حكايات شعبه-2

1.5K 4 0
                                    

<P><BR clear=all></P>

<P dir=rtl align=center> </P>

<P dir=rtl align=center> </P>

<P dir=rtl align=center> </P>

بركة الذهب

<P dir=rtl> </P>

<P dir=rtl>كان لأحد الرجال ابنة وحيدة، رباها فأحسن تربيتها، وتقدم إليها خطاب كثير، ولكن لم يتمكن أحد من سداد مهرها، إذ كان أبوها يطلب ملء بركة البيت ذهباً. </P>

<P dir=rtl>وذات يوم تقدم إليه رجل أعلن عن استعداده لملء البركة ذهباً، على شرط أن يسمح لها أبوها بالسفر مع زوجها، فوافق الأب، وكان له ما أراد، إذ ملأ الزوج البركة ذهباً، ثم أخذ عروسه وسافر بها. </P>

<P dir=rtl>وفي بلدة بعيدة أسكنها الزوج في بيت منعزل، وكان كلما خرج أقفل عليها باب الدار، فتبقى وحيدة، لا تجد من يسليها أو يؤانسها، فأحضرت كرسيّاً وغطته بملاءة بيضاء، وأخذت تحدثه كأنه عجوز تأنس به، وكانت تبث هذا الكرسي شكواها وألمها، وكانت هي نفسها تتكلم بلسان الكرسي، فتقول لنفسها: "لا بأس، اصبري، واحمدي ربك، واشكريه، فزوجك كريم، وهو يحضر لك كل ما تطلبين، وإذا كان غيابه عن البيت يطول، فطبيعة عمله تقتضي ذلك، فهو تاجر، كثير الأسفار، ولا بد من التضحية والصبر". </P>

<P dir=rtl>وهكذا مرت الأيام، فإذا هي حامل، ثم وضعت ولداً كأنه القمر، ولما رجع الزوج من السفر، لم يظهر أي علامة من علائم الفرح بالولد، بل حمله، وأعطاه لخادم كان يرافقه دائماً، وطلب منه أن يذبحه، ويأتي بلحمه مطبوخاً، ثم طلب من زوجته أن تشاركه في تناول الطعام مما أحضره ذلك الخادم. </P>

<P dir=rtl>ومكث معها بضعة أيام، ثم سافر كعادته، وشاءت الأقدار أن تحمل ثانية، ولم تلبث حتى وضعت ولداً، ولما رجع الزوج من السفر ورآه، فعل به مثل ما فعل بالأول، والزوجة صابرة، لا تجد سوى الكرسي، تغطيه بالملاءة، ثم تلجأ إليه، تبثه ما بنفسها من حزن، ثم تتكلم هي نفسها بلسانه، لتقنع نفسها، وتجد بعض التسلية والعزاء. </P>

<P dir=rtl>ومرة ثالثة حملت، ووضعت ولداً، كان مصيره كمصير أخويه، والزوجة ما تزال صابرة. </P>

<P dir=rtl>ثم طالت غيبة الزوج، وأخذ يغيب عنها سنة أو سنتين، فيقعد معها بضعة أيام، ثم يسافر ثانية وهكذا مر ما يقارب العشرين عاماً. </P>

<P dir=rtl>وذات يوم فاجأها الزوج بدعوته إلى الخروج معه، وكانت قد اعتادت الحبس في بيتها، فترددت، ولكنها انصاعت، وخرجت معه، فأخبرها أنه سيأخذها إلى قريب له، بمناسبة زواج أولاده الثلاثة، وطالبها أن تشارك أهله أفراحهم. </P>

<P dir=rtl>ودخلت الزوجة على القوم وهي مضطربة، فرأت ثلاثة شبّان كالأقمار، وهم يزفون إلى عرائسهم، فتحدّرت من عينها دمعة، وذكرت أولادها، وقالت في نفسها، لو كان أولادي على قيد الحياة، لكانوا الآن في عمر هؤلاء الشبان، وكان زوجها إلى جانبها، فرأى الدمعة على خدّها، فمسحها بيده، ثم قال لها "هؤلاء هم أولادك". </P>

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 08, 2011 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حكايات شعبه-2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن