الفصل الثالث

371 14 3
                                    

الساعة 2:15

ها أنا أقف أمام باب المنزل. طرقت الباب مرتين ثم نادت أمي "أنتظر أنا قادمة". فتحت الباب لي و دخلت و كانت رائحة الطعام تفوح في كل مكان.

"ممم ما هذه الرائحة الطيبة؟"

"ههه تفضل إبني، يبدو أنك جائع. الطعام جاهز و سأحضر المائدة"

دخلت أمي إلى المطبخ لتجهز المائدة فألحقت بها.

نظرت إليي و هي تهز برأسها "ماذا تريد؟ هل هناك خطب ما؟"

لقد لاحظت علامات القلق على وجهي.

حينها سألتها هامسا" كيف هي حالة أبي؟ أمازال في حالة الصدمة؟"

ابتسمت أمي وقالت: "إنه بأفضل حالاته، لا تخف"

"الحمدلله، لقد قلقت عليه كثيرا. أين هو؟ سأذهب لأطمئن عليه"

"إنه في غرفته يشاهد الأخبار"

"حسنا"

التفتت أمي ﺇﻟﻲ و قالت لي بصوت خافت"و لكن حاول ألا تذكره بالجريمة أو بعمك رحمه الله، فإنه ما زال يتحسس من هذه المسألة"

"لا تقلقي"

ذهبت إلى غرفته و وقفت وراء الباب أراقبه و كان مستلقيا على فراشه و يتابع الأخبار و بدا عليه أنه بخير.

دخلت إلى الغرفة ثم التفت أبي إلي و قال لي"أهلا إبني، تعال إدخل لم أراك هذا اليوم"

جلست بجانبه و قد بدا عليه علامات الفرح و الارتياح. لم أراه هكذا منذ شهور.

"ماذا تفعل، أراك مشغولا بمشاهدة التلفاز"

"ههه لا يا إبني، إني أشاهد الأخبار و يجب على المرء أن يعلم ماذا يحدث في هذه الدنيا و يكون على معرفة في أهم الأحداث"

الآن تأكدت أنه على خير، فلا شك في هذا إنه أبي الذي أعرفه. سأحاول قدر الإمكان أن أخفي قصة سوزان لأنه لو علم أني ذهبت لملاقاتها و أني سأوصلها ألى مقبرة أبيها غدا، سيتذكر أخيه المرحوم و يمكن أن يصاب بحالة عصبية شديدة و لا أريد أن يحصل هذا.

"نعم معك حق، يجب على المرء مشاهدة الأخبار من وقت لآخر"

جلس أبي على الكرسي المجاورة لفراشه و ساعدته في ذلك. ثم بدأ يتكلم بأسعار الذهب و النفط و كل شيء يتعلق بالاقتصاد و كنت أستمع له و أشاركه في اﻟﺤﺪﻳﺚ على الرغم أنني لست على معرفة كبيرة في هذا المجال.

بعد لحظات سألني"كيف حال صديقك عارف؟ ذهبت لتراه اليوم أليس كذلك؟"

"نعم.، إنه بخير ﻭ سلم عليك"

لقد بدا علي علامات التوتر فإتي لست ماهرا على إخفاء الحقائق أو الكذب و خصوصا على أهلي.

نظرت إلى شاشة التلفاز و بعد لحظات ظهر خبر على جريمة عمي و رئيس الشركة(أبو سوزان) و لم أكن أعلم ماذا سأفعل! كان أبي يكلمني في إحدى المواضيع التي شاهدها على الأخبار اليوم و كنت أتظاهر أني استمع له و كنت أحاول أن الفت إنتباهه لكي لا يلقي نظره على التلفاز و يشاهد الخبر!

الكذبة التي أعيش فيهاWo Geschichten leben. Entdecke jetzt