" مرحباً ! أنتما هنا أخيراً ! "
" ؟؟ "
" أحضرتهُ على عجل ! "
تعابيره كانت تستقيمُ تدريجياً .. التجاعيدُ الدقيقةُ جداً في ذيل عيناهُ كانت تتلاشى مُستقيمةً , التقوسات المرسومةُ على البُعد من زوايا فمه الصغيرِ شدّت رحالها..
" مينآه أصرّت على البقاء والانتظار ! "
ميناه .. صحيح.
( تسك ~ )
ألم تكن هذه المرأةُ من الليلةِ الماضية والبعيدة جداً ؟ بعد الاضطرابات الأولى التي صارت من موت ستيف و ايمائي القطّةِ وكُل ذلك ؟ ..
بلل حنجرته..
يا إلهي يا إلهي ~~ كيف يُمكنها فعلها هكذا؟~~
التفتَ سريعاً ! كان ذلك عندما أحسّ بيد جونق إن تبتعدُ عنه ! دون وعيٍ منهُ ه-هو قد محلق بجانب وجه جونق إن ودون أن يعي نفسهُ المُتحررة , جونق إن كان يحاصرُيدهُ حول ميناه قبلَ أن يطبع قُبلتهُ ضد جانبٍ من وجهها-... وجهها ~
" نحنُ لم نرفع الكؤوس حتى الآن ! "
" آه حقاً ؟ "
" هو كذلك ! ميناه بالكاد استطاعت الصبرَ لرؤيتك تثملُ للمرةِ الأولى ! "
" ياه ياه !~~ "
رفاقه ضحكوا عليه. " أظننا مدينون لصاحِبكَ بذلك ! "
عيناه لم تتحرك عن التحديق بجونق إن قبل أن تهتزَّ أخيراً ليعودَ إلى واقعه , ا-اه .. هذا فقط لا شيء , تنتابهُ التصرفات الغريبةُ أحياناً لذا-... لل-لذا لا يهُم ~
تبتسمُ تعابيرهُ بإهتزازٍ قبل أن يعرض يدهُ ليُصافح رفاق جونق إن أمامه.
" مرحباً أنت كيونقسو صحيح؟ "
" نعم .. " قال بينما يسحبُ سترته أسفلاً ويعرض يدهُ للمُصافحة.
" واه ~ أنت تملُك هذا المكان ؟ "
" أوه هيا هو بالتأكيد لا يفعل ! انت تستمرُ بذكر الامر !!! هل نحصل على طاولةٍ للتعريف عن بعضنا ؟ "
" سيكون جيداً ! "
" أأ-آه سأحضر المشر-..."
" لاتهتم بها انا سأحضرها ! كوانق وجوهيونق سيساعداني بذلك ! "
بلل شفتيه , لم يُسقط عيناهُ من النظرِ نحو كُل صوبٍ غير الملامحِ لجونق إن ورفاقه أمامه.
( مالذي تفعله ؟ فقط مالذي تفعله تترنح بجسدك هذا ~ )
عندما غادر جونق إن وأصحابه , كان جديرٌ بالطقس أن يخفّ بنحوهِ البطيء جداً , كيونقسو أخفض بصرهُ أرضاً وجاء يقضم زاوية فمه دون هدف , عندما اقترب من الطاولة يُشير للنادل بإحضار بعضِ الشراب :
" لم أعتقد سنلتقي بهذه الفرصة السريعةُ جداً. "
يا رباه ~
نظر إليها بصمت. هذه المرأة تفعل معه ذلك حقاً ؟
" أنت تدعوه للشرب للمرةِ الأولى أيضاً ؟ " طبطبت ضد شفتيها " ثم ؟ هل سأحصل على جونق إن فاسدٌ كما أحدهم ؟ "
يا إلهي اسمع لهذا فقط ؟~~ فاسد ؟~~
ضحك ساخراً. " لما تفعلين ذلك؟ "
" ماهو ؟ "
" انا اسألك ماهو ؟ "
قلبت شعرها خلفاً. " ان كُنت مُصراً , انت بطريقةٍ ما-... "
" أظنه لا يجدر بكِ الاجابة عن هذا , سألتك اولاً .. لما تفعلين ما تفعلينه ؟ اللعبُ في الخلف ذميمٌ جداً. " قال ساخراً بينما يحصُل على رشفةٍ أولى من شرابه.
" حدث الأمرُ فقط "
هل هي ساذجةٌ أم ماذا ؟~
هز رأسه ضاحكاً قبل ان يثبت سيجارةً بين اسنانه ليشعلها.
" أتُراك تعتقده سهلٌ على المرأةِ أن تعيشَ في قفصٍ واحد ؟ الكثير منا يتقنُ المغامره.. أتساءل كيف ستكون مغامرتنا معاً. "
ضحك ساخراً وهز رأسه " توقفي "
" لم أغازلك بعد لكني اخبرتك كم تبدو مثيراً .. "
" تشه لابد بأنكَ تمزح معي يا إلهي ~~ "
" مالذي تفعلينه فقط-.... " نظر إليها بثبات مُبتسماً. " مالذي تفعلينه ؟ "
" ... "
" .."
ابتسمت. " لا أدري~ "
" أنت تعبثين خلفه هذا ما تفعلينه لذا توقفي ولنعتبر أمراً لم يكن. "
" هل كان هُناك من أمر ؟ "
نظر إليها. هي حقاً لا تُمانع في العبث خلف زوجها او أياً يكن ؟
كان حقاً عليهِ ان يأخذ نصيباً من الوقت ويفكر .. مالذي فعله هو ليستحق حياة كهذه ؟ ومالذي فعله جونق إن ليستحق أشخاصاً كإياه .. وكإياها ؟
هذا خطأ ~ هو لن يعمل على أذية جونق إن بنفسه .. هو لن يفعل أبداً !!~ إن كان هناك من أمرٍ ما سيحدُث بشكلٍ سيء لن يكون لكيونقسو علاقةٌ فيه ~~
كان قد ضحك بحسرة ونظر للأمام يقضم إبهامه بتعابير مُحبطة ~
تعرف ما كان مريراً ؟
الحقيقة التي تصل إليها كُل الأمور ~
عندما ثبت بصره أماماً كانت افكارهُ تسبحُ أمام عينيه ~ إن لم يؤذي جونق إن بنفسه .. المسؤول عن اللعبةِ سيفعل ~ الإيمائي سيفعل ~ المهووس بهِ سيفعل ~
ويقودهُ الأمر لتلك الحرارةُ في صدره .. بأنه قد يُحِس بالندمِ وقد يوجسُ وجعاً في كِلا الأمرين ..
لقد كان يُدرك مدى جدية الأمر وإحتمالية الحدوث الغير مُستحيلة ~ هو فقط ... لا يُريد أن يؤذيه ~ ويتأذى لأذيته جونق إن ~ يُريد أن يكون طبيعياً ولا يكترث لما سيحدُث له لل-لذا هو يجب أن يُنقذ جونق إن من الإيمائي لل-لأن-لأن الإيمائي من المُمكن أن يقتل جونق إن هذا صحيح , لا ؟؟!!!!!! هه-هو إذاً يجب أن يتصرف ولا يندفع بتهورٍعلى الإط-...!!!!
لما يفعل ذلك ؟~ لما هو ... قلقٌ وحريصٌ عليه ؟~~
" ..~ "
كسر الشرود الشديد لذهنه شيءٌ ما ~
" .. "
عندما أخفض عينيه , كانت يدُ مينآه مستقرةٌ أعلى فخذيه قبل أن تبدأ بتحريك أصابعها بنعومةٍ شديدة ..
" أنا معجبةٌ بك. "
" .. "
-صمت-
نظر إليها وطال الصمتُ واستدامَ وقتاً طويلاً من الزمن..
" .. "
" وأنتهزُ الفرص جميعها إن كُنت فيها .. "
...
-صمت-
" إن كانت تُضايقك حقيقةُ الأمر فلا تلتفت إليها , الأسرار تسقُط وتضل ساقطةً ولا تعلو إن حافضنا عليها .. لا ؟ "
-صمت ... -
ميناه حرّكت يدها أكثر . " أُريدك أن تعرف هذا , أنا مُعجبةٌ بك حقاً .. "
....
.
.
.
.
.
" ها نحن ذا !"
دفع يدها سريعاً !!!!!!
اللعنه !!!!!!!
" الزحامُ شديدٌ في الداخِل لذا-.... "
اللعنه !!!! اللعنه اللعنه اللعنه !!!!!!!!
-وقف من مكانه سريعاً !! -
هذا خطأ !!!!!!!!! هو قد رأى الأمر بالتأكيد !!!!!!! هو قد رآها لا يمكنه ألا يفعل !!!!!!!! سُحقاً مالذي كنت تفعله فقط كيونقسو !!!!!!!!!! هذا خطأ !!!!!! اا-الأمر لنيُجدي نفعاً هذا خطأ لايجب أن تسيرَ الأمور بهذا الشكل أنت تقترفُ خطئاً فادحاً في البقاء هُنا !!!!!!!!!!! سس-ستفعل الأمر إ-إن بقيت لا يُمكنك أن-....!!!!!!!!
عيناه قد فُتحت على مصراعيها عندما لفظ سريعاً !!! " أنا يجب أن أُغادر !!! "
" ماذا ؟!! "
عيناه قد اهتزت سريعاً !!!!!! لا يُمكنه أن يكون غبياً لهذا الحد هو قد شهد الصورة حتماً !!!!!!!! ه-هذا غير صائب على الاطلاق كيونقسو أنت لا تفعل جيداً بتفكيركذاك !!!!!! لل-لا يمكنك أن تستمر برؤيته إ-إن كانت نهايةُ القصص مقلوبةٌ ضد شهوتك هذ-...!!!!! هذا لن يُفلح أنت يجب أن اذهب ذهنك غير صافٍ على الإطلاقوو-...!!!! توقف عن الارتعاش !!!!! تت-توقف لاتكن واضحٌ كيونقسو !!!!!! لل-ل-.... غادر !!!!! غادر وحسب !!!!!!!
لم يجرؤ على اغماض عينيه لثانية عندما جذب سُرعة قدميه ليقصد طريق الخروج !!!!! الشُعيرات الدقيقة تبرز من عينيه !!!!! كك-كان ينتفضُ بشدة !!!!!! م-ميناه تملّكته لثانيه في الحين الذي كانت أفكاره تقبض عليه بكُل جرأه !!!!!! انظر لنفسك !!!!! م-مالذي كنت في صدد القيام به ؟؟؟!!!!! تنام معها فقط لتحمي الآخر من أذيةٍ قد تُلاقيه هل هذا الصواب برأيك ؟؟!!!!!! أين تركت ذهنك اللعنه عليك !!!!!!!!
خطواته تزايدت !!!!! كان يقدر بالفعل على سماع صوتِ جونق إن خلفه لكنه قد أبى أن يعرض ملامحه المفجوعةِ للآخر !!!!!! لقد غادر المكان ورباه كم ضربته الراحةُ في الآن الذي صفعته صفائح الهواء الباردِ من الخارج !!!!!! كيونقسو لم يلتفت !!!!! العتب في داخل ذهنه ما خمد وما ركد !!!!!! لقد كانت تلك اللحظةُ التي أحس بها بقبضةٍ تغطي قمة كتفه التي قد كُشفت قبل أن يمتنع عن الشعور بها ويُلقيها دون أن يلتفت !!!!!
" كيونقسو !!! "
لا تُجب !!!!!! تابع سيرك !!!!! اا-الأمور ستكون افضل على هذا النحو !!!!!!!
" كيونقسو مهلاً !!!! "
عند تلك النقطة !!!!!! جونق إن أحاط بيديه أعلى كتفي الآخر !!!!!! قام بتثبيتها سريعاً قبل أن يسحبهُ بقوةٍ ليواجهه-...!!!!!
" أنا لست بخير !!!!!!! "
" !؟؟؟ "
؟؟؟!!!!!!!!!
-اهتزت عيناه !!!!-
" !!!!!!! "
" ؟؟!!! "
......
-تنفس سريعاً !!!-
" م-... مالذي تعنيه لقد كُنت-.... "
يا رباه ~~
مالذي تفوه بهِ للتو فقط ؟؟~~
" ... "
" .. ~~ "
مالذي أصابك ؟~~ تُدرك ما قلته ؟~ أنت تفعل ؟~~
" .. "
" ..~ "
همس بقلق. " لما ؟~ مالخطب ؟~ "
" ... "
عيناه ~
لم يُسقط كيونقسو تلك المجرّات عنه , ذاكرته تقدرُ على خيانته كثيراً من البُرهات الزمنية .. ذاكرته في الواقع اكبرُ الأعداء ~ لكنها أبداً لم تحرمه من زمنٍ ما ...
ماضي
حاضر
او حتى هذا المُستقبل الذي يُمارس اللعبَ بخيوطهِ الصباحية الآن ~
عندما انتصبَ جسده هُناك ~ القوةُ فيه كانت تنكمش مثل حبّة ثلجٍ صغيرة , الضوضاء ساكنه .. و الليلُ مشرق .. و الحقائق المُثبتة علمياً ودّت الإلتحاق بذلك التيارالمُعاكس حيث الرحلة الأخيرة لها ~
قبضته قد انزلقتَ من انكماشها.. العرقُ يسردُ عمّا فيه من ألف حكاية.
لقد قال ذلك فقط ~ و ذهنه مبعثرٌ الآن لايدري مالعلل وكيف يكونُ تأويلها ~
" .. ~ "
" لما مالذي حدث ؟! "
مُهتمٌ بشدة .. ذلك ما على الأقل كرهَ كيونقسو رؤيته لأنه الأمرُ الوحيد الصائب في كونه بشريٌ كامل..
هل سيفهم ؟~ هل سيهتم إن فهم ؟~
المغزى الممنوع .. هل لهذا مغزى ؟~
أخفض رأسه يضحك بسخرية قبل أن تنفجر عيناه فجأةً لحظة أن أوجس بجلد وجهه الجاف يلتحم ضد راحتا يد الآخر ..
" مالذي يحدث ؟ " كرر.
" ..~ "
" أنت لا تبدو بخير أنا أرى ذلك ! اخبرني مالأمر ؟ لما تستمر بمُقاطعة-... "
لا فائدة ~
البشر لا يفهمون ~
أمسك بمعصمي الآخر واخفضهما بهدوءٍ بعيداً عنه.
بعيداً جداً عنه ~ كما باقي الأشياء ~~
" كيونقسو-ياه ~ "
" لا تقترب مني أبداً .. أو أنا ذاهبٌ للعنك. "
.
.
.
لقد مات أحدهم اليوم في المُستشفى حيث كُنت , حدث ذلك أمامي مُباشرةً ولم يسأل أحدٌ كيف أبدو بعد حدوث ذلك لأنه لا أحد يعرفني ويود فعل ذلك , الموت كان سهلٌ جداً... بدا الأمر مثل سحب شريطٍ من الحلقِ لا أكثر وظننت أنا اقدر على تحمل ذلك الشيء لأني لن أشعر به في بداية المطاف لذا فكّرت كيف سأموت .. وكيف سأفعلُ جيداًفي موتي ثم تساءلت هل سيكون من أحدٍ جواري ليُغطيني بعد موتي ؟~ فكّرت كيف سيبدو ألم موتي .. موتي أنا على وجهِ الخصوص ؟ وكيف ستبدو النهايةُ بعدَ موتي هلستختلف أم أنه مامن باقٍ لي هُنا وإلى أين سأرحل وكيف سأبدو وحيداً من جديدٍ لو رحلت ؟~ من ينتظرني هناك ومالذي سأواجهُه بعد ذلك ؟~~ كان منظرهم لحظة الانقاذ الموبوء بالفشل مريباً ومهيباً ... كانوا يفعلون الكثير لينقذو حياة احدهم ولكن ... من سيفعل ذلك معي ؟
أراد قول ذلك , بشدةٍ هو أراد فعلها .. لكنه لم يقدر , لأنهُ سيؤذي إن كان بخير لذا فحقٌ عليهِ ألا يكون بخيرٍ على الإطلاق وإلى الأبد .. لكنه حقاً.. أراد أن يهتمّ بهِ أحدٌ ليسألهعن حاله..~ أنت لن تفهم .. لو طال الحديثُ عن موقعه من العالم الذي نعبثُ عليهِ بشقاء .. أنت لن تجد لهُ موقعٌ حتى , كيونقسو عاش كالعامشِ مهما تعددت الصفحات ..أن يكون على السطر فجأةً هو مرضٌ مرغوبٌ بالنسبة إليه لكنه لم يكن يوماً بخيرٍ مع الغير المألوف من الأمور.
عندما غادر إلى المهجع , ... كيونقسو أرادَ أن يدفن نفسه عميقاً داخل السرير , أنت يُمكنك تخيل جسده الصغير ؟ عروقه التي جاءت تضخُ بوجعٍ محموم ؟ أراد تخبئة شيئهوكُل أشياءه .. لكنهُ ما إن وصلَ إلى هُناك , كيونقسو تخلّص من الوزن الثقيل لملابسه ثم جاء ينظُر بتمعنٍ للغرفةِ حوله وكيفَ كان كُل شيءٍ في محله .. تفقد الادراج حيثاحتفظَ برماد كارل مخلوطٌ بعُلبِ الطعام هناك ليجده في محله .. هُنا , كيونقسو ترك المحيط حوله يهدأ وضرب بجسدهِ أسفل السرير وليس أعلاه , جسده النحيفُ قد دخلإلى هُناك بكل سهولةٍ قبل أن يركُد في محله داخل المكان الضيق جداً ..
" .. "
نظر لسقف السرير المُظلم.
" ..~ "
...
" .. ~ "
...
هل كان سيبدو سهلاً لو قُلتُ كل شيء ؟~ هل سيأخُذ مني ما يراهُ جنوناً ؟~ أم سيُهملني ؟~
تراهُ الآن يرفضُ قطعاً أن يتركهُ جونق إن .. يرفُض ذلك لعدمٍ من الأسباب ~ لكن ليس هو .. ليس هو على الأقل ~~ إن كان جونق إن مثلهم جميعاً فكيونقسو سيعمُل جاهداًلجعله يختلف ~~
لحظةَ أن أغمضَ عيناه , الظلام هو ذاته ما سكنه سابقاً من الزمان ,... لربما حريٌ بي القول هذه المرة ...
-جمع راحتا يدهِ نحو فمه-
" !!!!! "
-وصرخ بقوةٍ شديدة !!!-
كيونقسو كان يصرخ لأجلِ نفسه ~~