الرابعة "رقم فردي"

137 15 9
                                    

الرابعة "رقم فردي"
عالم مجهول
..........

: "يونس"؟
"مايك" بابتسامة سعيدة: آه" يونس" يا "أنمار" إيه رأيك في المفاجأة دي؟ عارفة يا "أنمار" أنا مشوفتش في غبائك، طب أنتِ محستيش بأي حاجة غريبة؟ ملاحظتيش طيب إن مفيش حرس؟ غبية بجد غبية.

"لم أكن أهتم بحديثه بقدر ما أهتم بتبرير" يونس" لي، هذا يعني أنه خانني؟ لاحظ "مايك" هذا لينظر إليّ بإبتسامة باردة"

: "يونس" باعك بنص مليون يا "أنمار" مع إني كنت شايف إنك تستاهلي أكتر من كده.
تحدثت بدوموع : أنت بتكدب.
تحدث بحزنٍ مصطنع: مش بحب نظرات الخيبة أو الكسرة، بس أعمل أي بقى، هو فعلًا باعك، وجيه حكالي على إللي أنتِ عملتيه وإللي لسه هتعمليه.
: أنا مكنتش في نيتي أي حاجة وحشة، أنا كنت بس...
قاطعني بحدة: فضولك ده هو إللي هيكون سبب موتك، بس عارفة يا "أنمار"؟ أنا مش هقتلك مع الأسف، قلبي ضعيف مقدرش أقتلك.

"كنت أنتظر أن أستمع إلى باقي جملته، لكنني وجدته ينظر إلى إحدى الأطباء بجانبه، ويأمره"

: شغل الآلة يا دكتور "عاصي".
: بس يا دكتور لسه مجهزتش، دي خطر دلوقتي.
: شغل الآلة يا دكتور..

"اتجه ذلك المدعو "عاصي"، وقام بتشغيل تلك الآلة الكبيرة الموجودة أمام القفص، ابتلعت ريقي بتوتر، أنا لا أعلم ماتلك الآلة من الأساس، حولت نظري إلى "يونس" لأجد نظرة التردد في عينيه، نظرت إليه بوجع لأجد اثنان من الأطباء يمسكونني بقوة ويضعونني في تلك الدائرة، وقبل أن أتحدث وجدت تلك الدائرة تحتي تلتف بسرعة، وتخرج إضائة قوية وصوت قوي للغاية أيضًا، وقبل أن يحدث شيء وجدت ذلك الكائن الغريب يخرج من القفص، كان شكله مرعب للغاية، وبشع جدًا، كان بوجه سحلية، وجسد بشري، كان ينظر إليّ  بطريقة أرعبتني، وقبل أن أصرخ وجدت تلك الآلة تسحبني إلى الأسفل، ولم أشعر بشيء آخر"

"وجدت ماءً يقع على وجهي بقوة، استيقظت بفزعٍ لأجد نفسي في مكانٍ واسعٍ للغاية، ولكنه مظلم، وأمامي خمس أبواب كبيرة، وأمام كل بوابة يوجد رجل عجوز أو أكثر،  قصيرٌ بلحيةٍ بيضاء طويلة، اتجهت إلى واحد منهم وأنا أتحدث بصوتٍ عالي، ولكن لم يرد علي كأنني لم أتحدث من الأساس، ذهبت إليهم جميعًا، ولكن نفس النتيجة، جلست في إحدى الأركان وأنا أحاول استيعاب أين أنا؟ وما هذا المكان؟ ومن داخلي قلبي منكسر عندما أتذكر أنني هنا بسبب" يونس"، نظرت إلى الأبواب لأجد فوق كل باب يوجد رمز، لاعلم هل أدخل إلى أي باب أم ماذا أفعل؟ لا أستطيع التركيز في أي شيء، استعمت إلى صوت همس يأتي من خلفي، لأجد شاب يبدو في بداية العشرينات لأتجه إليه بهلع واتحدث باندفاع"

: أنت مين؟ أنت عارف إحنا فين؟طب نخرج من هنا إزاي؟
: أنا معرفش أي حاجة غير اننا لازم نخرج من هنا في أسرع وقت قبل ما نبقى زي الناس دي.
: أنت جيت هنا إزاي؟
: مش مهم جيت إزاي، المهم إني هطلع إزاي؟
: طب فهمني إحنا فين؟
: إحنا في متاهة الأبواب، قدامك خمس أبواب، في باب منهم هو إللي هيرجعك للعالم بتاعك، لكن لو دخلتي في باب غلط هتتوهي في المتاهة، ومش هتعرفي تخرجي منها، وهتفضلي طول عمرك هنا، ده غير إنك هتنسي كل حاجة.
: أنت بقالك هنا قد أي، وأنا مشفتكش لما جيت إزاي؟
: أنا بقالي شهر هنا، ومشوفتنيش عشان أنا مكنتش عاوزك تشوفيني، بس حسيت إن مصيرنا واحد.
: طب أنت عرفت كل ده منين؟
: ممكن كفاية أسئلة ونفكر هنخرج إزاي من هنا، أنا اسمي "يزن" وأنتِ؟
: "أنمار".

"اخبرته اسمي وبدات في البحث عن أي شيء يجعلني أخرج من هذا المكان، ولكن لم أصل إلى شيء، جلست بجانب" يزن" وقمت بالإشارة على تلك الرموز الموجودة فوق كل باب"

: ممكن تكون الرموز دي بتعني حاجة!
: مش عارف، بس أنا اصلًا مش عارف الرموز دي يعني أي!

"مرت ساعات، هذا ماشعرت به، ولكن صدمت عندما اخبرني" يزن" أن مايمر أيام ليس ساعات في هذا المكان، الساعة تمر كالثانية واليوم يمر كالساعة، وقفت سريعًا وقررت ألا أنتظر أكثر، سأدخل من أي باب، لكن أمسكني "يزن" سريعًا، كنت أحاول التملص من بين يديه، لتقع ساعته أرضًا، نظرت إليها لتتوسع عيني بصدمة، ابتعدت عنه وقمت بجلبها"

: في إيه؟
: "يزن" بص الرموز إللي على الساعة، نفس الرموز إللي على الابواب!
: آه دي ساعة والدي الله يرحمه، كان جايبها من اليونان، بس ده هيساعدنا في إيه؟

"جلست وأنا أفكر كيف ستساعدنا؟ ولكني بقيت أحدق في الساعة، والابواب إلى أن علمت رقم كل باب، كانت الارقام (2,3,5,6,8) هذا ما استطعت التوصل إليه، كنت أفكر وأفكر إلى أن جاء في عقلي تلك الجملة التي قرأتها في الملف (أرقام فردية لا تأتي بقسمة برقمين لبوابة جديدة) ماذا تعني فردية بدأت في القسمة لأجد أن الأرقام التي ستأتي برقمين عندما تنقسم هما (3,5) نظرت على الأبواب لاجد أن البابين بجانب بعضهم، والآن يجب عليّ أن أدخل واحد منهم فقط، بدأت في التفكير لاجد أن الباب رقم ثلاثة يبدو مرعب كثيرًا، بينما الخامس في شكله عادي للغاية، اخبرت" يزن" بما توصلت إليه، لأجده يعترض ويخبرني أن ذلك مجرد استنتاج أحمق!

: طب أنت مش هتيجي معايا؟
:-مش هقدر اخاطر بحياتي على اعتقاد.
: أحسن ما نفضل هنا.
: روحي أنتِ، وأنا هفكر، ولو ملقتش أي وسيلة تانية هدخل.

"لم أستطع إقناعه، واتجهت سريعًا إلى ذلك الباب الذي يحتوي على رقم ثلاثة، شعرت أن هذا هو الباب، وأن شكله هذا مجرد خدعة لأجل ألا يدخل إليه أحد خوفًا من شكله، إلى الان لا  أعلم ماذا يحمل خلفه، دخلت حتى وجدت الأرض من حولي تبدأ في الانشقاق، وبدأ كل شيء من حولي يسقط بقوة، شعرت بالوجع في رأسي، لأغمض عيني لثوانٍ وما إن فتحتها حتى وجدت نفسي"

: إيه دا؟!
يتبع

عالم مجهول Where stories live. Discover now