الپيسين | La Piscine

Від tearsaftersex

146K 6.2K 1.7K

♢ ♢ ♢ هناك أشياءٌ كثيرة يمكنك فعلها في الريف الفرنسي. القراءة، الاسترخاء، التنزه، النوم، أكل المثلجات... وم... Більше

0. مَطلَع.
1
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14

2

11.7K 514 218
Від tearsaftersex


"أنا لا أشعر به، لا أشعر به-بل أشعر باللهيب."

₯ ⚘

هذا الصباح كنت في وسَط البلدة، أكثر مكان "عصري" هنا، وما أعنيه هو أنهم امتلكوا مقهى انترنت، حيث توجد حواسبٌ حجمها مهولٌ كأنها من التسعينات، وكل عشرة دقائق عليها بنصف يورو. كان متجرًا رماديًا، شاحبًا وبدا أنه لم يتم تنظيفه منذ عصور. سكان هذه البلدة لم يهتموا بما يقوم به العالم الخارجي فحسب.

السيدة العجوز التي جلست هناك، كانت منشغلةً بقراءة مجلةٍ عليها رجالٌ يقفون بوضعيات متكلفة، وبدَت مستمتعة بتلك المناظر.

كنت على وشك التوجه نحوها، إلا أن اللافتة التي وضعتها التي حملت: "ممنوع الكلام، اجلس وادفع عند الخروج"، جعلتني أتجنب نظرتها المحذرة وأتوجه لإحدى المقاعد مباشرةً. كان المقهى خاليًا تمامًا؛ فقد استيقظت باكرًا بأية حال.

ورديتي في مقهى البلدة كانت تبدأ الساعة الحادية عشرة والنصف، وامتلكت ما يقارب الساعتان حتى ذلك الموعد. كان وقتًا كافيًا لأتم مهمتي التي جئت من أجلها. جلست على الحاسب، وفتحته. كان بطيئًا، ولم أتوقع أفضل من أدائه الرديء هذا. فتحت بريدي الإلكتروني بعد ما يقارب العشرون دقيقة من الجلوس، أي أنني فقدت يورو كامل بالفعل فقط لأفتح الجهاز هذا.

حلقت بنظري في بريدي أبحث عن رسالةٍ مهمة، وكلما نزلت أكثر في رسائلي، خالجني شعور أنها لم تصلني. حتى لفت نظري عنوان البريد الذي كتب بخطٍ عريض.

دكتورة ماتيلدا...

ضغطت على الرسالة بعجلة، عيناي تتلألآن في انعكاسي على شاشة الحاسب المغبّرة.

إن بحثكِ رائع، أساسه علمٌ عميق ومعرفةٌ متأصلةٌ بما تدرسين. سعيدٌ أنكِ في فرنسا، هل تستطيعين السفر إلى باريس لحضور مؤتمر طب الأورام لهذا الصيف؟ سأسعد بحضورك.

يومٌ سعيد.

د. كارتر سينكلير.

نبض قلبي بعنفٍ في صدري، حين رأيت الدعوة المرفقة مع البريد. كدت أصرخ سعادةً في مكاني. حملت الدعوة التاريخ والمكان، كان في غضون أسبوعٍ واحد وشعرت أنني أمتلك الكون للحظة، أرسلت موافقتي ونهضت بفخر، أتوجه إلى السيدة العجوز، أدفع لها وأخرج بدون كلامٍ كثير.

كنت في منتصف الشارع الحجري، أسير بين المنازل الملونة، التي زينت كل شرفةٍ بها بأصائصٍ رخامية، أقفز بين خطوةٍ والأخرى بسعادة. كانت النسمات عليلةً تخفف من الشمس الحارقة اليوم، لكنني كنت الأسعد فحسب، واللهيب اليوم لم يكن مزعجًا، حتى سقطت ابتسامتي أرضًا.

قد وصلت عند المقهى الذي عملت به، مقهًى مفتوح على الشارع، جزءٌ منه كان مظللًا والآخر كان تحت الشمس-وأول من رأيت كان مسيو-لا، ليس مسيو حتى-رأيت نيكولو يجلس هناك، يخاطب ليلي، النادلة التي كبرتني بعشرة أعوام.

لم أره منذ تلك الليلة، حين... كذبت عليه، وكونت لا شيء عدا عداوةٍ بيني وبينه.

"أستميحك عذرًا؟"

"هل تحبين السباحة كما تحبين مشاهدة الناس تسبح آنسة ماتيلدا؟"

"لا أعرف ما ترمي له مسيو نيكولو، نعم أحب السباحة، شيءٌ آخر؟" كنت أرد بوقاحةٍ وكان السبب هو التوتر الذي اجتاحني. لم أتورد، وتحكمت بنبرتي فلم ترتجف. كنت حازمة، أرفض إعطاءه فكرة أنني شاهدته كمطاردة مريبة.

"ليس أنا حقًا من رأى فتاةً يانعة، جميلة تجلس في شرفتها تراقبنا، إنما... خطيبتي." تردد في كلمته الأخيرة وسقطت عيناي لأصابعه. رأيت الخواتم الكثيرة التي ارتداها أول مرةٍ زارنا بها، لكنني لم أحزر أن أحدهم كان خاتم خطبته. "وإن كنت أعلم فتاةً يانعةً جميلة تعيش بجواري؛ فهي أنتِ."

لم أعلق على ما لقبني به.

"أنت وخطيبتك مخطئان، إذن." قلت بلا مبالاة. "لا تجامل نفسك سيد نيكولو، أنا طالبة، لا يشغلني إلا دراستي، حتى في إجازتي. مشاهدتك تسبح وقت العصر هو آخر اهتماماتي."

"ومن ذكر وقت العصر؟"

هنا تلك النبرة الحازمة التي امتلكتها، والثقة التي خاطبته بها تداعت، سقطت، دفنت، حرقت وتحولت إلى رماد.

"آه... لقد غادرت منزلنا.. في ذلك الوقت..."

ابتسامته الجانبية المتغطرسة نمَت حتى ضحك بقوة، يمرر يده في شعره الكثيف ولم أعجز عن ملاحظة ردة فعل جسدي لحركاته. صمت لوهلةٍ يتركني أعلم أنه لا يصدق ترهاتي.

"يمكنكِ الزيارة والسباحة عندي إن أردتِ غدًا، أو في أي وقت." قال بلباقةٍ في نفس اللحظة التي عاد بها أبي وأمي. الذي فشل مسيو نيكولو في إدراكه هو أنني لن أزوره غدًا، ولا أبدًا، حتى حين رمقني بينما ينشغلا أبي وأمي بشيء ما، لم أبتسم، بل عبست، وأعطيته أقذر نظراتي.

مر أسبوعٌ كامل كلما طُرِحت سيرته لم أعرها انتباهًا، وحين يزور ألزم حجرتي مدعيةً النوم والتعب. والآن كان في مقر عملي، ابتسامته الفاتنة جعلت حتى ليلي ذات الثلاثة والثلاثون عامًا تخجل، ولربما كنت لأخجل بدوري، لكن لا خجل أكبر من الخجل الذي شعرت به ذلك اليوم.

لم يكن هناك مدخلٌ لمقهانا غير المدخل الأمامي، ولم أتردد في الدخول والمرور أمامه بدون إلقاء السلام حتى. شعرت بنظرته عليّ، أعلم أنه ربما يمتلك تعبيرًا متكبرًا الآن. كل ما ظننته حسنٌ وجذاب حوله اختفى كالدخان-لقد كان كأصدقاء أمي المتغطرسون، عليّ التفكير بهذا كي أكرهه وحسب...

"هل ستمرين من أمامي هكذا فقط آنسة ماتيلدا؟" قال، صوته عميق وغليظ. وتحولت ساقاي لهلامٍ منه.

"نعم." أجبته ودخلت إلى المقهى.

* * *

نيكولو لم يغادر حتى حين أنهى كوب قهوته، وقرأ الجريدة-من يقرأ الجريدة هذه الأيام؟

لم أخدم الزبائن الذين جلسوا في الشمس اليوم، فقط من كانوا في الداخل، وكل هذا كي لا أضطر إلى رؤيته أو التعامل معه.

"يا له من جذاب.." همست ليلي من خلفي، تسند يدها تحت ذقنها بتنهيدةٍ حالمة. "فاتنٌ كأمير من قصةٍ خرافية. كيف يتحدث، ماتيلدا... نبيلٌ جدًا."

دحرجت عيناي، قبل أسبوع واحد امتلكت ذات الأفكار. ربما تلاشت، وربما لا. والأرجح أنها لم تفعل، لأنه حتى بعدما واجهني بالأمر، لربما اختلست مرةً أو إثنان، أشاهده وهو يقفز في حوض سباحته، تنضم إليه تلك الحسناء بعد فترة، وحينها أغلق نافذتي بشيءٍ من الانزعاج.

في ظهيرةٍ ما، جلست أقرأ كتابًا، وكان السيد نيكولو يدخل منزله بعد العودة من مكانٍ ما، لكن اعتُرض في طريقه حين رآني. يقف ويلوح لي، كان فِعلًا لطيفًا لكنني اعتبرته تصرفًا مزعجًا، وأنه أراد إغاظتي فحسب. أغلقت النافذة في وجهه، ونزلت من حجرتي.

"إنه مخطوب." قلت لـليلي التي شهقت بصدمة.

"يا لها من خسارة!"

"ولمَ؟ ليس أول ولا آخر رجل."

"نعم، لكنه ليس أيّ رجل." قالت قبل أن ترحل لتدون طلبات زبونٍ ما.

أردت قلب عيناي مجددًا.

قد مر نصف ساعة فقط على وصولي، لكنني شعرت أن نيكولو كان هنا لما يقارب الساعتان. لمَ لا يغادر حتى الآن؟!

كنت منشغلةً، أمسح منضدتنا الكبيرة حين ظهر هو أمامي.

ابتسمت بضيق. "كيف أساعدك؟"

ابتسم. "لا شيء حقًا، لكنني أقيم حفلةً في منزلي، وقد دعوت السيد كازويل بالفعل، وشعرت أنه قد أدعوكِ شخصيًا الآن أيضًا. يمكنك إحضار رفيق أو رفيقة."

"لا شكرًا، سعيدةٌ أنك مدركٌ لأن دعوة أبي لا تعني دعوتي أنا، لأنني لن آتي."

"سيجرحني هذا كثيرًا ماتيلدا. أنتِ كشقيقةٍ لي؛ لذا ها أنا ذا-أقدم صلحًا لكلينا، ليس هدفي إزعاجك. إن كان اتهامي باطلًا فأتنازل عنه."

توردت-يعني، لم يكن باطلًا جدًا، لكنني قررت تقبل ذلك. طالما لم أكن الفتاة الغريبة التي تراقب جارها؛ فأنا موافقة. زائد، لا أمانع أن يعتبرني شقيقته، تلك المشاعر لرجلٍ مخطوب، ليست في محلها.

"حسنًا... إذن." تمتمت.

"ستحضرين؟"

"ربما."

"أراكِ الليلة إذن." قال، يترك بقشيشًا سخيًّا، ضعف ما طلبه ثلاث مرات. ثم غادر.

* * *

"يا إلهي، نورماندي جميلةٌ كتحفةٍ فنية، لا تشبه باريس في شيء!" تحدثت رفيقات أمي التي وصلتهم دعوة السيد نيكولو. سيدات صفوة المجتمع الباريسي، اللاتي يزرن الريف ليتباهوا بحبهن للطبيعة أكثر من منزلهن الرخامي، المزود بأجهزةٍ من المستقبل.

هذه ليست أول حفلةٍ من نوعها. العام السابق مثلًا، أقام السيد رودريجز إسباني الأصل حفلةً هو أيضًا. الحقيقة أن سر هذه الحفلات هي، أن الأكثر ثراءً لهذا العام هو من عليه إقامتها. ولأن هذا عام السيد نيكولو الأول هنا، واضحٌ أنه تصدر قائمة الأثرياء، والدماء العريقة--فأقامها.

لم أشعر بالإنتماء لهذا المكان، والسبب الوحيد الذي جلعني أتمالك نفسي بين الأثرياء الذين ارتدوا أنفس الأقمشة، وأغلى المجوهرات-هي ليلي. دعوتها كرفيقةٍ كما ذكر نيكولو. بدت باهرةً الليلة، متألقةً وحسناء.

ليست كالحسناء الأخرى التي لم ترفع عيناها من عليها طوال الليلة.

"إذن هذه المرأة هي من أوقعته بشرَك الزواج؟" قالت، تسخر. كانت سيدةً مطلقةً، وإن كره أحدٌ الزواج أكثر من أي شيءٍ آخر كأنه أسُّ الفساد-فذلك الشخص هو ليلي.

كانت واقفةً معه، يتبادل هو وأحدهم أطراف الحديث، ويده على خصرها.

"على أحدٍ أن يفيقه من غفلته، يخبره أن الزواج مؤسسةٌ فاسدة، تهدف لتدمير السعادة والاستقلالية." قالت، تحتسي كأسها الرابع هذه الليلة. "ربما على ذلك الشخص أن يكون أنا."

في نفس تلك اللحظة رفع عيناه، تحط عليَ بابتسامةٍ على وجهه. أومأ برأسه تحية لي، وفعلت المثل.

كانت الحفلة في باحته الخلفية، تناثرت طاولاتٌ على حول المكان، كانت هناك نسمات عليلة، الموسيقى التي شغِّلت كانت هادئة، تناسب ليلةً كهذه ووجدت نفسي معظم الوقت أسرح بعيدًا. أفكر بدعوة السيد كارتر، وأنني سأكون في باريس الأسبوع القادم بين كوكبةٍ من أفضل الأطباء والجراحون.

كانت ليلةً مسالمة، سمعت الكثير من هراء أثرياء باريس، وحتى أثرياء نورماندي، الذي انتمت لهم عائلتي. ليلي كانت في حالةٍ صعبة، تغازل أحدهم، ترقص معه، ثم تغازل آخرًا وتتركه.

أما أنا فقد وجدت بقعةً خالية بين الشجيرات بعيدًا عن الصخب، خلعت كعبي الطويل الذي آلم قدمي وتمددت أرضًا، لا أكترث بالخَضار الذي سيطبعه العشب الرطب على فستاني الوردي الفاتح. كانت السماء محجوبة، لا نجوم فيها، لا كواكب، لا بريقٌ ولا لمعان. وكان الأمر كئيبًا ولكونه كذلك فكرت بأفكارٍ كئيبة.

وأفكاري الكئيبة أدت إلى سقوطي في النوم. هناك على الأرض، بينما حفلةٌ تُقام على الجهة الأخرى.

* * *

استيقظت وكان لايزال المكان حالكًا، نهضت سريعًا أتساءل كم لبثت نائمةً في هذه البقعة. أمسكت بحذائي، وسرت حافيةً إلى الباحة. كان المكان خاليًا تمامًا ولعنت نفسي لتأخري هكذا.

سرت بحذرٍ نحو بوابة منزل السيد نيكولو لكن شبح رجل يجلس على كرسي حوض السباحة الخاص به أوقفني.

لم أرَ الرجل جيدًا، وحين أمعنت النظر - قد كان نيكولو.

في يده كأس شرابٍ ما، قميصه الأبيض الذي ارتداه تحت سترته اليوم مُنحل، ورأسه منحنية للأسفل. أردت استغلال كونه نائمًا، أو حتى ميتًا، لكنه بدا غارقًا في الكثير من الأفكار ووجدت ساقاي تقودني نحوه.

"مسيو نيكولو..." همست.

نظر للأعلى ببطء وأطلق زفيرًا حادًا.

"هل أتخيلكِ الآن؟" سأل، وبدا وكأنه موجهٌ لنفسه أكثر مني.

"هل أنت على ما يرام؟" أردت أن أعلم. أُدرك أنني أبدو مزريةً من النوم على الأرض، وحذائي في يدي-لكنني لازلت أسأل إن كان على ما يرام.

"لا... ليس حقًا."

بتلقائية، ربتُّ على رأسه بنعومة، وحين قررت التراجع، أمسك بمعصمي. يضع راحة كفي على وجهه. "كم عمرك ماتيلدا؟"

ابتلعت ريقي.

"ثلاثة وعشرون."

"أكبركِ بالكثير."

لم أجِب. لم أعلم سنه، لكنني وضعته في ثلاثينياته بلا شك.

"آه... مسيو نيكولو-"

"نيكولو فقط."

"نيكولو..." بدأت. "لمَ أنت جالسٌ هكـ-"

"ماتيلدا،"بدأ، يقاطعني مجددًا. "هل تريدين السباحة معي؟"


₯ ⚘

Продовжити читання

Вам також сподобається

178K 5.3K 24
the original story.......الرواية الأصلية 𝑬𝒗𝒆𝒓𝒚𝒕𝒉𝒊𝒏𝒈 𝒓𝒆𝒎𝒊𝒏𝒅 𝒎𝒆 𝒐𝒇 𝒚𝒐𝒖 / 𝟔𝟗𝟐𝟗 ماذا سيحدث اذا التقت بزميلها في الدراسة او...
275K 14.4K 11
بعد مغامرة حبهما الجميلة و اللحظات الممتعة تكتشف كريستين أمر الرهان الذي كان سبب لفراقهما .. كيف ستكون مقابلتهما من جديد حينما يقودها القدر الى مدينت...
Isle love Від NADINE

Детективи / Трилер

13.6K 521 30
احساسها بالحبُ حياله لقد تدمر كل شيء جميل ظنته لم تكن لها رؤيه مطلقه للحبُ يوماََ إلا حين اكتشفته غرقت في عالمه المظلم وكانت متقبله وضعها هذا إلا يقو...
390K 11.3K 26
هي ليست بمجرد فتاة عادية...لقد كانت قادرة على ما لا يقدر عليه الرجال...لم تطلب مساعدة احد و صمدت حتى في اصعب الظروف...هي لا تحتاج رجلا لحمايتها..بل ا...