أحببتُك فأحبيني.

19 2 0
                                    

..

أنا وأنتِ، ليسَ لنا من السعادةِ نصيب في هذه الحَياه..
لطالما كُنا ساذَجيْن، نضحَك أثنَاء شهقَاتِنا المُنتحِبة من قسوَة الأَقدار..
ثُم تصفعي كَتفي وتُخبريني بأن أتفاءَل، ليسَ لأنّكِ حقاً مُتفائلة بل لتزرَعي الأمَل في قلبي البائِس..
لم أكُن بـِحاجة للتأمُل بالفعل، لقد كُنتِ أمَلي الحقيقي وغيمةٌ تُمطِرُني بالحياه..
ولم تكوني أفضَل مني حالاً، بل كُنتِ أتعَس الخَلق الذين قابلتهم في عُمري..
كان شُعوراً موجِعاً حينما أراكِ تتألمين بالقُرب مني وأعجَز عن إنقاذِك..
تبكين وأنا والأرض والسّماء، البِحار والصحراء، حتّى الشمسُ والقمر، الجميع يبكي معَك..
ليسَ لأنني فاشِل هوَ السبب الوحيد، بل لأنكِ عشِقتي مريض..
فأنا حتى لا أُحب نفسي ورُبما لم تُفكري مُسبقاً بأنني أخوضُ حرباً وكُلما حاولت الدِفاع أحترِق فاقِداً جُزءًا مني..
حربٌ ضد الإكتِئاب..أخطرُ حتى من الحرب النووية..
ألَم تُلاحظي رائِحة الأدخِنة المُتصاعِده؟، أو حتى الرّماد الذي أُسارِع في نفضه قبل أن تقتَربي مني..
أنا لستُ شخصاً حقيرًا في الحُب كما قُلتي، ولا لومٌ عليكِ حينما قُلتي بأنكِ تكرهيني..فأنا على وشِك أن أُشَّخص بالإنفصام..
أنا فقَط لا أعلَم كيف أرُد لك جميل ظُهورِك في حياتي التعيسَه..
أو كيف أجعلَكِ تفهمين بأنني حقاً أُريدُك بجانبي، هُنا والآن وفي كُل الأماكن والأزمِنة، تُمسكين بيدي جيداً حتى لا أتهاوى دونها..
فأنا شخصٌ ضعيفٌ جداً وعاجِز بدونِك، لا تُصدقي كلامي حينما أُخبِرك أثناء شِجارنا بأنكِ ستستطيعين العيش بمُفردك كـجميع البشر..أنا كاذب لأنني لن أستطيع بنفسي..
لا أعلَم كيف أُفصِح لك عن حُلمي الوحيد في هذه الحياه، بأن تكوني لـي كُون وأكون لَك النجوم والأقمار..تحتضني مشاعري وقلبي القاسي بصدرِك الدافئ..
لا أعلَم إن كُنتِ ستقرأين ما أكتُبه أم لا، فأنا لستُ سوى جبان يخشى بأن تعلمي بحقيقته فيصيرُ عادياً بعدها وتتخلي عنه..
رُغم أنكِ تملِكين طيبة عجيبة تكادُ تصبح ساذجة، لكنني أملِك أجبَن قلب يكادُ ينفطِر من قلقه حول فكرة رحيلِك..
أحببتُك بِمرضي، قسوتي وإكتئابي..فأحبيني بتعاسَتِك، دموعِك وأوجاعِك..

..

أنَـا و عـالَمي.Where stories live. Discover now