تحت الغطاء الأبيض - Under The...

由 Minar_bg

690K 50.3K 21.3K

⚠️(الكتاب الثاني و الأخير من رواية تحت الغطاء الأسود)⚠️ فالكين أمير جنيات جذاب و ذكي يعيش في مملكة أسليرا الس... 更多

- مقدمة -
الفصل الأول - Chapter 1
الفصل الثاني - Chapter 2
الفصل الثالث - Chapter 3
الفصل الرابع - Chapter 4
الفصل الخامس - Chapter 5
الفصل السادس - Chapter 6
الفصل السابع - Chapter 7
الفصل الثامن - Chapter 8
الفصل التاسع - Chapter 9
الفصل العاشر - Chapter 10
الفصل الحادي عشر - Chapter 11
الفصل الثاني عشر - Chapter 12
الفصل الثالث عشر - Chapter 13
الفصل الرابع عشر - Chapter 14
الفصل الخامس عشر - Chapter 15
الفصل السادس عشر - Chapter 16
الفصل السابع عشر - Chapter 17
الفصل الثامن عشر - Chapter 18
الفصل التاسع عشر - Chapter 19
الفصل العشرون - Chapter 20
الفصل الواحد و العشرون - Chapter 21
الفصل الثاني و العشرون - Chapter 22
الفصل الثالث و العشرون - Chapter 23
الفصل الرابع و العشرون - Chapter 24
الفصل الخامس و العشرون - Chapter 25
الفصل السادس و العشرون - Chapter 26
الفصل السابع و العشرون - Chapter 27
الفصل الثامن و العشرون - Chapter 28
الفصل التاسع و العشرون - Chapter 29
الفصل الثلاثون - Chapter 30
الفصل الواحد و الثلاثون - Chapter 31
الفصل الثاني و الثلاثون - Chapter 32
الفصل الثالث و الثلاثون - Chapter 33
الفصل الرابع و الثلاثون - Chapter 34
الفصل الخامس و الثلاثون - Chapter 35
الفصل السادس و الثلاثون - Chapter 36
الفصل السابع و الثلاثون - Chapter 37
الفصل الثامن و الثلاثون - Chapter 38
الفصل التاسع و الثلاثون - Chapter 39
الفصل الأربعون - Chapter 40
الفصل الواحد و الأربعون - Chapter 41
الفصل الثاني و الأربعون - Chapter 42
الفصل الثالث و الأربعون - Chapter 43
الفصل الخامس و الأربعون - Chapter 45
الفصل السادس و الأربعون - Chapter 46
الفصل السابع و الأربعون - Chapter 47
الفصل الثامن و الأربعون - Chapter 48
الفصل التاسع و الأربعون - Chapter 49
الفصل الخمسون - Chapter 50
الفصل الواحد و الخمسون - Chapter 51
الفصل الثاني و الخمسون - Chapter 52
الفصل الثالث و الخمسون - Chapter 53
الفصل الرابع و الخمسون - Chapter 54
الفصل الخامس و الخمسون - Chapter 55
النهاية - The end
رسالة الكاتبة مينار

الفصل الرابع و الأربعون - Chapter 44

10.5K 692 382
由 Minar_bg

- وجهة نظر ثالثة -

الأربعة أيام جرت بِسرعة الريح و لم يشعرون بِها ابداً.

وصلوا إلى مملكة فالينيا، أستراحوا قليلاً ثم وجدوا أنفسهم في يوم السفر مجدداً إلى المملكة الأخيرة في هذا العالم.

لم يأخذونَ حمولة ثقيلة على الطريق لكنهم لم يُقَصِروا بِأخذ أسلحة كثيرة، فرسان و حراس خاصيّن لكي يرافقونهم على الطريق المظلم و المليء بالحجارة و الطين.

مع أنَّ المطر لم يهطل و لا ثلوج قريبة منهم لكن الأرض ..... سوداء و لزِجة جداً كأنَّ الليل لا يعيش فوقهم فَحسب بَل أسفل أقدامهم.

بعضًا مِن الحُراس وقعوا على الأرض لكونهم لم يتحكموا بِتوازنهم و بعضًا من الخيول المسكينة واجهت نفس المصير لِشدة لزوجتها.

حتى الغابات مِن حولهم هادئة......

أو صامتة، لا يسمعوا منها أية همس أو أصوات الطبيعة نفسها التي تصدرها في أوقات من الليل أو النهار.

بالكاد يَشعرو بِنسمة الهواء على جلودهم المكشوف كُلما أخذوا فترة أستراحة قصيرة لِلغاية خوفًا على أنفسهم مِن صمت هذه الغابات و الطُرقات الوَعِرة الخطيرة.

هذه طُرقات و غابات بداية الطريق الذي يوصلهم إلى مملكة الظلام التي تُدعى، شادونايت.

لقد مروا في طُرقات ممالك أخرى على طريقهم لكونها الوحيدة التي توصلهم إلى هدفهم في أمان و مع ذلك في اللحظة التي أصبحوا فيها في أراضي شادونايت، تحول كل شيء جميل و ساحر إلى قبيح و خطير.

في حياة  فالكين كُلها، لم يخطو و لو خطوة صغيرة في أراضي هذه المملكة التي خُلقَت مِن الظلام و كل ما هو شرير، ليسَ لأنه لا يريد لكن لم تسنح له الفرصة ابداً.

و ها هي ..... فرصته التي بدأ بِالندم عليها ليسَ لأنه سيَدخلها لكن لأنَّ معه أشخاص مهمين قد يُصبحوا أهدافًا متحركة لِلأعداء و خاصةً انهم سوف يدخلونها مباشرة و ليسَ هذا فَحسب بَل سيدخلون قصرها في أخِر مدينتها و التي على حسب ما سمعه، تُطِل على البحر الأسود.

بحر قد كانَ أملاً لِجنس هذا العالم لكنه بِسبب حكام تلكَ المملكة، تحول لِكوابيس لهم و ملجأ لِلأشرار و نواياهم الفاسدة.

فإن لم يكُن أية حاكم عادل و يُحب الخير لِلجميع لن يكون شعبه مِن الأخيار ولكنهم سيُحبون عمل الشر، الكره و الحقد على الغير.

تنهد فالكين و هو جالس في عربته التي يُشاركها مع صديقه المُقرب ريزار الذي يجلس على المقعد القرمزي مقابله و مرافقه بلايز النائم في حضنه.

الوقت متأخر من الليل و السماء حالكة فوقهم، لا نجوم فيها و القمر مُختبئ بين غيوم رمادية و الأشجار التي تُحيطهم تُغطي بأوراقها عليه، تُجلِب الظلام أكثر و أكثر كُلما دخلوا إلى عمق أراضي شادونايت.

أغلق فالكين النافذة الصغيرة على يمينه لكنه أبقى السِتارة مفتوحة، يسمع أصوات عجلات العربات على الطريق و حوافر الأحصنة على الأرض، ثم نظر إلى صديقه ريزار صاحب الغطاء على عينه التي فقدها منذُ زمن.

رفع ريزار حاجبه بني اللون ثم سأل أميره الضائع بأفكاره منذُ بدأهِم بالرحلة الغير مرغوبة

" ما خطبك؟ أنتَ تظل تتنهد بِشدة في الفترة الأخيرة. "

هَزة الأمير رأسه على كِلتا الجهتين ثم أجابه ينظُر لِبلايز النائم في سكينة

" لستُ مرتاح لكوننا ذاهبون لِلمملكة، لا تُعجبني فكرة تركنا لِفالينيا في هذه الأوقات الصعبة و دخولنا إلى مملكة العدو التي حاربناها لِقرون طويلة. "

" ألستَ أنتَ صاحِب الفكرة؟ أعني أنا لا ألومك و أعتابك لكنها الحقيقة. "

أخرج فالكين هواءً مِن أنفه ثم أعاد عينيه البنفسجية على النافذة، يشاهد الغابات العتمة

" لأنه الخيار الوحيد الذي سوف يُساعد مملكة كاداري مِن تلكَ الأزمة بين القصر الملكي و الشعب. "

ضَيّق ريزار عينه على صديقه ثم سأل

" الملك لايتا و من معه، متى سوف يصلوا؟ "

" أخبرني فالين أنه تواصل مع لايتا قبل يومين على موعد مغادرتنا لِفالينيا و على حسب حساباتي، أخمن أنهم سوف يصلون بعدنا بِيوم على الأقل. "

" يوم واحد يكون كالسنة هناك. "

أشاح فالكين بِمُقلتيه على صديقه بِتساؤل مِن قوله، ليبتسم ريزار و يُجيب على سؤاله الصامت

" والدي ..... لقد زار تلكَ المملكة المشؤومة لِيومين فقط و أحس بها ابدية. "

أخرج فالكين ضحكة من حلقه لكونه لم يقدر على كبت سُخرية ريزار مِن ندم والده على زيارة شادونايت ولكن معه حق مئة بالمئة، كل مَن زارة شادوانايت، عاد منها نادم أكثر من أية شيء في الدُنيا.

" من الآن يمكنني معرفة السبب. " أخبره فالكين يُشير بِرأسه على ما يُحيطهم عبر النافذة، لينظُر ريزار لِذات الشيء قبل أن ينكمش وجهه على منظر الغابات التي بينها ضباب رمادي يقترب منهم كل كم ساعة.

الغابات الأن بِها أشجار مِن دون أوراق، أشجار بعضها ضخم و طويل، عارية لا شيء عليها و بعضها نحيل الجذع و منها الملتوي و الساقط على الأرض بِسبب الأعاصير و الأمطار أو الزلازل التي قطعتها من مكانها.

و هنالك أيضاً مياه على الأرض بين الأشجار العارية و الضباب، ماء أسود أو ربما ليسَ كذلك لكن بِفضل الظلام يتضح أنها هكذا.

" يقشعر جسدي بأكمله كُلما اقتربنا أكثر منها. " تمتم ريزار يلُف ذراعيه حول نفسه يمسح على ذراعيه كأنه يبرد مع أنَّ هذا ممكنًا لكون الهواء بارد كما لو أنهم في أخِر فصل الخريف و أول الشتاء.

" إذاً لماذا طلبت المجيء؟ " سأله فالكين بإغاظة.

شقلب ريزار مُقلته عليه ثم أجابه

" تتكلم و كأن باستطاعتك العيش مِن دوني. "

هنا ضحك فالكين يهُز من رأسه ليَستيقظ بلايز منزعجًا من الصوت، يبصُق كلامًا بذيء و هو نصف نائم قبل أن يعود إلى نومه و شخيره يجعل من الصديقين يُقهقِهان بِخفة.

فتح فالكين فمه لكي يرُد عليه لكن فجأة توقفت العربة و سمعوا صوت سائق العربة يقول لِأحصنته " هوووووو " كي تتوقف و لا تكمل مشيها.

تبادل الأمير و صديقه النظرات المُستغربة قبل أن يحمل فالكين بلايز من على حضنه ثم يضعه على المقعد جنبه بعدها فتح بابه و خرج يرَ أنَّ باقي طابور العربات التي خلف بعضها متوقفة كذلك في وسط الطريق بين الغابات على كلتا الجهتين.

عقد فالكين حواجبه باللحظة التي خرج فيها ريزار ينظُر معه على ما جرى.

" لماذا توقفنا؟ " سأل فالكين أحد الفرسان على أحصنته.

نزل الفارس مِن على حصانه ثم توَجّه نحوهما حتى يتوقف أمامهم ينحني بِظهره أحترامًا قبل أن يُجيبه و صوته خلف خوذته الذهبية تُماثِل درعه الذهبي الامع، عميق و بعيد

" لقد وصلنا أمر من جلالة الملك بالتوقف لِلأستراحة القصيرة. "

عاد الصديقين يتبادلا النظرات المُحتارة بين بعضهما ليَسأل فالكين

" مجدداً؟ لقد توقفنا قبل ثلاثة ساعات. "

" نحنُ فقط نتلقى الأوام، سموك. لا مجال لنا لِلتساؤل. "

أومئ فالكين بِتفهم ثم التَفت مع صديقه و توجه نحوَ عربة فالين و شقيقته المتمركِزة في وسط الطابور أيّ بعد ثلاثة عربات من عربتهم و مِن ضمنها عربة كانيلا و خادمتها دافني التي لم يُفتَح بابها بعد.

رأى الأمير باب عربة فالين و فينار يُفتح ليَخرُج منها الشقيقين، الملك يتمدد و يُطَرطِق بِعظامه بينما الأميرة تتحدث مع أحد فرسانهم في مقدمة الطابور.

" لماذا توقفنا؟ " سألهم فالكين عندما وصل إليهم يديه على خصره و الحيرة واضحة على ملامحه الوسيمة.

" لأنَّ لدينا عمل مهم لكي نتناقشه بين بعضنا قبل دخولنا لِشادونايت. " أجابه فالين يقف مواجِهًا لهما بينما أخذت فينار الفارس إلى باقي الفرسان الذينَ تركوا الحِراسة للأخرين لكي تستمر حديثها معهم بِهمس.

" ما هو العمل المهم؟ " سأله فالين ليُشير له الملك الأشقر بيده على بقعة جافة بين شجرتين كبيرتين على طرف الطريق.

لحقهم بضع حُراس مِن أجل السلامة و معهم كراسي خشبية صغيرة لِلجلوس و صناديق طعام وشراب حتى يضعوهم في البقعة يرتبونَ المكان من أجل الاجتماع.

" لديّ ما أخبركم و أذَكِرَكُم به عزيزي فالكين. " قال فالين يُرَبِت على ظهر الأمير قبل أن يجلس على إحدى الكراسي ليلحق به فالكين و ريزار يجلس واحد على يساره و الثاني على يمينه.

انتبه فالكين على شيء ما يتحرك بين الشُجرات الصغيرة على أطراف الطريق عند العربات لا يتعلق بِالنسمة، لكنه أدار وجهُه بسرعة يحاول أن لا يتخيل إحدى المخلوقات من الغابة أو الوحوش الخاصة بِمملكة شادونايت تقف هناك و تراقبهم تنتظر فرصتها بالهجوم.

أتَت كذلك كانيلا و خادمتها يبدو عليها النُعاس و الإرهاق كأنها كانت نائمة ثم استيقظت بِسبب التوقف مِن دون سابق أنذار لِلعربات. شعرها الحريري معقد بعض الشيء و يحتاج لِلتسريح حتى فستانها البسيط باللون الأزرق السماوي ذو الأكمام الطويلة الضيقة و فتحة صدر لا تُظهِر الكثير، مُجعد و ليس في وضعه الطبيعي الراقي.

و مع ذلك ابتسم فالكين على المنظر اللطيف.

خادمتها تبدو شاحبة البشرة مع انها بيضاء لكنها بدت كالشبح و متيقظة جيداً أكثر مِن الازم كأنها لم تنام منذُ أيام و ربما هذا ما حدث لكون طريقهم طويل و يحتاج أكثر مِن ثمانية أيام لِلوصول و النوم جلوسًا ليس مريح على الإطلاق.

جلست كانيلا على الطرف الاخر يُشَكِلون دائرة و في وسطها صناديق الطعام و الشراب بينما خادمتها دافني وقفت خلف سيدتها بِهدوء تنظُر مِن حولها بِتوتر و خوف يُشِع بِعينيها العسلية.

نظرت كانيلا تتثائب مِن خلف يدها بِرُقي على الأمير و لديها نفس تعابير الحيرة ثم على الملك الذي يبتسم لها.

" يبدو انكِ نمتِ جيداً، أنسة هاندسين. " قال لها فالين يأخُذ موزة مِن صندوق ليبدأ بِتقشيرها ما يزال مبتسمًا.

أعادت لهُ البسمة ثم ردت بِصوت مُتعب

" لا على الأطلاق، ظهري يؤلمني من وضعية النوم ذاتها لأيام. "

أخرج ريزار ضحكة من حلقه يأخُذ تفاحة حمراء مِن صندوق الفواكه بعدها عض قضمة منها بينما فالكين ابتسم مع نفسه يسكُب كأس نبيذ الأوكسارا الخاص بالجنيات فقط.

" أوقفتُ رحلتنا مِن أجل التحدث عن المملكة و ما سوف نواجهه قريبًا. " أخبرهم فالين بعدما انهى موزته و الجدية تَعلو ملامح وجهه الجميلة.

" آوه حقاً؟ و أنا ظننت اننا هنا لكي نأكل و نحدق بِبعضنا. " قال فالكين مستهزئ ليُشقلب الملك مُقلتيه عليه يتجاهله كُلياً يرَ فينار و هي قادمة نحوهم، وجهها عليه الاشمئزاز لكون الطين يملء أطراف فستانها و حذائها، يُصَعِّب مشيها.

" هل تذكرون الكتاب الذي أخذناه مِن مكتبة القصر و الكلام الذي حدثنا عنه كيجا ملك سنويان (مملكة الثلج)؟ " سألهم فالين يُلقي بِقشر الموز من خلف ظهره.

" تعني الكتاب الذي نحنُ خاطرنا لكي نجلبه من مكتبة القصر؟ " سأله فالكين يَشُد على كلمة نحن يجعل فالكين يُشقلب مُقلتيه مجدداً.

" نعم، فالكين ..... هو ذاته. "

اومئوا الجميع بِـ نعم بعد أن جلست فينار جنب شقيقها تبتسم لِمن ينظُر لها و خاصةً لِريزار الذي تحولت وجنتيه لِلحمراء عندما تقابلت عينيه بِخاصتها لكنه أزاحها بسرعة ثم تظاهر انه يبحث عن شيء آخر لكي يأكله.

الأميرة ابتسمت مع نفسها بعدها ركزت على كلام شقيقها الذي يقول

" القوانين المهمة التي قرأنا عنها و سمعنا من الكثير .... قد حان وقتُ تذكرها جيداً، حفظها و استخدامها. "

" ذكرنا بِها مرة أخرى، فالين. فالبعض لم يُمارسها و إن مارسها قد يكون نسيها أو فقط مِن أجل الأحتياط فَهو واجب. " طلبت فينار منه ليومئ لها موافقًا يضع يديه على ركبتيه يجلس مستقيم الظهر في هدوء المكان المرعب.

" عندما ندخُل المملكة، لا تفتحوا نوافذكم أو ستائرها و باللحظة التي ننزل فيها من العربات لا تنظروا لأحد و لا تتحدثوا مع أحد و أبقوا أعينكم إما امامكم أو على الأرض. "

" حتى إن ذهبنا إلى المدينة، لا تختلطوا مع أهلها، لا تنظروا لهم و لا تسمعوهم إن حاولوا التحدث معكم عن أية شيء، صادق أو كذب. " أضافت فينار تسكُب لنفسها بعضًا مِن الشاي بالياسمين.

" و هنالك ما أوَد أن أضيف عليه مِن عندي....." قال فالين ينظُر لكل واحد منهم في العينين قبل أن يكمل

" في القصر، لا تثقوا بأحد إن كانوا مِن الخدم، حُراس أو أية شخص حتى حكامه و أبقوا معًا على الدوام و حتى أثناء تفرقنا في غرفنا، كونوا متيقظين ليس بالمعنى الحرفي لكن أحذرو مِن كل شيء إلى أن نغادر و نصبح في فالينيا مجدداً. "

رفع فالكين حواجبه عليه يضع من يده كأس نبيذه عند قدميه

" هل سوف يؤذونا بِلا سبب أثناء نومنا مثلاً؟ "

" توقعوا كل شيء منهم، فَكما حدثنا كيجا و إينارا و نيرِكس أبناء عمه بأنَّ نتوقع ما لا يتوقعه أحد منهم وأنهم إن أضطرو فَسوف يدخلوا غرفنا و يقتلونا بِغفلة. "

ارتجفت دافني خادمة كانيلا لتبتسم لها سيدتها بِلُطف مع انها بِداخلها تشعُر بِنفس عدم الراحة و الأمان، لكنها لم تتفوه بِحرف و ظلت صامتة تستمع لِمن يتحدث.

" ما هو هدفنا بالضبط؟ " سأل ريزار بِفضول.

تقدم فالين بِجسده للأمام قليلاً ثم أجابه بِصوت هامس كأنه يَخاف أن ينقُل الهواء كلامه لِمن لا يرغب بِسماعه

" وضع مَن يستحق على العرش و العودة و معنا تحكُم قوي بِالمملكة و مَن فيها. "

لا أحد منهم تجرأ على لفظ اسم شادونايت أو مَن يقصدون بِكلامهم لأنهم حقًا يخافون أن تسمعهم أذان مخلوقات مَخفية غير مرغوبة تعيش في الغابات و أنَّ هذا الصمت العجيب الغير مريح يكون ليس طبيعيًا ابداً بل لكي يتم سماع الدُخلاء و نقل الكلام.

" ماذا تبقى لنا قبل أن نصل إلى المملكة؟ " تساءلت كانيلا لأول مرة منذُ جلوسهم لينظُر لها الجميع تصبح مركز الأهتمام أما هي أبقت وجهها ضجراً تنتظِر الإجابة.

" يومين فقط. " كانَ فالكين مَن أجابها ليَعُم الصمت بينهم لأنَّ كلمة يومين أصبحت صدى بالأرجاء تتكرر بعيداً و بعيداً و بعيداً بِأصوات مختلفة صغيرة و كبيرة، رفيعة و ثخينة لِرجال و نساء، أطفال، فتيات و فتيان إلى أن أختفى.

فللأرض و السماء أذان و أفواه و عيون.

طريقهم نحوَ عمق أراضي مملكة الظلام لم يصبح أفضل من بدايته.

الشمس لم يعُد لها وجود في السماء أعلاهُم و هُم يقودون عرباتهم بِحذر بين الغابات العتمة التي فيها الضباب الرمادي أثقل من قبل.

و عندما فتح فالكين ستارة نافذته الصغيرة على جهته اليُمنى، رأى ما لم يتوقع في حياته و أقشعر جسده بأكمله على المنظر الرهيب في الغابات من حولهم.

مع أنها مُظلمة لكن بين الأشجار الطويلة التي تُخفي ما يوجد مِن خلفها، لاحظ وجود أشياء عملاقة تقف بينها بِثبات.

لم يفهم ما هي بالضبط لكن شكلها يبدو و كأنها مخلوقات ما...... تقف بِسقيانها على أعمدة ما طويلة مِن نصف طول الأشجار تقريبًا أو ربما مُعلقة بها و لِلمخلوقات قرون على رأسها.

لم تتحرك ابداً و ليسَ لها عيون فهذا ما يتوضح له مِن على البُعد الذي ينظر منه و كَلمسة اسوأ و أكثر رَهبة، وقفت بعض طيور البوم على جذوع أشجار، أعينها الكبيرة المُدورة و الصفراء تراقبهم.

تُخرِج نعيقها بين حين و آخَر كأنها تتواصل مع بعضها بِتلكَ الطريقة و هنالك أيضًا أصوات رياح مع تلامُس أوراق الشجر تصدر حفيفها.

لم يعودوا في الهدوء.

أغلق فالكين النافذة بسرعة ثم عاد بِظهره على مقعده ينظُر لِصديقه النائم و مرافقه المشغول بِأكل قطعة خبز صغيرة مع جبن، جنبه.

تقابلت عينيه بِعيون الأمير و هو يمضغ طعامه ليتوقف لِلحظة بِحيرة مِن أمر فالكين ذو الوجه الشاحب.

" ما خطبك؟ " سأله بلايز.

بلع فالكين ريقه ثم هَزة رأسه مع نفسه مرتين قبل أن يُجيب

" هنالك مَن يُراقبنا منذُ دخولنا لِهذه الغابات. "

أختنق فجأة بلايز بِما في فمه ليبلع بِصعوبة يقف على ساقيه

" ماذا! كيف تعرف و هل أنتَ متأكد؟ "

أومئ فالكين يُحَرِك الستارة قليلاً بأصبعه كِفاية لكي ينظُر بعين واحدة من خلفها يرَ نفس الأشياء المخيفة كأنه يريد أن يتأكد مجدداً من الذي قاله

" ألا ترَ ما أراه؟ "

أقترب بلايز مِن النافذة يقف فوق رأس الأمير لكي يُشاهد و بالفعل، توَسعت عينيه منصدم يحرك بصره على تلكَ الأشياء العملاقة الغريبة التي لا يعرف ما هي أصلاً و على طيور البوم ترمش بِمقلتيها الكبيرة تراقبهم.

" أنا أشُك بِتلكَ الأشياء على انها تراقبنا لكني واثق أنَّ البوم هي مِن المملكة. "

تمتم بلايز مع نفسه أكثر لكن فالكين عاد على مقعده يُغلق الستارة.

" يجب علينا اخبار فالين بالأمر. " اقترح المرافق لِسيده.

" لا..... لا يهم و لا نريد تضيع وقتنا بِذلك. "

رفع بلايز حاجبًا للأعلى قبل أن يسأل

" لماذا؟ "

لم يجبه فالكين على الفور لأنَّ في العربة الملكية كُلاً مِن الملك يُشاهد ما شاهدوه فالكين و بلايز قبل لحظات بِعيون مُضَيّقة و متسائلة.

فينار مِن الجهة الأخرى تجلس مُقابل شقيقها بِجانب النافذة الثانية في العربة، ذراعيها مشابكة و عينيها مُغلقة تبدو كأنها نائمة جلوسًا.

تأفأف فالين مع نفسه يُغلق ستارته و هو يُمَرِر أصابعه في خُصلات شعره الحريري يعلم جيداً ما هذه الأشياء في الغابات.

" أتساءل كيف ستكون المملكة إن كانت غاباتها هكذا. " قال فالين لِنفسه.

" سمعت أنَّ ليلها طويل لكنه أجمل مِن أية ليل في أية مملكة. " ردت فينار ما تزال مُغلقة العينين لينظُر لها شقيقها الأكبر مبتسمًا.

" هذا الشيء الوحيد المتشوق لِرؤيته ليسَ إلاّ. "

هنا فتحت فينار عينيها الملونة تحركهم بين النافذة الخاصة بِفالين و بينه هو

" ظننت أنَّ كورالينا هي السبب الوحيد. "

ضحك فالين ثم قال لها يغمز بِعينه

" هي السبب الثاني. "

تنهدت هي تُتَمتِم كلامًا لم يفهمه جيداً ثم غيرت الموضوع متساءلة

" ماذا تعتقد تكون تلكَ الأشياء المُعلقة على الأعمدة بين الشجر؟ "

هَزة كتفيه مُجيبًا

" مجرد تماثيل مِن أوراق الشجر لإخافة الزائرين أو المتطفلين. "

" حقًا؟.... تبدو و كأنها تقترب أكثر كُلما دخلنا أعمق. "

رمش فالين عليها متفاجئ لكونه لم يلاحظ ثم بسرعة فتح الستارة قليلاً ينظُر لِها يُحاول أن ينتبه على ذلك لتُخرِج فينار ضحكة ساخِرة من خلفه تجعله يُشيح بِنظره عليها.

" أنتَ طفولي أخي العزيز. "

شقلب هو مُقلتيه عليها يتنهد بإحباط

" يبدو انكِ ضجرة مِن الجلوس في نفس المكان فأكتشفتِ هواية جديدة بإخافتي أختي العزيزة. "

رفعت هي حواجبها الفاتحة المُرتبة ثم ضَيّقت جفونها بِمُكر كالثعلب الذي يُحيط فريسته

" لم أكُن أعلم انكَ خائف. "

" لستُ خائفًا لكن متوتر بعض الشيء. "

" معكَ حق، هنالك مسؤولية كبيرة على أكتافك و إن لم تتخلص منها فَسوف تحطمك. "

اومئ فالين يحدق بِحضنه و يديه فوقه كأنه يرَ تلكَ المسؤولية بينها و كيف أنها حقًا إن لم يتخلص منها فَسوف تقتله.

" سوف اضع ذلك الشاب على كرسي العرش حتى لو كانَ خطراً عليّ. " همس فالين لتسمعه فينار و تومئ مع نفسها كأنها تقول انها سوف تكون دومًا بِجانبه مهما كانَت النتيجة.

فإن لم يكونوا متحدين ...... فَكيف لهم أن يُكمِلوا الطريق الصعب و هُم مُتفرقين؟

~ ~

أخذت رحلتهم يومًا أخراً لكنه لم يكن أكثر من ذلك لأنهم في لحظة كانوا بين تلكَ الغابات الضبابية و العتمة و في لحظة آخرى أصبحوا في طريق غريب جداً، كأنه دوامة لكنها من الاغصان و جذوع أشجار مُلتوية على بعضها تُشَكِل نفق كبير فيه نور الشمس بعيد لكنه كافي لكي يُخبرهم انهم في النهار أو نهايته.

و عندما عبرو النفق دخلوا و أخيراً بداية مملكة شادونايت التي و كما تسمى، مملكة الظلام، فيها السماء حالكة، سوداء جداً غيومها رمادية و قمرها أبيض كَبياض الثلج لكن.....

نجومها.

سمائها بحر نجوم خيالية و براقة تُشَكِل لون أزرق داكِن و فاتح كالخليط من السحر، منظراً و كما ذكرت فينار، أنه لا يوجد إلا في هذه المملكة التي لا تبدو شريرة و هي تمتلك سماءً مثلها.

فَكانت تلكَ أول فكرة خطرت على بال فالكين و هو يشاهد السماء بِدهشة و أعجاب كبير و معه بلايز و ريزار كلاهُما مِن الجهة الأخرى لِلعربة عند النافذة.

لكنهم انتبهوا على المملكة بين جبلين أسودين و كيف أنها هي أيضاً مُظلِمة لا تعرف النور إلا قليلاً و ما فوقها لا يؤثر عليها بتاتًا.

كأنها خُلِقَت مِن الظلام و عاشت طيلة حياتها فيه.

تبحلقت عيون الأمير بِصدمة يرَ جسراً مِن الحجر الداكِن لا يحرسه أحد بل فارغ ليسَ عليه شيء عدا أنوار مِن النار الخافِتة و أسفله تمامًا نهر عريض مجهول المصدر ينعكس عليه ضوء القمر و لا يُعرَف ماذا يوجد في الأعماق.

" لقد وصلنا. " تمتم فالكين لأصدقائه و هم يقتربون بالعرابات أكثر و أكثر من الجسر حتى أصبحوا عليه يعبروه.

و خلف الجسر، المدينة ذات المباني المرتفعة و البيوت الحجرية.

مِن مداخنها يخرُج دخان رمادي يُذَكِرُه بالضباب في الغابات و فوقها طيور الغربان تحلق مع بعضها و أصواتها مرتفعة تصلهم و كأنها قريبة منهم تحذر المدينة بِقدومهم.

" لماذا لا يوجد حُراس؟ " تساءل ريزار ينظُر لِلأمير من فوق كتفه.

" حراس هذه المملكة هي غاباتها و حيواناتها. " أجابه فالكين ليتحول لون وجه بلايز لِنفس لون القمر فوقهم.

" لأول مرة أقول هذا عن مملكة لكني...... لا أحب هذه المملكة أطلاقاً. " أخبرهم بلايز و هو يقف على ذراع ريزار العُلية يشاهد معه المملكة.

" أنتَ لم ترَ شيء بعد. " قال له ريزار.

بعد عبورهم الجسر الحجري دخلوا مدينة الأشواك و هي المركز لِلمملكة و كما بدت من بعيد، ظلت نفسها عن قريب....

مدينة فيها مباني و أبراج عالية و ما تبقى تكون فقط منازِل حجرية و محلات و بين كل منزل و آخر نيران تُضيء الطرقات الحجرية كَالمطبات الصغيرة لِلعربات.

العجيب في الأمر أنَّ المدينة التي بدت كأي مدينة، ليسَ فيها أحد أو فيها لكن لا وجود لهم الأن.

فيها هدوء ليسَ مُريح ابداً و جعل الوضع أسوأ، مع انه لاحظ بعض الأنوار القادمة مِن نوافذ المنازل و حانات على الأطراف إلا أنه لا حس أو صوت يخرج من أية مكان.

مدينة مهجورة.

هذا ما سماها فالكين في عقله إلا أنه مُدركًا أنَّ أهل المدينة مُختبئين و يراقبونهم مِن منازلهم أو بين الأزِقة و في المناطق العتمة التي يرفُض هو النظر إليها خوفًا من أن يظهر له عيون مُضيئة كَعيون طيور البوم التي رافقتهم طوال الطريق.

" انها تبدو مدينة طبيعية لكن لا حياة فيها. " قال ريزار يرجع بِجسده على مقعده يُغلق الستارة ليذهب بلايز و يقف على كتف الأمير الذي ظل يُشاهدها بِفضول عظيم.

" نعم، لكن دعنا نرَ القصر و نُقرِر إن ما كانت المملكة طبيعية حقًا. " رد عليه فالكين يبحث عن قصر كبير و أسود كما وَصفه لهم فالين و كما رأه هو على الكُتب الخاصة بالمملكة مع أنَّ الرسم فيها كانَ ضعيفًا و لا يُعطي تفاصيل جيدة دقيقة.

لكنه لم يجد قصر أسود أو أية شيء يُشابهه.

و فجأة توقفت العربة بِخفة في المدينة لينظُر فالكين في الأرجاء يحاول أن يعرف ما الذي يجري لأنه سمع أصوات غريبة قادمة مِن مقدمة الطابور إلا أنه لم يجد المصدر.

" لماذا توقفنا؟ " سأل ريزار متعجبًا ليَهُز فالكين بِرأسه لا يدري.

" أسمع أصوات لا تعود لنا نحن. " أخبرهم بلايز.

" بإمكاني الذهاب و رؤية ما الخطب. " أقترح بلايز عليهما ليُمسك سيده بِجناحيه الصغيرة بأطراف أصابع السبابة و الإبهام يقربه من وجهه.

" بالطبع لا، لن تخرج مِن العربة من دوني كي لا تأكلك تلكَ الطيور أو الغربان فَهي في كل مكان. "

شابك بلايز ذراعيه أمام صدره ثم ضغط بِشفتيه على بعضها حتى أصبحت خط مستقيم.

" هذا لن يحدث. "

هَمهَم فالكين يدعه لكي يُحلق أمامه من دون تحرك.

" مَن يدري فأنتَ ضئيل الحجم و هذا ممكن. " أخبره فالكين و في داخله يبتسم على تعابير وجهه الغير مُصدِقة إلا انه لم يُجادل لكنه أدار وجهه و ذهب إلى طرف النافذة يشاهد مِن خلف الستارة بِسرية و حذر كأنه حقًا يتخيل الطيور في الخارج تنتظره.

" توك! " ضرب بلايز بِقبضته على زجاج النافذة يجذُب انتباه حارس فالكين الشخصي توك و هو يَمُر مِن جانب العربة ليتقدم الحارس من النافذة قبل أن يأتي فالكين إليها و يفتحها قليلاً.

" ما الذي يجري، توك؟ " سأله فالكين بِفضول معقد الحواجب.

تنهد توك لِلحظة ثم أجابه

" لقد أوقفونا حراس المدينة بِطلب من مسؤولي القصر و هم مَن سيأخذونا إليه. "

" غريب..... أنا لا أرَ القصر في أيّ مكان. "

" هذا لأنه ليس في المدينة بل مَخفي على حسب ما قالوه حَرَس المدينة. "

نظر فالكين مرة أخرى في أرجاء المدينة ثم سأله على ما كان يدور في عقله قبل لحظات

" أين أهل المدينة؟ "

لم يجبه توك على الفور بل أخذ نظرة سريعة مِن حولهم كما لو انه يتأكد من شيء ما قبل إجابته

" انهم في منازلهم. "

" لمَ هذا؟ "

ارتفعت زاوية من شفتين الحارس يُخرِج ضحكة هوائية مِن أنفه

" هكذا يفعلون كُلما دخل غرباء مدينتهم و خاصةً من ممالك أخرى مثلنا و لا يخرجون إلا بعد وصولنا لِلقصر. "

" إذاً هذه هي الـ أهلاً و سهلاً بكم في مملكتنا، هاه؟ " سأل بلايز مستهزئ ليومئ له توك يوافق كلامه.

" حسناً توك، أنتَ أذهب و توخ الحذر. " أمره أميره ليومئ مجدداً برأسه قبل أن يذهب.

" مثير للإهتمام، قصر مَخفي. كم أنهم يحبون الاختباء و الأخفاء. " قال ريزار ينظُر لأظافره.

لم يُعَلِق فالكين أو أحد مِن الأخرين في العربة بل بقوا صامتين لحين تحرُك العربات مجدداً و خروجهم مِن مدينة الأشواك الساكنة التي لا حِس لها.

أخذوهم حُراس المدينة ذو البشرة الرمادية كما هي حالة أغلبية شعب هذه المملكة و الأنياب الحادة يرتدون دروع شبه مهترئة و فوقها أقمشة قديمة بِأغطية على الرأس تُخفي الجزء العلوي من وجوههم و على خصر كل واحد منهم سيوف مخدوشة كل واحدة أكبر من الثانية، إلى كهف في آخر المدينة.

كهف أيضاً مُخبئ بين جُدران مُغطاة بالأعشاب الميتة و الزهور الدبلة التي بِطريقةٍ ما لا تزال في مطرحها.

الكهف مِن الداخل واسع، عريض و ضخم لِلغاية و طبعاً عتم لا ضوء قادم من الخارج عدا أحجار و صخور سحرية هي مصدر النور الوحيد البنفسجي الفاتح الذي يُبقي العربات مِن الوقوع في الهواية على الطرف الأيسر و رؤية الطريق جيداً.

الطريق في الكهف لِلمخرج الأخَر كانَ قصيراً لكنه خطير و بارد جداً فَدائماً تكون الكهوف باردة كما لو انها تثلج هنا.

لكن البرد لم يبقى و رحلتهم في الكهف العجيب لم تستمر طويلاً لأنهم خرجوا إلى الليل مِن جديد ليجدو بوابة ليس صغيرة أو كبيرة، ليست مِن حديد أو صخر ما بَل عملاقة و أكبر بوابة في هذا العالم.

البوابة عبارة عن بنائين ضخمين من الفولاذ اللامع و في أعلاهما زجاج و فيه نوع من أنواع السحر أزرق اللون يُشبه منظر السماء في بداية دخولهم لِلمملكة لكنه ليس كذلك......

لأنَّ في الثانية التي أقتربوا فيها مِن البوابة التي يحرسها أربعة ليسَ حُراس و إنما فُرسان بِدروعهم السوداء و سيوفهم من العظم، أنتبهوا أنَّ في تلكَ المباني و الزجاج و السحر الأزرق، كائنين يحرسان البوابة مع فرسان الظلام.

لهم مخالب حادة مبوزة و قرون كبيرة فوق رؤوسهم، باقي أشكال أجسادهم مخفية بين السحر غير معروف ما هي بالضبط.

توقفت العربات عند البواب لِلحظة قصيرة ثم أكملت طريقها لِلداخل و أسفلهم الأن هاوية جعلت مِن قلوب مَن يُشاهد عبر النوافذ، تقع في بطونهم و الدماء تتجمد في عروقهم.

مع كل هذا لم يكفي لأنَّهم أكملوا طريقهم مجدداً فوق جسر طويل لِلغاية ليَتضح أنَّ أسفلهم ليست مجرد هاوية و إنما مدينة، ما تبقى من مدينة الأشواك أو ربما مدينة أخرى لا يعرفونَ بِشأنها.

و مِن حولها المزيد مِن الجسور التي تؤَدي إلى القصر الملكي و الذي يُعرَف كذلك بِقصر الظلام.

القصر بِحق مصنوع مِن الحجر الأسود و هو أحد أندر الأحجار في هذا العالم و انه نادر ليسَ لأنه أسود فَحسب بل لأنه يُضيء بِلون ساحر و يُعطي طاقة لا مثيل لها لمن يمتلكه أو يتم صنعه به.

و القصر الذي أمامهم يُعتبر مِن أخطر القصور في الممالك السبعة و مليء بالأسرار التي لم يتحمس فالكين لاكتشافها بتاتًا لكن لا خيار له.

مع انه قَصر مُخيف إلا أنه جميل و مبهر يجعل من القلب يخفق رعبًا من منظره، كأنه حجر بأشواك تضيء ليلاً و كما لو أنَّ السماء توافقه الرأيّ خرج برق قوي مِن خلف القصر يُصدر ضجة بِصوته يجعل الكيان يرتج.

" هذا سيء..... سيء جداً. " تمتم بلايز يحدق بالقصر و عينيه متوسعة و لِلحظة ظن فالكين انها سوف تفقع مِن مكانها و فمه مفتوح على مصراعيه.

توقفت العربات لكونهم اقتربوا مِن المدخل، يقفون في الساحة الصغيرة لِلقصر و التي لا يوجد فيها أي شيء عدا المزيد مِن فرسان الظلام و الأرض المبلطة تلمع و تعكس أشكال العربات عليها كالمرآة.

نزلوا الجميع مِن عرباتهم يتجهون معًا نحوَ بوابة القصر لكنهم لم يكملوا لكونها فُتِحَت مِن تلقاء نفسها بِبطء شديد تُصدر صريراً قويًا قبل أن يظهر لهم من خلفها رجلاً بِشعر أسود طويل و عيون حمراء ناعِسة تذكره بِعيون وحش المكتبة الذي اتضح أنه من الأتلانتيانز.

الرجل يرتدي درع رمادي أفتح مِن لون بشرته و غطاء حول كتفه الأيمن أحمر اللون و عليه زر ذهبي كبير يثبته بِملابسه و على خصره سيفه.

يديه خلف ظهره يمشي بِخطوات مستقيمة تصدر طَقطقة على الأرض الرخامية، لا تعابير على وجهه المتحجر، ينظُر مِن شخص لأخر كأنه يتأكد من أنَّ الجميع متواجد عدا مَن هُم من مملكة كاداري القادمون على الطريق.

وقف الرجل الغريب أمامهم ثم أومئ بِرأسه لِلملك أولاً بعدها للأميرة و الأمير ليلتَفِت لِفالين قائلاً بِصوت لِمُفاجئة فالكين رقيق لكنه رجولي

" أهلاً بكم في القصر، الجميع ينتظرونكم بالداخل. "

رد فالين الإيماء بِرأسه ثم أشار لِلجميع بالتقدُم معه خلف الرجل الذي لم يلفظ كلام آخر.

فالكين وضع عينيه على كانيلا التي يتبعها راث حارسها الشخصي يده على سيفه و عينيه تحوم مِن حولهم بِتدقيق و حماية بينما توك مع باقي الحرس خلفهم.

تبدو كانيلا انها هادئة، غير خائفة و متمعِنة بِهندسة القصر لأنَّ داخله أغرب من خارجه مع انه متأكد أنها تحسُب و تفكر كثيراً و الله وحده يعلم بِماذا بالضبط.

فَداخل القصر أو في بدايته، لا وجود لِلبهو كَباقي القصور و إنما أكبر درج رأهُ يومًا، حلزوني الشكل و في وسط القصر شلال يسقط من الأعلى للأسفل في دائرة عميقة و بعيدة لم يجرؤ فالكين أو أحد منهم على الاقتراب أكثر لكي يروا إلى أين بالضبط يذهب الماء و من أين يأتي أصلاً.

و طوال صعودهم الأدراج، لم يتفوه شخص منهم بِكلمة و لم ينظرو لِلفرسان الذينَ يحرسون الدرج و فَضّلوا الصعود بِصمت، أصوات أقدامهم صدى في الأرجاء مع صوت الشلال العالي.

و أخيراً وصلوا إلى قمة القصر و البهو الذي لم يتوقعوا رؤيته و لِمفاجأتهم انه بهو جميل بأرض مُبلطة بالأبيض و الاسود، سقف مرتفع يضيء باللون البنفسجي ذاته الذي في صخور الكهف المؤدي لِلقصر و في وسط البهو و قريب مِن الطاولة الطويلة التي عليها أطباق من الطعام و الشراب، تقف امرأة طولها معتدل لها شعر ذهبي طويل، شاحبة البشرة لكن عينيها.....

ذهبية و كأنها قطع حقيقية منه إلا أنها حادة النظرة جعلت مِن الجميع يتوقفون و معهم الرجل الغريب الذي لم يعرفوا شيئًا عنه لكونه لم يلفظ بِحرف.

انها ترتدي فستان أخضر من لون زبد البحر و أسود طويل الأكمام لكنه بِلا أكتاف و فوق صدرها بِقليل، يوجد حجر برتقالي كأنه حي، يلمع و يضيء.

تقدمت المرأة نحوهم بِخطوات ثابتة تُطقطِق بِكعبها على الأرضية إلى أن وقفت أمام ملك فالينيا و أميرتها.

أومأت المرأة الجميلة بِرأسها لهما ليَرُدا لها التحية ذاتها بعدها ابتسمت لهم بِرقة ثم قالت لها بِنبرة تشابه رقة جمالها

" أتمنى أنَ رحلتكم إلى المملكة لم تكُن وَعِرة كَطُرقاتها. "

ابتسم لها فالين يأخذ يدها لكي يقبلها بِلطف بعدها أجابها

" متعبة و طويلة لكنها غريبة و مثيرة للأهتمام أما وَعِرة؟..... لم تكُن كذلك. "

توَسعت بسمة المرأة أكثر لتومئ بِرأسها مرة متفهمة مع أنَّ فالكين أراد الاعتراض و فينار شقلبة مُقلتيها إلاّ أنَّ كليهما تراجعا عن ذلك و ركزا بالحديث.

" أنا أدعى كورالينا قريبة إيماريس المُرَشَح لِلعرش و إحدى المسؤولين عن قصر الظلام. " قالت لهم تُشير بيدها على القصر لتضع فينار بسمة صغيرة على شفتيها الوردية تتظاهر انها تنظُر على القصر بِتمعُن بينما فالين صعق لأنه سمع عن هذه الأمرأة كثيراً و أزعج مَن معه بِها جداً لكنه لم يتوقع انها أفضل من الذي تم وصفه عنها بِدرجات.

" لديكم ذوق جميل و صُنع ساحر أنسة كورالينا. " هو قال لها.

" شكراً لكِ جلالة الملك. لقد تأكدنا طيلة السنوات الماضية مِن تحسين القصر و ما يزال قيد الإنشاء. أنا واثقة أنَّ قصركم في فالينيا أجمل و أكثر حيوية كما سمعت الشائعات تقول. "

" لكل مملكة قصر يُميزها عن غيرها و أنا سأتشرف بِكِ في فالينيا يومًا ما أنسة كورالينا. " أخبرها فالين لترمش عليه المرأة كالتي لم تكُن تتوق كلامه لكنها أومأت مُمتنة له على ذلك تُبقي عينيها الذهبية عليه أكثر من اللازم قبل أن تحرك رأسها على الباقي لكي ترحب بهم.

" لابُد و مِن أنكَ الأمير فالكين لوماريل مِن أسليرا. " تساءلت هي تنظُر له جيداً ليتقدم لِجانب الملك يضع يده على صدره يحني رأسه قليلاً

" هذا صحيح، لقد تشرفتُ بِالقدوم إلى قصركم و معرفتك يا أنسة. "

" الشرف لي، أنتَ شهير هنا و علمت انكَ من أقترح قدومكم لِحل المشاكل، سموك. "

أعطاها بسمة جذابة ثم أجاب

" نعم، رأينا أنه أفضل حل و الأنسب. "

" بالطبع، و سوف يُكمل اللقاء بِتواجُد مملكة كاداري معنا لكنهم سوف يتأخرون فَلِما لا، " توقف هي لِثانية لكي تُشير بيدها مجدداً لكن على الطاولة التي خلفها قبل أن تتابع

" تستريحوا إلى أن يأتوا أسياد القصر، فَهم في طريقهم الينا. "

وافقوا جميعهم على ذلك ثم أخذ كل واحد منهم مقعده على الطاولة يجلسون بِجانب بعضهم البعض و يدعون الجهة الأخرى مِن المقاعد فارغة.

فالين جلس و بِجانبه شقيقته ثم ريزار و جنبه فالكين و أخيراً كانيلا على يمينه بينما كورالينا جلست مُقابل فينار في وسط المقاعد الفارغة.

الأطعمة على الطاولة جميعها مُغطاة بِقُبَب مِن الفضة لا يُمكن معرفة ما أسفلها و لم يقترب منها أحد لكونه فِعل ذلك يُقَلِل من الأحترام و أداب الطاولة إلا أنَّ الروائح تصلهم منها و تبدو شهية لِلغاية.

فالطعام الذي تناولوه طيلة الرحلة لم يكُن جيداً أو يملء المعدة كفاية و الفواكه لم تكن الأفضل لكونها قضت وقتًا في الصناديق و منها عفن و لم يعُد قابل للأكل.

" هل سنقابل سموه إيماريس اليوم؟ " كسر فالين الصمت الذي حل عليهم في البهو لتنظُر له كورالينا بِلا وجود تعابير على ملامحها الجميلة بل تبدو باردة و قاسية كأنَّ اسم إيماريس الشاب المرشح لِلعرش، سبب لها مَغص في معدتها تحاول عدم إظهار ذلك على وجهها إلا أنها فشلت.

" مع الأسف لا يمكن اليوم، لكني سوف أخبر الاسياد و أخذ أذن منهم و أنا سأطلب منكم جميعًا، عدم سؤالهم عنه. "

رفع فالين حواجبه بِتعجُب ثم سألها

" و لمَ ذلك؟ "

نظرت كورالينا على أحدٍ ما خلفهم يقف ليتقدم الرجل ذاته الذي أحضرهم إلى هنا حتى يسكُب لِلجميع بعضًا من النبيذ الأحمر ثم لها أيضاً لكن لم يلمس أحدهم كأسه و أنتظروا إجابتها.

هي أخذت رشفة صغيرة مِن كأسها بِلباقة بعدها أشاحت بِعينيها الجذابة على الملك

" إن أردتم أن تبقوا في القصر في سلام فَهذا ما يجب عليكم فعله..... الصمت بعض الأحيان و عدم السؤال إلا ما هو أصح. "

ضَيّق فالكين عينيه عليها ثم فتح فمه لكي يضغط عليها و في ذات اللحظة جلس بلايز مع إكسانا على كتف الأمير يُراقبون المكان لتتقابل أعينهم بأعيُن الرجل الغريب الحمراء، يقف خلف مقعد كورالينا لِيُشيحوها بِسرعة خوفًا منه

" لقد تم أخبارنا عنكِ أنسة كورالينا و نحنُ نعرف انكـ--"

" أنتم لا تعرفون شيئًا سمو الأمير و من الأفضل إبقاء فضولكم لوقت آخر. " قاطعته هي تمسك بِكأسها تنظُر له.

رمقه فالين بِنظرات تجعله يصمت و يفكر قبل أن يفتح فمه و هو أنصت له لا يدع مجالاً لِفضول بِتدمير خططهم التي أعدوها و درسوها جيداً من أجل تفادي المصائب.

فَدخول هذا القصر مخاطرة عظيمة لم يكُن أحدٌ غيرهم سيأخذها لكنهم مجانين لهذا ها هُم هنا يجلسون على طاولة الأعداء في أرضهم.

" لدينا الوقت لِلتعرف على بعضنا والتكلم في المسائل المهمة التي أحضرتنا إلى هنا أنسة كورالينا فَلا تؤاخذي فضولنا عن مملكة غامضة أو إن سألكم أحدنا عنها. " أضافت كانيلا تستعمل صوت السفيرة اللبق و المحترم و بنفس الوقت الصارم الثابت.

لينظُر لها الجميع و بالأخَص ذات العيون الذهبية.

ضَيّقت كورالينا مُقلتيه عليها يبدو أنها هي الفضولية بِشأنها الآن لتبتسم لها بِخفة

" أخمن انكِ السفيرة البشرية السيدة كانيلا هاندسين. "

اومأت كانيلا بِرأسها مبتسمة لتُكمل كورالينا

" لقد سمعتُ عنكِ الكثير و خاصةً عن لسانك القادر على تنويم الأشخاص لكن لم يقال انكِ جذابة و يافعة. "

" لم أكُن أعلم أنَّ الرياح تُجلِب أخباري من بعيد. "

امسكت كورالينا بِكأسها مجدداً تنظُر له ثم على السفيرة قبل أن تخبرها ترفعه نحوَ فمها

" الرياح أنستي، تُجلِب أكثر مِن مُجرد أخبار. "

صَفّى فالين حلقه يُعَدِل من جلسته كأنه غير مرتاح بالحديث لتبتسم كورالينا من خلف كأسها أكثر تراقبه عن كثب.

" لنكون صريحين هنا....." قالت فينار قبل أن يَعم الصمت بينهم تجذب انتباه الجميع

" نعلم أنَّ لديكم جواسيس في كل مملكة و أنكمـ--"

" لا جواسيس سمو الأميرة، " لم تدعها كورالينا تكمل جملتها تضع كأسها الفارغ على الطاولة تُصدر صوتً تحول لِصدى في البهو قبل أن تتابع

" هنالك متمردين يتصرفون مِن تلقاء أنفسهم و غير متعلقون بالقصر فَلا أنصحكِ بالاتهام قبل معرفة الحقيقة. "

رفعت الأميرة حواجبها متعجبة يحدقون بِبعضهم بِتحدي ليتدخل فالين يكسر لعبة التحديق بينهما قائلاً

" نحنُ نتفهم أنسة كورالينا و لا نُعاتب أو نظلِم لكن أعتقد أنكِ مُدركة أنَّ المتمردين هُم مسؤوليتكم لكونهم مِن مملكتكم و نحنُ فقط نحاول حماية ممالكنا منهم. "

" و نحنُ نحاول ضبطهم قدر الأمكان فَلو لم نكُن نعمل على ذلك لما استقبلناكم في القصر أو وافقنا على اقتراحكم في التجارة بين كاداري و شادونايت بِطريقة تُرضي الطرفين. "

" ما يزال هنالك كره و حقد ضد بعضنا بِسبب الحروب القديمة و هذه المشكلة الرئيسية التي أدت بنا إلى قصركم العظيم، أنسة كورالينا. " أضافَ فالكين يتقدم بِجسده على الطاولة يضع يديه أمامه ثم شابك أصابعه بِبعضها لتنظُر هي له بِطريقة متمعنة كما لو أنها تحاول قرأت شيء ما.

فتحت هي فمها لكي ترُد على كلامه لكن الصوت العميق الرجولي كأن صخور تتضارب بِبعضها لم يأتي منها و إنما مِن رجل عجوز ذو لحية طويلة بيضاء كَشعره و له عيون زرقاء كَلون البحر يقف بِجانب رجلين آخرين

" و هذا التعاون النادر سوف يجلب السلام والإطمئنان لِلجميع، سمو الأمير. "

وقف كل مَن على الطاولة عدا كورالينا عندما رأوا الثلاثة رجال المنتَظَرين و الذينَ يكونونَ المسؤولين عن هذا القصر و المملكة إلى أن يجلس أحدٌ مهم و قوي على العرش الذي لأول مرة ينتبه فالكين على أنه خلف الطاولة بِبعض أمتار.

أسود اللون كبير و على مقدمتها في الأعلى أشواك من الحديد، يقف فوق درجتين كبيرتين و خلفه نافذة دائرية عملاقة تُطِل على البحر الأسود التي تنعكس نجوم السماء الساحرة عليه.

تقدموا الثلاثة رجال و مِن ضمنهم العجوز الذي تكلم ثم وقفوا بالقُرب من كورالينا التي تنهدت بِخفة ثم نهضت على ساقيها تنظُر لهم بِهدوء لكن لسببٍ ما شعر فالكين أنَّ أسفل ذلك القناع الهادئ و الجميل، يوجد وجهها الحقيقي و مشاعرها لِتلك الرجال.

فَلقد عرفوا عند دراستهم قبل أشهُر عن المملكة و مَن فيها أنَّ كورالينا هي الوحيدة التي تقف ضِد قرارات هذه الرجال و انها تحاول أن تضع قريبها أيماريس المَحجوز في مكانٍ ما في القصر، على العرش لكنهم كريهون و يقفون في وجهها دومًا.

و هي الوحيدة التي لم تُشارك بأيّ حرب مِن الحروب القديمة لِشادونايت مع الممالك و لأنها مُعارِضة لهم تم حجزها هي أيضاً من طرف غادان (ملك شادونايت الأخير) لتَخرُج عند خبر موته و خسارة شادونايت لِلحرب الأخيرة ضد أسليرا.

القصة طويلة لكنه مُدركًا لِلكره الذي تحمله ضِد هذه الرجال الماكرين أو الثعالب بِتسعة وجوه.

" نعتذر على تأخيرنا، لقد كانَ لدينا أعمال لا يُمكن تأجيلها. " قال الرجل الثاني لا يبدو في صوته ذرة تأسُف.

و هو أصغرهم، بِشعر رمادي يصِل لِكتفيه و درعه الأسود ُمذهل الشكل، له عينين رمادية كلون شعره و حول جبينه يرتدي نوع ما مِن الأكسسوارات التي تُخبر َمن يراها بِمكانته.

وزير و ربما أرفع مقامًا منه.

وضع فالين يده على صدره ثم أحنى رأسه أحترامًا لهم ليَفعلوا هُم المثل لكن أوسطهم و الذي يُخمن فالكين على انه قائدهم بِبشرة شاحبة و عينين سوداء كبيرة مخيفة و شعره بِلون العنب كذلك طويل يرتدي رداء باللونين الذهبي و البنفسجي لكنه الوحيد الذي يضع تاجًا أسود اللون على رأسه.

نعم.... بكل تأكيد هو قائدهم و المسؤول الأول عن القصر.

هذا الرجل بارد الملامح حَط بِتلكَ العينين على فالكين أولاً يجعل من الأمير متوتر لكنه وقف رافع الرأس بِشماخة ينتظِر منه أن يتفوه بِكلمة لكن الرجل لم يفعل شيئًا بل أعاد عينيه الحالكة على الملك.

" لقد أتيتم إلى قصري مِن أجل التحدث عن الاتفاق الذي سوف يجعل كُلاً من المملكتين كاداري و شادوانايت تستفيد من ثروات الأرض و ذهبها فَلِما تتحدثون عن عداوة و حروب عمرها قرون؟ " سأل الرجل الأوسط لا أحد مُحدد.

لكن الجميع لاحظ كلمة قصري و انه استعمل المفرد و ليس الجمع و مع ذلك لم يعلق أحدهم عن الأمر.

وضع فالين يديه في جيوب بنطاله البني و ارتسمت بسمة جانبية على شفتيه الوردية لكي يُجيبه

" سياقة حديث ليس إلاّ يا سيد......"

لا يعرف أحدهم مِن فالينيا اسمه بالضبط فَهُم لديهم ثلاثة أسماء، غوانلو، كينازي و ألترا و جميعهم ليسوا متأكدين أية اسم يكون له.

و كما لو أنَّ الرجل سمع أفكارهم بِصوت مرتفع رفع يداً بِرقة حركة كما لو انها خفيفة كالريشة ذات أصابع طويلة نحوَ الرجل العجوز على يساره قائلاً

" نعتذر على عدم تعريف أنفسنا في البداية لكن، هذا السيد هنا يدعى غوانلو و هذا هنا، " أشار على أصغرهم يقف على يمينه

" يدعى كينازي و أنا، " و أخيراً أشار على نفسه يُلاحظوا أنَّ أظافره أيضاً سوداء مثل عينيه الكبيرة الناعِسة ليُكمل

" أدعى ألترا، و نحنُ ثلاثتنا أسياد القصر. "

" تشرفنا بِلقائكم يا أسياد. " قال فالين لهم قبل أن يُشير مجدداً الذي يدعى ألترا على المقاعد حول الطاولة.

" تفضلوا بالجلوس. "

و فعلوا ذلك لكن الأسياد جلسوا على الجهة المُقابلة مِن الطاولة، في الوسط ألترا، على يساره غوانلو و يمينه كينازي و بِجانبه كورالينا التي حاولت بِقدر الأمكان تجاهلهم، تحدق بِكأس نبيذها الذي ملأه الرجل الغريب ذو العيون الحمراء لها ثم كؤوس الأسياد و مَن يحتاج.

" العداوة جلالة الملك لن تنتهي إلا بأتفاق سلام بين الممالك. " بدأ غوانلو العجوز يُسَرِح لحيته بِبطء كأنها حركة تفكير و تركيز.

" بالطبع، لكن يجب عليكم أن تعرفوا أنَّ لايتا و نيفاري أخذوا قرار الصُلح من أجل شعبه و لأنه يوَد مساعدة مملكتكم التي تنحدر لِفقر كبير. " قال ملك فالينيا بِجدية ملوكية ليومئوا ثلاثتهم متفهمين.

" انتظارنا لن يطول لِجلالته و الأميرة، و لدينا كل الوقت لِمناقشة كل هذا معهم، جلالتك. " أخبره كينازي يَشرب مِن كأسه مِن الفضة و الياقوت الأسوداء.

" بِما أننا لن نتكلم عن الأتفاق مِن دونهم، لابُد من أنكم جائعين...." غير ألترا الموضوع يُشير بيده الخفيفة بِلباقة على الأطباق المُغطاة فوق الطاولة بينهم قبل أن يظهروا مِن دون سابق أنذار مجموعة خدم لا يُبعِدون أعينهم عن الأرض لكي يرفعوا الأغطية و تظهر لهم الأطعمة.

انها لا تختلف عن الأطعمة في هذه الممالك و منوعة مِن سلطات، أطباق لحوم مشوية لا تزال طرية و يسيل منها عصيرها، دجاج محشي رز أو خضار و حلويات مثل الكعك باشكاله و فطائر بأطعمة مختلفة.

" تناولوا طعامًا مِن مقامكم و بعدها أستريحوا فَغرفكم جاهزة من أجلكم. " أكمل ألترا كلامه ليَتبادلوا الجميع النظرات بين بعضهم كأنهم غير متأكدين من ذلك لكن بدأ فالين أولهم بِسكب الطعام على طبقه ليفعل الباقي مثله.

لم يُكثروا وضع الطعام لكن كِفاية مِن أجل أرضاء الأسياد الذينَ لاحظوا انهم يراقبون تحركاتهم بينما فالين أشاح بِعينيه الملونة على الصامتة كورالينا التي لم تَعُد تصدر صوتً يجدها لا تلمس طبقها الممتلئ.

أراد سؤالها عن سبب عدم تناولها لِلطعام لكن كينازي سبقه بٍسؤال الأمير فالكين بِفضول

" لقد سمعت أنكَ صاحب الأقتراح لِلصلح بين المملكتين بِطريقة ذكية. "

رفع فالكين رأسه عن طعامه لكي ينظُر له ثم بلع ما في فمه يمسح فمه بالمنديل قبل أن يرُد

" لم يكونوا شعب كاداري سيوافقون على إدخال الشادونايتس إلى المملكة مهما كانَ السبب لهذا بِنفسي ذهبت و تحدثت مع المتمردين منهم و أقنعتهم بِهذا الحل. "

" عمل مِن بعيد لا يتعدى حدود أية مملكة و رغبات شعوبها. " أضافت فينار تضع بعض الأرز و اللحم الأحمر على شوكتها.

" أكيد، أنا واثق أنَّ كل شيء سوف يتحسن بِقيادتكم و قيادتنا. " أخبره غوانلو يأخُذ رشفة من كأسه، عينيه على فالين المشغول بِطعامه.

قيادتنا....

تكررت هذه الكلمة في رأس فالكين و رأس الملك بعد سماعها كما لو أنه يتحدث عن شيء لن يتغير ابداً.

عن عدم موافقته بِوضع الشخص المناسب على العرش.

لقد خمنوا انهم سوف يسمعونَ أشياء مثل هذه و كيجا ملك سنويان حذرهم عن شخصياتهم و ألاعيبهم الماكِرة و الحقيرة خلف كل كلمة يتفوهون بها و كل نظرة يُظهرونها في أعينهم التي يَصعُب قراءتها.

عاد فالين ينظُر بِطرف عينه على كورالينا يجدها ما تزال تحدق بِطبقها و لا تقترب مِن شيء إلا مشروبها لكنه لم يتجرأ على قول حرف بَل فَضَّل التركيز بأكله و الأحاديث الجانبية التي بِلا هدف مع الأسياد الثلاثة.

يتسَلون و يسألون إلى حين قدوم لايتا و نيفاري لِلقصر لكي يبدأوا بالجَد و من أجل التخطيط لِلمستقبل المرتبط بالمملكتين كما وعدوا شعب كاداري مملكة الشمس و الصيف.

أستمر العشاء لِفترة طويلة لكنه انتهى ليَضعوا الشاي بينما ألترا سيد الأسياد يُخبرهم عن أشياء مهمة قائلاً

" بإمكانكم التجوال في القصر أو الجلوس في غرفكم متى شئتم و حتى الذهاب إلى المدينة إن أرتم التبضُع أو فقط المشاهدة بِما انكم لم تزورو شادونايت ابداً من قبل. "

انكمش وجه ريزار ثم حرك رأسه نحوَ صديقه الأمير الذي بدى ضائع في فقاعته شارد الذهن و خارج العالم. ركلَهُ ريزار من أسفل الطاولة لينتفض فالكين بِخفة ينظر له بسرعة.

" ماذا؟! " هَسهَس مِن بين أسنانه له، يجعل كانيلا تنظُر لهما كذلك بِحيرة.

تقدم ريزار اليهما ثم همس لهما

" ألم يُحذرونا عن الذهاب لِلمدينة و الدخول بين الشعب؟ "

اومأت كانيلا توافقه السؤال ليتنهد فالكين يضع يده على كتف صديقه

" أبقي فمكَ مغلقًا للأن، ريزار و دع المسؤولية عليّ. "

" مسؤولية ماذا؟ " كانيلا مَن سألته رافعة حواجبها الغامقة المرتبة.

لم يُجبها لكنه وَجَّه نفسه للاسياد ثم سألهم يتظاهر الفضول

" مسموح لنا التجول في المدينة؟ "

توقف ألترا عن التكلم فمه نصف مفتوح ليحدق الآن به ثلاثتهم لكن كينازي من أجابه مُضَيّق العينين بِشَك ما

" نعم سموك، لمَ تبدو مستغربًا من قولنا؟ "

هَزة هو رأسه غير مبالي يَدَّعي عدم التوتر مِن نظراتهم له

" مجرد سؤال. "

" يمكنكم فعل ما تشائون فأنتم لستم بِمَساجين. " أخبرهم غوانلو ليبتسم كينازي على ذلك عينيه بِعيون فالكين قبل أن يأخُذ فنجان شايه و يشرب منه.

هنا أستغرب فالكين بِحق لكنه لم يُبادِر أكثر و أغلق عن الموضوع لتَستمر الأحاديث أكثر إلى أن انتهت.

بعدها نهض الجميع معًا لكي يذهبوا إلى غرفهم مع الخدم الذينَ ظهروا مرة أخرى مِن دون سابق أنذار كأنهم مخلوقات من دخان.

في ممرات القصر الكبيرة و قبل أن يتفرقوا إلى غرفهم التي لا تبعُد كثيراً عن بعضها امسك فالين بِذراع فالكين العُلية يسحبه إليه لكي يهمس بأذنه بِأمر

" لا تفكر حتى بالخروج مِن القصر و الذهاب إلى المدينة. "

رمش عليه فالكين قليلاً قبل أن يومئ له متفهمًا ليدعه فالين و يذهب في ردهة أخرى مع شقيقته و كورالينا كَمُرشِدة بينما فالكين، كانيلا و ريزار ظلوا معًا خلف الخدم يُدِلوهم على غرفهم الخاصة.

وقفوا عند أول غرفة ذات باب أسود خشبي ليُشير الخادم بيده عليه قائلاً

" هذه الغرفة لِسمو الامير. "

" الا توجد غرفة لِكلينا سويًا؟ " سألهم فالكين يُشير لِنفسه و لِريزار لأنَّ بقائهم معاً في غرفة واحدة أفضل من أن يتفرقوا جميعهم مع انه لن يقدر على مشاركة غرفة مع كانيلا كي يبقيها تحت المراقبة بل ستكون لوحدها و هذا أزعجه أكثر.

لكن الخادمين هزو بِرؤوسهم ثم أجابه أحدهما ينظُر لِفالكين بِلمح البصر على وجهه قبل أن يُعيد عينيه على الباب

" هذه الغرفة تم تجهيزها لك و الغرفة القادمة لِلسيد ريزار. "

وضع ريزار يده على كتف صديقه بعدها قال له ضاحكًا يُخَفِف مِن التوتر في الأجواء

" لا مشكلة، انا بعيد عنكَ خطوتين. "

اومئ له فالكين بِتفهم ليفتحوا له الباب ثم أكملوا طريقهم إلى غرفة ريزار ثم غرفة كانيلا التي اتضح أنها بعيدة عنهم و في ردهة مختلفة لكن لم يقدر أحدهم على الاعتراض.

لأنهم إذا لم يتماشوا معهم فَسوف يقعون بِمأزق غدرهم كما أخبرهم كيجا قبل عدة أشهر.

و في الجهة الأخرى، فالين و فينار وقفوا أمام غرفة فالين أولاً لتُشير كورالينا على بابها الأسود لتقول

" هذه لكَ جلالة الملك و التي هناك، " أشارت مِن جديد على باب في أخِر الردهة مشابه له ثم تابعت

" لِسموها الأميرة فينار. "

" ألا يمكنني مشاركة هذه الغرفة مع شقيقتي؟ نحنُ نُفَضِّل البقاء مع بعضنا. "

أخبرها فالين كما لو انه يفعل هذا في كل مملكة يزورها مع أنَّ لا صِحة لِهذا بتاتًا و أحس أنَّ كورالينا لم تصدق ذرة مِن كلامه لكنها اومأت على أية حال ثم فتحت الباب لهما.

" تفضلا إذاً و أستمتعا بالإقامة المؤقتة. "

ابتسمت لها فينار تدخُل قبله إلى الغرفة لكن فالين بقية مطرحه لتنظُر له كورالينا بِتساؤل واضح على وجهها الفاتن و الذي يعتقد فالين أنه أجمل ما رأه

" ألن تدخُل؟ "

" بلى، لكن أوَد التحدث معكِ بِشيء مهم فَهل لكِ الدخول معنا؟ "

رفعت هي حواجبها لم تتوقع الطلب تنظُر مِن حولها تجعل فالين محتار كما لو انها تتأكد من عدم رؤية أحدهم لها قبل أن تومئ بِصمت و تدخل الغرفة ليلحق هو بها مغلق الباب ورائه.

وقفت كورالينا في منتصف غرفة الجلوس بِما انها ليست مُجرد غرفة بل غُرَف بِداخل بعضها ذات الأثاث الأحمر و الذهبي تَترُك من فالين و فينار متفاجئين مع أنهم ظنوا أنها سوف تكون مظلمة و قبيحة.

على يسار الملك لوحات لأشخاص ما لم يعرفهم و أسفلها كنبة حمراء و ذهبية تسع ثلاثة أشخاص، الأرض عليها بساط أحمر و بني دائري الشكل و توجد أبواب شرفة زجاجية مغطاة بستائر حمراء.

هذه الألوان ملكية و أغلب غُرَف القصور في الممالك الستة لها نفس الالوان.

لم يجلس أحدهم على الكنبة أو في أية مكان و إنما وقفوا في صمت قصير لم يدوم طويلاً إلى أن شابكت كورالينا ذراعيها أمام صدرها ثم واجهت الملك بِجسدها تنتظر أن يشرح ما يحدث.

مِن تعابير وجهها، فَهم فالين الأمر ليزفر الهواء من فمه ينظُر لِشقيقته لِلحظة كأنه يتبادل الكلام معها بالعينين كما تفعل الأم مع طفلها إن اخطأ التصرُف أو أحرجها أمام الحضور، بعدها فتح فمه لكي يقول لِلمرأة ما يخطر على باله منذُ بداية قدومهم لكنها سبقته بِسؤال قد جعل الملك و الأميرة يتجمدون بِمكانهم متوسعين الأعيُن

" أنتم لم تأتوا إلى هنا بِغرض الأتفاق بين الممالك فَحسب، صحيح؟ "

عاد فالين ينظُر إلى فينار لتومئ له شقيقته بِموافقة صامتة تُخِفِف ملامح وجهه المتفاجئة و ترجع طبيعية لكن مع بسمة جانبية جذابة جعلت مِن عينيه تبرق اسفل أنوار الثريا العملاقة فوقهم.

" كيف عرفتِ؟ " هو سأل كورالينا.

" أنتم هنا لكي تضعوا إيماريس على العرش. "

لم يكُن سؤالاً لكن شجاعتها بِالتفوه بِتلكَ الجملة تركت أثراً كالصفعة على وجه فالين و مع ذلك كَبُرَت بسمته أكثر تُظهِر أسنانه اللؤلؤية.

" أنتِ لم تجيبِ على سؤالنا بعد. " تدخلت فينار تقترب خطوة صغيرة منها لكن كورالينا لم تتحرك ساكِنة و ظلت وافقة بِرأس مرفوع تجعل مِن قلب فالين يخفق نبضة.

جريئة و ذكية ...... نوعه المفضل.

أشاحت كورالينا بِمُقلتيها الذهبية على الأميرة لكي تُخبرها

" كما قلت لكم في بداية قدومِكُم.... الرياح لا تجلب الأخبار فقط. "

" أتساءل مَن تكون هذه الرياح. " تمتم فالين يقترب منها أيضاً خطوة كأنهما كلاهما يُحاوِطان فريستهما التي تقف في الوسط بينهما.

و ما زالت كورالينا لم تتحرك مِن مطرحها و لم يَظهَر عليها الخوف أو التوتر بل الملل و الفضول.

" ألسنا جميعنا نمتلك رياحنا الخاصة، جلالتك؟ " سألته هي ليومئ لها يدع مسافة بينهما كما فعلت فينار لا يقتربوا أكثر.

" الآن دوركم..... أجيبوا على سؤالي. " قالت هي مِن جديد ليتبادل فالين النظرات لِلمرة الثالثة مع شقيقته التي أومأت بِرأسها تسمح له بأخذ راحته مع هذه المرأة التي يمكنهم أن يثقوا بِها لكن بِحدود فَهُم لا يعرفونها جيداً و قد تكون كل المعلومات التي لديهم أكاذيب ليتضح انها مع الأسياد و ربما أسوأ منهم.

سوف يأخذون حيطتهم معها و يختبروها.

شابك فالين ذراعيه العضلية أمام صدره لتراقب كورالينا الحركة قبل أن يجيبها هو

" نفكر بِهذا الأمر لكن لن نفعل شيئًا قبل رؤيتنا لِإيماريس. "

أخرجت هي ضحكة قصيرة ساخِرة مِن حلقها لتقول

" قد تعودوا إلى ممالككُم من دون رؤيته حتى، لهذا لا تتعبوا أنفسكم بالمُحاول. "

" لماذا؟ ما الذي يمنع رؤيتنا له؟ " فينار سألتها عاقدة لِحواجبها.

" أولاً أخبروني السبب الرئيسي لِقدومكم و ما هي خطتكم و بعدها بِدوري سوف أتفوه بِكل ما أعرفه. "

عَم صمت بينهم الثلاثة يحدقون بِبعضهم و يفكرون إن ما يجب عليهم حقًا الوثوق بها و تصديقها و خاصةً انهم في جحر العدو إن أخطئوا مرة واحدة فَسوف تكون إما نهايتهم أو خراب لكل شيء عملوا عليه لاشهُر قبل مجيء هذا اليوم الحاسم.

" حسنًا. " قال فالين يكسِر الصمت متنهداً ليَبدأ هو و فينار بأخبارها ليس كل شيء لكن رؤوس الأقلام لكي على الأقل يقنعوها بِالنية الحقيقية و ما هو هدفهم.

و هي طوال الوقت استمعت لهم مِن دون مقاطعة او إضافة شيء من عندها و إنما أومأت بين حين و آخَر تتفهم ما يقصدونه إلى أن رضيت بالذي سمعته بعدها عَم الهدوء من جديد بينهم لِحين دورها.

" الذي سمعتوه و تم أخباركم به على أنَّ إيماريس يرُفض العرش لكونه ضعيف و لا يمتلك قوة غادان و شقيقه أزول لِلحكم، كُله كذب بِكذب. "

رمش الملك و الأميرة عليها كأنهم تلقوا لكمة على وجوههم لتتابع هي تحدق بِتمثال ذهبي و أسود في زاوية الغرفة على شكل جني بأجنحة كبيرة يحمل ميزان بيد و بالأخرى رمح طويل

" القصة الحقيقية هي أنَّ بعد سقوط الملك السابق غادان و أخذ الأسياد أماكنهم كَمسؤولين عن شادونايت، تم الأختلاف على مَن سوف يحكُم المملكة و يجلس على العرش إلى أن تم أقتراح إيماريس مِن قِبَل أحد الأسياد و عندما وافق البعض على ذلك تم قتلهم غَدر أثناء نوهم. "

" ماذا؟ كانَ هنالك أكثر مِن ثلاثة أسياد؟ " فينار سألتها متفاجئة لتومئ لها كورالينا تنظُر لِفالين الذي اختطف لون وجهه

" كانَ هنالك ستة أسياد، ثلاثة وافقوا على أخذ إيماريس العرش و ثلاثة رفضوا ليتم قتلهم مِن قِبَل مَن رفضوا. "

" غوانلو، كينازي و ألترا هُم الفاعلون. " تمتم فالين مع نفسه لتوافقه كورالينا يديها على شكل قبضات و مفاصلها بيضاء مِن شدة تكويرها لها.

" قتلوهم بِدم بارد و ألقو بأجسادهم في البحر عبر النافذة الموجودة خلف العرش و أنا رأيتهم بِسر و لم أقدر على أخبار أحد لكون الخدم و الحُراس يعملون تحت أمرتهم لهذا بقيتُ صامتة لا أعارض أو أؤيد. "

" ما السبب؟ لقد لاحظتُ عدم مشاركتكِ معنا في الأحاديث على الطاولة. " سألها فالين لتبتسم له ابتسامة لا تصل لِلعينين تُحدق الأرض.

" و أنا لاحظتُ نظراتك لكني لا أفعل شيئًا مِن دون سبب لأني إن لم أبقي فمي مغلقًا فَسوف تكون نهايتي مثل الأسياد الأخرين، طعامًا لِمَخلوقات البحر الأسود. "

" لقد هددوكِ؟ " سألتها الأمير.

" نعم، فعلوا لكني لم أستسلم لهم و بِسرية تامة، ذهبتُ إلى القرية التي كان يعيش فيها إيماريس مع مَن تبنوه و ربوه لأنَ عائلته ماتَت في الحرب، ثم طلبتُ منه القدوم إلى القصر و أخذ حقه بالعرش علناً كي يبقى تحت حماية الشعب. "

" و هو وافق لكن تم أخذه و حجزه في القصر..." أكمل فالين عنها يُخمِن الأحداث الواضحة لتومئ كورالينا على ذلك تَختفي البسمة مِن على شفتيها كُليًا تتبدل بِغضب كالبُركان قبل لحظات من انفجاره.

" لقد رحبوا بِه لمُدة و جعلوه يشعر كأن ملك قبل جلوسه على العرش مِن أجل أن يُصدق الشعب أنَّ هذا ما سيحدث لكنهم غدرو به في ليلة مِن الليالي المطرية ليَضعوا عليه تعويذة سحرية في غرفته أسفل القصر تمنعه من الهروب. "

تبحلقت عيون فينار لِتتقدم أكثر منها تضع يدها بِرقة على كتفها الدافئ عكس ما يعرفوه عن جلد شعب شادونايت البارد لتسألها

" انه أسفل القصر، لكن أين بالضبط؟ "

" أُفَضِّل تسميتها بالزنزانة و ليسَ الغرفة و هي في قبو القصر أسفل الشلال تحت الأرض و الزنزانة مَحروسة مِن قِبَل فارسين ظلام مُحترفين و أنا حاولتُ كثيراً مساعدته على الهروب لكنه مستحيل و كدتُ أن أفضح نفسي و ألقي بها لِلموت. "

أقترب فالين أيضاً منها لكنه لم يلمسها بل عقد حواجبه بِبعضها و أفكاره تتصادم كالأعصار في رأسه فَهو بكُل تأكيد لم يتوقع اياً من هذا الكلام و لم يخطُر على باله حتى أنه كذب أو هذا ما أرادوه تلكَ الأسياد اللعينة لكي يصدق العالم أنَّ إيماريس مَن لم يرغب العرش.

" ما هي خطتهم كورالينا؟ ماذا يريدون فعله بِما أنَّ العرش فارغ؟ " سألها هو لِتزفر الهواء مِن فمها تجلس على الكنبة التي خلفها تُمَرِر أناملها النحيلة في شعرها الطويل باستياء.

لم تُجبه على الفور بل أخذت وقتها ليجلس هو جنبها يمسك بِوجهها ناعم البشرة كما يبدو يجعلها تنظُر له

" أخبرينا و أنا أعدك أننا سوف نساعدكما بالوصول لِمُرادكما لكن لن نقدر على أن نخطو أية خطوة من دون أن يكون لدينا علم بِكل أمر مخفي. "

بلعت هي ريقها لتجلس فينار على الجهة الثانية جنبها تُرَبِت على ظهرها بِخفة

" ثقي بنا لأننا حقًا نريد المساعدة و وضع مَن يستحق على العرش لكي نضع نهاية لِلحروب بيننا. "

حدقت بها لِثواني طويلة لكنها أومأت مرتين تخبرهم بالحقيقة و هي تنظُر لِلباب و كأنها ترَ للأسياد الثلاثة الخائنين

" يريدون وضع ألترا على العرش و أن يحكموا المملكة لكي يَجروها ضدكم في المستقبل لأنهم عثروا على مصدر قوة سحرية قوي قد يكون نهاية العالم على أياديهم و بدأ حكمهم له. "

" لقد عرفت انه ألترا...." هَمست فينار تمسح وجهها بِنفاذ صبر لكن فالين ظل صامت يحدق بالمرأة التي لا تزال تنظُر لِلباب.

" ما هي القوة السحرية؟ " سألها الملك يجذب انتباهها مِن شُردها.

" انهم وراء تعاون بعض الشادونايت الأقوياء مع الأتلانتيانز الذينَ يُهاجمون باقي الممالك و بِكتاب سحري قديم وجدوه في غرفة غادان قبل خمسة وثلاثون سنة، استطاعوا إيقاظ ساحر شرير كانَ صديقًا لِغادان قبل أن يغدُر به و يُنَوِمُه في قبره أسفل القصر لكي يحكم القصر بنفسه. "

" مَن هو الساحر و ماذا فعل؟ "

لعقت شفتيها المُرتجفة و بدأت باللعب بيديها في حضنها، يعلموا جيداً انها تخاف و غير واثقة مِن أخبارهم لكن فالين امسك بِوجهها مرة أخرى يُحركه باتجاهه و بيده الثانية أخذ يدها ينظُر لها بالعينين يُرسِل القليل مِن قوة تنويمه التي لا مثيل لها لكي تلفِظ بالكلام بِطريقة اسهل و لكي لا تنتبه على أنه يستخدم إحدى قواته عليها.

" أخبريني كورالينا بكل شيء...." همس لها بِرقة.

رمشت عليه مرتين ثم قالت التوتر يرحَل عنها و تَخِف ملامحها المنكمشة إلى أن أصبحت كالمُخدرة من دون أن تشعُر

" الساحر يدعى كوسفا و هو مِن نَسل السحرة الذين انقرضوا منذُ قديم الزمان و الذي لم يعُد لهم وجود الأن و لقد أعادوه الأسياد إلى الحياة مِن أجل أن يُعطيهم قوة عظيمة سوداء مُحرمة كل مَن يضعوها عليه يُصبح تحت أمرهم و لا توجد أية وسيلة سحرية توقف تلكَ القوة و هُم سوف يستعملونها لكي يتحكموا بالعالم بدأً بِشادونايت و الأتلانتيانز. "

" مُقابل ماذا؟ "

هنا نظرت له جيداً بالعينين كما لو أنَّ قوته بالتنويم لم يعُد لها أثر أو تحكُم بِمشاعرها. ملامحها الجميلة و الأنثوية تتحول لِلقاسية و في عينيها الذهبية نار جعلت مِن قلبه يحترق لكنه لم يدع يدها بَل ضغط عليها بِلُطف كَطلب لكي تكمل.

" مقابل أن يعيش و أن لا يعود لِلنوم في قبره و ظلامه لكنه أكثر شراً مِن أية شيء على هذا الأرض و فعل ما هو أسوأ بِكثير. "

انتظروها لكي تتابع و تخبرهم و تلك النيران في عينيها أصبحت هائجة، حية يشعر بها على وجهه. فينار لعنت تحت أنفاسها تلاحِظ الأمر و مع ذلك فالين لم يدعها و إنما ضغط على يدها مجدداً كما لو انه يُخبرها انه معها وسوف يحميها من الذي يُخيفها و يجعلها تتردد بالإجابة.

" ألترا ..... انه بِداخل ألترا يعيش على أنه هو لكنه كوسفا فَتلكَ العينين السوداء تعود له و ليس لِصاحب الجسد الحقيقي. "

و كما لو أنَّ رياح باردة هَبَتً في الغرفة، تحول جسد فالين لِلمُثلِج يقشعر بدنه بأكمله و الدماء في عروقه جفت.

أفلت هو يدها ثم نهض بسرعة على ساقيه مَصعوق يفتح فمه و يغلقه عدة مرات لا يقدر على التفوه بِحرف فَلسانه تعقد في فمه و أنفاسه تسارعت، صدره يرتفع و يهبط بأستمرار.

" هذا مستحيل. " همس هو بِغير تصديق.

هزت هي رأسها بِكِلتا الجهتين خُصلات مِن شعرها الناعم تهرُب من مكانها لتلامس صدرها.

" هذه الحقيقة، جلالتك. كوسفا خدع الأسياد و أخذ جسد ألترا و لعب بِعقول غوانلو و كينازي لكي يصبحوا تحت أمره هو ثم حاول معي نفس الشيء لكنه لم يقدر لكونه ضعيف الجسد والقوة لأنَّ أستيقاظه مِن نومه العميق و أستعمال سحره بالتسلُط على جسد ألترا سحب الكثير من قوته لهذا هددني بِما هو أسوأ إن لم أبقى صامتة. "

" و الأن انه يعمل مع الأتلانتيانز لكنه يمتلك خطة أخرى في رأس بالاستيلاء على العالم و جلوسه على العروش السبعة و ربما على عرش عالم البشر كذلك. " قالت فينار لتَهُز كورالينا رأسها تمسك به.

" لستُ أعلم.... لم أعُد قادرة على معرفة ماذا يخطط له كوسفا. "

" انه ينتظِر أن تعود له قوته كاملة لكي يبدأ العمل على خطته. " أخبرهم فالين يجد صوته، يده على خصره و بالأخرى يمسح وجهه محبط.

" و هو قريب مِن ذلك كثيراً. " قالت له كورالينا و في عينيها لمعان من دموعها التي ترفض أن تنهمر.

" كيف بإمكاننا إيقافه؟ "

" الكتاب.... كما لِلكتاب تعويذة إيقاظ، هناك تعويذة تنويم و التي استخدمها غادان عليه قبل مئات السنين. و وضع إيماريس على العرش سوف يُشكل حاجزاً له، في اللحظة التي يضع إيماريس دمائه على العرش يصبح الملك و لا يمكن أخذه منه إلا بالموت. "

" كيف لنا أن نفعل هذا و نحنُ لا نمتلك الكتاب؟ " تساءلت فينار ليبدأ فالين بالمشي أمامهما، ذهابًا و إيابًا بِتفكير، يده على ذقنه و رأسه منحني صداع ظهر على جانب رأسه يجعله يَرِصّ بأسنانه على بعضها.

" الكتاب موجود في غرفة ألترا لكني لا أعرف أين بالضبط. " قالت كورالينا.

أكمل ملك مملكة الربيع مشيه مِن اليمين لِليسار أمامهم يسمع و يُفكِر لأنَّ الوضع تحول مِن بسيط إلى شبه مستحيل و أخطر من الخطورة نفسها.

إنهم لم يعودوا يواجهون مشكلة وضع شخص على العرش و إنما وضع أعظم سحرة العالم إلى النوم في قبره لكن قبل كل شيء.... كيف لهم أن يُخرجوا كوسفا من جسد ألترا؟

ضغط فالين بأسنانه على بعضها لِتتحرك عضلة فكه، يُكَوِر يده على شكل قبضة أسفل ذقنه يضع مئة أحتمال لكن الحلول قليلة جداً و قد لا تعمل أية منها.

" الكتاب له جميع الحلول، جلالتك. " أخبرته كورالينا كأنها سمعت أفكاره مع انه لم يلفظ بها.

توقف لِلحظة عن مشيه المستمر لكي يحدق بها و يسأل

" هل انتِ متأكدة؟ "

" نعم، لقد سمعتُ غوانلو يقول هذا لِكينازي على أنه كتاب فيه تعويذات ليس لها مشابه و لا يعرفها أحد في عالمنا. "

" يجب علينا أخذ الكتاب، فالين و بأسرع وقت قبل فوات الاوان. " أخبرته فينار تنهض على ساقيها تأتي لكي تقف جنبه.

" تظُنين أنني لا أعلم هذا فينار؟ لكن كيف؟ يجدر بنا فعل هذا مِن دون أن ينتبه أحدهم و إلا العواقب ستكون وخيمة. "

نهضت كورالينا كذلك تقف مواجِهة لهم و على وجهِها حُزن بدل ذلك الغضب المشتعل و كأنها أيضاً تشعُر بالعار لاخبارهم بالحقيقة و لوضعهم في مشكلة الخروج منها قد يأخُذ روح أحدهم و ربما جميعهم.

" أنا لم أخبركم بِهذا لكي تنقذوا العالم لكنـ--" بدأت هي لكن فالين تقدم نحوها ممسكًا بِكتفيها يجعلها ترفع رأسها له.

" ماذا تريدين منا أن نفعل إذاً؟ العودة إلى ممالكنا لكي نوَدِع مَن نحبه من أجل أن نقابل حتفنا بعدها؟ النهاية نفسها إن لم نَمنع كوسفا قبل أن يُدمر كل شيء. "

" إذاً لنجد الكتاب أولاً بعدها نُخطِط ما يجدر بنا فعله لكي نوقفه. " قالت فينار تأتي إليهما.

" دعوا المهمة عليّ فأنا أقل مَن سوف يَشُك به إن اقتربت من ممتلكاته. " اقترحت كورالينا عليهما لتومئ فينار موافقة أما فالين ضَيّق عينيه بِتفكير مجدداً يفُلت كتفيها.

" لا..... أنا سوف أكون معكِ لكي نكون أكثر حذراً. "

" هذا خطير فالين! " اندفعت شقيقته رافضة.

" أنا أعلم ماذا أقول أختي العزيزة لا تقلقي سوف نكون حذرين. "

اومأت كورالينا لكن فينار لم يُعجبها الكلام و مع ذلك ليس لديهم حل أو خيار آخر غير الموافقة كما أنَّ فالين ذكي بِعكس ما يبدو عليه.

" ماذا عن الباقي؟ هل سوف نخبرهم بِهذا كله؟ " سألته فينار بِقلق لينظُر لها متردد قبل أن يسحب نفساً عميقًا إلى صدره و يزفره مُجيبًا

" دعي هذه المهمة لي و لا تتحركوا أو تجرؤ على فعل أية شيء من دون موافقتي. "

معًا كورالينا و فينار أومئوا له لكن فالين لم يُخبرهم أنه يعرف ساحراً مِن نفس النسل الذي ظن انه الأخير و انه يعيش عنده في القصر و ربما يكون المنقذ.

كاغوا.

لكنه ليس معهم.

10000 كلمة، بارت طويل من أجلكم و مليء بالصور هيهي هذا من أجلكم و لأني لم أعد أنشر كثيراً لكن أن شاء الله في الشهر السابع و بعد انتهاء المدرسة سوف أعود بِشكل أفضل و دائم حتى تنتهي الرواية لأنَّ النهاية قريبة 😭💔


💫+ + لا تنسوا دعمي بالضغط على النجمة للتصويت و لكي أستمر بالنشر و الكتابة + + 💫

و أكتبوا رأيكم في خانة التعليقات عن البارت فأنا أسعد بها و بالرد عليها كلها قدر الأمكان 💬❣

⚠️ و أخيراً تابعوا صفحتي حتى تصلكم جميع الأخبار، أشعارات البارت الجديد أو أية شيء متعلق بالصفحة و الروايات!! ⚠️

继续阅读

You'll Also Like

2.6M 169K 42
عالم يسوده الظلام و القسوة ، مالكه أقوى مخلوق على الأرض ولد بلعنه تلازمه طوال عمره جعلت حياته تنقلب الي جحيم لعين ناره تأكل كل من يقف امامه، ولكن هل...
13.7K 1.6K 47
سالومي- اسطورة ملعونة واتهام ثقيل يصفها ببنت الشيطان- وقربان لفك تعويذة أحد أسياد العالم السري من النخبة، الى ملكة مقدسة على قمة العالم. جمال، شهرة،...
65.6K 2.8K 24
ماذا عن فتاه ذكيه جميله مهووسه بالكتب والقراءه سافرت عبر الزمن ، .. .. روايتي جهدي الشخصي 😚 8/12/2023 ... #1التاريخية #7الروحانيه #7الخيال العلمي
3.5M 203K 44
يجب ان أبتعد عن هنا أنزلت هاتفي من فوق أذني و بدأت أرجع للوراء بخطواتي البطيئة وانا مازلت أواجههم رجعت خطوة للوراء بعدها خطوة اخرى ببطء وعندما اكملت...