آلام خفية"قيد الكتابة"

الفصل الثالث

نـظرت إلـيه والـدته مـستغربـه:
_"نـايمه أيـه انـت مـش بـتقول كـانت فـي المستشفـى".

_"أيـوه بـس اكـيد نـامت بـعد مـا مـشيت عـلى طـول"

_"هـتصل بـرضو ولـو نـامت اكـيد مـش هـترد" .

كـان محمد ينـظر إليـها وهـو يقضـم أظافـره من التوتـر ، ظـلت والـدته تنظـر إلـيه بـشك حتـى أتـاها الرد:
_"السـلام عليكـم"

_"عـليكم السـلام ازيـك يـا "نـاديه"

_الـحمدلله يـا حبيبتي .

استمـرت "نـجاة" فـي محاولـة فـضح كذبـة ابنـها:
_"محمد قالـي أنـك تعبانـة وكـنتي فـي المستشفـى"

صـمتت "نـاديه" قـليلا قبـل أن تـجيب مؤكـده:
_" اه ربنـا يباركـله مـش عـارفه مـن غـيره كـان حـصلي أيـه".

تنهدت "نـجاة" بـارتياح:
_"الـف سـلامة عـليكي يـا حـبيبتي ان شـاء اللـه نـجيلك أنـا ومحمد نطمئـن عـليكي" .

تنهـد محمد بـارتياح هو الأخر ونظـر إلـى والدتـه بـثقة هـذه المـرة و هـو يـستأذن قبل أن يـأخذ والده إلـى غـرفة المكـتب ، نظر إليه كارم مستفسرًا عـن سـبب استدعائـه فـي المكتب أخذ محمد نـفساً عـميقاً مـحاولاً إيجـاد الكـلمات المناسبة والطـريقة المناسبة لإخبـار والـده بمـا يـريد أن يـفعله ، شـرد محمد قـليلاً فـنظر إلـيه والـده بـفقدان صـبر قائلاً:
_"أروح أنـام طـيب علـى مـا تخلـص تفكـير".

ابتسـم محمد ثـم أخـذ نفسا عميقـا وقـال:
_"بصـراحه يـا بـابـا أنـا محتـاج مساعـدتك"

نظـر لـه والـده بـدون إجابـة منتظـر انتهاء حديثـه ، فـتنهد محمد حاكـيا لـوالده مـا حـدث ،رمقه "كارم" بحنق قـائلا:
_"أنـت اتـجننت عـاوز تـجبلنا مـصيبة".

حـاول محمد التحـدث ، لكـن والـده نهره بـغضب:
_"مـش عـاوز كـلام فـي الموضـوع دا تـاني أنـت فـاهم ، أنـت سـاعدتهم و وقفـت جنبهم لـحد مـا أختـها قـامت بالسلامة وكمـان روحت عـرضت نفسـك للخطـر عشـان تنقذهـا مـن نـاس أنـت لحـد دلـوقت متعـرفش همـا ميـن أظـن كـده كفاية اوي" .

قـال والـده ذلك ثـم نـهض مـغادراً الغرفـة ،وقـف محمد فـي حيـرة مـن أمـره ، هـل حـقا مساعدتـه لهـم مـن البدايـة كـانت خاطئـة و يقحـم نفسـه في مـصيبه كـما قـال والـده ،قـطع شـروده فـي تـلك اللـحظة صـوت رنيـن هـاتفه ، نظـر إليـه فـوجد أن عمر المتصـل أجـاب سـريعا:
_"أيـه يـا عمـر".