Rose

By rallin-roll

629K 24.9K 15.8K

فاتنة ... مرحة ... فتاة قروية ... عائلة كبيرة و غنية ... محبة للهندسة و التصميم بشكل خيالي ... ذكية و غبية في... More

مقدمة
Chapter one
Chapter two
Chapter three
Chapter four
Chapter five
Chapter six
Chapter seven
Chapter eight
Chapter nine
Chapter ten
Chapter twelve
Chapter thirteen
Chapter fourteen
Chapter fifteen
Chapter sixteen
Chapter seventeen
Chapter eighteen

Chapter eleven

27.7K 1.2K 958
By rallin-roll


" هل ستتزوج بي فقط بسبب رغبة جدي ام ان هناك سبب اخر ...؟ "

بقي آرون ينظر اليها لثوانٍ طويلة و هو على جلسته حيث كان يتكئ على نافذة المقصورة الزجاجية على الارض اما كارين فكانت تجلس مقابلة له بوضعية متربعة ، انفاسهما هي فقط ما كانت تسمع في المكان حتى تنهد معيداً بصره الى الخارج " و اذا كان هناك سبب اخر هل ستتراجعين عن قراركِ ؟ " .

رمشت الاخرى عدة مرات ، فهل هو يرد على سؤالها بسؤال ؟

رطبت شفتيها مشابكة اصابع يداها مع بعض لتقول بنبرة
خافتة محاولة فهم ما الذي يرمي اليه " مهلاً ... انت ماذا
تقول ؟ هل تقصد انك س... " توقفت عن الكلام حين رن هاتفه مقاطعاً محادثتهما .

مد يده الى معطفه الداخلي و اخرجه بحاجبين معقودين بمزاج تغير بثانيتها و لا تعلم كارين هل استاء بسبب المهاتفة التي جاءته ام بسبب موضوعهما .

" اجل ، ماذا هناك ؟ " قال حاكاً فكه الملتحي لتراقب كارين ملامحه التي تحولت الى التجهم و هو يستمع للطرف الاخر بصمت ... لطالما كان هكذا ، عصبي جداً لكنه دائماً ما ينجح بكظم غيضه و يسيطر على انفعالاته .

عضت على شفتها السفلى بقلق ناظرة اليه بترقب حتى ضرب على فخذه بغضب " و كيف حدث هذا ؟ اين كنتم عما حدث !؟ ... اغمض عيناه بتعب داعكاً ما بينهما ... سآتي في الحال " اغلق الاتصال و اعاد هاتفه الى داخل جيب معطفه و نظر اليها اخيراً .

" ماذا حدث ، آرون ؟ " مرر يده في شعره محاولاً تمالك اعصابه " لقد تعرضت غرفة الارشيف و الملفات الى الاحتراق ... يقولون انه تماس كهربائي " شهقت برعب واضعة يدها على فمها بعينان متسعتان .

" هل اتلفت الكثير من المفات المهمة ؟! " هز رأسه الى الجهتين و نهض من مكانه يتنفس بقوة ، لعن بصوت عالي بشكل اجفلها لتحمد الله ان لا احد معهم في هذه المقصورة .

استقامت هي الاخرى و ركضت اليه محاولة تهدئته " اهدأ قليلاً ارجوك ... " رص على فكه بدون قول اي كلمة لكن كارين انتبهت الى قبضتي يداه اللتين كانتا مضغوطتين بعلامة تدل على الغضب و التوتر الشديد .

التفت ليجلس على المقعد الذي يتوسط المكان ماسحاً وجهه بتعب شديد ... تباً ، فقط من اين خرج هذا الان !؟

عضت شفتها السفلى و اقتربت بتردد لتجلس بجانبه واضعة يديها بين ساقيها محدقة بالخارج حيث الثلوج التي تتساقط بكثافة حاجبة الرؤية قليلاً ...

بقي الوضع صامتاً بينهما مع شعورها بآرون الذي كان جالساً على اعصابه و يقبض على طرف المقعد من كلا الجهتين " لما قمت بحجز المقصورة بأكملها لنا ؟ هناك مكان فارغ يكفي ربما لعشرة اشخاص اخرين او اكثر ... " قالت هذا بنية تلطيف الاجواء و تغيير الموضوع لكنه فقط نظر اليها بطرف عينه و اعاد بصره الى الخارج .

تنهدت كارين بعدم فائدة فعلى ما يبدو ان موضوع الحادث هو كل ما يشغل تفكيره حالياً ... اخفضت بصرها حيث كف يده الايسر الذي كان من جهتها ، اثار حرق الشاي لا زالت
واضحة جداً لان الجلد كان يبدو غريباً و لونه بني ...

ببطئ شديد مدت كفها الصغير و امسكت يده جاعلة جسده يتصلب بثانيتها ليلتفت اليها اخيراً ... هذا الرجل !

ابتلعت ريقها ببطئ بسبب حجم يده و اصابعه ... ما الذي تتوقعه من يد لاعب كرة سلة ؟

تقربت اليه اكثر حتى التصقت بجانبه بدون افلات كفه
" لو ضربتني بهذا الكف يوماً ما ، لن استغرب موتي بلحظتها ... " همست بصوت خافت جداً لكن لسكون الاجواء حولهما ، استطاع آرون سماعها ... ماذا تقول هذه القنفذ !؟

" و هل انا مجرم لعين حتى افعل هذا ؟ " نبس بين شفتيه بإستياء فما الذي تظنه هذه الفتاة به ؟

" يااا آرون توقف ، انا فقط احاول تلطيف الاجواء هنا حتى نصل الى الاسفل " اغمض عيناه بقلة صبر فهي لا زالت تستعمل تلك النبرة المجرورة حين تناديه بإسمه .

" و هل ترين ان هذا حقاً وقت تلطيف الاجواء ؟ " حكت رقبتها من الخلف و افلتت يده لتعاود النظر الى الامام بدون قول كلمة اخرى لانه حقاً لم يكن بمزاج للمزح .

اخذت دورة الدولاب ربما خمسة عشر دقيقة اخرى او اكثر ليصلا اخيراً الى الاسفل حين فتح لهما العامل " شكراً لك " قالت بإمتنان اليه ليومئ الاخر لها بابتسامة صغيرة .

" هل سنعود الى المنزل ام ستذهب الى الشركة ام ماذا نفعل ؟ " قالت معاودة لف يدها حول ذراعه لكي لا تنفصل عنه في هذا الازدحام فأخفض بصره نحوها و سحبها الى الشارع العام لإيقاف سيارة اجرة " سأضطر لارسالكِ الى المنزل لوحدكِ ... " قال تزامناً مع رنين الهاتف ربما للمرة العاشرة بعد ان جاءه الاتصال الاول ليتنهد بعمق و تجاهله .


لمعت عينا كارين مومئة بموافقة و افلتت ذراعه حين توقفت احدى السيارات امامهما " حسناً ، سأتصل بك لاحقاً فقط لأطمئن انك بخير " قالت هذا بدون وعي جاعلة بصره يرتد اليها لكنها فقط صعدت الى السيارة مغلقة الباب خلفها و امرت السائق ان يتحرك .

اغمضت عيناها بقوة واضعة وجهها بين يديها ... لأطمئن انك بخير !؟ ماذا دهاها بحق الخالق ؟!

اقتلوني ...!

الطريق الى المنزل كان عذاباً حقاً و هي تفكر بما حدث في الشركة ، هل هو حقاً تماس كهربائي ام انه فِعلٌ متعمد ؟

و الاهم من كل هذا ان سؤالها الاساسي لم يتم الاجابة عليه بسبب الاتصال الذي جاءه !

حين دخلت الى المنزل لم تجد غير الهدوء الذي يخيم على المكان بما ان الوقت متأخر ... هذا يعني ان آرون لم يعلمهم بأمر الحريق !

صعدت على اطراف اصابعها الى الاعلى و فقط حين فتحت باب غرفتها شهقت برعب واضعة يدها على فمها حين وجدت جودي تستلقي على سريرها بكل اريحية واضعة حاسوبها المحمول على صدرها مع متابعتها لتلك المقاطع السخيفة من المرة السابقة .

" افزعتني ايتها الغبية ! " همست مغلقة الباب خلفها و ابتدأت بخلع معطفها و حقيبتها لتنظر اليها جودي بابتسامة جانبية " صوركما انتِ و اخي منتشرة في كل مكان على مواقع التواصل " .

همهمت كارين بإستفهام اثناء فتحها لربطة شعرها و اقتربت من السرير لتنحني بجانب جودي التي ادارت شاشة الحاسوب اليها حتى ترى " آرون و كارين دوغلاس في موعد متأخر امام ساحة عين لندن ! " .

رمشت عدة مرات متمعنة بفارق الطول بينها و بينه و كيف انه في احدى الصور ينحني نحوها اثناء تحدثها معه ... لاعبي كرة السلة العمالقة حقاً يحبون التفاخر بطولهم !

وضعت شعرها خلف ظهرها لأن قصر قامتها اجبره على الانحناء فقط ليسمع ما تقول ... هذا نوعاً ما ارضى غرور الانثى التي بداخلها !

" دعينا من هذه الصور الان ، هناك شيء يجب ان اخبركِ به فالتبقي الامر سراً حتى يعلم آرون الجميع به " قالت بجدية جاعلة جودي تعقد حاجبيها الكثيفين مع بعض و استقامت بجذعها العلوي واضعة الحاسوب جانباً " ما الامر ؟ " .

جلست امامها على طرف السرير متلاعبة بخاتمها " لقد جاء الى آرون اتصال اعلموه به ان غرفة الارشيف قد تعرضت للاحتراق بسبب تماس كهربائي " اتسعت عينا الاخرى واضعة يديها على فمها " ويحي ! " .

اخرجت كارين نفساً ساخناً ماسحة على وجهها " هناك شيء غريب لا استطيع استيعابه في الامر ، اشعر ان هناك ثغرة في الموضوع ... " .

" يبدو ان اخي لم يخبر اي احد في المنزل بهذا ... " تمتمت جودي حين ادركت ان البيت هادئ جداً مما يدل على انه حقاً لم يخبر احد .


هزت كارين رأسها بقلة حيلة و نهضت من مكانها متوجهة الى غرفة الملابس ... اغلقت جودي حاسوبها و حملته لاحقة بها " فالتنامي جيداً و لا تفكري كثيراً لان غداً لدينا يوم مزدحم كما تعلمين " .

همهمت لها كارين ملتقطة احدى اثواب نومها مع سماعها لجودي التي ودعتها و ذهبت ...

دخل الى المنزل مغلقاً الباب خلفه ليصعد مباشرة الى الاعلى ، تباً كان يعمل منذ اسبوعين بشكل اضافي و الان اختتمت بهذه المشكلة اللعينة !

خلع معطفه بعدم اهتمام و القاه على المقعد الذي امام السرير
ليليه قميصه الذي تحته ... دخل الى غرفة الملابس متخطياً الخزانات التي اصبحت ملكاً لكارين و فتح احدى خزاناته مخرجاً ملابس بيتية مريحة .

فقط حين اراد فتح حزام بنطاله توقف ناظراً الى احدى خزانات ملابسها المغلقة ، كانت بباب ذو جناحين كبيرين ...

اقترب من الخزانة الاخرى التي بجانبها من جهة اليمين و التي كانت بباب واحد ، فتح بابها بخفة ليجذب نظره الرف الجانبي الذي ترتب به احتياجاتها النسائية الخاصة ...

حك رقبته من الخلف مبعداً بصره عن تلك الاشياء لتقع عيناه على اثواب النوم المعلقة و تحديداً الثوب ذو اللون اللؤلؤي ذاته الذي رآها به عندما تحدثا بغرفتها ذاك الصباح ...

التقطه من العلاقة الخاصة به و بقي فقط ينظر اليه لثواني طويلة حتى اغلق عيناه بإستياء مقرباً اياه من انفه مستشعراً رائحة عطرها الهادئة الملتصقة به ... رائحة كالورود المتفتحة حديثاً !

لطالما تسائل حقاً عن تركيبة العطر الخاص بها ...

فتح عيناه مع عقدة متكونة بين حاجبيه ليعيده الى مكانه و صفع باب الخزانة متوجهاً الى الحمام لعله يريحه من هذا التفكير اللعين .

بعد ان اكملت روتيناً ليلي دام نصف ساعة او اكثر اخيراً اختتمته بوضع قلم الشفاه المرطب لتركض الى السرير متدثرة داخل الاغطية الدافئة ، سحبت هاتفها لتتفحص الساعة التي تشير الى ما بعد الثانية عشر و النصف صباحاً .

عضت على شفتها السفلى بتردد و دخلت الى جهات الاتصال مطالعة رقمه ، هل تتصل به ؟ هل هو نائمٌ الان ؟ هل عاد من الشركة ؟


لابد انه عاد الان لأن الوقت متأخر جداً " حسناً لنرى " تمتمت ضاغطة على زر الاتصال و وضعت الهاتف على اذنها منتظرة ان يجيب من الطرف الاخر .

لا إجابة ...

مطت شفتها السفلى الى الامام معاودة الاتصال به ليفتح الخط اخيراً و جاءها صوته العميق الممزوج بنبرة غريبة ، عقدت حاجبيها بتشوش فهل هو نائم ام ماذا ؟

" آرون ؟ " همست مستلقية على ظهرها و اصابعها تتلاعب بطرف الغطاء فجاءها صوت همهمته " اين كنت ؟ لِمَ لم تجب على الهاتف ؟ " زفر الهواء بقلة صبر ، لما تحب ان تسأل عن كل شيء لا يخصها ؟

" لقد كنت استحم في الحمام و لم اسمع الهاتف بسبب صوت المياه " اجاب متوجهاً الى غرفة النوم و بيده منشفة صغيرة يجفف بها شعره و رقبته من الخلف ليلتقط الملابس البيتية التي اخرجها سابقاً ...

" كيف تستحم في هذا الوقت المتأخر و في هذا الجو البارد ؟! ثم الم تستحم سابقاً قبل العشاء ؟ " بسط شفتيه بإستياء و عاود الخروج من غرفة الملابس " و هل هناك قانون يمنعني من الاستحمام مرة اخرى ؟ " .

هزت الاخرى رأسها بنفي واضعة بعض خصلات شعرها خلف اذنها " انا فقط انصحك ... اتركنا من هذا الان ، اخبرني هل كل شيء بخير في الشركة ؟ " .

جلس على طرف السرير مدلكاً جبينه بسبب الصداع " لقد تم حرق بعض الملفات المهمة ... غداً سنرى ما الذي سنفعله بخصوصها ، لابد ان نجد بعض النسخ المحفوظة في نظام الشركة الحاسوبي " .

" حسناً ... هل ستخبر والدي و الجميع بالامر ؟ " قالت عاضة على شفتها السفلى ليأتيها صوت همهمته مرة اخرى
... لما يتصرف ببرود غريب هكذا ؟

" سأكون في المنزل صباحاً و اخبرهم بنفسي " قال بعد ثوانِ فهزت كارين رأسها بإيجاب معاودة الاختباء تحت الغطاء
" تصبح على خير اذاً ... " هذا كل ما همست به و اغلقت الاتصال مقررة الدخول في سبات عميق .

فتحت عيناها صباحاً على صوتٍ عالي قادم من الاسفل فنهضت من السرير بفزع متناسية شكلها و ملابسها و ركضت خارجة ...

وصل الى مسامعها صوت عمها و وكارتر ، ارادت النزول و رؤية ما يحدث لكنها توقفت عندما لمحت ثوب نومها الخفيف فتراجعت في اللحظة الاخيرة و عادت الى الغرفة لترتدي روبها البيتي الدافئ فوقه .

عند وصولها الى اعلى السلالم كادت ان تصطدم بجودي التي يبدو عليها الفزع هي الاخرى " ما الذي يحدث !؟ "
همست جودي بخوف اثناء نزولهما على السلالم فهزت كارين رأسها بعدم معرفة محاولة رفع شعرها الى الاعلى بإحكام .

رأت آرون يجلس بينهم بجانب جدها الذي يبدو الشحوب واضحٌ على وجهه المرهق ... فقط كم الساعة الان !؟

" من المستحيل ان يكون تماسٌ كهربائي ! " صاح كارتر بغضب ممرراً يده في شعره " لم تواجهنا اي مشكلة مع الكهرباء من قبل فكيف بحق خالق الجحيم حدث هذا !؟ " .

" ان كان فعلاً متعمداً فما الغاية منه ؟ " هذا كان ستيف مدلكاً ما بين عيناه لتنظر كارين الى آرون بلحظتها مع اتساع حدقتيها ... هل يعقل هذا !؟

الافطار كان جنونياً لان العائلة لا زالت تتناقش في الامر و الان ليس لديها اي مزاج للخروج من اجل اختيار ثوب الزواج ...

فاجأتها ايميليا حين اخبرتها انهن سيذهبن معها جميعاً لاختيار الثوب ... حتى جدتها !

تماماً كما فعلن مع جاين في زواجها ، رافقنها جميعاً لتختار الثوب المناسب ...

ارتدت ملابس بسيطة يعلوها معطف شتائي كثيف و رفعت شعرها الطويل بذيل حصان محكم ، خرجت من الغرفة على استعجال مهرولة على السلالم الى الاسفل لترى جاين واقفة
على اخر درجة من السلم و تنظر الى الصالة الاخرى من غرفة الجلوس التي تطل على المطبخ ... ما بها ؟

" ماذا تفعلين ؟ " همست خلفها جاعلة الاخرى تنتفض واضعة يدها على اسفل معدتها و التفتت الى كارين عاقدة حاجبيها " هل تريدين مني ان افقد ابن اخيكِ الذي لم يولد بعد ايتها الغبية ؟ " .

" الى ماذا تنظرين ؟ " تجاهلت كارين سؤالها و مدت رأسها هي الاخرى بفضول لتنصدم بوجود اخر شخص قد تتوقعه
... ماذا يفعل هنا !؟

" من هذا الاسمر الوسيم ؟ هل تعرفينه ؟ " جاءها صوت جاين التي بجانبها و تتمسك هي الاخرى بسور السلم ملقية نظرات الى حيث آرون الذي يجلس مع اوليفير ...

" انه السيد اوليفير ، محقق في مركز الشرطة ... و حب جودي المستحيل ! " توسعت عينا جاين من كلام كارين واضعة يدها على فمها بابتسامة غير مصدقة .

" ماذا قلتي ؟ هل هذا المثير ... " انقطع كلامها حين جاءتهما الاصوات الصاخبة من اعلى السلالم و لم يكن غير جودي و الصغار حيث كانت تحمل سكاي بين ذراعيها و ادموند مع روز يهرولان على الدرجات .

نظرت جودي اليهما بإستغراب فما الذي تفعلانه هاتين الغبيتين بوقوفهما هكذا كالتماثيل " ماذا تفعلان ؟ " قالت بصوت عالٍ بسبب صراخ التؤام و ركضهما الى ارون لتتسمر في مكانها فور التقاء سماء عيناها الخاملة مع غمامة حدقتيه المسودة .

لحقتها كلاً من جاين و كارين لتلكزها كارين بمرفقها من الخلف " ليس من اللائق ان نتجاهله " اولهن كانت كارين التي توجهت اليهما بوجه متورد بحيوية ممسكة بإدموند و روز من كلا الجهتين لتسحبهما معها " نعتذر للازعاج سيد اوليفير ... كيف حالك ؟ " .

نظر اوليفير الى الصغيرين بابتسامة صغيرة اتسعت حين اختبئت روز خلف كارين مرسلة له تحية بيدها الصغيرة بخجل " لا ازعاج ابداً سيدة كارين ، لدي ابن بعمرهما تقريباً لذا فأنا نوعاً ما معتاد على الامر " .

ضحكت كارين بخفة و انسحبت مع الصغيرين حين نهض آرون مستأذناً منه لدقائق و حمل إدموند متحركاً معها " هل ستذهبون الان ؟ " اومئت له فاتحة باب المنزل عندما لحقت بها جاين ملوحة بيدها نحو اوليفير من بعيد بلباقة .

فقط هي ...

لا زالت جودي واقفة بجانب السلالم و تنظر اليه بدون ان ترمش شادة بحظنها على سكايلر الذي يطالع اوليفير هو الاخر بإستغراب ...

حمحمت بإرتباك عندما خرج آرون مع البقية الى الخارج تاركاً الباب مفتوح فتقدمت ببطئ منه ...

تمعن اوليفير بهيئتها الرائعة كالعادة ، كانت ترتدي بنطال و قميصاً صوفي برقبة عالية مغلقة باللون الاسود مع معطفاً شتائي طويل باللون الاخضر الغامق .

رغم ان جودي كانت تمتلك مركز تجميل كبير و معروف الا انه انتبه انها لا تضع مستحضرات التجميل الا نادراً و في مناسبات خاصة ... وجهها كان خالٍ من اي شيء و الذي ساعد على بروز ملامحها هو حاجبيها السوداوين الكثيفين و بشرتها البيضاء الخالية من العيوب .

شعرها الاسود الذي كالاولاد كان مصففاً بشكل جميل واضعة احد جانبيه خلف اذنها ... هذه الجنية !

" اه ... مرحباً ... " همست برقة ليكرر سكاي كلمتها دافناً وجهه بعنقها بخجل شديد جاعلاً كلاهما يضحكان على مبادرته اللطيفة بالكلام ...

" انه ابن اختي ... سكاي ، قل مرحباً بشكل افضل صغيري هيا " مسحت على شعره البني الناعم حاثة اياه على معاودة التكلم بدون خجل ... ابعد الاخير رأسه عن رقبتها و نظر الى اوليفير بتردد ملوحاً بيده الصغيرة نحوه ليهمس متنهداً بلطافة شديدة " مرحباً " .

" مرحباً بك ايها الصغير " اخرج صوته العميق اخيراً جاعلاً جودي ترتطب شفتيها و رفعت بصرها اليه مرة اخرى " هل انت هنا بشأن ما حدث لشركتنا ؟ " .

تنهد اوليفير بسخونة ساحباً نفساً من سيجارته التي بين اصابعه و زفر الدخان الى خارج رئتيه " اجل " .

رفعت جودي حاجبيها رامشة عدة مرات و ارادت معاودة الحديث لكن مناداة جاين لها اصمتها و التفتت لتخرج مستأذنة منه بهدوء .

فقط ما الذي يطلق على الذي يجري بينهما ؟ كلاً منهما يرفض المبادرة بالكلام في كل مرة يلتقيان بها ...

اغمضت عينيها و هزت رأسها بعدم فائدة مكملة طريقها الى الخارج .

ايميليا و البقية سبقنهن الى المتجر لذا فهن سيذهبن بسيارة كارين ... الطريق كان مفعماً بالحيوية و الموسيقى الصاخبة
بوجود التوأم و سكاي .

نظرت كارين من المرآة الامامية الى جودي التي تجلس بالخلف مع الصغار و تنظر الى الخارج بشرود مكتفة يداها الى صدرها .

" ماذا قال لكِ اوليفير ؟ " قالت مخفضة صوت الموسيقى لتلتفت جاين هي الاخرى بابتسامة متحمسة واسعة ناظرة الى جودي " لم اعلم ان حبيب اختي هو هذا الاسمر المثير !؟ " .

قلبت جاين عيناها متنهدة " لم يقل اي شيء فقط حيينا بعضنا كما اننا انه ليس حبيبي او ما شابه " رفعت كارين احد حاجبيها " حقاً ؟ ذكريني سيدة جودي من حصل على قبلته الاولى في شقة روكسان من قبل اوسم محقق شرطة في العالم كما تقولين ؟ " .

اتسعت عينا جاين التي كخاصة اخويها ناظرة بين هاتين الاثنتين " ماذا !؟ من قبل من !؟ و ما قصة شقة روكسان هذه بحق الخالق !؟ لما لا اعلم بأي شيء عما تتحدثان به ؟ " نظرت جودي الى كارين بنظرات قاتلة قابلتها الاخرى بهز كتفها بعدم اكتراث مكملة طريقها في القيادة .

" جودي دوغلاس ! من الافضل لكِ ان تنطقي بكل شيء حالاً ! " جاءها صوت جاين لتنتفض مبتلعة ريقها بخوف ، لا تتجاهل جاين دوغلاس ابداً خاصة و هي حامل مع اضطراب الهرمونات !

تأفأفت بإستسلام ناظرة الى اظافرها المطلية بطلاء بني غامق " حسناً سأخبركِ لكن لا احد يعلم بالامر ... " قالت ملتفتتة الى الصغار الذين يطالعون الثلوج المتساقطة في الخارج منفصلين عن هذا العالم تماماً !

بدأت بشرح كل شيء لها و كيف اصبحت علاقتها جافة جداً مع اوليفير بعد اخر موقف في حفلة خطوبة كارين و آرون .

" واااو ... اعني هذا مثير جداً ! لقد قال سابقاً ان لديه ابن ، كيف و هو غير مرتبط او متزوج ؟ " اردفت جاين بعدم تصديق معيدة بصرها الى الامام بملامح لا تزال مندهشة فأوليفير حقاً رجل غامض بكل ما تحمله الكلمة من معنى !

وصلو بعدها الى المتجر اخيراً ليركض ادموند و اخويه الى الداخل بحماس ناظرين بإنبهار الى واجهة المعرض الزجاجية الفخمة ... كان متجراً ضخماً مختص بأثواب الزفاف و المناسبات مع باقي الملحقات الاخرى .

نبض قلب كارين بقوة و لمعت عيناها حين خطت اول خطوة الى الداخل عندما فتحت العاملة لهن الباب بإبتسامة لطيفة مرحبة بهن بكل حرارة ... رأت جدتها مع البقية واقفات عند احد الاركان يكلمن مديرة هذا المكان يتناقشن حلو شيء ما و يبدو انه احد الاثواب ...

ها قد بدأنا ...

اخذت نفساً عميقاً مبتدأة برحلة البحث عن ثوب زفافها ... كان هناك العديد و العديد من الاختيارات التي اثارت اعجابهن جميعاً بمساعدة العاملات اللطيفات هنا .

كانت الان تحادث المديرة عن ما في بالها من اجل الحذاء و زينة الشعر حين لمحت عيناها شيئاً من بعيد ... اوووه .

تقدمت من احدى مجموعات الفساتين البسيطة لتتوقف امام احدها مادة يده متلمسة قماش الشيفون الشفاف ذو الخامة الناعمة " هل اعجبكِ هذا سيدتي ؟ " .

اومئت بإبتسامة صغيرة مقلبة اياه بيدها " اجل ... من فضلكِ ضعيه مع البقية لأقيسه و هلا احضرتي لي مجموعة من الاحذية البسيطة الملائمة لهذا الثوب ؟ " .

ضحكت الاخرى واضعة يدها على فمها " يبدو انكِ وقعتِ بحب هذا الثوب ؟ " هزت رأسها بموافقة " انا كذلك ، انه رائع و بسيط جداً ... انه نادر حقاً ! " .

و بهذا بدأت بتجربة كل الفساتين التي تم تحضيرها مسبقاً و جميعها كانت اكثر من رائعة عليها و الدليل هو ردود افعال والدتها و البقية في كل مرة تخرج من غرفة التغيير حيث كن يصنعن اصواتاً تدل على الاعجاب ، لكن و كأن ذلك الثوب المتبقي قد اخذ كل تفكيرها خاصة عندما احضرت العاملات الاحذية و شريط شعر خاص بالثوب من نفس القماش .

دخلت الى غرفة الملابس لتجربه و هنا تأكدت ان هذا هو الثوب المنشود ... جميل جداً !

" هل انتم مستعدين ؟ " صاحت من خلف الستارة ليأتيها اصواتهن و خرجت بأبتسامة جميلة ناظرة اليهن و دارت حول نفسها " كيف ابدو ؟ " .

صفقت جدتها بابتسامة واسعة " صغيرتي ! تبدين كالاميرات حقاً ! " غطت كارين وجهها بيديها بخجل شديد و ذهبت لتقف امام النافذة مطالعة انعكاسها بإنفاس منقطعة رامشة عدة مرات ... واو !

لم تتوقع ان ثوب بسيط كهذا سيكون مناسباً جداً عليها بهذه الطريقة الغريبة ... هذا هو !

" يا الهي فالتحمي ابنتي لي ... " قالت ايميليا واضعة يدها على صدرها بدموع مهددة بالسقوط ناظرة الى كارين بكل حب ...

بعد تصويت البقية على هذا الفستان قررت شراءه مع شريط الشعر لتتفاجئ بإيجادها حذاء مفتوح من نفس نوعية القماش الجميل مع شرائطه التي تربط حول مفصل القدم .

بعد ذلك بدأت رحلة البقية في البحث عن فساتينهن الخاصة من ثم خروجهن الى احد المطاعم الكبيرة الى الغداء تلاها مركز التسوق ... كان يوماً خاصاً بالنساء فقط لذا بدون شك سيكون اكثر من مثالي .

عدن الى المنزل محملات بمختلف احجام الحقائب الكارتونية الكبيرة منها و الصغيرة ...

الوضع في المنزل كان اقل توتراً من الصباح مع رجوعهم للاهتمام بأمر الزواج متناسين موضوع حادث الحريق الغامض فقد اخبرها كارتر ان التحقيق لا زال جارٍ بهذا الخصوص .

آرون ... ؟ اجل ، كالعادة لم يكن في المنزل و بصراحة كانت مترددة بالاتصال به ، لا تعلم لما لكن مع اقتراب يوم زواجهما كان هناك صوت غريب بداخل عقلها يخبرها ان تعتاد على بعده بما انه سيكون زواجاً مؤقتاً كما اعلمها سابقاً .

غداً سيكون اخر يوم تذهب به الى العمل لان من بعدها قامت بأخذ اجازة الزواج لإسبوعين او اكثر الى ما بعد رأس السنة بما انه لم يتبقى الكثير من الوقت لوضع الحجر الاساس لمشروع دوغلاس الجديد و البدأ بتنفيذ الخطة على وفق الشكل الذي اراده آرون بنفسه .

و هذا ما حدث ، انهت في اليوم التالي الكثير من الاعمال المضاعفة حتى لا تهمل واجبها و تشعر بالذنب اثناء اجازتها ، قررت هي و آرون انهما لن يسافرا بشهر عسل بل سيمضون الوقت بالمنزل و الخروج بمواعيد و جولات خاصة بهما هنا في المدينة بسبب الطقس و الوقت الغير مناسب .

اخبرها انهما سيسافران ربما بعد ان يبدأ العمل ببناء المنتجع ان ارادت و هذا حقاً اراحها لانها لم تكن متفرغة لاي سفر في الوقت الحالي ابداً ...

الايام التي تلتها كان تواصلهما مع بعض قليل جداً و قد انتبهت انه كان متوتراً و مستاءً اغلب الوقت حتى عندما يأتي الى المنزل ... كان فقط يبقى صامتاً و لا يتكلم إلا حينما يوجه احدهم اليه الاسئلة مكتفياً بإجابات بسيطة .

اصبحت تعرفه جيداً فهو لا يفعل هذا إلا عندما يكون غاضباً جداً و مستاء ... يحافظ على هدوءه و يشرد بنقطة وهمية امامه .

و اليوم ... اليوم اخيراً قد جاء ، يوم ارتباط اسمها بإسمه بشكل رسمي امام العالم .

مكان اقامة الحفل كان بمكان بمنتهى الفخامة من ابداعات شركة براون الغنية عن التعريف ... المبنى يتكون من عدة قاعات كبيرة جداً تصرخ بالفخامة و حداثة التصميم الممتزج بالكلاسيكية .

كانت الان تجلس لوحدها مع مصففات الشعر و المكياج خاصتها ... كانت تجلس كالاميرات و يحضر اليها ما تريد بإشارة خوفاً ان تفسد شكلها قبل الزفاف اذا تحركت ...

" انتهينا ! " قالت مصففة الشعر مصفقة بيديها بحماس ناظرة الى كارين التي فتحت عيناها من اجل تفحص شكلها الذي جعلها تنهض من الكرسي الخشبي محدقة بإنعكاسها
بشفتين منفرجتين بإعجاب كبير " هل هذه انا !؟ " .

ضحكت العاملات حين سمعن همستها تزامناً مع دخول جودي الى الغرفة كإعصار " هل انتهيتِ سيدة ... " قطعت كلامها بذهول " ما هذا !؟ ... انتِ تبدين رقيقة جداً و فاتنة " همست رامشة عدة مرات حتى رفعت كلا يديها الى فمها لتغطيه بعيون زرقاء لامعة ...

عضت الاخرى على شفتها السفلى بخدين متوردين حاكة رقبتها من الخلف " حق ... حقاً ؟ ألا ابدو سيئة ؟ " نفت جودي برأسها و اقتربت منها لتمسك بكفيها " الاجمل على الاطلاق " .

نظرت كارين الى نفسها في المرآة للمرة الاخيرة ... لا تبدو سيئة بالنهاية حقاً !

ما هي إلا ثوانٍ و فتح الباب ليدخل كلاً من ستيف و اميليا لتشهق الاخيرة مغطية وجهها " يا الهي ، تبدين كالفراشات "
اقتربت كارين منهما " ياااا امي ... " .

سحبها ستيف الى حظنه بعناق طويل و كأنه يرفض افلاتها و تسليمها لرجل اخر فكما هو معروف ان الفتاة تكون غالية على قلب الوالد فما بالكم ان كانت الوحيدة " امتحاني صعب جداً " سمعت همس ستيف بإذنها لتضحك بدموع عالقة بين جفنيها و لفت يداها حول خصره " ابي " .

" هيا هيا الان ... لا تفسدا مظهرها ، يجب ان تلتقط صوراً للصحافة لاحقاً " قالت جودي مبعدة اياها عنهما و جعلتها تتأبط ذراع ستيف ليخرجو من الغرفة " لقد تأخرنا " .

القاعة كانت ممتلئة بالشخصيات المهمة و المعروفة من رجال الاعمال و الناس ذوي الطبقة المخملية الذين يمكنك تخمين ثرائهم الفاحش بمجرد النظر الى هيئتهم الخارجية .

لم يكن شيء اكثر مفاجأة لكارين من رؤيتها لوجود اولاد اخيها الثلاثة يقفون امام باب القاعة يمسكون بسلال صغيرة من الحياكة مملؤة ببتلات الورد الابيض ، روز كانت ترتدي ثوب ابيض قصير مع جوارب طويلة تحته بحذاءها الاسود اللطيف ذاك و تزين شعرها الاشقر بطوق ملائم للثوب .

ادموند و سكاي من الجهة الاخرى كانا يرتديان بذلات رسمية كخاصة كارتر ...

ضحك كلاهما بقوة حين وجدا نصف الورد الموجود في سلة سكاي مرمية على الارض و الاخير مستمر بفعلها و هو يأخذ الورود و يرميها على الارض بعبث طفولي ...

صدر صوت الموسيقى المعلن عن وصول كارين و والدها و اغلق الباب الابيض ذو الجناحين الكبير ...

حبست كارين انفاسها شادة بيدها على ذراع والدها الذي ربت عليها بطمأنة ، اعيد فتح الباب بعد ثوانِ لتخرج ذاك النفس الذي كتمته و خطو اولى خطواتهم الى الداخل خلف
الصغار ...

استقام الحظور الموزعين على صفين ضخمين من المقاعد ناظرين الى بداية الممر الذي يتوسط المكان حيث كارين و ستيف الذي كان يلقي الابتسامات على الجميع .

الارتباك ، الخوف ، الخجل و الكثير ... الكثير من السخونة التي غلفتها الى ان اتصلت ابصارهما معاً اخيراً ، كان يقف فوق المنصة بهيئته المتزنة كالعادة و ملامح وجهه الهادئة يطالعها بدون ان يطرف بعينيه ذات اللون الخامل تلك .

لاحظت انحدار بصره الى الاسفل من جسدها ببطئ متفحصاً اياها بالكامل ... كانت ترتدي ثوب طويل متكون من طبقتين
، الاولى قماش باللون الابيض الكريمي و فوقها طبقة اخرى من الشيفون الابيض الشفاف ...

قصته من الجزء العلوي كانت غريبة قليلاً بطيات الشيفون تزين المنطقة العلوية ، الاكمام كانت طويلة و شفافة ايضاً و تسقط على جانبي ذراعيها كاشفة عن المنطقة اعلى صدرها و عظام كتفيها و رقبتها ، القماش كان ينسدل على الجزء السفلي بضيق قليل مظهراً قوامها الرشيق ...

شعرها كان مسدول بحرية بتسريحة بسيطة حيث اخذت خصلتين من الامام و ربطتهما الى الخلف بشريط ابيض من نفس طبقة القماش العلوية .

اخفضت بصرها الى الاسفل بإستحياء شديد منه ... فقط كيف سينتهي هذا الامر ؟

توقف سكاي حين كادو يصلون الى المنصة عندما ادرك ان سلته فرغت من بتلات الورد و نظر الى اخويه اللذين كانا مستمرين بالمشي امامه و يلقيان الورود على الارض ليرمش بعينيه التي لمعت بشكل ينبئ عن قرب بكاءه ...

عضت جاين شفتها السفلى كاتمة ضحكتها و لفت يدها حول ذراع كارتر " انظر الى ابنك عزيزي ... سيقلب هذا الحفل الى عزاء بعد ثوانٍ " و ما قالته كان صحيحاً لان سكاي بدأ بالبكاء و التفت راكضاً الى ستيف مشيراً الى سلته الفارغة .

تعالت اصوات الضحك بين الحظور ... حتى كارين التي كانت لا تجرأ على رفع عيناها ، قهقهت بشكل جميل عندما اوقفهما سكاي طالباً من جده ان يحمله .

" حسناً حسناً ... هيا لقد اوصلنا العمة كارين " قال ستيف الذي انحنا اليه ليحمل بيده اليسرى بينما ما يزال ممسكاً بكارين باليمنى ليقوم سكاي بدفن وجهه برقبته مستمراً بالبكاء .

هزت كارين رأسها بعدم فائدة بإبتسامة صغيرة سرعان ما انمحت حين ادركت انهم وصلو الى المنصة ... للحظة توقف قلبها عن النبض و هي تراه ينزل من فوق المنصة ماداً يده لها .

اقتلوني ...!

" يا الهي ... " همست بصوت خافت جداً مغمضة عيناها حين افلتها والدها و سلمها له مخبراً اياه ان يحافظ عليها جيداً ، وضعت كفها الصغير في خاصته و صعدا الى المنصة لتبدأ مراسيم الزواج ...

هل تحلم الان ؟ لا تعلم ان كان ما تعيشه حالياً حلمٌ ام حقيقة فهي قبل عدة اشهر كانت امرأة مستقلة بحياتها و عملها دون ان تطرأ فكرة الارتباط الرسمي على بالها ابداً .

و اليوم تنظر الى حالها ، اصبحت زوجة رجل كان عدوها منذ الطفولة ... ابن عمها !

تنهدت بسخونة حين انتهت عهود زوجهما لتختتم بتصفيق الناس الحار و الهتافات من اصدقاء آرون المقربين ...

نظرت اليه بسرعة حين مد يده الى خصرها ليقربها منه و انحنى بشكل جعل كل حواسها تتوقف و هو يطبع شفتيه بمكان غريب جداً على بشرتها عند اعلى رقبتها و بالتحديد اسفل اذنها شاعرة بأنفاسه الساخنة تلسع المنطقة هناك مطيلٌ بالقبلة .

ابتعد عنها بعد ثوانٍ ممسكاً بيدها لينزلا عن المنصة بدون النظر اليها حتى ... اما الاخرى فكانت بحالة من السكون الشديد و يبدو انها لم تخرج من قوقعة شرودها الى الان .

دعى فريدريك الحضور للانتقال الى القاعة الكبيرة لإكمال الحفل هناك ، حيث العشاء و الفقرات الاخرى ...

بدأ آرون بتعريفها على اصدقاءه حتى توقفت عند احدهم مع اتساع ابتسامتها " اوستن ! " ضحك الاخر ساحباً اياها بعناق ودي " لقد كبرتِ يا فتاة ... كم سنة مضت !؟ " .

ابتعدت عنه واضعة يدها على فمها بضحكة جميلة ، يا الهي كم هي غبية ... حبيب الطفولة الوسيم !

التقط آرون كأساً من احد النوادل اللذين كانو يتحركون بين المدعوين حاملين كؤوس الشراب ...

مررت كارين عيناها على الناس ، زواجهم كان ضخماً حقاً بالنظر الى عدد الحضور ... على الرغم من عدم حضور الجميع بسبب رأس السنة و صعوبة السفر الجوي بين البلدان .

من اهم المدعوين الذين لم يحضرو الحفل كان رجل الاعمال كريستوفر فاليريو و المهندس المقرب من آرون ليونارد دايمون صاحب شركة ادورا العملاقة للهندسة المعمارية ، اما الشخصية الثالثة التي كانت ربما الاكثر تأثيراً و الاكثر غموضاً بين جميع هؤلاء الرجال هو نيكولاي رافاييل ... رجل الاعمال المنحدر من الاصول الشرقية .

اه ... انه شخص فقط لا يمكن وصفه !

وقع بصرها على جدها و جدتها اللذين كانا يجلسان مع احد العوائل و يتحدثان معهم بودية بضحكات جدها العالية ...

اصدقاءها الثلاثة حضرو ايضاً و كانت اكثر من سعيدة بقدومهم خاصة انغوس الذي كاد يغمى عليه عندما رأى جودي بثوبها الرمادي الذي اخذ عقل كل رجل في الحفل .

التوأم و سكاي الذي توقف اخيراً عن البكاء حين اعادو ملئ سلته بالورود كانو يركضون هنا و هناك .

ابتسمت متنهدة براحة ... لا تعلم لما تشعر بشيء غريب بداخلها ، و كأنها عصفور صغير تحرر من قفصه بعد سنوات من الحبس ، كأنها غيمة قد اسقطت كل حملها من المياه اخيراً بعد معاناة .

رغم ان علاقتها مع آرون باردة كثيراً لكن وجود عائلتها حولها كان اكثر من كافٍ بالنسبة لها .

رأت سكاي من بعيد يركض الى جودي التي انحنت اليه لتحمله و اتجها نحوها لتقول جودي عندما وصلا اليها ماسحة على شعر سكاي لترتبه له " كيف هي الاحوال عندكِ ايتها الجميلة ؟ " .

نظرت كارين بطرف عينها الى آرون الذي لا زال مستمراً بالدردشة مع اصدقائه و اصواتهم الصاخبة تملئ الاجواء ، اغلبهم كانو قدامى من ايام المدرسة ، لذا يمكن القول انها كانت تقف مع فريق من كرة السلة العمالقة و بالفعل فثلاث منهم اصبحو لاعبي كرة سلة معروفين و بشكل رسمي ...

" بخير ، عدا انني بدأت اشعر بالتعب لانني لم انم جيداً منذ يومين " قالت مدلكة ما بين عينيها و اقتربت مقبلة جبين سكاي الذي يضع اصبعه في فمه و يقوم بإمتصاصه .

لاحظت كارين عينا جودي اللتين كانتا تدور و تبحث في الارجاء بشكل خفي " عمن تبحثين بالضبط ؟ " همست بضحكة خبيثة جاعلة الاخرى تعيد بصرها اليها مبتلعة ريقها قائلة بإرتباك " ماذا ... انا فقط انظر الى الحضور " .

" هل انتِ متأكدة انكِ لا تبحثين عن شخص يدعى اوليفير على وجه التحديد ؟ " اردفت مكتفة يداها الى صدرها و نظرت الى جودي بتحدي راسمة ابتسامة واسعة على شفتيها .

عقدت جودي حاجبيها بإنزعاج لتضربها على كتفها بخفة قائلة شيء جعل كارين تبهت كلياً لكن ليس قبل ان تغطي اذني سكايلر الذي بدأت عليه ملامح النعاس " ارى ان تنشغلي بأمر مشاركتكِ اخي السرير هذه الليلة افضل لكِ عزيزتي ! " .

القت عليها نظرة منتصرة و التفتت لتنصرف بابتسامة واسعة ... اه ، كم ستستمتع مع هذين الاثنين !

بقيت كارين تنظر الى ظهرها و هي تبتعد عنها ... فقط ما الذي قالته للتو !؟

تباً كانت تحاول ابعاد تفكيرها بهذا الموضوع طوال الوقت و ها هي اختها الغبية تذكر الامر امامها ...

اقتلوني ...!

" هل ترقصين معي ؟ " انتفضت من مكانها حين شعرت بأنفاسه الساخنة ضربت خلف رقبتها واضعة يدها على صدرها ليعقد آرون حاجبيه بإستغراب ... ما بها ؟

" هل انتِ بخير كارين ؟ " اومئت له بهدوء مرطبة شفتيها و مدت يدها له حين سحبها معه الى ساحة الرقص ليفتتح كلاهما فقرة الرقص .

تعالت اصوات الموسيقى الكلاسيكية الهادئة ليصمت الحضور و بدأو بالتجمهر حولهما و هما يقفان في المنتصف .

مد آرون كلا يديه ليطوق بهما خصرها ساحباً جسدها ببطئ نحوه جاعلاً شعوراً غريب يسري بداخلها لأول مرة و بحركة تلقائية منها اراحت كفي يداها على صدره لعدم تمكنها من لفها حول رقبته بسبب طول قامته .

بدأت بالتمايل معه بهدوء ناظرة في عيناه التي كانت نصف مفتوحة بخمول شديد استشعرته كارين من طريقة امساكه اللطيفة لها و طريقة حركة جسده .

" فاتنة للغاية ... " تمتم و كأنه يكلم نفسه متمعناً النظر بوجهها بدون اي تقيد ... وجنتيها كانت تلمع و مصطبغة بحمرة ملحوظة ، شفتيها الممتلئة و البارزة الى الامام بشكل يجذب الانظار كانت تغطيها طبقة من اللون البني المتعادل باللون .

" من هي ؟ " همست مبتلعة ريقها تزامناً مع انتباهها لبقية الثنائيات التي بدأت تنظم اليهما ، عيناها البنية الواسعة كانت تنظر اليه و كأنها قنفذ صغير مفزوع قامو باصطياده للتو .

ابعد احد يداه عن خصرها و رفعه ليمسح به على وجنتها
" انتِ ... ابتسامة جانبية اخذت انفاسها و عقلها ظهرت على شفتيه ليكمل بعدها بصوته العميق ... ناعمة جداً و طرية كما انكِ صغيرة الحجم لدرجة استطيع حملكِ بيد واحدة بدون اي تعب او عناء يذكر" .

عضت على شفتها السفلى و اخفضت رأسها بخجل شديد
متنهدة بعمق ، الان حقاً لم تعد تسيطر على نبضات قلبها و ما كانت خائفة منه هو انتباهه للأمر ... ما الذي يقوله ؟

رفعت رأسها اليه مرة اخرى ماسحة على صدره بيديها مستشعرة تصلبه بثانيتها تحت لمساتها و امالت برأسها الى الجانب " انت وسيم ايضاً ... " .

قهقه بهدوء هازاً رأسه الى الجانبين و انحنى اليه حين طلبت منه هذا لترتب له شعره الذي تبعثر الان بسبب نعومته و عدم ثباته " هل تعبتِ ؟ " اردف مقرباً اياها نحوه اكثر ان امكن لتومئ له بدون تردد و اتكئت بجسدها على خاصته
" كثيراً ... اتمنى ان ينتهي هذا لأنام الى الابد بعدها " .

اطراف شعرها الطويل كانت تلامس يداه اللتان كانت حول خصرها فأمسك بها بدون ان تشعر و قال ماسحاً المحيط بعينيه " لنذهب الى المنزل اذاً ... " .

ابعدت رأسها عن صدره بسرعة و نظرت اليه بعدم فهم فهل سيتركون الحفل ؟ " لكن ماذا عن الحفل ؟ " .

" تباً لكل شيء ، انتِ متعبة كما ان هذا الحفل كان ممتداً منذ ساعات الان لذا يكفي فاليكملو احتفالهم لوحدهم ... " اكمل كلامه تزامناً مع انتهاء الموسيقى ليصفق لهم الجميع جاعلين كارين تضحك بحياء واضعة خصلات شعرها خلف اذنها .

شكر آرون الجميع على حضورهم و بدأ بالاستئذان منهم للمغادرة هو و كارين ... هذا اراحها كثيراً بالفعل !

بقيت بثوبها و لم تغيره لانه كان بسيطاً و لم يعيقها اثناء الحركة لكن ما اتعبها هو الكعب العالي ... احياناً الجمال يتطلب التحمل للألم .

صعدت الى السيارة متكئة برأسها على المقعد مغمضة عيناها و هي تنتظر آرون ليأتي من بعدها ... الهي ، توصيات والدتها و خالتها كيت جعلن وجهها يشتعل خجلاً خاصة ان آرون كان قريباً منهن يقف مع والدها و البقية ... هل سمع الكلام ؟

وضعت وجهها بين يديها معتصرة عيناها لتسمع صوت الباب يفتح و صعد آرون بجانبها ليحرك السيارة ... الطريق الى المنزل كان هادئاً جداً و خالٍ من اي محادثات بينهما ، فقط الهدوء المريح .


وصلا بعد فترة قصيرة الى المبنى اخيراً و ادخل آرون السيارة الى داخل الموقف طالباً منها ان تسبقه الى الاعلى بينما يحضر العشاء من مكتب الاستقبال بما ان كلاهما لم يتسنى له وضع لقمة صغيرة بفمه .

دخلت الى الشقة بإنهاك و اول شيء فعلته هو الجلوس و خلع حذاءها مدلكة قدميها التي كانت تؤلمها من الوقوف و الحركة بالكعب لساعات طويلة بدون الاستراحة لدقيقة .

سمعت صوت الرنين الذي اصدره الباب و فتح بعدها ليدخل آرون حاملاً اكياس و علب الطعام المختلفة ... توجه الى طاولة الطعام و وضعهم هناك ملتفتاً اليها اخيراً " فالتستحمي اولاً ثم انا من بعدكِ ان اردتِ " .

اومئت له بموافقة متابعة حركته في المكان حين خلع سترته تلاها رباط عنقه ليأخذ خطواته الى الاعلى ... تأفأفت هي الاخرى و نهضت حاملة حذاءها بإهمال لتلحق به .

بمجرد ان دخلت الى غرفة نومهما تفاجأت بالمنظر الذي امامها ... علب كارتونية فاخرة متنوعة كانت موضوعة هنا و هناك ... ما هذه ؟

توجهت الى السرير لتجلس رامية حذاءها من يديها و سحبت احدى العلب المتوسطة التي كانت على السرير لتفتحها ...

رفعت كلا حاجبيها بتعجب ناظرة الى الحذاء الجميل الذي بداخلها تزامناً مع سماعها لحركته الخفيفة و رفعت بصرها اليه بإستفهام " اه ... ما كل هذه ال... " توقفت عن الكلام مفرقة شفتيها عندما رأت العلب المخملية التي كان يحملها بين يديه و ازرار قميصه كانت مفتوحة مع شعره المبعثر و عيناه المنطفئة بتعب تناظرها .

انحنى ليضع العلب بجانبها و استقام بوقفته ماسحاً بابهامه على انفه " انا لم احضر اليكِ اي شيء كما انني لا اعرف ما تفضلين لذا اشتريت لكِ بعض الاشياء التي ربما تعجبكِ " .

لا تعلم ما تقول حقاً ... بعض الاشياء ؟! بحق الخالق الغرفة كانت ممتلئة بكل هذا و يقول بعض ؟!

التقطت احدى العلب المخملية الصغيرة و فتحتها لتلمع عيناها حين رأت زوج الاقراط الفضي الجميل " انا لاحظت انكِ ترتدين الاقراط و ساعات اليد لذا احضرت لكِ البعض " .

هذه المرة لم تمنع ضحكتها عن الخروج فاتحة علبة اخرى ناظرة الى القلادة الماسية الفخمة ... فقط كم دفع من المال لكل هذا !؟

" انت ... انت حقاً شيء ما اتعلم هذا ؟ " قالت بعد لحظات ناظرة الى الساعة الجلدية الكلاسيكية التي بداخل احدى العلب ثم اليه بإبتسامة جميلة و عينان لامعة " شكراً لك على كل هذه الاشياء الجميلة ، لقد اعجبتني جميعها ! " .

مط شفته السفلى و خلع قميصه كاشفاً عن جزءه العلوي و اشار برأسه الى بقية العلب الكبيرة الموضوعة في احدى الزوايا " لم تفتحيها كلها ... " .

" سأفعل و لكن لاحقاً لأنني اكاد اموت من تعبي " تمتمت رافعة يديها لتفتح شريط شعرها محررة الخصلتين الناعمتين و مررت اصابعها به مهمهمة بتعب شديد .

التفتت لتعطيه ظهرها و هي جالسة ثم ابعدت شعرها الطويل الى الجانب " افتح السحاب لي من فضلك " قالت بدون تردد ليجلس آرون خلفها و مد اصابعه ليفتح السحاب الخلفي لها
" لن اتأخر في الحمام لذا انتظر... " توقفت عن الحديث حين استدارت اليه و وجدته قريباً جداً من وجهها ...

كان هناك لحظة صمت بينهما دامت ربما لعشر ثوانٍ طويلة حتى تحرك هو ناهضاً من مكانه و توجه الى غرفة الملابس ... ما الذي حدث للتو !؟

انهت حمامها بسرعة مزيلة بمعه بعض الارهاق من اليوم مع تفكيرها بما حدث بينهما قبل قليل ...

نظرت الى نفسها في المرآة و جسدها يقطر المياه ، اغمضت عيناها اخذة نفساً عميقاً و سحبت المنشف الكبير لترتديه لافة الحزام حول خصرها بإحكام و خرجت تجفف شعرها بيديها لتتركه يجف بالكامل على الهواء الطبيعي .

وجدته يجلس على السرير و يقلب بلوحه المحمول عاقداً لحاجبيه الكثيفين " لقد انتهيت ... " قالت بصوت خافت مبحوح جاعلة اياه ينتبه اليها و نهض من مكانه رامياً اللوح على السرير ليتخطاها الى الحمام .

انتبهت الى كل العلب التي كان قد نقلها الى الغرفة الملابس ... قررت ترتيبهم غداً لان لا طاقة لديها الان لفعل اي شيء .

ارتدت منامة مريحة للنوم متكونة من بنطال قطني و قميص فضفاض بنصف اكمام ... نزلت الى الاسفل لترتب الطعام على الطاولة الى حين نزول آرون من بعدها .

و بالفعل ما هي الا دقائق و سمعت صوت خطواته و هو ينزل على السلم مرتدياً ملابس بيتية و شعره الرطب كان مبعثراً كالعادة ... سحب احد الكراسي ليجلس امامها .

بقي الوضع صامتاً بينهما الى ان قرر هو كسر الصمت مقرباً صحن البطاطا بالجبن خاصته لها حين لاحظ انتهاء خاصتها " خذي تناولي خاصتي " لم تمانع الامر بتاتاً و قربت الصحن منها اكثر غارسة شوكتها بالبطاطا .

" هل انت متأكد انك لا تريدها ؟ " قالت بلطافة شديدة غير متعمدة ماضغة طعامها فهمهم لها الاخر و مد يده ماسحاً بابهامه جانب فمها من صلصة الجبن و لعقه " لقد شبعت ايتها القنفذ لذا لا بأس " .

تنهدت بشبع اخيراً ماسحة فمها بالمنديل بلباقة و نظرت اليه بإبتسامة جميلة " لم ادرك انني كنت جائعة هكذا ! " استقامت بعدها و بدأت بلملمة الطاولة طالبة منه ان يصعد ليرتاح فهو قد تعب اكثر منها و هي تعلم هذا جيداً .

صعدت خلفه بعد ان اكملت عملها و اطفأت الاضواء للطابق الارضي ...

وجدته يتمدد على السرير واضعاً ذراعيه تحت رأسه و يطالع السقف بشرود حتى انه لم ينتبه لها حين دخلت ... لاحظت قميصه المرمي على المقعد الذي كان امام السرير مكملة طريقها الى الحمام .

انهت اغتسالها بسرعة و خرجت مقتربة من طاولة المرآة لتبدأ بروتينها الليلي ، رش العطر و ترطيب البشرة لتختتمها بتمرير قلم مرطب الشفاه على شفتيها ملقية عليه نظرات من المرآة ، كان هو الاخر يراقب ما تفعله بهدوء .

التقطت فرشاة شعرها الخشبية و بدأت بتمشيطه بلطف لتتركه مسدولاً ثم تنهدت و تركت الفرشاة لتتقدم من السرير رافعة الغطاء و دخلت تحته متدثرة بشكل جيد ... اجمل فقرة في نهاية اليوم !

تحرك آرون مستديراً بجانبه نحوها ليغطيها جيداً " الجو بارد لذا تغطي جيداً " همهمت له مغمضة عيناها اخيراً ،
نظر اليها لثوانٍ طويلة بدون ان يرمش و هو يشعر بأنفاسها التي ثقلت و انتظمت غاطة بالنوم بسرعة .

كان التعب يبدو واضحاً عليها حقاً ... مسح على شعرها بخفة و عاد لمكانه ناظراً الى السقف واضعاً يده على قلبه ...  هذه القنفذ ترهق قلبه بدون ان تدرك هذا حتى !


استيقظت في الصباح التالي عاقدة حاجبيها بسبب احتياجها للحمام و بدأت بفتح حدقتيها البنية ببطئ مرفرفة بجفنيها الى ان توضحت لها الرؤية ، استقبلها كتفين عريضين و جسد يرتفع و ينخفض بإنتظام ...

رفعت جسدها بحذر كي لا توقظه و ابعدت الغطاء عنها ببطئ ... رفعت شعرها الى الاعلى بإحكام حتى لا يزعجها اثناء الاغتسال ناهضة من مكانها .

انهت عملها و وقفت امام المغسلة غاسلة يداها و وجهها ثم اتجهت الى الحوض فاتحة المياه الساخنة مقررة الاسترخاء لفترة قبل استيقاظ آرون .

خلعت ملابسها و وضعتهم جانباً لتدخل في الحوض و استلقت مادة ساقيها براحة حين شعرت بالماء الساخن و رائحة سائل الاستحمام المليئ بالرغوة يرخي جميع اعصابها المرتخية من الاساس .

همهمة مستمتعة و ناعمة خرجت من بين شفتيها مدلكة رقبتها و كتفها الايمن ... الافضل دائماً !

نظرت الى خاتمها الذي يزين البنصر الايسر بنظرات لا تفسر مخرجة تنهيدة خافتة ... ماذا الان ؟ هل سيبقيان هكذا من الان و صاعداً ؟

صوت الباب و هو يفتح بهدوء اجفلها لتلتفت بسرعة الى جهته بعيون متسعة ، دخل آرون يحك خلف رقبته بشعره الصباحي المبعثر و ملامحه الكسولة متقدماً من المغسلة حين تجمد في مكانه .

الحمد لله ان رغوة سائل الاستحمام كانت كثيفة بشكل يغطيها لكن مع هذا فهي كتفت يداها الى صدرها بسرعة فاتحة فمها بعدم تصديق ... مرة اخرى !؟

" تباً ... اعتذر ! " قال معاوداً الخروج و صفع الباب خلفه بقوة عكس الطريقة التي دخل بها ... وضعت كارين وجهها بين يديها منتحبة ...

اقتلوني ! اقتلوني ! اقتلوني !

________________________

سوووو هاي گايز ، كيفكم 🌚 ؟

ان شاء الله الجميع بخير يا رب ؟ ♥️

جداً جداً مشتاقتلكم لكن بسبب سفري و ظروفي بالفترة السابقة تأخرت بتنزيل البارت 💔♥️

لكن ان شاء الله ما رح يصير اي تأخير من اليوم و رايح يا رب و الحق اكمل الرواية قبل نهاية السنة 🦋🦔♥️

البارت كان طويل جداً و اطول من هيك لكن فصلته لأسباب خاصة و لأن الأحداث مترابطة بطريقة محد رح يفهمها غيري سووو ان شاء الله يتعوض على البارت الجاي ♥️

احم احم ... كيف شفتولي البارت ؟

كل شيء في هذا البارت هو فراشات و قنافذ بالنسبة الي لانو اعتبرو خاص فقط بآرون و كارين اذا لاحظتو بما انو البارت الخاص بزواجهم لذا حبيت يكون الهم و بس اولادي 😭🦋🦔♥️

احم ... انتبهتو للشخصيات الغائبة الي ذكرتها كارين 🌚 ؟

كريستوفر الغني عن التعريف طبعاً لكن رونالد ؟ تتذكرون بأي رواية ؟ 🌚

و بالنسبة للشخصية الثالثة الغامضة نيكولاي ... ااااه ، شخصيته جداً جداً مختلفة عن الثلاث شخصيات الي كتبت عنهم ...

اصول شرقية و نار يا حبيبي نااار 🔥🔥

حرفياً جداً متحمسة لروايته الخاصة و احم ... انا آل ريدي اختاريت اسم و غلاف للرواية مع الاحداث الي تدفقت من اللامكان و بدأت ترتسم لوحدها في بالي حدث بعد حدث الى ان وقعت بحبها قبل لا اكتبها حتى 😭🦋♥️🔥

احتمال كبير جداً انو اترك طابور الروايات الي بالمسودة و ابتدي بيهة بعد روز اذا وسوسلي الشيطان 😗🌚🔥

و ملاحظة بسيطة تقدرون تعتبرونهة تسريب صغير من البارتات الجاية ... رح تظهر الشخصيات الثلاثة الي ذكرتهم مستقبلاً مع زوجاتهم حتى اعطيكم لمحات صغيرة منهم 🌚🦋🔥

نرجع للبارت ... هل تتوقعون آرون كان رح يجاوب على سؤال كارين ولا لا ؟

و بالنسبة لحادث الاحتراق هل هو فعلاً متعمد ام مجرد تماس كهربائي و شو هي علاقة اوليفير بالموضوع ؟

و بذكر اوليفير انا ناوية اوضح كلشي عنه بالقريب العاجل ان شاء الله ♥️

لووووف يوووو گايز تو ذا مون آند باگ 🌈🦋🦔♥️

Continue Reading

You'll Also Like

16.1M 779K 52
القصة حقيقية .. فتاة تقع في يد رجل ذو شخصية قوية وشجاعة، حيث أنه لا يهاب شيئًا سوى الله سبحانه وتعالى، فإذا أراد أن يحقق حلمًا يبذل ما بوسعه حتى يحق...
210K 10.2K 18
مًنِ قُآلَ أنِهّآ لَيَسِتٌ بًآلَأمًآکْنِ کْمً آشُتٌآقُ لذالك المكان الذي ضم ذكريات لن تعود
583K 12.9K 42
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
1M 100K 32
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...