ملاكٌ وشيطان.

52 3 0
                                    


..

ملاكٌ من ظلام، شيطانٌ من نور.
ذلك هو الوصف الأنسب لعلاقتنا..
قديماً كُنت لا أجرأ على نبس حرف قد يؤذيك..
خشيتُ بشدة من فكرة فقدانك..
إستمريتُ بإخفاء جانبي المظلم حتى لا أجرحك، حتى لا يتجمد قلبك من برودتي..
وضعت كلتا يداي على أذني، أُرفض الاستماع لعقلي، أردتُ فقط أن أُرضي قلبي..
ومن فرط حبي أفرطتُ التمسك بك والحفاظ عليك وفاض إهتمامي هوساً..
كُنتَ دائم الصراحه معي، أحببتَ الظهور كشخصٍ سيء، متعجرف، يُحب إستفزاز الناس، ويغازل الفتيات في الطرقات..
ظهرتَ إلي بطبيعتك المعروفة لدى الجميع، رأيتُك كما كان يراك أصدقائك وعائلتك..
لم أستطع الشعور بأنني مختلفه عنهم، بأن لديك جانب تظهره لي أنا فقط..
شككتُ في حقيقتك ولكنني تجاهلت شكوكي، خشية أن أضغط عليك..
سعيداً ومبتهجاً معي كُنت، وحالي لا يختلف عن حالك!..
كُنتُ أخبرك في غضبي.."أنت تعيش مرتاح البال حتى وأنت بعيدٌ عني"، فتجاوبني.."وكيف لي أن أكون مرتاحاً وأنا لا أجِد راحتي وسعادتي سوى بقربك؟"، فتنطفئ نيران غضبي ويتصاعد الدخان معلناً إستسلام قلبي لكلماتك..
لطالما كُنتَ تتقن فن إرضاء قلبي وتهدئة أعصابي بكلماتك المعسولة..
تخالفنا..
بدأ قناعي الملائكي يتشقق فيظهر منه الظلام..لفحتك برودتي..
أسقطتَ قناع الشيطان فظهر النور..نورٌ من شدته لم أصدق إنه آتٍ منك..
فسدت وتعاطيت المجون، جرحتك كثيراً وصديتك عني..
لكنك إستمريت في ملاحقتي تأنيبي، وعتابي..
حاولت جاهدة أن أنشغل عنك بأي طريقة فلم أعد أستطع البقاء بجانبك..
حاولت الهروب منك ولكنك كنت تستمر بالظهور أمامي، بنورك ذاك..
أعميتُ عيناي بيداي وإستمعت للشيطان في داخلي..
لم أحاول حتى ملاحظة حزنك الطاغي على عتابك..
حتى أختفيت..رحلت أنت هذه المره..
مرت الفصول، أتت نسمات الخريف تساقط أوراق الشجر..
وداعبتني رائحة الخبز الدافئ في أيام ديسمبر..
لقد نضجت، علِمت ماهية حقيقتك، لقد شكرت عتابك الآن، خوفك علي..
ولكنك عُدت تحمل البرودة في ملامحك وليس النور..
وعدتُ أحمل الندم بين كفاي وليس الظلام..
فأنا ملاكٌ يغشاه الظلام، وأنت شيطان ولد من رحم النور..

..

أنَـا و عـالَمي.Where stories live. Discover now