PART 10: اسبريسو وسيجارة

489 25 11
                                    

هناك بعثرة يصعب حلها
.....................................................................................................

الماضي ... كلمة كبيرة تلك ..ذكريات ..هذا ما يتوارد للذهن عند سماع كلمة الماضي ..تمتزج ذكريات الماضي بين الالم وبين السعادة .. ...بين الحب والكره ...بين الحنان والقسوة ...بين الضحكة والدمعة ..ومن يختار مصير الماضي ...من حولك ..من يحيطون بك ...تحصد في فترات حياتك المتتالية على ذكريات .. ويكون ذلك لا إرادياً ...لا بد من تذكر واسترجاع هذه الذكريات ..لتخبر الاخرين عن ذلك ..حتى يعرفوك بشكل افضل ..ويعلمون ماضيك ويتقدمون معك بحاضرك ... ولكن ماذا لو أنك فاقدٌ لهذه الذكريات..مجرد صورة لك بالماضي ..لا تعلم كيف التقطت ومن قام بالتقاطها ..نعم تعلم ان من فالصورة أنت ولكنك لا تعلم عن ما خلف هذه الصورة شيء ..ذلك سيء جداً..لا تعلم من كان معك في هذه الطفولة ..لا يوجد في ذاكرتك اي مشاهد من الماضي...ولا تعلم الحقيقة وراء تلك الصور .

ذلك حالها لا تعلم شيئاً...هناك أمر واحد بالفعل تعلمه وهو أبشع ما يمكن تخيله ..هو حقيقة تركها من قبل عائلتها ..تخلت عنها تلك العائلة ...وليتها لم تكن تعلم ...كان ذلك مثل خنجر غرز داخل قلبها وابى ان يخرج ...يستمر في ايذائها مع الوقت ...يستمر في جعلها تنزف الماً...اسوء ما يمكن .

كانت لحظة كأن الزمن توقف قليلاً لتمعن إيما التفكير في وجود صورتها في بيت غلوري ..هل كانت تعرفه !! ولما يحتفظ بصورتها ...هل هذا ما قصده رافييل ..هل هذا هو الأمر الذي سيبقى مخفي من طرف الكسندر ... الكثير من الاسئلة تراودت إلى ذهنها تلك اللحظة ...ولكن لا اجابات ...عالقة بين دوامة الماضي البشعة...ملاحقةً اياها إلى حاضرها .

أثناء تفكير إيما بذلك لاحظ غلوري صمتها الذي زاد قليلاً عن الطبيعي لها ..فهي تستغل كل ثانية للتحدث وتعبر عن ما يجول بعقلها ..

غلوري بصوت هادئ " ما الذي تفكرين به ، وهل قلتي شيئاً "
التفت له إيما بابتسامها المزيفة التي اتقنت اظهارها بشكل طبيعي وقالت " لا شيء "

لم يستطع غلوري سماعها عندما ادلت بحقيقة انها من بتلك الصورة لانها كانت تحادث نفسها بصوت منخفض ..

تقدم غلوري من رف السجائر ،نقل بصره بينهم واختار علبة من ثم التفت لها وقال " هل أسدد ديني ؟"

إيما بابتسامة واسعة " عليك ذلك "
تقدم باتجاه الشرفة واشار لها بيده لتتبعه ، جلس الاثنان في الشرفة ..ليس ظلام حالك لتلك الدرجة ولكنه الظلام ...هدوء كبير ..لا شك لان هذه المنطقة تحوي على فيلته فقط ..كل واحد منهم على كرسي .. سيسدد غلوري دينه ..وهو تلك السيجارة التي تقاسموها سابقاً.

اشغل سيجارة ومررها لها لتقبلها بابتسامة..واشعل لنفسه واحدة ..لحظات لاستنشاق سم الفتيل ومن ثم تحدثت تطرح عليه سؤالاً

أنامل دموية Where stories live. Discover now