little dance in the dark

4.2K 123 69
                                    

وسط  ذالك الفستان الاسود كانت تراقص الرياح ، تدور بحرية وسط تلك الساحة الكبيرة خافية القدمين ، كفتاة صغيرة لم تشهد الحزن ابدا ، كمدللة لم تعهد الحرمان قط .. كانت فقط ترقص و شعرها المخملي المخبل يرتطم بكتفيها .. جسدها كان هزيلا ، حالتها فعلا لها يرثى ، ملامح دائبة و جفون منتفخة قضا عليها الالم ، لكنها فقط ترقص على الحان سمفونية حزينة ضاربة الحياة وجه الحائط ، كانت كلوحة كئيبة لمنتحر خبأ بها همومه ، رقصتها كانت اسود من كحلية الليل ، لينا التي لا طالما سمية بفتنة الموت لجمالها ، كانت ترقص بانحطاط و انحلال لبشاعة الحياة و القدر .

مر اكتر من شهرين على ذاك اليوم المخزي ، لم تكن تملك من حض الحياة شيئا ، و كأنها بعنت و هي في بطن امها ، حتى حفل زفافها التي تحلم كل فتاة به كان سوداويا ، كلن ذكرى مؤلمة  .. لم تتكلم مند دالك اليوم ، لم تخرج حرفا واحدا من بين فمها ، هي فقط اختارت الصمت و النظر لكل الشيئ ، اختارت ان تطل على جدران حياتها كسائحة ، اختارت السكوت حتى ضنت انها قد نسيت الكلام ..

مرضها كان مؤلما قاسيا ، لطالما عانت به في صغرها ، تلك الهلوسات الخطيرة كانت تقضي عليها ، كانت تبات تصارع الخيال امامها ، كانت تعيش بكوابيسها في اليقضة ، لكنها لم تعترض ، لم تعد تشكي او تلون احدا بعدا الان ، لم تعد تغضب او تعترض ، هي فقط تركت الايام تأخد مجراها و جعلت نفسها في موقف المتفرج العاجز عن فعل كل شيئ ، و في الحقيقة لم تكن مخيرة بل كانت مسيرة ، يعني مالذي في مقدورها فعله! وجدت نفسها ساقطة في حفرة لا متناهية من السوداوية ، فقررت النوم في الاسفل بدل محوبة التسلق .

وضعت ركبتيها على الارض بعياء .. جلست و رفعت رأسها الى السماء ، نظرت الى السماء المكثلة بالغيوم تماما كروحها .. ام بدأت تشعر بقطرات الشتا الباردة تنزل على وجهها .. تم تحولت القطرات الى مطر كثيف.   بينما هي هناك جالسة بملابسها الهشة و روحها المتمزقة ، تم اخدت تبكي ، اخذت تذرف دموعا احر من الجمر .. دموع قطعت قلبها و روحها .. كانت على حافة الجنون ، كانت تبحث عن حل و وجدت نفسها عاجزة ، و كأنها وصلت الى الباب الاخير من حياتها و نفثدت المفتاح ، لا احد ، لا احد ابدا كان يستطيع معاونتها او مساعدتها ، بم تكن تعرف مالدي عليها فعله .. تعبت ، تعبت اكتر من التعب ، قلبها اصبح رقيقا هشا غير قادر على التحمل ، كخرقة بالية لا تصلح لشيئ ، كانت تفكر بانهاء حياتها ، لكن حتى الموت كان تصرفا انانيا ليست قادرة عليه ، لم تكن تستكيع ان تترك من يحبها يحزن من اجلها ، كفاهم ما عانو به من اجلها .. ادارت وجهها و هي ترى جيمس الجالس في الركن بعيدا عنها ، لطالما كان بجانبها طوال هده المدة ، همه هو كان يزيد روحها ثقلا ، تسرعت باطائه فرصة و ادخالها في قذارتها ، كان بعيدا نقيا طاهرا و وسخته بسوادها . هي لم تكن تحبه ، حاولت ان تحبه و فشلت ، و ليست لانها تحب فريدي لا و الف لا ، لم تعد تحبه بثاتا ، و بامكانها الان مصارحة نفسها بكل ثقة ، هي لم تعد تحب فريدي ابدا ، و لم تكرره ايضا ، نعم و مع كل ما فعله لا بم تكرهه قط ، هي الان لا تشعر بشيئ من اتجاهه ابدا ،لا شيئ يتعلق به يهزها ، لا كلامه المووم على جسمها ، و لا لمساته المحفورة بثناياها ، و لا حبها العضيم له ،لا شيئ من الذكريات عاد يحرك فيها شيئا .. اصبحت تنظر اليه كغريب ، كذالك الطفل التي رأته اول مرة في ذالك المعسكر . لا شيئ ابدا لا شيئ .

لذا في وسط هذا التيه ، و بينما امواج الحياة تلوح بها من الم لألم ، هي اختارت السلام و اختارت الاستسلام ، الا ان يحكم القذر ، الا ان تتعافى !

تم اخدت فقط ترقص مع روحها الميتة في عتمة الضلام !

_______________
هذا كان جزئا تذكيريا فقد من اجل ان تعاودو قراءة الرواية و تذكر الاحدات ، لأن القادم صادم .

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 29, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

لغة الجسدWhere stories live. Discover now