رَسائِل غونزاليس|TK

zxitll द्वारा

20.2K 1.2K 1.1K

و إن كانت أَنامِلُ الموتى تعزِفُ بالأبجديةِ بجدّيةٍ، و حتى بحينِ أنّني عشتُ نصفَ عُمري أضعُ الطَّوابع التي جَ... अधिक

الرّسـالـةُ اللّا أخيـرة: لِقـاءٌ مـا بعد الوَداع.
١. بِلا أيِّ رِسـالـة.
٢. تُزهِـر رسـائلِـي بك فقط.
٣. عِند انحناءِ الشَّفقِ القُطبي.
٤. في اللّا شـيء و أنت كُل شيء.
٥. تَبُجُّ بَحتُك الحَسناءُ كُلَّ ما بي.
٦. و إنَّني لتوَّاقٌ رُغم أننَّي لم أنَل.
٧. و ثُمَّ أنّني لم أكُن، فهل تكُن؟
٨. كالمُتَنَعِمِ بِأهازيجك في المساء.
٩. و كثيراً ما أفَقتُ و أنت مُحاذٍ لي.
١٠. اللَّيلةُ التي نسيتُ بها ظلّك مُجدداً.
١١. و المُزْنُ التي كادت أن تَسلِبَني مِنك.
١٢.جَعَلَتني أستفيقُ بُرهةً كشُعلةٍ وضّاءة.
١٣. أمـدًا بعيـدًا حتى غِبت عن ناظِري.
١٤. و ترجِعُ إليَّ بعد أن داهَمَتك المَنايا.
١٥. حتى ادْلَهم الفَجرُ مع مَطلَعِك.
١٦. إلى أن استَعدتُ روحك و أنا أُدفَنُ.
١٧. حَيًّا حتى باتَ طَيفي يزورك وَلِعًا.
١٨. مُحلِّقًا و إن بقيتُ أُلملمُ أوراق رسائلي.
١٩. و أُبقيك حائرًا بعد أن زُرتَ قَبري.
٢٠. حتّى اكتسى الثَّلجُ حرائِق الجَشعِ.
٢١.و التَحفتُ بجفنيك وسط زُرقةِ المحيط.
٢٢. البردُ قارسٌ رُغم أنّه الرَّبيع.
٢٣. و إرتعاشةٌ في دفئك و ما بين ذراعيك.
٢٤. تمزقت الأجنِحةُ فما بالُ السَّماء؟
٢٥. لا وَجع بعد كُلِّ ذلك الوجَع.
٢٧. هل لمحتُ ابتسامةَ المُحيط؟
٢٨. و بهجةُ فؤادك بعدَ كُلِّ هذا الحنين.

٢٦. أتيتُ و معي وَهج الخريف.

342 23 4
zxitll द्वारा

ـ
سيّد غونزاليس، سيّد ماتيو لقد حضّرتُ لكما الغُرفة و لكن ...

قاطع ثيوس تأملي بقوله الذي لم يُكمله بعد

"و لكن؟"
سأل جونغكوك

و لكن عُذرًا يوجد بها سريرٌ واحدٌ مُتبقٍ لشخصٍ واحدٍ فحسب..

"لا بأس"

ها؟
سألتُ بتعجبٍ فور سماعي هذا الرّد منه

"لا بأس أسّرةُ هذه العابرةِ واسعةٌ حتى و إن كانت مُنفرِدة"

لابدّ من أنّك صعدت لهذه العابرة من قَبل

"و أتذكرُ لوحة الرَّحيل تلك جيّدًا"

من تَقصد؟

"شكرًا لك ثيوس، اذهب و احظى بنومٍ هنيء"
قال جونغكوك مُتجاهلًا ما سألته، لقد اعتدتُ تصرفاته هذه

أتمنى لكُما ليلةً هانِئة
قال ثيوس ليتقدم جونغكوك نحوه و يقول:

"أين ستنام أنت؟ رُبما سأنام معك لكي لا أقوم بمُضايقة السيّد غونزاليس"

أ_ أعتذِر و لكنّني سأنامُ مع شخصينِ آخرين، اعذرني..

"كلّا لا بأس"

صحيح لا بأس سنتصرف شُكرًا لك ثيوس على مجهودك لهذا اليوم
قلتُ مُندفعًا و ملامحي تطفوا بها علاماتُ الإنزعاجِ قليلًا

سأنصرِفُ إذن
قال لينصرف و أتنهد بعد هذا لأستديرَ عائدًا بتأمل البحر

"ألستَ مُتعبًا؟"
أحسستُ بقُربه قبل أن ينطق

لا أتعبُ من تأمل البحر

"ما الجُزء المُفضل لك من منظرِ البحر؟"

همم، رُبما زُرقة السَّماءِ المُنعكسة عليه

"لكن اللَّيل قد حلَّ بالفعل، لا أرى الزُّرقة"

تمعن جيِّدًا..

"ما دُمت ترى الزُّرقة فقط، فلن تتمكن من معرفة لونِ الظلام، انظر جيّدًا و فكر ألف مرةٍ قبل أن تحكُم على الشيء"

هل تقصد أنَّ البحر عالمٌ موحشٌ بالحقيقة؟

"و بل أكثر من ذلك"

منظره جميلٌ رُغم ذلك..

"رُبما خارجيًا فقط.. ألم تُفكر بأنَّ هذه الزُّرقة قد تمنحه مشهدًا كئيبًا؟"

كيف ذلك؟أوليس الأسود هُو ما يرمزلذلك؟

"و بل القسوة و الموت هُما ما يرمزان للأسود أكثر مِن ذلك، ماءُ البحرِ بطبيعته لا لون له لذلك هُو غامضٌ من حيث الشُّعور و ما إلى ذلك، لكن زُرقة السَّماءِ قد منحته وصفًا مُزيفًا، ألا و هُو: بحرٌ حزينٌ و مُكتئب.."

أأنت مُكتئبٌ أيُّها البحر؟ ماذا عن أعماقك؟ لابدّ من أنّه يُعاني حقًا

"هُو كذلك.."

أتكره البحر؟

"أُحِبُ عينيك"

أنا أتحدّث عن البحر الآن..

"أوليست هي البحر؟"

لن ننتهي حتمًا..
تنهدتُ و من ثمّ استنشقتُ الهواء لأتقدم بخطواتي نحو الدَّاخل قبل جونغكوك

تَبِعني هُو لكي يُرشدني عن طريق الغُرفةِ و إذ بقلبي بدأ بالتَّخبط نوعًا ما

جونغكوك كيف تعرف مكان الغُرفة؟

"لقد وصلنا"

اوه...

"الأسيادُ أولًا"
قال و هُو يمدّ ذراعيه لأدخل قبله لأنشح أنظاري في أرجاءِ الغُرفةِ و أنا مُنبهِر

السّرير واسعٌ حقًا..

"لقد نمت في هذه الغُرفةِ مُسبَقًا"

أحقًا ما تقول؟

"أجل، و أودُّ حقًا أن أنام بهذا السَّريرِ مُجددًا"
أردف و هُو يُمرر يده اليُمنى على السَّرير لأقول بعد أن قرأتُ الحنين بعينيه البراقتين:

إذن كُله لك

"لم أقل أنني سأستعمله وحدي"
قال و هُو يبتسم بخفةٍ لأصمت قليلًا ثُمّ أقول بغيرِ تردد:

حسنًا إذن

"ظننتُ أنك سترفض"

لماذا أرفض، طالما هُو يتسع لكلينا

"لكن لا أودُّ أن أُضايق سيدي"

انظروا من يتحدث هيا دعنا ننم فلدينا يومٌ طويلٌ في الغد
قلتُ لأقعُدَ على السَّرير ليقول هو بلا أيّ مُقدِّمات

"ألن تدعني أُحمم جسدك أولًا كما فعلتُ في السَّابق؟"

ها؟ متى؟
نطقتُ مُستَغرِبًا

"أنت حقًا لا تذكر الكثير"

سأنامُ فحسب، أشعر بالتّعب
قلتُ بعد أن نظرتُ إليه قليلًا باستغرابٍ لِأُمدد كامل جسدي ليقترب هُو لصعودِ السَّرير بجسده الضَّخم و هُو يقول بنبرةٍ غير نبرته المُعتادة

"من بعدك إذًا، سيّد الموسيقى"

تزاحمَت العواطفُ الغريبةُ بداخلي و بأيسرِ صدري بالتَّحديد، لابدّ من أنَّ رائحته ستلتصقُ بي حتمًا ما دامَ هُو شبه مُلتَصقٌ بي

"نسيتُ أن أُطفئ المِصباح.."
أراد أن ينهض و لكنني _و بلا إدراكٍ مني_ سحبته ناحيتي لأمنعه من النُّهوض، أمسكتُ بِطَرفِ قميصه فحسب

"ما الأمر؟ لا تقُل لي أنك تخافُ من الظُّلمة"

لم يستطِع فاهي أن يردف شيئًا سِوى الصَّمتِ الطَّويل و تجنب نظراته لألتفت بجسدي بالجهةِ المُعاكسة فورًا لِيُقهقه هُو قليلًا

مرَّت دقائق.. و أنا لم أستطِع النَّوم بسببِ رائحته الفريدة، لقد سَلَبت دواخلي و يالَ أُعجوبةِ الزَّمن..
من ماتيو الخياليّ، إلى ماتيو الواقعِيّ..

أعدتُ أنظاري نحوهُ شيئًا فشيئًا لألتفت بجسدي مرةً أُخرى، ظهره مُقابلٌ لي الآن..

أطلتُ النَّظر لِعُنقه التي تلتحفُ به خُصلاتِ شعره القاتِمة، فاقتربتُ أكثر قليلًا و مررتُ ذراعي لتخلخل أناملي داخل خُصلاته من الخلفِ لأحشر رأسي داخل عُنقه لأنزل قليلًا لظهره الذي يبدو و كأنَّ جناحانِ كانا مُختبئانٍ بداخله

حاوطتُ ذراعي حول خصره و وجهي لازال مُلتصقًا بظهره لأحس ببرودةِ يده تُمسك خاصتي لِأُبعِد رأسي قليلًا بعد أن أدركتُ ما فعلته، ماذا أفعلُ أنا حقًا؟

" ابقى كما أنت.."

أعادَ نبرته _الغير المُعتادة_ تلك مُجددًا لأعود لتلك الوضعيةِ مُجددًا و لكن هذه المرة.. بدأ جسدي يسخُن، و لا مفر من نبضِ قلبِيَ الهَلِع
هل هُو هَلِعٌ فعلًا أم وَلِعٌ؟

جونغكوك..

"همم"

لِما اخترت البقاء بِجانبي؟

"لماذا برأيك أنت"

قُل

"ماذا تظنُّ أننّي سأقول؟"

حقًا كيف لك أن لا تضجر منّي طيلة هذه الأعوام..

" و هل ضجرت أنت منّي؟"

يُستحالُ هذا!

"إذًا الأمرُ ذاته معي.."

إلتَفت، انظُر إليّ

"لماذا.."

جونغكوك

التفت ناحيتي و ها نحنُ قريبينِ أشدّ القُربِ من بعضِنا ،تفحصتُ تقاسيم وجهه قليلًا لِأُلاحظ اختلافًا بسيطًا بملامحه لأسأله مُتهربًا من نظراته المُتأملةِ تلك..

هل تشكو من شيء؟

"روحي تشكو من الشَّخص الذي أمامها.."

من،أنا؟ هل ارتكبتُ خطأً ما؟

" لقد ارتكبت العديد من الأخطاءِ بحقِّ روحي"

مـ

لم أستطع أن أنطِق أكثر بعد أن اقترب أكثر فجأةً لِيُطبِق فاهَهُ بجانبِ ذقني و بالقُربِ من شفتي التي تجمّدت مع نبضاتِ روحي و أنفاسي

هل سمِعتُ غناء الكونِ للتَّو؟ هل اختفت أصواتُ أمواجِ البحرِ لبُرهة؟
العالمُ أُعجوبةٌ، و العالمُ أنت، و نُقطةُ النِّهاية..تُوضعُ هُنا.

ظننتُ أنَّ النَّعيم سيستمِر، لكنه ابتعد بِتأنٍ بعد أن أطال ما فعله بغتةً

ابتعد و لكن نظراته لم تبتعد و لو قليلًا، إنه يتأملُ بي كما لو أنَّه يبحثُ عن شيءٍ مفقودٍ و ثمينٍ بملمحي

قبَّل عيني اليُمنى و تنهد تنهيدةً ما بعدها أُخرى ليعود و يستلقِ لأُواجه ظهره مُجددًا، و لأولِ مرةٍ لم أرغب بأن يتوقف، و لكن...

_في الصَّباح و في بداياتِ الفجر_

"تايهيونغ..تايهيونغ.."

استيقظتُ بعد أن سمِعتُ صوته، ظننتُ أنّني أحلُم و لكنه يقف أمامي كما لو أنَّ النادل يقِفُ أمامي

هل هُو نفسه ماتيو من البارحة؟ واه

"لقد اقتربنا من وجهتنا"

أحقًا؟

ذهبتُ مُسرِعًا إلى سطحِ العابرةِ دون أن أغتسل حتى ليتبعني ماتيو و هُو يقول:

"اذهب و استحم بعد أن تُشاهد منظر الشُّروق"

إنه شروق الشَّمسِ مع البحرِ حقًا..
وقفتُ مُتأمِّلًا في ذهولٍ عميق ،أنا أعيش أبهى لحظاتِ حياتي في الوقتِ الرَّاهنِ و لا أودُّ الخلاص منها البتّة..

ماتيو، أشعُر بأنَّ هذا المشهد و كأنه يحتضنني..

"أجل، هيا إذهب و استحم قبل أن يراك أحدٌ هكذا"

هل أبدو فوضويًا جدًا حقًا؟

"بنظري تبدو الأوسم في كُلِّ الأحوال، لكن لا أودُّ من المتعجرفين أن يتحدثوا بسوءٍ عنك"

لم يغزوه أيُّ فشلٍ بخلقِ ابتسامةٍ طفيفةٍ بمُحياي لأمنح نظرةً أخيرةً للمشهدِ البديعِ و أعود أدراجي بعد ذلك

دخلتُ لأستحِم لكنني سمِعتُ صوت السِّتارِ فتوقعتُ أنّه ماتيو، و ها هُو يدخل ليقول بكل ثقة:

"دعني أفعل ذلك بدلًا عنك"

أتظنُّ أنني لا أزالُ طفلًا؟

"لا و لكن أودُّ أن أُصلِح المشهد الذي بذاكرتي"

ماذا تقصد؟

"حينما ظننتُ أنك قد فارقت الحياة..حممتُ جسدك بذلك الوقت.."

أوه..أنا أعتذر حقًا لأنني خلقتُ ذكرى سيئةً بذهنك طيلة هذه السَّنوات..

"لا بأس، المهم أنك على قيدِ الحياة،المُهم أنَّ سيّد الموسيقى لازال يطأ نفس الأرض التي تطأها أقدامي كذلك.."

توقف ليقترب منّي و أنا شبه عارٍ ليُكمل قوله:

"و الأهم..أنّني أستشعر أنك ما تزالُ تتنفس"
وضع يده على يسارِ صدري العاريَ ليستمر بقوله:

"و لا يزالُ هذا ينبِض.. الأمرُ مُطَمئِنٌ فوق ما تتخيلُ يا تايهيونغ.."

ها هي نظراته تلك تُعاود تفحصي و هذه المرةِ ليس وجهي فحسب، و بل حتى جسدي الشبه عاري و هو يمرر يده على صدري و عُنقي وُصولًا لفكي و شفتي ليُبعدها بكل رفقٍ بعدها و أنا مُتجمدٌ بدونِ أيّ حراكٍ هُنا

"سأغسلُ شعرك و ظهرك"
نطق لأردّ بدون أن أُظهِر توتري:

و ما الذي تبقى إذًا؟

"هل أُحمم كامل جسدك إذًا؟"

لـ لا..

"تعال"
سحب ذراعي لأجلس على شيءٍ خشبيٍّ و جلب الدَّلو الكبير المملوء بماءٍ دافئٍ و به مغرفةٌ خشبيةٌ فأخذ منها قدرًا بسيطًا و سكبه على ظهري أولًا و أخذ يمسحُ جلدي بكفيه الباردين و لكن بطريقةٍ ما، كان هذا مُريحًا بشكلٍ غريبٍ لدرجةِ أنني شعرتُ بالنُّعاس..

و بعد صمتٍ طويلٍ سألته:

هل تعلمت التدليك من عند أحدهم؟

"خَمِّن"

من؟

"غارسيا.."

آهٍ يا غارسيا لو أنك لا تزالُ على قيدِ الحياةِ لتعلمتُ منك الكثير..

"لقد تعلم هو بعض الأمورِ أو أغلبها باليابان"

أحقًا؟

"أجل، لقد انتهيت و الآن سأغسلُ شعرك أغمِض عينيك"

الرَّائحةُ جميلة، ماذا وضعت؟
قلتُ بعد أن أغمضتُ عينيّ و لكنني لم أتلقَ ردًا منه سوى الصَّمت

أخذ يُخلخل أنامله بين خُصلاتِ شعري الذَّهبيةِ بكُلِّ رفق، إنه بارعٌ حقًا أنا أشعرُ بارتياحٍ شديدٍ و غريب..

اسمع ماتيو، لقد تحَمّمتَ مُسبقًا و لكن الآن لابد من أنك تبللت حتمًا

"هل تودّ مني أن أنضم لك إذن؟"

ليس هذا ما قصدته...

"أمزح فحسب، لا تقلق سأُبدل ما أرتديه فيما بعد"

مرّت دقائق ثُمّ انتهى بعد أن كُنت على وشك النَّومِ بسبب الراحةِ التي شعرتُ بها ففتحتُ عينيَ لألتفت و أراه يخلع قميصه الصّوفيّ ذو اللونِ النّبيذيّ، لأنبهر بجسده المُتّسق ..

جلب المنشفةَ و قام بتجفيفِ شعري أولًا و أنا أنظر لخُصلاته المُبللةَ و التي تسقط على غشاءِ عينيه و عنقه و صدره النَّاصعانِ مع قطراتِ الماء التي تلتحمُ هذا النَّقاء، هل هو اعتياديٌّ حتى؟ لا أظنّ ذلك..

"هيا دعنا نستعد، سنصِلُ قريبًا"
قال مُقاطِعًا تأمّلي

حسنًا

"سنذهب لقاعةِ الطَّعام لنتناول الإفطارَ أولًا"

أحدهم يطرق الباب
قلتُ بعد أن سمعت صوت طرق الباب، و في الحقيقةِ أردته أن يبتعد سريعًا فنبضُ قلبي لم يعد بوضعه الطَّبيعيّ أبدًا حينما بات بهذا القُربِ مني  بالأخص و هُو بهذا الشَّكل...

ارتديتُ ملابسي سريعًا فخرجتُ لأرى ثيوس يُحدّث جونغكوك _الذي ارتدى ملابسه بالفعل_ أمام مدخل الغُرفةِ و عند الباب

صباحُ الخير سيد غونزاليس
قال ثيوس بكُلِّ احترامٍ كما المُعتاد لأرد عليه التَحية

"هيا لنأكل، سنصل في حدودِ عشرةِ دقائق تقريبًا"
قال جونغكوك و هو ينظر للساعةِ التي أخرجها من معطفه للتّو

توجهنا لقاعةِ الطَّعامِ و أمامنا ثيوس و بعض الخَدم ِ و جيّدٌ أنَّ الطاولة التي سنجلسُ بها مُنعزلةٌ قليلًا هذه المرةَ فأخذنا مقاعدنا و بدأنا الأكل و أثناء ذلك سمِعتُ رجلان مُتوسطَيّ السّن يتحدثان بغيرِ الفرنسية، إنهما مُثيران للرّيبةِ أيضًا

لاحظ جونغكوك ذلك و قال:

"تجاهلهما و تناول طعامك "

إنهما يتحدثان اليابانية أليس كذلك؟
همستُ لماتيو

"أجل.."

عن ماذا يتحدثان؟

"هيا تناول طعامك"

الرجل الغريب: لا تقلق لن يستطيع أحدٌ فهمنا فجميعهم فرنسيون..
الرّجل الآخر: اصمُت

انتهينا من تناول الطَّعام، و ذهب ثيوس مع الخدمِ ليحملون أمتعتنا و ها هي الصَّافرة تُعلن وصولنا أخيرًا، و لمحتُ جونغكوك يهمسُ لثيوس شيئًا فشعرتُ أنَّ هُنالك أمرًا خلف الرَّجلين الغريبين

توقفت العابرةُ فلوحتُ للبحرِ إلى لقاءٍ غيرِ معلومٍ و ها هي أقدامي تطأ هذه الأرض الجديدة، استعجلني ماتيو بشكلٍ غريبٍ لأصعد العربة التي يقودها ثيوس و العربةُ هُنا تختلفُ قليلًا عن التي بفرنسا و ها نحنُ قد بدأنا من جديدٍ في أرضٍ أُخرى..

نجهلُ أو أجهلُ إن كان أمرًا سيئًا أو جيِّدًا، و لكن أأملُ أن يكون جيّدًا

سألتُ ماتيو عن الذي يحصل فأمسك بوجهي و ألصق جبينه بجبيني و أغمَض عينه ليقول و هو يُطمئنُني:

"لا تقلق، لن تجد سوى الأُمور الجميلةَ هُنا أعِدُك"

سأثِقُ بهذا

"ستحُبها حتمًا"

باتت كلماته هذه مع نبرته كتهويدةٍ ربتت عليَّ مُؤبدًا
فلا شيء يُشعرني بالأمانِ و الإطمئنانِ سواهُ..

أُعجوبةٌ أنت يا جونغكوك

أُعجوبة..

ـ
ـ

पढ़ना जारी रखें

आपको ये भी पसंदे आएँगी

181K 7.5K 37
رواية حقيقية... بقلمي: ريحان محمد
184K 4K 66
عندما لم استطع ان اكتبهم ابطالًا اصبحو اعـداء ربما كان من الأفضل ان اتوقف عن الكِتابة عند الجزء الذي كانو فيه سُعـداء .. الكاتبه| رَهاوج • لكل سارق...
3M 146K 78
ـ #بحر العشق المالح فى بحر العشق نحن تائهان بين الامواج، لا تقاومي، دعينا نسبح ضد التيار بالنهايه نغرق من فرط العشق ونذوب مثل الزبد في بحرالعشق ال...
1.6M 32.9K 127
للكاتبـه ليما @rwizi_ ما احلل اقتباسها او سرقتها او نقلها لمكان اخر ✖️ .. تتكلم عن البطله شفق اللي يموتون جميع اهلها بسبب حريق منزلهم وتتشتت من بعده...