Kaisoo || Spotlight-الضَوء ال...

By Mayamii__

35.3K 2.1K 3K

دو كيونقسُو مُلاكِم , كيم جونق إن طالب في طبِّ الأسنان.. طبيعيٌ حتى هذه النقطة ؟ دو كيونقسو وُلد معدومٌ من أ... More

INTRO
1
2
3-1
*
3-2
3-3
4
5-1
5-2
5-3
6-1
6-2
7-2
7-3
7-4
7-5
8-1
8-2
8-3
9-1
9-2
10
11
12
13-1
13-2
13-3
14-1
14-2
14-3
15-1
15-2
16-1
16-2
16-3

7-1

891 71 79
By Mayamii__

أحياناً ..

قد لا يكون فرضاً عليهِ أن يرى.

-فرّق بصره ببطء-

ولا أن يُدرك نغمُ الدنيا حوله..

-رفع جانب جسده بهدوء-

ولا فرضٌ عليهِ أن يُفرج السجن عن عيناه..

-رمش برفق-

و أن يُلاقي مُلاقيه من النور..

" .. "

ولا أن يقرأ القصص .. فـ يصل لنهايةٍ فارغة.

-إلتفت خلفه-

يعلمُ بها .. إلى أي قدرٍ هو ..

" .. "

-تفحّص السرير خلفه , وقد كان فارغاً-

وحيد.

" .. "

و في أحيانٍ أخرى .. لم يكن حتماً عليهِ أن ينضُج , ليعلم .. يُدرك .. يفهم .. يُتخَم من دقائق الأمور.

كان عليهِ أن يبقى حيثُ الخِلقةِ الأولى وما وراءها.

" .. "

أو تعرف ؟

لم يكن يعنيه الكِبَر وأن يكبُر , لم يكن يعنيه إسمه .. جسده .. والأشياء الأخرى , لم يكن يعنيه مصيره .. لم يكن يعنيه الوجود و العدم , لم يكن تعنيه نفسه ..

لأنه اليوم , يُنازع هذا العالم الفادح .. وعندما يكبُر يوماً في الغد سيُنازعه من جديد.

رمقَ بالفضاء خلفه , لا شيء يتبادرُ إلى ذهنه وقد خلُص من كُل الأفكار في كُل مرةٍ يهزأ بها الزمنُ منه.

الإحساس بالفراغ لم يكن إحساساً قط , كان لفظٌ لطيفٌ لئلا يعترف بأنه مثلَ عبوةٍ فارغه غادرت عنها الطيور .. بِرك المياه .. و القليل من عرقِ السماء.

أمال رأسهُ قليلاً و ببطء .. ببطءٍ شديدٍ جداً فرد ذراعه و أصابعه الآسية ، يلمس الفراشَ الخالي وراءه ..

و عاد يثبُ بصره.

" .. "

بعد كُل شيء .. ذلك لم يكن وصفٌ لطيف.

الفراغ الوحدة الضياع .. عدمُ الانتماء و الإمتلاء ..

لم يحمل قدرةً على الخلاص من تكوينه , لقد ظن ( و ظننتُ أنا ) ذات مرةٍ خائبة .. لربما هو في البرِّ و سيصلُ للحافة , حيثُ الخلاص من الأشياء .. الأمور و ليس الأشخاص لأنه قطعاً لم يحمل في داخله شخصٌ يرعاهُ حتى نفسه , الحافةُ التي قصدها و أرعدَ دم قدميه للوصول إليها لم تكن موجودة .. لم تكن حقيقة .. ولربما تلك هي الحقيقةُ المعدومة التي أثبتها لنفسه مهما جالت بهِ القوانينُ من إحباط..

كان يهذي فقط عندما قال ذات قشّةٍ جافةٍ من الزمن ( أنا سأكبر , أنا سأشعر ، أنا سأستعيدُ ذاتي الضائعه .. )

كان يهزأ من نفسه ، يهزأ كثيراً من نفسه.

ضوءٌ شريدٌ عبَر الطريق ليعكس فقرهُ أعلى ملامحه وبطشُ عيناه العسلية قد ارخى غُصنه طوعاً له.

" .. "

فيما تفكر ؟

( .. )



لامست شفتاهُ اللينة قمّة كتفه الظاهر يفركها هُناك و يبتعد مع سرحانه الشديد..

وأجابَ بالصمت حيثُ تسكنُ أجنّةُ الإجاباتِ هناك.

بزخ غسقٌ من الذكريات في مُخيلته , لم يستدعي القصص من الذاكرة لأنه قد اشتاق .. و ذلك مؤلمٌ خبيث ، ألا يشتاق للذكرى و ألا يذكر اشتياقه لصفائحِ دُنياه.

عندما كان صغيراً , اعتاد على مُشاركة اخوه و اخواته الغرفه .. كان يذكر كيفَ تنازع اخوته على السرير الوحيد في الغرفة , و كيف أنه من خلفهم لم يرغب في أن يحتضنه صُلبٌ غير الأرض .. حيثُ سيُدفن , اخته حصلت على السرير .. و كيونقسو لم يظن وقتها هو سينامُ على سريرٍ أبداً .. حتى الأبدية و ما خلفها , حتى اللانهايةَ من الحيوات.

-ابتسم-

( أنت تنامُ على سريرٍ الآن ).

أطلقَ تنهيدةً صغيرة , يستسلمُ بها من البقاء في محلّه ليُغادر السرير و يبدأ بإرتداء ثيابه بتأنٍ شديد , عندما رفع بنطاله الرياضي عالياً كان قد إستقامَ بظهره أمام المرآة .. يرى كيف هو .. وكيف يبدو .. و لأنه لم يختلف , هو لم يكف عن النظر.

لقد كان مألوفاً لدى نفسه.

لا يحتاج أن ينساها .. لا يحتاج أن يذكرها.

سحبَ قميصهُ ذو الأكمام المعدومه و مسح مرةً أو مرتين على صدره بها يُحاول إكتساب رائحته عوضاً عن أي رائحةٍ أخرى , عندما فرِغَ من إرتداء ثيابه كيونقسو أخذ حقيبته و علّقها أعلى ظهره ، لم يكن يُدرك هو قد أمضى رمقاً من المساء غاطاً في نومِه حيثُ نُزُل جيمس لي.

" اللقيط , كان عليهِ اخباري بشأن مغادرته على الأقل-...~~ "

" كيونق .. "

إلتفت خلفه على صوت مدربه من الحمام " .. "

" ..~ "

هاهو هنا ..

-صمت-

جيمس لي تقدّم, أغلق الباب خلفه بعد أن فكّ وثاق الصخب لأن يستلجّ داخل حقل الصمتِ بينهما .. مع كل خطوةٍ يخطوها .. جيمس لي كان يبتلع حرارةً من لعابه , المكان قد شهِد بالكثير بينهما .. هذا المكان .. كان ساحةً للحربِ بينهما حقاً.

" لربما أسأتُ إليك .. لربما أنا حقاً كان يجبُ أن أرعاكَ أفضل. "

لا تقل ذلك .. أنا لم أسألك الرعايةَ أو أياً مما ستقوله لاحقاً.

" أنا آسف .. لو ظننتَ بأيةِ حال أنا أُرخصك , كيونقسو كنتُ-... "

" .. "

" ..~ "

" .. "

" أحاول أن أفهمك ~ .. أحاول جلياً أن أعيكَ لئلا تبحثَ عن آخر .. لكني أفشلُ في كل مرة ~ مثلَ أني-... "

" .. "

" مثل أني لا أعرف ماذا أصنع ؟~ ولما أقحمتُ نفسي لأصنع ما أصنع ؟~ .. "

" .. "

" أنا لدي عائلة كيونقسو , لدي أطفال .. لدي زوجة و منزل .. "

" .. "

" أرجوك ~ .. أطلُبكَ أن تفهمني أنا-... "

" .. "

" لنُنهي هذا ..~ لنُنهي كل شيءٍ كيونقسو ~~ .. سأدفع لك إن أ-... "

-تنهد و التفتَ خلفاً-

يعرف كم ثقيلٌ هو , كان شاكراً ولا يحتاجُ أن يعيد عليه أحدهم ذلك .. الحديثُ بتلك الكلمات كان عادةً لديه لم يراهُ جديدٌ أن يطرده البشرُ من الحياةِ مهما كان على قيدها , مهما أمده الإله من نصيبٍ كإياهم ليحيا ..

و أنت تعرفُ البعض عنه , كيونقسو لا يُعجبه أن يُعاد عليه الأمرُ مرتين.

عندما التفت , يوازن كتفيه داخل السُترةِ الضخمةِ عليه .. كان يربطُ بصره مع جيمس لي.

أنت لا يجب عليكَ أن تُضيّع وقتاً أو تُفوّت نفَسَك من أجل إطاحتي أكثر , لا تُكرر ذلك القول ضقتُ ذرعاً منه .. لم يؤلمني سابقاً ليؤلمني الآن أنا حقاً شبعتُ كللاً .. أخبرني بشيءٍ جديد وإن لم تحمل واحداً فأبعد مساحتك عن مساحتي ولنكن شيئين مختلفين لا يلتقيان قولاً أو نصيباً.

لكنه كان مؤلماً , إن كرر البشرُ حوله منذ اللحظاتِ الأولى التي وُلد بها ذلك القول .. فهو مؤلمٌ حقاً , وكان جديرٌ بكيونقسو أن يتألم منذ بادئ الأمر لكنه لم يفعل .. وهذا مؤلم.

لقد ضلّ ينظر إلى جيمس لي فقط , تُعاد في ذهنه عدد المرات التي أراد الجميع نبذه بها و عقد سوء النصيبِ الحاصل معهم حول عُنقه ..

كان يجب عليه تحمل السوءِ في هذا العالم أجمع ..

ذلك ما أراده الناسُ منه .

( السوء في هذا العالم كُلّه .. أثر الحروب و الموتى , الجرائمُ وضيقُ الاحتلال .. الاعتلالُ في القرى و سلبِ الأرواح من أماكنَ بعيده .. كُل ذلك كان يجب أن يكون بسببي , و لأني أقعُ في دائرةِ السبب و المُسبب .. جديرٌ بي تحمُّل مسؤولية ذلك. )

لو فكّرت أكثر , ونظرتَ إلى كيونقسو ( لعلك تكون أول من يفعل ذلك ) .. سترى له ألمٌ صامت , صمته اللاشعوري كان يتراكمُ إلى حد التلاشي و الابتعاد .. لذا فـ صحيح , المشاعر التي يبحث عنها كيونقسو تتجاهله في داخله , خرساء لا تُعطي مردوداً ..

" أنا لا ألتفت للخلفِ عادةً .. " قال.

" .. "

" لكني أخرجُ عن عادتي و التفتُ إليك .. لأنك خلفي. "

" ..~ "

زاوية فمه ارتفعت مع ابتسامةٍ ساخرة عندما رفعَ كتفيه غير مكترثٍ للحال برمته ~ ربت على مؤخرته : " ومنذ قليلٍ قد لهثتَ خلفي سعيداً.. "

" .. "

جيمس لي بلل حنجرته , ل-لم يكن يفهم .. هو كان واضحاً عندما طلب منه أن يُشفق عليه و يبتعد عنه ليمضي كلاهما في طريقه !! مالذي-... مالذي يرمي إليه الآن ؟!!

" أنت وحدك من كنتَ مُستمتعاً .. "

" مالـ-..؟! "

كيونقسو لمس جسده. " هذا كُلّه .. أنت من أراده , ليس أنا .. "

" .. "

" أخبرتُك .. اقتلني فقد أشعر. "

" !! "

" وإن هذه الأقدام هي ما يُسيّر أمري , فإن شاء لها الرحيلُ عن دربك .. ستجدها راحله , وإن لم يشأ لها ذلك .. فما هي براحلة بيدَ أنها باقية. "

" أنت.... أ-أنت-... "

" أنا لقيط .. و أنت من التقطني , كلانا لُقطاء إذاً. "

" !!!! "

" النومُ معك لم يكن شيئاً .. إن احتجتَ لشيءٍ آخر , او نصبتَ فكرةً لجعل السكوتِ فيّ يلجُ صخباً .. ستجدني على الحلبةِ أقبضُ العالم داخل يدي. "

" !!! "

" كما طلبتني أن أفعل .. في أول المرات. "

" !!!!! "

" سأمرر لك خطأك , منذ 12 سنةٍ ماضية .. لحظةَ أن إلتقطتني لإشباعك ... سأمرر لك أكبر أخطاءك , لكن أبداً .. "

" !! "

" أبداً .. "

" !!! "

" أبداً لا تُخطئ معي مجدداً .. "

أنهى حديثه , عيناه المخفيةُ خلف ستار شعرهِ ذبُلت أكثر و تجرّدت من الحياةِ أكثر , تراجع بخطواته المتأنيةُ خلفاً ليصل إلى حقيبته لا يكاد يقطع بصره عن مُدربه حتى عندما تمتم الآخر بأعينٍ مفجوعة :

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

" شيطان ~ "

" .. "

" أن-.. أ-أنت شيطان .. "

....

لا بأس .. في الواقع , يُخبره الجميع ذلك.

حاصرَ حقيبته خلف ظهره و قرر المضي لمغادرة المكان تاركاً المدرب جيمس لي خلفه , لا شيء على الإطلاق كان يستحقُ بقاءه أكثر عندما همّ بالرحيل قبل أن :

" كيونق ! " أمسك بمرفقه فجأةً و اعتصره بقوةٍ وسطَ قبضته !!!

هذا يكفي !!!!

( ماللعنةُ التي يبحثُ عنها هذا اللقيط ؟؟!!! فقط ماللعنةُ التي يبحثُ عنها ؟؟؟!!!!! لا يزالُ هناك ما يبحثُ عنه ؟؟!!! لا يزال هُناك اللعنه ما يُريد الحديث بشأنه ؟؟!!!!! ألم يكن كافياً بحق القديرِ ما فعله آنفـ-...!!!!! )

لا..

-اغمض عينيه !-

" .. "

-وحبس ما تلفَ من اعصابه !-

" .. "

بئس الحال...

" ماذا بعد ؟ " زفرَ بخشونه.

اهدأ ... لا تخرجُ من ركودك اياكَ وفعلها...



" .. "

" ... ~ "

لا يُمكن لذلك أن يستمر , اللامبالاة التي كان يعيشها كيونقسو لا يُمكنها أبداً ان تستمر , لقد كان كُل أمرٍ في جيمس لي يُزعج خلاياه .. كان ينسبُ إليه كُل الصور الخرافيه التي لاقاها في الماضي , صوت الايمائي .. انفاسه و عجلات الكُرسي المتحرك .. لم تكن تُلاقي كيونقسو قبل أن يتعهد جيمس لي على تلقينه درساً عندما سحبه معه للعالم الخارجي.

تبادلا النظر .. و كيونقسو بجديةٍ لم يجد ما بقيَ ليقوله , كان رسمُهُ بالشيطانِ أمرٌ كافٍ بحق.

ازاحَ شعر ناصيته بعيداً عن عيناه وتنهد مُبتسماً.

" أخبرني بشيءٍ لا أعرفه. "

" .. "

جيمس لي لم يقل شيئاً على الرغم من أنه أراد ذلك , عدستاهُ ارتفعتا نحو الباب في الآن الذي صدر به صوتٌ من الخارج يطرق عليهما الغرفه لكن كلاً منهما لم يتحرك إنشاً لفتحه ..جيمس لي لم يُسقط عيناه من الرؤية ليس قبل أن يتوقف الباب عن الطرقِ حتى نطق سريعاً :

" أنت تتصرف بغرابةٍ مؤخراً ! أنت تفعل ذلك كيونق لذا اسمع مني ! "

" .. "

لعق شفتيه سريعاً يُشدد ببصره ضد كيونقسو. " قابل أحدهم , احصل على كشفٍ سريع أنت لن تخسـ-.. "

رباه ~~ رباه هو حقاً يسأله أن يزورَ طبيباً ؟؟~

-ضحكَ ساخراً-

" مالذي أفعله مؤخراً ؟ "

" كيونق ! "

" أنت تطلبُ مني زيارةَ طبيبٍ للعلاج منك ؟ "

" انظر إليك .. هذا ما اتحدثُ عنه ! "

هسهس بحدة !! " تتحدث عن ألاعيبك معي أنا يُمكنني علاج الأمر بقتلك ولن أكترث ! "

" ما تقو-...! "

هذا خاطئ !!! الكذب عليه أمرٌ خاطئ لذا اللعنه توقف عن فعل الأمر من جديدٍ معه لأنه قد ضاق بهِ ذرعاً !!!!! الإيمائي و كُل ذلك و التفتيش عن ماضيه لم يكن أمراً معلوماً لدى أحدهم غير هذا اللقيط أمامه مالذي كان يتوقعه ؟؟!!!! مالذي فقط كان يتوقعه ؟؟!!!! أن يقبل كيونقسو بتلك المُزحةِ الثقيلة منه ؟؟!!!! لقد بدأ يفقد أعصابه كُل ما حدث و ما ترتبت عليهِ آثاره الآن كان بسبب اللعنةِ جيمس لي لذا-...!!! ارحه فقط !!! اتركه يرتاحُ وحسب من ألاعيبك !!!! أو-...!!!!!!!!

( ههـ-هذا صحيح !!!! لما تظنني أتخيّلُ ذلك !!!! هذا صحيحٌ كلياً !!!!! ابن العاهرةِ كان يُلاحقني !!! انظر لهذه النُكتة الثقيلة !!!! كا-ككـ-كان يدّعي بأنه مُقعَد ؟؟!!! كـ-كان يتصرف بذكاءٍ معـ-ممـ-معي ليُحاول دفعي نحو الجنون ؟؟؟!!!! )

ضحك بطريقةٍ هستيريةٍ لنفسه !!!!

( رباه !!~ هو كذلك إذاً ؟~~ لقد كان يستمتعُ حقاً بتلك التمثيلية معي ~~ )

-تنهد ساخراً !!~-

( عرفتُ ذلك !!!! ييـ-يريد حقاً أن يتخلص مني بتلك الطريقة ؟؟!!! يفترض أنا ذاهبٌ للخوف و الشعور بالتهديد من اللعنةِ ما يفعله ضدي ؟؟!!!! ربـ-رباه لقد كان هو !!!! كـ-كان هو الإيمائي ذاته كيـ-كيف بحق الرب خرج الأمر عن ذهني ؟؟!!!! ياه ~~ هذا المُسن هو حقاً شيءٌ آخر انظر لحاله الآن لقد فقد قدرته على مُتابعة الدور !!!~ هذا يقتلني ضحكاً هذا اللعنه يقتلني ضحكاً !!!! إذاً دعني أرتب الأمر !!! هو لم يعد يجدني مهماً ؟؟!! لم أعد جيداً كفايه ؟؟؟ أ-أو ربما هو يظن أنا ذاهبٌ لقتله بجديةٍ في نهاية المطاف لذا هو فكّر ملياً أنّى لي العيشُ بطيبٍ إن كان شخصٌ مثلي هُنا في الجوار و بقربه ؟؟!!~ لهذ-... رباه لا أكاد أصدق لهذا السبب هو فكّر ستكفيني ليلةٌ رخيصةٌ معه و انتهى ؟؟؟!! )

أحسّ بالدمِ يفور منه !!! مجرد النظر إلى وجه جيمس لي كان يُفقده أعصابه !!!! مُجرد افتراض انه يحاول الخلاص منه بطريقةٍ رديئةٍ كهذه لا يجعله بخيرٍ على الإطلاق !!!!! لما كان عليهِ أن يسحبه للعالم في المقام الأول ؟؟!!!! لما هو يجعله رخيصٌ أكثر هذا فقط-...!!!!

لا يدري !!! لم يكن يدري كيف يُدرك الأمر لكنه يعرف عـ-عُمقاً في داخله !!!! هذ-هذه الطريقة التي يُعامَلُ بها خاطئة !!!!!لذا هو لم يكن يراهُ أمرٌ يستحق أن يكبتَ أعصابه لحظةَ أن شدّ مُدربه مع ياقته بخشونةٍ شديده يلجمُ ظهره ضد الحائط !!!! الإهتزاز الغاضبُ من عيناه كان يأكله !!!! لم يدري أ كان الأمر جديرٌ به أن يُلقي به ضاحكاً أ-أم هو فقط أمرٌ وحسب ؟؟!!! جيمس لي كان يتصرف كالإيمائي المُطارد له خلال الأيامِ السابقة و ذلك الفاشل قد استمتعَ كثيراً عندما استسلمَ له كيونقسو مره !!!! حسناً !!! حسناً كانت اللعبة جيده لقد صنعتَ جيداً بها لكن احزر ماذا !!! احزر ماذا هذا الأمر لن ينتهي على خير !!!

ضغط يده بقوةٍ ضد عُنق جيمس لي لا يكترث للتجاعيد الظاهرةِ من جبين الآخر !!!

" جرّب فعلها معي ! .. جرّب لمرةٍ واحدة فعلها معي من جديد و أعدك لن تتنفس في الغد ! "

" كيونق !!! "

ضغط أقوى !! " كيونقسو !! ... اسمي كيونقسو !! توقف عن دعوتي بـ كيونق !! "

" أنت-..!! "

" لا إنه أنت هذه المرة !!!! أنت لم تفهم حتى الآن ما انا عليه لذا اوقف الظهور أمامي !!!! اوقف الدخول إلى ذهني أنت تُزعج الكثير منّي !!! "

أعطه اكثر !!!

" منذ المرة الأولى التي سحبتني بها إلى هنا لقد وعدتني بالكثير و سألتني صبراً للقاء وعودك !!!!! وعدتني بالكثير مما لا تقدر على فعله فما تخالُ نفسك الآن لتنسحب عن وعودك ؟؟!!! هذا المُستحيل الذي وعدت بهِ حريٌ بك جعله مُستطاع !!! "

" كيونقس-..!! كيونقسو !! "

أكثر !!!!!

" أنت تُحاول إسقاطي الآن لأني ما عُدت اعجبك ؟؟!!! تعتقد بغباءٍ سأسقطُ خوفاً مما كُنتُ عليه لكنه غباءٌ ما تفعله !!! لا تدعو نفسك أبداً للدخول إلى حياتي لا تفعل ذلك أنا أُحذرك !!!! "

أكثر !!!!

" توقـ-..!!! توقف !!!! "

استشاطَ غضباً !!! جيمس لي حقاً كان يُحاول إمراضه ليرحل !!! كان يحاول قتل كيونقسو بالمرض !!!! جيمس لي لم يُعامله جيداً و تدخل في كل زاويةٍ من حياة كيونقسو كان قد حرّم كيونقسو على نفسه ذاتها الدخول إليها !!!!!!

.

.

.

.

.

.

.

" !!! "

" .. "

" توقف عن النظر إلي !!!!!! "

" كيونق-... كيونقسو ... "



هو أوان التوقف !!!! هو أوانه حتماً !!!!!! يجب أن يُعلي قسماً على أنه لن يُعاود اللحاق بكيونقسو ابداً !!!!! يجب أن يتوقف عن لعب دور الايمائي لإرهابه هذا لن يُجدي نفعاً م-....!!!!!

لما يستمر بالنظر ؟؟!!!!!! ألا يبدو له كم جادٌ هو كيونقسو ؟!!!!

كان غاضباً !! امكنه أن يعلم ذلك حتى وإن لم يقدر على الإمساك بخيطٍ يستشعر بهِ غضبه !!! كيونقسو كان يعرف هو قد بدأ يحمل بذوراً من الغضب أبى زراعتها لئلا تكبُر فيه !!!!!! لقد كان يبحث عن ذلك !!!!! ان يعده جيمس لي على عدم اللحاق بهِ من جديدٍ ابداً !!!! ان يعده هو لن يُقابل الايمائي من جديد !!!!!!!! عليه أن يعده فقط !!!!!!!!! عليه أن يقول-....!!!!

.

.

.

.

.

.

.

" انت تتوهم الأمر. "

" .. "

ليس ذلك.

" أ-أنت تتخيل كل ذلك كيونقسو .. لا احد يلحق بك , لا أحد يبحث عنك .. أنت تتخيلني افعل الأمر لكن لا. "

" .. "

" .. ~ "

....

" ذهنك يختلقُ الأمور.~ "

" .. "

" لهذ-لهذا كيونقسو-... قاوم نفسك ~~ قابل أحدهم أعدك ستكون افضل ~ "

" .. "

" ارجوك .~~ انا ارجوك~~ "

...

.

.

.

.

.

رباه ~~

-ابعد ذراعه يُفرج عن سراح الآخر-

" .. "

-جيمس لي كان يسعُل للحظة~-

" .. "

-وكيونقسو نظر إلى جسده المحدّب لا اكثر-

" .. "



يتوهم , لا؟

يا إلهي ~

" لقد تناولت الكثيرَ من التبغ في السنواتِ الماضيه. "

-جيمس لي نظر إليه بينما يُرخي يده اعلى عنقه المختنقه-

" يُستحسن بالأمر أن يبقى وهماً إذاً. "

ليكن ..

ليبقى الأمر وهماً لأنه لو حدث وان كان عكس ذلك كيونقسو لا يملك شيئاً ليخسره و سيبدو مسروراً لرفع كوبٍ على شرف جيمس لي و يشرب الكثير من دمه , وهم ؟ ليكن كذلك إذاً .. ليكن كذلك كما تقول جيمس لي~ لا تتركني افهم هذه المزحة إن تأملتُ بها طويلاً لأن ذلك ليس خيّراَ.

سادهُ الهدوء , مع صوت جيمس لي يسعُل مراراً.. كيونقسو وازن حقيبته اكثر , رفع سحابَ سُترته يغطي ما كُشف من صدره بصمت..

لم يتوهم يوماً.

لم يخبره احدهم هو قد يحتاج طبيباً.

لم يزر احدهم .. لم يقابل احداً من قبل.

لم يتوهم.

لأن الوهم مرض , و كيونقسو لم يكن مريضاً قطعاً , ذلك ما تركهُ يضربُ بباب الغرفةِ بقوةٍ شديدة مع تعابيرَ راكدة ..

وهم ... خيال ... ذهنه يختلقُ قصصاً ...

كُل ذلك لا يمكنه ان يكون حقيقياً لكن كيونقسو كريمٌ بعض الأحيان ليصفح.

.

" اللقيط أتلف قميصي ~ "

تمتم لنفسه بينما يسحبُ علبةَ سجائرٍ من جيبه , أشعل واحدةً ثم ثبتها وسط أسنانه و تابع دربه.

لقد كان محلٌ يملكه جيمس لي , حيثُ العديد من الغرف المشغولة.. أمكنه أن يشعر بهزيز الأرض نتيجةَ علو الموسيقى من الغرف المجاورة , كيونقسو سحب سماعة هاتفه , ألصقها داخل أذنيه و مضى يُصغي لما اعتاد عليه من موسيقى غريبة .. الشيء الوحيد الذي لم يختلف عليه.

كان يستمر بنفثِ الهواء خارجاً دونَ تُخمه ، لحظةَ أن كان في الخارج من الغُرفه .. حيث لا يفصله عن جيمس لي غير الباب النحيف , ... كيونقسو ارخى جبينهُ عليه لدقيقه , يتخلّص من الحشو في داخله.

ببطء هو قد ابتعد عن الباب , لا يزال يُبقي عينه عليه مثل أنه يترقب أحدهم ليظهر .. مثل أنه سراً ( أراد ) لأحدهم أن يظهر.

وهذا يُذكره بالكثيـــــر من الماضي ~~

" ..~ "

بالكثير جداً من الماضي ~

تنهد ساخراً. " أنت أحمقٌ لتفكر بهذا الآن ~ "

'

-FLASHBACK-

2004

الطفل الصغيرُ الذي كان عليهِ كيونقسو لم يكن عنيداً ليتم فهمه , الحياة التي نشأ بها هي من تركته يكبُر عنيداً لتستوعبه الأذهان ليس إلا , كيونقسو كان يسكن في منزلٍ صغيرٍ جداً على طرفٍ بعيدٍ من المدينة .. لم يكن في محيط بيته عديدٌ من الجيران ليُشاركهم اللعب وهو يُحب اللعبَ كثيراً , قليلٌ من السُكان كانوا يزورون النُزل المحيطه بهم وكثيرٌ جداً يُحبون زيارة منزل عائلته في المساء ..

-يعض على إبهامه , يجذب ركبتيه أعلى صدره يتأرجح جسده أماماً و خلفاً بينما يتمسّك بجهاز الاستماع للموسيقى العتيق وسط يده ..-

كان يُحدق من خارج الخزانةِ حيثُ إختبأ داخل غرفة والدته .. السيدة مع الثياب الضيقة و الشعر الأسودِ الطويل , الكعب العالي باللون الأحمر , أحمر الشفاه غامق اللون و الرجل العجوز مُلاقيها على الخشبةِ الأخرى , كانت بضعةُ ثوانٍ تحاور بها الشخصانِ أمامه :

" اتفقنا هذه الليلة على 88$ ! "

" ماذا عن 200 $ طوال الأسبوع ؟ "

" ظننتُك لا تكترثُ للمال كثيراً ~ "

" 300 $ ؟ "

" في حالةِ أنك تُصِر على ذلك ~ "

كانت أمه ..

-قضمَ على إبهامه أكثر حتى أدمى-

" أنا أُصرُّ حقاً ~ "

" أرى ذلك ~ "

الرجلُ العجوز أحاط بيده العريضه حول خصرها , يدفعها للاقتراب أكثر فما قاومتهُ هي لكنها رضيت بمآل حالها ليس وكأنها تُظهر رغبةً في المقاومةِ على أية حال , الرجلُ العجوز ظهرَ متعطشاً وراغباً بها أكثر عندما أتاح لجسده بسرعةٍ أن يتخلص من ثيابه مكتفٍ بسرواله القصير جداً , يده اليُمنى تخللت ببطءٍ لتمسك بسحاب الفستان الضيق جداً و تُجرد الأم منه , هُنا ...

-لعق ابهامه-

كيونقسو كان يشهدُ أمه عاريةً أمامه .. وقد كان يُفكر هي الحالُ الوحيدة التي قد تكون بها أمه على هذا الحال .. مع الجميع .. ليس مع والده أبداً.

لقد كان جسدها محشوٌ بالكدمات , محشوٌ بالبقع الزرقاء في كُل محل مهما وقعت الخيبةُ لمحاولات مستحضرات التجميلِ في اخفائها وتدليسها .. لاحظ كيونقسو كيف أنها بقيت تجفلُ من لمسة العجوز لها لكنها قاومت بشده ألمها الطفيف ..

-عضّ ابهامه من جديد-

وذلك ليس ما أراده كيونقسو .. ليس أن تُقاوم الألم.

سرق جميع المشاهد وخزنها في ذاكرته , صوتُ القبلات الرطبه .. التأوهات الصاخبه مع الموسيقى في الخلف .. صوت اللهثات الممتدة .. كان يتنصت على حياةِ عائلته .. لم يكن يجدُ نفسه يعاني أبداً , الطفلُ الصغير الذي ضلّ يشهد أمه أمامه تُمارس الجنسَ مع الرجال من الأماكن المُجاورة و الجيران الضئال .. لم يكن يجدهُ خطأ أن يتنصت , لم يكن يجده خطأ .. أن تعيشَ أمه بتلك الطريقة ..

" الآن الآن ~ " همس لنفسه , يهتز جهاز الموسيقى منه.

لأنه بطمع .. أراد أن يسمع صوت صُراخ والدته.

" !!! " سدّ أذنيه على عجل !!!!!

خبأ الصوت !!! لملمهُ بأكمله داخل أذنيه !!!!

لا تفر هرباً منه ولا تتركه يفر هرباً منك !!!! خبئه داخلك أكثر و أعمق !!!!!!

سُرعان ما وجد نفسه محشوٌ بالصُراخ !!! يشبعُ كثيراً من الألم !!!!!

كان يستعيده !!!! انظر إليه هو يستعيد الألم خاصته !!!!!!! عندما أغمض عينيه !!! يعض شفتيه بقوةٍ شديدة مثل أنه يبتلع حجراً من المُشعرات !!!!! حجراً من الصرخات تلك التي نودي بها و التي لم تصل للحناجر بعد !!!!!!!! كان مُعتلٍ بحاله !!!! يبلغ أقصىً مما أراده و فقده !!!!! ظنّ هو يصعد حد الإكتفاء !!!!!! ظن هو فائضٌ من ألمه و طوفانٌ من الدمِ يسيلُ من أذنيه !!!!!!!

اعلى !!!!!

بقوةٍ أعلى أعلى أعلى !!!!!!!!

" من هناك ؟! "

" ؟؟! "

" هناك صوتٌ قريب-...!!! من هناك ؟!! "

كان يُكشف أمره !!

تنسحبُ ما استلذهُ جسده الشرهُ كثيراً من الرعشات.. قد سلبته الرعدةُ من موطئه , كان قد طار بحاله المهزوز متعة للأعلى قبل أن يُكسّر الواقع جناحيه .. فيهبط ..

كان يُفضح أمره !!! ليس و كأنه يخشى تلك الفضيحةُ للذته لكن في كُل مرة يختبئ بها و يبتلع ما كان لهُ من ألم , لسانه الذي ضلّ يلعق شفتيه يعتقدُ ذات لحظةٍ من غباء ذلك الوجعُ الذي انهالَ عليه غزيراً يختبئ عليه .. بين صفائح لعابه ولربما ممزوجٌ بها !!

" كيونقسو !!!!!! "

" اللعنه هذ-..!!! من هذا ؟؟!!!! "

نظر لأمه .. في عينيها ..

" كيونقـ-...!!!!! مالذي تفعله هنا ؟؟!!! مالذي تفعله هنا تحدث ؟؟!!!!!! "

-أمه سحبته بقوةٍ من ذراعه !!! تضغط بأصابعها أعلى عظامه اللينه !!!!!-

" من يكون ؟!!!!! هذا لم يـ-...!!!! "

" مهلاً مـ-مهلاً أنا يُمكنني توضيح ذلك !!!! هذا اللعينُ يتسلل كثيراً للمنزل لا-....!!! اسمع !!!! ابقى مكانك أنا سأخرجه من هنا ابقى مكانك , حسناً ؟؟!!! "

" ابقى اللعنه ماذا ؟؟!!!! أنا ذاهبٌ بالفعل !!!!! "

" لا !!! لا مهلاً لقد اتفقنـ-...!!!! توقف أرجوك !!!!!!! أرجوك أنت فهمت الأمور-...!!!!! "

" ابعدي يدك سُحقـ-...!!! عاهره مجنونة !!!! "

الرجل العجوز قد رحل !! كان يشتمها كثيراً عندما ضرب ملامحها بقوةٍ من كفّه !! كانت بالكاد تقدر على الاعتصام في محلّها وعدم الترنح ألماً من الضرب المُلقى عليها !! حتى رغم ذلك هي قد لحقت بهِ ترجوه أن يرجع لكنه لم يظهر بعدها !! هنا أمه قد عادت للغرفة تعابيرُ الغضبِ باديةٌ عليها بشدة !!! لم تُسقط ثانيةً واحدة لتغرس أظافرها الطويلةُ والحادة داخل العمق البعيد من ذراع كيونقسو الصغير !!!!

" كم مرة أخبرتك أن تلزم غرفتك !!!! كم مرة فعلتُ ذلك !!!!!! "

" .. "

" هل تشتهي العقاب ؟!!! هل تشتهي العقاب مني دو كيونقسو !!!!! "

ضربته .. مراراً هي قد فعلت , لأول مرةٍ لفحت جانب وجهه الصغير بباطنِ يدها الحار , قمّة المنضدة المدببةِ قد خلقت ندبةُ وسط الصحراء الصغيرة بين حاجبيه !! لقد أدمى أنفهُ سريعاً !! و ازرّقت حممُ اللكمات منها سريعاً !!

وهو لم يُقاوم .. كان يعودُ في مرةٍ لينظر إليها مع عينيه الراكدة...

" هل تُعاند ؟؟!!!! أنا حقاً لم أقم بتربيتك جيداً صحيح ؟؟!!! لا زلت لا تدري كيف تقوم الأمهات بتربيةِ الأطفال الأشقياء , لا ؟!!!! " سحبته مع أذنه. " تعال !!!! "

جالت بهِ بين دهاليز المنزل !! ركبتيه ضلّت تنزفان لذلك لكنها لم تلحظ وهو لم يشتكي !!! هي قد سحبته حتى الغرفةِ الضيقةِ جداً للخردوات في سطح المنزل الصغير و ألقت بهِ بخشونةٍ في الداخل !!!! :

" ادخل هنا !!!! ما تبقى من اليوم أنت ستبقى هنا , فهمت ؟؟!!!!! أقسم بالرب كيونقسو أقسم بالرب هذه المرة إن تحركت من مكانك ستُمضي باقي حياتك في الخارج !!!! سمعتني ؟؟!!!!! "

" .. "

" سمعتني !!!!!؟؟!!!! "

" .. "

" توقف عن النظر إلي !!!!!!!! "

" .. "

" !!!!! "

" .. "

" !!!!! "

" .. "

" !!!!! "

" .. "

" !!!!! "

......

يكرهها أكثر..

لأنها تصرخ .. بألمه .. بألمه الذي سرقتهُ منه.

" أقضي عليك ... "

" ؟؟؟ "

" أمي .. "

..

الأفكار الغاضبة لم تكن أمراً حديثاً معه , لم يشنها أحد أو يُنبتها أحد .. لقد جاءت أفكارهُ بالقضاء و القتلِ من تلقاء نفسها لحظة أن أحسّت بأنه مامن مغزىً لها من البقاء حيّةً في صدره القاحل والفقير من أجمعِ الأحاسيس , لربما ذلك هو السبب الذي ترك والده يتعجّبُ في كل ليلةٍ يجتمع بها مع عائلته حول طاولةِ العشاء , كدمةٌ عاليةُ الازرقاق حول عينه و دمٌ قد تجمّع أسفل جلده في كُل إنشٍ من وجهه الصغير , عندما يستمر بتقليب الملعقةِ فوق الصحن و جمع الطعام دونَ اهتمامٍ ليُثير استفزاز الغيرِ و استنفارهم .. لربما ذلك السبب حقاً الذي تركه عندما يسأله والده مع تعابيرَ القلقِ حول ملامحه :

" هل تشاجرت مع الأولاد في الحي ؟ "

" .. "

" ؟؟ "

" .. "

" كيونقي ؟ "

" .. "

" اتركه ولا تسأله .. "

" .. "

" ..~ "

" .. "

يصرخُ بقوه ..

-flashback end –

***

لمس حنجرته , و الندبةُ الصغيرة بين حاجبيه .. تلك التي كبُرت معه كثيراً , وبينما عيناهُ تستلقيان على الباب..

" ..~ "

لم يُنجده مُنجِد , فضحك مُستسلماً على لحظته حديثةُ المهدِ من الضُعف.

عندما غادر المكان , حشد القطط الذي اجتمع حول وجبته الدسمه تشتت من موضعه لحظةَ ان قاطعها سيـر كيونقسو مروراً من خلالها , غادر المكان ماضٍ نحوَ المخرج , لم يكن نادماً على هذه الليله ابداً إن كنت تتساءل !! لم يكن يندم على ادنى فعلٍ له كيونقسو لا يكترث لأفعاله حتى !!!

لكن شيءٌ م-ما .. شيءٌ ما لم يُحبه كيونقسو ابداً ..

-توقفت خطواته-

ان يتوهم ..

-نظر اسفلاً-

لم يُحب ذلك النوع من الأمور .. لم يُحب ان يكون وهمه امرٌ حقيقي لكنه فقط-...

" .. "

كان مُعتادٌ على ألا يتوهم .. و-وعندما صرّح له جيمس لي بذلك القول... لسببٍ ما كيونقسو وجد نفسه يقفُ بحذرٍ شديد ...

يتوهم .. ام لا ...

في كلا الأمرين لم تكن النتيجةُ تُرضيه.

- رمش بهدوء -

( هذا جديدٌ كُلياً .. الناسُ يخبروني عن خُبثي .. لم يُخبرني احدٌ قط انا ربما قد أكونُ-... )

مريضاً.

" مريض.. "

( آه يا إلهي ~ )

كان المحيطُ راكداً بعد ان وصل للمهجعِ حيثُ غرفته بيدَ انه امتنع قليلاً عن الدخول إليها .. كُل شيءٍ بهِ بات اخرساً قبل أن تتسلل سيجارةٌ داخل فمه لينفث دخانها بجشعٍ شديد , حدّق في الفضاء قليلاً تهرب أنفاسه الحبيسةُ لتُصدر أزيزاً من صدره , هو برفق سحب العبوةَ الزجاجية الصغيرة من جيبه ليبدأ بالشُرب .. الطعمُ لاذع .. ودخان السجائر حارٌ جداً , الأشياء القاسية لم تؤلمه لذا فهو استمر بالإتكاء عليها , فمه كان رطباً اثر الشُرب المفرط قبل أن يمسحه بأكمام سُترته الخشنة أخيراً.

( أنت بخير .. حسناً ؟ أنت بخير ... الناسُ هذه الأيام كريهون فقط , ان كان احدهم على وشك ان يفقد عقله سيكون كُل شخصٍ حولي باستثنائي .. اتفقنا؟ انت بخير ... رب-رباه كُنت في صدد السقوطِ بسبب اللعنةِ تلك اللهجة النزقةُ منذ دقائق .. تسك ~ قابل احدهم؟ تشه~ يا إلهي هل كان في وعيه على أيةِ حال؟~ )

همس لنفسه.

( لستَ مريضاً !! لا تقلق هم يقولون ذلك فقط !! هم يقولونه لأنهم لا يُحبون رؤيتك وانت بخيرٍ مع هذا الأمر لا بأس !!!! لا تصدق اياً كان ما يُخبرونك به انت بخير !!!! ا-انت بخير و جيمس لي سيكون في قبرهِ إن ظهرَ أمامك بزيِ الإيمائي من جديد !!!! )

صرخ من أجل نفسه.



لقد كانت كذبةٌ اخرى من جيمس لي , يُحاول ذلك المُسن أن يُبعده عن حياته فلم يجد من حيلةٍ تُقال غير توهم كيونقسو للأحداث في حياته , كيونقسو كان يسخر و الابتسامة القابضة لعود السجائر و زجاجة الخمر الصغيرة تهتزُ مراراً !

حرّك يده محدثاً نفسه !! :

" اذاً في هذه الحالة أنا أتوهمُ نفسي ! اوه انظر إليك أنت غير موجود ! وهذه الأرضُ القذره غيرُ موجودة ! إذاً أنت ايضاً سيد جيمس لي غير موجود !! " ضحك و بعثر مؤخرة شعره ! " تسك تسك ~ هذا العالم مليءٌ بالحمقى صدقاً ! "

هذا صحيح !!! انت تقول الحقيقة هنا !!!

مالغرض من التفكيرِ بذلك إذاً ؟! أنت قد حذّرته من مُطاردتك ! لا تتردد ابداً في القضاء عليه إن حاول ذلك اللقيطُ من جديدٍ الزحف إليك مع بدلةُ الإيمائي الساذجة !! كان يجب ان تعرف في البداية ذلك الإيمائي لن يكون من احدٍ غير جيمس لي وحده لكنك مغفلٌ احياناً !!! اياً كان تابع حياتك لا أحد سيقتربُ منك !!!

( آه أينَ تركتُ المفتاح ؟~ ت-... أين أنت أين أنت-... آه حسناً ها أنت ذا. ) دندنَ بعشوائية لحظة ان حرّك المفتاح في القفل لفتح باب الغرفة.

جميع الطلبةِ في الطابقِ كانوا ملتزمين غالباً بفترةِ نومهم بإستثناء كيونقسو , هنا هو قد ضحكَ من جديد ..

وإنه لم يكن من الجيد ان يضحك الشخصُ كثيراً ان كان الظلام يتجسد كـ جلبابٍ داخل دهاليزه.

لكن كيونقسو فعل , يدفع الشكوك بعيداً عنه .. لم يُعطه الزمنُ فرصة المحاربةِ لتلك الشكوك طويلاً في الآن الذي دُفِع به باب غرفته فجأةً ودون انذارٌ مسبق ليجفل تبعاً لذلك جسده !!!

!!!!!!

" ؟؟؟ "

كارل ؟ ..

لقد كان شريكه في الغرفةِ كار-....

" ؟؟ "

آه لك-.. لكن....

هو ذاهبٌ لمكانٍ ما ؟

" ؟؟؟ "

تأمل به ..

" ؟؟ "

هل كان يقول شيئاً ؟

-كارل مضى سريعاً من خلاله !!!-

........



-رمش بعينيه ضد الآخر عندما كان يحمل عدداً من الحقائب اعلى ظهره و وسط يديه-

كان يحمل حقائب عديده يجرها خلفه , تعثرت عجلات حقيبته كثيراً لكنه ظلّ يجعد ملامحه و يسحبها من جديدٍ خلفه.

( يُغادر ؟ )

لما الآن ؟ حسناً .. هو يُغادر , صحيح ؟ أ-أو ... هل قرر ترك المهجعِ فجأةً أو ما شابه ؟ لسببٍ ما أو ... بلا سبب ؟

( بئساً .. هل اثارتني الريبةُ على أمرٍ صغيرٍ كهذا ؟~ انت تذهبُ بعيداً كيونقسو ~~ )

ل-لم يكن مهماً , كارل يُمكنه الرحيل إن شاء و يتجاهلُ قوانين المهجع لكن الأمر فقط-... آه أنت تعرف لقد تصادمت الأمور في عقله أو ربما هي ظلت تتصادمُ منذ زمن و-...

إنه غير مألوفٍ وحسب.

لم يعلم أن كارل لديهِ كُل هذه الحاجياتِ ليمضي... ؟؟لطالما كان كارل مجرد مهووسٍ بالدراسة ولا يسقط الحاسب المحمول عن يده أبداً ...

( لما قد يُهمني أمرٌ كهذا ؟ )

صحيح .... لما ؟

على كُلٍ لم ينوي أن يُطيل النظر بهذا الشأن لذا فهو قد ضمّ سُترته لصدره أكثر بعد أن طوى ذراعيه أعلاها , كان على وشك المضي قدماً بعد أن رفع قدمهُ ليصنع خطوةً بها لكن-.....



" .. "

.

.

.

.

.

.

.

لكن ليسَ بعد ..

.

.

.

.

.

.

-تشنجت قدماه-

.

.

.

.

.

" !! "

.

.

.

.

.

.

.

أجراس.

.

.

.

.

ا-الأجراس ترن ...


.

.

.

.

وجسده تصلّب دون سبب.

.

.

.

.

.

أجراس ...

-ذبُلت عيناه فجأةً-

( .. )

-للحظة ... لم يكن يقدرُ على الحديث مع نفسه ... كأبسطِ الامور-

.

.

.

.

.

-والأجراس .. تتحرك-

.

.

.

.

" .. "

جسدهُ مستقيم .. عيناه تُحدقان على البقعةِ ذاتها مع ذبولٍ شديد.

.

.

.

.

.

.

" .. "

جر-جرس .. ا-اثنان .. ثلاثه ... ار-اا-اربع-...

.

.

.

.

.

عشرون ...

.

.

.

.

.

الوق-اا-الوقتُ فجأةً ق-قد توقف-... مثل صفحةٍ بيضاء ... كانت تحجب عنه رر-رؤيته لك-لل-لكن في لحظةٍ ما !! جج-جسده التفت خلفاً-...!!!

و قطط ..

" .. "

كارل كان يحمل العديد منها.

" .. "

متصلبٌ لا يُحرك ساكناً.

لك-.. لكن آخر مرةٍ اكترث بها ... كان يعرفُ بأن كارل لم يُحب الحيواناتِ أبداً ...

" .. "

و ان-انه الآن يحمل العديد منها.

" .. "

عشرون منها.

.

.

.

وصوتُ الأجراسِ يُنادي.

.

.


كان يبتعد ... وما احاطه من جماداتٍ كانت تتحركُ معه..

( آه لقد افر-.. افرطت ؟ نعم ~ افرطت في الشُرب فقط ~~ الأرض تدور و الباب يدور يبتعد ~~ )

.

.

للحظةٍ رمادية ...

كانت الارض تحتهُ تدورُ به غيرَ انهُ لم يُدركها ولم يعي نَفَسَها..

عندما ظل ينظرُ بضياعٍ نحو جسد كارل الراحل سريعاً... بدا كيونقسو ثقيلٌ ليتحرك...

-صوت الاجراسِ يتردد في ذهنه-

وبعيدٌ جداً ليصل احدهم إليه.

-يترددُ كثيراً داخل رأسه-





" ... "

كارل مضى , يحمل حقائبه تلك المجرورة خلفه و الاخرى التي تدلت بين يديه ليظهر منها طرف ذيلٍ مغطىً بالفرو...

.

.

مع ذلك .. كيونقسو لم يستفق.

" .. "

اطرافه انقبضت و اشتدت حول بعضها , سقطت قوّته الجسديةُ-... لم تكن على الارض , لم يكن لها اثرٌ ليتمسك بها.

فجأة .. عينه كانت تضيق , لم يعرف .. و لم يكن ذهنه يعملُ ليعرف .. لكن الحقيقة كيونقسو كان يُسحب للبعيد دون ان يعي.



مالخطب ؟؟؟ م-مالذي اصابه ؟؟؟؟ لم-لما اطرافه يابسةٌ فجأة وو-وعينه لا تكادُ أن ترم-تت-تومِضَ أبداً ؟؟؟؟

صوت انفاسه وحدها ما كان صاخبٌ جداً.

كان يختنق .. لم يشعر.

كانت انفاسه عاليةٌ جداً .. لكنه مجدداً لم يشعر , اختفى الاثر لضربات قلبه فبدا صوتُ كل شيءٍ حوله بطيءٌ جداً يستقبله ذهنه كـ انينٍ طويلٌ ممدود , عيناهُ الشريدةُ و الضائعة كادت أن تسقطَ أرضاً , تنفست عيناهُ .. وذلك لم يحدث لأحدٍ قبله , تنفسّت حتى اكتفت .. ظنّت هي ستكتفي إن لهثت لكن قطعاً .. ذلك ليس الإكتفاء الذي تنفست به ..

هالةٌ شاحبة كانت تضيقُ حول تقاسيم جسد كارل الراحل , تبتعد .. تنزحُ بعيداً جداً ببطء .. بثقلٍ ما هو بكائن , عندما ضيّق عيناه .. يحاول جاهداً أن يتشبث بأركان واقعه .. كانت يده زلقةٌ بشدة لذا هو وجد نفسهُ يعود .. ينتكس .. يهبط .. يفقد وعيه ..

( اللعنه ~ اللعنه يا إلهي ما هذا ؟~~ ما تفعلُ بي ؟~~ )

خطوات كارل كانت تتباطئ , بطريقةٍ ما كانت الصورُ في عينه تزحف مع نمطٍ بطيء لن يقدر على تذكره لاحقاً .. لكنه رأى جسمٌ ما قد سقطَ من كارل على الاقل ذلك ما رآه كيونقسو , الجسم الصغير كان يهرب ثم يختفي و كارل معه كان يهرب ... ثم يختفي.


.

.

.



انت بخير ؟؟؟ هل تسمع ؟؟؟ ك-كيونقسو ؟ ا-انت نائم ؟؟؟

ي-ياه مالذي-..؟؟؟

.

.

.

.

.

" كيونقسو ؟ "

بئساً !!!!!

-التفت على عجل عندما احسّ بيدٍ تضغطُ اعلى ذراعه !!!!!-

" اه مالذي تفعله هنا بني !! الوقت متأخر ويمكن لأحدهم ان يعطيك مخالفةٌ بسهولةٍ ان تابعت الوقوف هنا !! "

رباه ... رباه لقد كان المسؤول عن النظافه.



" .. "

" هل تنتظرُ احدهم ؟ "

" .. "

" ؟؟ "

" .. "



مالذي ....

رمش سريعاً " همم ؟ "

" هل تنتظرُ احدهم ؟ "

" ... "

" يا ولد ! أنت تسمعني ؟ "

مالذي بحق رب الجحيم يحدث معه؟؟؟ هل كان يغفو من جديد ام-...؟؟؟؟

" تنتظر أحداً ؟! "

تنحنح سريعاً و وازن سترته !!

" لا. "

" اذاً تحرك بسرعه للداخل الساعةُ متأخرةٌ بالفعل !!! "

.......

-نظر امامه-



.....

كارل قد رحل.

" اه تحرّك بسرعه ياولد انت ستوقع نفسك في مصيبةٍ إن لاقاك احدهم تتسكعُ كثيراً في الخارج ! بسرعه بسرعه ! "

....



-نظر لحيثُ اختفى كارل-

لبرهةٍ فقط.. كان الركودُ في نبضاته عجيبٌ لا يُطاق.

ما كان ذلك ؟

-بلل ريقه-



ما كان ذلك ؟ لم-... لما توقف به العالمُ دقيقة؟

اطرافه المربوطةُ كانت دافئةٌ فجأة .. مثل انه امضى زمناً يُمسك بمقبضِ الباب قبل ان يُقاطع من قِبَل البواب الامريكي..

ظل يُحدق , يتحسس الضياع في محيطه , لم تكن هناك من زاويةٍ تلقي التحيةَ على ما غزى نعشَ أفكاره الميته , لم يجد شيئاً .. الدُنيا حوله كانت سوداء , حقيقيةٌ كالجحيم بيدَ أنها .. سوداءُ قاحلة .. ظنّ هو ينظر إليها لمرته الأولى لكنه قد أفرط زمناً ينظر إليها .. عشراتُ المرات ~

شيءٌ ما كان يضغط أعلى مفاتيح عقله .. بنغمٍ كريهٍ جديد هو يستجيب , شيءٌ ما.. ضلّ ينبش في مخيلته و يُسقيه المُرّ .. المُرّ الجزيل..

ان-انه فقط ... مالذي حدث؟؟

هل هو واعٍ او ربما ان-انتشى شيئاً افقده توازنه للحظه ؟؟

-جعد ملامحه وفرك جبينه بإرهاق-

لقد كان يتعرّق كثيراً.

راقب باطن يديه ... كانت ترتعش ...

( اللعنه مالأمر معي ؟~ )



هل هو كذلك؟؟ انتشى شيئاً ؟؟؟ ل-لأنه منذ قليلٍ فقط لم يبدو على احسن حالاته .. لقد كان يقفُ فقط و-...

هو لم يبدو بخير.

مسح على صدره ~ .. ما تفعل ؟ أنت-... هل غفوت للتو فقط أو-..؟

تنحنح مطولاً !

كان الأمر مثل وخزاتٍ لا تنتهي تنخر جسده من كل حدب , لقد ضلّ يُحدّق .. وطويلاً هو قد فعل , نحو المحل ذاته حيثُ غادر كارل .. ونحو انعكاس ظلّه أعلى الأرض , ... غفى بصدق ؟~

لما هذا الثقلُ الشديد في صدره يقوم ؟~ ولأي غرضٍ قامَ و اعتدل ؟~

كان يمكنه أن يرى أو أن يُحسّ على نحوٍ ضئيلٍ من الواقع .. لحظةَ أن جعّد حاجبيه يستنكرُ العديد من الثواني تلك التي مرّت عليه و تركته ملقىً أعلى الطرفِ المُهمل من فمِ الواقع .. أكان واقعاً ما عاشه قبل ( مالا يعرف كم هو قدره من الزمن ) ؟ أم هو بالفعل قد أثقل كاهل جسده بإنتشاء التبغِ آنفاً ؟ لأنه على الأقل .. قدر على تقدير عدد ما أهمله من الزمن في تعاطيه.

تنفس بضيقٍ شديد , أومأ للبوابِ مع ابتسامةٍ مخدوشةٍ و مخادعة قبل أن يقصد غرفته.

هذا أفضل , و ذاك لا شيء ..

-دخل الغرفه-

كانت ليلتك طويله يارجل , انت تستمر فقط بإرهاق نفسك زيادة و زيادة ..

-تنهد و استلقى اعلى سريره-

توقف عن التصرف بغرابه , هل يمكنك ذلك ؟ دو كيونقسو ؟

" توقف عن التصرف بغرابه "

لا تكون الامور غالباً مُسيّرةٌ على ما يريد , كيونقسو وجد نفسه يُمحلقُ نحو السقف .. بطريقةٍ ما و للعديد من الاسباب الغير معلومه لم يكن ذهنه ثقيلٌ من الافكار على الرغم من كونه قد فقد وعيه منذ قليل فقط لحظةَ لقاءه مع كارل.

-نظر نحو سرير شريكه-

وهنا ما اربكه وازعجه ... لما قد يفقد وعيه فجأةً ودون انذار ؟! لما يبدو جسده هزيلٌ جداً للحظ-...

" اه يا إلهي ما اغباني مستعدٌ للتفكير في البعيد !~ " نقر جبينه !

ذلك قد يكون بفضل نقص السُكر في دمه ؟ لا ؟ هو لم يتناول الكثير من السُكريات اليوم لذا هو امرٌ محتملُ الحدوث.. لا تظن؟ اوه هيا !! ان لم يكن الأمر كذلك لما قد يفقد وعيه اثناء وقوفه معتكفٌ على قدميه مرتين في اليوم ذاته !!! هو يعاني من فقدان الوعي احياناً تلك نقطة !! الا يجعل ذلك من الامور اكثر وضوحاً الآن ؟!

هزّ رأسه طارداً هلوسته بعيداً , لقد كانت الحقيقة فقدانه المتكرر لوعيه يُرهقه لذا جديرٌ بهِ ألا يُحمّل نفسه الكثير من الاجهاد !~

" آخر ماقد احتاجُه الان هو التقاط رشحٍ أو مرض ~~ "

كان الضوء في الغرفةِ خافتٌ جداً لحد التلاشي غير انه اتاح للمُلاكم القدرة على النظر إلى المحيطِ حوله وقد وقعت عيناه الذابله اعلى ناحيةِ سرير شريكه في الغرفةِ كارل , لاحظ كيف انه قد تخلّص من امتعته وملابسه وُكل أثرٍ له .. هو لا يذكر حقيقةً ان كان كارل قد اخبره بشيءٍ منذ قليل عندما لاقاه يغادر الغرفه لكن ذلك ممكن ايضاً ! ربما امره بعدم التدخين أو احضار رفقه للغرفه او-.. او ربما نبهه على اغلاق النور فور المغادرة-...اه كيونقسو مرهقٌ فقط و يعجز عن التذكر بسبب ارهاقه لكن-....

-رمش بهدوء-

كارل قد رتّب سريره جيداً .. و خزانته فارغةٌ على الارجح ... هل يغادر لمكانٍ ما حقاً ؟ أوه ! ربما يعود لمنزله؟

-ضحك ساخراً-

لاعجب اذاً هو قد بدا مثيرٌ للريبه !!

كارل على حدٍ سواء يمكنه أن يتعرض للمضايقة من الاخرين بفضل صورة الطالب المُجتهد تلك لكن الاحمق يستمر بالتنمرِ على كيونقسو !! رباه أي صبرٍ يحمله كيونقسو ليتغاضى عن الكثير ممن حوله ؟!

إذاً .. كارل قد عاد لمنزله , هكذا هو الأمر ؟

-تنهد من جديد و ازاح شعر ناصيته بعيداً مُبقياً كفّه اعلى جبينه-

حدّق بالسقفِ قليلاً ...

لقد كان كُل شيءٍ هادئٌ حوله .. أعلى السقف .. كيونقسو لم يستطع المساعدة لكن شيءٌ ما كان يسحبه للتفكير...





الإيمائي وعجلات الكُرسي من الماضي تلك التي لا يريد سماعها من جديد..

-بلل ريقه-

كانت تختلطُ مع صوت-... أصواتٍ في داخله-

-جعد حاجبيه وشدد ملامحه-

كانت تتداخل .. أكثر وأكثر الأصوات تتداخل فقط...

أنت تتوهم .. وتختلق الامور.

هذا ما اخبره بهِ جيمس لي ... وربما هذا ما يعتقده كيونقسو عن نفسه ...



-تتداخل-

ترآى لهُ الجسدُ المُمتلئ .. العينُ المُستديرة مع الكثير من الظلال السوداء حولها... ترآى لهُ المبسمُ المتسع وسط البشرةِ المُحمّلة بالعديد من طبقات مساحيق التجميل باللون الأبيض ..

ترآى له الايمائي المُقعَد ..

وانه لمن العجيب ألا يفقد ذهنه ادنى تفصيلٍ عن عدوه , لقد كان هذا الكون بمُجمله .. بجُلِّ ما حمّله واحتوهُ عدوٌ له منذ نشأته الأولى التي عاند بها نعومة أظافره ليطغي .. ويُطغى عليه , كان عدواً لنفسه .. وهو يتفقدها كُل يوم , وكُل حين .. لأنه ينسى كثيراً كيف يبدو , وهل امتلأ و شبع ؟ ..

-ضحك ساخراً-

لكن تُريد الحقيقة؟ جيمس لي لعب الدور بإحترافيةٍ دون شك ! كيف فكّر بذلك ؟! كيف فكّر بإحداث صخبٍ مع الكرسي و الايمائي المقعد و كل ذلك هذا فقط متقنُ الصنع لكن حيلةٌ كهذه لكانت ستنطلي على أي عابرٍ ساذجٍ في الطريق غير كيونقسو حتماً !!

-ضحك بتعب , يدلك وجهه بيديه-

" يا إلهي يا إلهي ~~ "

حسناً , طالما الأمر كذلك أليس جديرٌ بك النوم الآن؟

" لنتخلص من هذه أولاً " فرك عنقه.

نزع أحذيته و ألقى بها بعيداً ثم تخلص من بنطاله بعد سُترته الثقيلة وقميصه الابيض ليستلقي أخيراً.

" لا تكترث كثيراً " قال لنفسه.



لقد نام.

و الصورةُ التي بدا عليها كيونقسو أثناء نومه مُسالمةٌ عكس ما جُبِل عليه.

بشرته الشاحبة كانت وجبةً للبعوض خلال دقائق من غفوته , وجسده الضعيفُ إستمر يرتفعُ مع كل نفسٍ يسرقه من العالم-... أو يستعيره.

لقد بدا بعيدٌ جداً .. لكن في العُمق الذي وصل بهِ داخل منامه لم يكن كيونقسو يُدرك كم واقعيٌ هو ما يراه من ظلامٍ دامس.

تلك الليلة كانت مُتعبةٌ جداً , لم تكن تجعله يعتقد الحُسنى بحاله.. تلك الليلة قد بدت غير مألوفةٍ عن غيرها.

لأنه في الآن الذي رحل بهِ بعيداً في نومه.. الليلُ قد إشتد أكثر.

الإضاءةُ في الشارع اعتذرت ورحلت , الأصوات ... الهمسُ الطفيفُ بين شركاء الغرف المجاورة همّ بالرحيل على حدٍ سواء.

تلك الليله .. لم ينتبه كيونقسو بأنه الوحيد النائمُ على هذا العالم.

-----------/---------------------/-----------------/----------

مرحباً. كيف الحال؟
شُكراً بقدر كُل الأشياء الضوء المسرحي بفضل الله ثم دعمكم ظهرت بالمركز الثالث :

بإذن الله راح انزّل ٥ بارتات غير هذا البارت خلال اليوم , شكراً شكراً شكراً ؛)
كونوا مُستعدين وتمهلو معي بالأحداث الحاجه لمّا تجي سريعه مالها طعم xD خلكم صبورين.
شُكراً من جديد لدعمكم ♥️♥️🌀

Continue Reading

You'll Also Like

26.8K 3.4K 11
"مِن مَن تهرب القطة الصغيرة؟" توقفت لوڤينا عن السير لتنظر خلفها بحدة عندما تقابلت عينيها مع أعين إبن جيون و الذي يكون من العائلة المعادية لعائلتها عا...
42.5K 3.1K 60
أنا الزهرة اللتي تُحيي ما مات في داخلك. Vk 12 @thvtt19
8.8K 222 1
تيهيونق وصغاره المُشاغبين! - علاقة مُحرمة - بويبوسي - أفكار قد لا تُعجب البعض!
481K 31.9K 22
{ Sexuel contact} جنيرالٌ مخدرمٌ أنتَ أوقعتنِي بينَ سلاسلِ عشقكَ الأبدية و أنا مجردُ أنثى عذراء سقيتُ بعسلِ علاقتناَ الآثمة و بللت إطار علاقتنا بدمو...