الطبيب العاشق

Bởi MennaGebreel0

690K 18.2K 950

تجمعنا الحياة بنصفنا الآخر في صدف تجعلنا نقول بكل غضب ورفض: لن أقبل بشخص مثل هذا في حياتي أبدًا!. ثم لا يكون... Xem Thêm

مهم
" تنويه هام "
هــــام
اقتباس
البارت الاول
البارت الثاني
البارت الثالث
البارت الرابع
البارت الخامس
البارت السادس
البارت السابع
البارت الثامن
البارت التاسع
البارت العاشر
الحادي عشر
الثاني عشر
الثالث عشر
الرابع عشر
الخامس عشر
السابع عشر
الثامن عشر
التاسع عشر
العشرون
الواحد والعشرون
الثاني والعشرون
الثالث والعشرون'الأخير'
أهم من الهام والله
تنويه هام

السادس عشر

22.6K 560 35
Bởi MennaGebreel0

لمعت عيناه أكثر ولكن لمعت بالشر والقسوة وفجأة وقف أمام ريان واردف بغضب وكره شديد ‌:

_ أنا عمري ما هصدق كذبك ونفاقك، عمري ما هسامحك يا ريان وأنت السبب

قابله رد ريان البارد ‌:

_ أنت عارف إني مش السبب

زمجر أيهم بعصبية ‌:

_ أنت السبب، غرورك و سيطرتك اللي كانت عمياك هي السبب، احساسك إن ملكش كبير وأنك صاحب كل حاجة كان السبب، أنت السبب يا ابن عمي، و وربي يا ريان ما هرحمك وحق مراتى وابني هرجعه، هحرق قلبك وحياتك بنفس الطريقة

احتدت أعين ريان وفهم ما يرمي إليه الآخر، ولكن أيهم ابتسم له بشر وصعد سيارته مغادرًا وقلبه مثقل وبشدة، لمَ اختار هذا اليوم تحديدًا للنقاش؟ لأنه يعلم أنه يكون مستنفذ الطاقة ولن يحطم وجهه! 

زفر ريان بقوة وهو يرفع رأسه للأعلى، ربت هشام على كتفه فنظر له ريان ثم ذهب هو الآخر لسيارته وانطلق بها مغادرًة، ليبقى فقط هشام وبيجاد وغيث

اردف بيجاد بصدمة ‌:

_ هو احنا مش كنا جايين نتكلم، أنا ملحقتش

وظل ثلاثتهم ينظرون للطريق الذي سلكه ريان وأيهم منذ بشرود، قبل أن يقول بيجاد وتحولت نبرته للجدية يأخذ الخطوة الأولى في هذا الموقف ‌:

_ غيث، في اليوم اللي حصل فيه كل حاجة كيان كانت مخطوفة، وهو أخد مني ومن هشام وعد إننا منتكلمش ولا كإن دا حصل 

نظر له غيث واردف بصدمة ‌:

_ مستحيل!

اكمل بيجاد بجدية ‌:

_ دي الحقيقة، وأنا مش هقدر أقول أكتر من كدا، ريان لو عايز هيتكلم

مسح غيث وجهه بقوة وغادر هو الآخر لينظر هشام إلى بيجاد واردف بجمود ‌:

_ أنت عارف أنت عملت إي دلوقتي؟

هز بيجاد كتفاه وتحدث وهو يعود لسيارته ‌:

_ المهم مكونش جيت هنا على الفاضي

_ أنت اخلفت بوعدك لصاحبك!

_ لمصلحته أضحي بعمري يا هشام

زفر هشام بقوة يتمنى أن ينتهي هذا الوضع وسريعًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

توقفت سيارة غيث وخلفه بدقائق سيارة هشام... ترجلوا هم الثلاثة ونظروا حولهم وجدوا سيارة ريان فقط ولم يجدوا سيارة أيهم...

دلفوا إلى الداخل وجدوا ليان وآية وأريب فقط من يجلسن في بهو المنزل

هتف هشام بصوت أجش ‌:

_ ريان هنا؟

أمأءن له بالرفض واردفت ليان ‌:

_ لا، هو مش خرج معاكم؟

هتف غيث من بين أسنانه ‌:

_ آه خرج معانا بس مرجعش معانا

تجاهلته ليان وهذا زاد من غيظ غيث ثم استمعوا جميعا إلى صوت رقيق قلق وهو يأتي من اتجاه الدرج ‌:

_ فين ريان؟

وقفت أمام هشام وبيجاد وهي تنظر لهم بتساؤل
هتف بيجاد بتفكير ‌:

_ طالما غربيته برا يبقى موجود في البيت التاني

أماءت له حوراء وتخطتهم وكادت أن تذهب ولكن اوقفها صوت بيجاد ‌:

_ ثواني، هوصلك

هتفت حوراء سريعًا ‌:

_ ملوش داعي، أنا عارفة الطريق

_ مينفعش تروحي لوحدك، ممكن ميكونش هناك، تعالي

تنهدت حوراء وتبعته بصمت، نظر هشام إلى غيث قائلًا ‌:

_ يستحسن تلاقي أيهم

مسح غيث على وجهه وخرج يبحث عن الغاضب الآخر، أعاد هشتم بصره لهن ليعقد حاجبيه وهو يرَ آية فقط تجلس أما البقية اختفيا! أين ذهبت ليان وأريب؟؟ 

نظر لها هشام وهو يلعن ذلك الاحساس الذي بداخله وجلس على مقعد قريب منها وانحنى للأمام وهو يسند ذراعيه على قدميه واردف بهدوء وهو ينظر لها ‌:

_ تعرفي إنك غريبة!

نظرت له بعدم فهم، ليقول بهدوء ‌:

_ اللي بتعمليه دا هيرجع عليكِ بالسلب، أنا شخص أسوأ من خارجي وأنك تجذبيني ليكِ دا غلط مش هتقدري تتخلصي منه

_ أنت بتقول إي؟؟

هتفت بها بحدة تطالعه بقلق وعدم فهم لكلماته، وكأنه بغير وعيه، بل شكت في ذلك حتمًا، نهض هشام وغادر بصمت وكأنه لم يتحدث بشيء، وبداخله نار مشتعلة وصوت في عقله يخبره أن يهرب قبل أن يعيد جرح لا زال أثره بداخله!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ظل يسير بهدوء وهو يري صمتها مبالغ فيه ليقرر إزالة بعض من الحواجز التي بينهما فتوقف فجأة لتصتطدم بظهره وارتدت إلى الخلف خطوتين...

نظر لها سريعا خشية أن يكون أصابها مكروه مردفًا ‌:

_ أنتِ كويسة؟ أنا مقصدش

شعرت بالخجل الشديد ونفت برأسها بصمت، ليبتسم بيجاد وأكمل سيره قائلًا وكأنه لم يحدث شيء ‌:

_ بما إنك زوجة صديقي وابن عمي اللي بعتبره أخويا، إي رأيك تتخذيني اخ ليكِ، زي إياد كدا، تقبلي بيا أخ؟

ابتسمت حوراء بشدة على مرحه وظهرت غمازتيها بشدة واردفت بمرح هى الأخرى ‌:

_ امممم هفكر

ضحك بيجاد بخفة وهما يكملان سيرهما قائلًا ‌:

_ بما أنك وافقتي أعرفك على نفسي

_ لحظة أنا موافقتش؟

_ أنا لا أُرفض عزيزتي

رفعت حاجبها ضاحكة، تستمع له بابتسامة خفيقة وهو يتحدث بشغف عن نفسه وصديقيه، علمت كم هو متعلق بهما، بل وأعطاها وجهًا لعلاقتهم القوية، حتى توقف أمام منزل هشام ليقول مبتسمًا ‌:

_ ومن هنا يا ستي أنا لا بطيق هشام ولا ريان ومصاحبهم مصلحة

ضحكت حوراء قائلة ‌:

_ واضح بصراحة

ابتسم لها بخفة ثم تراجع خطواته للخلف وهو ينظر إلى ضوء المنزل ‌:

_ الحمدلله هو موجود، إلى اللقاء

لوح لها بيده مغادرًا لتبتسم حوراء بخفة ودلفت إلى الفيلا وبحثت عنه لتجده في غرفة التدريب التي كان بها عندما أتى بها هشام إليه، وقفت عند الباب تراقب ركضه على آلة تمرين

كان يبدو على ملامحه الغضب ولكن فى الوقت ذاته ملامحه متعبة متألمة وحزينة وعيناه حمراء بشدة وقد قتم لون رماديته وأنفاسه متسارعة، يغمض عيناه كمن يتمنى أن تظل مغلقة دائمًا وللأبد .. كمن يهرب من شئ .. كمن يري شيئًا سيئًا للغاية ولا يرغب برؤيته .. رق قلبها لأجله ولكنها كانت تعلم أنه الآن يحاول إفراغ شحمات سلبية بداخله!

ظلت تراقبه بصمت حتى جفلت على صوته، بأنفاس لاهثة ونبرة دافئة ‌:

_ واقفة بعيد لي؟

نزل من على الآلة ملتقطًا منشفة بجانبه يمسح بها وجهه ورأسه من رذاذ العرق، نظر ناحيتها بملانح جامدة ولكن عيناه ترمقانها بحب، لتسأله بتعجب ‌:

_ أنت ازاي...

_ قلبي بيحس بوجودك يا فاتنتي

اقترب منها يحتضنها بحب دافنًا وجهه في كتفها يتنفس بقوة، وكأنه يلقي بحمله عليها، رفعت ذراعيها تعانقه بحنان هامسة ‌:

_ تقدر تقولي كل اللي جواك واللي بتفكر فيه يا ريان، خليني أشاركك كل حاجة

أبعد رأسه عنها يطالعها بتفكير للحظات وبدا مترددًا، لتبتسم له تشجعه أن يتحظث، ليمسك بيدها وسحبها خلفه إلى الغرفة الأهرى، أجلسها على الفراش ثم جلس بجانبها ووضع رأسه على قدمها، أمسك بكفها يضعها على رأسه في حركة فهمتها لتبدأ بتحريك أناملها بين خصلاته برفق

خرج صوته واهنًا وكأنه خلع الآن كل أقنعة القوة التي يتلحف بها دائمًا ‌:

_ أنتِ الوحيدة بعد أمي اللي تشوفني بالحالة دي، بس للأسف أمي سابتني حتى قبل ما أشاركها أكبر هم في حياتي

صمت ريان قليلًا، أخذ نفسًا عميقًا قبل أن يتحدث بملامح اتكمشت بضيق وحزن ‌:

_ قبل سنين، كنت في بداية شغلي تقريبًا، مش البداية أوي بس مكانتش لسه بالمكانة دي، كنت أنا وهشام وبيجاد بننسى النوم علشان نعلى بالشركة، وأيهم كان معايا، كان بقرب هشام وبيجاد مني في الوقت دا، لما شركتي تفوقت على شركات كبيرة في السوق ظهرولي أعداء من العدم، بأشكال وحيل غريبة بيعملوها علشان يدمروني بس كنا احنا الأربعة متيقظين ليهم دايمًا، لحد ما ظهرلنا واخد مريض نفسي اسمه شاذلي صاحب شركات شاذلي الرفاعي، كانت شركة كبيرة وقديمة عننا، في البداية بعتلي مرسول بإني أتناول عن صفقة كانت مهمة ليا زي ما هي مهمة ليه، وهترفعني أنا لفوق أوي لو كسبتها، أنا تجاهلت الأمر وقولتله واجه بشرف واللي يخسر الصفقة يتقبل الوضع عادي

_ بس وللحقيقة من جوايا كنت هعمل أي شيء علشان تكون ليا من غير خطط خبيثة، بيجاد كان معايا في القرار دا بس أيهم كان قلقان، إننا نقف قدام شركة كبيرة زي شركة الرفاعي يعتبر إننا بندمر كل شيء تعبنا عليه، وهشام كان واقف مع أيهم لإن من طبيعة هشام بيقلق علينا جدًا ولو شك في طريق إنه نهايته فيها أذى لينا بيمنعنا، بس قدام اصراري وافقوا، وللحقيقة كبريائي منعني، متعودتش اتراجع عن حاجة لإني خايف، أنا أدخل في النار وآخد منها اللي عايزه ومش ههتم بالحروق اللي هخرج منها

_ شاذلي مسكتش، حاول يسرق ويهدد ويغتال بس كنا ليه احنا الأربعة بالمرصاد، احد ما في يوم....

صمت ريان وارتجفت انفاسه، أغمض عيناه بقوة مكملًا بصوت اجش ‌:

_ لحد ما في يوم وصلني خبر اختطاف أختي، كيان كل حياتي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، أحرق العالم قصاد دمعتها وشاذلي عرف  دا فغير وجهته ليها، خكفها علشان يهددني ويلوي دراعي بيها وقدر، أنا أول ما عرفت اتجننت واخدت ورق الصفقة وكنت هروحله بيه وكل حاجة، بس بيجاد وقفني وأدالي ورق تاني قالي إننا نوهمه بإنه دا ورق الصفقة ومنها أوصل لكيان، بيجاد كونه ظابط في المخابرات كان هو اللي هيتقدمنا في المواجهة لو كان فيها أي اشتباك، المفروض أعمال الشركة ميبقاش فيها الشغل دا بس حقد شاذلي وصلها للطريق دا

_ شاذلب حسبها صح ولجأ لإنه يفرق ما بينا علشان يقدر يكسبنا، بس بيجاد وقبل ما يكون معايا راح لمهمة في شغله، وهشام من الأول كان مسافر، كنت أنا وأيهم، وأنا عقلي وقف وإن اختي دلوقتي في خطر خلاني أتجاهل وجود أيهم واتحركت لوحدي، روحت للمكان اللي بعتلي عنوانه ولقيت رجالته فعلًا ومعاهم أختي، أديتهم الورق وأخدت كيان ومشيت وكان الموضوع اهدى وأسهل مما توقعت، كنت هتصل على شاذلي بس اكتشفت إن تليفوني في الشركة، كان معايا تليفون احتياطي في العربية وكلمته منه، قولتله تبقى غبي لو فكرت إنك تلوي دراعي بحاجة، مش الذئب اللي يخضع لحد، ريان الكيلاني يحرق الكل وياخد اللي عايزه من غير ما يضحي بحاجة واحدة

فتح عيناه ومسح على وجهه بقوة، نهض عن قدمها ونظر لها للحظات قبل أن يكمل ‌:

_ سمعت ضحكته، سمعته بيقولي غرورك هيجيبك لورا روح الطريق الخلفي للطريق الصحراوي في هدية هناك مستنياك...

حسيت إن قلبي اتقبض وزودت من سرعة العربية ونزلت كيان رغم انهيارها قدام القصر وأمرت سليمان والحرس يكونوا حواليها، وأكدت عايها إنها متقولش لحد اللي حصل ومشيت بسرعة على العنوان وأنا بفكر في إي اللي مستنيني، بس ورغم سرعتي وللأسف وصلت متأخر، متأخر أوي، لما وصلت ....

تغضنت ملانحه والذكرى تلوح أمام عيناه وكأنها البارحة، تحدث بصوت واهن ‌:

_ لقيت بسمة مرات أيهم ورقبتها... اتنحرت، وأيهم... أيهم كان جنبها غرقان في دمها وهو بيلمسها زي المجنون وإيده بتتحرك عليها وعلى بطنها الكبيرة وهي كانت حامل، بس الدم اللي كان تحتها زي اللي من رقبتها قالي إن الاتنين راحوا، أيهم مكانش بينطق باصص عليها وايده بتتحرك على كل جزء فيها من غير ما ينطق، بقيت مش عارف أتحرك من مكاني

_ أنا وبصعوبة قربت منه، حاولت اتكلم مقدرتش، أول ما لمسته وبصلي اتنفض، ووشه كله بقي مليان شر، فضل يضربني ويقولي أنت السبب، أنا هقتلك وهشيل قلبك من مكانه، فصل يقول كلام كتير قبل ما يغمى عليه

لقيت تليفوني في العربية بيرن، وكان هشام بيقولي أنه رجع من السفر، بعتله العنوان بسرعة وأخيرًا لقيت حد يساعدني في استيعاب اللي حصل، هشام جه وفوقنا أيهم وبقينا مش عارفين نعمل إي، أيهم قام من سكات ودفن مراته مكانها وابنها جوا منها ميت، دفت الاتنين في قبرواحد

هشام قالي إن أيهم اتصل عليه وقاله إن مراته اتخطفت وأنه حاول يوصلي بس معرفش، أنا اتصدمت وقولتله إن كيان كمان اتخطفت، بس إي اللي حصل خلى أيهم من بعدها يتمنى موتي بأي شكل وكل مرة بيبصلي فيها بتكون نظراته مليانة غضب وكره معرفش، أيهم بعد ما دفنها مشي، افتكرته مشي على البيت بي لما رجعت قالولي أنه ساقر لألمانيا، ومن بعدها متقابلتش إلّا قليل معاه وكان لقاءنا دايمًا ينتهي بطريقة عدائية، أيهم بقي سنينه بعدها في ألمانيا وإلى الآن كل ما أحاول أعرف فيه إي يقولي أنت السبب ومش بيكمل.

ألقت حوراء بنفيها داخل ذراعيه تبكي بقوة على ذلك المسكين وما عاناه، لا تعلم ما تقول أو ما تفعل، لم تجد سوى البكاء ويد زوجها تربت على رأسها بحنان!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان أيهم يجلس فى سيارته وهو يقف بها فى احدى الشوارع الفارغة وكان يبكى بحرقة ... يبكى بألم على فراقها له... يتمنى أن تعود له ولكن هذا مستحيل فيتمنى هو أن يذهب لها... نظر إلى المقعد الذي بجانبه والتقط صورة موضوعة عليه ولم تكن سوى صورتها ظل ينظر لها باشتياق وحزن ودموعه لا تتوقف، شرد فى صورتها وتذكر موقف لهما معًا ‌:

كان يقف خلفها فى شرفة منزلهم الذى اشتراه خصيصا لها وهو يطل على البحر فى منظر خلاب وكان يحيط خصرها بذراعيه ملصقا إياها به وكانا يشاهدان الغروب معًا، تحدثت بسمة ببسمة وحب ‌:

_ أيهم، أنا بحب الغروب أوي

_ أكتر مني؟؟

سألها بمشاغبة وهو يقبل وجنتها من الخلف، لتضحك قائلة ‌:

_ وأنا كنت هعرف الحب ازاي غير منك يا آيو، أنت اللي خليت لكل حاجة بعدك لون حلو ويتحب، إنما أنت فأنا بعشقك، أنت حياتي يا أيهم

اردف أيهم وهو يشد على احتضانه لها ‌:

_ وأنا بعشقك يا بسمتي ولو عندي كلمة أكبر منها توصف اللي جوايا ليكِ كنت قولتها، ربنا ميحرمنيش منك أبدًا

ترقرق الدمع في عينتها، ليجفل وهو ينهض ويوقفها أمامه يسألها بقلق ‌:

_ لي الدموع دي يا قلب آيو؟

احتضنته بسمة بقوة تخبره بمخاوفها، وكأن قلبها يشعر ‌:

_ خايفة أوي يا أيهم، خايفة تبعد عني أو أنا أسيبك لسبب أقوى مننا، أنا هموت من غيرك يا أيهم،  والله ما هقدر أعيش من غيرك

_ أنا عنري ما هبعد عنك يا بسمة، ولو اجتمعت الأرض كلها على تفريقنا، وربنا رحيم بيا وبقلبي وعالم إني من غيرك هكون ميت يمشي على الأرض، ولو أنا مت هتفضل روحى حواليكِ وهطاردك زى الأشباح

اشتدت ملامح الخوف على وجهها وهى تردف ‌:

_ بعيد الشر عنك يا أيهم، أنت لازم تفضل معايا لآخر لحظة في حياتي.

غرق ووجه بدموع اللوعة والألم، احتضن الصورة إلى قلبه قائلًا بصوت مختنق ببكائه ‌:

_ بموت كل يوم من بعدك، بقيت عايش ميت، بقيت جسد من غير روح يا بسمة، أنا من غيرك ولا حاجة

انتحب في البكاء بصوت عالٍ يمزق نياط القلوب، يبكي فراقها ويبكي نفسه من دونها ، لا يستطيع العيش بدونها... أصبحت حياته من بعدها سوداء... يكره كل شيء من بعدها، ماذا فعلت ليعاقبني الله بفراقك يا بسمتي؟. ادعو الله ان يأخذ روحى رحمة ورأفة بها فهي تتمزق بكل دقيقة تمر عليها وأنتِ غير موجودة بجوارها.... يا الله ... اريد التقاء من أحيتني عندما دخلت حياتي ومن قتلتنى بفراقها!.....

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استيقظت حوراء وجدت نفسها بين أحضان حبيبها لتتحرك بخفة وهي تنظر له لتجده فتح عينيه ونظر لها مردفًا ‌:

_ أنتِ كويسة

تحدث حوراء بصوت رقيق وحرج ‌:

_ أنا آسفة، مش عارفة ازاي نمت و..

_ ولا يهمك، خلينا نرجع

_ ربا أنت لازم تشرح لأيهم الحقيقة مينفعش يقعد أكتر من كدا وهو بيتعذب وبيتهمك في عذابه دا، هو محتاجك دلوقتي جنبه علشان تكون سنده

_ تمام هشرحله ... أنا كنت هشرحله وافهمه كل حاجة وقت ما خرجنا الصبح بس هو مكملش دقيقتين واقف معايا وسابني ومشي وبالذات إن النهاردة هو نفس تاريخ اليوم

شهقت حوراء ووضعت كف يدها على فمها وتجمعت الدموع في عينيها مجددًا، اعتدل ريان في جلسته واردف وهو يحيط وجهها بكفيه ‌:

_ مهما حصل متبكيش على حد أو لحد، دموعك أغلى من الأوغاد اللي عايشين حواليكِ، وبالمناسبة أنا أكبر وغد فيهم

ابتسمت من بين دموعها، ليقبل وجنتيها بحنان، لتنظر له قائلة بتفكير ‌:

_ صعبان عليا أوى ... هو أنا لو شوفته أقدر اتكلم معاه؟

تغيرت نظرة ريان مردفًا بغيرة ‌:

_ لا

اردفت بسرعة تحاول إقناعه ‌:

_ أنا بس هحاول إني أفهمه اللي حصل و...

نظر لها ريان بغيرة فمهما كان يريد أن يجعل أيهم يرتاح من عذابه ألا أنه لا يستطيع جعلها تتحدث معه فسمع صوتها وهي تكمل ‌:

_ وكمان أفهم منه سبب اتهامه ليك يمكن يقولى ... أنا بس هحاول اتكلم معاه واخليه يفضفض ويطلع اللي جواه، الكتمان صعب أوي يا ريان بيستهلك طاقتنا وبيستنزفها بدون رحمة لحد ما نبقى معندناش طاقة نواجه بيها أي حاجة ولو أي حاجة تافهه حصلت بعد ما طقتنا تخلص مبنقدرش نستحمل وبنقع ومبنقدرش نقوم، خايفة تكون طاقته خلصت ويقع وميقدرش يقوم واحنا مهما حاولنا نديله طاقة وأمل جديد هنفشل وهو هيغرق أكتر وأكتر في دوامة الحزن واليأس ومحدش هيقدر يطلعه منها... خليني أحاول أكلمه يا ريان يمكن اقدر اساعده في حاجة، أيوا مش هينسى مهما اتكلم وقال واتقاله بس وجع وحرقة قلبه هيخفوا شوية

استمع لها بدون أن ينطق بحرف واحد وهو يشعر بالحزن الذي فى صوتها، وجدها تنظر له بأعين حزينة تترجاه لتنهار حصونه أمام عيناها ولكن لا يستطيع، يشعر بأن نارًا تأكله من مجرد التخيل، ولكن حتى لا تحزن اكتفى بهز رأسه ولم يتحدث، سيمنعها فيما بعد بطريقة ما!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تجمع الجميع في الأسفل ومعهم سميرة ومصطفة هذه المرة

كان غيث يجلس وهو يحرك قدمه بسرعة وتوتر فهو يشعر بالقلق على صديقه برغم أنه أخبره أنه يريد الجلوس بمفرده عندما قام بالاتصال به ولكنه تأخر كثيرا وظل يتساءل .. أين هو؟ وماذا يفعل ؟ هل هو بخير؟ ما حالته الآن؟؟

كان بيجاد شاردًا في كل الأحداث التى مر بها حتى توقف تفكيره عندها .. تلك التي سرقت قلبه من أول لقاء .. واستولت على تفكيره .. لقد اشتاق لها كثيرًا .. هل هي تتذكره وتشتاق له مثل ما يشتاق هو لها ..

كان هشام نظره معلقا على تلك الملاك الهادئ وهو يتذكر حديثهم في الصباح، أو بالأصح حديثه هو، وكم ظهر في نبرة صوتها الرقة المصحوبة بالشراسة ويتذكر نظره عينيها الحادة .. حاول ابعاد عينه من عليها ولكن لا يستطيع وكأنه فقد السيطرة على حواسه لتتصرف هي كما تشاء ...

كان غيث ينظر إلى تلك التي تبتسم بإشراق ليزداد عشقه لها وكأنه يراها للمرة الأولى يؤنب نفسه كثيرًا على ما فعله في الماضي فهو بسبب اعتقاده أن هذا الأفضل لها، جرح قلبها الرقيق وعذب قلبها بالفراق لترد هي الآن عليه وتذيقه عذاب البعد وهي قريبة، جاهلة أنه كان يتعذب كل هذه السنوات اضعاف عذابها فكم مرة صعد سيارته مقررًا المجيء إليها ولكنه يعود في آخر لحظة لقد كان يتعذب بشدة وهو يحاول التحكم في نفسه، ولكن هي لا تعلم هذا هي كل ما تعلمه أنه جرحها إذًا ليتركها حتى تخرج كل الآلام والحزن الذي بداخلها حتى يستطيع هو ابدالهم بالفرح والسعادة ...

كان إياد يجلس فى صمت وهو ينظر إلى يده وهو يفكر في أمر شقيقاته .. لقد اطمأن على واحدة وتبقى اثنتين .. يدعو الله أن يرزق اخوته فرحة كبيرة تعوض ما عاشوه من حرمان وحزن وألم ...

أما الفتيات فكانوا يتحدثن معًا جاهلين ما يحدث حولهن وكان يشاركهن الحديث والمرح أيان وحسين وليلى.

الكيلانى وعامر ومصطفى ينظرون إلى الشباب بعدم رضا على حالهم هذا فكل منهم حمل الهم وهو صغير .. مهلا !!! هل يفرق الهم بين الصغير والكبير؟؟.. بالطبع لا !! ولكن هم يريدون رؤية الابتسامة على وجه هؤلاء الشباب

كانت جالسة بهدوئها المعتاد ورقتها المعروفة وجمالها الأخاذ وهى تنظر إلى ضحكة شقيقتيها وعلى وجهها ابتسامة سعيدة لرؤية شقيقتيها تبتسمان ولكن ما جعلها تحزن وهى ترى الحزن فى أعين شقيقها للتساءل .. ما السبب !! وماذا حدث !!

أما ذلك العاشق فعيناه لم تنزل من عليها يتابع كل رمشة من عينيها الجميلة ورموشها الكثيفة .. كل بسمة من شفتيها، وجهها الملائكي الرائع .. كم يعشقها ويعشق براءتها وحنانها ولطفها ورقتها وجمالها ويعشق ضحكتها التي تعيد لقلبه الحياة ... ولكن أيضًا كان لأيهم جظءًا من تفكيره

وعلى الجميع تطوف أعين سميرة الناقمة والحاقدة عليهم أجمعين.

هتف الكيلاني بضجر وهو ينهض ‌:

_ إي الكآبة اللي انتوا فيها دي، تصبحوا على خير، ويلا كل واحد يشيل الكآبة اللي على وشه دي ويتفضل ينام ومتقلقوش أيهم هيرجع وهو كويس، يلا يا عيلة غم

ضحك الجميع على ردة فعله ونهضوا جميعا ينفذون ما قاله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في منتصف الليل…

شعرت بالعطش الشديد لتنهض من جواره ببطء شديد حتى لا توقظه، نظرت بجانبها ولكنها وجدت زجاجة الماء فارغة لتقرر عدم إيقاظه فهي تراه مستغرق في النوم لتنهض هي ببطء وعدلت من وضع حجابها وأخذت زجاجه الماء وخرجت من الغرفة بهدوء وهي تحرص على عدم اصدار أي صوت لكي لا تزعجه ويستيقظ

حمدت ربها عندما وجدت إضاءة بهو القصر مضيئة حتى لا تشعر بالخوف هبطت الدرج بهدوء قاصدة المطبخ ولكنها توقفت بفزع وكادت تسقط زجاجة الماء من يدها وهي ترَ أحد جالس في مكان مظلم بعيد عن الضوء لا يظهر من شكله، فقط عينان مضيأتان، خافت حوراء بشدة وتصنمت مكانها وهى تنظر له بفزع .....

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إنها أفعال، تقتل داخلنا.

والسَّلام.
مِـنَّــــــة جِبريـل.

Đọc tiếp

Bạn Cũng Sẽ Thích

615K 27.6K 37
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
405K 14.1K 36
عند ندي ورنا جلس الشاب بجانبهم وهو يتكلم بثقه وغرور وقام بطلب كوب عصير من الجارسون لينظر ل ندي ورنا -انا لما شفتكو اعدين لوحدكو قولت ميصحش ان اتني...
19.8K 1.5K 56
حياته مليئه بالاسرار التي لا يعلمها احد وتتكون من دائره اقداره الخادعه، ملقب باسد المخابرات او انه شئ اخر. هي فتاه قويه وشرسا ولا تهاب احد افتعلت خط...
619K 13.4K 43
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...