الديار

171 33 30
                                    

عندما استيقظت ليل، شعرت وكأن قطارا قد داسها

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

عندما استيقظت ليل، شعرت وكأن قطارا قد داسها. كل عظمة في جسدها بدت كقطعة حديدية صدئة لم تتحرك منذ زمن.

تأوهت بينما تطرف بعينيها محاولة حمايتها من الضوء ولكن إضاءة المكان اللطيفة ساعدت عينيها على التأقلم سريعا فاستطاعت أن تبصر سقف المشفى التعليمي التابع لجامعتها ورائحة المعقمات التي تألفها جيدا لفحت أنفها.

استغرقت بضع لحظات قبل أن تندفع الأحداث الأخيرة إلى رأسها وتجعلها تفتلت تنهيدة متعبة. لم تعرف كيف تبدي رد فعل منطقية تجاه ما حدث. هل تخاف مما حدث؟

كان هناك آلاف التعليلات الطبية التي احتشدت في رأسها مفسرة ما أصابها وكلها كانت كارثية فاختارت ليل تجاهلها كي لا تدخل في نوبة هلع هي في غنى عنها.

أدرات رأسها بحثا عن شخص تسأله ولكنها تجمدت حين وجدته جالسا على كرسي قرب سريرها يتصفح هاتفه بملل لاح واضحا على ملامحه. قطبت حاجبيها تكذب ما تراه ولكنه كان هو بشحمه ولحمه، آدم.

«مالذي تفعله هنا؟» سألت في أوج دهشتها فخرج صوتها مبحوحا على نحو مثير للشفقة. رفع عينيه البنيتين الواسعتين لينظر إليها ثم ضيقهما يتفحص وجهها بطريقة أصابتها بالارتباك. نهضت متجاهلة أنين عظامها لأن عقلها الذي يجن قد كان أهم ما يشغلها الآن.

شمس الغروب الخجولة صبت عسلا في عينيه حين رسم ابتسامة وجدتها ليل سخيفة وقال: «أُشبع شوقك إلي. واجهي الأمر يا فتاة، أنت تهذين بي.»

قبل أن تتمكن من الرد صوت آخر لفت انتباهها: «أرى أنك قد استيقظت آنسة ليل، كيف تشعرين الآن؟»

نظرت إلى الممرض الشاب الذي أزاح الستارة حول سريرها وأخذ يدون شيئا في اللوح الذي يمسك به. عادت برأسها إلى حيث كان يجلس آدم مجددا فجف ريقها حين لم تجد له أثرا. هبط قلبها بين قدميها.. المزعج محق، كانت تهلوس.

به.

«آنسة ليل؟» استرعى الممرض الأشقر انتباهها بقلق فردت رغما عنها: «لا أشعر أنني بخير. جسدي متعب جدا و..» بلعت دون جدوى إذ كان فمها جافا: «رأسي مشوش، أرى أشياء.» كان الخوف يتمكن منها رويدا رويدا. ليست سوى مسألة وقت قبل أن تنهار.

وحيد ✓Where stories live. Discover now