_El palacio de tierra_

115 13 7
                                    

" الـقــَصــرُ الأرضِــــي "

التقت عيناها السمراء بمثيلته لوهلة قبل أن ترتخى قبضته من عليها وتهب واقفة وهي ترتب خصلات شعرها لتنظر له بذراعيه المفتولي العضلات وبذلة الشرطة السوداء اللون بقميصها المفتوح على صدره النحاسى..
أخذت تنظر له بجمود فهذا هو اليوم الأول لها بهذه المدينة لما قد تأتى الشرطة إليها؟ وبينما هي تستعد لسؤاله فاجئها بذكر اسمها :
" روز! "
هزت هى رأسها بغير فهم قبل أن تقول بصوت مرتعش :
- كيف تعرفني؟
نظر إلى وجهها بإبتسامة وإيماءات مختلفة يحاول ان يبعث في نفسها الطمأنينة بعد أن لاحظ توترها ليقول :
- نحن كنا ننتظرك.
لكن تلك الكلمات التي خرجت من فمه الآن لم تبعث بها أية طمأنينة بل جعلها تضيق عينيها بدون فهم وبداخلها العديد من الأسئلة مجددا لتقول بعد تردد:
- نحن؟!
-نعم..
- ومن انتم؟
- ستعلمين قريبا.
قال بهدوء ثم اقترب منها ليستمر فى حديثه معها :
- لا تخفِ مني.
قال قبل أن يمسك بمعصمها ويرفعه ثم يضع براحه يدها ظرف صغير الحجم لتنتقل مقلتيها الي الظرف وتأخذه بين أناملها قبل أن تفتحه وتخرج منه ذلك القرص المدمج، رفعت رأسها مرة أخرى ولكنه كان قد رحل فجأةً.
همت بالركض خلفه لتجده قد صعد الي سيارته وذهب لتتمتم ومازال ذاك القرص المدمج مستقرا بين أناملها :
- ما كل هذا الغموض؟

رمت بنظرها إلى الخارج مجددا قبل أن تزفر بقلة حيلة تتوجه للولوج للداخل مرة أخرى وهى تلقى الظرف بعشوائية على الطاولة بغرفة المعيشة لتذهب وتجلس علي إحدى الآرائك تفكر بهؤلاء الأشخاص الذين يظهرون تارة ويختفون تارة أخرى، نفضت تلك الأفكار سريعا وهى تنوى ان تشاهد ذلك القرص عند مجئ حاسوبها فهى لم تأت بالكثير معها لذا طلبت من جارةٍ لها أن ترسل لها باقى أغراضها عن طريق الشحن، نظرت الظرف مرة أخرى قبل أن تنهض لتكمل أعمال التنظيف مجددا.

ذاب قرص الشمس بين زرقة السماء لكن الغيوم مازالت متشبثه بها لتفوح رائحة الرطوبة بالهواء بسبب زخات الأمطار التي بللت أرضية الشرفة حيث تقبع هى وكوب قهوتها الذى يبث بها الدفئ، فالقهوة هى ما وجدته بهذا المنزل بعد عناء طويل طوال اليوم، أخذت ترتشف ببطئ قبل أن ترفع يدها بالهواء تتلمس قطرات الماء الصافية التى تنعش روحها.

شعرت كما لو انها عالقة فى قارب بوسط المحيط ولكن على الرغم من ذلك فهى لا تشعر بالوحده أو الخوف فالحقيقة هى ان شعور الوحدة لا يعنى ان يكون الإنسان بمفرده.

إننا ندرك بآننا وحدنا عندما نكون بين الناس.

عندما تشعر انه لا يوجد أحد من كل هؤلاء الناس يقف بصفك، لا أحد يحاول ان يفهمك حتى عندما يسألك الآخرون عما تشعر فهم لا يريدون الإستماع لما تشعر حقا بل يريدون ان تخبرهم بما يجب أن تشعر ومن هنا يمكن للوحده ان تزيد ومن هنا يكون الآمر أكثر حزناً ليصبح وكأن ثقل العالم كله على عاتقك.

التلة الصامتة Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz