"الفصل السادس والعشرون"

6.5K 147 3
                                    

يحتضنها بين كفيه بإحكام اردفت بنفس الهمس:مـو قادره أفهمك ياعـزام كيف رضيت فيني وأنا طليقة أخوك
رفع احدى يديها إلى شفتيه وقبّلها:أنسي كلمة طليقه أخوك يا أسرار أنا أخذتك بكامل رغبتي مابغيت بنت أخوي تتشرد عند الغريب
توردت وجنتيها عندما قبّل يدها وقامت بنزعها بهدوء:بس عشان بنت أخوك ولا لك غايه ثانيه ياعـزام لا تحاول تقنعني عشان لينا مين يرضاها على نفسه يأخذ وحده مطلقه وهو ماقد سبق له الزواج
علت ثغره طيف إبتسامة وهو يُردف :انتي غايتي يانور عتمة ليالي عـزام لا تسأليني ليش مع الايامُ بتعرفين كل شيء
شتّت نظرها عنه:ممكن أفهم وش قصة الكذبه اللي سويتوها وانه اللي تقدم لي جابر
نهض وعاد إلى مكانه :مو كذبه هو فعلا تقدم لكِ ولو ما جاني أتصال كان انتي الحين زوجته
أصبح يروي لها كل ماحدث وهي تنصت لـه بكامل حواسها
.
"في المقلط"
كلاً يتحدث مع الاخـر منهم من كان حديثهم عن عـزام ودخوله ومنهم من يتحدث عن أموراً أخرى دخل أسامة وجلس بجانب تُركـي الذي كان شارد البال أبتسم أسامة بتسليـه وهو يُحرك يده أمام تُركي:وش فيك يالحبيب مين مأخذ تفكيرك
أطلق تنهيده عميقه ومن ثم أردف بهمس:مين غير بنت سلمان الهواجيسّ تلعب فيني وصرت أتخيلها نصيب الغير
كاد اسامة ينفجر بالضحك لولا أنه تدارك نفسه:حالتك صعبه ياولد العم الشيخ باقي موجود وش رايك تسوي مثل عزام وتطلبها من عمي سلمان
ضيّق عيناه وهو يُفكر بالأمر:تقولها ياولد العم أسويها واللي يصير يصير
هز أسامة راسه بخفه:اي والمهـر علي ياولد العم دام خاطرك يبيها أطلبها قبل ما تندم
أخذ تركي نفساً عميقاً:عمـي سلمـان بغيتك بطلب وأتمنى ماتردنـي
رفع سلمان حاجبه وكذلك الجميع التفت إليه:أبشر بعزك ياتُركي أطلب ولك اللي تبي ماجابته أمه اللي يردك ياولد أخوي
توتر لوهله وادخل يده في شعره اردف بعد تشجيع أسامة له :ياعم أنا أحب بنتك تزوجني ياها
صمت الجميع وهم في حاله ذهول أصبح حمد وأنس يتبادلان النظرات ومن ثم ضحك كلاً منهُما
شعر عبدالله بالإحراج من تصرف ولده المتهور وكذلك ابو سلطان الذي أردف بضحكه:أهجد ياولد عبدالله مابعد شفت خيرك من شرك وتبي حفيدتي
حك تُركي مقدمة جبينه وهو يشعر بالإحراج الشديد:عمي ها وش قلت لا تنسه أنك قلت اطلب ولك اللي تبي
عبس سلمان ملامحه بتمثيل: ماهقيت أن هذا طلبك ياتُركي
بهتت ملامحه وهو يرى ملامحه عمه العابسه ونظرات الشماتة من أنس وحمد:ليه!!
أرتخت ملامحه التي عبسها:وأنا عند كلامي ياولد عبدالله لك اللي تبي وعهد علي ماياخذها غيرك وما تصير لغيرك نصيب
أردف بنبره عاليه متحمسه:والله ياعمـي من جدك أريج لـي أجـل خلي الشيخ يعقد لنا الحين
ضحك الجميع عليه وعلى حماسه أردف أبو سُلطان:شفيك ياوليدي مستعجل حفيدتي ما بعطيك ياها الا لما أشوفك رجال مثل غازي أخوك كمل ثانويتك وبعدها الجامعة عند أخوك غازي وقتها أعطيك حفيدتي
أبتسم تُركي وهو يحدج أخيه حمد وأنس بنظرات مُنتصره:أبشر ياجـدي
همس أسامة بنبره خافته :مبروك ياولد العم خذيت عهد من أبو أم لسان ماتكون لغيرك
أبتسم تُركي ووضع يده على صدره وأردف في سره"ماراح تكوني لغيري نصيب اليوم أخذت عهد من عمي و أرتبط نصيبك بنصيبي ياعيون تــروك"
.
"في الجهه الأخرى عند الفتيات"
"بعد مرور ساعتين"
توقفت أرجوان عن الرقص وجلست بجانب أفنان ومن ثم أستلقت ووضعت رأسها في حجر أفنان :هففف تعبـت
أبتسمت أفنان وأردفت وهي تُدقق في ملامح أرجوان عن قرب:أرجو تدرين أنكِ تشبهين ليال بنت خالتي ريما
ميلت أرجوان شفتيها:اي سبق وقالت لي أمـل حمستيني أشوف شبيهتي خالتك ريما سبق وشفتها بس بناتها ابدا ماقد شفتهـم
أمسكت أفنان خصله من شعر أرجوان وأصبحت تلعب بها:اي خالتي شديده ماتخلي بناتها يروحون بيت أحد أخر مره شفتهم من رجعوا من السفر
كشرت أرجوان وأردفت بمصداقيه:ماعليه أفناني بس خالتكِ مابلعتها ويع شايفه نفسها مدري على وشو يوم قابلتها ماكلفت نفسها تسلم علي ولا إني بنت عدوها
أبتسمت أفنان بسخرية:مو اول وحده تقول كذا عن خالتي
جلست غــزل بجانبهنّ:عن مين تحشون عسى مو فيني
رفعت أرجوان حاجبيها صعوداً ونزولاً:إلا فيكِ يامحور الكـون واللي بدأت أخت زوجكِ
شهقت أفنان بإستنكار وأزاحت راس أرجوان من حجرها:يالكـذوبـه
زمّت غزل شفتيها بحنق تمثيلي:آفا تحشون فيني ماهقيتها منكم
ضحكت أرجوان وهي تُعدل شعرها بيديها:أمزح ياشيخـه
التفتت غزل لـ وريف التي تنادي بإسمها:هلا وريفي
وريف:أسامة يقول خلصت قهوه الضيوف خلي غــزل تسوي غيرها
نهضت غــزل وتوجهت إلى المطبخ وعند دخولها أُغلق الباب أستدارت ورات أسامة يستند على الباب تأملته بثوبه الأبيض أقل ما يُقال عنه مُلفت جذاب وهو كذلك كان يتأملها من راسها حتى أخمص قدميها فستانها الضيق الذي أبرز مفاتنها شعرها الأسود كسواد الليل كانت فاتنه بشكلاً لا يُقاوم بلع ريقه وهو يقترب منـها حاوط خصرها بإحدى يديه والأخرى وضعها تحت فكها أصبح أسيراً في تأمل صفائح وجهها عيناها الواسعة شفتيها المُنصبغه باللون الأحمر مرر أصبعه على شامتها الموجودة على ذقتها أبعد أصبعه وقبّل الشامة قُبّله قصيره أردف وهو يمرر أنفه الارستقراطي على وجنتها:ليه جيتي وما تأكدتي أنه اللي طالبكِ أنا مو واحد غيـري
لم تبتعد عنه بل زادت من إلصاق جسدها بجسده ورفعت يديها وطوقت عُنقه وأردفت بشك:مين قصدك باحـد غيرك
أردف وهو يستنشق رائحه شعرها:مثلاً عمانكِ اخوانكِ كنتي بتظهرين عليهم بملابسكِ هذي وزينتكِ
همست :وش فرقت لو ظهرت عليهم ولا عليك مو انت قلت لي قبل ما آثر فيك ولو بمقدار شعره وهم بنهاية عماني وأخواني مستحيل زينتي ولا ملابسي تغري أحد فيهم
شد على خصرها حتى سمع تأوهها:أسمكِ وعيونكِ لوحدهم فتنـه فما بالكِ بوجهكِ وجسمكِ
أغمضت عيناها وعضت على شفتها السفلية شعرت بخواصرها تتمزق من قبضته فتحت عيناها بعنف عندما أبتعد عنها وحررها من بين أحضانه ورفع أصبعه السبابه ومسح طرف شفتيها اردف وهو يغمز لها :مالكِ حق فيها كثـري سبق وقلت لكِ سوي اللي بخيالكِ وتحملي عقابـي لكِ
أولته ظهرها وهي تُحاول التقاط أنفاسها:أكرهـ..ــك
ضحك بقهقهه عاليه:كرهكِ عسل على قلبـي ياقمر سمائكِ
التفتت إليه ورفعت أصبعها بتهديد:ياويلك تكررها انت مب سمائي ولا أنا قمرك مابعد لقيت سمائي اللي كنت أتمنى أنتمي له من طفولتي
أمسك بيدها وشد عليها:أنا سمائكِ وانتي قمري مستحيل تنتمي لأحد غيـري
نزعت يدها ومشت من جانبه فتحت الباب وخرجت أما هو أبتسم بعد مُغادرتها وقام بإخراج منديل من جيبه ومسح شفتيه ومن ثم توجه إلى الغُرفة التي بها أسرار وعزام طرق الباب مرات عديده فتح له عـزام ودخل راى أسرار تجلس بمكانها وتمسح دموعها أردف عزام بتذمر :أبـوك يالبلشه وش جابك
أبتسم أسامة وأردف بإستهبال:جابني الشوق لعسولتي مابغيت يالحبيب تفارق عسولتي ثلاث ساعات وش تسوون فيها
ضحك عـزام وأردف بغيره:فارق مناك ولا تدلعها بعسولتي
جلس أسامة بجانبها وقبّل وجنتها:شفيها عسولة أسامة بعدكِ شرهانه علينا
نظرت إلى عزام الواقف أمامهم ونهضت:مو بس شرهانه إلا أكرهك شلون رضيتها لي أتزوج أخو طليقي
اردف عزام قبل أسامة:العرس بعد أربع أيام تجهزي ماينقصكِ عن غيركِ شيء حتى آخذكِ بدون عرس
أردفت بحده:عرس ماني معرسه عليك طلقني ما أبيك مالك حق ببنتي لاتحاول تلوى يدي فيها
أقترب منها وقبّل رأسها وقبل مُغادرته اردف:لاتحديني على شيء وانتي مو قده برجع وبأخذ لينا معاي وموعدنا بعد أربع أيام يايتم العرس يا مايتم وبنت أخوي تبقى معي وتحت مسؤوليتي
راقبته حتى خرج ولمعت عيناها ببريق دموعها:بياخذها
اردف أسامة بهدوء:عميمة مانتي اول وحده ولا أخر وحده تتزوج اخو طليقها عـزام شاريكِ ومستحيل يفرقكِ عن بنتكِ خذيها نصيحه منـي وافقي وأكسبي عـزام اللي راح يحطكِ داخل عيونه
جلست ومسحت دموعها التزمت الصمت وهي تُفكر بكل ماحدث لها اليوم غادر أسامة بهدوء أحترم صمتها وفهم أنها تُريد البقاء بمفردها
صحت من بحر أفكارها وصمتها:مستحيل أخليه ياخذها بيحرمني منها مستحيل
نهضت من مكانها و بحثت عن أبنتها تُريد منعه من أخذها رات وريف تبكي :وريف وين لينا
مسحت دموعها بطفولية واردفت بحنق:راحت مع عمو عزام ما أحبها قلت لها لا تروحين وهي راحت
هزت راسها بأستنكار:مستحيل مستحيل
دخلت إلى حيث والدتها والبقيـه أرتمت في حضن والدتها فُزع الجميع لدخولها وبُكائها أم سلطان بخوف واضح:يمه أسرار شفيكِ ليه تبكين!!
أجتمعت الفتيات حولها اردفت أم غازي:أسرار لا تخوفينا وش فيك!
اردفت من بين بُكائها:عزام أخذ بنتي يا يمـه
شهق الجميع وأردفت أم سُلطان:عزام وش جابه للمزرعه
أخبرتهم بكل ماحدث وأنها أصبحت زوجةٌ لعزام وليست لـ جابر كان الجميع في حالة عدم تصديق أردفت أم غازي بعقلانيه:وأنا أختكِ أسمعي نصيحتي بنتكِ مانتي قادره على فراقها وعزام والنعم فيه كلاً يشهد له رجال كفو ما يعيبه شيء وانتي عارفه بنتك متعلقه بعمها أكثر من أبوها أكسبي عزام عشان بنيتكِ يا أسرار
هزت أم سلطان راسها بتأييد:ونعم ماقلتي يا أم غازي أسمعي كلامها يا يمـه ماراح تلقين أحسن من عزام يحطكِ داخل عيونه انتي وبنتكِ
اردفت أسرار بشتات:بس يمه وش موقفي قدام الكـل وش بيقولون عني تزوجت أخو طليقها وكيف بقابل خالتي نرجس كنت زوجة ولدها وبعدين أصير زوجة ولد ضرتها
أم غازي:أسرار كلام الناس مايقدم ولا يأخر مانتي الوحيده اللي تتزوج أخو طليقها دام عزام شاريكِ بيعي الدنيا واللي فيها عشانه
مسحت دموعها ونهضت من جانبهنّ:عشان بنتي بوافق
دخلت غُرفتها أغلقت الباب وجلست على حافه السرير التقطت هاتفها وأتصلت به أغمضت عيناها عندما رد عليها بجملته:هلا بنور عتمة ليالي عزام
التزمت الصمت ولم يكن هنالك صوت غير صوت أنفاسها المضطربة حثها على الكلام: مستعد أنتظركِ طول الوقت حتى أسمع صوتكِ
شدت على الهاتف وأردفت بهمس:موافقه العرس بعد أربع أيام عشان لينا فقط
أغلقت الخط في وجهه قبل أن تسمع رده توجهت إلى دولابها وقامت بجمع ملابسها وملابس أبنتها
.
بعد أن أبلغهم أبو سلطان بقرر العودة في الصباح وترك المزرعه توجه الجميع إلى النوم
" أسامة "
صعد إلى غُرفتهُما المخصصة نظر إلى ساعته التي تُشير إلى الثالثه فجراً فتح الباب ودخل بخطوات هادئه راها تغط في نوماً عميق قام بنزع ثوبه ودخل دوره المياة أرتدى بجامته وشاركها السرير أصبح يتأمل ملامحها الهادئـه عن قرب وتوزيع قُبلاته المتواصلة على صفائح وجهها  شعر بيديها تدفعه عنـها ومن ثم نبرتها المغلفه بنعاس:لا تلمسني وخـر عنـي
وضع أصبعه على ثغرها :أششش نامـي ماراح المسكِ
فتحت أحدى عيناها ببطء:أبعد يدك وقم أنقلع نام على الكنبه لا تنام جنبي
وضع راسه على وسادتها:بنام لا تزعجيني
نهضت وسحبت الوساده من تحت رأسه وكذلك المفرش وتوجهت إلى الأريكة أستلقت عليها وغطت جسدها بأكمله ولكن سرعان ماشعرت بيديه ترفعها صرخت بأسمه:أســــامـــة
وضعها على السرير واستلقى بجانبها كان ظهرها ملاصقاً لصدره ويديه مُتشبثه بها بإحكام همس بنبره خافته:نامـي لا تتعبيني معاكِ ياغـزلي
أغمضت عيناها بإستسلام وهو أبتسم بإنتصار وخلل يده في شعرها
"في غُرفة الفتيات"
أردفت ياسمين بأنزعاج وهي تتقلب في سريرها :أرجوان اريج وجــع ماتقدرون تنامون زي الخلق نبي ننام ورانا سفـر وقرب يأذن فجر
اردفت أريج بنبره ممازحه:ورانا سفر يقال لنا بنسافر تُركيا حدها أربع ساعات ووصلنا البيت نامي نامي يا أختي الله يهديكِ
رفعت الوساده وألقتها عليها:أنطمي يا أم لسان
ضحكت أرجوان بصوت عالي ومن ثم وضعت كفها على ثغرها وهي تنهض من جانب أريج وتتوجه إلى الخارج :سوري ناموا ناموا أنا النوم مجافيني متعوده أسافر مواصله بروح اسوي لي قهوه
أردفت ياسمين وهي تُغطي على وجهها:مو وقت القهوه ترى المزرعه مسكونه أنبثري بمكانكِ أحسن لكِ
ميلت شفتيها بعدم تصديق:أقول بس عن كذبكِ اللي ما يتصدق ريجو تجين معاي ولا موله
كلتاهما رفضتا الذهاب معها كشرت أرجوان:مالت عليكم صدقتوا كذب ياسو
اردفت أمل بنبره يُغلفها النعاس:فيني نوم ولو قمت من مكاني طار النوم
مشت بخطوات متسلله للمطبخ رفعت شعرها للأعلى وانسابت بعض الخصلات على وجهها بشكل عشوائي عقدت حاجبيها عندما رات أبريق الماء موقد عليه أردفت وهي تتلفت يميناً ويساراً:بسم الله الرحمن الرحيم مين أشعل النار على المويه يمه لتكون المزرعه مسكونه وكلام ياسو حقيقي لا لا أرجو شفيكِ صايره تهلوسين أكيد ياسو تكذب
أقتربت من الفرن وأطفت النار أمسكت بالابريق و قرات الاستعاذه وصبت الماء الساخن في المغسلة همست بنبره خافته تُخاطب نفسها"أرجو لو فعلاً المزرعه مسكونه والمويه المغليه مويتهم وش راح يسوون فيـكِ"
صوتاً صدر من خلفها:وش سويتي
من خوفها لم تستطيع تميز الصوت أو الالتفات إليه اردفت بنبره شبه باكيه :وخروا عنـي مو قصدي ماكنت أدري أن المزرعـه مسكونه ولكم والله مو قصدي
كاد ينفجـر من الضحك عليها لولا أنه تدارك نفسـه لقد فهم مقصدها لم يستطيع النوم وفضل أن يُحضر له قهوه وعندما أشعل النار ذهب لجلب هاتفه وعندما عاد عقد حاجبيه عندما لمحها تصب الماء في المغسلة ومن ثم تسلل إلى مسامعه بعضاً من حديثها رفع حاجبه بتسليه ومن ثم أردف بنبره خشنه:تعديتي على حقوقنا و لازم تأخذين جزاتكِ
أغمضت عيناها بعنف ونزلت دموعها لا شعورياً غطت على وجهها بكلتا يديها تُريد الالتفات والنظر إليه ولكن خوفها منعها أصبحت تُردد الاستعاذه:أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
لم يستطيع كتم ضحكته ضحك بصوت عالي جعلها
تفتح عيناها وتلتفت إليه شهقت :أنــــــس
تنحنح وهو يكتم ضحكته:أسف بس والله شكلكِ يضحك مين كاذب عليكِ أن المزرعه مسكونه
مسحت دموعها بِكُم بجامتها بشكل طفولي:تبـن خوفتني لا بارك الله فيك قلبي بيوقف بسبتك
ضحك بقهقهه وهو يحاول تشتيت نظره عنها:وش تسوين في المطبخ أصلا المفروض نايمه ورانا سفر
توجهت إلى البراد وأخرجت لها ماء شربته دفعه واحده:جيت أسوي لي قهوه وياسو قالت لي أنبثري مكانكِ المزرعه مسكونه ولما شفت المويه تغلي صدقتها
أخذ نفساً عميقاً بعد أن توقف عن الضحك:الحين المفروض قهوتي قد هي جاهزه بس وش سويتي كبيتي المويه
شعرت بملمس غريب بين قدميها نظرت للاسفل فإذا بها ترى قط أسود صرخت بذعر وركضت للجهه الاخرى:تكفـى بعده عنـي عندي فوبيا من القطط تكفـى
عقد حاجبيه بشده وسرعان ما أرتخت:من جدكِ تخافين من القطط
نظرت إلى أنس ومن ثم إلى القط الذي يقترب منها صعدت على الكُرسي ومن ثم على مائدة الطعام:شوفه يقترب منـي ويععع خرجـه من هنا تكفى أنـــس تكفى
رفع القط بين يديه وقربه منها بخبث :بنت أنزلي شوفي شكله اليف
غطت على وجهها بكلتا يديها وصرخت:يمـــــــــه يمـــــه
وضع القط ومد يده وأمسك بمعصمها:أسكتـي صحيتي الكـل لا بارك الله في عدوينكِ
حاولت نزع معصمها من يده:ويــع لا تلمسني بعد ما لمست القطوه ويــــع قـرف
شد على معصمها وأختل توازنها كادت تسقط لولا أنه مد يده الاخرى و أمسك جسدها بإحكام وهي طوقت عُنقه بكلتا يديها لصغر قامتها ولطول قامته شعرت أنها مُعلقه في الهواء رفعت راسها المدفون بين عُنقه وكتفه ونظرت لملامحه الحاده عن قرب وهو كذلك بلع ريقـه وشتت نظره عن ملامح وجهها القريبه منه أرخى يديه عن جسدها وتحررت بهدوء نطقت من بين خجلها وإحراجها:أســـفـه
ركضت بخطوات مستعجله من جانبه وخرجت من المطبخ كادت ترتطم بجسد تلك التي تنزل بهدوئها المعتاد:ياسمين
عقدت ياسمين حاجبيها بإستغراب من هيئه أرجوان شعر مبعثر وملامحه مخطوفه:وش فيكِ تركضين وشكلكِ كذا
رفعت يديها تُعدل شعرها:ها ولا شيء فيني نوم وش منزلكِ وانتي قلتي فيكِ نوم
ياسمين:خلصت المويه وعطشانه إلا وين القهوه اللي سويتيها
أبتسمت بتورط وهي تصعد :ماعاد سويت بروح أنام أفضل
ميلت ياسمين شفتيها من وضع أرجوان الغريب وأكملت مسيرها إلى المطبخ وقبل دخولها لمحته وأستطاعت معرفته رغم أنه يوليها ظهره أغمضت عيناها وعادت إلى ادراجها قبيل لقد فهمت سبب ربكت أرجوان وفهمت أنها كانت هي وهو بمفردهُما في المطبخ
أنس مازال على وضعه بعد مُغادرتها أغمض عيناه وهو يطرد ملامحها التي عَلقت في مخيلته مسح على صفائح وجهه وهو يحوقل مره تلو الأخرى
.
في الصباح الباكر أستيقظ الجميع وحزموا أمتعتهم وتوزعوا في السيارات تحرك الجميع عدا سياره أنـس كان بإنتظار جده وجدته وأرجوان خلل يده في شعره الكثيف بشكل عشوائي راى أرجوان تتقدم بخطواتها الناعسه الهادئه نظرت إليه ومن ثم صعدت إلى السياره سندت راسها على المرتبه وأغمضت عيناها
كان يتأملها من خلال المرآه أردف بنبره خافته:محد قال لك أسهري
تجاهلته وهي تشعر بخمول وصداع شديد حمدت ربها في سرها عندما قدم جدها وجدتها وضعت راسها في حجر جدتها ودخلت في سُبات عميق
.
بعد مرور يومين
"إيطاليا"
"وتحديداً في شركة غازي"
طرقت الباب بهدوء وبعد أن سمح لها بدخول دخلت وضعت الملف على الطاولة:تفضل ملف موعد بكرا
التقطه وأصبح يتصفحه بهدوء:موعد الصفقه راح يتأجل
عقدت حاجبيها بشده:بس يا أستاذ غازي الصفقه مهمـه ليه نأجلها
أغلق الملف ونظر إليها بملامحه الحاده الجامدة:مافي وقت برجع ديرتي فيكِ تأجلي الموعد لبعد أسبوع بحضر عرس عمتـي وبعدها برجع
رفعت حاجبها وهمست في سرها من أن سمعته يتحدث عن العودة إلى الوطن"آه ياحظك ليتني مكانك أرجع ديرتي وأروي شوقي لـ أمـي":طيب أستاذ
بعد مغادرتها أخرج من محفظته صوره قديمه له ولاخته غــزل همس بابتسامة "رجعتي عشانكِ ياقلب أخوكِ الشوق لكِ وأصل حده"
رينام بعد أن خرجت من مكتبه توجهت إلى مكتبها دخلت ميلت شفتيها بتضجر"هففف المكان بدونكِ ياشوق زفتتت" جلست على مكتبها وفتحت جهازها المحمول رفعت راسها عندما سمعت طرقات على البـاب ودخول وليد:ممكن أدخـل
رفعت حاجبيها:هذا انت دخلت وش بغيت ياوليد ترى للحين حاقده عليك ومستحيل أسامحك
حك مقدمة جبينه وجلس :هب وأنا أخوكِ حسبت الحقيقه بتشفع لي
اردفت بغيض:مستحيل تشفع لك ياوليد اللي سويته استغلال عشان تتزوجها هددت أبوها بفضح الحقيقه وفوق هذا أعتديت عليها ودمرتها وش أستفدت ياوليد فهمني
زفر بضيق:رينام ماكان عندي خيار أخر أحبها والله أحبها ولما عرفت السر اللي يخفيه أبوها وتأكدت منه رحته وطلبتها منه رفض ولما علمته أني أعرف حقيقته وإن شوق مب بنته وأفق يزوجني ياها وبدون علمها
لمعت عيناها ببريق دموعها:مو مصدقه للحين ياوليد أن شوق اللي عاشت معه كل طفولتها مو أبوها كيف قدر يحرمها من أبوها وأمها مو قادره أتخيل موقفها لما تعرف
زفر وليد بضيق وهو يتذكر ذلك اليوم الذي عرف به وذهب إليه
"قبل شهر "
مُنذ بضع أيام وهو في شقته لم يخرج ولم يذهب للعمل ليس لديه رغبه لذهاب للشركة و رؤيتها لقد أحبها وهي بالمقابل رفضت حبه أمام الجميع راى زياد يدخل وبيده بعضاً من الطعام:جبت لك فطور
وليد بجمود:مين طلب منك
جلس زياد بجانبه ووضع يده على كتفه:روقها ياوليد كل هذا عشان ست الحسن والجمال شوق
نفض يده بشده وهتف بنبره حاده:لا تجيب طاريها على لسانك
كزّ زياد على أسنانه وبحده مماثلة:وإذا جبت طاريها وش بتسوي
حوقل وليد بصوت عاليه و نهض من مكانه علاقته بزياد أصبحت سيئة تشوبها الكثير من الشوائب:أنسى أنه كان عندك خوي أسمه وليد
مرر زياد يديه على شعره وهتف بتسائل:وش سبب تغيرك ياوليد
التفت إليه وأبتسم لا شعورياً:تغيرت عشانها تركت طريق الحرام عشانها
زفر زياد هو حقاً يعلم أنه غارقاً في ذنوبه ومعاصيه ولكنه لم يستطيع الابتعاد والتخلي عن طريقه:وعشان العشره اللي بيننا بساعدك تحصل عليها
عقد وليد حاجبيه بشده:وش قصدك
أشار له بأن يجلس ليبدا بحديثه:شوف قبل فتره عرفت أن فيصل"أبو شوق"هو نفسه صديق أبـوي قدرت أعرف ماضيه وتأكدت من أبوي اللي اكتشفته أن شوق مو بنته
قاطعه وليد بعدم تصديق:وشووو مو بنته سامع وش تقول يا زياد
حرك راسه بخفه وأكمل حديثه:صدقني متاكد شوق مو بنت فيصل وتراها بنت طليقته وليد فيك تستغل هذا السـر وتتزوج شوق وطرقن عن خشمها
عض وليد على شفته وهو مازال تحت تاثير الصدمـه:مين غيرك يعرف هذا السـر
هتف زياد:أبوي الوحيد اللي يعرف وهو بنفسه اللي ساعده وطلع أوراق وهمية تثبت أنها بنت فيصل
مسح وليد على صفائح وجهه بتفكير:بروح له الحين وبعرف السبب
نظر زياد إلى ساعته:اي بهذا الوقت شوق ورينام بشركة
أبتسم وليد بخبث تناول معطفه وخرج من الشقه وصعد سيارته وبعد مرور عشرون دقيقه وصل إلى وجهته ترجل من سيارته وقف أمام المبنى تقدم إلى الحارس وسأله بالغه الإيطالية عن رقم الشقه وعندما أخبره صعد بسرعـه أنتظر بضع دقائق حتى فُتح الباب نظر إليه رجلاً كبيراً بسن:العم فيصل
فيصل"أبو شوق":وصلت ياوليدي ولد منو أنت
هتف وليد بغرور:وليد بن راجح الـ...
فيصل بعدم معرفه:والله ياوليدي ماعرفتك آمرني وش بغيت
أدخل وليد يديه في جيب معطفه:مافي تفضل
أحتدت ملامحه المسنه:وراك سالفه ياولد الناس تفضل تفضل من واجبنا نكرم القريب والغريب
دخل وليد بخطوات ثابته وتبعه إلى غُرفة الضيوف البسيطه جلس بهدوء وهو ينقل نظره في أرجاء الغُرفه
هتف فيصل بنبره هادئه:اي وش موضوعك ياولد الناس
هتف وليد بدون مقدمة:جيت أخطب بنتك شوق على سنه الله ورسوله
مازال يتقمص الهدوء التام:من وين تعرف بنتي شوق هتف بصراحـه:زميل لها بالعمل تقدمت لها ورفضتني بس أنا للحين شاريها
صمت فيصل وهو يمرر كفه المتجعد على لحيته البيضاء:دام بنتي رفضتك مالك عندي نصيب توكل ياولد الناس
أبتسم بخبث وهو يهتف:وسرك ياعمـي اللي ممكن ينهيك وينهي شوق
عقد حاجبيه بشده:اي سـر
رفع حاجبه صعوداً ونزولاً:سر تخفيه من ٢٦سنه واللي متعلق بشوق ويوم ولادتها
وجمّ في مكانه وبهتت ملامحه أبتلع ريقه بصعوبة:أنــت شلون عرفت
أعتدل في جلسته وهتف بجدية:مايهم اللي يهمني أنك تزوجني شوق وبدون علمها ولا صدقني سرك أفضحه قدام الكـل
وضع يده على صدره ونطق بألم:لا ياوليدي لا تسويها ما أبيها تدري ما أبيها تبتعد عنـي تراها بنتي وأنا اللي ربيتها
وليد بحده:قلت لك أبيها تصير زوجتي
مسح على صفائح وجهه بضيق وهتف بصعوبه:الزواج ما يجي بالغصيبه ياوليدي هي رافضتك وشلون تبيها
وليد بعد أن تأكد من أحتمال موافقته أرخى بجسده:بطيب ولا بالغصب أبيها يعني أبيها وبهذا الوقت تجي معي للمحكمة وتزوجني ياها
وضع فيصل راسه بين كفيـه ونطق بألم: صح ماهي بنتي ولا أنا ابوها الحقيقي بس شوق قطعه من قلبي ربيتها من كان عمرها يوم عطيتها كل حناني
وليد ومازال يتقمص دور البارد القاسي ليصل إلى مُبتغاه:موافق ولا لا
رفع راسه ونطق بكلمات بالكاد أستطاع أخراجها:اي موافق طلبتك ياوليدي لا تاذيها والله أنها أغلى من روحي ما أبيها تدري أني مب أبوها أيامي صارت معدودة وربي بيوم من الايامُ بياخذ أمانته وبعدها أجمعها بأهلها
الحاضر
صحى من شرود باله عندما أحس برينام تُحرك أناملها أمامه:وين وصلت بتفكيرك
أردف وليد بجديه:رينام لو طلبت مساعدتك بتساعديني بكل شيء عشان شوق
أمالت بشفتيها و حركت راسها بموافقه:أكيـد يا وليد رغم أنـي مو مسامحتك بس عشانها فقط
رسم على ثغره شبه إبتسامة:شكـرا رينام
بادلته الابتسامة لا شعورياً وعندما غادر من مكتبها همست في سرها"رغم سواتك ياوليد في شوق إلا أن حبك لها شفع لك ومستعده أسوي اي شيء عشانها ومتاكده أن سعادتها بتكون معاك ياوليد"
.
"في القاهرة"
كان يقف أمام الغرفه الزجاجية وعيناه لم تفارق الشخص المُستلقي على سرير تغطيه الشراشف البيضاء والاطباء بجانبه خرج الاطباء من تلك الغرفه تقدم إليهم وأردف بنبره خائفه:دكتور بشر
أحد الأطباء ضرب كف على كف وبحزن:للأسف ياباشا حالته مش مطمنه ده هو جاء في حاله متأخره المرض تمكن منه خلاص يا فارس
قبض ملامح وجهه بحزن:وش الحل يادكتور يمديني آخذه فرنسا
أردف الطبيب بتفاهم: ماينفعش يافارس هنا ولا في فرنسا كله بيد ربنا ده احنا عملنا اللي علينا وكل أمرك لربنا
زفر فارس بضيق وتعب:الشكوى لله
الطبيب :ازاي في ناس كده ماتهتمش بصحتها ده المرض خطير تمكن منه ماينفعش نستأصل مكان الورم الورم أنتشر بكل جسمه
الحزن كسى قلبه على صديقه الذي يصارع الموت أيامه أصبحت معدودة:أقدر أدخل أشوفه يادكتور
الطبيب:أيه تفضل ياباشا
أخذ نفساً عميقاً قبل الدخول رسم على محياه أبتسامة مزيفه:أدخل
أبتسم له أبتسامة باهته ونطق بنبره أنهكها التعب:هذا أنت دخلت
سحب له كرسي وجلس بجانبه تأمله من بنيته التي أصبحت هزيله سواد حول عيناه الناعسه شعره الذي تساقط ولم يتبقى منه شيء أردف بنبره معاتبه:عاجبك وضعك ياخوك ليه ياسيف ليه ماقلت لنا عن مرضك
أغمض عيناه بتعب:شسوي يافارس دام هذا المكتوب لي أوعدني يافارس إذا مت تدفني بديرتي أوعدني يافارس توصي أخوي عزام على بنتي وأمـي
اردف فارس بصوت متاثر:الله لا يجيب طاري الموت راح تتعالج وترجع لأهلك امك بنتك زوجتك كلهم بحاجتك قاوم عشانهم ياسيف
تسللت دمعه من عيناه الناعسه لذكرى زوجته أردف بصوت متحشرج :طلقتها ياخوك طلقتها
قطب جبينه بعدم أستيعاب:وشووو مين طلقت ياسيف
أعتدل في جلسته وسند ظهره على السرير بتعب:أم لينا طلقتها قبل ما أسافر
اطلق تنهيده عميقه:وليه طلقتها يا أخوك ليه
غزت صفائح وجهه المتعب ملامح الحزن واردف بنبرة يغلفها الحزن والتعب:ما أبيها تتعذب بعد موتي أبيها تكرهني وتكمل حياتها بعد موتي ما كنت أبي الناس تقول عنها أرملة ما أبيها تنجبر تأخذ عزام بعد موتي عاداتنا يافارس هي السبب بطلاقي لها ...الطلاق كان الأنسب لنا تخيل ياخوك سنه وأنا أعاملها بقساوه ومسوي أني مطنشها وما أبيها عشان تتركني وتطلب الطلاق بس ماكان عندها غير سم وآمر وتدلل ..أبيها بعد موتي ما تنزل دمعه وحده من عيونها...
عض فارس على شفته السفليه:قرارك ياخوك غلط غلـــط مهما كانت نيتك بس زوجتك كانت الأولى تعرف بمرضك توقف معاك بالحلوه والمره ليتك كلمت عزام بمرضك ولا كلمتني ياسيف
هز راسه:لا يا أخوك ما أبيكم تشيلون همي تعالجت بأيطاليا بدايه مرضي والمرض كل فتره ينتشر بجسمي
خلل فارس كلتا يديه في شعره وزفر بضيق:راح آخذك لأفضل مستشفى وراح تتعالج وترجع لأهلك وبنتك ياسيف
أغمض عيناه لمقاومة دموعه المتمردة:ماعاد ينفع ياخوك أيامي صارت معدودة
فارس الذي لم يستطيع كبح دموعه وزعله فضل الخروج من الغُرفه أما سيف عاد واستلقى ركز نظره في الفراغ وعيناه لم تكف عن ذرف الدمع شريط حياته بأكمله يمر أمامه لحظه زوجه بـ أسرار رغم أنه كان زواج تقليدي إلا أنها مَلكت قلبه وعقله منذ عقد قرانهُما أحبها بكل تفاصيلها أبتسم بالم عندما تذكر ذلك اليوم الذي أخبرته بحملها
"الماضي"

رواية"تزوجتكِ يابنت عمّي إجباري ويوم فراقكِ صرتي أنفاسي Where stories live. Discover now