|

81 8 0
                                    

كَتبتُ (خاليه مني ) عام 1940 وقبل ان تُنشرلي اية رواية سابقه. ولما كنت غير متأكد ، بالمقدار الكافي ، ان تصبح كلمة الروائيه وحدها طريقتي في التواصل مع الأخرين ، نظرًا لأن (الموال ) السياسي كان لا يزال يُراودُني في ذلك الحين ، ولأن جرح حزيران كان ساخنًا ، وكان يُفترض ان يكون الرد على الهزيمة عملاً سياسيًا مباشرًا ، وبالتالي اعتبرت الكلمة الروائيه هدنه ، يعود بعدها كل انسان إلى الموقع الذي يعتبره اكثر مُلاءمه له ؛ إضافه إلى جهلي ، او عدم درايتي الكافيه ، برد الفعل الذي قد ينجم عن كتابة روايه تتناول احد ابرز المحرمات ، السجن السياسي ؛ علاوه على التوجس الذي يُراود مَن دخل عالمًا جديدًا ، ومعتمًا ، يجهل مالكه ؛ واخيرًا احتمال المنع الذي يمكن ان يواجه كتابًا وكاتبًا في بدايته الأولى...
لهذه الأسباب كنت رقيبًا على نفسي اثناء كتابة (خاليه مني ) أي لم اقل كل ما يجب ان يُقال حول عالم السجن السياسي ، ومايعرض له السجن من قسوة ومهانه في الزنازين الممتده على كامل حوض المتوسط الجنوبي والشرقي ، والتي تتزايد وتتسع سنه بعدَ اُخرى مما جَعل الروايه توحي ولا تحكي ، تُشير ولا تتكلم.

الكاتب المنفى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن