ليقاطعها صوته

"إلى أين"

التفتت نحوه مستغربة من سؤاله

"للاستحمام؟"

أجابت لتبصره وهو يشير جهة حمام غرفته

"يمكنك الاستحمام هنا"

توقفت لمدة قصيرة وهي تحاول فهم ما يقوله، هل هو يسمح لها باستخدام حمامه؟

مما هو معروف فإن منزل جي كي يحتوي أربع حمامات ،يمكنك استخدام أي من الثلاثة ما عدا الرابع لأنه حمام غرفته، والذي لا يُسمح لأحد استخدامه غيره

لاكنه الان يسمح لها بذلك؟

نظرت له فتبتسم بقوة ،فقط كونه يجعلها استثناءا لقوانينه يجعلها تشعر بالدوار من فرط السعادة

"لكن ملابسي ليست هنا"

أردفت مذكرة إياه

"يمكنك ارتداء قطعة من ملابسي"

أردف باعتيادية وهو يمضغ ما بفمه، هو يعلم أنها حتى الان لم تخرج ملابسها من حقيبة السفر، ولهذا اقترح عليها ذلك

نظرت له بعيون مفتوحة على مصراعيها، ألم تتغير عادته تلك

لا تعلم كيف او لماذا، لكن هذا الشخص أمامها لا يخجل أبدا، ما زالت تتذكر في إحدى المرات عندما اصرت على النوم معه في منزله الاخر بالمدينة

كانت تشتكي من الحر الشديد الذي جعلها غير مرتاحة بملابسها، ليقترح عليها النوم بملابسها الداخلية فقط

أو عندما كانت تجد صعوبة في الحركة بسبب قدمها المكسورة عند سقوطها من الدرج، كاد يدخل ناويا مساعدتها في الاستحمام لولا منعها إياه

هو لا يكف عن مفاجئتها

"أ-أنا سأذهب للاغتسال بسرعة وأعود"

تحدثت باضطراب لتسرع في الخروج من الغرفة مغلقة الباب خلفها، تشعر بوجنتيها تحترق، فقط تخيل نفسها وهي ترتدي ملابسه جعلها تشعر بديناصورات بمعدتها

نزلت الدرج متجهة نحو الحمام بعد أن أحضرت ملابسها، المنزل هادئ جدا ،يبدو أن الجميع ما زال نائما

بعد مدة خرجت وهي تضع منشفة فوق رأسها، صعدت لغرفتنا لتبدأ في تنشيف شعرها، نزلت بعد انتهائها دالفة المطبخ لتأكل شيئا على الإفطار

وقفت أمام رخام المطبخ واضعة يديها على جانبي خصرها وهي تزم شفتيها بِأًسى، تتذكر موقفها بعد أن ظنت أنه قد جلب لها الافطار

لوهلة شعرت وكأنه زوج صالح لطيف يحب زوجته الحامل ويحضر لها الطعام لغرفتها خوفا على صحتها

لتنفي برأسها يائسة من حالها، كحلي العينين ذاك ليس لطيفا على الاطلاق، بل هو لا يعرف معنى اللطافة اصلا

لتعبس وهي ترى نفسها واقعة في حب شخص يعتبرها كأخت، وهو لا يراها كامرأة إطلاقا، بالرغم من جسمها الممشوق ووجهها الجميل

إلا أنه مازال يعاملها كشقيقته، هي تعلم أن قلبه لم يذق طعم الحب يوما، وبالرغم من بروده أغلب الاوقات

إلا أنها سعيدة وللغاية بتلك الابتسامة التي تصحب وجهه عند رؤيتها، بالرغم من أن قلبها يؤلمها بشدة لحقيقة كونه يراها كأخت

إلا أن ذلك يجعلها تشعر بالراحة في التصرف معه، الاقتراب منه ومعانقته واستنشاق عبيره الذي تدمنه، تلك تصرفات تقدسها للغاية، لا يمكن أن يمر يوم دون أن تفعل شيئا من هذا، بل هي لا تستطيع 

تنهدت بحزن لتفتح الثلاجة تبحث عن ما تأكله، لقد فقدت الشهية للطعام، أغلقت الثلاجة لتخرج من المطبخ دون تناول شيئ

أرادت تصفح هاتفها لكنها لم تجده، لتتذكر أنها نسته في غرفته، ابتسمت بخفة لتصعد الدرج بسرعة، هي الان تملك سببا لرؤية وجهه مجددا

ارتطم رأسها بشئ صلب فكادت تسقط إلا أنها امسكت بالعارضة بجانب الدرج، نظرت لمن أمامها وهي جاهزة للصراخ في وجه من صدمها

لتتوقف الكلمات في حلقها بعد أن وجدته قبالتها مقطبا حاجبيه بينما يضع يديه في جيوبه، لتخفض رأسها بحرج بعد أن تبخر غضبها تماما

"أنظري أمامك وليس إلى قدميك"

تحدث بهدوء نحو التي لا تريد رفع رأسها نحوه ،هي بالفعل كانت تصعد الدرج ناظرة للاسفل تعد الدرجات التي تخطوها ولم تنتبه لمن امامها

لتعتذر بخفة دون رفع رأسها،

"هل تناولتِ إفطارك"

سألها لترفع رأسها نحوه أخيرا ،كادت تكذب لاكنها تذكرت أن من أمامها هو جي كي، تستطيع الكذب على الجميع إلا هو

"ليس بعد"

"اتبعيني"

امر بعد حديثها مباشرة لتتبعه بعد أن نزل الدرج، اتجه نحو المطبخ وهي ورائه لتلمحه وهو يسحب بضع الصحون الموضوعة في زاوية المطبخ

لا تعلم كيف لم تلاحظها، وضع الأطباق فوق الطاولة ليسحب الكرسي حاثا إياها على الجلوس، جلست ناظرة للطعام الذي فتح شهيتها، هي على الفور علمت أنه من قام بتحضيره

هي تعرف طبخه جيدا، لطالما كان الألذ، لتشرع في الاكل بسعادة، كيف لا وهو من حضر لها الافطار

بينما هو يتكئ على رخام المطبخ يجري اتصالا ما، اتنهت بعد ان شبعت لتنظر له وهو مازال يتحدث على الهاتف

اتكأت برأسها على راحة يدها وهي تتأمله مستغلة انشغاله في المكالمة، نظر لها فجأة لترتبك ملتفتة للجهة الأخرى بسرعة

سمعته وهو ينهي حديثه لتنظر له مجددا وهو يقترب منها بينما يتنهد بإستياء

وقف خلفها ليميل بجذعه يتكئ بيديه على الطاولة أمامها، بينما هي تنظر للامام بتوتر من اقترابه المفاجئ، لتصبح محاصرة بين ذراعيه

وها هي تشرد مجددا معجبة وبشدة بمظهر عروق يده القوية، قاطع تأملها حديثه بجانب رأسها

"أنت لا تريدين مني أن اجبركِ على تناول الطعام، اليس كذلك؟"

قشعريرة سارت في كامل جسدها بعد حديثه، امسكت ثوب سروالها بقوة، ثارت عواطفها بعد أن سمعت صوته قربها، ذلك الهدوء مع بحت صوته العميقة جعلتها تترنم بسماعها

لتستفيق فجأة وهي تتدارك ما يتحدث عنه، نظرت نحو طعامها لترى أن نصفه لم يُلمس حتى، ابتلعت ريقها بتوتر

حملت ملعقتها بسرعة لتسرع في إكمال طعامها ،هي تعرف جيدا ما يعني أن يجبرها، ولاتريد لذلك أن يحدث اطلاقا!

"فتاة جيدة"

مطبطبا على رأسها تحدث وهو يتجه خارج المطبخ جاعلا إياها تبتسم كالحمقاء بفم مملوء،

نهضت بعد انتهائها لتلمحه جالسا فوق الأريكة وسط المنزل، التفت نحوها بعد أن شعر بوجودها ليستقيم مشيرا لها باتباعه لتمشي خلفه

ابصرته وهو يخرج من المنزل بعد أن فتح الباب لتقطب حاجبيها باستغراب، اتبعته لتجد نفسها واقفة فوق العشب خلف المنزل، وعلى بعد عشر أمتار توجد مقدمة الغابة

نظرت الذي شرع في طوي أكمام قميصه وهي مازالت لا تعرف ما يحدث

رفع انظاره نحوها ليرى ملامحها المستغربة

"لقد حان وقت تدريبك"

تحدث مخاطبا تلك التي سكنت فجأة، لتنظر له بصدمة، لقد تذكرت للتو أنه أخبرها البارحة بأنها ستبدأ من اليوم تمريناتها

وقبل أن تتحدث أبصرت نظراته التي انقلبت تماما من هادئة لاخرى حادة

ويال الهول، هذا بالضبط ما كانت تخشاه


















.

Continue Reading

You'll Also Like

332K 15.9K 23
مًنِ قُآلَ أنِهّآ لَيَسِتٌ بًآلَأمًآکْنِ کْمً آشُتٌآقُ لذالك المكان الذي ضم ذكريات لن تعود
1M 31.3K 43
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...
480K 38.6K 15
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
1.4M 129K 37
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...