|°شعب من الشعراء°|

Bắt đầu từ đầu
                                    

-لست بشاعر حتى.

-خسئت أين هي رجولتك، كيف تنطق مثل هذا القول القبيح.

-اخرس! لست في مزاج لسماع محاضرة منك، كل ما أريده الخروج من هنا لإنجاز مهمتي.

-وما هي مهمتك؟

-دراسة تأثير الأدب على حياة الأديب الأندلسي.

قهقه الرجل من الزنزانة المقابلة بقوة جعلت غوركي يستغرب فعله وينتظر توضيحا منه.

-أتيت إلى المكان المناسب، دعني أخبرك بحكايات الأدباء هنا.

أترى ذاك الأعمى هناك، حسنًا إنه ليس أعمى فحسب؛ بل جزء من لسانه مقطوع أيضًا، يلقبونه بأبو المخشي، وقد اشتهر بالهجاء والتعريض بالناس، لكن حظه البائس عندما امتدح ابن الخليفة قائلا.

وليسوا مثل من إن سيل عرفا
يقلّب مقلة فيها اعورار

وقد كان ابن الخليفة أحولًا؛ فظنه هجاء لهذا رماه في السجن، وحصل ما حصل.

ثم صدر صوت رخيم من زنزانة أخرى يدندن بأبيات شعرية:

بعض تصابيك على زينب

لا خير في صبوة للأشيب

أبعد خمسين تقتضيها

وافية تصبو إلى الرّبرب

وأما صاحب هذه الأبيات فهو يحي الغزالي، وقد اشتهر بوسامته وجزالة شعره، وكان الأمير عبد الرحمن قد ولاه منصب قبض الأعشار؛ فصادف أن قل الطعام، وارتفعت الأسعار، فباع الغزالي أعشار مخصصة للدولة، ولما علم الأمير أمر باسترداد ما باعه، ووقتها، كانت الأسعار قد انخفصت فرفض الغزالي ذلك وقرر أن يعوضعهم طعامًا مقدار ما باعه، لكنه حبس جراء ذلك.

-ثم ها هو يخرج.

علق غوركي حالما رأى جنديًا يقترب من زنزانة من الغزالي  ويأمره بالخروج معلقًا:

-الشعر الذي نظمته جميل للغاية، لذلك قد عفا عنك الأمير وأمر بإخراجك.

-هوي! أخرجوني أنا أيضًا.

-إذا أردت أن يقطع رأسك فتفوه بكلمة أخرى أيها الغريب.

-سحقًا! الناس هنا غريبون، يدخلون السجن ببيت شعر ويخرجون ببيت آخر، لو كانت لي حظوة في الشعر لاستعطفت الخليفة لإخراجي.

-لو كنت مكانك لكتبت رسالة.

-صحيح! كيف غفلت عن هذا فالأدب لم يقتصر على الشعر فقط؛ بل حظي النثر بنصيب منه، أريد ورقة وقلمًا، مهلًا، من أين لي بورقة وقلم؟ '-'

-نريد قرطاسًا وقلمًا هنا.

وسرعان ما سُمع أمر رفيق الزنزانة وأُحضر لغوركي ما يريد؛ فابتدأ بخط رسالة سلمها للجندي بعد ذلك وانتظر بفرح، ولما عاد الجندي ظن أنها لحظة خلاصه، لكن الجندي تجاهله كأنه حشرة؛ فعلق رفيقه ضاحكًا:

صِحَاف وزمر Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ