الحمدلله على كل حال ❤️
.
.
.
.
مُستلقى بداخل احضان أخيه و شهقاته تمزق صمت الغرفة بينما الآخر يُربت على كتفه ، جونغكوك ليس أحمق لكى لا يدرك كل الصراعات و النزاعات بين والديه بشأن جيمين .
رغم ذلك جونغكوك قد قرر ألا يتخذ جانب ، و يتمنى ألا يضطر لذلك .
لطالما جيمين كان متواجد بحياته و بجانبه ، لم يتخيل أنه قد يتلاشى من أسرته الصغيرة كأنه لم يكن هنا .
و كلما حادث والدته عن معاملتها جيمين ، خاطبته بنبرة لطيفة كطفل صغير فى الرابعة رغم كونه أوشك على التاسعة .
( أنت لا تزال صغيراً على مواضيع كهذهِ ، كوكى )
" هيونج أنا لن اتركك أبداً "
نبس جونغكوك بينما يُدير نظره إلى جيمين الساكن منذ فترة .
" هل تعدنى بذلك ؟ "
سأل جيمين و نظراته تترجى الآخر الذى اومئ بشدة .
هو لن يتركه أبداً ..!
----------
فى اليوم التالى استيقظ جيمين و جلس على مائدة الطعام ، لازال يشعر بالأجواء الخانقة .
نظرات الغضب و اللوم التى يرسلها كل منهم للآخر الصمت يُغلفها .
بعد الإفطار جيمين قد قرر أنه سيعتذر من يونغى رغم أن جزء كبير منه لازال مقتنعاً أنه لم يخطئ بحق يونغى هو فقط
قام بذكر الحقيقة لإيلامه كما فعل معه .
استأذن من والده كالعادة و خرج برفقة جونغكوك الذى تعلق بقدمه للخروج معه .
طرق على الباب ما إن وصل ممسكاً بيد أخيه ، كان سيطرق مرة آخرى لكن الباب فُتِحَ فجأة .
" أهلاً جيمين ، يونغى كان محقاً حين أخبرنى أنك ستبحث عنه " أردفت السيدة مين .
" أبحث عنه ؟ لماذا ؟ هل ذهب لمكان ما ؟ "
سأل جيمين خاشياً إجابتها
" ألم تعلم !؟ اليوم هو جلسة النطق بالحكم "
زفر جيمين بخفة ، هو لازال لا يتقبل فكرة ذهاب يونغى .
" متى سيعود ؟ "
" حقيقةً أنا لا أدرى ، فاليوم ربما سيرى فيه يونغى أمه بدون أسوار لا أعتقد أنه سيعود الليلة ،
إن كنت مكانه لن افعل ذلك أيضاً "
أردفت بنبرة منكسرة لأنها لا تود ترك يونغى يذهب أيضاً.
" أيمكنك إخبارى إن عاد ! هناك شئ مهم يجب أن يعلمه "
اومأت رغم تطاير التساؤلات إلى عقلها
فـ جيمين لا يبدو بخير ، حزيناً و عيناه تستمر بالامتلاء بالدموع و الجفاف .
---------
" هيونج ، ألن يعود يونغى ؟ " سأل جونغكوك ببراءة
" لا اعلم كوك " نبس جيمين بضياع و قد لمح شرود جونغكوك .
" هل نذهب لنحضر المثلجات ! " جيمين حاول تغيير الموضوع و تلطيف الأجواء بينهما .
بعد دخولهما محل البقالة وقف كوك مختاراً أمام الأنواع الكثيرة و اللذيذة
بينما جيمين وقف شارداً .
" جيمين أهذا انت ؟ " صدر صوت خلفهما
" جين هيونج ما الذى تفعله هنا ؟ "
سأل جيمين باستغراب فالآخر يسكن بمنطقة راقية و ليست بقريبة إلى مجمعهم السكنى .
" يالحظى !! كنت اتمشى بالقرب من هنا و كنت آمل رؤيتك لأنك تتجاهل مكالماتى ! "
لفت انتباهه الشئ الصغير المجاور لجيمين.
" هل تلك الكتلة الصغيرة قريبتك ؟ "
داعب خدىّ الصغير .
" أسمى جونغكوك و انا أخيه "
نبس كوك بملل بينما يزيل يد جين بعنف ، كيف يعتقد أنه فتاة ، يا للعار .
" اوه انظر إلى خديه المنتفخين عندما يغضب "
نبس جين ناكزاً وجنتي الصغير ، هو فقط اُعجب بلطافته و فكر فى مداعبته قليلاً .
--------
" كيف حالك ؟ "
سأل جين بعدما لاحظ شحوب الجالسان برفقته .
" صديقى المقرب سيغادر المدينة ، سيغادر إلى سيول او ربما غادر بالفعل "
زفر جيمين بضيق
" اوه هذا حزين " نبس جين عابساً
" تعلم !؟ فى أوقات كهذه عليك أن تواسينى "
أنبه جيمين
" اعلم ، لكن لا أعلم ماذا اقول "
صمت قليلاً ثم أكمل
" أظن أنه سيكون صعباً عليك في البداية و لكن ليس كثيراً إن ظللتما على تواصل
إن كنت فى حذاءه لن أرحل دون توديعك "
" هذه المشكلة نحن تشارجنا منذ بعضة أسابيع و لم نتحدث منذ وقتها "
" هذا يجعله سبباً واضحاً لمحادثته من جديد "
نظر جين لجيمين بإبتسامة لعوبة و جيمين بادله ما إن فهم ما كان يقصده .
------
" هل قررت ؟ "
سأله أخيه ، لكنه ظل صامتاً
" ألا يمكننى فقط إبعاده عن هنا ؟ يمكننى تأجير شقة صغيرة له أو إدخاله مدرسة داخلية بالسر ؟ لن يعلم أحد "
نطق هانيول بتوتر .
" لن يعلم أحد ! لكن زوجتك ستفعل "
" هانبين "
صرخ هانيول بأخيه
" ماذا عن تحليل الحمض النووى ؟!
ماذا عن كل المرات التى تغاضيت فيها عن إيذائها لجيمين ؟
فقط أعده إذا لم تستطع حمايته "
تنهد هانبين على حال أخيه بأسى ولكن لا حل بيده بإستثناء الضغط على أخيه لأتخاذ قرار سريع .
" إذا كنت لا تستطيع تركه ، فقط ادخلها لمصحة كما اقترح الطبيب ، المهم ألا يبقا معاً
حالتها تسوء أكثر كلما مكثا معاً خصوصاً بظروف عملك "
هانيول تشتت من كلام أخيه ، جزء منه يريد تصديقه و الجزء الآخر يتمنى أن يكون كل هذا حلماً ، كابوساً فقط
هاي را مريضة جنون الارتياب و التى تتعالج عند طبيب نفسى منذ فترة و هذا يفسر غيابها فى الفترة الأخيرة و تغاضيها عن جيمين .
الأودية القوية التى تجعلها تنام لفترة طويلة و تهدء أعصابها لفترة أطول ،
جسدها الآن اعتاد على الأدوية و وقفاً لأوامر الطبيب ، الابتعاد عن الضغط الذى يتمثل فى جيمين أو المكوث بالمصحة لحين ثماتلها للشفاء .
هانيول يلوم نفسه ، لو أنه اهتم بها قليلاً لما توجب عليه الاختيار الآن .
----------
مرت بضعة أيام أخرى ، يونغى لم يظهر بعد
هوسوك و تايهيونج لا يعلمان بأمر والدة يونغى الحقيقة .
لا ينكر جيمين أنه شعر ببعض التمييز لأن يونغى لم يخبر أحد آخر سره الدفين و
و لكنه لازال غاضباً إن كان سيرحل هكذا ، كان عليه توديعه أولاً .
اقتحم كوك غرفته فجأة وهو يبكى
" هيونج ، امى .. "
" ما بها ؟ "
نطق جيمين بملل فقد ظن أن الأمر خطير لكى يبكى كل هذا البكاء
" هى تتوسل أبى لكى لا ترحل "
ابتسامة واسعة ظهرت على ثغر جيمين ، ربما لن يتخلى عنه والده بعد كل شئ .
" اعلم انك تكرهها و لكن هل يمكنك مساعدتي ؟ لا أريدها أن ترحل "
جيمين اخفض رأسه بندم ، ربما تؤدى دور الأم باتجاهه و لكنها كانت متقنة للدور عندما يأتى الأمر لجونغكوك لذلك كوك لا يستطيع الاستغناء عنها .
أرادت فقط أن ينظر زوجها لجونغكوك كما ينظر إلى جيمين ، أراد أن يكون جونغكوك اول فرحة له ، أن تملك مفاتيح سعادته بيديها .
جيمين استفاق من شروده على صوت صراخ حاد ، فركض للأسفل برفقة جونغكوك .
رأى هاي را تقوم بقذف هانيول بكل ما تلتقطه يديها .
بينما هناك خط أحمر يتدفق من راس والده الملقى على الأرض .
جيمين ركض إلى والده " هل أنت بخير ؟ "
" ا-اتصل بـ هانبين "
نطق بصوت متقطع
جيمين ركض للأعلى حيث غرفته و قد سمع خطواتها وراءه
أغلق الباب بسرعة و التقط هاتفه يحاول الاتصال بـ عمه ، انتظر بعض الوقت حتى جاءه الرد من الجانب الآخر .
" مرحباً "
" عم هانبين ، أمى ..... "
لم يستطع جيمين إكمال جملته
و لكن هانبين فهم مقصده ما إن سمع صوتها العالى على الجانب الآخر .
" افتح الباب ايها العاهر "
" جيمين ، أغلق الباب جيداً و لا تخرج حتى آتى فهمت ؟ "
" حسنا "
" و جونغكوك ؟ هل هو معك ؟ "
نطق بقلق و قد بث الخوف فى قلب جيمين .
همس جيمين بينما يغلق الهاتف
"
اللعنة "
- انتهى -
بوراهى 💕