.. قبل خمسة عشر عاماً ..
ثلاثة رجال و امرأة يجلسون معاً و يتحدثون .
رجلٌ بشعر اسود و عينين سوداوتين كظلام الليل يحمل اوراقاً بين يديه بينما ينظر لرفاقه قائلاً : بدأوا يزيدون عدد افراد عصابتهم ، لقد دمروا مقرنا في مدينة يادك و يحاولون الوصول إلينا !
تحدث رجلٌ ببعض الحماس : اذن نقتلهم قبل ان يعلموا بموقعنا !
تحدث اخر بابتسامة خفيفة : ايمكنك ان تاتي بخطة غير القتل الجماعي ، هيت ؟!
نظر هيت له بانزعاج : انا افعل ما اراه مناسباً ، ان لم تعجبك الخطة فلا داعي لمجيئك ديفيل افضل القيام بها بمفردي !
تحدث الاول بهدوء : لن تغادر المكان هيت ، ساذهب انا و نيكولاس فقط !
رد هيت بتذمر : ماذا ؟ اريد الذهاب ! لا يمكنك فعل هذا جاك ! هل انا سجين هنا ؟!
تحدث جاك بعدم اهتمام : هناك امر اخر ، قائدهم ..!
قاطع كلامه دخول رجل اشقر الغرفة بابتسامة : مرحباً !
نظر جاك له بطرف عينه : متأخر نيكولاس .
دخل نيكولاس و اغلق الباب : كنت ساصل ابكر لكن واجهتني مشكلة صغيرة !
نظر رفاقه له بحيرة فرأوا طفلاً يقف خلف نيكولاس يتمسك به فحمله نيكولاس ليقترب منهم بابتسامة : لا اعلم اين اضعه !
نظر جاك له بعدم اهتمام : نيكولاس لديك منزل ، هذه ليست حضانة اطفال !
رد نيكولاس بعبوس طفيف : اعلم ، لكن هناك وحش في المنزل لا يفهم ان ميكا مجرد طفل !
تنهد جاك بانزعاج : نيكولاس لدينا مهمة !
كان نيكولاس واقفاً يمسح على شعر ابنه الذي لم يتجاوز عمره السنتين بعد بينما ينظر ميكا لوالده بحيرة فتحدث نيكولاس بهدوء و بعض الحزن كأن كل هموم الدنيا على رأسه : اجل ، كيف ساترك ابني اربعة ايام ؟ هذا كثير جداً ! و ترغب ان اتركه مع تلك المجنونة ؟ اخشى ان اعود و اجده ميتاً من الجوع !
نهض جاك قائلاً : سنغارد الان !
فجاةً امتدت يدا نيكولاس حاملةً الطفل لجاك و ابتسامة لطيفة على وجهه !
نظر جاك له ببرود: مستحيل ان ناخذه .
عبس نيكولاس بانزعاج فالتفت لرفيق ديفيل الا انه نطق : لدي عمل !
نظر نيكولاس لهيت فاجابه الاخير : حسناً يمكنني الاهتمام به .
الا ان ميكا تمسك بوالده بقوة فتحدث نيكولاس : هو لا يريدك !
صرخ هيت بانزعاج : ماذا ؟!
نهضت جينا و اتجهت له : ايرغب الصغير بالذهاب معي ؟ يمكنه اللعب مع ليو !
اعطى نيكولاس ميكا لجينا الا ان ملامح الحزن ظهرت على وجهه فوراً !
استدار نيكولاس ليغادر برفقة جاك الا ان ميكا امسك شعره الطويل بقوة منادياً بصوت طفولي حزين : ابي !
ابعدت جينا شعر نيكولاس قائلةً : لا تقلق صغيري سيعود والدك بسرعة !
خرج نيكولاس من الغرفة فارتفع صراخ ميكا و بكائه ! حاولت جينا تهدأته الا انه ضربها بقوة لتنزله ثم خرج راكضاً خلف والده !
خرجت جينا خلفه بسرعة غاضبةً فاختبأ ميكا خلف والده بخوف و الدموع في عينيه !
ضحك نيكولاس فور ان راها حيث كان ميكا قد افسد شعرها و مسح نصف مستحضرات التجميل عن وجهها فتحدثت جينا بغضب : لن اهتم به نيكولاس ، جد احد غيري !
كان ديفيل يقف في الخلف يضحك بقوة : لهذا لم ارضى باخذه ، ما زال صغيراً و من نظراته يبدو انه لن يفارق والده بسهولة !
تحدثت جينا بغضب : هذا سيء نيكولاس ، سيزعجنا كثيراً في التجارب لاحقاً ان استمر يتصرف هكذا ! ليبقى يوماً واحداً مع جاك و سيتعلم كيف يكون مطيعاً !
تحدث جاك و هو ينظر لميكا : بعد عودتي ساخذه معي لاسبوعين نيكولاس !
حمل نيكولاس ابنه فتمسك ميكا بقميص والده بخوف فنطق نيكولاس بعبوس : على مهلكم ، ما زال صغيراً و لن اسمح لاحد باخذه الان ! سياتي معي !
سار نيكولاس نحو الخارج فتبعه جاك : مهلاً نيكولاس ، لست جاداً باخذه معنا صحيح ؟ نحن ذاهبين لمعركة !
لم يستمع نيكولاس له و ركب المروحية برفقة ميكا فتنهد جاك بانزعاج و جلس بجانبه لترتفع المروحية و تحلق في السماء !
بعد مدة كان نيكولاس يحدق بوجه ابنه - الذي غفى و هو جالس في حضنه - بابتسامة لطيفة فنظر جاك له و تحدث : نيكولاس ، لا تنسى الهدف من ولادته ، متى ستبدأ بالقيام بالتجارب عليه ؟
رد نيكولاس و ابتسامته تلك لم تتغير : ما زال الوقت مبكراً ، ربما بعد سنة او اثنتين !
تنهد جاك بانزعاج فسمع صوت نيكولاس يحدث سائق المروحية : اهبط هنا !
نظر جاك له بحيرة فابتسم نيكولاس : بالطبع لن اخذ ابني لساحة معركة و هو بهذا العمر !
نظر جاك حوله فايقن خطة رفيقه !
....................
في منزل صغير ، كانت امرأة جميلة تجلس على سريرها تحدق بابنها النائم بجانبها و ابتسامة لطيفة و هادئة على وجهها .
فتح باب غرفتها فاتجهت انظارها له و قد تغيرت ملامحها للحزن و القلق مفكرةً بانه زوجها الا انها تفاجئت بدخول زميلها في الجامعة !
تقدم نيكولاس نحوها بابتسامة : مرحباً هانا ، كيف حالك ؟!
نظرت هانا له بقلق : نيكولاس ؟ ماذا تفعل هنا ؟!
ابتسم نيكولاس و جلس بجانبها : ما ردة الفعل هذه ؟ الستي سعيدة برؤيتي ؟
بقيت هانا تنظر له بقلق يتخلله بعض الحزن !
صديقها هذا لم يعد كما كان سابقاً ! لم تعد تستطيع الاطمئنان عند وجوده !
رأى نيكولاس الطفل بجانبها فتحدث : جميل ، أهذا هو ابنك ؟!
اجابت هانا بقلق : نيكولاس ، اياك ان تفعل شيئاً لهاياتو ! ارجوك انه الشيء الوحيد الذي بقي لي ! يمكنك ...!
قاطع نيكولاس كلامها : لا تقولي هذا كأنني مجرم جئت لاختطاف ابنك ، اتيت فقط لاضع ابني عندك لبعض الوقت !
نظرات الحيرة ظهرت على وجه هانا قبل ان يتجه بصرها للطفل بين يديه لتهمس : ابنك ؟!
رد نيكولاس بابتسامة : اجل ما رايك به ، الا يشبهني ؟
نظرت هانا لنيكولاس بحيرة ثم للطفل : انه .. يشبهكما !
رد نيكولاس بمرح : صحيح ، بما ان لدي نسخة لطيفة فهو يشبهنا كلانا ! لكن عندما يكبر سيتضح من يشبه اكثر ! استكون شخصيته مثلي ام مثل لوكاس ؟ لكنني اراه لطيفاً كأخي ، الن يكون رائعاً ان املك اثنان لوكاس ؟!
ابتسامة ظهرت على وجهها و هي ترى نيكولاس الذي اعتادت عليه في الجامعة و ليس ذلك القاتل الذي ظهر لها منذ عدة اشهر !
تحدثت بابتسامة لطيفة بعد ان عاد هدؤها : ما هو اسمه ؟!
نيكولاس : ميكا ، و ابنك هاياتو صحيح ؟
هانا : كيف علمت ؟
ضحك نيكولاس بخفة : قلت لا تؤذي هاياتو !
ابتسمت هانا بخفة : دقيق الملاحظة كالعادة ، يبدو انهما بنفس العمر ، اذن استبقيه هنا ؟ ماذا عن والدته ؟!
نيكولاس : هي لا تهتم باي حال ، لدي مهمة و حاولت وضعه مع ديفيل و الاخرين لكنه خاف منهم و عاد الي بسرعة ، بما انه نائم الان فارغب بتركه هنا لكن لا تقلقي ساقتل قائد الاعداء و اعود بسرعة و اترك جاك ليهتم بالباقي ، لن استغرق اكثر من يوم فابني اهم من مهمة جاك !
كان جاك يقف خلف باب الغرفة فظهرت نظرة باردة على وجهه عند سماعه تلك العبارة ! هل تخلى نيكولاس عن صديق طفولته الان ؟!
و كان نيكولاس قد تعمد قول هذا لاغاضته فقط !
وضع نيكولاس ميكا بجانب هاياتو و نهض ليغادر بعد ان وافقت هانا على الاهتمام به .
كانت هانا تجلس على السرير بجانبها هاياتو و خلفه ميكا ملاصقاً للجدار !
مدت يدها لتعبث بشعر ميكا بخفة متأملةً وجهه و هي تتذكر رفيقيها لوكاس و نيكولاس !
كان كم قميصها طويلاً فكان يتحرك على وجه هاياتو مزعجاً اياه فاحتدت ملامحه و رفع يده ليبعد ما يعكر نومه فسقطت يده على وجه ميكا بقوة لتصفعه !
ابعدت هانا يدها بدهشة فظهر الالم على وجه ميكا بسبب الضربة التي تلقاها ففتح عينيه ببطئ و نظر لهاياتو ثم اتجه بصره للمرأة بجانبه لينظر لها بخوف و حزن فابتسمت هانا بخفة : لا بأس صغيري عد لنوم .
مسحت على شعره مجدداً فاغلق ميكا عينيه ببطئ فابتسمت هانا و همست : أهكذا تلقي التحية هاياتو ؟ ايها المشاغب .
نام الطفلان بجانبها لعدة ساعات بينما كانت تحدق بهما و ابتسامة على وجهها !
كان منظر الصغيرين جميلاً و هما نائمان بجانب بعضهما !
بعد اكثر من ساعتين ..
فتح ذو الشعر الاسود عينيه ببطئ و هو يسمع صوت والدته تغني لحناً هادئاً جعل الابتسامة ترسم على وجهه ! اتجه بصره لوالدته فكان اول ما راه هو طفل يجلس في حضنها واضعاً رأسه على صدرها بهدوء بينما تمسح هانا على شعره برفق و تغني له !
كان ميكا قد استيقظ منذ مدة قصيرة و قد شعر بالخوف لرؤية نفسه محاطاً بالغرباء الا ان هانا استطاعت تهدأته فاجلسته في حضنها و بدأت تغني له اغنيةً كثيراً ما كانت تغنيها لهاياتو فظهرت الابتسامة على وجهه و بدأ يشعر بالامان معها فوضع رأسه على صدرها ليستمع لصوتها الحنون و الدافئ !
الا ان هذا جعل عبوساً شديداً يظهر على وجه هاياتو فنهض ليجلس على السرير بانزعاج ينطر لميكا الذي رفع راسه لينظر له بحيرة !
نظرت هانا لابنها بابتسامة : هاياتو استيقظت اخيراً ؟ هذا ميكا ابن احد اصدقائي و سيبقى اليوم معك لذا كن لطيفاً معه و ...!
لم تكمل كلامها حتى امتدت يد هاياتو ليمسك شعر ميكا و يشده بقوة قائلاً بغضب : انها امي انا !
امسك ميكا يد هاياتو يحاول ابعاده و ملامح الالم على وجهه بينما يصرخ هاياتو عليه بغضب فتفاجئت هانا و امسكت يد ابنها بسرعة لتبعده عن الصغير الاخر : هاياتو ، ما هذا التصرف ؟!
ترك هاياتو شعر ميكا و بدأ بضربه بيديه فنهض ميكا بسرعة ليختبأ خلف هانا بينما يحاول هاياتو الوصول اليه صارخاً : ابتعد ، انها امي وحدي ، ابتعد عنها !
كانت هانا تحاول امساك ابنها بينما تنظر له بحيرة و ثوانٍ حتى ابتسمت بخفة !
بالكاد اوقفت هاياتو و بصعوبة حافظت على السلام بينهما حتى اليوم التالي !
فبعد مدة من استيقاظهما في الصباح التالي طلبت هانا من ابنها ان يري ميكا العابه !
اخرج هاياتو سيارتين صغيرتين احداهما حمراء و الاخرى زرقاء كانتا كل ما يملكه من العاب و وضعهما على الارض بانزعاج تام !
جلس ميكا امامه و نظر لهما بحيرة فهو لم يكن يملك اي العاب و لم يرى سيارة صغيرة كهذه من قبل فالتقط السيارة الحمراء و نظر لهاياتو قائلاً : ما هذه ؟!
اخذ هاياتو السيارة من يده مجيباً بانزعاج : سيارتي !
نظر ميكا له بحيرة ثم رفع اللعبة الاخرى قائلاً : و هذه ؟!
اخذها هاياتو ايضاً بقوة و نطق بعبوس : سيارتي الاخرى !
بقي ميكا ينظر له بحيرة فضحكت هانا : هاياتو اعطه واحدة !
ضم هاياتو السيارتين لصدره و تحدث بعبوس : انهما لي !
ضحكت هانا بخفة على تصرفات هاياتو و شكل ميكا الحائر فجاةً فتحت الباب بهدوء فنظر الثلاثة نحوها ليدخل نيكولاس مبتسماً .
نهض ميكا فوراً و اتجه لوالده بسرعة ليحتضنه منادياً : ابي !
مسح نيكولاس على شعر ميكا بخفة : هل افتقدتني ميكا ؟ اتمنى انك لم تزعج السيدة هانا !
حرك ميكا رأسه نافياً بصمت فتحدثت هانا : ابنك هادئ جداً نيكولاس .
دخل نيكولاس و ابعد ميكا قليلاً فجلس قرب هانا يتحدثان بينما هاياتو يستمر باخذ كل شيء يلمسه ميكا !
كان نيكولاس يتحدث : هل سبب ميكا اي مشاكل لك ؟!
هانا : لا ابداً ، هاياتو من عليه الاعتذار لميكا فبعد ثوانٍ من خروجك تلقى ابنك اول ضربة منه ! كان لقائهما عبارةً عن شجار من طرف واحد !
ضحك نيكولاس بخفة و تحدثا قليلاً ثم حمل ميكا و خرج عائداً للمروحية حيث ينتظره جاك !
نظر نيكولاس لابنه : اذن هل استمتعت ميكا ؟
ابتسم ميكا بسعادة : اجل ! احببت هاياتو و السيدة هانا كثيراً ! متى سناتي مجدداً ابي ؟!
ابتسم نيكولاس و اجاب : لن ناتي ميكا ، لن تراهما مجدداً .
اختفت الابتسامة عن وجه الصغير تدريجياً لينطق ببعض الحزن : لن اراهما ؟ لماذا ؟!
مسح نيكولاس على شعره و تحدث بابتسامة : لانني قلت هذا .
اخفض ميكا رأسه ببطئ و حزن دون قول شئ بينما يستمر نيكولاس بالسير نحو المروحية ، رفع رأسه فرأى جاك يقف هناك ينتظرهما لكن فجاةً رفع جاك يده ليوجه المسدس نحوه !
توسعت عينا نيكولاس بصدمة فارتفع صوت اطلاق النار !
ركض نيكولاس بسرعة متجنباً رصاصة جاك صارخاً : جاك ، ماذا تفعل ؟!
الا ان جاك لم يقل شيئاً و استمر بالاطلاق عليه فركض نيكولاس بسرعة ليختبأ خلف احد الجدران فقد كانت منطقة مهجورة مليئةً بحطام المنازل القديمة !
كان يحتضن ميكا بقوة ليحميه بينما كان ميكا يتمسك به بقوة ايضاً خوفاً من تلك الاصوات المرتفعة !
انزل نيكولاس ميكا و نظر له قائلاً : ميكا ، ابقى هنا قليلاً !
حرك ميكا رأسه نافياً بخوف شديد : لا ابي ! لا تتركني !
ابعده نيكولاس عنه و نهض بسرعة صارخاً : ميكا ، اياك ان تخرج !
ركض نيكولاس بسرعة تاركاً ابنه خلفه فاقترب ميكا من حافة الجدار بقلق شديد ليرى والده !
كان جاك يقول بعض الكلمات التي لم يسمعها ميكا ! كلمات جعلت الدهشة تظهر بوضوع على وجه نيكولاس !
رأى ميكا والده يقاتل جاك بقوة مستخدماً خنجره الا انه كان يتجنب اصابته بعكس جاك الذي بدا كأنه يحاول قتله حقاً !
و بعد قليل ، رمى نيكولاس جاك على الارض بعد ان جرده من سلاحه فتحدث نيكولاس و ملامح الهدوء على وجهه لا تبين ان كان غاضباً ، سعيداً ام حزيناً ! و كان جاك يجيبه بغضب !
ثوانٍ حتى رفع نيكولاس رأسه ببطئ لينظر لمكان بعيد في الافق فارتسمت ابتسامة واسعة على وجهه !
اعاد بصره لجاك و رفع يده ليضعها على عيني رفيقه و نطق ببعض الكلمات بابتسامته تلك ثم نهض مبتعداً عنه فنهض جاك ايضاً واضعاً يده على رأسه بالم و هو ينظر لنيكولاس !
ثوانٍ حتى استدار نيكولاس ليعود لابنه فامسك يده
قائلاً : لا تخف ميكا ، انتهى الامر .
امسك ميكا يد والده بقلق و تبعه نحو جاك الذي كان ينظر لنيكولاس بحيرة : نيكولاس ما ..؟!
تحدث نيكولاس بابتسامة مقاطع اياه : لا بأس جاك ، ساضيف هذا للتقرير و نناقش الامر في المقر ، سيحب هيت سماع هذا !
تنهد جاك بانزعاج و هو يعود للمروحية : ارجوك لا تخبره ، سيستمر بالسخرية لسنوات !
كان نيكولاس يضحك و يتحدث : تستحق هذا لاهمالك دفاعك بعد ان كنت تحذرني من قائدهم طوال الطريق !
نظر جاك له بانزعاج : هذا بسبب ابنك ! لو لم تحضره معنا لاستطعنا انهاء المهمة بشكل كامل !
كان ميكا ينظر لهما بحيرة دون ان يفهم ما يحدث !
.................................................. الحاضر ..
في مدينة بعيدة ..
سار لوكاس في الشوارع حاملاً حقيبته في يده .
كان ينظر حوله بهدوء فقد كان في مدينة جديدة لم يزرها سابقاً بالاضافة لبحثه عن مرسل تلك الرسالتين !
رن هاتفه فاخرجه ليرى اسم جين على الشاشة ففتحه و تحدث : مرحباً جين ، هل حصل اي تغيير ؟!
جين : في الحقيقة لوكاس ، حصلت مشكلة امس بعد اتصالك !
ظهر الانزعاج على وجه لوكاس : مشكلة ؟!
رد جين : اجل ، اثنان من منظمتي قتلا بعض المدنيين و يقولان انني امرتهما بذلك !
اشتدت قبضة لوكاس على الهاتف و زاد انزعاجه بينما اكمل جين : لكن هناك امر غريب فيهما ، انهما من اكثر الأعضاء الذين اثق بهم و عندما ذهبت للقائهما استمرا بالقول انني امرتهما بقتل اولئك الاشخاص ! كانا ينظران الي و يقولان الا تذكر ذلك ؟ اخبرتهما ان منظمتنا تواجه المجرمين و لا ترضى بالقتل فقالا انهما تفاجئا ايضاً عندما امرتهما بالقتل و سألاني عن السبب فقلت لهما ان ينفذا فقط و لكونهما يثقان بي فعلا ذلك !
كان لوكاس يسير في الشارع و يستمع لكلام جين فاجاب : ربما يكذبان جين ! لا تصدق كل شيء !
اجاب جين ببعض الحزن : اعلم ذلك ، غيلن كان يخبرني دائماً ان لا اصدق كل شيء اسمعه و انت تعلم انني كنت اكتشف الكذب دائماً في جميع القضايا التي استلمتها ! لكن لوكاس .. هذه المرة لم يدل صوتهما على الكذب ! .. كانت نظراتهما صادقةً تماماً ! .. انهما مقتنعان تماماً انني من امرتهما بذلك !
كان صوت جين قلقاً مرتبكاً فقد بدأ يشك في نفسه ايضاً !
احتدت نظرات لوكاس و هو يفكر بكلامه : مقتنعان تماماً ؟ .. و كنت تثق بهما ! .. رسالة باسم نيكولاس و .. هجوم على منزل كاي ؟ .. عاد كاي مصاباً بدوار شديد .. و تم ارسالي لمنطقة بعيدة !
وقع بصر لوكاس على لافتة احد المحلات الصغيرة فتذكر الرجل الذي راه عبر النافذة قبل بضعة ايام و كلمات ميكا له صباحاً !
صدر صوت جين بحيرة : لوكاس ؟!
همس لوكاس ببعض الدهشة : هل يمكن انه ..! جين اظنني عرفت ما يحدث !
نطق جين بدهشة : حقاً ؟!
استدار لوكاس ليسير بسرعة متوسطة قائلاً : اجل ، لكن هناك شيء غريب ! ضع كاميرات مراقبة في شقتي بسرعة و راقب ميكا و الاخرين على مدار الساعة و اعلم بكل تحركاتهم ! انا عائد حالاً !
صمت لوكاس قليلاً ينتظر جواب جين الا انه لم يتلقى رداً فتحدث بصوت اعلى : جين ؟ .. جين !
ثوانٍ حتى صدر صوت من هاتفه يعلمه ان الاتصال قد قطع فتوقف لوكاس ينظر لشاشة هاتفه بقلق فسمع صوت يتحدث : كان هذا اسرع مما توقعت حتى ! هذا هو اخي الرائع !
اخفض لوكاس هاتفه و نظرة باردة ظهرت على وجهه فرفع رأسه ببطئ لينظر للواقف امامه !
ابتسامة ماكرة ظهرت على وجه ذلك المجهول لينطق بكلمات جعلت عينا لوكاس تمتلأ حقداً على من امامه !
و في الطرف الاخر ..
كان جين يصرخ عبر الهاتف بقلق : لوكاس ؟ ماذا حدث لوكاس ؟ ارجوك اجبني !
ابعد الهاتف عن اذنه لينظر لشاشته بقلق و قد كان اخر ما سمعه قول لوكاس بانه قد ادرك ما يحدث حولهم !
تحدث ريتشارد ببعض القلق : بدأت اخشى على لوكاس حقاً ! انه بمفرده و الوضع لا يبشر بخير ابداً ، جين !
صرخ جين بانفعال : ريتشارد ، ارسل اكثر الرجال الذين نثق بهم ليبحثوا عن لوكاس و يعيدوه بسرعة ! افعل هذا بسرية تامة و اخبرهم ان يغادروا الليلة دون أخبار احد ! لا ارغب ان يعلم اي شخص بالامر حتى الاعضاء الاخرين !
رد ريتشارد بجدية : حسناً سيدي !
غادر المساعد فوراً ليترك الرئيس الشاب بقلقه الشديد يفكر بما يمكن ان يحدث !
يتبع ..
......................................
اتمنى انه قد نال اعجابكم .
ما ارائكم و توقعاتكم ؟
إبتداءً من الفصل القادم ستبدأ الاحداث بالتصاعد !
ماذا حدث لجاك قبل ١٥ عاماً ليهاجم نيكولاس هكذا ؟!
ما الذي توصل اليه لوكاس ؟ و ماذا سيحدث له ؟!
( ما رايكم باول لقاء بين ميكا و هاياتو ؟ كانا صغيران وقتها لذا هما لا يذكرانه ! لكن ميكا تلقى صفعة قوية جداً من هاياتو ! الا توافقونني في ان عليه ان يردها له ؟ 😂)