٢. اِرْتَـوَيْتُ مِـنَ الغَـيْثِ قَـطْرَة.

6 0 0
                                    


◤النوع: مغامرات، شريحة من الحياة.
◤عدد الكلمات: 1000+

_______________

『﷽』
•┈┈┈•┈┈┈•┈┈┈
اللَّهُــمَّ صَـلِّ وَسَلِّـم وَبَارِك عَلَـى نَبِـيِّنَا مُـحَمَّد،،
•┈┈┈•┈┈┈•

في قرية صغيرة تعجّ بصخب الإنتقادات والقول الفظيع، لا يسلم أحد من لسان الطرف الآخر وقد يتم هجره أو حتى نفيه إلى خارج القرية فقط لأنه يختلف في تفكيره.

ذات يوم سمعتُ أن هناك شابًا في عقده الثاني قيل أنه نابغ العقل وحكيم القول ومتواضع الخُلق، ورغم كل ذاك المديح إلا أن أهل القرية ينعتونه بالجاهل والساذج والأهوج وحاولوا مرارًا نفيه من قريتهم ولكن لم يستطيعوا ذلك حتى يومهم هذا.

ولأنني طالب عِلم ولا أزال في شوطي الأول لآخذ المفيد، اِرتمى الفضول في حضني بدأ بالصراخ راغبًا في أن آخذه معي والسفر لتلك القرية للقاء ذاك الشاب نابغ العقل والجاهل في آن واحد.

حزمت أمتعتي من كُتب وبعض الطعام والشراب ثم ودعتُ أصحابي وانطلقت في رحلة أنا وفضولي ونحن نمتطي الأحصنة السريعة وسط صحراء قاحلة، قد كانت تلك الرحلة طويلة الأمد ولا أملك من الأسلحة للدفاع عن نفسي سوى خنجر صغير مربوط على جانب خصري.

تعب الحصان وأعلنت خيوط سوداء عن بداية حُلكة الليل الدامس ولم نقطع من الرحلة سوى نصفها ولم يكن بوسعنا حينها إلا أن نشعل النار ببعض من الحطب نتدفئ ونأكل ما تيسر به من طعام وشراب حتى جاءت السِنة وطبطبت علينا لنسرح في عالم الأحلام وسط كثبان الرمل.

وبينما نحن نِيام فإذا بي أسمع صوت الحصان يصهل ويقاوم أحد ما لأفتح عيناي بفزع لم أحصل على وقت كافٍ لإستيعاب ما يحصل حولي إلا وقد شعرت بلكمة قوية جعلتني أرى بعض النجوم رغم أن شفق الصباح بازغ بلون ذهبي وعدت للنوم لشدة تلك اللكمة.

مرّت دقائق معدودة لأستيقظ على مشهد لا أحسد عليه، فقطّاع الطرق أولئك قاموا بسرقة حصاني وكل الطعام والشراب ولم يبقى لدي إلا ذاك الفضول يبتسم لي ليشجعني على إكمال رحلتي سيرًا على الأقدام، وبالفعل أكملتُ طريقي حتى جفّ ريقي وكاد الموت أن يصافحني ولكن شاء القدر أن أجد بئرًا به من الماء العذب فشربت حتى ارتويت لأرفع رأسي لتأتيني البشرى أن القرية أصبحت على بعد عشر خطوات عملاقة.

مسحت على ثوبي من الغبار وأعدت ضبط عمامة رأسي الخضراء وانطلقت بخطوات فخر واعتزاز حتى دخلت تلك القرية، أول ما رأيته هو سوق على طول الممر الضيق وأول ما سمعته هو صياح البائعين لمنتجاتهم وبضائعهم ولحسن الحظ لم يسرق قطّاع الطرق النقود التي خبأتها داخل عمامة رأسي فأدخلت يدي لأخرج كيس النقود ذاك فإذا بقرد يقفز ليأخذ الكيس من يدي وهرب أمام ناظري فلم ألحظ سرعته إلا غبارًا تحرك خلفه!

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 12 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

❖|| قِــصَصِيَّة.Where stories live. Discover now