المُحِبّة لجذب الأنظار

بواسطة _Heyv_

31.6K 4.3K 1.8K

am I a pick me girl? إنه مصطلح انشهر في الفترة الأخيرة، هذا الشيء يعني حرفياً، الفتاة التي تحب جعل نفسها محط... المزيد

١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
النهاية ٢٠
محطّة ١
محطّة ٢
محطّة ٣
محطّة ٤
محطّة ٥
محطّة ٦
محطّة ٧
محطّة ٨
محطّة ٩
محطّة ١٠
محطّة ١١
محطّة ١٢
محطّة ١٣
محطّة ١٤
محطة ١٥

١١

857 146 69
بواسطة _Heyv_

يفترض أن تكون إليزا في المدرسة الآن لكنها بدل ذلك ذهبت للحديقة الخلفية لتطعم قططها وتنسى معهم كل تلك الأشياء المزعجة التي حصلت للتو.

كانت تجلس على العشب وتداعب القطط عندما أصدر هاتفها صوت معلن عن وصول إشعارات جديدة، تحققت منها ووجدت أن فير كان يراسلها "هي، أين أنتِ ستبدأ الحصة بعد دقيقتين"

تحركت من مكانها لتجلس على الكرسي وكتبت له "عدت للبيت مبكراً، أنا مريضة قليلاً"

"ماذا! لماذا لم تخبريني!"

كانت تقول بينها وبين نفسها "لماذا علي إخبارك اصلا" لكنها بدل ذلك كتبت له "كنت أبحث عنك في المدرسة حتى أخبرك لكنك لم تكن موجود، كأنك اختفيت"

"صحيح، أنا أذهب كل يوم للبيت حتى أطمئن على الكلاب وأعود سريعاً"
أرسلت له رمز تعبيري ليد ترفع الإبهام ثم عادت لتهتم بقططها.

بعد قليل بينما تجلس على حشائش الحديقة الرطبة وتضحي بنظافة بنطالها فقط لأجل القطط حطّ فوقها ظل كبير فاِنكمشت معدتها، هربت القطط بنفور، نظرت إليزا خلفها وعثرت على فير مع كلبيه ويبتسم بطريقة جعلت مخيلتها تنفجر، نهضت من مكانها على الفور وقالت بغضب "ما الذي أدخلك هنا! هل سمعت عن شيء يسمى قرع الجرس يوماً!"

"إهدأي البوابة كانت مفتوحة، لقد مللت وحدي في المدرسة لذا هربت ثم جلبت لولا وباغز ثم مللت مجدداً ثم جئت هنا!"

"تتحدث كأني أقدم عروض سينمائية مجاناً هنا"

طقطق بلسانه باِنزعاج ثم حرك شفاهه "حسناً فهمت، سأغادر، رغم أني جلبت لكِ هدية بمناسبة يوم ميلادك" قال الجملة الأخيرة بينما يمسح دموع وهمية في وجهه ويخطو للخلف بطريقة درامية.

"إلى اللقاء!" قالت بإصرار ليعقد حاجبيه "ألن تقولي لي مثلا إبقى وشكراً لك على الهدية أو شيء من هذا القبيل؟"

"بالطبع! هل تريد أن أشكرك قبل أن تموت على يدي أبي أم بعد؟"

"هيا الآن ماهو أسوأ ما قد يحدث!" قال ودسّ يده في جيبه ليرمي لها شيء في الهواء، التقطته بسرعة واتضح أنها قطعة خشبية دائرية محفور فيها صورة لها وتوقيع فير في الحافة فعقدت حاجبيها وقالت "هل فعلتها بنفسك!"

"أجل أعرف يا للصدمة فير يجيد الرسم، لا أجيد الرسم إلا عن طريق حرق أي سطح خشبي صدقيني"

"يا إلهي إنها قبيحة مثلي تماماً! كيف استطعت فعلها!"

كانت هي تتحدث بجدية لكنه ضحك بقوة على رد فعلها لتتلمس الرسمة وتقول بتبسم "شكراً لك!"

أومأ مجيباً "على الرحب، هل لي بكوب ماء رجاءً" سألها ثم جلس على الكرسي تاركاً كلابه تلاحق قططها وبدأ يعبث بهاتفه بملل متناسياً كل الفوضى التي سببها، كزّت هي على أسنانها "أمامك خمس ثوانٍ لتسيطر على كلابك يا فير وإلا ستندم"

"فقط غادري، دعيهم يلعبون" اختفت تعابيره بلا أي مقدمات كأنه شاهد ملاك الموت في شاشة هاتفه، حدقتيه ضاقتا ونهض ثم سحب طوق كلابه قائلاً "نسيت، لدي موعد مهم مع الطبيب يجب أن أغادر"

رحل فقط بعد هذه الحجة، لم تقتنع إليزا أبداً وأخذت تنظر حول المكان، شيء غير طبيعي يجري معه، جلست حيث كان هو سابقاً وبحثت عن فير في تطبيق الشبح الأصفر ولأنها تملك رقمه عثرت عليه بسرعة.

هذا التطبيق يتيح لها رؤية موقعه، فتحت الخريطة لكن موضعه لم يتغير بعد ويبدو أنه مايزال في هذا الشارع، تأففت بملل وهمست لنفسها "ما الذي تفعلينه يا ليز، هذا ليس من شأنك"

سرعانما تراجعت عن فكرة ملاحقته إلكترونياً ووضعت هاتفها جانباً لتلتقط أفكارها مجدداً وردتها إشعارات كثيرة من رقم مجهول لتقلب عينيها باِنزعاج، هذا كيليان بلا شك، فتحت رسائله وكان قد أرسل لها صور لوك وهو مستلقٍ في سرير غرفته التي باتت لا تفرق بشيء عن المستشفى وألحق هذا برسالة "استمتعي بيوم ميلادك يا حقيرة، شخص آخر لن يحتفل به بعد الآن"

"لقد حذرتك يا كيليان" كتبت له ثم حظرته من جديد، هي تعرف أنه سيجلب أرقام جديدة ليزعجها، ولهذا السبب ستأخذ بهذه الرسالة إلى الشرطة، كل ما فعلته أنها تحدثت إلى أهلها وذهبت للقسم، أخذت الشرطة كلامها على محمل الجد هذه المرة بسبب وجود أدلة وبعد شرح الموضوع أخبروها أنه يفترض أن تصل لكيليان رسالة تحذيرية، عقوبته تبدأ من الغرامة المالية إلى السجن، إلا إذا توقف عن إزعاجها وتراجعت هي عن تغريمه.

هكذا أخذت إليزا حقها وتمكنت من إغماض عينيها في الليل، لقد صارت تأتيها أفكار انتقام دموية لم تعهدها في نفسها، كل هذه الأفكار بدأت من أول جريمة ارتكبتها، ذلك الذنب الذي لم تعرف بعد إن كان يقع عليها أم على لوك...

***★****★***

إنه يوم الحساب، لقد استلموا أوراق الاِختبار، إليزا تفوقت باِمتياز لأنها درست أكثر مما ينبغي، سرعانما بدأت الاِستراحة دخلت فصل فير للمداهمة، وقفت في طريقه عندما كان يحاول العبور للخارج وقالت بشكّ "أرِني ورقتك"

ابتلع ريقه وكانت تلاحظ ضيق حدقتيه في تلك العيون الزجاجية "أي ورقة؟ أليس عليكِ أن تقولي مرحباً أو شيء كهذا"

كانت عينيها نصف مفتوحة "ارِني نتيجة الكيمياء يا فير هيا!"

اتجه نحو حقيبته باِستسلام ثم أخرج الورقة، إليزا لحقت به ونشلتها من يده، لقد كانت نسبته ثمانين بالمئة، وضعت يدها على صدرها براحة وقالت بعدما اتسعت ابتسامتها "لقد أثمرت أتعابي! أعطني كفك!"

فير تنفس الصعداء بطمأنينة قبل أن يرفع كفه بالهواء، ضربا الأيدي ببعضهما، كانت تفخر به وتنظر إلى إجاباته بينما فير تحسس كفه بذهول وقال مبتسماً "لقد لمَستِني!"

حركت إليزا رأسها باِستغراب "ماذا؟"

رفع كفه أمام عينيها "أنتِ لمستني، رغم أنكِ تكرهين هذا"

"حقاً..."

كان يتحسس كفه مجدداً أثناء حديثه "هل أستطيع اعتباركِ أول شخص أعالجه؟"

حركت رأسها بإحراج "ما الذي تتحدث عنه"

"أنا لا أمزح! إنني فخور بهذا التقدم، قد أصنع حفلة لأجل هذا"

تراجعت للخلف خطوة وهي تفكر في ذاتها، في لحظات معينة هي تنسى خوفها وكأن شيء لم يكن وفي أوقات أخرى تشعر بالاِختناق بمجرد وجود فتى واحد معها في نفس الغرفة.

بينما كان هو يثرثر بفخر عن درجته في الاِختبار والحصول على ضربة كف منها قالت بوهن "هل لديك أي فكرة... عن كيفية تخلصي من الفوبيا؟ أعني الشيء الذي حدث للتو يبدو لي كتطور عظيم"

سؤالها جعله يصمت للحظات فهو لم يتوقع أنها ستثق به لدرجة أن تترك كل الطرق المتاحة وتستشيره من بين الجميع عن العلاج، أومأ وتلفظ "حسناً الأمر يعتمد عليك، هل سمعتِ من قبل بالعلاج السلوكي المعرفي؟"

"أجل، لقد كنت أتلق_" صمتت قبل أن تفضح نفسها أكثر لتقوم بتغيير كلامها "أعني لا، لم أسمع به من قبل"

"إنه تقريباً كما حدث بيننا، أن تتعرضي لمصدر خوفكِ تدريجياً، هل تتذكرين حادث الاِلتواء؟ بدأ كل شيء من هناك أليس كذلك، تحليلي للأمر هو أنكِ أنشأتِ ثقة بي لأنكِ كنتِ مضطرة وهذا ما سنح لكِ في البقاء على مقربة مني أثناء الدراسة دون أن تقتليني، والآن نسيتِ خوفك كلياً ولمستِ يدي"

"لست أدري، لا أستطيع لمسك مجدداً، مازلت أعاني، ولكن في نفس الوقت لا أستطيع اِحتمال أي رجل آخر..."

فير اتسعت حدقتيه للحظات لكنه أخفى تعابيره، كان الأمر سريع لدرجة أنها لم تلاحظ وهمس بخفوت "... أندروفوبيا"

لم تصنع تعابير أيضاً وقالت "أنت فعلاً عرفت نوع الفوبيا بعينها... حاول ألا تخبر أحد"

رفع حاجبيه بصدمة قائلاً "من سأخبر مثلا! ألا تثقين بي!"

حركت كتفيها "أنا... فقط أربعين بالمئة"

"اه لقد أصبتِ قلبي يا إليزا"

هربت ضحكة من بين شفتيها "هذا من حسن حظك، لأني لا أثق بأي أحد آخر ولا حتى واحد بالمئة، يجب أن أذهب الآن"

"هي مهلاً! هل يمكن أن نستمر بالدراسة معاً... أنا لم أكن لأحصل على درجة كهذه بدونك ومتأكد أني سأتراجع على الفور بدون مساعدتك..."

"لا تقلق بشأن هذا، سأستمر بمساعدتك حتى نهاية السنة"

استدارت وقبل أن تغادر ابتسمت له "أنا فخورة بك يا فير"

كانت سعيدة بإنجازه، قبل أن تلاحظ ابتسامته العريضة عينيه الحالمة ما جعل تعابيرها تتوارى، استدارت قبل أن يلاحظ تقلب وجهها وخرجت من هناك بحدقتين متسعتين، هي تعاملت مع الكثير من الفتيان وتعرف تماماً التفريق بين الاِبتسامة العادية وابتسامة الإعجاب، كيف غاب كل هذا عن بالها، لم تنتبه لتصرفاته من قبل، هي تفهم تلك النظرة العميقة في عينيه ولطالما فهمتها بسرعة لكنها تأخرت هذه المرة وفات الأوان.

إنه يطوّر مشاعر لها، هي لا ترغب بهذا... لا تستطيع تقبل هذه الأمور كما في السابق، الأمر يجعلها تكره وتشمئز من نفسها، لم تعد تشعر بالفخر من إعجاب أحدهم بل صارت هذه الفكرة كابوس.

إليزا قررت فعل شيء حياله، فير لم يلاحظ شيء بعد لكنه سيفعل قريباً، هي ليس لديها رحمة عندما يتعلق الأمر بهذا الموضوع بالذات...

واصل القراءة

ستعجبك أيضاً

52.6K 3.7K 23
هذه الرواية هي الجزء الأول من قصة أجاثا. الجزء الثاني بعنوان the shadows of Agatha تحصلت على المركز الأول في #howgarts 🌟 - كان المفترض حين أصل إلى...
41.3K 4K 14
#10 IN SHORT STORY "أنتَ أيها المجهول، سبب إبتسامي كُل صباح .." النشر: ٢٢/٩/٢٠١٦ الإنتهاء: ١٣/٤/٢٠١٧
23.3K 2.3K 11
- جاري التعديل - [مكتملة] كان جوهان يُعايش أقصى درجات الشقاء لهذا لم يكن حتى يستطيع أن يُمنيّ نفسه بالسعادة، أن يهز رأسه باندماج مع أغنيَّة أو ن...
1.9M 88.6K 42
إما أن تلعب أو أن تكون اللعبة . و أوليفيا سقطت في لعبة لا تعرف قواعدها ، لا تعرف اطرافها او نتيجتها . لعبة ؟ إنها حرب . " ساعطيك خياران أوليفيا ،...