{أَحدَاثٌ غَريبَة}..Chapter 0

1.1K 55 34
                                    


✿『 ﷽』✿


⊱⋅ ────── ❴ • ✿ • ❵ ────── ⋅⊰

﴿حَدَث مِن المَاضِي﴾
.
.
.
كَانت لَيلَة هَادئة...حَيثُ البُحَيرَة المُتلَألِئة تَعكِس ضَوء القَمر المُنِير ،
كَان النَّذير السَّادِس مِن الفتوي أَو مَا يُعرفُ بِاِسم البَلاَديير ...مُستَلقي تَحتَ شَجَرة قَرِيبة مِن البُحَيْرَة بِجُروح بلِيغة ، كَانت لَديه مُهمة بِالهَاوية"الاِبيس" و لِحُسن الحَظ لَقد عَادَ مِنهَا حَيًّا .

كَان الجَوُّ هَادِئاً ، وَ نَسِيمُ اللّيل تُحَرك بِلُطف خُصلَاتِ شَعْرِهِ الأُرجُوَانِيَّة ، كَان "البلاديير" يَشعر بِصُدَاعٍ فَظِيعٍ بِسَبَبِ، نَزِيف رَأسه ، وَ قَد أَصَابَته الطَّاقَة الفَاسِدَة للأَبِيسِ بِكَمِيَّة هَائِلَة ...
عَلى الرَّغم مِن كَونه فَاقداً لِوعيه جُزئياً ، استطَاع أن يَشعر بِيدَين دَافئتين تُضَمِّد جِراحه ...
حَاوَل البَلَادِيير أَن يَفتحَ عَينَيه ،لَكِنَّ رُؤيته كَانَت ضَبابية ...وَ عَلَى الرَّغمِ مِن ذَلِك ، استَطَاعَت قُزَحِيَّتُهُ المُتعَبَةُ أَنْ تَلْمَحَ شَخْصاً مَا...لَهُ انعِكَاسٌ فَاتِنٌ مَع ضَوء القَمر فِي عَيْنَيْ البَلَادِيير المَيِّتَةِ .
نُورُهَا قَد طَغَى عَلَى نُورِ القَمَرِ نَفْسه...أَظَلَّ للقَمَرِ نُورٌ فِي تَوَاجُدِهَا ؟

عَيْنَاهَا...وَ التِي بَدَت كَقِطعَةٍ مِنَ الأَحْجَارِ الكَرِيمَةِ الثَّمِينَة ، يَخْشَعُ لَهَا قَلبُ الدُّميَةِ المَزْعُومِ مِن سِحرِهَا .

أَكَانَت مَلاَكًا؟
أَم هِيَ مُجَرَّدُ حُلُمٍ خَائِبٍ للبَلَادِيير أَلَّفَهُ عَقَلُهُ المُرُهَق...

الطَّرِيقَةُ التِي كَانَت تَقُومُ بِهَا يَدَاهَا الدَّافِئَتَيْنِ فِي تَطهِيرِ جِرَاحِه ..
وَ الطَّرِيقَةُ التِي كَانَت عَينَاهَا فِيهَا مُرَكِّزَةً عَلَى جُرُوحِه ...
لَم يَسْتَطِع البَلَادِيير سِوَى أَنْ يُفْتَنَ بِهَذَا "المَلَاكِ" الذِي يُدَاوِيه.

كَانَ الأَخِيرُ عَاجزًا عَن الحَرَكَةِ وَ الكَلَامِ لإِصَابَاته ،
أَرَادَ قَولَ شَيءٍ مَا...لَكِنَّ الحُرُوفَ تَبَعثَرَتْ فِي لِسَانِه.

وَ قَبل أَن يَفْقِدَ وَعْيَهُ مُجَدَّدًا...الشَّيءُ الوَحِيد الذِي سَمِعَهَا تَقُولُهُ لَهُ بِصَوتِهاَ المُسَكِّنِ كَالدَّوَاء،

"لَا تَقلَق ، سَتَكُون بِخَير".

--------

فِي صَبَاحِ اليَوم التَّالِي ، اسْتَيْقَظَ البَلَادِيير وَ هُوَ لَا يَزَالُ مُسْتَلْقِياً تَحْتَ الشَّجَرَة .
وَجَدَ أَنَّ جُرُوحَهُ قَد تَعَافَتْ تَمَاماً و اخْتَفى الأَلَمُ الذِي عَانَى مِنْهُ الليلة المَاضِيَة...

قَــلبٌ فَـــارِغ....[𝐖𝐚𝐧𝐝𝐞𝐫𝐞𝐫]Where stories live. Discover now