بروميثيوس

748 45 6
                                    


بروميثيوس Prometheus أحد الأرباب المعروفة بالتيتان في مجمع أرباب اليونانيين القدماء، ويعني «المتبصر» وهو ابن التيتان إيابتوس وشقيق أطلس وابمثيوس في الأساطير اليونانية.

وفي رواية الشاعر الإغريقي هسيود (700ق.م) Hesiod فإن بروميثيوس هو خالق الذكور من البشر من الطين، ومتعاطف معهم، وقد قام بخداع زيوس Zeus رب الأرباب عند اليونان أثناء توزيع القرابين والعطايا على الأرباب وبني البشر، إذ ذبح بروميثيوس ثوراً وجعل زيوس يختار منه النصف الردئ المكون من العظام والدهن والأحشاء، ويحتفظ هو بالنصف الجيد من الذبيحة. وعمل بروميثيوس على خداع زيوس بأساليب مختلفة فحاول الأخير معاقبته، فخلق المرأة باندورا Pandora وزودها بصندوق الشرور والأوبئة، ودفعها للزواج من بروميثيوس الذي لم تنطل عليه المكيدة فرفض الزواج، لكن شقيقه ابمثيوس تزوجها وفتح الصندوق فخرجت منه الشرور والأمراض وانتشرت ولم يبق فيه سوى الأمل.

وتذكر الرواية أن زيوس انتزع النار من البشر وجعلهم يعيشون في البرد والظلام نكاية بهم وبحاميهم بروميثيوس، فكان رد الأخير سرقة النار من جبل الأولمب وتقديمها للبشر، فغضب زيوس وعاقبه بنفيه إلى جبال القفقاس وكلف ابنه هرمس Hermes اقتياده إلى تلك الجبال وتقييده بأصفاد حديدية إلى صخرة فيها، وأوكل به نسراً يلتهم كبده في النهار ليعود فينمو في الليل.

ودام عذاب بروميثيوس اليومي هذا ثلاثين ألف عام، حتى قام البطل هرقل Herkules بقتل النسر وتحرير بروميثيوس من قيوده وإعادة شعلة النار إلى بني البشر.

كان هسيود أقدم من كتب عن بروميثيوس، كذلك ألف الشاعر الدرامي اليوناني أسخيلوس (525-5/456ق.م) Aeschylus مسرحية مؤلفة من ثلاثة أجزاء، أولها «بروميثيوس مقيداً»، وثانيها «بروميثيوس سارق النار»، وثالثها «بروميثيوس محرراً».

وقد صُور فيها بطل المسرحية واهباً النار للإنسان، وناقلاً أسس الثقافة والحضارة إليه، ومعلماً البشر العلوم والفنون.

كذلك كتب الشاعر الروماني أوفيد (43ق.م- 18م) Ovid عن بروميثيوس،أما الأدباء المحدثون الذين تطرقوا إلى الأسطورة وبطلها فكثيرون، منهم الكاتب الألماني فون شليغل (1797) A.V.Schlgel والشاعر الإنكليزي بيرون (1816)، والشاعر الإنكليزي شيلي P.Shelley الذي كتب «بروميثيوس طليقاً» عام 1820، والشاعر الألماني غوته والشاعر الفرنسي أندريه جيد، وقد ألف بيتهوفن وموسيقيون آخرون سيمفونيات وأعمالاً موسيقية أخرى عنه،ويرى جمهور الأدباء في بروميثيوس رمز الخير والحق والمثالية وبطل الثورة الإنسانية على الجور والطغيان والتسلط، ومثالاً لحماية الإنسان والتضحية من أجله.

في أساطير الشعوب روايات تقدس النار، وتذكر كيفية حصول الإنسان عليها، كما أن في الأساطير الفارسية ما يشبه أحداث أسطورة بروميثيوس من بعض الجوانب، ففي إحداها أن الملك الفارسي بيوراسب، الذي نسبه العرب إليهم وسموه «الضحاك ذو الأفواه» مَلَك ألف سنة وبغى في الأرض وقتل الملك جمشيد، ولما ملك أفريدون بن جمشيد أخذ بيوراسب فقيّده بالحديد في جبل ديماوند في جبال إلبورز الإيرانية اليوم، وتروي الأسطورة أنه خرج من كتفي بيوراسب حيّتان لا تغذيان إلا بأدمغة الناس، وأن وزيراً سابقاً له كان يأتيه يومياً ليطعم تينك الحيتين وللفرس في الضحاك أخبار عجيبة كما يذكر المسعودي في كتابه «مروج الذهب».

الميثولوجيا الإغريقية Where stories live. Discover now